( وثيقة جديدة بسند صحيح ) ابن عباس يؤول صفة الساق في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق"! وجمع من المفسرين

28 أبريل 2010
163
0
0
بسمه تعالى ،،،


أطلعني أخي و قرة عيني محامي أهل البيت -حفظه الله- على هذه الوثيقة من كتاب الأسماء و الصفات للبيهقي وفيها تأويل ابن عباس لصفة الساق في قوله تعالى " يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ "


ابن عباس يخالف السلفي في التوحيد


saa8.jpg


و هذه ترجمة الرواة اخذتها من اخي -محامي أهل البيت- عليهم السلام :

قلت: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
-------------------
ترجمة الرواة :





1 - أبو سعيد، محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، الصيرفي، ابن أبي
عمرو، النيسابوري.
قال الذهبي: الصيرفي الشيخ الثقة المأمون
سير أعلام النبلاء: ج 17 ص 350 رقم [ 218 ].


------------------------

2- أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري
قال الذهبي: الأصم الإمام المفيد الثقة محدث المشرق
تذكرة الحفاظ: رقم 835.

------------------------

3- محمد بن الجهم بن هارون أبو عبد الله الكاتب السمري
قال الخطيب البغدادي : وقال الدارقطني ثقة صدوق .... .
تاريخ بغداد : 2 ص 161 رقم [ 588 ]، دار الكتب العليمة _ بيروت.
ابن حبان : أورده الثقات
ج 9 ص 149 رقم [ 15706 ]
وقال ابن حجر: ما علمت فيه جرحاًًًًًً.
لسان الميزان: ج 5 ص 125 رقم [ 8158 ]، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1407هـ _ 1987م.


------------------------

4-
أبو زكريا، يحيى بن زياد بن عبد الله ابن منظور الأسدي مولاهم الكوفي النحوي، صاحب الكسائي.
قال الذهبي : ..وكان ثقة.
سير أعلام النبلاء: ج 10 ص 118 و 119 رقم [ 12 ].
وقال الخطيب البغدادي: ..وكان ثقة إماما... .
تاريخ بغداد : ج 14 ص 149 رقم [ 7467 ].

------------------------


5- سفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي
قال الذهبي : ثقة ثبت حافظ إمام .... .
الكاشف: ج 1 ص 332 رقم [ 2091 ]،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1418هـ _ 1997م.



------------------------

6- عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم
قال ابن حجر: ثقة ثبت.
تقريب التهذيب: ص 358 رقم [ 5024 ]، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1416هـ _ 1996م، بعناية عادل مرشد.

------------------------

7- الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه غني عن التعريف.



اضاف المحامي

وقد صحح ابن حجر هذا الاثر حيث قال:
وأسند البيهقي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال : يريد يوم القيامة،.... .
فتح الباري: رقم 6886.



اضاف العلوي

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2 ص499
حدثنا أبو زكريا العنبري ، ثنا الحسين بن محمد القباني ، ثنا سعيد بن يحيى الأموي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أنبأ أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهم ، أنه سئل عن قوله عز وجل : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : « إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر ، فإنه ديوان العرب » أما سمعتم قول الشاعر : اصبر عناق إنه شر باق قد سن قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا عن ساق قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد وهو أولى من حديث روي عن ابن مسعود بإسناد صحيح لم أستجز روايته في هذا الموضع
وقال الذهبي : صحيح .




اللهم صل على محمد وال محمد
قال ابن حجر في فتح الباري ج13 ص359
قَالَ : وَأَمَّا السَّاق فَجَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ( يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق ) قَالَ عَنْ شِدَّة مِنْ الْأَمْر ، وَالْعَرَب تَقُول : قَامَتْ الْحَرْب عَلَى سَاق إِذَا اِشْتَدَّتْ ،
وَمِنْهُ : قَدْ سَنَّ أَصْحَابك ضَرْب الْأَعْنَاق وَقَامَتْ الْحَرْب بِنَا عَلَى سَاق
وَجَاءَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي تَفْسِيرهَا عَنْ نُور عَظِيم قَالَ اِبْن فَوْرَكٍ : مَعْنَاهُ مَا يَتَجَدَّد لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْفَوَائِد وَالْأَلْطَاف . وَقَالَ الْمُهَلَّب : كَشْف السَّاق لِلْمُؤْمِنِينَ رَحْمَة وَلِغَيْرِهِمْ نِقْمَة .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَهَيَّبَ كَثِير مِنْ الشُّيُوخ الْخَوْض فِي مَعْنَى السَّاق ، وَمَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس إِنَّ اللَّه يَكْشِف عَنْ قُدْرَته الَّتِي تَظْهَر بِهَا الشِّدَّة . وَأَسْنَدَ الْبَيْهَقِيُّ الْأَثَر الْمَذْكُور عَنْ اِبْن عَبَّاس بِسَنَدَيْنِ كُلّ مِنْهُمَا حَسَن ، وَزَادَ : إِذَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ شَيْء مِنْ الْقُرْآن فَأَتْبِعُوهُ مِنْ الشِّعْر وَذَكَرَ الرَّجَز الْمُشَار إِلَيْهِ ، وَأَنْشَدَ الْخَطَّابِيُّ فِي إِطْلَاق السَّاق عَلَى الْأَمْر الشَّدِيد " فِي سَنَة قَدْ كَشَفَتْ عَنْ سَاقهَا " وَأَسْنَدَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْه آخَر صَحِيح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : يُرِيد يَوْم الْقِيَامَة



وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج9 ص331
قَوْله : ( فَذَلِكَ يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق )
قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ وَمَعْنَى مَا فِي الْقُرْآن { يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق } يَوْم يُكْشَف عَنْ شِدَّة وَهَوْل عَظِيم أَيْ يُظْهِر ذَلِكَ . يُقَال : كَشَفَتْ الْحَرْب عَنْ سَاقهَا إِذَا اِشْتَدَّتْ ، وَأَصْله أَنَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْره كَشَفَ عَنْ سَاقه مُسْتَمِرًّا فِي الْخِفَّة وَالنَّشَاط لَهُ .



وقال ابن حجر في فتح الباري ج8 ص508

قَوْله : ( بَاب يَوْمَ يُكْشَف عَنْ سَاقٍ )
أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْف عَنْ أَبِي مُوسَى مَرْفُوعًا فِي قَوْله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قَالَ " عَنْ نُور عَظِيم ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا " وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قَالَ : عَنْ شِدَّة أَمْر ، وَعِنْد الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : هُوَ يَوْم كَرْب وَشِدَّة قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَيَكُون الْمَعْنَى يَكْشِفُ عَنْ قُدْرَته الَّتِي تَنْكَشِف عَنْ الشِّدَّة وَالْكَرْب وَذَكَرَ غَيْر ذَلِكَ مِنْ التَّأْوِيلَات كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه عِنْد حَدِيث الشَّفَاعَة مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الرِّقَاق إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . وَوَقَعَ فِي هَذَا الْمَوْضِع " يَكْشِف رَبّنَا عَنْ سَاقه " وَهُوَ مِنْ رِوَايَة سَعِيد بْن أَبِي هِلَال عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم فَأَخْرَجَهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ فِي قَوْله " عَنْ سَاقه " نَكِرَة . ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق حَفْص بْن مَيْسَرَة عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم بِلَفْظِ " يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ " قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : هَذِهِ أَصَحّ لِمُوَافَقَتِهَا لَفْظ الْقُرْآن فِي الْجُمْلَة ، لَا يُظَنّ أَنَّ اللَّه ذُو أَعْضَاء وَجَوَارِح لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ مُشَابَهَة الْمَخْلُوقِينَ ، تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء .



وقال بدر الدين العيني في عمدة القاري ج25 ص129
قوله يكشف على صيغة المجهول والمعروف عن ساقه فسر الساق بالشدة أي يكشف عن شدة ذلك اليوم وأمر مهول وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر كما يقال قامت الحرب على ساق وجاء عن ابن عباس في قوله يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون قال عن شدة من الأمر وقيل المراد به النور العظيم وقيل هو جماعة من الملائكة يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقيل هو ساق يخلقه الله خارجا عن السوق المعتادة وقيل جاء الساق بمعنى النفس أي تتجلى لهم ذاته قوله رياء أي ليراه الناس قوله وسمعة أي ليسمعه الناس



وقال الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحن في كتابه تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ص211
) يوم يكشف عن ساق (
قال أهل اللغة يكشف عن الأمر الشديد وروي عن ابن عباس ومجاهد ويقال كشف الرجل عن ساق إذا جد وشمر في أمر مهم قد طرقه لتداركه .




وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح ج16 ص78
(( يوم يكشف عن ساق أي شدة عظيمة يقال كشفت الحرب عن الساق إذا اشتد فيها وكان أصله أن الولد يموت في بطن الناقة فيدخل المدمر يده في رحمها فيأخذ ساقه فجعل لكل أمر عظيم وخطب جسيم قال الخطابي هذا مما هاب القول فيه شيوخنا فأجروه على ظاهر لفظه ولم يكشفوا عن باطن معناه على نحو مذهبهم في التوقف عن تفسير كل ما لا يحيظ العلم بكنهه من هذا الباب أما من تأوله فقال ذلك يوم يكشف عن شدة عظيمة وبلية فظيعة وهو اقبال الآخرة وظهورها وذهاب الدنيا وادبارها ويقال للأمر إذا اشتد وتفاقم وظهر وزال خفاؤه كشف عن ساقه وهذا جائز في اللغة .))




وقال القاضي عياض في مشارق الانوار على صحاح الاثار ج2 ص458
( س و ق ) قوله كم سقت إليها أي كم أمهرتها وقيل للمهر سوق لأن العرب كانت أموالهم المواشي فكانت تسوقها للزوجة وقوله وسواق يسوق بهن أي حاد يحدوا بهن ويسوقهن بحدائه أمامه وسواق الإبل الذي يقدمها ويسوقها أمامه للمرعى والماء ومنه رويدا سوقك بالهوادي وريدك سوقك بالقوارير أي ارفق في سوقك وتقدم في القاف منه وسائق الدابة مثله الذي يقدمها أمامه في السير وقوله يرى مخ سوقها جمع ساق وقوله ذو السويقين تصغير ساقين صغرهما لرقتهما وحموشتهما وهي صفة سوق السودان غالبا وقوله في الحشر هل بينكم وبينه علامة قالوا الساق وهو قوله فيكشف عن ساق وعن ساقه قال ابن عباس وغيره في قوله يوم يكشف عن ساق وهو الأمر الشديد وقاله أهل اللغة .))



تفسير البحر المديد لابن عجيبة جج6 ص390
{ يومَ يُكشَفُ عن ساقٍ } ، وجمهور المفسرين على أن الكشف عن ساق عبارة عن شدة الأمر ، وصعوبة الخطب ، أي : يوم يشتد الأمر ويصعب ، وقيل : ساق الشيء : أصله الذي به قوامه ، كساق الشجرة وساق الإنسان ، أي : يوم يُكشف عن أصل الأمر ، فتظهر حقائق الأمور وأصولها ، بحيث تصير عياناً . وتنكيره للتهويل العظيم . قال النسفي : ولا كشف ثمَّ ولا ساق ، ولكن كنّى به عن شدة الأمر؛ لأنهم إذا ابتلوا بالشدّة كَشفوا عن الساق ، وقال : كشفت الحرب عن ساقها ، وهذا كما تقول للشحيح : يده مغلولة ، ولا يد ثَمَّ ولا غل ، وإنما هو كناية عن البخل ، وأمّا مَن شبّه فلِضيق عِطفه وقلّة نظره في علم البيان ، ولو كان الأمر كما زعم المشبَّه؛ لكان من حقِّ الساق أن يُعرَّف؛ لأنها ساق معهودة عنده . ))



وفي التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور ج15 ص253
(( والكشف عن ساق : مثَل لشدة الحال وصعوبة الخطب والهول ، وأصله أن المرء إذا هلع أن يسرع في المشي ويشمر ثيابه فيكشف عن ساقه كما يقال : شمر عن ساعد الجد ، وأيضاً كانوا في الروع والهزيمة تشمر الحرائر عن سوقهن في الهرب أو في العمل فتنكشف سوقهن بحيث يشغلهن هول الأمر عن الاحتراز من إبداء ما لا تبدينه عادةً ، فيقال : كشفت عن ساقها أو شَمَّرت عن ساقها ، أو أبْدت عن ساقها ، قال عبد الله بن قيس الرقيات :
كيف نوْمي على الفراش ولما ... تشملْ الشامَ غارةٌ شَعْواء
تُذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خِدَام العقيلة العذراء
وفي حديث غزوة أحد قال أنس بن مالك : «انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت عائشة وأم سليم وأنهما لمشمّرتان أرى خَدَم سوقهمَا تنقلان القِرَب على متُونهما ثم تُفْرِغَانها في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها» الخ ، فإذا قالوا : كشف المرء عن ساقه فهو كناية عن هول أصابه وإن لم يكن كشف ساقه . وإذا قالوا : كشف الأمر عن ساق ، فقد مثلوه بالمرأة المروعة ، وكذلك كشفت الحرب عن ساقها ، كل ذلك تمثيل إذ ليس ثمة ساق قال حاتم :
فتى الحرب عضّت به لحرب الحرب عضها ... وإن شمرت عن سَاقها الحرب شمَّرا
وقال جد طرفة من الحماسة :
كشفتْ لهم عن ساقها ... وبدا من الشر البَواح
وقرأ ابن عباس { يوم تَكشف } بمثناة فوقية وبصيغة البناء للفاعل على تقدير تكشف الشدة عن ساقها أو تكشف القيامة ، وقريب من هذا قولهم : قامت الحرب على ساق .
والمعنى : يوم تبلغ أحوال الناس منتهى الشدة والروْع ، قال ابن عباس : يكشف عن ساق : عن كرب وشدة ، وهي أشد ساعة في يوم القيامة .
وروى عبد بن حميد وغيره عن عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن هذا ، فقال : «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب» ، أما سمعتم قول الشاعر :
صبراً عَنَاقُ إنه لشِرْباقْ ... فقد سنّ لي قومُككِ ضربَ الأعناقْ
وقامت الحرب بنا على ساق ... وقال مجاهد : { يكشف عن ساق } : شدّة الأمر .))





وفي تفسير الكشف والبيان للثعلبي ج13 ص344
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} أي عن أمر شديد فظيع،
وهو إقبال الآخرة. قرأه العامة بياء مضمومة،
وقرأ ابن عباس بتاء مفتوحة،
أي يكشف القيامة عن ساقها. وقرأ الحسن بتاء مضمومة {عَن سَاقٍ} أي عن أمر شديد فظيع،
وهو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا وهذا من باب الإستعارة،
يقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى جد وجهد ومعاناة ومقاساة للشدة : شمّر عن ساقه،
فاستعير الساق في موضع الشدة.
قال دريد بن الصمّة يرثي رجلا :
كميش الازار خارج نصف ساقه
صبور على الجلاء طلاع أنجد
ويقال للأمر إذا اشتدّ وتفاقم وظهر وزالت عماه : كشف عن ساقه،
وهذا جائز في اللغة،
وإن لم يكن للأمر ساق وهو كما يقال : أسفر وجه الأمر،
واستقام صدر الرأي. قال الشاعر يصف حرباً :
كشفت لهم عن ساقها
وبدا من الشر الصراح
وأنشد ابن عباس :
اصبر عناق أنّه شرّ باق
قد سنّ لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق.
وقال آخر :
قد كشفت عن ساقها فشدّوا
وجدت الحرب بكم فجدّوا
والعرب تقول له : الحرب كشفت عن ساقها.
قال الشاعر :

عجبت من نفسي ومن إشفاقها
ومن طراد الطير عن أرزاقها
في سنة قد كشفت عن ساقها
حمراء تبري اللحم عن عراقها
ونحو ذلك قال أهل التأويل.
أخبرنا أبو بكر بن عبد أوس،
أخبرنا أبو الحسن محفوظ،
حدّثنا عبد الله بن هاشم،
حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي،
عن سفير عن عاصم،
عن سعيد بن جبير : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} قال : عن شدّة الأمر. وقال ابن عباس : هي أشد ساعة في يوم القيامة.



وفي تفسير الوجيز للواحدي ج1 ص1030
{ يوم يكشف عن ساق } عن شدَّةٍ من الأمر ، وهو يوم القيامة . قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنه : أشدُّ ساعةٍ في القيامة ، فصار كشف السَّاق عبارةً عن شدَّة الأمر



وفي تفسير الوسيط لسيد طنطاوي ج1 ص4295
والكشف عن الساق معناه التشمير عنها وإظهارها ، وهو مثل لشدة الحال ، وصعوبة الخطب والهول ، وأصله أن الإنسان إذا اشتد خوفه ، أسرع فى المشى ، وشمر عن ثيابه ، فينكشف ساقه .
قال صاحب الكشاف : الكشف عن الساق ، والإبداء عن الخدام - أى : الخلخال الذى تلبسه المرأة فى رجلها - وهو جمع خَدَمة كرقاب جمع رقبة - مثل فى شدة الأمر ، وصعوبة الخطب ، وأصله فى الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن فى الهرب ، وإبداء خِدَامهن عند ذلك . .
كما قال الشاعر :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن سوقها الحرب شمرا
فمعنى يوم يكشف عن ساق : يوم يشتد الأمر يتفاقم ، ولا كشف ولا ساق ، كما تقول للأقطع الشحيح : يده مغلولة ، ولا يد ثَمَّ ولا غل ، وإنما هو مثل فى البخل . .
فإن قلت : فلم جاءت منكرة فى التمثيل؟
قلت : للدلالة على أنه أمر مبهم فى الشدة فظيع خارج عن المألوف . .
والمعنى : اذكر لهم - أيها الرسول الكريم - لكى يعتبروا ويتعظوا أهوال يوم القيامة ، يوم يشتد الأمر ، ويعظم الهول .




وقال اسعد حومد في ايسر التفاسير ج1 ص5191
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ - تَعْبِيرٌ يَعْنِي اشْتِدَادَ الأَمْرِ يَوْمَ القِيَامَةِ .




وفي تفسير بحر العلوم للسمرقندي ج4 ص319
وقال القتبي : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } هذا من الاستعارة ، فسمى الشدة ساقاً ، لأن الرجل إذا وقع في الشدة ، شمَّر عن ساقه ، فاستعيرت في موضع الشدة . ويقال : يكشف ما كان خفياً . ويقال : يبدؤون عن أمر شديد ، وهو عذاب عظيم يوم القيامة .))




وفي تفسير ابي السعود ج6 ص365

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } أي يومَ يشتدُّ الأمرُ ويصعبُ الخطبُ ، وكشفُ الساقِ مَثَلٌ في ذلكَ وأصلُهُ تشميرُ المُخدَّراتِ عن سُوقهِنَّ في الهربِ ، قالَ حاتمٌ
أخُو الحربِ إنْ عضَّتْ بهِ الحربُ عَضَّها ... وإنْ شمَّرتْ عنْ ساقِهَا الحربُ شَمَّرا
وقيلَ ساقُ الشيءِ أصلُهُ الذي بهِ قوامُه كساقِ الشجرِ وساقِ الإنسانِ ، أيْ يومَ يُكشفُ عن أصلِ الأمرِ فتظهرُ حقائقُ الأمورِ وأصولُهَا بحيثُ تصيرُ عياناً ، وتنكيرُهُ للتهويلِ أو التعظيمِ . وقُرِىءَ تَكْشِفُ بالتاءِ على البناءِ للفاعلِ والمفعولِ ، والفعلُ للساعةِ أو الحالِ ، وقُرِىءَ نَكْشِفُ بالنونِ وتُكْشِفُ بالتاءِ المضمومةِ وكسرِ الشِّينِ من أكشفَ الأمرُ أي دخلَ في الكشفِ . وناصبُ الظرفِ فليأتُوا ، أو مضمرٍ مقدمٍ أي اذْكُر يومَ الخ . أو مؤخرٍ أي يومَ يكشفُ عن ساقٍ الخ . يكونُ من الأهوالِ وعظائمِ الأحوالِ ما لا يبلغُه الوصفُ



وفي تفسير الالوسي ج21 ص192
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } متعلق بقوله تعالى { فليأتوا } [ القلم : 41 ] على الوجهين ويجوز تعلقه بمقدر كاذكر أو يكون كيت وكيت وقيل بخاشعة وقيل بترهقهم وأياً ما كان فالمراد بذلك اليوم عند الجمهور يوم القيامة والساق ما فوق القدم وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب حتى أنه يستعمل بحيث لا يتصور ساق بوجه كما في قول حاتم :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقول الراجز :
عجبت ... من نفسي ومن اشفاقها
ومن طواء الخيل عن أرزاقها ... في سنة قد كشفت عن ساقها
حمراء تبري اللحم عن عراقها ... وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب فإنهن لا يفعلن ذلك إلا إذا عظم الخطب واشتد الأمر فيذهلن عن الستر بذيل الصيانة وإلى نحو هذا ذهب مجاهد وإبراهيم النخعي وعكرمة وجماعة وقد روي أيضاً عن ابن عباس أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عنه أنه سئل عن ذلك فقال إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر :
صبرا عناق أنه شر باق ... قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق ... والروايات عنه رضي الله تعالى عنه بهذا المعنى كثيرة وقيل ساق الشيء أصله الذي به قوامه كساق الشجر وساق الإنسان والمراد يوم يكشف عن أصل الأمر فتظهر حقائق الأمور وأصولها بحيث تصير عياناً وإليه يشير كلام الربيع بن أنس فقد أخرج عبد بن حميد عنه أنه قال في ذلك يوم يكشف الغطاء وكذا ما أخرجه البيهقي على ابن عباس أيضاً قال حين يكشف الأمر وتبدوا الأعمال وفي الساق على هذا المعنى استعارة تصريحية وفي «الكشف» تجوز آخر أو هو ترشيح للاستعارة باق على حقيقته وتنكير ساق قيل للتهويل على الأول وللتعظيم على الثاني وقيل لا ينظر إلى شيء منهما على الأول لأن الكلام عليه تمثيل وهو لا ينظر فيه للمفردات أصلاً



وفي تفسير البغوي ج8 ص198
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عنْ سَاقٍ } قيل: "يوم" ظرف لقوله فليأتوا بشركائهم، أي: فليأتوا بها في ذلك اليوم لتنفعهم وتشفع لهم "يوم يكشف عن ساق" قيل: عن أمر فظيع شديد، قال ابن عباس: هو أشد ساعة في القيامة.
قال سعيد بن جبير: "يوم يكشف عن ساق" عن شدة الأمر.
وقال ابن قتيبة: تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى الجد ومقاساة الشدة: شمر عن ساقه ويقال: إذا اشتد الأمر في الحرب: كشفت الحرب عن ساق.




وفي تفسير البيضاوي ج5 ص316
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل في ذلك ، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب . قال حاتم .
أَخو الحَرْبِ إنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبُ عَضَّهَا ... وَإِنْ شَمَرَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ شَمَّرَا
أو يوم يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عياناً مستعار من ساق الشجر وساق الإِنسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم . وقرىء «تكشف» و «تكشف» بالتاء على بناء الفاعل أو المفعول والفعل للساعة أو الحال .



وفي تفسير الثعالبي ج4 ص125
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } وقرأ ابن عباس : «تُكْشَفُ» بضم التاء على مَعْنَى : تُكْشَفُ القيامةُ والشدةُ والحالُ الحاضرة ، وقرأ ابن عباس أيضاً : «تَكْشِفُ» بفتح التاء على أنَّ القيامةَ هي الكاشِفَةُ ، وهذه القراءة مفسِّرَة لقراءَةِ الجماعةِ ، فما وَرَدَ في الحديثِ والآيةِ مِنْ كَشْفِ الساقِ فهو عبارة عَنْ شدةِ الهول .




وفي تفسير الجلالين ص311
اذكر { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } هو عبارة عن شدّة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء . يقال : كَشَفَ الحرب عن ساقٍ : إذا اشتدّ الأمر فيها




تفسير الطبري ج23 ص554
(( يقول تعالى ذكره( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أُسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: هو يوم حرب وشدّة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: عن أمر عظيم كقول الشاعر:
وقامَتِ الحَرْبُ بنا على ساقٍ (1)
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) ولا يبقى مؤمن إلا سجد، ويقسو ظهر الكافر فيكون عظما واحدا.
وكان ابن عباس يقول: يكشف عن أمر عظيم، ألا تسمع العرب تقول:
وقامَتِ الحَرْبُ بنا على ساق
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) يقول: حين يكشف الأمر، وتبدو الأعمال، وكشفه: دخول الآخرة وكشف الأمر عنه.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس، قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ وابن حميد، قالا ثنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: شدة الأمر وجدّه؛ قال ابن عباس: هي أشد ساعة في يوم القيامة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: شدّة الأمر، قال ابن عباس: هي أوّل ساعة تكون في يوم القيامة غير أن في حديث الحارث قال: وقال ابن عباس: هي أشد ساعة تكون في يوم القيامة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن جبير، قال: عن شدّة الأمر.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: عن أمر فظيع جليل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) قال: يوم يكشف عن شدة الأمر.
حدثنا عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) وكان ابن عباس يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: شمّرت الحرب عن ساق يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا .))



وفي تفسير القشيري ج7 ص461
قوله جلّ ذكره : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } .
{ عَن سَاقٍ } : أي عن شِدَّةٍ يومَ القيامة .




وفي تفسير القطان ج3 ص362
يومَ يُكشف عن ساق : يوم الشدة . والعرب تكنّي بكشف الساق عن الشدة :
قد شمّرتْ عن ساقِها فشدّوا ... وجدّت الحربُ بكم فجِدّوا



وفي تفسير النسفي ج3 ص459
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } ناصب الظرف { فَلْيَأْتُواْ } أو «اذكر» مضمراً . والجمهور على أن الكشف عن الساق عبارة عن شدة الأمر وصعوبة الخطب ، فمعنى { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } يوم يشتد الأمر ويصعب ولا كشف ثمة ولا ساق ، ولكن كنى به عن الشدة لأنهم إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق ، وهذا كما نقول : للأقطع الشحيح يده مغلولة ، ولا يد ثمة ولا غل ، وإنما هو كناية عن البخل . وأما من شبه فلضيق عطنه وقلة نظره في علم البيان ، ولو كان الأمر كما زعم المشبه لكان من حق الساق أن تعرف لأنها ساق معهودة عنده .))




وفي تفسير النيسابوري ج7 ص198

قوله { يوم يكشف } قيل : منصوب بقوله { فليأتوا } أي إن كانوا صادقين في أنها شركاء فليأتوا بها يوم القيامة لتنفعهم وتشفع لهم . وقيل : بإضمار « اذكر » وقيل : التقدير يوم يكشف { عن ساق } كان كيت وكيت . احتجت المشبهة على أن لله ساقاً وأيدوه بما يروى عن ابن مسعود مرفوعاً أنه يتمثل الحق يوم القيامة ثم يقول : هل تعرفون ربكم؟ فيقولون : إذا عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يكشف الرحمن عن ساقه ، فأما المؤمنون فيخرون سجداً ، وأما المنافقون فتكون ظهورهم كالطبق الواحد وذلك قوله { ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } حال كونهم { خاشعة أبصارهم } يعني يلحقهم ذل بسبب أنهم لم يكونوا مواظبين على خدمة مولاهم في حال السلامة ووجود الأصلاب والمفاصل على هيآتها المؤدية للركوع والسجود .
وقال أهل السنة : الدليل الدال على أنه تعالى منزه عن الجسمية وعن كل صفات الحدوث وسمات الإمكان دل على أن الساق لم يرد بها الجارحة ، فأولوه أنه عبارة عن شدة الأمر وعظم الخطب ، وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن ومثله . « وقامت الحرب بنا على ساق » . ومعناه يوم يشتد الأمر ويتفاقم ولا كشف ثمة ولا ساق كما تقول للأقطع الشحيح « يده مغلولة » ولا يد ثمة ولا غل وإنما هو مثل في البخل ، وهكذا في الحديث ومعناه يشتد أمر الرحمن ويتفاقم هوله . قال في الكشاف : ثم كان من حق الساق أن تعرف على ما ذهب إليه المشبه لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده وهي ساق الرحمن . وإنما جاءت منكرة في التمثيل للدلالة على أنه أمر فظيع هائل : قلت : الإنصاف أن هذا لا يرد على المشبه فإن له أن يقول إنما نكر الساق لأجل التعظيم أي ساق لا يكتنه كنة عظمتها كما يقول غيره . وقال أبو سعيد الضرير : ساق الشيء أصله الذي به قوامه كساق الشجر وساق الإنسان ، فمعنى الآية يوم تظهر حقائق الأشياء ، وأصولها . وقيل : يكشف عن ساق جهنم أو عن ساق العرش أو عن ساق ملك مهيب . وقال أبو مسلم : هذا في الدنيا لأنه تعالى قال في وصف ذلك اليوم .))



وفي تفسير حقي ج16 ص22
{ يوم يكشف عن ساق } يوم منصوب باذكر المقدر وعن ساق قائم مقام الفاعل ليكشف والمراد يوم القيامة اى اذكر يوم شيتد الامر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل فى ذلك ولا كشف ولا ساق ثمة كما تقول للاقطع الشحيح يده مغلولة ولا يدثمة ولا غل وانما هو مثل فى البخل بأن شبهت حال البخيل فى عدم تيسر الانفاق له بحال من غلت يده وكذا شبهت حال من اشتد عليه الامر فى الموقف بالمخدرات اللاتى اشتد عليهن الامر فاحتجن الى تشمير سوقهن فى الهرب بسبب وقوع امر هائل بالغ الى نهاية الشدة مع انهن لا يخرجن من بيوتهن ولا يبدين زينتهن لغير محارمهن لغاية خوفهن وزوال عقلهن من دهشتن وفرارهن لخلاص انفسهن فاستعمل فى حق اهل الموقف من الاشقياء ما يستعمل فى حقهن من غير تصرف فى مفردات التركيب بل التصرف انما هو فى الهيئة التركيبية فكشف الساق استعارة تمثيلية فى اشتداد الامر وصعوبته قال المولى الفنارى فى تفسير الفاتحه فالساق التى كشف لهم عبارة عن امر عظيم من اهوال يوم القيامة تقول العرب كشفت الحرب عن ساقها اذا عظم امرها وتقول لمن وقع فى امر عظيم شديد يحتاج فيه الى جهد ومقاساة شمر عن ساقك وكذلك التفت الساق بالساق اى دخلت الاهوال والامور العظام بعضها فى بعض يوم القيامة وقيل ساق الشئ اصله الذى به قوامه كساق الشجر وساق الانسان فان ساق الشجر مثلا اصله والاغصان تنبت على ذلك الاصل وتقوم به فالمعنى حينئذ يوم يكشف عن اصل الامر فتظهر حقائق الامور واصولها بحيث تصير عيانا وتنكيره على الوجه الاول للتهويل لان يوم القيامة يوم يقع فيه امر فظيع هائل منكر خارج عن المألوف وعلى الثانى للتعظيم




وفي تفسير مقاتل ج4 ص122
قوله : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } يعنى قوله : { وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا } يعنى عن شدة الآخرة




وفي تفسير زاد المسير لابن الجوزي ج6 ص62
{ يوم يُكْشَفُ } المعنى : فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق . قرأ الجمهور : «يُكْشَفُ» بضم الياء ، وفتح الشين . وقرأ ابن أبي عبلة ، وعاصم الجحدري ، وأبو الجوزاء ، بفتح الياء ، وبكسر الشين . وقرأ أبي بن كعب ، وابن عباس : «تَكْشِف» بتاءٍ مفتوحة ، وكسر الشين . وقرأ ابن مسعود ، وأبو مجلز ، وابن يعمر ، والضحاك : «نَكشف» بنون مفتوحة مع كسر الشين . وهذا اليوم هو يوم القيامة . وقد روى عكرمة عن ابن عباس : «يوم يُكْشَفُ عن ساق» قال : يُكْشَفُ عن شِدَّةٍ ، وأنشد :
وَقَامَتْ الحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقْ ... وهذا قول مجاهد ، وقتادة .
قال ابن قتيبة : وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إِلى معاناته والجدّ فيه ، شمّر عن ساقه ، فاستعيرت الساق في موضع الشدة ، هذا قول الفراء ، وأبي عبيدة ، واللغويين . وقد أضيف هذا الأمر إِلى الله تعالى . فروي في «الصحيحين» من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه " يكشف عن ساقه " ، وهذا إضافة إليه ، لأن الكل له وفعله . وقال أبو عمر الزاهد : يراد بها النفس ، ومنه قول علي رضي الله عنه : أقاتلهم ولو تلفت ساقي ، أي : نفسي . فعلى هذا يكون المعنى : يتجلّى لهم .



وقال الشوكاني في فتح القدير ج7 ص284

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } يوم ظرف لقوله : { فَلْيَأْتُواْ } أي : فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق ، ويجوز أن يكون ظرفاً لفعل مقدّر أي : اذكر يوم يكشف . قال الواحدي : قال المفسرون في قوله : { عَن سَاقٍ } عن شدّة من الأمر . قال ابن قتيبة : أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجدّ فيه شمر عن ساقه ، فيستعار الكشف عن الساق في موضع الشدّة ، وأنشد لدريد بن الصمة :
كميش الإزار خارج نصف ساقه ... صبور على الجلاء طلاع أنجد
وقال : وتأويل الآية يوم يشتدّ الأمر كما يشتدّ ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق . قال أبو عبيدة : إذا اشتدّ الحرب ، والأمر قيل : كشف الأمر عن ساقه ، والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجدّ شمر عن ساقه ، فاستعير الساق والكشف عن موضع الشدّة ، وهكذا قال غيره من أهل اللغة ، وقد استعملت ذلك العرب في أشعارها ، ومن ذلك قول الشاعر :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقول آخر :
والخيل تعدو عند وقت الإشراق ... وقامت الحرب بنا على ساق
وقول آخر أيضاً :
قد كشفت عن ساقها فشدّوا ... وجدّت الحرب بكم فجدّوا
وقول آخر أيضاً في سنة :
قد كشفت عن ساقها حمرا ... ء تبرى اللحم عن عراقها

وقيل : ساق الشيء : أصله وقوامه كساق الشجرة ، وساق الإنسان أي : يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه ، وقيل : يكشف عن ساق جهنم ، وقيل : عن ساق العرش ، وقيل : عبارة عن القرب ، وقيل : يكشف الربّ سبحانه عن نوره ، وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل . قرأ الجمهور : { يكشف } بالتحية مبنياً للمفعول ، وقرأ ابن مسعود ، وابن عباس ، وابن أبي عبلة « تكشف » بالفوقية مبنياً للفاعل أي : الشدّة أو الساعة ، وقرىء بالفوقية مبنياً للمفعول ، وقرىء بالنون ، وقرىء بالفوقية المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر أي : دخل في الكشف



وقال الراغب الاصفهاني في مفردات الفاظ القران ج1 ص514
وقوله: {والتفت الساق بالساق} [القيامة/29]، قيل: عني التفاف الساقين عند خروج الروح. وقيل: التفافهما عندما يلفان في الكفن، وقيل: هو أن يموت فلا تحملانه بعد أن كانتا تقلانه، وقيل: أراد التفاف البلية بالبلية نحو قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} [القلم/42]، من قولهم: كشفت الحرب عن ساقها، وقال بعضهم في قوله: {يوم يكشف عن ساق} [القلم/42] : إنه إشارة إلى شدة (عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن شدة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
*قد قامت الحرب بنا على ساق *




وفي مجاز القران لابو عبيد ج1 ص124
" يَوْمَ يُكْشْفُ عَنْ سَاقٍ " إذا اشتد الحرب والأمر قيل : قد كشف الأمر عن ساقه . قال قيس بن زهير بن جذيمة العبسي :
فإذ شمَّرتْ لك عن ساقِها ... فَويْهاً رَبِيعَ ولا تَسْأمِ




وفي غريب القران للأصفهاني ج1 ص249
(يوم يكشف عن ساق) من قولهم كشفت الحرب عن ساقها، وقال بعضهم في قوله (يوم يكشف عن ساق) إنه إشارة إلى شدة وهو أن يموت الولد في بطن الناقة فيدخل المذمر يده في رحمها فيأخذ بساقه فيخرجه ميتا، قال فهذا هو الكشف عن الساق فجعل لكل أمر فظيع.



وفي معاني القران للفراء ج5 ص129

وقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ...}.
القراء مجتمعون على رفع الياء [حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء قال: حدثنى سفيان عن عمرو ابن دينار عن ابن عباس أنه قرأ "يوم تكشف عن ساق"، يريد: القيامة والساعة لشدتها قال: وأنشدنى بعض العرب لجد أبى طرفة.

كشفَتْ لهم عن ساقها * وبدا من الشرِّ البراحُ



وفي التفسير بالرأي ج2 ص5 لمحمود الطيار
ومما يمكن أن يُمثّل به هنا ما روي عن السلف في تفسير قوله - تعالى: ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ)) [القلم: 42] فقد فسّر جمع من السلف الساق بالمعنى اللغوي، أي: عن أمر شديد(14)، ومنهم: ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة(15).



وفي الاتقان للسيوطي ج1 ص141
يوم يكشف عن ساق: هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.

وقال في ج1 ص237

ومن ذلك الساق في قوله (يوم يكشف عن ساق ومعناه: عن شدة وأمر عظيم، كما يقال قامت الحرب على ساق. أخرج الحاكم في المستدرك من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله (يوم يكشف عن ساق قال: إذا خفي عيكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:
ابر عناق إنه شر باق ... قد سنا لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق

قال ابن عباس: هذا يوم كرب وشدة.



وفي البرهان لزركشي ج2 ص84
قوله تعالى يوم يكشف عن ساق 2 قال قتادة عن شدة وقال إبراهيم النخعي 3 أي عن أمر عظيم قال الشاعر ... وقامت الحرب عن ساق ...
وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناة وجد فيه شمر عن ساقه فاستعيرت الساق في موضع الشدة



ثم علق العلوي،

اللهم صل على محمد وال محمد

نسأل الوهابية هل ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير و.و.. وكل هؤلاء المفسرين كفار ومشركين لانهم لم يوافقوكم في الرأي


!