لـمـــاذا كـتـم جـمـــاعـــــة مــن الصحـــابــــة حـديــث الغـديـــر ؟

حسن العلوي

حسن العلوي
18 أبريل 2010
59
0
0
اللهم صل على محمد وال محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسعد الله ايامكم بتتويج سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)

وردت روايات كثيرة مفادها ان جماعة من الصحابة كتموا الشهادة حينما ناشدهم أمير المؤمنين (ع) في الرحبة بمن سمع حديث الغدير الا قام ، فقام جماعة ، وكتم جماعة ، فدعا عليهم امير المؤمنين (ع) فأصابتهم دعوته .

وهذه الروايات وإن كان لا يخلوا سند كل واحد منها من كلام ، إلا أنّ مجموعها يثبت العنوان وهو : كتم جماعة من الصحابة الشهادة بسماعهم حديث الغدير .

فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : انه لماذا كتم هؤلاء الصحابة الشهادة بالسماع ؟

الجواب فيه احتمالان :

الاحتمال الاول : ان الصحابة كانوا يفهمون من حديث الغدير الامامة والخلافة والوصاية ، ولذلك كتمه جماعة منهم حسداً منهم لعلي (ع) ، او بغضاً له ، أو لمصالح سياسية .

قد يقال : من اين عرفت انهم فهموا الامامة والخلافة ، اذ لعلهم فهموا المحبة والنصرة من الحديث ؟

نقول : لو كان مقصود النبي (ص) من حديث الغدير هو المحبة والنصرة فما الداعي أن يجمع علي (ع) كل هؤلاء الصحابة ويشهدهم ويدعوا على الكاتم ، هل لاجل ان يثبت لهم أنه محب النبي (ص) وناصره !!!
والحال أنّ محبة علي (ع) ونصرته للنبي (ص) كانت أشهر من نار على علم ، يعلمها الصغير والكبير ، والصديق والعدو ، والقريب والبعيد .

الاحتمال الثاني : أنهم نسوا الحادثة ، ولذلك لم يحدثوا إلا بما تذكروا ؟

ولكن يلاحظ على هذا الاحتمال :
اولا : انّ حادثة الغدير كانت من الحوادث التي لاتنتسى ، إذ كان يوماً عظيما مشهودا ، بحيث حضره عشرات الالوف من الصحابة ، وكان يوما حاراً شديد الحرارة ، وخطب فيهم النبي (ص) خطبة طويلة جدا ، فكيف ينسى مثل هذا اليوم العظيم ؟

ثانياً : مما يشهد على انهم لم ينسوا ، بل كتموا ، هو استجابة دعاء أمير المؤمنين (ع) فيهم ، فلو كانوا فعلا ناسين ، لما استجيب دعاءه (ع) في المظلومين .

اما الروايات فهي :

الرواية الاولى : مسند احمد ج 1 ص 119
(( حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني انه شهد عليا رضي الله عنه في الرحبة قال أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهده يوم غدير خم الا قام ولا يقوم الا من قد رآه فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فقام الا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فاصابتهم دعوته .))

رجاله ثقات الا الوليد بن عقبة فهو مجهول

رجال السند :

1- احمد بن عمر الوكيعي : من رجال مسلم . قال الذهبي : كان حافظا ثبتا . وقال ابن حجر : ثقة من العاشرة .
2- زيد بن الحباب : من رجال مسلم والاربعة . وثقه الذهبي وابن المديني وعثمان بن ابي شيبة ، وقال احمد : كان صاحب حديث كيسا . ووثقه ابن المديني والدارقطني وغيره .
3- الوليد بن عقبة بن نزار : مجهول .
4- سماك بن عبيد : ذكره ابن حبان في الثقات ، والبخاري في التاريخ الكبير بدون جرح ولا تعديل ، وهكذا ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل .
5- عبد الرحمن بن ابي ليلى : ثقة امام من رجال الستة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الرواية الثانية : المعجم الكبير للطبراني ج 5 ص 175
(( حدثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى الحماني ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال نشد علي الناس أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك قال زيد وكنت أنا فيمن كتم فذهب بصري .))

ورجاله رجال الصحيح غير ابو اسرائيل فمن رجال الترمذي وابن ماجة مختلف فيه وابو حصين القاضي ثقة حافظ .

رجال السند :

1- زيد بن وهب ، ابو سليمان : ثقة من رجال الستة .
2- الحكم : وهو ابن عتيبة : ثقة من رجال الستة .
3- ابو اسرائيل الملائي : هو اسماعيل بن خليفة العبسي : من رجال الترمذي وابن ماجة : مختلف فيه
4- يحيى الحماني : من رجال مسلم ، وثقه ابن معين وابن نمير ومحمد بن ابراهيم البوشنجي ، وقال ابن عدي : .. ارجو انه لابأس به ، وقال ابو داود : كان يحيى حافظا ، واتهمه جماعة من الحفاظ الا ان ابن معين اتهمهم انهم يحسدونه .
5- ابو حصين القاضي : وهو محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي الكوفي ابو حصين القاضي : قال الذهبي في العبر : وكان من حفاظ الكوفة ، ووثقه الدارقطني و بدر الدين العيني في مغاني الاخيار .
وترجم له الذهبي في السير فقال : الوادعي المحدث الحافظ الامام القاضي ابو حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي الكوفي صاحب المسند .. ثم نقل توثيق الدارقطني له .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ويحيى الحماني تابعه اسماعيل بن عمرو البجلي عند الطبراني :

المعجم الكبير للطبراني ج 5 ص 171
حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو الأسماء ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم قال ناشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي قال له فقام ستة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال زيد بن أرقم فكنت فيمن كتم فذهب بصري وكان علي رضي الله عنه دعا على من كتم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الرواية الثالثة : رسالة طرق حديث من كنت مولاه للذهبي ص 30 - 32
( 24 ) - ابن عقدة ، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود الكندي ، ثنا جعفر بن محمد بن يحيى حدثني موسى بن النضر الجعفي الحمصي حدثني أبو غيلان سعد بن طالب / ثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر وزيد بن يثيع ، 3 / ب وسعيد بن وهب وهانئ بن هانئ ومن لا أحصي : أن عليا نشد الناس عند الرحبة : من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ فقام نفر - فقال بعضهم : ستة وقال بعضهم : ثلاثة - فشهدوا بذلك ، وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا أو أصابتهم آفة ، منهم يزيد بن وديعة وعبد الرحمن بن مدلج .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقال ابن الاثير في اسد الغابة ج 3 ص 321
( س * عبد الرحمن ) بن مدلج أورده ابن عقدة وروى باسناده عن أبي غيلان سعد بن طالب عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر ويزيد بن نثيع وسعيد بن وهب وهانئ بن هانئ قال أبو إسحاق وحدثني من لا أحصى ان عليا نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام نفر فشهدوا انهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة منهم يزيد بن وديعة وعبد الرحمن بن مدلج أخرجه أبو موسى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وذكره ابن كثير في جامع المسانيد ج8 ص446 على مانقل ( ولم اتحققه )


الرواية الرابعة : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 42 ص 207 - 208
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر البجلي الكوفي الخزاز نا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب أنا إسماعيل بن أبان عن أبي داود الطهوي واسمه عيسى بن مسلم عن عمرو بن عبد الله وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خطب الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الرحبة قال أنشد الله امرأ نشدة الإسلام سمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم غدير خم اخذ بيدي يقول ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله إلا قام فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا قال الدارقطني غريب من حديث عبد الأعلى وعمرو بن عبد الله بن هند الجملي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الرواية الخامسة : حلية الاولياء ج5 ص26 – 27
حدثنا سليمان بن احمد ثنا احمد بن ابراهيم بن كيسان ثنا اسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر وحول المنبر اثني عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقاموا كلهم فقالوا اللهم نعم وقعد رجل فقال ما منعك أن تقوم قال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن قال فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة غريب من حديث طلحة تفرد به مسعود عنه مطولا ورواه ابن عائشة عن اسماعيل مثله ورواه الأجلح وهانىء بن أيوب عن طلحة مختصرا
..........................................................

الرواية السادسة : انساب الاشراف للبلاذري ج1 ص289 ( نسخة الشاملة )
حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن المعلى بن عرفان الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال قال عليّ على المنبر: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: " اللهّم وال من والاه وعاد من عاداه " . إلا قام فشهد، وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله، فأعادها فلم يجبه أحد فقال: اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها.
قال: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته؛ فأتى لاسراة فمات في بيت أمّه بالسراة.
...............................................................

كنز العمال - المتقي الهندي - ج 13 - ص 131
36417 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خطب علي فقال : أنشد الله امرأ نشدة الاسلام سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول : ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم ! وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله إلا قام فشهد ! فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا وكتم قوم ، فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا ( خط في الافراد ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .