رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي (بالمعنى العام والخاص)..!!

18 أبريل 2010
131
0
0
رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي
بالمعنى العام والخاص
ونساؤه خارج الأمر كلياً
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي (215- 303هـ) في كتابه خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ص56:ح54: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا بُكير بن مسمار، قال: سمعتُ عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقّاص: ما منعك أن تسب ابن أبي طالب؟!
قال: لا أسبه، ما ذكرتُ ثلاثاً قالها رسول الله (صلوات الله عليه وآله) لأن تكون لي واحدة منهن أحبُّ إليَّ من حُمر النعم.

لا أسبه ما ذكرتُ حين نزل عليه الوحي، فأخذ علياً وابنيه وفاطمة، فأدخلهم تحت ثوبه، ثم قال:
« رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي »

ولا أسبه ما ذكرتُ حين خلفه في غزوة غزاها، قال علي: خلفتني مع الصبيان والنساء؟ قال:
« ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي»

ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله (صلوات الله عليه وآله):
« لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه»

فتطاولنا هذه الراية فقال (صلوات الله عليه وآله) : «أين علي»؟
فقالوا: هو أرمد،
فقال (صلوات الله عليه وآله) : «ادعوه»، فدعوه؛ فبصق في عينيه، ثم أعطاه الراية، ففتح الله عليه.

قال: والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة..إنتهى.

(وأقول -أنا مفجرالثورة- : صمت لحظة وعاد _أي معاوية_ لغيه وباطله بعد سماعه هذا الحديث حتى جعل سبه ولعنه سنة على المنابر سنين طويلة، بل مازال خوارج هذا العصر يسبونه ويشتمونه)..!!

إسناد الحديث صحيح. وأبو بكر الحنفي هو عبدالكريم بن عبدالمجيد، وهو ثقة.

وأخرجه محمد بن جرير الطبري (224-310هـ) في تفسيره ج: 22 ص: 8، قال: حدثنا ابن المثنى قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا بكير بن مسمار قال سمعت عامر بن سعد قال قال سعد قال رسول الله حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة وأدخلهم تحت ثوبه ثم قال رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ج2: ص895: ح1373، والحاكم في المستدرك ج3: ص108-109، من طريق أبو بكر الحنفي به،
وقال: صحيح على شرط الشيخين،
وتعقبه الذهبي وقال: صحيح على شرط مسلم فقط.

هذا الحديث يفصح بخصاصة وخصوصية التبول الزهراء وبعلها أمير المؤمنين وابنيهما الحسن والحسين صلوات الله عليهم بالنبي صلوات الله عليه وآله، فهم (أهله وأهل بيته خاصة)، لا يكون معهم غيرهم ولا حتى نساؤه، ولذلك نجده صلوات الله عليه وآله قد أخرج أم سلمة وقال لها بأنك لست من أهلي، ولكنك إلى خير ( أو نحو ذلك) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج: 3 ص: 283: وقال شهر عن أم سلمة إن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا وفاطمة وابنيهما بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيت بنتي وعامتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت يا رسول الله أنا منهم قال إنك إلى خير، إسناد جيد روي من وجوه عن شهر وفي بعضها يقول دخلت عليها أعزيها على الحسين، وروى نحوه الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمن عن حكيم بن سعد عن أم سلمة، وروى شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قصة الكساء..إنتهى..!!

بل في رواية أخرجها الطبري في تفسيره ج: 22 ص: 8، قال:
حدثنا ابن حميد قال ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن حكيم بن سعد قال ذكرنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم أم سلمة قالت فيه نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت أم سلمة جاء النبي إلى بيتي فقال لا تأذني لأحد فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه وجاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه فاجتمعوا حول النبي على بساط فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط قالت فقلت يا رسول الله وأنا قالت فوالله ما أنعم وقال إنك إلى خير..إنتهى..!!

لاحظ هذا المقطع:
فوالله ما أنعم

أي أن الرسول صلوات الله عليه وآله لم يقل لها نعم، وهذه ملاحظة جديرة بالإهتمام، وهي:
لو قال نعم: لعلمنا بأنها من أهله وأهل بيته ولو كان الأمر مستحدثاً، ولكن الأمر كان بعيداً كل البعد عن هذا المقام ولم يصل الأمر لأن يقول ( بلى ) والتي تفيد التصديق (في السابق واللاحق) وذلك بالقول بأن النساء داخل لا محالة بأن يكن من أهل بيت الرجل كما هو معلوم ومعروف ولا شك فيه، ولكن الله جلّ وعلا قد جعل من الأمر خصوصية لهؤلاء الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ولتعرف بأن الأمر ليس سهلاً، قال تعالى في قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...آية 260 من سورة البقرة.

لاحظوا ، قال نبي الله إبراهيم ( بلى ) ولو قال ( نعم ) لكان الأمر مُشكلاً ويصل إلى مالا تحمد عقباه، وهو الكفر والعياذ بالله، فجاء في لسان العرب ج: 11 ص: 70: قال الفراء:
بَلْ تَأْتـي بمعنـيـين:
تكون إِضراباً عن الأَول وإِيجاباً للثانـي كقولك عندي له دينار لا بَلْ ديناران، والـمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها، وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه..إنتهى..!!

إذاً أهل النبي وأهله بيته صلوات الله عليهم فقط، هم:
عليٌ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين

فلا مجال للمراوغة واللعب وجعل نسائه داخل هذا المقام:
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
آية 33 من سورة الأحزاب

والحمد لله على ولاية الأطهار صلوات الله عليهم

الثلاثاء، 25 كانون الثاني، 2005 م، 14 ذو الحجة 1425هـ
مفجرالثوره