القاسمي : ليس كل مخرج في الصحاح سالما من النقد سندا أو معنى ...

سبط الرسول

New Member
18 أبريل 2010
48
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و أفضل المرسلين محمد و على آله الطيبين الطاهرين


القاسمي : ليس كل مخرج في الصحاح سالما من النقد سندا أو معنى ......


قال : محيى الدين النووي
في المجموع ،ج ١٩، ص ٢٤١ ـ ٢٤٣
ما نصه :
((( قال الامام مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فيهما ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها ) ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة وابن ماجة من حديث معن وبشر بن عمر ثمانيتهم عن مالك به .

حديث عائشة رواه البخاري في كتاب الطب لفظ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ـ قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا ،ـ فقال يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل ، قال مطبوب ، قال ومن طبه ؟ قال لبيد بن أعصم رجل من بنى زريق حليف اليهود كان منافقا ، قال وفيم ؟ قال في مشط ومشاطه ، قال وأبن قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان ) قالت فأتى البئر حتى استخرجه فقال ( هذه بئر التي أريتها ، وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قال فاستخرج فقلت أفلا نشرت ؟ فقال ( أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا . وفى رواية قالت : حتى كان بخيل إليه أنه فعل الشئ ولم يفعله وعنده فأمر بالبئر فدفنت ﴾ .
وروى مسلم وأحمد عنها قالت لبث النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي فأتاه ملكان . وذكر تمام الحديث.
وقال ابن جرير ان جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتكيت يا محمد ؟ فقال نعم ، فقال باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل حامد وعين والله يشفيك .
وقال المفسر الثعلبي ، قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة من أسنان مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها ، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له ابن أعصم ثم دسها في بئر لبنى زريق يقال له ذروان فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن وجعل يذوب ولا يدرى ما عراه ، فبينما هو نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما بال الرجل ؟ قال طب ، قال وما طب ؟ قال سحر ، قال ومن سحره ؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي ، قال وبم طبه ؟ قال بمشط ومشاطة ، قال وأين هو ؟ قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان والجف قشر الطلع والراعوفة حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح ، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورا وقال يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي . ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه إثنا عشر عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى السورتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من حاسد وعين الله يشفيك ، فقالوا يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن يثير على الناس شرا . قال ابن كثير هكذا أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفى بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد ( قلت ) وأكتفي بهذا القدر من أحاديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم

( تنبيه ) قال الشهاب نقل في التأويلات عن أبي بكرالأصم أنه قال : إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم المروى هنا متروك لمايلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهمالله فيه ،
ونقل الرازي عن القاضي أنه قال : هذه الرواية باطلة ، وكيفيمكن القول بصحتها ، والله تعالى يقول ( والله يعصمك من الناس ) المائدةالآية 67 وقال ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) طه آية 69 ، ولان تجويزه يفضىإلى القدح في النبوة ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضررجميع الأنبياء والصالحين ، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم ، وكلذلك باطل ، ولكان الكفار يعيرونه بأنه مسحور ، فلو وقعت هذه الواقعة لكانالكفار صادقين في تلك الدعوى ولحصل فيه عليه السلام ذلك العيب ، ومعلوم أنذلك غير جائز . اه‍
ويقول القاسمي في محاسن التأويل : ولا غرابة في أن لا يقبل هذا الخبر لما برهن عليه ، وإن كان مخرجا في الصحاح ، وذلك لأنه ليس كل مخرج فيها سالما من النقد سندا أو معنى كما يعرفه الراسخون ، على أن المناقشة في خبر الآحاد معروفة من عبد الصحابة .
))) انتهى .


والحمد لله