مَـــع قافلــــة المــــَــوت

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


قافلة الموت ، هي أكبر قافلة تَمر بالعالم البشري ، تَحركت مع أول بداية البشرية ومازالت تتحرك ،وبسرعة فائقة .حتى تحمل جميع البشر على ظهرها ،لكي تنقلهم الى عالمٍ آخر .
ومع كبرها وعظمها ،فالعالم أكثره يغفل عنها أو يتغافل عنها كأنه لا يراها ولا يَشعر بها.!!.

كُلنا في غفلة والموتُ يغدو ويروح
نِح على نفسك يا مسكين إن كُنتَ تنوح
فلستَ بالباقي ولو عَمّرت ما عمّر نوح .

نعم ،وكان امير المؤمنين عليه السلام يُنبه الناس جيداً لتلك القافلة المهيبة العظيمة ،فيقول لهم ((تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل)).نهج البلاغة.

إنّ ذلك النداء ما زال يَتكرر يومياً وينطلق من تلك القافلة المُسرعة الجائعة ،التي تاخذ الصغير والكبير ولا تعرف ليلاً أو نهاراً ،ولا شاباً ولا شيخاً،.ولكن هنالك نداء آخر ،وهو نداء مُخيف والعجيب انّه ينطلق نحو العالم في كل يوم ثلاث مرات!!.

فما هو هذا النداء .؟

قد تقول انه ينطلق من القافلة نفسها ، ولكن الجواب ليس كذلك ،ولكن هذا النداء الآخر ينطلق من إحدى محطات تلك القافلة وهي محطة القبر حيث تُحط الرّحال !!

يقول مولانا ابو جعفر الباقر عليه السلام بسند مُعتبر :ما من موضع قبر إلا وهو يَنطق ،كل يوم
ثلاث مرات ،،
أنا بيتُ التــــــــــراب
أنا بيتُ البـــــــــلاء
أنا بيتُ الـــــــــدود.
وفي رواية أخرى يقول القبر :
انا بيتُ الغــُــــــربة
أنا بيتُ الوحــــــشة
أنا بيتُ الــــــــــدود
أنا القبـــــــــــــــــر
أنا روضة من رياض الجنة
أو حفرة من حفر النار.

ومع كل هذه النداءات التي تَشبه صافرات الانذار التي تنطلق في الدول في حال حدوث خطر على الانفس الانسانية ،فان الإنسان يبقى غافلاً حائراً" لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا ".

ومع غفلة الانسان العجيبة هذه ،فانّه ما إن يُذكر أمامه الموت ،حتى يتغير لونه ،وترتعد فرائصه ،كأنّه قد كُشف له الغطاء فرأى عدوٌ له ذو براثن مخيفة ،يَركض نحو يُريد القضاء عليه .،
نعم هكذا هو الغافل ،لا جعلنا الله منهم .يقول أمير المؤمنين عليه السلام :ولا خوف أشدّ من الموت ،.الكافي الشريف .


ولذا سأنقل لكم أحبتي ،بعض الحوادث الموثقة ،والتي لها علاقة وارتباط بقافلة الموت السريعة ،.




يقول السيد الجليل والعارف الكبير ،العلامة محمد الحسيني الطهراني في كتابه معرفة المعاد انّ المرحوم‌ المحدّث‌ القمّي‌ صاحب‌ التأليفات‌ النافعة‌ مثل‌ سفينة‌ البحار و الكني‌ و الالقاب‌ و غيرها، لاشكّ في‌ ورعه‌ و تقواه‌ و صدقه‌ بين‌ أهل‌ العلم‌ قاطبة‌، و قد نقل‌ أفراد موثّقون‌ عنه‌ بلا واسطة‌ انّه‌ قال‌: ذهبتُ يوما الى وادي‌ السلام‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ لزيارة‌ أهل‌ القبور و أرواح‌ المؤمنين‌، فسمعتُ فجأة‌ من‌ بعيد رغاء بعير يريدون‌ كيّه‌، و كان‌ يهدر ويئنّ بحيث‌ كانت‌ أرض‌ وادي‌ السلام‌ تهتزّ من‌ صراخه‌، فقصدتُ نحوه‌ لاسنتقذه‌، و حين‌ اقتربتُ من‌ مصدر الصوت‌ رأيت‌ أن‌ ليس‌ في‌ الامر من‌ بعير!! كانت‌ هناك‌ جنازّة‌ جي‌ء بها لتدفن‌، و كان‌ ذلك‌ الصراغ‌ يتعالي‌ منها، الاّ ان‌ الافراد القائمين‌ بأمر الدفن‌ لم‌ يكن‌ لديهم‌ اطلاّع‌ على ذلك‌ أبداً، فكانوا مشغولين‌ بعملهم‌ في‌ هدوء و برود.
لقد كانت‌ هذه‌ الجنازة‌ بلا ريب‌ لرجل‌ ظالم‌ متعدّ ناله‌ في‌ أوّل‌ وهلة‌ من‌ ارتحاله‌ عقوبة‌ كهذه‌، اي‌ انّه‌ قد خاف‌ و فزع‌ قبل‌ الدفن‌ و قبل‌ عذاب‌ القبر من‌ مشاهدة‌ الصور البرزخيّة‌، فكان‌ يئنّ و يضجّ بالصراخ‌.(ج1 مجلس 4).


لقد ذكرّني هذا السيد الجليل أعلى الله مقامه ونوّر الله ضريحه وقدّس روحه الطاهرة ، بما ذكره سماحة السيد العلامة كمال الحيدري حفظه المولى حيث قال :إنّ الروايات والآيات التي تثبت انّ الانسان سوف يُحشر يوم القيامة على اساس عمله وسيكون رهيناً له بل سيكون حقيقة عمله كثيرة منها قوله تعالى "وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا "،.

إنّ ذلك الرجل الميت الذي كُشف للمحدث القمي عن حقيقته ، كان يَعمل أعمالاً في حياته جعلته عبارة عن بهيمة _ بعير _ بعد موته ،!. ، فنسأل الله لنا ولكم حسن العاقبة .والحمدلله ربّ العالمين.


بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

ما زالت القافلة تسير وتجري ونحن غافلون ، وهي تتوقف عند محطات التعذيب فتُنزل من كُتب عليه العذاب في تلك المحطة !! .فتتركه فيها ولا ترجع إليه الا بعنوان جديد وهو قافلة البعث وهي صورة أرعب من الاولى.

يقول أمير المؤمنين عليه السلام "كفى بالموتِ واعظاً" الكافي ج2.


ينقل سماحة السيد محمد الطهراني اعلى الله مقامه عن السيد جمال الدين الكلبايكاني رضوان الله عليه قال السيد الطهراني رحمه الله :كان‌ _ أي السيد جمال_ يقول‌: درستُ أوان‌ شبابي‌ في‌ أصبهان‌ درس‌ الاخلاق‌ و السير والسلوك‌ عند استاذين‌ كبيرين‌: المرحوم‌ الآخوند الكاشي‌ و جهانگيرخان‌، و كانا معلّمي‌ّ في‌ هذا المجال‌.

و كانا قد أمراني‌ بالذهاب‌ ليالي‌ الخميس‌ و الجمعة‌ خارج‌ أصبهان‌ والتفكّر في‌ مقبرة‌ «تخت‌ فولاد» قدراً في‌ عالم‌ الموت‌ و الارواح‌، وبالعبادة‌ قدراً آخر ثم‌ العودة‌ صباح‌ اليوم‌ التالي‌.

و هكذا فقد اعتدتُ على الذهاب‌ ليالي‌ الخميس‌ و الجمعة‌ للتجوال‌ والتفكّر ساعة‌ أو ساعتين‌ بين‌ القبور، استريح‌ بعدها عدّة‌ ساعات‌، ثم‌ أنهض‌ لصلاة‌ الليل‌ و المناجاة‌، ثم‌ أصليّ صلاة‌ الصبح‌ و أعود الى أصبهان‌.

و كان‌ يقول‌: كانت‌ ليلة‌ من‌ ليالي‌ الشتاء، و كان‌ الهواء بارداً جداً، والثلج‌ يتساقط‌ من‌ السماء، و كنتُ قد جئتُ من‌ أصبهان‌ الى مقبرة‌ (تخت‌ فولاد) للتفكّر في‌ أرواح‌ وادي‌ ذلك‌ العالم‌ و ساكنيه‌، و ذهبتُ الى احدي‌ الغرف‌ و أردتُ فتح‌ منديلي‌ لاتناول‌ لقيمات‌ من‌ الطعام‌ فأنام‌ بعدها الى منتصف‌ الليل‌ و أنهض‌ لاشتغل‌ بأعمالي‌ و عبادتي‌ حسب‌ الطريقة‌ التي‌ أُمرتُ بها.

و في‌ تلك‌ الاثناء طرُق‌ باب‌ المقبرة‌، و كانوا يريدون‌ إدخال‌ جنازة‌ لاحد أرحام‌ صاحب‌ المقبرة‌ جاءوا بها من‌ أصبهان‌، على أن‌ يقوم‌ قاري‌ء القرءان‌ ـ و هو المسؤول‌ عن‌ المقبرة‌ ـ بالتلاوة‌ عليها حتّي‌ يعودوا صباحاً لدفنها. و هكذا فقد وضع‌ اولئك‌ الجماعة‌ الجنازة‌ و ذهبوا و انشغل‌ قاري‌ء القرءان‌ بالتلاوة‌.

و حصل‌ بمجرّد أن‌ فتحت‌ المنديل‌ و أردتُ الانشغال‌ بتناول‌ الطعام‌ أن‌ شاهدتُ ملائكة‌ العذاب‌ و قد جاءوا و شرعوا بالتعذيب‌. (و أنقل‌ هنا عين‌ عبارة‌ المرحوم‌): كانوا ينهالون‌ على رأسه‌ بدبابيس‌ ناريّة‌ بحيث‌ يتصاعد لهب‌ النار الى السماء، و كانت‌ صرخات‌ هذا الميّت‌ تتصاعد كأنّ جميع‌ هذه‌ المقبرة‌ العظمية‌ كانت‌ تتزلزل‌ منها.

و لا أعلم‌ أيّ صنف‌ من‌ العاصين‌ كان‌، أكان‌ من‌ الحكّام‌ الظالمين‌ الجائرين‌ ليستحقّ العذاب‌ على ذلك‌ النحو؟

كان‌ ذلك‌ يحدث‌ و قاري‌ء القرءان‌ يجلس‌ في‌ هدوء عند الجنازة‌ مشغولاً بالتلاوة‌ لا يعلم‌ شيئاً من‌ ذلك‌ أبداً. و كنتُ قد تداعيتُ عند مشاهدة‌ ذلك‌ المنظر، فكان‌ بدني‌ يهتزّ و يرتجف‌، و وجهي‌ يشحب‌ و يصفرّ، و كنتُ أشير الى صاحب‌ المقبرة‌ أنّ: إفتح‌ الباب‌ فأنا أريد الذهاب‌؛ فلا يفهم‌ ذلك‌، حاولت‌ أن‌ أقول‌ ذلك‌ فكان‌ لساني‌ محتبساً في‌ فمي‌ لا يقوي‌ على الحركة‌.

ثم‌ أفهمته‌ أخيراً: إفتح‌ مغاليق‌ الباب‌ فأنا أريد الذهاب‌.

قال‌: ايّها السيّد، انّ الجّو بارد، و قد غطّي‌ الثلج‌ الارض‌، و هناك‌ ذئاب‌ في‌ الطريق‌ ستفترسك‌.

و عبثاً حاولتُ إفهامه‌ أن‌ لا طاقة‌ لي‌ على البقاء، فلم‌ يكن‌ ليدرك‌ ما أعنيه‌، فاضطررتُ الى أن‌ أجرّ نفسي‌ الى باب‌ الغرفة‌ ففتحته‌ بنفسي‌ و خرجت‌. و من‌ انّ المسافة‌ من‌ هناك‌ الى أصبهان‌ لم‌ تكن‌ بعيدة‌ الاّ انّي‌ قطعتها في‌ غاية‌ المشقّة‌ حيث‌ سقطت‌ على الارض‌ عدّة‌ مرّات‌، ثم‌ جئت‌ الى غرفتي‌ فسقطت‌ مريضاً اسبوعاً كاملاً. و كان‌ المرحوم‌ الآخوند الكاشي‌ و جهانگيرخان‌ يأتيان‌ الى غرفتي‌ لتطييب‌ خاطري‌، و كانا يُعطياني‌ الدواء وكان‌ جهانگيرخان‌ يُنضج‌ اللحم‌ المقدّد (الكباب‌) فيطعمنيه‌ بالإكراه‌، حتّي‌ استرجعت‌ قوّتي‌ شيئاً فشيئاً.انتهى.معرفة المعاد ج1مجلس4.


أقول:حينما قرأت هذه الحادثة التي نقلها السيد الجليل جمال الدين الكلبايكاني رضي الله عنه ، حضر في ذهني قوله تعالى " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ".

يذكر السبزواري في كتابه معارج اليقين ص433:وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :يُحشر صاحب الطنبور يوم القيامة وهو اسود الوجه وبيده طنبور من نار وفوق رأسه سبعون ألف ملك بيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه.،.

أقول: والمقمعة هي سياط تعمل من الحديد رؤوسها مُعوجة .


أسأل الله لي ولكم الرحمة في تلك الساعات الأليمة ،.


بسم الله الرحمن الرحيم ،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

روى الشيخ الصدوق اعلى الله مقامه في اماليه في أول أماليه ما ملخصه :" ان قيس بن عاصم وفد مع جماعة من بني تميم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وطلب منه موعظة نافعة فوعظه ( صلى الله عليه وآله ) : ومن جملة ما قال : " لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحا ، فإنه إن صلح أنست به ، وإن فسد لا تستوحش إلا منه ، وهو فعلك . "


يقول الشهيد السيد آية الله دستغيب نقل لي صاحب التقوى والفضيلة المرحوم الدكتور احمد احسان قال :في أحد الايام رأيت جمعاً من الناس أتوا بجنازة الى الحرم المطهر لسيد الشهداء عليه السلام لمباركها والزيارة فسرت مع المشيعين ،وفجأة رأيت كلباً أسود متوحشا يجلس فوق التابوت فتحيرت من ذلك .وأردت معرفة ما اذا كان غيري يرى ما ارى من هذا الامر الغريب ام اني اراه لوحدي .!
فسألت الشخص السائر بجانبي يميناً :القماش الذي فوق الجنازة من اي صنف هو.؟

فقال : انه شال كشميري . فسألته :هل ترى فوقه شيئاً؟ ،قال :كلا.
ثم سألت الذي إلى يساري فأجاب بنفس الجواب .!!
وعندما بلغنا الصحن الشريف فارق الكلب الجنازة إلى ان ذهبوا بالجنازة داخل الصحن والحرم المطهر ثم عادوا بها ، عدت فشاهدت الكلب خارج الصحن فوق الجنازة ، فذهبت معهم الى المقبرة لاى ما سيحدث ، وفي الغسل وجميع الحالات كنت ارى الكلب متصلا بالجنازة حتى دفنت الجنازة كان الكلب مع الجنازة واحتفى عن نظري في القبر .كتاب القصص العجيبة ص362.



أقول :قال السيد الطهراني في معرفة المعاد ج2 ص125 :"كان أحد اصدقائنا ويدعى الدكتور احمد احسان رحمه الله رجلاً جديراً بالاحترام والتقدير ".
قال القاضي سعيد القمي رحمه الله نقلاً عن الشيخ البهائي قدس الله روحه في حكاية مشابهة،قال :ان عقيدتنا هي ان الاعمال السيئة للانسان كون في البرزخ بصورة تتناسب معها وتمكث مع الشخص وتجسم الاعمال وتصورها بصور مناسبة لها أمر مسلّم به. منازل الاخرة ص173.

بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


وتسير القافلة الموت حتى تقترب من إحدى المحطات المُرعبة التي لم يُفكّر فيها هذا المسكين ،!! ،وهي محطة الدخول للعالم المُظلم المُخيف الذي لايُرى فيه لا نور ولا شعاع ولا سراج ، مجرد ظلمة واسعة .ووحشة لا نظير لها .
نعم تلك الحقيقة التي تنتظرنا ونحن نستهزأ بها ،ولا نهتم .،ولكنها حتماً ستُقابلنا ولنا معها لقاء طويل،.
لقد مرّ عليكم حديث الامام الباقر عليه السلام وهو يقول ان القبر ينادي في كل يوم قائلاً:" أنا بيت الوحشة".

يقول روح الله نبينا عيسى عليه السلام : ((يوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا إلى ظلمة القبر .)).الكافي.

إنّنا نحن العصاة المتمردون على جبار السموات والارض ، لابد وان لنا محطة مظلمة تنتظرنا وهي فاتحة بابها الضيق لندخل منه ونتذوق طعم الظلام الذي صنعناه بأدينا ،المُتسخة بالذنوب والمعاصي .
فإنا لله وإنا إليه راجعون ،.

ولذلك ولمثل هذا السبب ،تجد أنّ من مُستحبات الدفن أنْ توضع الجنازة أي جنازة المِسكين قريباً من قبره الموعود ثلاث دفعات ،حتى يستعد المسكين للدخول في تلك الظلمة !!،لكي يقع في أحضان القبر المليئة بالاشواك المُتسربلة بالنار السوداء.


وسأنقل لكم هذه الحادثة عن كتاب معرفة المعاد قال السيد الطهراني عليه رضوان الله ورحمته ،قال نقل المرحوم آية الحقّ واليقين ، ترجمان القرآن وسلمان الزمان ، آية الله الحاج الميرزا جواد آقاي الانصاري الهمداني أعلى الله مقامه الشريف جعل قبره في الرضوان ،. كُنتُ أجتاز أحد شوارع هَمدان ،فرأيت جنازة محمولة على الاكتاف يُتجه بها الى المقبرة ويسير خلفها جمه من المُشيعين ،إلا انه كان يُساق في الجانب الملكوتي إلى ظُلمة مُبهمة عميقة ،وكانت الروح المثالية لهذا الرجل المُتوفى تذهب معه في أعلى جنازته وتُحاول الصراخ باستمرار أن :يا إلهي نُجني كي لا يأخذونني هناك !.
إلا أنّ لسانه لم يكن يجري بذكر الله ،فكان يلتفت آنذاك إلى الناس ويقول لهم: أيّها الناس نجّوني ولا تدعوهم يأخذونني ! إلا أنّ صوته لم يكن ليصل إلى سمع أحد ،وكان ذلك المرحوم أعلى الله شأنه يقول :وكنُ أعرف صاحب الجنازة ، فقد كان من أهل همدان ،وكان حاكماً ظالماً مستبداً.ج2ص124.



يقول الشيخ الشيخ محمد مهدي الحائري في شجرة طوبى ج 2 - ص 449:
((وإذا حمل على الجنازة نودي بثلاث طوبى لك ان كنت تائبا ، وطوبى لك ان كنت تائبا ، طوبى لك ان كنت تائبا ، طوبى لك ان صحبك رضوان الله ، الويل لك ان صحبك سخط الله ، وإذا وضعت الجنازة على شفير القبر نودي بثلاث يا بن آدم ما تزودت من العمر ان لهذا الخراب ، وما حملت من الغى لهذا الفقر ، وما حملت من النور لهذه الظلمة .))


لو كان هذا الميت يستطيع الهروب من ذلك المصير لفعل ، ولكن "أين المَفر".!!،.فكأنّ ذلك الميت العاصي يَعترض على ذلك المصير فيأتيه النداء "ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد".!!
إنّنا في هذا العالم عالم الدنيا ،نجلس على افخم الاقمشة ونلبس افضل الملابس وناكل الذ المأكولات ،وامامنا أجهزة التكييف الباردة .، لكن في محطة الظلام سوف نفقد كل تلك النعم ، وستكون الكلمة للعمل .!!

إنّ أحد أصحاب الامام الكاظم عليه السلام وهو يونس بن عبدالرحمن من الأجلاء والمبشرين بالجنة ،يقول (( حديث سمعته عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ما ذكرته وأنا في بيت إلا ضاق علي ، يقول إذا أتيت بالميت إلى شفير القبر فأمهله ساعة فإنه يأخذ أهبته للسؤال ))الكافي.

إنظروا لهذا الرجل الجليل يونس بن عبدالرحمن مع علمه وفقهه وصحبته للامام واخلاصه وثناء أهل بيت العصمة عليهم السلام ،عندما يتذكر تلك المحطة يَضيق البيت عليه .!! ،فكيف بنا نحن الذين لم نَصحب اماماً ولم نكن مخلصين لله ولا علم ولا فقه عندنا..!! ، يا إلهي إنّ لنا فيك أملاً طويلا.

بل الأعجب من ذلك أنّ الامام الصادق عليه السلام نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه كان يقول "اللهم بارك لي في الموت و في ما بعد الموت ، اللهم إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته "الكافي.
ونفس الامام الصادق عليه السلام كان يقول " اللهم بارك لي في الموت ، اللهم أعني على الموت ، اللهم أعني على سكرات الموت ، اللهم أعني على غم القبر ، اللهم أعني على ضيق القبر ، اللهم أعني على ظلمة القبر ، اللهم أعني على وحشة القبر... "التهذيب.

هل تتأملون .؟
إنّه رسول الله صلى الله عليه وآله وابنه الصادق عليه السلام ، وهم هم ومع ذلك فانهم يتعوذون من تلك المحطة المُخيفة .فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

وعليه فلننتبه لأنفسنا ولنُصلحها ،لعل وعسى ننجو من تلك الظلمة المهيبة ونجعلها روضة يَشع نورها من جميع الجوانب .وسأذكر لكم بعض الاحاديث التي قد تجيرنا من تلك اللحظات المؤلمة ،


بحار الأنوار ج 84 - ص 160 :
تنبيه الخاطر وارشاد القلوب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : صلاة الليل سراج لصاحبها في ظلمة القبر.

الدعوات للراوندي ص 216
وقال النبي صلى الله عليه وآله : أكثروا الصلاة علي ، فإن الصلاة على نور في القبر ونور على الصراط ، ونور في الجنة .

الكافي ج 3 - ص 321ح7 :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن السندي بن الربيع ، عن سعيد بن جناح قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) في منزله بالمدينة فقال مبتدئا : من أتم ركوعه لم تدخله وحشة في القبر .


أسأل الله لي ولكم النجاة من أهوال البرزخ بحق محمد وآل محمد ،.


يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ.



بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،وأغثنا بهم،
وخفف سكرات الموت علينا بحقهم ،
وأكحل عيوننا بالنظر اليهم .
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


لكل شيئ نظاماً ،وقانوناً يجري عليه ،وإلا يكون عبثاً ولهواً ليس إلا !، إننا حينما نتحدث عند قافلة الموت ،يجب علينا أن نُدرك تماماً، أنّ هذه القافلة لا تسير الا بعدما أن يُسمح لها بالسير والتحرك ،.
إنّ كل من يسافر في هذه الدنيا يعرف انّه لا يمكن ان يتجاوز حد دولته وأرضه بغير اذن من حكومة أرضه .وهذا هو النظام ، فما بالك بقافلة الموت الممتدة من صدر السماء ،المُحيطة بكوكب الأرض .؟

فلذلك يجب ان يكون هنالك حاكماً يُعطي الاذن لهذه القافلة بالمسير والتحرك كما يريد الله تعالى ، .إنّ هنالك ملاحظة يجب علينا ان نلاحظها وننتبه لها ،أنّ حجة الله والامام في الارض لا يكون اماماً فقط في عالم الدنيا ، ورئاسته لا تنحصر في ذلك ، بل هي في جميع العوالم . ولذلك تلاحظ في الروايات التي تتطرق الى منزلة الامام تذكر انه حجة على خلق الله لا على البشر فقط ، بل على عالم البشرية وعالم الجن وعالم الملائكة وكل مخلوقات الله تعالى ،.

فان كان الامام غائباً في بعض هذه العوالم فهو ظاهر في البقية ،.وهو صلوات الله عليه مُحيط بكل هذه العوالم .وعليه فان قافلة الموت تسير في ملكوت حجة الله تعالى ،ولابد أن يعلم الامام بمسرى ومجرى هذه القافلة ،.وعندها فلا تتعجب ان سمعت ان الامام يحضر عند الميت ويراه عند الموت . ، ولا تتعجب ان سمعت ان علي الرضا عليه السلام ، قد حضر ابيه عند الموت ، ولا تتعجب أن رسول الله صلى الله عليه آله كان موجوداً في واقعة الطف وهو ساخط غضبان ينظر الى ابنه الحسين عليه السلام وما يجري عليه من اولئك الظلمة، ألم تسمع بقول علي الاكبر حينما كان في سكرات الموت ماذا قال .؟ إنه عليه السلام قال لابيه الحسين : أبه هذا جدي رسول الله قد سقاني شربة من الماء ،. ولا تتعجب ان الامام علي حضر سلمان الفارسي المحمدي عند موته ،. إنّي شخصياً كنت موجوداً عند احد أقربائي لما كانوا في سكرات الموت ، كانت رقبتهم تجاه الغري ، نعم ، كانوا ينظرون الى جهة النجف .


إنّ هذه الروح اللطيفة حينما تتحرر من قيود الجسد المادي ، ننتقل الى عالم آخر يكون فيه الامام ظاهراً، فتنكشف الحجب أمام عينيه"وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" ،فيبدأ بصره يَحُد مع اول نظرة منه تقع على ملك الموت ، ذلك الملك الذي لم يبتسم قط !.

إنّ مسالة حضور الامام عند المحتضر ،مما لا خلاف فيها وأجمع الشيعة الامامية قاطبة عليها، وهذا شيخنا المفيد المعظم يقول في اوائل المقالات ص73: " القول في رؤية المحتضرين رسول الله وامير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما عند الوفات ، هذا باب قد استقرّ وأجمع عليه أهل الامامة وتواتر الخبر عن الصادقين من الائمة عليهم السلام وقد جاء عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال للحارث الهمداني رحمه الله في معناه : يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن او منافق قبلا."

هل ترون ان الموت يُعتبر أعظم هدية يُقدمها الينا ربنا الكريم .؟، انّ امامنا الرؤوف الرحيم ،الذي اختراه الله جلا وعلا ، لا يتركنا ان نركب في تلك القافلة المهيبة الكبيرة ،الا بعدما يدخل الطمئنينة في قلوبنا ،فما اشوقنا لذلك اللقاء الذي نبحث عنه ولا نريد سواه ،ولكننا نخاف منه بسب ذنوبنا ومعاصينا الكثيرة ، التي قد تجعلنا ننصدم بعاقبتنا ، فبدل ان يدخل علينا الامام مبتسما يكون غاضباً لغضب الله علينا .فيزيد علينا العذاب والألم .والعياذ بالله!

إنّ الاحاديث التي تخص هذه المحطة كثيرة جداً ، وهي متواترة كما مر عن المفيد رضي الله عنه ،ولكني سأنقل لكم أقرب حادثة معتبرة بواسطتين،.

وهي مرية عن السيد آية الله محمد الحسين الحسيني الطهراني في كتابه معرفة المعاد ج1مجلس7 ،قال
frown.gif
(نقل‌ لي‌ أحد أقاربنا الاجلاّء من‌ أهل‌ العلم‌، و كان‌ يسكن‌ في‌ سامرّاء، ثمّ في‌ الكاظمين‌، و يقطن‌ حاليّاً في‌ طهران‌، فقال‌: ابتليتُ بمرض‌ الحصبة‌ الشديد أيّام‌ كنتُ في‌ سامرّاء، فعالجوني‌ هناك‌ مدّة‌ بلا جدوي‌. ثم‌ اصطحبتني‌ والدتي‌ و اخوتي‌ من‌ سامرّاء الى الكاظمين‌ للمعالجة‌، فاستأجروا غرفة‌ في‌ احدي‌ الفنادق‌ القريبة‌ من‌ الصحن‌ المطهّر و شرعوا بمعالجتي‌ هناك‌، بيد انّ ذلك‌ لم‌ يؤثّر شيئاً، و كانت‌ حالتي‌ تزداد سوءاً حتّي‌ غبتُ عن‌ الوعي‌. ثمّ انّهم‌ ـ و قد يئسوا من‌ معالجة‌ أطبّاء الكاظمين‌ ـ ذهبوا يوماً الى بغداد فجاءوا بطبيب‌ سنّي‌ الى الكاظمين‌ ليقوم‌ بمعالجتي‌.

جاء الطبيب‌ و اقترب‌ من‌ فراشي‌ و أراد الشروع‌ بالمعاينة‌ و الفحص‌، فأحسست‌ على الفور بثقل‌ جعلني‌ أفتح‌ عيني‌ بلا اختيار، فرأيت‌ انّ هناك‌ خنزيراً واقفاً عند رأسي‌، و لم‌ أتمالك‌ نفسي‌ فبصقت‌ في‌ وجهه‌.

صاح‌: ماذا تفعل‌، ماذا تفعل‌؟ أنا دكتور، أنا دكتور!

فأشحتُ بوجهي‌ الى الحائط‌، و شرع‌ الدكتور بالمعاينة‌، ثمّ أصدر تعليماته‌ و كتب‌ وصفةً بالدواء.

و هكذا فقد جلبوا الدواء الذي‌ وصفه‌، و عملوا بتعاليمه‌ بحذافيرها، الاّ انّها لم‌ تنفع‌ شيئاً، و كنتُ ألفظ‌ أنفاسي‌ الاخيرة‌.

ثمّ رأيتُ انّ عزرائيل‌ قد دخل‌ بملابس‌ بيضاء، و كان‌ جميل‌ وسيم‌ الطلعة‌ هاشًّا باشًّا. ثمّ قدم‌ الخمسة‌ الاطهار: الرسول‌ الاكرم‌ و أميرالمؤمنين‌ و فاطمة‌ الزهراء و الامام‌ الحسن‌ و الامام‌ الحسين‌ عليهم‌ السلام‌ بالترتيب‌ وجلسوا جميعاً يطيّبون‌ خاطري‌، فانشغلتُ بالتحدّث‌ اليهم‌، و شُغلوا هُم‌ أيضاً بالتحدّث‌ مع‌ بعضهم‌ البعض‌.

و في‌ هذه‌ الحال‌ التي‌ كنتُ فيها مُغميً على ظاهراً، شاهدت‌ أمّي‌ مضطربة‌ هلعة‌ و قد صعدتْ درجات‌ السلّم‌ الى سطح‌ الفندق‌ و توجّهت‌ الى القبّة‌ المطهّرة‌ للإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليه‌ السلام‌ و قالت‌:

يا موسي‌ بن‌ جعفر! لقد جئتُ بولدي‌ الى هنا من‌ أجلك‌، أفترضي‌ أن‌ أدفنُه‌ هنا و أعود لوحدي‌؟! حاشا و كلاّ، حاشا و كلاّ.

((و بالطبع‌ فقد شاهد هذا المريض‌ هذه‌ المناظر ببصيرته‌ و عينه‌ الملكوتيّة‌ لا بعيني‌ رأسه‌، فقد كانت‌ عيناه‌ مغمضتين‌ و بدنه‌ على مشارف‌ الرحيل‌)). و عندما كانت‌ والدتي‌ منهمكة‌ في‌ مخاطبة‌ الامام‌ موسي‌ بن‌ جعفر والتضرّع‌ اليه‌، شاهدتُه‌ عليه‌ السلام‌ و قد جاء الى غرفتنا فقال‌ لرسول‌ اللَه‌: أرجو أن‌ توافقوا على رجاء أمّ هذا السيّد!

فالتفت‌ رسول‌ اللَه‌ صلّي‌ اللَه‌ عليه‌ و آله‌ الى عزرائيل‌ و قال‌: فلتذهب‌ الى الوقت‌ الذي‌ عيّنه‌ اللَه‌ تعالي‌، فلقد أمّد اللَه‌ عمره‌ بتوسّل‌ والدته‌، و نحن‌ أيضاً نذهب‌ الى وقت‌ آخر إن‌ شاء اللَه‌ تعالي‌.

ثمّ هبطتْ والدتي‌ السلّم‌، و جلستُ أنا في‌ غاية‌ العصبيّة‌ من‌ فعلها، وكنتُ أقول‌ لها: لماذا فعلتِ ذلك‌؟ لقد كنتُ على و شك‌ الذهاب‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌ و مع‌ النبي‌ّ و مع‌ فاطمة‌ الزهراء و الحسنين‌ عليهم‌ السلام‌ فجئتِ و منعتني‌ و لم‌ تتركيني‌ أذهب‌ معهم‌!
)).



أقول : لقد مر عليكم أنّ الانسان في سكرات الموت وحينما تقف على بابه قافلة الموت ،تنكشف له الحجب فيرى الاشياء على حقيقتها ، ولذلك فهذا الرجل الجليل راى ذلك المخالف على حقيقته ،أي خنزيراً ،نعوذ بالله من غضبه ، .


في المشاركة القادمة سنذكر لكم ايضاً قصة بسند معتبر وبعض الاحاديث الشريفة .

والحمد لله ربّ العالمين،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،وأغثنا بهم،
وخفف سكرات الموت علينا بحقهم ،
وأكحل عيوننا بالنظر اليهم .
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



"وارحمـــني اذا نُسي اسمي ، وبلي جسمي ، وانطمس ذكري ، وهجر قبري ، فلم يزرني زائر ولم يذكرني ذاكر"



- لابد وأنْ ينزل ذلك المسكين من على ظهر قافلة الموت ، إلى بيته الجديد ، ذلك البيت الضيّق ،فهو ومن مسافات بعيدة حينما يقترب منه وهو في قافلة الموت ، سوف يسمع نداء ذلك البيت كما مر !!

فترميه القافلة من على ظهرها رمية ً قوية في بطن ذلك البيت ،تتكسر لها عظامه ،وينزف لها دماؤه -

الانسان في ذلك الوقت حقيقة يحتاج الى رحمة ولطف الله ، ذلك البدن القوي والجميل أين هو .؟
-تلك العينان الجميلتان ، تلك اليدان الناعمتان ، مالذي ينتظرهما -.؟
والروح ، ان بعض العلماء يقول :إنّ الروح تعود الى البدن في اليوم السابع ، هذا البدن الذي تعب عليه الانسان ، وصرف عمره من أجله ، فيعمل من الصباح الى الليل بسببه، فالروح تعود الى البدن في اليوم السابع -بعد مفارقة وغيبة عنه -، .

-ما الذي حدث بهذا البدن .؟!-

-تراه بتلك الصورة المرعبة ،- أخذ الدم يتفجر من كل تلك المنافذ ، من أنفه من عينه من اذنه ، . ذلك البدن أصبح ملوثاً بنجاسة الدم .!!

لذلك هنالك مسألة فقهية، أن الاحوط او ان الافضل ان لا يضع القرآن أو اسماء الله قريب من هذه المنافذ ، لاحتمال وصول الدم اليها ويلوثها ،.ولكن يوضع في مكان بعيد عنها .

الديدان كذلك ، تأكل هذا البدن ،تِلك الوجوه عليها الدود ينتقل .! ، فتتأثر الروح تأثر شديد ، لان عندها علاقة بهذا البدن ، كمثل البيت اذا عندك ألا تحبه ،.؟ ، اذا عندك ابن - لا سمح الله -اذا صُدم ألا تتأثر لذلك .؟

الروح تتأثر جداً ، ثم تمر الروح على هذا البدن في يوم الاربعين ، فترى الوضع أسوء من ذلك ، - نظر الى - البدن قد تفسخ ،وقد خرجت منه الروائح المنتنة فتتأثر الروح اكثر من ذلك ،ثم تمر الروح بعد سنة فترى ان البدن انتهى ، أكله التراب ، فتتأثر جداً.


لذلك يقال انه من الافضل أن يُصنع خيرات للميت في هذه الاوقات في السابع ويوم الاربعين وبعد مرور عام جبراً لخاطر هذه الروح ،.


فانظر اين ذهب هذا البدن .؟ لقد انتهى ،.
أين ذهبت تلك الاموال .؟ لقد انتهى .

ما يُغني عنه ماله اذا تردى ، ماهي قيمة هذا المال في ذلك العالم .؟

أين ذهب الاولاد والاحفاد ؟
إنهم نسوك ، نعم أصبحت في سجل النسيان .؟؟


الان نحن الاحياء هل نذكر آباءنا ، أو أجدادنا .؟!! ، أصلا اسماؤهم لا نعرفها ،فلان ابوه فلان جده فلان ، ويتوقف . ما هو اسم والد جدك ..؟ اسمه لا يعرفه .! ، فقط الاسم الثلاثي او الارباعي .



نحن كذلك نفس الامر أبناءنا تحت اسماءنا سوف ينسوها ولن يذكرونا ، كل ما علمنا في هذه الحياة قد انتهى ، فما أحوجنا لرحمة الله .!!


كانت هذه من كلمات الفقيه آية الله الشهيد محمد رضا الشيرازي رضي الله عنه .سمعتها من لسانه الكريم ،نقلتها بتصرف بسيط وضعه بين هذه الاشارة - ... -

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



قائد القافلة يُراقب كل انسان يومياً .!


أنا أعلم ان مثل هذا العنوان مُرعب جداً لأي شخص ،فالانسان في هذا العالم إما غافل أو متنبه واعي ،فاذا ذكر ملك الموت امام المتنبه الواعي فانك حتماً سترى بوادر الخوف على وجهه ، وانحباس انفاسه وانخطاف لون وجهه !!.
وكذلك الغافل الذي قد غرق في سكرة الغفلة ،اذا سمع باسم ملك الموت ،فانه سوف يُحاول الهروب مبدئياً ، بالانقال الى موضوع آخر ،لانّه يخدع نفسه ولا يُريد ان يتذكر أنّ هنالك من يُلاحقه ، لكي يتخلص من كابوس هذا المخلوق الذي يُطارد الأرواح ويخطتفها في كل لحظة ، ويُفجع الاحباب ويقطع الاسباب ، ويجدد الاحزان !.


نحن لا نعرف حقيقة كيفية عمل ملك الموت وأعوانه ،لكن نعرف اجمالاً عنهم من خلال روايات اهل البيت عليهم السلام ،الذين كشفوا لنا بعض هذه الاسرار ، كي يُحركوا فينا التنبيهات الآخروية والبرزخية .


ملك الموت هو قائد هذه القافلة التي نتحدث عنها ،وهو سيدها، والمُطاع امره فيها ،وهو مخلوق عجيب ،ما ان يتامله الانسان الا ويدرك هذه الحقيقة وهي عظمة الخالق الذي خلق هذا الملك.

هل تحس به إذا دخل منزلا ؟ أم هل تراه إذا توفى أحدا ؟ !!!!!!!
بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه : أيلج عليه من بعض جوارحها ؟ أم الروح أجابته بإذن ربها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله ؟


هذه كلمات امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ،.

إنّ هذا الملك العظيم كلمة جداً مُرعبة وسر خطير ، يجب ان ننتبه اليه ، والشكر لأئمتنا اهل البيت عليهم السلام الذين كشفوا لنا هذا السر المُخيف .

دعونا نستمع لهذا السر المهم ، يروي الكليني في الكافي ج 3 - ص 136،بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ملك الموت قال :"...الحذر الحذر إنه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني ربي بها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونحى عنه ملك الموت إبليس ..".


ان أصوات الاذان التي تنطلق وتخترق الافاق ماهي الا تحذير ، وان صح التعبير فهي صافرات انذار لجميع العالم ، "أن استدعوا فقد حان وقت اطلاع ملك الموت وسالب الارواح عليكم ".

يا لها من ساعات عظيمة ،وهنيئا لمن حافظ عليها ،واطلع عليه ملك الموت فرآها يصلي قائماً في المحراب. ويا ويل ويا لشقاء من يطلع عليه مُلاحِق الارواح في تلك الساعات الخمس فيراه ،غافلاً او مستخفاً او عاصياً.، انه حتماً سوف ينفجر غضباً .!!!

روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال :"ما من يوم إلا يتصفح ملك الموت فيه وجوه الخلائق ، فمن رآه على معصية أو لهو ، أو رآه ضاحكا فرحا ، قال له يا مسكين : ما أغفلك عما يراد بك ! إعمل ما شئت ، فإن لي فيك غمره أقطع بها وتينك "الشرح ج 20 - ص 346.

صحيح ان الله رؤوف ورحيم ولكنه شديد العذاب وعقابه اليم ،وسيتجلى عقابه وعذابه الصعب ، في ملك الموت حينما يُعذب ذلك المسكين في قلع وخلع وانتزاع روحه من جسده وضربها اشد الضرب ،بآلالات العذاب الجهنمية .!!


فيا ايها المؤمنين انتبهوا لهذه الساعات ساعات اطلاع ملك الموت عليكم ، ولنجلد انفسنا بسياط الطاعة لله ، فالى متى تتجاهل هذه النفس الغير مؤدبة ،الاوامر الالهية النازلة من السماء .؟

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ؟؟

لكني رأيت ايضاً هنالك سر كشف لنا أهل البيت سلام الله عليهم عنه ،وهو ان ملك الموت لا يراقب الناس ويطلع عليهم في الخمس ساعات فقط ، بل ربما في كل لحظة او في أي لحظة .،

روى المجلسي نقلا عن الكليني ج 6 - ص 143 بسنده عن ابي جعفر عليه السلام قال :
" عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن لحظة ملك الموت ، قال : أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة فما يتكلم أحد منهم ؟ فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم ".


بالتاكيد كل شخص قد مر عليه هذا الموقف ، وهو انه يكون جالساً في مجلس يتحدث فيه الناس وفجأة تعتريهم السكتة فيسكت لمدة قصيرة كل شخص ولا يتكلم بتاتاً.

ولكن كالعادة نكون غافلين عن السبب.!!،

أقول لعل هذه الجوارح البشرية تشعر وتحس أو تتأثر من لحظة ملك الموت ونظرته المُخيفة على ذلك المجلس الذي يتحدث فيه الناس ويحيون امر الشيطان من الغيبة والنميمة والكذب ،فيرمقهم بتلك الرمقة التي تخضع لها ،جميع السنتهم فتنعقد وتتراجع ولا تنطق بحرف هيبة منه .!!

العجيب ان في تلك السكتة الكل يسكت في نفس اللحظة ولا يتكلم منهم احد .!


يروي العلامة المجلسي في البحار ج 6 - ص 143:
" قال إبراهيم الخليل عليه السلام لملك الموت : هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر ؟ قال : لا تطيق ذلك ، قال : بلى ، قال : فأعرض عني ، فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود ، قائم الشعر ، منتن الريح ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومناخره لهيب النار والدخان ، فغشي على إبراهيم ثم أفاق ، فقال : لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه .".



اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة ،وارحم ضعف بدننا وقلة حيلتنا .

بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،




تَــــدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصياءه في أصعب ساعة .



حينما يأمر قائد القافلة ملك الموت بحط رحالها على اعتاب ذلك المنزل لكي يترجل من القافلة ، ويؤدي وظيفته التي قلدها الله اياه ، وحينما تنكشف الحجب ويُزاح الغطاء عن بصيرة ذلك المسكين ،فجأة .!ويرى نفسه واقفاً أمام قافلة مهيبة مُرعبة عظيمة فاتحة أبوابها على مصراعيها لكي تجره اليها ،في تلك الساعة التي يخفق لها القلب وينبض النبضات الاخيرة ،وحين يُحاول ذلك المسكين ان يهرب من رؤية تلك القافلة الكبيرة ومن الوقوف بين يدي ملك الموت ،تسرع اعوان القائد بالاحاطة به فيكون كالذليل الضعيف بين عمالقة واقفين حوله بتلك الهيئة المرعبة .

في تلك الساعة التي لا مثيل لها ، يتدخل صاحب الرحمة العالمية ، سيد الكونين بهيبته ووقاره وخلفه أمير المؤمنين عليه السلام ومعه الزهراء عليها السلام والاوصياء الطاهرين ، فتهدأ زفرات القافلة ويُطأطأ ملك الموت وأعوانه رؤوسهم وينحوا اجلالاً لرسول الله واهل بيته عليهم السلام .

كم أنتَ رحيم يا رسول الله ،حقاً اننا لم نعرفك ولن نعرفك ،أنتَ الهدية العظمى التي خلقها الرحمن لنا ، ان رحمة الباري تتجلى في رسول الله وأهل بيته عليهم السلام في تلك الساعات ،.

وقد وعدتكم بذكر بعض الاحاديث التي تنص على هذه الحقيقة المتواترة قطعاً ويقيناً كما مر عليكم ،.ولكن قبل ذلك أنقل لكم هذه القصة المنقولة عن الصالحين عن السيد محمد الحسيني الطهراني رضي الله عنه في كتابه معرفة المعاد مجلس 7 قال :" نقل‌ لي‌ أحد مفاخرنا الاعزّاء و من‌ أعاظم‌ اهل‌ العلم‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ حاليّاً و من‌ الرجال‌ الاجلاّء المحترمين‌ فقال‌: لقد اخترت‌ زوجة‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ ثمّ سافرنا في‌ فصل‌ الصيف‌ الى ايران‌ لزيارة‌ الارحام‌ والاقارب‌، فزرنا ثامن‌ الائمة‌ عليه‌ السلام‌، و عرّجنا من‌ هناك‌ الى مدينتي‌ التي‌ كنت‌ أقطن‌ فيها، و هي‌ الى القرب‌ من‌ مدينة‌ مشهد.

و صادف‌ انّ جوّ تلك‌ المنطقة‌ و ماءها لم‌ يناسب‌ مزاج‌ زوجتي‌ فسقطت‌ مريضة‌، و صارت‌ حالها تسوء يوماً بعد يوم‌، و لم‌ تنفع‌ معها المعالجات‌ التي‌ عملناها لها، حتّي‌ أشرفت‌ على الموت‌. و كنت‌ واقفاً عند جسدها مضطرباً أري‌ زوجتي‌ تلفظ‌ أنفاسها في‌ تلك‌ اللحظات‌، و أري‌ أنّ على العودة‌ الى النجف‌ وحيداً خجلاً أمام‌ والدها و والدتها اللذين‌ سيقولان‌: لقد أخذ فتاتنا العروس‌ فدفنها هناك‌ و عاد.

كان‌ الاضطراب‌ و القلق‌ العجيب‌ يلفّ كياني‌، فهرعتُ فوراً الى الغرفة‌ المجاورة‌ فصلّيت‌ ركعتين‌ و توسّلت‌ بإمام‌ الزمان‌ عجّل‌ اللَه‌ تعالي‌ فرجه‌ الشريف‌ و قلت‌: يا ولي‌ّ اللَه‌! اشفِ زوجتي‌. يا ولي‌ّ مصدر الفعل‌ الالهي‌ّ، انّ هذا الامر بيدك‌ و في‌ استطاعتك‌!

توسّلت‌ الى الامام‌ في‌ ضراعة‌ و التجاء، ثمّ عدت‌ الى الغرفة‌ فشاهدتُ زوجتي‌ جالسة‌ تجهش‌ بالبكاء، فصاحت‌ حالما رأتني‌: لماذا منعتني‌؟ لماذا منعتني‌؟ لماذا لم‌ تدعني‌؟

لم‌ أفهم‌ ما تقول‌، و تصوّرت‌ ان‌ كلامها عادي‌ّ، و انّ حالها وخيمة‌، ثمّ سقيتها ماءً و أطعمتُها شيئاً من‌ الغذاء، فشرحت‌ لي‌ قضيّتها و قالت‌: لقد جاء عزرائيل‌ لقبض‌ روحي‌، و كان‌ يرتدي‌ ملابس‌ بيضاء، وسيماً متجمّلاً ومزيّناً، فابتسم‌ في‌ وجهي‌ و قال‌: أحاضرةٌ أنتِ للمجي‌ء؟ قلتُ: بلي‌.

ثمّ جاء أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ فلاطفني‌ كثيراً في‌ رحمة‌ و مودّة‌، ثمّ قال‌: أريد الذهاب‌ الى النجف‌، أترغبين‌ أن‌ نذهب‌ معاً الى النجف‌؟

قلتُ: بلي‌، أحبّ كثيراً أن‌ آتي‌ معكم‌ الى النجف‌.

ثمّ نهضتُ فارتديت‌ ملابسي‌ و تهيّأت‌ للذهاب‌ مع‌ الإمام‌ الي‌ النجف‌ الاشرف‌، و حالما أردت‌ الخروج‌ معه‌ من‌ الغرفة‌ شاهدتُ إمام‌ الزمان‌ عليه‌ السلام‌ و قد جاء و أنت‌ متعلّق‌ بأذياله‌، فقال‌ لاميرالمؤمنين‌: لقد توسّل‌ هذا العبد بنا، فاقضوا له‌ حاجته‌!

فأطرق‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ برأسه‌، ثمّ قال‌ لعزرائيل‌: اذهب‌ الى الوقت‌ المعيّن‌ حسب‌ طلب‌ المؤمن‌ المتوسّل‌ بولدنا. ثمّ ودّعني‌ أميرالمؤمنين‌ و خرج‌. فلِمَ لَمْ تدعني‌ أذهب‌؟


انّ هذه‌ من‌ الحقائق‌، و ناقل‌ هذه‌ القضيّة‌ و زوجته‌ ـ و هي‌ من‌ الصالحات‌ ـ كلاهما على قيد الحياة‌".انتهى



إنّ هذه القصة التي نقلها آية الله السيد الطهراني رحمه الله تؤيدها هذه الروايات المتواترة التي سأذكر بعضها من دون الالتفات الى اسانيدها ذلك لتواترها الذي يغنينا عن البحث في اسانيدها .وكلها نقلتها من كتاب صحيفة الابرار لحجة الاسلام ميرزا محمد تقي المامقاني رحمه الله .


" الكافي في كتاب الجنائز عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ، جعلت فداك يا ابن رسول الله ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : لا والله إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت : يا ولي الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا ص، لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر .
قال : ويمثل له رسول الله ص وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم ع، فيقال له هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ع رفقاؤك ، قال : فيفتح عينيه فينظر ، فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمدا وأهل بيته وادخلي جنتي، فما شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي
"


"وفيه عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله ع: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه ، ثم أهوى بيده إلى الوريد ثم اتكأ ، وكان معي المعلى فغمزني أن أسأله .
فقلت :يا بن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى ، فقلت له : بضع عشرة مرة أي شيء ، فقال في كلها يرى ، ولا يزيد عليها ، ثم جلس في آخرها . فقال : يا عقبة .
فقلت: لبيك وسعديك .
فقال : أبيت إلا أن تعلم .
فقلت : نعم يا بن رسول الله إنما ديني مع دينك ، فإذا ذهب ديني كان ذلك كيف لي بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لي .
فقال : يراهما والله .
فقلت : بأبي وأمي من هما ؟
قال : ذلك رسول الله وعلي ، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما .
قلت : فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟
فقال : لا ، يمضي أمامه ، إذا نظر إليهما مضى أمامه .
فقلت له : يقولان شيئا ؟
قال: نعم يدخلان جميعا على المؤمن ، فيجلس رسول الله عند رأسه ، وعلي عند رجليه ، فيكب عليه رسول الله ، فيقول : يا ولي الله أبشر أنا رسول الله ، إني خير لك مما تركت من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله فيقوم علي حتى يكب عليه ، فيقول : يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه ؛ أما لأنفعنك ، ثم قال إن هذا في كتاب الله عز وجل .
قلت : أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله .
قال : في يونس قول الله عز وجل هاهنا ﴿الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم﴾
)"



"عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن بن أبي يعفور ، قال : كان خطاب الجهني خليطا لنا ، وكان شديد النصب لآل محمد ص، وكان يصحب نجدة الحروري قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فإذا هو مغمى عليه في حد الموت ، فسمعته يقول : ما لي ولك يا علي ، فأخبرت بذلك أبا عبد الله ع، فقال أبو عبد الله ع: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة".


"محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن يسار(ح) الكشي محمد ابن مسعود قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال حدثني العمركي عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن يسار بأيسر مغايرة في اللفظ واللفظ للأول أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل وورع وإخبات، فمرض أحدهما وما أحسبه إلا زكريا بن سابور ، قال : فحضرته عند موته فبسط يده ، ثم قال : ابيضت يدي يا علي ، قال : فدخلت على أبي عبد الله u، وعنده محمد بن مسلم ، قال : فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر الرجل ، فأتبعني برسول فرجعت إليه ، فقال : أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند الموت ، أي شي‏ء سمعته يقول ؟ قال : قلت : بسط يده ثم قال : ابيضت يدي يا علي ، فقال أبو عبد الله ع: والله رآه والله رآه والله رآه"


"تفسير القمي قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان (يعني عبد الله) عن أبي عبد الله u قال : ( ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلا ويحضره رسول الله ص وأمير المؤمنين والحسن والحسين ع فيسروه ويبشروه ، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه ، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين ع(لحارث الهمداني)
يا حـار همـدان من يمـت يرني
مـــن مؤمـــن أو منافــق قبلا
".



نسال الله حسن العاقبة .

بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


الموت للمؤمن أحلى من العسل
" فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ"



إنّ هذه القافلة الغاضبة ، والفاتحة فاهها، والمُشرّعة خناجرها لنزع أرواح العصاة وتعذيبها ،سرعان ما تتحول الى قافلة جميلة ، وبصورة بهيّة، حينما تأتي للمؤمن لتؤدي عملها .!

نعم صورة لا يتخيلها المؤمن بتاتا، إنّها اللحظة التي وعده الله بها ، لحظة النزع ، ولكن نزع الثياب المتسخة بالدنيا ،إنّها لحظة ازالة القروح والجرب ،والأمراض والعلل .

إنّها لحظة السقوط في أحضان الراحة والريحان ،فما أحلاها من لحظة .


روي عن المولى الامام محمد بن علي عليهما السلام قال :" قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام : ما لموت ؟ قال : للمؤمن كنزع ثياب وسخه قملة ، وفك قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب ، وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظم العذاب .".معاني الاخبار ص 289.


وروي عن الحسن العسكري عليه السلام قال :" دخل علي بن محمد عليه السلام على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت ، فقال له : يا عبد الله تخاف من الموت لأنك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك ؟ أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال : بلى يا بن رسول الله ، قال : فذلك الموت هو ذلك الحمام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و تنقيتك من سيئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاورته فقد نجوت من كل غم وهم و أذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ، فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه ومضى لسبيله " البحار ج 6 - ص 156.



دعونا نستمع لشخص رجع بعد موته باذن الله تعالى ماذا يقول ،.


ينقل الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني في كتابه القصص قال :
" سمعت من الشيخ "محمود مجتهد الشيرازي" أيضاً قوله: في النجف الأشرف كان الشيخ "محمد حسين قمشة" من الفضلاء، وكان معروفاً بالمبعوث من القبر، وسبب هذه التسمية كما نقل لي بنفسه: أنه عندما كان في سن 18 عاماً في مدينة قمشة، أصيب بمرض الحصبة، واشتد عليه المرض يوماً بعد يوم، وقد كان فصل العنب، ووضع أهله عنباً كثيراً في غرفته، فكان يأكل منه دون علم أحد، فاشتد عليه المرض كثيراً حتى مات.


فبكى عليه الحاضرونن وعندما أتت أمه ورأته ميتاً قالت للحاضرين:اتركوا جنازة ولدي حتى أعود، وأخذت القرآن وخرجت إلى السطح، وشرعت بالتضرع إلى الله، وجعلت القرآن الكريم وسيد الشهداء (ع) شفعاءها إلى الله، وقالت: اللهم!.. لن أرفع يدي حتى تعيد إلىَّ ولدي.


بعد مضي عدة دقائق عادت الروح إلى جسد "محمد حسين" ونظر إلى أطرافه فلم يجد والدته، فقال لمن حوله: قولوا لوالدتي لتأتي، فقد وهبني الله لحضرة سيد الشهداء (ع).. فأخبروا والدته أن ابنك عاش.


ثم نقل "محمد حسين" ما رآه هو فقال: عندما حضرني الموت اقترب مني شخصان نورانيان يرتديان الأبيض، وسألاني: ما بك؟.. قلت: الوجع تمكن من جميع أعضاء جسمي.. فوضع أحدهم يده على رجلي فارتاحت، وكلما حرّك يده إلى أعلى جسمي كلما ارتحت من وجعي، ثم فجأة رأيت جميع أهل بيتي يبكون من حولي، وكلما حاولت إفهامهم أني في راحة لم أتمكن، حتى بدأ الشخصان برفعي إلى الأعلى، وكنت فرحاً مسروراً، وفي الطريق حضر شخص نوراني كبير، وقال للشخصين: أعيدوه فقد أعطيناه عمر 30 عاماً بسبب توسل والدته بنا.. فأعاداني بسرعة، وفتحت عيني فوجدت أهلي باكين من حولي..معظم الذين سمعوا هذه القصة منه في النجف، كانوا ينتظرون موته عند حلول عامه الثلاثين، وبالفعل عند إكتمال سنه الثلاثين توفي.".انتهى



أقول لكم : نظير هذه القصة ايضاً حدث بها العلامة المجلسي بعدما توفي السيد الجزائري ، في المنام ستأتي ان شاء الله .


ان ما قاله هذا الرجل الصالح يؤكده الروايات التي عرضناها أولا، فان ملائكة الموت يصبحون ملائكة رحمة على المؤمن ،وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله" إذا رضي الله عن عبد قال : يا ملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه ، حسبي من عمله ، قد بلوته فوجدته حيث أحب ، فينزل ملك الموت و معه خمسمائة من الملائكة معهم قضبان الرياحين وأصول الزعفران ، كل واحد منهم يبشره ببشارة سوى بشارة صاحبه ، ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه ، معهم الريحان فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ ، فيقول له جنوده : مالك يا سيدنا ؟ فيقول : أما ترون ما أعطي هذا العبد من الكرامة ؟ أين كنتم عن هذا ؟ قالوا : جهدنا به فلم يطعنا "البحار ج 6 - ص 161.



اللهم بحق محمد وآل محمد اجعل عاقبتنا حسنة.
بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



حينما دخــَـل قائد القافلة على العلامة المجلسي رحمه الله​





لقد بيّنا لكم حلاوة الموت للمؤمن ،وعذوبة تلك اللحظات ،وجمال عطرها الفوّاح ،وروعة المنظر ،وطيب الصوت والنداء ، حينما يُقال له "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".


ينقل الشيخ البحراني في كتابه القصص - نسخة الكترونية مختصرة-يقول :
(( قال المرحوم السيد نعمة الله الجزائري – المتوفى سنة (1112هـ) : لقد قمتُ من أجل طلب العلم بأسفار كثيرة في بلاد الإسلام ، حتى سمعت مرة أن علامة اسمه الشيخ المجلسي قد برز نجماً في أصفهان (مدينة في إيران).

فشددت رحلي للسفر إليه والاستفادة من علمه .. وبعد حضوري في حلقات درسه ، والاستنارة بضياء تقواه وأخلاقه الفاضلة ، صرتُ من أقرب التلاميذ إليه ، وصار يعتبرني كواحد من عائلته ، فكنت أدخل بيته .. ولقد وجدت معيشة الشيخ المجلسي في سعة ورفاه جيد ، وكان اهتمامه بحلال الدنيا وزينتها اهتماماً مشهوداً ، وهذا جعلني لا أرتاح كثيراً ، فكنت أتحين فرصة للنقاش معه حتى فاتحته يوماً بما في قلبي ، ولكني وجدت نفسي قاصراً في إقناع الاستاذ ، لذلك ختمت كلامي معه قائلاً : " مولانا أنت غوّاص بحر العلم ، وأنا بالقياس إليك قطرة ، فإنْ لم تجد فائدة لهذا النقاش ، لنتعاهد على أنه من مات منا قبل الآخر ، يأتيه في المنام ويخبره أن الحق مع من كان " .

بعد فترة من الزمان مرض العلامة المجلسي ، وانتقل إلى جوار الله تعالى ، ولبس المسلمون ثوب العزاء لفقده الأليم ، وعطّلت الأسواق سبعة أيام ، وانشغل الناس بكل فئاتهم في مجالس الترحيم ، وأنا نسيتُ عهدي مع العلامة حول الموضوع المذكور .

وبعد اليوم السابع من وفاته ذهبت إلى قبره ، فأخذت أتلو آيات من القرآن الكريم ، وأُهدي ثوابها إلى روحه الزكية ، ثم بكيتُ عليه ودعوت الله تعالى أن يفتح عليه أبواب الخير في دار الآخرة ، وبينما أنا كذلك غلبني النوم فرأيته خارجاً من قبره ، وعليه لباس جديد وجميل .. تذكرت حالاً أنه ميت ، فأخذت بإبهامه وقلتُ له : سيدي!.. لقد حان وقت وفائك بالعهد الذي كان بيني وبينك .. أخبرني كيف تلقيتَ الموت ؟.. وبعد الموت ماذا رأيت ؟.. وهل الحق في الموضوع الذي ناقشناه كان معي أم معك ؟..

فأجابني المرحوم المجلسي قائلاً: " لما مرضت ، وبلغ مرضي حداً يعجز عن تحمله البشر ، طلبت من الله عز وجل أن يأخذني إليه ، وتلوت قوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها }. سورة البقرة/286

إلهي!.. لا طاقة لي بهذه الآلام ، بلطفك أرحني يا رب!.. فبينما كنت أناجيه تعالى ، وإذا برجل جليل الشأن دخل وجلس عند رجلي ، وسألني هل سكنت آلامها؟..قلت : نعم ، سكنت ..وكلما كان يمر كفه بشكل تصاعدي ، كان يسألني عن حالي ، وأنا أجيبه بأن الألم قد ذهب ، وأني أشعر براحة.

وهكذا حتى وصلت كفاه إلى صدري ، فشعرت بذهاب آلامي كلها ، ولكني فجأة رأيت جسدي مطروحاً على الأرض وأنا في زاوية أنظر إليه !..


ورأيت أهلي وعائلتي حول جسدي يضجّون بالبكاء والعويل ، وأنا أقول لهم : إني شوفيت وليس بي أي ألم ، فلماذا تبكون ؟.. ولكنهم لم يسمعوني قط .

كنت أشاهد هذه الحالة ، حتى جاء المؤمنون ، وحملوا نعشي على تابوت متجهين صوب المغتسل ، وأما أنا فقد كنت أتقدم المسيرة من فوق الجسد .

غسلوا جنازتي ، ثم صلوا عليها ، ثم أخذوها إلى المقبرة ، وحفروا لها قبراً ، وأنا متحير أتساءل مع نفسي : ماذا يريدون أن يتصرفوا بهذه الجنازة ؟..

وكنت أفكر في تلك اللحظات أنهم إذا أدخلوا الجنازة في تلك الحفرة ، سوف أمتنع من الالتحاق بها ، ولكن لما وضعوها داخل الحفرة ، وجدت نفسي مشدوداً إليها من دون إرادة .



فلما صرت معها في الحفرة، رأيتهم قد سدّوها عليَّ، وما هي إلا لحظات إذ سمعت منادياً يقول لي : يا عبدي يا محمد باقر!.. ماذا أعددت لهذا اليوم ؟..

فعدّدت كل حسنة عملتها في الحياة ، ولكنهم رفضوا قبولها ، فتحيّرت في أمري ، ولا مفرّ من تلك الحفرة ، هنا تذكرت وأنا في هذه الوحشة والظلمة ، أن يوماً كنت أمرّ في السوق الكبير بأصفهان ، فرأيت جمعاً من الناس مجتمعين على رجل من المؤمنين ، يتهمونه بالإنحراف عن الدين والعقيدة ويكيلونه الضرب والشتائم ، ويطالبونه بتسديد القروض التي كانت لهم عليه .. وكلما كان يستمهلهم لم يمهلوه.



فاحترق قلبي ، وقلت في نفسي: إلى متى أصبر على هؤلاء الجهلة ، فوقفت صارخاً في أولئك أقول: " ويل لكم!.. تعالوا معي لأعطيكم كل ما تطلبونه من هذا الرجل " ، وحملت ذلك المسكين إلى البيت ، وأدّيت ديونه عنه ، وأحسنت إليه بكل احترام .



لقد تذكرت هذا العمل الإنساني في تلك اللحظات الموحشة من القبر ، فأسرعت في إخبارهم بذلك ، فقبله الله تعالى قبولاً حسناً ، وأمر بفتح باب رحمته في وجهي ، فوسّعوا القبر عليَّ ، وأنا الآن منعّم بأنواع النعم ، ومأنوس بلقاء المؤمنين الوافدين إليَّ ، ومسرور بدعائهم لي ، وتلاوتهم القرآن على روحي وإحسانهم بالخيرات..ثم قال العلامة المجلسي : " أيها السيد الشريف !.. لو لم تكن عندي في الدنيا تلك النعم من الرزق الحلال ، كيف كنت أعين الناس بها " ؟..

فاستيقظت من النوم ، وعلمت أن ما جمعه العلامة المجلسي في الدنيا من المال كان عين الصواب ، إذ كان ينفقه في مصلحة الدين ومنفعة الإسلام والمسلمين . منتخب التواريخ/ 672

فالمال نعم العون للدين ، إذا أنفقه صاحبه للفقراء ، ووسّع به على عياله ، وقدّم منه للمشاريع الإسلامية ، هذا هو الدرس الذي لم يتعلمه أكثر الناس .. فمن أي الناس أنت ؟
..)).



حقّاً لقد صدق مولانا الجواد صلوات الله عليه حيث قيل له : "ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ قال : لأنهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عز وجل لأحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا . ثم قال عليه السلام : يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه ؟ قال : لجهلهم بنفع الدواء ، قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة".

بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،وارحمنا بهم،
والعن عدوهم،،

ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



العلاّمة المجلسي قدس الله روحه الطاهرة في عالم البرزخ





بما اننا قد تشرفنا بذكر العلامة المجلسي غوّاص البحار ، فلا بأس بأن ننقل للأحبة شيئاً آخِراً،عن حياة العلامة في برزخه ،.ولعله قطرة في بحر الفضائل .



يقول العالم الجليل والمُحدث البحّاثة العظيم ،آية الله الميرزا حسين النوري الطبرسي ، نوّر الله ضريحه وعطر مرقده ، في كتابه دار السلام _ ط1،ج2،ص244_ ،" حدثني الشيخ الفاضل الصالح المقدس الورع الشيخ حسين المازندراني المجاور في المشهد الغروي قال :حدثنا في مجلس البحث شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام قدس سره قال :رأيت البارحة كاني بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وعلى بابه بوّاب ، فاستأذنت فادخلني فرأيت فيه جميع من تقدم وتأخر من العلماء مجتمعين فيه وفي صدر المجلس مولينا العلامة المجلسي (ره)، فتعجبت من ذلك فسئلت البواب عن وجهه ؟فقال : هو معروف عند الأئمة عليهم السلام بباب الائمة ، وإنّما أوتي هذه المنزلة لانه سنّ في الشيعة الچاوش للزوار ، قلت :لانهم يميلون الناس الى زيارة المشاهد بالنداء والاصوات ويحفظونهم في الفيافي والفلوات ويدلونهم المسالك والطريق ، ولكل واحد منهم كالتوفيق الذي هو خير رفيق ،ولهم بعد ذلك مآرب أخرى وفوائد لا تحصى ، ولعل المراد منه تصانيفه بتقريب لا يخفى على اللبيب".انتهى



أقول: أنا لا اعرف أي كلمة أقولها بحق هذا الكوكب العظيم والنجم الساطع العلامة المجلسي رضي الله عنه ،لذلك سأكتفي بنقل بعض كلمات الميرزا الطبرسي بحقه ،.

يقول الميزرا المحدث الجليل الطبرسي رضي الله عنه : " لم يوفق احد في الاسلام مثل ما وفق هذا الشيخ المعظم والبحر الخضم والطود الاشم من ترويج المذهب بطرق عديدة اجلها وابقاها التصانيف الكثيرة التي شاع في الانام وانتفع بها العالم والجاهل والخواص والعوام والمشتغل المبتدئ والمجتهد المنتهى واصناف الفرق المتشتة في المذهب حتى نقل العالم الفاضل الالمعي الاغا احمد بن العالم المحقق النحرير الاغا محمد علي بن الاستاذ الاكبر البهبهاني في كتاب مرآة الاحوال : انه ليس بلد من بلاد الاسلام ولا بلاد الكفر خالياً من تصانيفه وافاداته،....الخ ".


وسأكتفي بنقل اسماء مصنفات هذا الجليل كما ذكرها احصاها الميرزا الطبرسي باللغتين العربية والفارسية ،.

1_ بحار الانوار .
2_مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول صلى الله عليه وآله.
3_كتاب ملاذ الاخيار في شرح تهذيب الاخبار .
4_ كتاب شرح الاربعين اثنا عشر الف وخمسمأة بيت.
5_كتاب فوائد الطريفة في شرح الصحيفة .
6_كتاب الوجيزة في الرجال.
7_رسالة في الاعتقادات ألفها في ليلة واحدة .
8_رسالة الاوزان وهي اول تصانيفه.
9_المسائل الهندية.
10_المسائل المتفرقة.
11_رسالة في الاذان.
12_عين الحياة.
13_مشكوة الانوار مختصر عين الحيوة.
14_حق اليقين.
15_حلية المتقين.
16_حياة القلوب.
17_تحفة الزاير.
18_جلاء العيون.
19_مقياس المصابيح.
20_ربيع الاسابيع.
21_زاد المعاد.
22_رسالة في الديات.
23_رسالة في الشكوك.
24_رسالة في الاوقات.
25_رسالة في الرجعة.
26_ترجمة عهد أمير المؤمنين عليه السلام الى مالك .
27_اختيارات الايام.
28_رسالة في الجنة والنار.
29_رسالة في احكام الجنايز.
30_مناسك الحج.
31_رسالة اخرى.
32_مفاتيح الغيب في الاستخارة.
33_رسالة في مال النواصب.
34_رسالة في الزكاة.
35_رسالة في الكفارات.
36_رسالة في آداب الرمي.
37_رسالة في صلاة الليل.
38_رسالة في آداب الصلاة.
39_رسالة السابقون السابقون.
40_رسالة في الفرق بين الصفات الذاتية والعقلية.
41_رسالة مختصرة في التعقيب.
42_رسالة في البداء.
43_رسالة في الجبر والتفويض.
44_رسالة في النكاح.
45_ترجمة فرحة الغري لعبدالكريم بن احمد بن طاووس.
46_ترجمة توحيد المفضل.
47_ترجمة توحيد الرضا عليه السلام.
48_ترجمة زيارة الجامعة.
49_ترجمة دعاء كميل .
50_ترجمة دعاء المباهلة.
51_ترجمة دعاء السمات.
52_ترجمة الجوشن الصغير .
53_ترجمة حديث عبدالله بن جندب.
54_ترجمة حديث رجاء بن ابي ضحاك.
55_ترجمة قصيدة دعبل.
56_ترجمة حديث ستة اشياء ليس للعباد فيها صنع.
57_كتاب انشاءات كتبها بعد المراجعة من المشهد الغروي في الشوق اليه.
58_كتاب صواعق اليهود في الجزية واحكام الذمة.
59_كتاب مناجاة.
60_كتاب اجوبة المسائل المتفرقة.



قال الحق جلا وعلا : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ .

بسم الله الرحمن الرحيم ،
وصلى الله على الولي الأمجد ،
الخاتم المُسدد ، أبي القاسم محمد ،
وعلى آباءه المعصومين .

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،





حضور الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عند موت الخطيب مصطفى خبّازيان




يقول الشيخ البحراني في قصصه:

(( نقل لي ثقة من تلامذة المرحوم آية الله الحاج السيد محمد كاظم المدرسي قائلاً: كنت جالساً بمحضر العالم الورع ذي المعارف الإلهية آية الله الشيخ الحاج مرواريد (دام ظله) – وهو من أكابر علماء مشهد المقدسة – إذ دخل الخطيب الحسيني الشيخ حسن يوسفي، وهو صديق لخطيب حسيني معروف في مدينة مشهد اسمه الشيخ مصطفى خبّازيان، كان قد لقي حتفه مع (135) راكباً في طائرة (توبولوف) التي سقطت في أجواء مدينة طهران سنة (1413هـ) بسبب اصطدامها مع طائرة حربية تدريبية، لغفلة اعترت مسؤول برج المراقبة في المطار.

يقول الشيخ يوسفي: رأيت صديقي الشيخ خبّازيان هذا في المنام وسألته: كيف كنت حين الحادث؟..

فقال: كنت جالساً في الطائرة وإذ ظهر أمامي في مقدمة الطائرة رجل يشعّ نوراً ذو مهابة فابتسم لي، فخطر في قلبي أنه مولاي الإمام الرضا (ع)، فأشار إلى شاب جميل المنظر رأيته واقفاً بجانبي، وفهمت أن معنى إشارته له أنه ارفق به، فإنه من محبينا.. فقرّب الشاب وردة إلى أنفي لم أشم طيبها من قبل، وإذا بي صرت في الجو خارج الطائرة، أراها من تحتي وأرى نفسي جالساً فيها من دون حاجز، وفجأة اشتعلت النار في الطائرة ومن فيها، وأخذت تهوي إلى الأرض وأنا أشاهد ذلك.



أقول: ولهذه القصة تتمة أخبرني بها سماحة آية الله السيد محمد الميلاني (دام ظله) الذي حضر تشييع جنازة الشيخ في مشهد المقدسة: أنه كانت في التابوت من جسمه فقط يده التي بها خاتم دُرّ النجف كان مكتوب عليه (عليٌّ صراط حق نمسكه) وهي جميع الحروف المقطعة من بدايات سور القرآن الكريم.. وهذه هي من معاجز القرآن والولاية."))



أقول : صدق مولاي الصادق عليه السلام حينما قال لعقبة :"يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه ، ثم أهوى بيده إلى الوريد "

-

الغيبة إحدى المصاعب والمعضلات التي تواجه الميت .​








قال الشيخ الانصاري قدس سره في بحث المكاسب ((روي عن النبي صلى الله عليه وآله بعده طرق أنّ الغيبة أشد من الزنا وان الرجل يزني فيتوب ويتوب الله عليه ، وان صاحب الغيبة لا يُغفر له حتى يغفر له صاحبها)).


يقول الشيخ المجاهد محمد تقي البهلول في كتبه المذكرات ص 258:
"بعد ثلاثة أشهر من وفاة زوجتي المظلومة كنتُ ذات ساعة أتذكر معاناتها ، فبكيت وطلبت من الله أن يريني حالها في البرزخ هل هي من أهل الجنة ؟
نمت ورأيت شخصاً جاء وأخبرني بأن زووجتك تنتظرك في خارج الحجرة ، خرجتُ وإذا بها جالسة وعليها عباءة خضراء اللون تسر الناظرين .تذكرت حينها بأنها ميتة فكيف أراها الان وهي في الحياة .؟!
سلمت عليها وسألتها : لقد مُتِّ وقمنا بدفنك ، كيف رجعت الى الحياة .؟ قال : أنا قادمة من الجنة الآن لأنك طلبتني بالاضافة الى أنّ لي منك حاجة .!
قلتُ :بأية وسيلة جئت الى هنا .؟
قالت: مع تلك الطائرة الصغيرة البيضاء.
فنظرت الى الساة الامامية فرأيت طائرة صغيرة بيضاء اللون .
فقلت لها : ما أجمل طائرتك .؟
قالت :انها ليست شيئا يُذكر قياسا لطائرات اهل الجنة ، فإني لما أُقرنها بتلك الطائرات أخجل ممّا عندي ، فإنّها طائرات ليس في الدنيا مثلها .
قلتُ : حسناً اخبريني حاجتك .؟
قالت: حينما حوسبتُ بعد موتي لم يكن لديّ عمل يوجب عذابي سوى غيبة الناس ، إذ كنتُ أستمع للغيبة في المجالس وأحياناً أشارك المغتابين بكلام فيه غيبة ولربما بعضه دفاعا عن أبي أو أميّ وفي الفترة الاخيرة من حياتي كان دفاعاً عنك .
بهذا السبب صدر حكم بحشري مع الارواح العاصية لابقى معها في العذاب الى يوم القيامة ، وفجأة سمعتُ نداء يقول: بما أنّ أعمال هذه المرأة كانت صالحة كلها ماعدا اغتيابها للناس ، وبما أنها تحملت في الدنيا أذى كثيرا ، فلا تحشروها مع تلك الارواح ، بل خذوها الى ارواح المؤمنين لترتاح هناك، ولكن خذوا منها تعهدا بأن تجلب رضا الذين اغتابتهم .
وهكذا نقلوني الى حديقة كبيرة وفيها آلاف الأرواح المؤمنة والطيبة وقالوا لي من هذه الساعة إلى يوم القيامة عندك فرصة لجلب رضى الذين اغتبتيهم في الدنيا . فإن حصلتِ على رضاهم فإنّك تدخلي الجنة يوم القيامة وان لم تحصلي على رضاهم فإنّ لك محاكمة طويلة في ذلك اليوم وربما تدخلي النار لمدة معينة .والآن رجائي منك يا شيخ أن تطلب لي العفو من أهالي مدينتي (مزار بلخ) الذين تلتقيهم ، .ولما خرجتَ من سجن النفي إذهب الى المدينة واطلب منهم العفو لي واحداً واحداً ليبرؤا ذمتي ، فما عدا هذا ليس عندي معك حاجة واني استودعك الله ، إذ لابدّ لي من الاسراع في العودة لقد انتهت الرخصة .

يقول الشيخ بهلول: هذا ورغم أنّي لم اتوفق للذهاب الى مدينتها (مزار بلخ) حيث نقلتني الحكومة الى سجن كابل الا انني ابلغتُ أهالي مدينتها بالموضوع ودعوتُ لها كثيراً. "انتهى .








أقول أنا العبد الفقير : إنّ هذه الرؤية يجب ان تكون إحدى المحفزات عند المؤمن على ترك الغيبة والابتعاد عنها مطلقاً واعلان التوبة أمام الله تبارك وتعالى . من قبل أن تصل قافلة الموت عند أبواب بيوتنا فجأة لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ.

كما اننا يجب أن لا ننسى أمواتنا بالدعاء الدائم والكثير.



لقد سمعتُ آية الله السيد محمد رضا الشيرازي يُحدث عن أحد المؤمنين يقول :
توفى أحد الاشخاص فرآه هذا المؤمن في المنام وهو جالس لوحده كئيبا حزيناً في خرابة وعليه ملابس متسخة وغير نظيفة ووجه أسود .

فلما قام من نومه ذهب لأحد المعبرين كي يُعبر هذا المنام ، فقال له المُعبّر : إنّ معناه واضح ، فهذا الرجل قد اسود وجهه أمام الله بسبب ذنوبه وبيته هو الخرابة الذي صنعه بذنوبه ومعاصيه .فانا لله وانا اليه راجعون .


قال تعالى : "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" .



والحمدُ لله ربّ العالمين .




جابر المحمدي المهاجر،


-

أحد علماء الشيعة كان يبكي ويفر من مجلس الغيبة​




رأيت أنه من المناسب جداً أن أذكر للاحبة هذه الحادثة ، التي تتحدث عن الغيبة ، وكيف كان علماؤنا الاجلاء الكبار رحمهم الله يتعاملون معها .


يقول الشيخ المهتدي البحراني في كتابه قصص العلماء مانصه
:
" خرج الفتى الصغير من المجلس باكياً عندما سمع احد الحاضرين يستغيب شخصاً ،فسأله الحاضرون عن هذا التصرف العجيب !
أجابهم هذا الفتى الصغير في عمره والكبير في روحه : انّ شخصاً كان يتكلم في غيبة شخص ، وأنا لم اتحمل الاستماع الى غيبة ، فخرجت فراراً منها ومن عذاب الله تعالى ،.

هل تعلم من هو هذا الفتى الصغير في عمره .؟
هو الذي أصبح كبيراً من أكابر فقهاء أهل البيت عليهم السلام ، وحظي بلقاءاته العديدة مع الامام المهدي (عجل الله فرجه) ... هو المرحوم آية الله الورع السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره المتوى سنة (1212) للهجرة".


أقول أنا العبد الفقير : اذا كان السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره ، في صغره هكذا ، فلا نتعجب اذا سمعنا أنّ الامام المهدي عليه السلام كان يضمه الى صدره وكان يلتقي به أكثر من مرة.




والحمدُ لله ربّ العالمين.