الإمام علي يكذّب المغيرة بن شعبة .. بسند سني حسن.. وبتر التكذيب عند أحمد وابن كثير

عبدالحي

عَبْدُالْحَيّ الطالبي
4 يوليو 2010
51
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم
التكذيب موجود في سيرة ابن هاشم بسند حسن ، ووادر عن أبي إسحاق في عدة كتب بأسانيد بعض حسن لنفسه وبعضها حسن لغيره كما سنبين في الفقرة الثانية من الموضوع
والموضوع مقسم إلى : عرض الادعاء - التكذيب - البتر


أولاً : الادعاء :
المعجم الكبير :

863 -
حدثنا علي بن عبد العزيز نثا أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ثنا ابراهيم بن سعد ثنا سفيان بن سعيد الثوري عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبي مرحب قال : نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة أحدهم عبد الرحمن بن عوف وقد كان المغيرة بن شعبة يدعى أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأكون آخر الناس به عهدًا


قال الهيثمي في مجمع الزوائد : (رواه الطبراني وإسناده حسن)

 

ثانياً : التكذيب :
وفيه أربع طرق تنهتي إلى ابن إسحاق وإسناد آخر فيه الواقدي:


1. سيرة ابن هشام :
[ أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِالرّسُولِ ]
وَقَدْ كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَدّعِي أَنّهُ أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ أَخَذْت خَاتَمِي ، فَأَلْقَيْته فِي الْقَبْرِ ، وَقُلْت : إنّ خَاتَمِي سَقَطَ مِنّي ، وَإِنّمَا طَرَحْته عَمْدًا لِأَمَسّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَكُونُ أَحْدَثَ النّاسِ عَهْدًا بِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ مَوْلَاهُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ اعْتَمَرْت مَعَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِ فِي زَمَانِ عُمَرَ أَوْ زَمَانِ عُثْمَانَ ، فَنَزَلَ عَلَى أُخْتِهِ أُمّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ رَجَعَ فَسُكِبَ لَهُ غِسْلٌ فَاغْتَسَلَ فَلَمّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا حَسَنٍ جِئْنَا نَسْأَلُك عَنْ أَمْرٍ نُحِبّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ ؟ قَالَ أَظُنّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدّثُكُمْ أَنّهُ كَانَ أَحْدَثَ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . قَالُوا : أَجَلْ عَنْ ذَلِكَ جِئْنَا نَسْأَلُك ؛ قَالَ كَذَبَ قَالَ أَحْدَثُ النّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قُثَمُ بْنُ عَبّاسٍ

أقول وسند الحديث حسن لنفسه
محمد بن إسحاق حسن الحديث روى له مسلم والبخاري تعليقاً ، قال ابن حجر عنه (صدوق يدلس رمي بالتشيع والقدر) وقال الذهبي عنه (الإمام كان صدوقاً من بحور العلم وله غرائب في سعة ما روى تستنكر واختلف في الاحتاج به، وحديثه حسن وقد صححه جماعة) ، أقول فالخلاصة أن حديثه حسن ، وقد ذكر صيغة التحديث فأومن تدليسه ، وبدتعه عند القوم لا تضره لصدق لسانه.
وإسحاق بن يسار (ثقة)،
ومقسم بن بجرة مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، روى له البخاري صدوق
وعبد الله بن الحارث من رجال البخاري ومسلم له رؤية ثقة
والأسانيد التي سنذكرها تنتهي إلى ابن إسحاق


ويلاحظ هنا أن الإمام علياً عليه السلام على علم بمدعى المغيرة قبل أن يعرضها السائل لذلك بادر الإمام علي بذكرها ثم تكذيبه في قوله



2. الكامل لابن عدي
ذكر من استجاز تكذيب من تبين كذبه من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا رجلا رجلا فمن الصحابة: ....و: علي بن أبي طالب
حدثنا سعيد بن عثمان بن سعيد الحراني، أخبرنا معين بن نفيل ، أخبرنا محمد بن سلمة ، عن محمد ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمن عمر، أو في زمن عثمان فذكره، فدخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا: يا أبا الحسن جئنا نسالك عن أمر يجب أن تجيبنا، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم انه أحدث الناس عهدا برسول الله ؟ قالوا.أجل، عن ذلك جئنا نسالك، قال: كذب، أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.

أقول : السند حسن لنفسه
فسعيد بن عثمان ا لحراني من شيوخ ابن عدي ولم يذكره في كتابه الكامل فهو ثقة عنده
ومعلل بن نفيل وثقه الطبراني في المعجم الصغير في حديث رواه : (تفرد به معلل بن نفيل وهو ثقة) ، وهذا توثيق من غير مظانه وقد خفي على البعض توثيقه ، ووثقه ابن حبان كذلك ، وذكر الهيثمي أنه ثقة في مجمع الزوائد
ومحمد بن سملة الباهلي من رجال مسلم ثقة
فالإسناد حسن لنفسه





3. دلائل النبوة للبيهقي :
3230 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق قال : كان المغيرة بن شعبة يدعي قال : أخذت خاتمي فألقيته في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلت حين خرج القوم : إن خاتمي قد سقط في القبر ، وإنما تركته عمدا لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون آخر الناس عهدا به

3231 -

قال ابن إسحاق : حدثنا والدي إسحاق بن يسار ، عن مقسم بن أبي القاسم ، عن مولاه عبد الله بن الحارث قال : اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل علي على أخته أم هانئ ، فلما فرغ من عمرته رجع ، فسكبت له غسلا ، فاغتسل ، فلما فرغ دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا : يا أبا الحسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه قال : أظن المغيرة بن شعبة يخبركم أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : أجل . عن ذلك جئناك نسألك فقال : كذب ، كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس



أقول: والحديث حسن لغيره من أجل يونس بن بكير كما سأبين
فمحمد بن يعقوب هو الأصم الحافظ الثقة
وأحمد بن عبد الجبار ضعيف ولكن سماعه للسيرة صحيح فأومن جانبه
ويونس بن بكير فهو من رجال مسلم وروى له البخاري تعليقاً وهو صدوق يخطئ ، وقال ابن معين صدوق ،وقال أبو داود ليس بحجة يوصل كلام ابن إسحاق بالأحاديث ، أقول : فهذه علة تضعف الحديث لكنه يتقوى برواية بالمتابعات الأخرى العديدة فيكون الحديث حسناً لغيره



4. تاريخ الطبري :
(قال ابن اسحاق) وكان المغيرة ابن شعبة يدعى أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أخذت خاتمي فألقيته في القبر وقلت إن خاتمي قد سقط وإنما طرحته عمدا لامس رسول الله فأكون آخر الناس به عهدا * حدثنى ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن مقسم أبى القاسم مولى عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحارث قال اعتمرت مع علي بن أبى طالب في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبى طالب فلما فرغ من عمرته رجع وسكبت له غسلا فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا الحسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به فقال أظن المغيرة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أجل عن ذا جئناك نسألك قال كذب كان أحدث الناس عهدا برسول الله قثم بن العباس


أقول : الحديث حسن لغيره من أجل محمد بن حميد الرازي الضعيف
فمحمد بن حميد الرازي حافظ ضعيف ولكنه توبع
وسلمة بن الفضل صدوق كثير الغلط لكنه أثبت الناس في ابن إسحاق فأومن جانبه
فالحديث حسن لغيره .



5. الطبقات :
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني حفص بن عمر عن علي بن عبد الله بن عباس (بخ م ثقة) قال: قلت زعم المغيرة بن شعبة أنه آخر الناس عهدا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: كذب والله! أحدث الناس عهدا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، قثم بن العباس كان أصغر من كان في القبر وكان آخر من صعد.


أقول : السند فيه محمد بن عمر الواقدي وهو علامة أخباري متروك في الحديث فالسند لا يصح في نفسه من أجل الواقدي ولكنه صحيح بالأسانيد الأخرى.

 
ثالثاً : البتر :

البتر الأول في : مسند أحمد بن حنبل :
787 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن مقسم أبى القاسم مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحرث قال : اعتمرت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في زمان عمر أو زمان عثمان رضي الله عنه فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع فسكب له غسل فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا حسن جئناك نسألك عن أمر نحب ان تخبرنا عنه قال أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم انه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا أجل عن ذلك جئنا نسألك قال أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم قثم بن العباس
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن


أقول : وهو بتر فاضح فالرواية بتروا منها لفظ التكذيب وهو أهم لفظ ولا نعلم من قام به من الرواة! وأمثال هؤلاء غير مأمونين على الحديث النبوي ولا على السيرة ولا على التاريخ الإسلامي

 
البتر الثاني من ابن كثير في البداية والنهاية :
آخر الناس به عهدا عليه الصلاة و السلام
قال الامام احمد ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحاق حدثني أبي اسحاق بن يسار عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحارث قال اعتمرت مع علي في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع فسكبت له غسلا فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا حسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه قال اظن المغيرة بن شعبة يحدثكم انه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا اجل عن ذلك جئنا نسألك قال احدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم قثم بن عباس تفرد به احمد من هذا الوجه وقد رواه يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق به مثله سواء إلا أنه قال قبله عن ابن اسحاق قال وكان المغيره بن شعبة يقول اخذت خاتمي فالقيته في قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وقلت حين خرج القوم إن خاتمي قد سقط في القبر وانما طرحته عمدا لأمس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكون آخر الناس عهدا به قال ابن اسحاق فحدثني والدي اسحاق بن يسار عن مقسم عن مولاه عن عبد الله بن الحارث قال اعتمرت مع علي فذكر ما تقدم وهذا الذي ذكر عن المغيرة بن شعبة لا يقتضي أنه حصل له ما امله فانه قد يكون علي رضي الله عنه لم يمكنه النزول في القبر بل امر غيره فناوله اياه وعلى ما تقدم يكون الذي امره بمناولته له قثم بن عباس وقد قال الواقدي حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال القى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر الرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال علي إنما ألقيته لتقول نزلت في قبر النبي صلى الله عليه و سلم فنزل فاعطاه أو أمر رجلا فاعطاه وقد قال الامام احمد حدثنا بهز وأبو كامل قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أبي عسيب أو أبي غنم قال بهز إنه شهد الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم قالوا كيف نصلي قال ادخلوا ارسالا ارسالا فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر قال فلما وضع في لحده قال المغيرة قد بقي من رجليه شيء لم تصلحوه قالوا فادخل فاصلحه فدخل وادخل يده فمس قدميه عليه السلام فقال اهيلوا علي التراب فأهالوا عليه حتى بلغ الى انصاف ساقيه ثم خرج فكان يقول انا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم

 
أقول : ذكر ابن كثير رواية يونس بن بكير التي ذكرها البيهقي ولكنه حذف منها التكذيب وهذه خيانة لأمانة نقل الحديث والآثار وما جرى بين الصحابة وتاريخ الصدر الأول.
فإن كان سيؤخذ المرء دينه من هؤلاء غير المؤتمنين فعلى دينه السلام