بسند صحيح : أمير المؤمنين يشتكي الأمة لرسول الله ويكشف له عن عذاب الرجلين

نظار

نظار
7 فبراير 2014
11
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

كُتب كثيراً عن ما ذكر من شكاية أمير المؤمنين من الأمة ، هذا الأمر الذي يحتاج أن تتوقف عنده الأمة مطولاً اليوم ، وفي ظني فإن على الشيعة أن يشترطون في محاورهم أن يكون ممن يتأثر بشكاية أمير المؤمنين ويحزن لحزنه ، وإلا فلا خير فيه ولا نفع يؤمل منه.

ومن المواضيع الموفقة لهذا الغرض ما كتبه الفاضل المرحوم مرآة التواريخ تحت عنوان "نسيم المحبين بطرق حديث غدر الأمة بأمير المؤمنين " http://www.alkafi.net/vb/showthread.php?t=4256
وكذلك ما كتبه أخونا الفاضل الفضل بن شاذان في موضوع المميز " ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت" !
https://www.hajrcom.com/hajrvb/showthread.php?t=402951307&page=9

لكن ثمة نص مهم بطريق صحيح ، لم انتبه له إلا اليوم اثناء تصفحي لمسند أبي يعلى الموصلي فأحببت أن يشاركني فيه الأخوة ، وربما فيهم من سبق أن اطلع عليه ، وهو التالي :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِهِ مِنَ الأَوْدِ وَاللَّدَدِ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ لِي : " لا تَبْكِ يَا عَلِيُّ " ، وَالْتَفَتَ فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا رَجُلانِ يَتَصَعَدَانِ وَإِذَا جَلامِيدُ تُرْضَخُ بِهَا رُءُوسُهُمَا حَتَّى تُفْضَخَ ثُمَّ يَرْجِعُ ، أَوْ قَالَ : يَعُودُ ، قَالَ : فَغَدَوْتُ إِلَى عَلِيٍّ كَمَا كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْخَرَّازِينَ لَقِيتُ النَّاسَ ، فَقَالُوا : قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ .

إسماعيل هو السدي ، وعمار هو الدهني ، فالسند صحيح، والسدي إنما تكلموا فيه لأجل تشيعه ووثقه كثيرون.

والحقيقة أن هذا النص الشريف عن أمير المؤمنين لا يمكن أن يمر على مؤمن دون أن يعصر قلبه ألماً وحرقة على ظلامة سيده ومولاه ، لكن السؤال هو : من الرجلين الذين كُشف لأمير المؤمنين عن عذابهما ، الأمر محصور باحتمالين : إما أبو بكر وعمر ، وإما معاوية وعمرو بن العاص ، وكل الاحتمالين فيهما من الدلالة ما فيهما ، لكن الاحتمال الأول اوجه ، وذلك أنهما كانا قد توفيا ونزل بهما ما نزل ، أم الآخرين فكانا لا يزالان على قيد الحياة .
هذا والله العالم ،