نظرية خوارج العصر التكفيرية ( نصوص مختارة لأقطابهم )

18 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
*********
النصوص التكفيرية لخوارج العصر :
لا شك أن ازدياد الهجمة التكفيرية على المسلمين من قبل المنظرّين الخوارج الذين تعاقبوا لها الدور الأكبر في خلق حالة الإرهاب الموجودة حالياً وعلى مستوى واسع ، وهذه النصوص التكفيرية صدرت من أصحاب أفكار ملعونة نتنة لا يهمها شيء إلا تكفير المسلمين جميعاً بدون استثناء وإن كان نصيب الشيعة من ذلك التكفير هو نصيب الأسد !!!!
***************
وإليكم نصوص التكفيريين :
1- سعيد حوّى في كتابه ( جند الله ثقافة وأخلاقاً ) :
( هل العالم الإسلامي في حالة ردة ؟ والجواب : يقول الله تعالى : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ، ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر ) إن هذه الآية نص صريح في الحكم بالردة على كل من أطاع الكافرين ولو في بعض أمره ، فالآية اعتبرت مرتداً من أعطى لمن كره ما أنزل الله الطاعة في بعض الأمر ، والواقع الذي نرى عليه كثير من ذراري المسلمين أنهم أعطوا الطاعة الكاملة في كل شيء لطبقات من الكفار ، مستحلين ذلك غير شاعرين بالكفر أو شاعرين ومنهم من أعطى الطاعة لكافر صريح ومنهم من أعطاها لمنافق والأمثلة أكثر من أن تحصى ) .
وقال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فهذه الآية صريحة في تكفير من لم يحكم بما أنزل الله .. وبعض العلماء يجعلها فيمن يفضلون على حكم الله حكماً آخر أو يستحلون الحكم بغير ما أنزل الله ، وعلى أي وجه حملنا الآية فإن تطبيقاتها في العالم الإسلامي كثيرة حتى أصبح الحكم بغير ما أنزل الله هو السمة الأصيلة في كل نظم الحكم الموجودة في العالم الإسلامي تقريباً .
إنه لا السلطة التنفيذية ولا التشريعات ولا القضاء ولا القوانين ولا اللوائح إسلامية ، فبماذا نحكم على أصحاب ذلك كله ؟
على ضوء ما مر نستطيع أن نقول أن في العالم الإسلامي اليوم ردة أو ترك قليل أو كثير لهذا الدين إلا قليلاً ، ومع وجود مسلمين تركوا ولم يرتدوا فإن طابع الردة هو الذي صبغ حياة العالم الإسلامي على اعتبار أن أجهزة الحكم كلها تقريباً آلت إلى يد مرتدين أو منافقين أو كافرين أصليين .
ونتيجة لذلك فقد تمّ انحسار الإسلام عن الحياة انحساراً تاماً تقريباً ) . مقتطفات من ص 1 - 10 .
****************
2- سيد قطب : ( أبو التكفير المعاصر ) في كتابه ( معالم في الطريق ) :
إن وجود الأمة الإسلامية يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة ، فالأمة المسلمة ليست أرضاً كان يعيش فيها الإسلام وليست قوماً كان أجدادهم في عصر من العصور يعيشون بالنظام الإسلامي ، إنما الأمة المسلمة جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي ، وهذه الأمة بهذه المواصفات قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق الأرض جميعاً ، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى ) ص 8 .
( إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ، وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا أنه كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده متمثلة هذه العبودية في التصور الإعتقادي وفي الشرائع القانونية ، وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً ) ص 98 .
( وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة ، وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها ، فهي وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله الله تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقّى من هذه الحاكمية نظمها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها وكل مقومات حياتها تقريباً ، والله سبحانه يقول عن الحاكمين بغير ما أنزل الله ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ص 101 .
( نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم ، كل ما حولنا جاهلية ، تصورات الناس وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم موارد ثقافتهم فنونهم آدابهم شرائعهم وقوانينهم حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكير إسلامي هو كذلك من صنع الجاهلية ) ص 21 .
( كذلك ينبغي أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين وتشهد لهم شهادات الميلاد أنهم مسلمون ) ص 40 .
( ولتكن هذه القضية هي أساس دعوة الناس إلى الإسلام كما كانت هي أساس الإسلام أول مرة ، هذه الدعوة التي تكفّل بها القرآن المكي طوال ثلاثة عشر عاماً ) ص 40
ويقول : ( إن الإسلام لا يجاهد إلا للدفاع واصفاً إياهم بالمهزومين روحياً وعقلياً تحت ضغط الواقع البائس لذراري المسلمين الذين لم يبق لهم من الإسلام إلا العنوان ويحسبون أنهم يسدون إلى هذا الدين جميلاً بتخليهم عن منهجه وهو إزالة الطواغيت كلها من الأرض جميعاً وتعبيد الناس لله وحده وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد بالتخلية بينهم وبين هذه العقيدة بعد تحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة أو قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن استسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة تعتنقها أولا تعتنقها بكامل حريتها ) ص 65 .
( إن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور ، ذلك أن الحكم الذي مرد الأمر فيه للبشر ومصدر السلطات فيه هم البشر هو تأليه للبشر يجعل بعضهم لبعض أرباباً من دون الله ، إن هذا الإعلان معناه انتزاع سلطان الله المغتصب وردّه إلى الله ، إن معناه تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الأرض ) ص 67 .
( إن الإنطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطان الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة ، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة كي يخلو له وجه الأفراد من الناس يخاطب ضمائرهم وأفكارهم بعد أن يحررها من الأغلال المادية ويترك لهم بعد ذلك حرية الإختيار ) ص 85

**************
3- محمد عبد السلام فرج نقلا عن كتابه : الفريضة الغائبة (الجهاد) قال :

{الحاكم بغير ما أنزل الله}

والأحكام التي تعلو المسلمين اليوم هي أحكام الكفر بل هي قوانين وضعها كفار وسيروا عليها المسلمين ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة .. (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) ( 5ـ 44) .

فبعد ذهاب الخلافة نهائياً عام 1942واقتلاع أحكام الإسلام كلها واستبدالها بأحكام وضعها كفار .. أصبحت حالتهم هي نفس حالة التتار كما ثبت في تفسير بن كثير لقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة (5ـ50) (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون )) .. قال ابن كثير: (ينكر الله تعالى على من خرج من حكم الله ــ الحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شرــ وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وصفها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يصنعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة من ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظرة وهواه فصارت شرعاً متبعاً يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن فعل ذلك كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه من كثير ولا قليل) .. ابن كثير الجزء الثاني ص 67 .. وحكام العصر قد تعددت أبواب الكفر التي خرجوا بها من ملة الإسلام بحيث اصبح الأمر لا يشتبه على كل من تابع سيرتهم ــ هذا بالإضافة إلي قضية الحكم .

يقول شيخ الإسلام بن تيمية في كتاب الفتاوى الكبرى باب الجهاد ص 288 الجزء الرابع : ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ إتباع غير دين الإسلام أو إتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب كما قال تعالى [ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً ](4ـ 150 ) .
{حكام المسلمين اليوم في ردة عن الإسلام}

فحكام هذا العصر في ردة عن الإسلام تربوا على موائد الاستعمار .. سواء الصليبية أو الشيوعية أو الصهوينة ــ فهم لا يحملون من الإسلام إلا الأسماء وإن صلى وصام وادعى أنه مسلم ــ ، ويقول ابن تيمية ص 293 : (وقد استقرت السنة بان عقوبة المرتد اعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعددة منها أن المرتد يقتل وإن كان عاجز عن القتال بخلاف الكافر الأصلي الذي ليس هو من أهل القتال فانه لا يقتل عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد ولهذا كان مذهب الجمهور أن المرتد يقتل كما هو مذهب مالك والشافعي وأحمد ومنها أن المرتد لا يرث ولا يناكح ولا تأكل ذبيحته بخلاف الكافر الأصلي إلى غير ذلك من الأحكام ، وإذا كانت الردة عن أصل الدين أعظم من الكفر بأصل الدين، فالردة عن شرائعه أعظم من خروج الخارج الأصلي عن شرائعه) ، إذاً فما موقف المسلمين من هؤلاء ؟!

يقول ابن تيمية أيضاً في نفس الباب ص 281 : كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنها يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين ، وإن تكلمت بالشهادتين فإذا اقروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يصلوا وإن امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة كذلك وإن امتنعوا عن صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق وكذلك إن امتنعوا عن تحريم الفواحش أو الزنا أو الميسر أو الخمر أو غير ذلك من محرمات الشريعة وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء والأموال والأعراض والأبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة ، وكذلك إن امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة واتباع السلف مثل أن يظهروا الإلحاد في أسماء الله وآياته أو التكذيب بآيات الله وصفاته والتكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين ، أو الطعن في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا في طاعتهم التي توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور قال تعالى [ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ] ولهذا قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ] ..

وهذه الآيات نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا بالصلاة والصيام ولكن امتنعوا عن ترك الربا فبين الله لهم أنهم محادون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا ، والربا هو آخر ما حرمه الله وهو ما لا يؤخذ برضا صاحبه، فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف لمن يترك كثيراً من شعائر الإسلام أو أكثرها كالتتار ، وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة إن امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة وصيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق أو من الحكم بينهم بالكتاب والسنة أو عن تحريم الفواحش أو الخمر أو نكاح ذوات المحارم أو من استحلال النفوس والأموال بغير حق أو الربا أو الميسر أو الجهاد للكفار أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب ونحو ذلك من شرائع الإسلام فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله .
{المقارنة بين التتار وحكام اليوم }

1ـ واضح من قول ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) ص 6 بهذا الكتاب ، أنه لم يفرق بين كل من خرج عن الحكم بما أنزل الله أياً من كان وبين التتار .. وفي الحقيقة أن كون التتار يحكمون بالياسق الذي اقتبس من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه .. فلا شك أن الياسق أقل جرماً من شرائع وضعها الغرب لا تمت للإسلام بصلة ولا لأي من الشرائع .

2ــ وفي سؤال موجه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من مسلم غيور .. يقول السائل واصفاً حالهم للإمام ( هؤلاء التتار الذين يقدمون إلى الشام مرة بعد مرة وقد تكلموا بالشهادتين ولم يبقوا على الكفر الذي كانوا عليه في أول الأمر ،فهل يجب قتالهم ؟ وما حكم من قد أخرجوه معهم كرهاً ــ أي أنهم يضمون المسلمين إلى صفوف جيشهم كرهاً .. التجنيد الإجباري ــ ؟وما حكم من يكون مع عسكرهم من المنتسبين إلى العلم والفقه والتصوف ونحو ذلك ؟ وما يقال فيمن زعم أنهم مسلمون والمقاتلون لهم مسلمون وكليهما ظالم فلا يقاتل مع أحدهما .. وهي نفس الشبهة الموجودة الآن وسوف يتم توضيحها إن شاء الله : الفتاوى الكبرى ص 280 ، 281مسألة ( 516) .

3ـ ويقول ابن تيمية في وصف التتار (ولم يكن معهم في دولتهم مولى لهم إلا من كان من شر الخلق إما زنديق منافق لا يعتقد دين الإسلام في الباطن ــ أي أن يظهر الإسلام ــ وأما من هؤلاء من هو شر أهل البدع كالرافضة والجهمية والاتجارية ونحوه ــ وهم أصحاب البدع ــ وإما من أفجر الناس وافسقهم وهم في بلادهم مع تمكنهم لا يحجون البيت العتيق وإن كان فيهم من يصلي ويصوم فليس الغالب عليهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ).. أليس ذلك هو الكائن ؟

4ـ وهم يقاتلون على ملك جنكيز خان ( اسم ملكهم) فمن دخل في طاعتهم جعلوه وليهم وإن كان كافر ، ومن خرج عن ذلك جعلوه عدواً لهم وإن كان من خيار المسلمين،لا يقاتلون على الإسلام ولا يضعون الجزية والصغار بل غاية كثير من المسلمين منهم من أكابر أمرائهم ووزرائهم أن يكون المسلم عندهم كمن يعظمونه من المشركين من اليهود والنصارى.. الفتاوى ص 286 .
ملحوظة : أليست هذه الصفات هي نفس الصفات لحكام العصر هم وحاشيتهم الموالية لهم الذين عظموا أمر الحكام أكثر من تعظيمهم لخالقهم .

5ـ وفي ص 287 يضيف شيخ الإسلام واصفاً الموالين لجنكيز خان فيكتب بمن كان فيما يظهره من الإسلام يجعل محمداً كجنكيز خان وإلا فهم مع إظهارهم للإسلام يعظمون أمر جنكيز خان كما كان يقاتلون المسلمين بل أعظم أولئك الكفار يبذلون له الطاعة والانقياد ويجعلون إليه الأموال ويقربون له بالنيابة ولا يخالفون ما يأمرهم به إلا كما يخالف الخارج عن طاعة الإمام للإمام ، وهم يحاربون المسلمين ويعادونهم أعظم معاداة ويطلبون من المسلمين الطاعة لهم وبذل الأموال والدخول فيما وضعه لهم الملك الكافر المشرك المشابه لفرعون أو النمرود ونحوهم بل هو أعظم فساداً في الأرض منهم .

6ـ يضيف ابن تيمية ويقول ( من دخل في طاعتهم الجاهلية وسنتهم الكفرية كان صديقهم ، ومن خالفهم كان عدوهم ، ولو كان من أنبياء الله ورسله وأوليائه) ص 288 .

7ـ ويضيف شيخ الإسلام متكلماً عن القضاة في عصر التتار فيقول : وكذلك وزيرهم السفيه الملقب بالرشيد يحكم على هذه الأصناف ويقدم شرار المسلمين كالرافضة والملاحدة على خيار المسلمين أهل العلم والإيمان حتى يتولى قضاء القضاة من كان أقرب إلى الزندقة والإلحاد والكفر بالله ورسوله بحيث تكون موافقة للكفار والمنافقين من اليهود والقرامطة والملاحدة والرافضة على ما يريدون أعظم من غيره ويتظاهرون من شريعة الإسلام بما لابد له منه لأجل من هناك من المسلمين حتى أن وزيرهم هذا الخبيث الملحد المنافق صنف مصنف مضمونه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رضي بدين اليهود والنصارى وانه لا ينكر عليهم ولا يذمون ولا ينهون عن دينهم ولا يؤمرون بالانتقال إلى الإسلام) واستدل الخبيث الجاهل بقوله [ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين ] وزعم أن هذه الآية تقضي أنه يرضى دينهم .
قال وهذه الآية محكمة ليست منسوخة ).. ص 288 ،289 الفتاوى الكبرى .
*************************

أليست هذه النصوص الصادرة من أصحاب الفكر الملعون هي السائدة عند المتطرفين السلفيين والوهابية الحاقدين الذين ينقمون على المجتمع الإسلامي وبالذات الشيعي ؟!! نعم إنها النصوص التي نادى بها الخوارج في زمن أمير المؤمنين صلوات الله عليه - لا فرق - ، نعم إنها تعبّر عن خلل بنيوي واستبداد سياسي وقمعي وانحراف أخلاقي رهيب وفشل ذريع في جميع المستويات ، لأن السائر على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة لم تزده شدة السير إلا بعداً .