بسم الله الرحمن الرحيم ،،
اللهم صل على محمد وآل محمد ،الطيبين الطاهرين ،
واللعنة السرمدية الابدية على أعدائهم من الاولين والآخرين.
السلام على الاحبة ورحمة الله وبركاته ،،
اطلعنا قديماً على كتاب (( ولادة القائم المهدي عليه السلام بالروايات الصحيحة الصريحة)) ، لسماحة الشيخ الكريم احمد الماحوزي حفظه الله ورعاه . ولتقديم الفائدة وطلباً للأجر والثواب سأقوم بوضع الكتاب الرائع في هجر الكريمة .
قال سماحة السيد مصطفى المزيدي في أول الكتاب ،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للّه ربّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على خيرِ الخلقِ أجمعين .
وبعد ...
فالحديث عن المهدي والقائم من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين حديث عن الإيمان بأرقى درجاته ومراتبه الوجودية ، فلا يصل السالك إلى المراتب العالية والمنازل العظيمة إلا بمعرفة الهادِ للبشرية في كل زمان ومكان ، كما هو مقتضى قوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ، وكما هو صريح قوله (صلى الله عليه وآله) « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ، ولذا ورد في الدعاء الوارد بسند صحيح عن قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) « اللّهم عرّفْنِي حُجَّتَك فإنّكَ إنْ لَمْ تُعَرِفْنِي حُجَتَك ضَلَلْتُ عَن دِيني » .
ولأهمية هذا الموضوع وضرورته كانت لنا جلسات ـ ولا زالت ـ أملى علينا سماحة الشيخ أحمد الماحوزي دام عزه مجموعة من الاحاديث الصحيحة السّند الدالة على ولادة الامام القائم « الحجة بن الحسن عليهما السلام » ووجوده ، بعد أن وَهِمَ الزاعمون أن لا دليل عند الشيعة الامامية على ولادة الحجة بن الحسن ، وأن الامام العسكري (عليه السلام) مات ولم يعقّب .
وهذا الكتاب ما هو إلا فصل من فصول كتابنا الكبير « النصوص على أهل الخصوص » الذي سيصدر قريباً إن شاء الله .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منّا هذا الجهد المتواضع .
والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين .
سيد مُصطفى المزيدي
الكويت : 17 ربيع الأول سنة 1423 هـ
________________________________________ صفحه 5 ________________________________________
( 1 )
رواية محمد بن علي بن حمزة العلوي
الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي ، قال : سمعت أبا محمد (عليه السلام)يقول : قد ولد وليّ الله وحجته على عباده ، وخليفتي من بعدي ، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر(1)
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله عيون الطائفة وأجلائها .
* الفضل بن شاذان : هو أبو محمد الازدي النيسابوري ، ثقة عين جليل عظيم بالاتفاق ، قال النجاشي : روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)وقيل عن الرضا (عليه السلام) ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء المتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة وهو في قدره أشهر من أن نصفه(2) ، توفي سنة 260 بداية الغيبة الصغرى .
وقد ذكر الامام الحر العاملي (قدس سره) في المقدمة التاسعة من كتابه القيّم « إثبات الهداة » أن له طرقاً الى رواية الكتب التي نقل منها ، ثم ذكر كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان من ضمن الكتب التي له إليها طريقاً ونقل منها في كتابه المزبور ، وطريقه إليه يمر عبر عيون الطائفة وأجلائها ومشايخها الثقات .
فكتاب « إثبات الرجعة » للفضل وإن لم يصل إلينا بأكمله بسند صحيح ، فقد وصل إلى الشيخ الحر العاملي ونقل منه عدة أحاديث ، وهذا كاف في التوثيق ، ولذا ذهب سيد الفقهاء الخوئي قدس سره إلى صحة كل روايات « علي بن الامام جعفر الصادق عليه السلام » الموجودة في كتابه والتي نقلها الحر العاملي في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 .
(2) رجال النجاشي : 306 رقم 840 .
________________________________________ صفحه 6 ________________________________________
موسوعته العظيمة «وسائل الشيعة» بعد أن شكك في النسخة المطبوعة الان لا في أصل الكتاب .
* محمد بن علي بن حمزة العلوي : هو محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أبو عبد الله ، ثقة جليل عين بالاتفاق ، قال النجاشي : ثقة ، عين في الحديث ، صحيح الاعتقاد ، له رواية عن أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، واتصال مكاتبة ، وفي دراه حصلت أمُّ صاحب الامر (عليه السلام) بعد وفاة الحسن (عليه السلام)(1) .
( 2 )
رواية محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه
والرواية عنه مستفيضة ، واردة بأسانيد واضحة صحيحة قوية .
1 / الكليني : عن علي بن محمد ، عن حمدان القلانسي ، قال : قلت للعمري ، قد مضى أبو محمد (عليه السلام) ، فقال لي : قد مضى و لكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده(2) .
مرتبة الرواية :
سند صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* علي بن محمد : هو علي بن محمد بن بن إبراهيم الكليني المعروف بعلان ، قال النجاشي : يكنى أبا الحسن ، ثقة ، عين ، له كتاب أخبار القائم (عليه السلام) ، قتل بطريق مكة ، وكان استأذن الصاحب (عليه السلام)ـ القائم ـ في الحج ، فخرج : « توقّف عنه في هذه السنة » فخالف(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 347 رقم 938 .
(2) الكافي : 1/329 * الارشاد : 2/351 .
(3) رجال النجاشي : 260 رقم 682 .
________________________________________ صفحه 7 ________________________________________
* حمدان القلانسي : هو حمدان بن أحمد القلانسي ، ثقة بالاتفاق جليل عظيم من خواص الخواص ، قال الكشي : قال محمد بن مسعود : كوفي فقيه ثقة خيّر ، وهو محمد بن أحمد النهدي(1) . وقال النجاشي : محمد بن أحمد بن خاقان النهدي المعروف بحمدان ، كوفي مضطرب(2) . فأجابه سيد الفقهاء الخوئي قدس سره : الاضطراب في الحديث لا ينافي وثاقة الراوي ، إذ الاضطراب بمعنى عدم الاستقامة في نقل الحديث ، فكما إنه يروي عن الثقة ، يروي عن غيره ، وهذا لا ينافي الوثاقة .
* محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه : هو النائب الثاني لصاحب العصر والزمان ـ روحي وأرواح العالمين له الفداء ـ وهو ثقة الماضي وثقة الحاضر ، قال الشيخ الطوسي : يكنى أبا جعفر ، وأبوه يكنى أبا عمرو ، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان (عليه السلام) ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة .
وقال سيد الفقهاء الخوئي (قدس سره) : والروايات في جلالته وعظمة مقامه متضافرة ، منها : ما رواه الكليني بسند صحيح ، عن أحمد بن إسحاق أبي علي ، أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، فقال : من أعامل أو عمَّن آخذ ، وقول من أقبل ؟ فقال (عليه السلام) له : العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا فعني يؤديان(3) .
2 / الخزاز القمي : أخبرنا أبو المفضل رحمه الله قال : حدثني أبو علي بن همام ، قال سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول(4) :
3 / الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق ، قال : حدثنا أبو علي بن همام ، قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سئل أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : 10119 .
(2) رجال النجاشي : 341 رقم 914 .
(3) المعجم : رقم 11247 .
(4) كفاية الاثر : 292 .
________________________________________ صفحه 8 ________________________________________
محمد الحسن بن علي علهيما السلام ، عن الخبر الذي روى عن آبائه عليهم السلام « أن الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ؟
فقال : هذا حق كما أن النهار حق .
فقيل له : يا بن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟
فقال : ابني محمد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات .
* أبو المفضل : هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن همام الكوفي الحافظ(2) قدس سره .
قال النجاشي قدس سره : أبو المفضل ، كان سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفي ، وكان في أول أمره ثبتاً ثم خلّط !!! ورأيت جلّ أصحابنا يغمزونه ويضعفونه !!! له كتب كثيرة ، رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 409 باب 38 حديث 9 .
(2) وصفه بـ «الحافظ» الحافظ الكبير ابن عساكر ، وأبو القاسم التنوخي ، والفقيه أبو محمد جعفر بن أحمد القمي الايلاقي ، وغيرهم ، راجع : تاريخ دمشق : 7/40 ، 14/287 ، 24/333 ، 26/387 ، نوادر الاثر في مواضع عدة .
(3) رجال النجاشي : 396 رقم 1059 .
________________________________________ صفحه 9 ________________________________________
وقال الشيخ الطوسي قدس سره : الشيباني ، كثير الرواية ، حسن الحفظ ، غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا ، أخبرنا بجميع رواياته عنه جماعة من أصحابنا(1) ، انتهى . ويستفاد من كلامه أنه يميل إلى حسن حاله ، إذ لو كان في نظره ضعيفاً لجزم بضعفه لا إيعاز تضعيفه إلى جماعة من أصحابنا ، وسيأتي ما يشهد لذلك .
أما كلام النجاشي فيستفاد منه أن أبا المفضل له حالة تثبّت فتقبل رواياته ، وحالة خلط فتترك ، وحيث أن النجاشي أدرك أبا المفضل وعمره خمسة عشر سنة ، فالرواية عنه بالواسطة احترازاً عن الرواية عنه وقت التخليط ، وقد ذكرنا في محله أن منشأ إتهام أبي المفضل بالتخليط ، لانه روى عن أناس ماتوا من قبل سبعين سنة ، وأصل هذه التهمة من العامة(2) ، ولذا قال النجاشي مستغرباً في ترجمة المسعودي بعد أن ترحم على أبي المفضل : هذا رجل زعم أبو المفضل الشيباني ـ رحمه الله ـ أنه لقيه واستجازه(3) ، مضافاً إلى أن عبارة «التخليط» عند الاصحاب آنذاك لا تدل على القدح في العدالة ، وإنما هي بمعنى عدم التحرز من الرواية عن الضعفاء والمتهمين بالغلو والارتفاع .
ولكون هذا الرجل في غاية الجلالة أعتمد عليه الشيخ الطوسي قدس سره في الفهرست بشكل قوي جداً(4) ، ولم يَعِر اهتماماً لمن ضعّفه بتهمة التخليط ، حتى أنه لو قيل أن كتاب الفهرست للشيخ الطوسي هو لأبي المفضل الشيباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفهرست : رقم 611 .
(2) إذ أن نصف مشايخ النجاشي قدس سره من العامة .
(3) رجال النجاشي : 254 رقم 665 .
(4) مع أن الشيخ قدس سره له طرق كثيرة صحيحة من حيث السند إلى أصحاب الكتب فاعتماده على طريق أبي المفضل الشيباني اعتداد به بلا ريب .
________________________________________ صفحه 10 ________________________________________
لما كان ذلك مستغرباً ، وروى عنه في الامالي أكثر من ربع الكتاب(1) ، واحتج به في سائر كتبه ، وفي بعض الموارد ترحم عليه .
كما قد أكثر الرواية عنه الثقة الجليل أبو القاسم القمي الخزاز ، وترضى وترحم عليه ، وتعامل معه كما تعامل مع الشيخ الصدوق قدس سره ، مع أنه لم يترحم ويترضى على بعض الاجلة من مشايخه ، كما وقد صحح عدة من رواياته(2) . وكذا أكثر الرواية عنه الثقة الفقيه القمي الايلاقي في عدة من كتبه ، والطبري الصغير في دلائل الامامة ، مع الترضي والترحم .
هذا : وقد تصدى الثقة استاذ الشيخ النجاشي أبو الفرج محمد بن علي بن يعقوب القنائي بتصنيف كتاب «معجم رجال أبي المفضل»(3) ، فلو لم يكن أبو المفضل من شيوخ الطائفة ومن الحفاظ الكبار الثقات لما تصدى هذا الشيخ الجليل الثقة لإحصاء من روى عنهم أبو المفضل الشيباني .
* محمد بن إبراهيم بن إسحاق : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر الترضي والترحم عليهم وهذا كاف في عدالته وجلالته ، ولم ينفرد بالحديث .
* محمد بن همام أبو علي : هو الشيخ الجليل أبو علي الاسكافي ، ثقة عين بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة ، قال النجاشي : شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، وله منزلة عظيمة ، كثير الحديث ، وقال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، ثقة(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والامالي : جلسات ومجالس للشيخ قدس سره أملى فيها عدة من الاحاديث على تلامذته ، فهي أحاديث منتقاة ومختاره ، فرواية ربع هذا الكتاب عن أبي المفضل الشيباني قدس سره كاشف على اعتداد واعتماد الشيخ عليه .
(2) كفاية الاثر : 212 ، وهذا كاف في توثيقه .
(3) رجال النجاشي : 398 رقم : 1066 ، ترجمة أبي الفرج القنائي .
(4) رجال النجاشي : 379 رقم 1032 * الفهرست : 217 .
________________________________________ صفحه 11 ________________________________________
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ، إني أسألك سؤال إبراهيم ربه جل جلاله حين قال له ( ربِّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي ـ واشار بيده إلى عنقه ـ(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، قوي جداً ، رجاله رموز الطائفة .
* محمد بن الحسن : هو بن الوليد ، ثقة عين عظيم بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو جعفر شيخ القميين ، وفقيههم ، ومتقدمهم ، ووجههم ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ، مات سنة 343 .
* عبد الله بن جعفر : هو بن الحسين الحميري ، من أعاظم شيوخ الطائفة ، ثقة عين بالاتفاق ، له مكاتبات مع صاحب الزمان (عليه السلام) ، قال النجاشي : شيخ القميين ووجههم ، وقال الشيخ الطوسي : يكنى أبا العباس ، القمي ، ثقة . وللشيخ الصدوق سند آخر صحيح يروي فيه جميع كتب وروايات عبد الله الحميري ـ ومنها هذه الرواية ـ عن أبيه ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما(2) .
5ـ / الطوسي : جماعة ، عن أبي محمد هارون ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ـ في حديث ـ أنه قال للعمري : أسألك بحق الله وبحق الامامين الذين وثقاك ، هل رأيت ابن أبي محمد (عليه السلام)ـ الذي هو صاحب الزمان (عليه السلام) ـ ؟ فبكى ، ثم قال : على أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي ، قلت : نعم ، قال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 435 ، ورواه صفحة 441 عن أبيه وابن الوليد عن عبد الله بن جعفر .
(2) رجال النجاشي : 219 رقم 573 * الفهرست للشيخ الطوسي : رقم 440 .
________________________________________ صفحه 12 ________________________________________
وقد رأيته هكذا يريد أنها أغلظ الرقاب حسناً وتماماً .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، قوي جداً ، رجاله أعاظم مشايخ الطائفة .
* جماعة الشيخ الطوسي ، منهم معلم الامة الشيخ المفيد قدس سره ، وهو غني عن التعريف .
* أبو محمد هارون : هو بن موسى التلعكبري ، من أعاظم مشايخ الطائفة ، قال النجاشي : كان وجهاً في أصحابنا ، ثقة ، معتمداً لا يطعن عليه(1) .
* محمد بن همام : أبو علي الاسكافي ، ثقة عين عظيم بالاتفاق وقد تقدم .
* عبد الله بن جعفر : هو الحميري ، من أجلة المشايخ الثقات وقد تقدم .
6 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري : سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فقلت له : أرأيت صاحب هذا الامر ، فقال : نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني »(2) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* محمد بن موسى بن المتوكل : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر الرواية عنهم ، وأسرف في الترضي والترحم عليه ، ولم ينفرد بالرواية ، كما هو صريح الرواية الاتية .
7 / الطوسي : أخبرني جماعة ، عن محمد بن علي بن الحسين ، قال : أخبرنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 439 رقم 1184 .
(2) كمال الدين : 440 باب 43 حديث 9 .
________________________________________ صفحه 13 ________________________________________
أبي ومحمد بن الحسن وابن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، أنه سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه ، فقلت له : رأيت صاحب هذا الامر ؟ فقال : نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني » قال محمد بن عثمان رضي الله عنه : ورأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول : « اللهم انتقم لي من أعدائك »(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح قوي جداً ، رجاله أعاظم مشايخ الطائفة .
8 / الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده غياث بن أسيد قال : شهدت محمد بن عثمان العمري قدّس الله روحه يقول : لما ولد الخلف المهدي (عليه السلام)سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء ، ثم سقط لوجهه ساجداً لربه تعالى ذكره ، ثم رفع رأسه وهو يقول : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام ) ، قال وكان مولده يوم الجمعة(2) .
9 / الصدوق : حدثنا محمد بن علي ماجلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن محمد بن يحيى العطار قالوا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني اسحاق بن روح البصري ، عن أبي جعفر العمري ، قال : لما ولد السيد (عليه السلام) ، قال أبو محمد (عليه السلام) : ابعثوا إلى أبي عمرو فبعث إليه فصار إليه فقال : اشتر عشرة آلاف رطل خبزاً وعشرة آلاف رطل لحماً ، وفرقه واحسبه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 251 .
(2) كمال الدين : 433 .
________________________________________ صفحه 14 ________________________________________
على بني هاشم وعق عنه بكذا وكذا شاة(1) . قال : وكان مولده يوم الجمعة(2) .
رواية أحمد بن إسحاق الاشعري
والرواية عنه متعددة ومستفيضة ، والطرق إليه من أصح الطرق وأقوى الاسانيد ، نكتفي ببعضها .
1 / الفضل بن شاذان : حدثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الاشعري ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)خَلقاً وخُلقاً ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره فيملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما(3) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح رجاله ثقات .
* أحمد بن إسحاق : هو أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري ، أبو علي القمي ، روى عن الجواد والهادي ، ثقة عين عظيم جليل بالاتفاق ، قال الشيخ الطوسي : أبو علي كبير القدر ، وكان من خواص أبي محمد (عليه السلام) ، ورأى صاحب الزمان (عليه السلام) ، وهو شيخ القميين ووافدهم . وذكره في الرجال فقال : قمي ثقة(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 431 .
(2) كمال الدين : 433 .
(3) إكمال الدين : 409 باب 38 حديث 7 * إثبات الهداة : 3/570 نقلاً عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، وللامام الحر العاملي قدس سره سند صحيح إلى الفضل بن شاذان .
(4) المعجم : رقم 435 .
________________________________________ صفحه 15
2 / الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن أبيه عن أحمد بن علي بن كلثوم ، عن علي بن أحمد الرازي ، عن أحمد بن إسحاق قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ... كالسابق .
3 / الصدوق : حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري ، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ـ في حديث ـ قال : قلت يا بن رسول الله فمن الامام والخليفة بعدك ؟
فنهض (عليه السلام) مسرعاً ودخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين .
فقال : يا أحمد بن اسحاق ! لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ! إنه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيّته ، الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن اسحاق مثله في هذه ا لامة مثل الخضر (عليه السلام) ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبّته الله على القول بإمامته ، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه .
فقلت له : فهل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصحيح ، فقال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن اسحاق .
قال أحمد : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت إليه ، فقلت له : يا بن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليّ فما السنة الجارية فيه من الخضر (عليه السلام) وذي القرنين ؟
فقال (عليه السلام) : طول الغيبة يا أحمد .
________________________________________ صفحه 16 فقلت له : يا بن رسول الله فإن غيبته لتطول ؟
قال : إي والله ، حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه ، يا أحمد بن اسحاق ! هذا أمر من أمر الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين ، تكن معناً غداً في عليين(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* علي بن عبد الله الوراق : من الذين أكثر الرواية عنهم الصدوق (قدس سره) ، كما قد أسرف في الترضي والترحم عليه ، وهذا كاف في التوثيق وإثبات العدالة .
قال بعض الاعاظم : فإذا صدر الترضي من الامام (عليه السلام) فلا شك في دلالته على التوثيق ، وكذلك الحال في صدوره من الأعلام العارفين بمداليل الألفاظ في حق معاصريهم ، والظاهر أنه يعدّ توثيقاً(2) ، ولا سيما مع الاكثار منه ، فنفس الترضي علامة على التوثيق ، والاكثار منه تأكيد له(3) .
* سعد بن عبد الله : هو القمي قال النجاشي : شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها . وقال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة . توفي سنة 301 وقيل 299(4) . والشيخ الصدوق يروي جميع كتبه ورواياته بما فيها هذه الرواية بسند آخر عن أبيه ومحمد بن الحسن عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 384 باب 38 حديث 1 .
(2) بل يدل على أعلى درجة من درجات الوثاقة والعدالة ، ولذا دأب الاعلام والحفاظ عدم الترضي إلا على المخلصين من الصحابة وذوي الكرامات ، وليس معروفاً لديهم الترضي على مطلق الرواة وإن كانوا ثقات ، والاستقراء ببابك .
(3) أصول علم الرجال : 493 .
(4) معجم رجال الحديث : رقم 5058 .
________________________________________ صفحه 17
4 / المسعودي : الحميري ، عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمد (عليه السلام)فقال لي : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك و الارتياب ؟
قلت : سيدي ، لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده ، لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق .
فقال : أما علمتم أن الارض لا تخلو من حجة لله .
ثم أمر أبو محمد (عليه السلام) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين ، وعرفها ما يناله في سنة الستين ، وأحضر الصاحب (عليه السلام)فأوصى إليه وسلّم الاسم الاعظم والموارث والسلاح إليه .
وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب (عليه السلام) جميعاً إلى مكة ، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المتولي لما يحتاج إليه الوكيل(1) .
والرواية صحيحة سنداً .
* الحميري : هو محمد بن عبد الله بن جعفر ، ثقة عظيم عين بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو جعفر الحميري ، كان ثقة ، وجهاً ، كاتَبَ صاحب الامر (عليه السلام)(2) .
رواية إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري
الفضل بن شاذان : حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري ، عن أبي محمد (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه دخل عليه وعنده غلام فسأله عنه ، فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ، وهو الذي يغيب غيبة طويلة ، ويظهر بعد امتلاء الارض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 255 .
(2) رجال النجاشي : 354 رقم 949 .
________________________________________ صفحه 18
جوراً وظلماً ، فيملأها عدلاً وقسطاً(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري : قال الكشي سألت أبا النضر العياشي عن جماعة وهو منهم فقال : وأما إبراهيم بن محمد بن فارس فهو في نفسه لا بأس به ، ولكن بعض من يروي عنه ، وقال الشهيد الثاني في حاشيته على الخلاصة : قال الكشي : ثقة لا بأس به ، وقال ابن طاووس : قال الكشي : ثقة في نفسه ، ولكن أزراه بعض من يروي عنه ، ونقل الفضل بن شاذان : أن إبراهيم هذا أراد الهرب لما همّ عمرو بن عوف بقتله ، فورد على مولانا العسكري (عليه السلام) ، فخبره الحجة بن الحسن عليهما السلام بأنه سيكفيه الله شره ، فكان كما قال ، فأُخذ عمرو وقُتل وقُطع عضواً عضوا(2) .
( 5 )
رواية داود بن سليمان الجعفري رضي الله عنه
والطرق إليه متعددة متكثرة ، نكتفي بروايتين .
1 / الكليني : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : قلت لابي محمد (عليه السلام) : جلالتك تمنعني من مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك ؟
فقال : سل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 ، 700 .
(2) قاموس الرجال : رقم 197 ، وهذا الكتاب للشيخ العلامة الرجالي الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري ، وهو من أعاظم علماء الرجال في زمانه .
________________________________________ صفحه 19
فقلت : يا سيدي هل لك ولد ؟
فقال : نعم .
قلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه .
قال : بالمدينة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح جداً ، رجاله عظماء عيون أجلاء .
* محمد بن يحيى : هو العطار ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة قال الشيخ النجاشي : أبو جعفر العطار القمي ، شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة ، عين ، كثير الحديث(2) .
* أحمد بن إسحاق : هو أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري ، ثقة عين عظيم وقد مر ذكره وترجمته .
* أبو هاشم الجعفري : هو داود بن القاسم أبو هاشم ، ثقة عظيم عين بالاتفاق ، قال النجاشي : داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو هاشم الجعفري رحمه الله ، كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام ، شريف القدر ، ثقة(3) ، وقال الشيخ الطوسي : من أهل بغداد ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام ، وقد شاهد جملة منهم : الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الامر عليهم السلام ، وقد روى عنهم كلهم ، وكان مقدماً عند السلطان(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/264 * ورواه الشيخ المفيد في الارشاد : 2/348 * الغيبة للطوسي : 155 .
(2) رجال النجاشي : 353 رقم 946 .
(3) رجال النجاشي : 156 رقم 411 .
(4) الفهرست : 181 رقم 277 .
________________________________________ صفحه 20
2 / الطوسي : سعد بن عبد الله ، عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت محبوساً مع أبي محمد (عليه السلام) في حبس المهتدي بن الواثق ، فقال لي : يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده ، ولم يكن لي ولد ، وسأرزق ولداً ، قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه وسلّمنا الله تعالى(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات أجلاء عيون الطائفة .
* سعد بن عبد الله : من أعاظم مشايخ الطائفة ثقة عين عظيم جليل القدر بالاتفاق ، والشيخ الطوسي يروي جميع كتبه ورواياته ـ بما فيها هذه الرواية ـ بسند عال قوي جداً ، عن جماعة من مشايخه منهم شيخ الامة ومعلم البشر الشيخ المفيد قدس سره ، عن الشيخ الصدوق قدس سره ، عن والده ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله القمي .
رواية محمد بن علي بن بلال
الكليني : علي بن محمد ، عن محمد بن علي بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمد (عليه السلام) قبل مضيه بسنتين ، يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إليّ قبل مضيّه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده(2) .
وقال الصدوق : حدثنا أبي ، عن سعد ، عن الحسين بن اسماعيل الكندي ، عن أبي طاهر البلالي ... الرواية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 205 .
(2) الكافي : 1/328 .
________________________________________ صفحه 21
مرتبة الرواية :
سند صحيح رجاله ثقات .
* علي بن محمد : هو المعروف بعلان ، ثقة بالاتفاق ، وقد تقدم : 6 .
* محمد بن علي بن بلال : عدّه الشيخ من أصحاب العسكري (عليه السلام)ووثقه ، وكان عيناً مستقيماً ثقة عالماً ، روى عنه الحسين بن روح قدس سره حال استقامته حديثاً تقصر عن فهمه العقول ، ثم بعد ذلك انحرف وادعى النيابة عن الامام الحجة (عليه السلام) .
قال سيد الفقهاء والمجتهدين الخوئي (قدس سره) : والمُتلخص من جميع ما ذكرناه ، أن الرجل كان ثقة مستقيماً ، وقد ثبت انحرافه وادعاؤه البابية ، ولم يثبت عدم وثاقته ، فهو ثقة ، فاسد العقيدة ، فلا مانع من العمل برواياته ، بناء على كفاية الوثاقة في حجية الرواية ، كما هو الصحيح(1) .
قلت : لو أنه انتقل إلى مذهب آخر ولم يدّع السفارة لكان ما قاله سيد الفقهاء (قدس سره) وجيه ، أما إدعاء شيء ليس له ـ السفارة ـ فهذا ينافي العدالة والوثاقة والصدق ، وإنما حكمنا على السند بالصحة لان علي بن محمد علان رواه عنه قبل انحرافه ، والله العالم .
( 7 )
رواية محمد بن عبد الجبار
الفضل بن شاذان : حدثنا محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن ابن علي عليهما السلام : يا بن رسول الله جعلني الله فداك ، أحب أن أعلم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 11305 .
________________________________________ صفحه 22
الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ فقال (عليه السلام) : إن الامام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكنيته ، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه ، قال : ممّن هو يا بن رسول الله ؟ قال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، إلا أنه سيولد ، ويغيب عن الناس غيبة طويلة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح رجاله ثقات .
* محمد بن عبد الجبار : هو بن أبي الصهبان القمي ثقة عين جليل بالاتفاق ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ، وثقه الشيخ الطوسي في الرجال في موضعين ، ورواياته في الكتب المعتبرة تزيد على الالف(2) .
( 7 )
رواية محمد بن عبد الجبار
الفضل بن شاذان : حدثنا محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن ابن علي عليهما السلام : يا بن رسول الله جعلني الله فداك ، أحب أن أعلم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 11305 .
________________________________________ صفحه 22
الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ فقال (عليه السلام) : إن الامام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكنيته ، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه ، قال : ممّن هو يا بن رسول الله ؟ قال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، إلا أنه سيولد ، ويغيب عن الناس غيبة طويلة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح رجاله ثقات .
* محمد بن عبد الجبار : هو بن أبي الصهبان القمي ثقة عين جليل بالاتفاق ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ، وثقه الشيخ الطوسي في الرجال في موضعين ، ورواياته في الكتب المعتبرة تزيد على الالف(2) .
رواية السيد حكيمة رضي الله عنها
والرواية عنها مستفيضة ، وبطرق متعددة متكثرة ، عن بني هاشم وغيرهم .
1 / النسابة العُمَري : حدثني أبو الحسن علي بن سهل التمار بالبصرة ، قال : أخبرني خالي أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي الدبيلي رحمه الله ، قال : حدثنا الشريف الثقة أبو الحسن علي بن يحيى بن محمد بن عيسى بن أحمد الشريف الفقيه الديَّن ابن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ببغداد ، قال : حدثني علان الكليني قال : صحبت أبا جعفر محمد بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام ، وهو حديث السن ، فما رأيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 569 عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، وللامام الحر العاملي سند إلى كتاب إثبات الرجعة .
(2) معجم رجال الحديث : رقم 10022 ، 11048 .
________________________________________ صفحه 23
أوقر ولا أزكى ولا أجل منه ، وكان خلّفه أبو الحسن العسكري (عليه السلام)بالحجاز طفلاً ، وقدم عليه مشتداً ، فكان مع أخيه الامام أبي محمد (عليه السلام) لا يفارقه ، وكان أبو محمد يأنس به وينقبض مع أخيه جعفر .
قال علان : حدثني أبو جعفر رضي الله عنه ، قال : كانت عمتي حكيمة تحب سيدي أبا محمد(1) وتدعو له ، وتتضرع أن ترى له ولداً ، وكان أبو محمد (عليه السلام)اصطفى جارية يقال لها نرجس عليها السلام ، وكان اسمها قبل ذلك « صيقل » فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، دخلت علينا فدعت لأبي محمد ، فقال لها : يا عمّة ! كوني الليلة عندنا لأمر قد حدث ، فقالت حكيمة : وكنت أتفقد جواري أبي محمد (عليه السلام) فلا أرى عليهن أثر حمل ، وكنت آنس بنرجس عليها السلام ، وأقلبها الظهر والبطن ، ولا أرى دلالة الحمل عليها(2) .
قال أبو جعفر : فأقامت كما رسم ، فلما كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها عمتي ، قالت : فأدخلت يدي إلى ثيابها ، ووقع عليّ نوم عظيم ، فما أدري فيما كان مني ، غير أني رأيت المولود على يدي ، فأتيت به أبا محمد (عليه السلام)وهو مختون مفروغ منه(3) ، فأخذه وأمرّ يده على ظهره وعينه ، وأدخل لسانه في فيه ، وأذن في أذنه وقام في الاخرى ، ثم رده إليّ ، وقال : يا عمّه ! إذهبي به إلى أمه ، قالت : فذهبت به فقبلته وردّته إليه .
ثم رفع حجاب بينى وبين سيدي أبي محمد (عليه السلام) فانسفر عنه وحده ، فقلت : يا سيدي ما فعل المولود ، فقال : أخذه من هو أحق به ، فإذا كان يوم السابع فاتينا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو الامام الحسن العسكري عليه السلام .
(2) كما هو الحال في العذراء مريم عليها السلام ، إذ لم ير آثار الحمل عليها ، وكذا الحال في أم موسى لم يظهر بها الحبل ، كما في حديث عن العسكري عليه السلام .
(3) وثمة روايات كثيرة في أن المعصوم عليه السلام لا يولد إلا مختوناً ، فولادة حجة الله تعالى تختلف عن بقية البشر ، راجع كتاب الكافي في مواليد الائمة عليهم السلام .
________________________________________ صفحه 24
قالت : فجئت إليه (عليه السلام) في اليوم السابع ، فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي ، فقلت : سيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك فتلقيه إليّ .
فقال (عليه السلام) : يا عمّة ! هذا المنتصر لأولياء الله ، المنتقم من أعداء الله ، الذي يأخذ الله بثأره ويجمع به ألفتنا ، هذا الذي بشرنا به ودللنا عليه ، قالت : فخررت لله ساجدة شكراً على ذلك .
قالت : ثم كنت أتردد على أبي محمد (عليه السلام) ، فلا أراه(1) ، فقلت له يوماً : يا مولاي ما فعل سيدنا ومنتظرنا ، فقال : أودعناه الذي أستودعته أم موسى ابنها(2) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* النسابة العُمَري : هو أبو الحسن علي بن الغنائم محمد النسابة بن أبو الحسين علي النسابة بن أبي الطيب محمد الاعور بن أبي عبد الله محمد ملقطة .
قال ابن طاووس : إن علي بن محمد تغمده الله بغفرانه أفضل علماء الانساب في زمانه . وقال ابن الطقطقي : أبو الحسن العمري النسابة ، سيداً جليلاً نسابة فاضلا مصنفاً محققاً ، وقال النسابة الداوودي : أبو الحسن ، إليه انتهى علم النسب في زمانه ، وصار قوله حجة من بعده ، سخر الله له هذا العلم ولقي فيه شيوخاً أجلاء ، وصنف كتاب المبسوط والمجدي والشافي والمشجرة ، وكان ساكن البصرة ، ثم انتقل الى الموصل سنة 423 وتزوج هناك وأولد .
* أبو الحسن علي بن سهل التمار : من مشايخ العمري وقد ترحم عليه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي فلا أرى الحجة .
(2) المجدي في الانساب : 131 .
________________________________________ صفحه 25
وهو على الظاهر علي بن سهل بن محمد بن أبي حيان أبو الحسن التيمي الكوفي ، ذكره العتيقي فقال : ثقة فاضل ، وأثنى عليه جداً(1) .
* محمد بن وهبان : هو بن محمد أبو عبد الله الدُبيْلي ، ثقة بالاتفاق ، قال النجاشي : ساكن البصرة ، ثقة من أصحابنا ، واضح الرواية ، قليل التخليط(2) .
* أبو الحسن علي بن يحيى بن محمد بن عيسى بن أحمد الشريف الفقيه الديَّن : وثقه وأثنى عليه الثقة العدل محمد بن وهبان .
* علان الكليني : هو علي بن محمد المعروف بعلان ، ثقة ، تقدم : 6 .
2 / الطوسي : أخبرني ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أبي عبد الله الطهوي ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام ، قالت : بعث إلي أبو محمد (عليه السلام) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان ، وقال : يا عمَّة ! اجعلي الليلة افطارك عندي ، فان ا لله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه وخليفتي من بعدي ، قالت : فخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (عليه السلام) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله ... .
3 / الصدوق : حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الطهوي قال : قصدت حكيمة بنت محمد (عليه السلام) بعد مضي أبو محمد (عليه السلام)أسألها عن الحجة وما قد اختلف في الناس من الحيرة التي هم فيها ، فقالت لي : اجلس ، فجلست ، ثم قالت : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لا يخلي الارض من حجة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، تفضيلاً للحسن والحسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد : 11/430 رقم 6320 .
(2) رجال النجاشي : 396 رقم 1060 .
________________________________________ صفحه 26
وتنزيها لهما ... ثم حدثته بولادة صاحب العصر والزمان (عليه السلام)(1) .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله ، قال : حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام قالت : بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ... الحديث(2) .
5 / الطوسي : أخبرني ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حمويه الرازي ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمد بن جعفر قال : حدثتني حكيمة بنت محمد 8 ... بمثل الحديث الاول .
6 / الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن علي بن سميع بن بنان ، عن محمد بن علي بن أبي الداري ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن روح الأهوازي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن حكيمة ... بمثل معنى الحديث الاول .
7 / الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن حنظلة بن زكريا ، قال : حدثني الثقة ، عن محمد بن علي بن بلال ، عن حكيمة بمثل ذلك(3) .
8 / الطبري الصغير : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال حدثني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 426 باب 42 حديث 2 .
(2) كمال الدين : 424 باب 42 حديث 1 .
(3) الغيبة : 235 .
________________________________________ صفحه 27
محمد بن اسماعيل الحسني ، عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا عليهم السلام ... الحديث .
* محمد بن إسماعيل : هو بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام ، ذكره في المجدي وذكر أعقابه وأولاده .
9 / الطبري الصغير : وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثني أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبي نعيم ـ الانصاري ـ عن محمد بن القاسم العلوي ، قال : دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد ولي الله ؟ قلنا : بلى ، والله ...(1) .
10 / الحسين بن حمدان : حدثني من أوثق به من المشايخ ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام ...(2) .
رواية أخرى عنها :
الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده ، عن محمد بن عثمان العمري قدّس الله روحه أنه قال : ولد السيد (عليه السلام) مختوناً ، وسمعت حكيمة تقول : لم ير بأمه دم في نفاسها ، وهكذا سبيل أمهات الائمة عليهم السلام(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دلائل الامامة : 497 ، 499 .
(2) الهداية الكبرى ، وعنه مدينة المعاجز : 8/21 .
(3) كمال الدين : 433 * قد استفاضت الروايات عن الائمة عليهم السلام أن الامام لا يولد إلا مختوناً طاهراً مطهراً ، وإنما يمرّ عليه بالموسى لإصابة السنة واتباع الحنفية .
________________________________________ صفحه 28
رواية السيدة خديجة رضي الله عنها
الطوسي : روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن أحمد بن إبراهيم ـ أبو حامد المراغي ـ ، قال : دخلت على خديحة بنت محمد بن علي عليهما السلام ، سنة اثنين وستين ومائتين ، فكلمتها من وراء حجاب ، وسألتها عن دينها ، فسمت لي من تأتمَّ بهم ، ثم قالت : فلان بن الحسن وسمته ، فقلت لها : جعلت فداك معاينة أو خبراً ؟ قالت : خبراً عن أبي محمد (عليه السلام)كتب إلى إمه ، قلت لها : وأين الولد ؟ قالت : مستور ، فقلت : إلى من يفزع الشيعة ، قال : إلى الجدة أم أبي محمد (عليه السلام) ، فقلت : أقتدي عن وصية إلى امرأة ، فقالت : اقتد بالحسين بن علي عليهما السلام ، أوصى إلى اخته زينب بنت علي عليهما السلام في الظاهر ، فكان ما يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين عليهما السلام ، ثم قالت : إنكم قوم أصحاب أخبار ، أما رويتم أن التاسع(1) من ولد الحسين (عليه السلام)يقسم ميراثه وهو في الحياة .
قال الطوسي : وروى هذا الخبر التلعكبري ، عن الحسن بن محمد النهاوندي ، عن الحسين بن جعفر بن مسلم بن الحنفي ، عن أبي حامد المراغي ، قال : سألت خديجة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري عليهم السلام ... وذكر مثله(2) .
المسعودي : أبو الحسن محمد بن جعفر الاسدي ، قال : حدثني أحمد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قد تواترت الاخبار بأن الائمة بعد الحسين تسعة ، تاسعهم قائمهم .
(2) الغيبة : 230 .
________________________________________ صفحه 29
إبراهيم ، قال : دخلت على خديجة بنت محمد بن علي الرضا عليهم السلام أخت أبي الحسن العسكري ...(1) .
الصدوق : حدثنا علي بن أحمد بن مهزيار ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ...(2) .
مرتبة الرواية :
سندٌ حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* محمد بن يعقوب الكليني : هو ثقة الاسلام صاحب كتاب الكافي العظيم .
* محمد بن جعفر الأسدي : هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين الكوفي ، قال النجاشي : يقال له محمد بن أبي عبد الله ، كان ثقة ، صحيح الحديث ، إلا أنه روى عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجهاً روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مات سنة 312 ، وقال الشيخ الطوسي : وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رحمهم الله(3) . وهو ممن تشرف باللقاء .
* أحمد بن إبراهيم : هو المراغي ، المكنى بأبي حامد المراغي ، من أصحاب الامام العسكري ، قال عنه ابن داود : إنه ممدوح عظيم الشأن ، ونقل الكشي مدح الامام (عليه السلام) له بقوله : وقفت على ما وصفت به أبا حامد أعزه الله بطاعته ، وفهمت ما هو عليه ، تمّم الله ذلك له بأحسنه ، ولا أخلاه من تفضله عليه ، وكان الله وليه ، أكثر السلام وأخصه(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 271 .
(2) كمال الدين : 501 .
(3) المعجم : رقم 10411 .
(4) المعجم : 383 .
________________________________________ صفحه 30
(10)
رواية عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب
الفضل بن شاذان : حدثنا عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب قال : قال أبو محمد (عليه السلام) : قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين ، احداهما : أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق ، فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها ، وثانيها : أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد ا لقائم منّا ، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم فى الوصول إلى منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله ، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم ، إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح .
* عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب : قال النجاشي : من خواص سيدنا أبي محمد (عليه السلام) ، وكان من وجوه أهل الادب ، وله كتاب التاريخ(2) .
رواية معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن ما جيلويه رضي الله عنه ، حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزازي ، قال : حدثني معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب بن نوح ، ومحمد بن عثمان العمري رضي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 ، وللامام الحر العاملي سند متصل إلى الفضل بن شاذان .
(2) رجال النجاشي : 230 رقم 608 .
________________________________________ صفحه 31
الله عنه ، قالوا : عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً ، فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ، قالو : فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (عليه السلام)(1) .
الطوسي : عن هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ، عن جعفر بن محمد ، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية والحسن بن أيوب ـ كذا ـ ...(2) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله ثقات .
* ابن ماجيلويه : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر عنهم الرواية وأسرف في الترضي عليهم ، وهذا كاف في وثاقته وعدالته ، كما أنه لم ينفرد بالرواية .
* محمد بن يحيى العطار : ثقة جليل عين بالاتفاق تقدم : صفحة 19 .
* جعفر بن محمد بن مالك الفزازي : مؤدب شيخ العصابة في زمانه أبي غالب الزراري ، قال الشيخ الطوسي : جعفر بن محمد كوفي ثقة ، ويضعفه قوم ، روى في مولد القائم (عليه السلام) أعاجيب . وقال النجاشي : أبو عبدالله ، كان ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين ـ الغضائري الابن ـ كان يضع الحديث وضعاً ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب ، والرواية ، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله ، وليس هذا موضع ذكره(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 435 باب 43 رقم 2 .
(2) الغيبة : 357 .
(3) رجال النجاشي : 122 رقم 313 .
________________________________________ صفحه 32
قلت : تضعيف النجاشي له تبعاً لابن الغضائري وقد ذهب المحققون إلى عدم الاعتبار بتضعيفات ابن الغضائري ، كما أنه ـ قدس سره ـ لم يسند التضعيف إلى شخصه وإنما إلى حديثه ، وهذا من أمارات الحسن ، وكيف لا يكون ابن مالك ممدوحاً وهو الذي أدّب وربى أبا غالب الزراري ، فتعجب النجاشي ـ قدس سره ـ في غير محله ، ولذا ذهب شيخ الطائفة ـ على الاطلاق ـ إلى وثاقته مع إلتفاته إلى من ضعفه ، وأشار بنحو خفي على أن منشأ التضعيف هو ما رواه من أعاجيب فيما يخص ولادة القائم (عليه السلام) .
* معاوية بن حكيم : هو بن معاوية بن عمار الدهني ، يروي عنه سعد القمي المتوفي سنة 300 ، وعلي بن الحسن بن فضال ، ثقة بالاتفاق : قال النجاشي : ثقة جليل في أصحاب الرضا (عليه السلام) ، وعده الشيخ من رجال الجواد والهادي ، وذكر أن الصفار روى عنه ، ومن خلال هذه الرواية يعرف أنه ممن أدرك الامام العسكري (عليه السلام) ، ولا غرابة في ذلك فان الائمة بعد الرضا (عليه السلام) أعمارهم في هذه الدنيا قصيرة ، فولادة الجواد (عليه السلام) سنة 195 ، ووفاة الحسن العسكري (عليه السلام)سنة 260 .
* محمد بن أيوب : هو محمد بن أيوب بن نوح بن دراج ، من بيوت العلم ، ويكفي على جلالته أنه من خاصة الامام العسكري (عليه السلام)بجعله في مصاف العمري رضي الله عنه ، وتشرفه برؤية الحجة سلام الله عليه .
رواية محمد بن علي علان الكليني
الصدوق : حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : ولد الصاحب
________________________________________ صفحه 33
للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(1) .
مرتبة الرواية :
سند حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* محمد بن محمد بن عصام : هو الكليني ، من مشايخ الصدوق وقد ترضى عليه ، وهذا كاف في التوثيق والعدالة ، وهو طريقه إلى ثقة الاسلام الكليني .
* محمد بن يعقوب الكليني : ثقة الاسلام على الاطلاق .
* علي بن محمد : هو علان الثقة العدل ، وقد مر : صفحة 6 .
أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي
الكليني : الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد قال : خرج عن أبي محمد (عليه السلام) حين قتل الزبيري لعنه الله : هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف راى قدرة الله فيه ! وولد له ولد سماه « م ح م د » في سنة ست وخمسين و مائتين(2) .
الصدوق : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ... الحديث(3) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح على الاقوى ، رجاله أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 430 .
(2) الكافي : 1/514 باب مولد الصاحب عليه السلام * الارشاد : 2/349 * الغيبة للشيخ الطوسي : 154 .
(3) كمال الدين : 430 .
________________________________________ صفحه 34
* الحسين بن محمد الاشعري : ثقة بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو عبد الله ، ثقة ، له كتاب النوادر(1) .
* المعلى بن محمد البصري : ذكره النجاشي فقال : أبو الحسن مضطرب الحديث والمذهب ، وكتبه قريبة(2) . قلت : واعتمد عليه الصدوق في الفقيه وجعل كتابه من الكتب المعتبرة ، والاضطراب الذي ذكره النجاشي إنما هو تبعاً لابن الغضائري «الابن» وجرحه للرجال غير مقبول ، مضافاً إلى أن الاضطراب عندهم بمعنى الرواية عن الضعفاء والاتهام بالغلو ، ورواياته في الكتب المعتبرة كثيرة جداً جداً ، وقد أكثر الاشاعرة الثقات القمييون الرواية عنه .
قال سيد الفقهاء الخوئي (قدس سره) : الظاهر أن الرجل ثقة يعتمد على رواياته ، وأما قول النجاشي من اضطرابه في الحديث والمذهب ، فلا يكون مانعاً عن وثاقته ، أما اضطرابه في المذهب فلم يثبت كما ذكره بعضهم ، وعلى تقدير الثبوت فهو لا ينافي العدالة ، وأما اضطرابه في الحديث فمعناه أنه قد يروي ما يعرف ، وقد يروي ما ينكر ، وهذا أيضا لا ينافي الوثاقة ، ويؤكد ذلك قول النجاشي : وكتبه قريبة . فالظاهر أن الرجل معتمد عليه ، والله العالم(3) .
* أحمد بن محمد : هو بن مطهر أبو علي ، من خلّص اصحاب الامام العسكري (عليه السلام) ، قال المسعودي : أمر أبو محمد (عليه السلام) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ، وعرفها ما يناله في سنة الستين ، وأحضر الصاحب (عليه السلام) فأوصى إليه ، وسلم الاسم الاعظم والمواريث والسلاح إليه ، وخرجت أم أبي محمد (عليه السلام) مع الصاحب (عليه السلام) جميعاً إلى مكة ، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المتولي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 66 رقم 156 .
(2) رجال النجاشي : 418 رقم 1117 .
(3) معجم رجال الحديث : رقم 12536 .
________________________________________ صفحه 35
لما يحتاج إليه الوكيل(1) .
قلت : واعتمد عليه الصدوق في الفقيه ، وذكر سنده إليه في المشيخة فقال : وما كان فيه عن أحمد بن محمد بن مطهر صاحب أبي محمد (عليه السلام) ، فقد رويته عن أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً عن أحمد بن محمد صاحب أبي محمد (عليه السلام) ، وصرح رجالي العصر الحجة الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره) بأن الرجل في غاية الجلالة(2) .
الكليني : علي بن محمد ، عن فتح مولى الزراري ، قال : سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه ووصف له قَدّه(3) .
أحاديث وروايات اُخر
1 / أبو غانم الخادم :
الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي غانم الخادم ، قال : ولد لابي محمد (عليه السلام) ولد ، فسماه محمداً ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار ، إذا امتلأت الارض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلا .
2 / نسيم ومارية خادما الامام الحسن العسكري (عليه السلام) :
الطوسي : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسن بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن يحيى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 255 .
(2) قاموس الرجال : 1/647 رقم 582 .
(3) الكافي : 1/331 * الغيبة للشيخ الطوسي : 269 * الارشاد : 2/352 .
________________________________________ صفحه 36
العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري ، قال : حدثني ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر ، قال : حدثني نسيم ومارية خادما الحسن بن علي ، وهما قالا : لما سقط صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثياً على ركبته رافعاً سبابتيه إلى السماء ثم عطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك .
قال إبراهيم بن محمد : وحدثني نسيم الخادم قال : قال لي صاحب الزمان ـ وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست ـ فقال : يرحمك الله ، قال نسيم : ففرحت بذلك ، فقال : ألا أبشرك بالعطاس ؟ فقلت : بلى ، فقال : هو أمان من الموت إلى ثلاثة أيام(1) .
المسعودي : روى علان الكلابي ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن علي النيسابوري الدقاق ... الرواية(2) .
المسعودي : حدثني علان ، قال : حدثني نسيم خادم أبي محمد عليهما السلام ، قال : قال لي صاحب الزمان وقد دخلت إليه بعد مولده بليلة فعطست عنده ، فقال لي : يرحمك الله ، قال نسيم : ففرحت ، فقال لي (عليه السلام) : ألا أبشرك فى يالعطاس ؟ قلت : بلى ، قال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام(3) .
3 / موسى بن جعفر بن وهب البغدادي :
الصدوق : حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إعلام الورى : * ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة : 245 عن علان الكليني ، عن محمود بن يحيى ، عن الحسن بن علي النيسابوري ، عن ابراهيم بن محمد ، عن السياري .
(2) إثبات الوصية : 260 ، والمسعودي هو صاحب التاريخ المشهور المعروف ثقة بالاتفاق .
(3) إثبات الوصية : 261 .
________________________________________ صفحه 37
بن وهب : أنه خرج من أبي محمد (عليه السلام) توقيع : زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا نسلي ! وقد كذبّ الله قولهم والحمد لله(1) .
الصدوق : حدثنا أحمد بن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ، أما إن المقر بالائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ، ثم أنكر نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والمنكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) كمن أنكر جميع أنبياء الله ، لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عز وجل(2) .
4 / محمد بن إبراهيم الكوفي :
الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي ، إن أبا محمد (عليه السلام) بعث إليّ بعض من سماه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذا من عقيقة ابني محمد(3) .
5 / إبراهيم بن إدريس :
الطوسي : قال الشلمغاني : حدثني الثقة ، عن إبراهيم بن ادريس(4) قال : وجّه إلي أبو محمد (عليه السلام) بكبش ، وقال لي : عقه عن ابني فلان ، وكل وأطعم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : * كفاية الاثر : 289 بنفس السند .
(2) كمال الدين : 409 باب 38 حديث 8 .
(3) كمال الدين : 432 باب 42 حديث 10 .
(4) وفي إثبات الهداة : أحمد بن ادريس .
________________________________________ صفحه 38
أهلك ، ففعلت ، ثم لقيته بعد ذلك فقال لي : المولود الذي ولد لي مات ، ثم وجَّه إليّ بكبشين وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ; عق هذين الكبشين عن مولاك ، وكل ـ هنّأك الله ـ وأطعم إخوانك ، ففعلت ، ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئاً .
المسعودي : حدثني الثقة من إخواننا ، عن إبراهيم بن إدريس قال ...(1) .
الطوسي : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه وغيره ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إبراهيم بن إدريس قال : رأيته بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) حين أيفع وقبّلت يديه ورأسه(2) .
6 / أبو نصر الخادم :
الطوسي : علان قال : حدثني طريف أبو نصر الخادم قال : دخلت عليه ـ يعني صاحب الزمان (عليه السلام) ـ فقال لي : عليّ بالصندل الأحمر ، فقال : فأتيته به ، فقال (عليه السلام) : أتعرفني ؟ قلت : نعم ، قال : من أنا ؟ فقلت : أنت سيدي وابن سيدي ، فقال : ليس عن هذا سألتك ، قال : طريف : فقلت : جعلت فداك فسّر لي ، فقال : أنا خاتم الأوصياء ، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي(3) .
المسعودي : حدثنا علان ، قال : حدثني أبو نصر ضرير الخادم ...(4) .
7 / أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي :
الصدوق : حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن مهران الآبي الازدي العروضي بمرو ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن اسحاق القمي ، قال : لما ولد الخلف الصالح (عليه السلام) ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام إلى جدي أحمد بن اسحاق كتاب فيه مكتوب بخط يده (عليه السلام) الذي كان ترد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 260 .
(2) الغيبة : 268 .
(3) الغيبة : 246 .
(4) إثبات الوصية : 261 .
________________________________________ صفحه 39
به التوقيعات عليه ، وفيه : « ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً ، وعن جميع الناس مكتوماً ، فإنا لم نظهر عليه إلا الاقرب لقرابته والولي لولايته ، أحببنا إعلامك ليسرك الله به ، مثل ما سرنا به والسلام »(1) .
8 / محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام :
الطوسي : أخبرني جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه و غيره ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ـ وكان أسنَّ شيخ من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالعراق ـ قال : رأيته بين المسجدين ، وهو غلام(2) .
9 / الحسن بن الحسين العلوي :
الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الكرخي ، قال : حدثنا عبد الله بن العباس العلوي ، قال : حدثنا أبو الفضل الحسن بن الحسين العلوي قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى ، فهنأته بولادة ابنه القائم (عليه السلام)(3) .
الطوسي : أخبرنا جماعة ، عن أحمد بن علي الرازي ، قال : حدثني محمد بن علي عن حنظلة بن زكريا عن الثقة ، قال : حدثني عبد الله بن العباس العلوي ـ وما رأيت أحداً أصدق لهجة منه وكان يخالفنا في أشياء كثيرة ـ قال : حدثني أبو الفضل الحسن بن الحسين العلوي قال : دخلت على أبي محمد (عليه السلام) بسر من رأى فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (عليه السلام) لمّا ولد(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 433 باب 42 حديث 16 .
(2) الكافي : 1/266 * الغيبة : 268 * الارشاد للشيخ المفيد : 2/351.
(3) كمال الدين : 434 .
(4) الغيبة : 230 .
________________________________________ صفحه 40
10 / حمزة بن أبي الفتح :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري ، قال : الحسن بن المنذر ، عن حمزة بن أبي الفتح ، قال : جاءني يوماً فقال لي : البشارة ولد البارحة في الدار مولود لابي محمد (عليه السلام) ، وأمر بكتمانه ، قلت : وما اسمه ؟ قال : سمي بمحمد ، وكني بجعفر(1) .
11 / غياث بن أسيد :
الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قل : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن غياث بن أسيد ، قال : ولد الخلف المهدي (عليه السلام) يوم الجمعة ، وامه ريحانه ، ويقال لها : نرجس ، ويقال : صقيل ، و يقال : سوسن ، إلا أنه قيل : لسبب الحمل صقيل(2) .
12 / خادمة إبراهيم بن عبدة النيسابوري :
الكليني : علي بن محمد ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادمة لابراهيم بن عبدة النيسابوري ـ وكانت من الصالحات ـ أنها قالت : كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا ، فجاء صاحب الامر (عليه السلام)حتى وقف معه وقبض على كتاب مناسكه ، وحدثه بأشياء(3) .
13 / كامل بن إبراهيم المدني :
الطوسي : جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن عبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 432 .
(2) كمال الدين : 432 .
(3) الكافي : 1/266 * الارشاد : 2/352 .
________________________________________ صفحه 41
الله ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري ، قال : وجَّه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد (عليه السلام) ، قال كامل : فقلت في نفسي : أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي ، قال : فما دخلت على سيدي أبي محمد نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه ، فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان ، وينهانا عن لبس مثله ، فقال متبسماً : يا كامل ـ وحسر عن ذراعيه ـ فإذا مسح أسود خشن على جلده ، فقال : هذا لله ، وهذا لكم ، فسلمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه ، فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها ، فقال لي : يا كامل بن إبراهيم ، فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت : لبيك يا سيدي ، فقال : جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة إلامن عرف معرفتك ، وقال بمقالتك ؟ فقلت : إي والله ، قال : إذن يقلّ داخلها ، والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم «الحقية» قلت : يا سيدي ومن هم ؟ قال : قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله .
ثم سكت (عليه السلام) عني ساعة ، ثم قال : وجئت تسأله عن مقالة المفوضة ، كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله ، فإذا شاء شئنا ، والله يقول ( وما تشاؤُن إلا أن يشاء الله ) .
ثم رجع الستر إلى حالته ، فلم استطع كشفه ، فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام)متبسماً ، فقال : يا كامل ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي ، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك .
قال أبو نعيم : فلقيت كاملاً فسألته عن هذا الحديث ، فحدثني به .
قال الطوسي : وروى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ،
________________________________________ صفحه 42
عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي ، عن الحسن بن وجناء النصيبي ، قال : سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الانصاري ، وذكر مثله(1) .
الطبري الصغير : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثني أبو نعيم ...(2) .
المسعودي : عن جعفر بن محمد بن مالك ، قال ...(3) .
14 / عمرو الاهوازي :
الكليني : علي بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن جعفر بن محمد المكفوف ، عن عمرو الاهوازي ، قال : أراني أبو محمد (عليه السلام) ابنه وقال : هذا صاحبكم من بعدي(4) .
15 / حمزة بن نصر :
المسعودي : حدثني حمزة بن نصر غلام أبي الحسن (عليه السلام) قال : ولد السيد (عليه السلام)فتباشر أهل الدار بمولده ، فلما أنشأ خرج إليّ الامر أن ابتاع في كل يوم من اللحم قصب مخ ، وقيل إن هذا لمولانا الصغير(5) .
الطوسي : روى محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء ، قال : حدثني حمزة بن نصر غلام أبي الحسن (عليه السلام) عن أبيه قال : لما ...(6) .
16 / أبو هارون :
الطوسي : أخبرني جماعة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 248 .
(2) دلائل الامامة : 505 .
(3) إثبات الوصية : 261 .
(4) الكافي : * الغيبة للشيخ الطوسي : 156 .
(5) إثبات الوصية : 260 .
(6) الغيبة : 245 .
________________________________________ صفحه 43
بابويه رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن ، قال : حدثني محمد بن حسن الكرخي ، قال : سمعت أبا هارون ـ رجلاً من أصحابنا ـ يقول : رأيت صاحب الزمان ووجهه يضيء كأنه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرته شعراً يجري كالخط ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً ، فسألت أبا محمد (عليه السلام) عن ذلك ، فقال : هكذا ولد وهكذا ولدنا ، ولكنّا سنمرّ الموسى عليه لإصابة السنة(1) .
الصدوق : حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن رضي الله عنه ...(2) .
17 / أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن عبد الله بن محمد بن جابان الدهقان ، عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني قال : قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجميعن ، ولد (عليه السلام) بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين ، وأمه صقيل ، ويكنى بهذه الكنية أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال : اسمه كاسمي وكنيته كنيتي ، لقبه المهدي ، وهو الحجة ، وهو المنتظر ، وهو صاحب الزمان .
قال اسماعيل بن علي : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها ـ وأنا عنده ـ إذ قال لخادمه عقيد ـ وكان الخادم أسود نوبيناً قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربّى الحسن (عليه السلام) ـ فقال : يا عقيد إغل لي ماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 250 .
(2) كمال الدين : 434 .
________________________________________ صفحه 44
بمصطكى(1) ، فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية ـ أم الخلف (عليه السلام) ـ فلما صار القدح في يده وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن ، فتركه من يده ، وقال لعقيد : أدخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فاتني به .
قال أبو سهل : قال عقيد : فدخلت أتحري فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء ، فسلمت عليه فأوجز في صلاته ، فقلت : إن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام) .
قال أبو سهل : فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلج الاسنان ، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى ، وقال : يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي ، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرَّك شفتيه ثم سقاه ، فلما شربه قال : هيئوني للصلاة ، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه ، فقال له أبو محمد (عليه السلام) : ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان ، وأنت المهدي ، وأنت حجة الله على أرضه ، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت « م ح م د » ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولّدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنت خاتم الائمة الطاهرين ، وبشر بك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وسماك وكناك بذلك ، عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ، ربنا إنه حميد مجيد ، ومات الحسن بن علي من وقته ، صلوات الله عليهم أجمعين(2) .
* أبو سهل اسماعيل بن علي بن اسحاق بن نوبخبت ، ذكره النجاشي فقال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شجر له ثمر يميل طعمه إلى المرارة ويسستخرج منه صمغ يعلك .
(2) الغيبة : 273 .
________________________________________ صفحه 45
كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم ، له جلالة في الدنيا والدين يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ... له كتاب الانوار في تواريخ الائمة(1) .
18 / سعد بن عبد الله القمي :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي ، قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله القمي .
وقال الطبري الصغير : أخبرني أبو القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزار ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة 370 ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبد الله القمي ـ في حديث طويل ذا مطالب عالية ـ قال : فوردنا سر من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا (عليه السلام) ، فاستأذنا فخرج إلينا الاذن بالدخول عليه ، وكان على عاتق أحمد بن اسحاق جراب قد غطاه بكساء طبري ... قال : فما شبّهت مولانا أبا محمد (عليه السلام) حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد أستوفى من لياليه أربعاً بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ...(2) .
19 / أبو الأديان :
الصدوق : قال أبو الحسن علي بن محمد بن حباب ، حدثنا أبو الاديان : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الامصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه ، فكتب معي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 31 رقم 68 .
(2) كمال الدين : 454 * دلائل الامامة : 506 .
________________________________________ صفحه 46
كتاباً ، وقال : امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً ، وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل .
قال أبو الاديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟
قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي .
فقلت : زدني ، فقال : من يصلى عليّ فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني ، قال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان .
وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (عليه السلام) ، فإذا أنا بالواعية في داره ، واذا به على المغتسل ، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار ، والشيعة من حوله يعزونه ويهنئونه ، فقلت في نفسي : إن يكون هذا الامام فقد بطلت الامامة ، لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ، ويلعب الطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء ، ثم خرج عقيد ، فقال : يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه ، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة .
فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما همّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجذب برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر ، وقد اربدّ وجهه واصفر .
فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام ، ثم قال :
________________________________________ صفحه 47
يا بصري هات جوابات الكتب التي معك ...(1) .
20 / أحمد بن عبد الله الهاشمي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبد ربه الانصاري الهمداني ، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس ، قال : حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رآى يوم توفي وأخرجت جنازته ووضعت ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر ، حتى خرج إلينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به ، فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه ، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه ، فصلى عليه ومشى ، فدخل بيتاً غير الذي خرج منه .
قال أبو عبد الله الهمداني : فلقيت بالمراغة رجلاً من أهل تبريز يعرف بابراهيم بن محمد التبريزي فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء .
قال : فسألت الهمداني ، فقلت : غلام عُشاري القد ـ أوعشاري السن ـ لانه روي أن الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، وكانت غيبة أبي محمد (عليه السلام)سنة ستين ومائتين بعد الولادة بأربع سنين ، فقال : لا أدري هكذا سمعت ، فقال لي شيخ معه ـ حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم ـ عشاري القَد(2) .
21 / يعقوب بن منقوش :
الصدوق : حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي ، قال : حدثنا آدم بن محمد البلخي ، قال : حدثني علي بن الحسن بن هارون الدقاق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 475 .
(2) الغيبة : 258 .
________________________________________ صفحه 48
الاشتر ، قال : حدثنا يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الامر ؟ فقال : ارفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين ، أبيض الوجه ... فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) ثم قال لي : هذا هو صاحبكم ، ثم وثب فقال له : يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب انظر إلى من في البيت ؟ فدخلت فما رأيت أحداً(1) .
22 / عبد الله السوري :
الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا جعفر بن معروف ، قال : كتب إليّ أبو عبد الله البلخي ، حدثني عبد الله السوري قال : صرت إلى بستان بني عامر ، فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء ، وفتى جالساً على مصلى واضعاً كمه على فيه ، فقلت : من هذا ؟! فقالوا « م ح م د » ابن الحسن عليهما السلام ، وكان في صورة أبيه (عليه السلام)(2) .
23 / علي بن إبراهيم بن مهزيار :
الصدوق : حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، قال : وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الطوال ، عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار ، قال : سمعت أبي يقول :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 436 .
(2) كمال الدين : 441 .
________________________________________ صفحه 49
سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار .
وقال الطبري الصغير : روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي ، قال : حدثنا أبو الخير أحمد بن جعفر الطائي الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثى ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي قال : خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياماً ، أسأل واستبحث عن صاحب الزمان (عليه السلام)فما عرفت له خبراً ولا وقعت لي عليه عين ، فاغتممت غماً شديداً وخشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان (عليه السلام) ، فخرجت حتى أتيت مكة ، فقضيت حجتي واعتمرت بها اسبوعاً ، كل ذلك أطلب ، فبينا أنا أفكر إذا انكشف لي باب الكعبة ، فإذا أنا بانسان كأنه غصن باب ، متزر ببردة ، متشح بأخرى ، قد كشف عطف بردته على عاتقه ، فارتاح قلبي وبادرت لقصده ، فانثنى إليّ ، وقال : من أين الرجل ، قلت : من العراق ، قال : من أي العراق ؟ قلت : من الاهواز ، فقال : أتعرف الخصيبي ، قلت : نعم ، قال : رحمه الله ، فما كان أطول ليله ، وأكثر نيله ، وأغزر دمعته ! قال : فابن المهزيار ؟ قلت : أنا هو ، قال : حياك الله بالسلام أبا الحسن ، ثم صافحني وعانقني ، وقال : يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضّر الله وجهه ؟ قلت : معي ، وأدخلت يدي إلى جيبي وأخرجت خاتماً عليه « محمد وعلي » فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على يده ، وقال : يرحمك الله أبا محمد ، فإنك زين الامة ، شرفك الله بالامامة ، وتوجك بتاج العلم والمعرفة ، فإنا إليكم صائرون ، ثم صافحنيى وعانقني ، ثم قال : ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قلت : الامام المحجوب عن العالم ، قال : ما هو محجوب عنكم ، ولكن حجبه سوء أعمالكم ، قم إلى رحلك ، وكن على أهبة من لقائه ... قال لي : قف هناك إلى أن يؤذن لك ، فما كان إلا هيئة فخرج إليّ وهو يقول : طوبى لك قد أعطيت
________________________________________ صفحه 50
سؤلك ، قال : فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر ، متكىء على مسورة أديم ، فسلمت عليه ورد عليّ السلام ...(1) .
24 / محمد بن صالح بن علي بن قنبر الكبير :
الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا جعفر بن معروف ، عن أبي عبد الله البلخي ، عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا (عليه السلام) قال : خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) فقال له : يا جعفر ! مالك تعرض في حقوقي ؟ فتحيّر جعفر وبهت ، ثم غاب عنه ، فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ، فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار ، فنازعهم وقال : هي داري لا تدفن فيها ، فخرج (عليه السلام) ، فقال : يا جعفر أدارك هي ؟! ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك(2) .
25 / أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي :
الصدوق : حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي ، قال : حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي ، قال : كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة ، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك ، فقال : قم يا حسن بن وجناء ، قال : فقمت ، فإذا جارية صفراء نحيفة البدن ، أقول : أنها من أبناء أربعين فما فوقها ، فمشت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 465 * دلائل الامامة : 539 .
(2) كمال الدين : 442 .
________________________________________ صفحه 51
بين يدي وأنا لا اسألها عن شيء حتى أتت بي إلى دار خديجة عليها السلام ، وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي ، فصعدت الجارية وجاءني النداء : اصعد يا حسن ، فصعدت فوقفت بالباب ، فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام) : يا حسن أتراك خفيت عليّ ، والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه ، ثم جعل يعدّ عليَّ أوقاتي ، فوقعت مغشياً على وجهي ...(1) .
26 / جد الحسن بن وجناء :
الصدوق : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء ، يقول : حدثنا أبي ، عن جده ، أنه كان في دار الحسن بن علي الاخير عليهما السلام ، فكبستنا الخيل وفيهم جعفر الكذاب ، واشتغلوا بالنهب والغارة ، وكانت همتي مولاي القائم (عليه السلام) ، قال : فإذا أنا به قد أقبل وخرج عليهم من الباب ، وأنا أنظر إليه هو (عليه السلام) ابن ست سنين ، فلم يره أحد حتى غاب(2) .
27 / الحسن بن محمد بن صالح البزار :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزار قال : سمعت الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام ، بالتعمير والغيبة ، حتى تقسو القلوب لطول الامد ، فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 443 .
(2) كمال الدين : 473 .
________________________________________ صفحه 52
عز وجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه(1) .
28 / أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي :
قال السيد بهاد الدين علي الحسيني : ومما صح روايته عن الشيخ الصدوق أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي ـ وكان ممن لا يطعن عليه في شيء من الاحوال ـ قال : ولد القائم محمد بن الحسن عليهما السلام ، في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين ، وكان سنه عند وفاة أبيه (عليه السلام) خمس سنين .
29 / أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن العابد :
الطوسي : أخبرنا جماعة من أصحابنا ، عن أبي المفضل الشيباني ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العابد ، قال : سألت مولاى أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسر من رآى سنة خمس وخمسين ومائتين ، أن يملي عليّ من الصلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام ، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً ، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب .
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) :
اللهم صل على محمد كما حمل وحيك ، وبلغ رسالاتك ، و صل على محمد كما أحلّ حلالك وحرم حرامك وعلم كتابك ... .
الصلاة على أمير المومنين علي (عليه السلام) :
اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أخي نبيك ، ووليه ، ووصيه ، وصفيه ، ووزيره ، ومستودع علمه ، وموضع سره ... .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 524 باب 46 .
________________________________________ صفحه 53
إلى أن قال :
الصلاة على الحسن بن علي عليهما السلام :
اللهم صل على الحسن بن علي بن محمد التقي ، الصادق الوفي ، النور المضىء ، خازن علمك ، والمذكر بتوحيدك ، وولي أمرك ... .
الصلاة على ولي الامر الامام المنتظر صاحب الزمان محمد بن الحسن بن علي عليهم السلام .
اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، و أذهبت عنهم الرجس ، وطهرتهم تطهيرا ...(1) .
30 / أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المحمودي وجماعة من الشيعة :
الصدوق : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد العلوي الرقي العريضي ، قال : حدثنا أبوالحسن علي بن أحمد العقيقي ، قال : حدثني أبو نعيم الانصاري الزيدي .
قال : وحدثنا بهذا الحديث عمار بن الحسين بن إسحاق الاسروشني رضي الله عنه ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن الخضر ، قال : حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله الاسكافي ، قال : حدثني سليم ، عن أبي نعيم الانصاري .
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن علي بن عائذ الرازي ، عن الحسن بن وجناء النصيبي ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري .
وقال : وأخبرنا جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مصباح المتهجد : 399 * جمال الاسبوع : 295 .
________________________________________ صفحه 54
أبي علي محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن جعفر بن عبد الله ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري(1) .
الطبري الصغير : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ...(2) .
كنت حاضراً عند المستجار بمكة وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي ، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة 293 إذ خرج علينا شاب من الطواف ، عليه ازاران محرم بهما ، وفي يده نعلان ، فلما رأيناه قمنا جميعاً هيبة له ولم يبق منا أحدٌ إلا قام ، فسلّم علينا وجلس متوسطاً ونحن حوله ، ثم التفت يميناً وشمالاً ، ثم قال : أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الالحاح ؟ قلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الحق والباطل ، وبه تجمع بين المتفرق ، وبه تفرق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً » .
ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف وأنسينا أن نذكر أمره وأن نقول من هو وأي شيء هو إلى الغد في ذلك الوقت ، فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالامس وجلس في مجلسه متوسطاً فنظر يميناً وشمالاً ، وقال : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 259 .
(2) دلائل الامامة : 542 .
________________________________________ صفحه 55
فقلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« إليك رفعت الاصوات وعنت الوجوه ، ولك وضعت الرقاب وإليك التحاكم في الاعمال ، يا خير من سُئل ، ويا خير من أعطى ، ويا صادق يا بارىء ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة ، يا من قال ( ادعوني أستجب لكم ) ، يا من قال ( إذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوت الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ويا من قال ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) لبيك وسعديك ، ها أنا ذا بين يديك المسرف ، وأنت القائل ( لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ) .
ثم نظر يميناً وشمالاً ـ بعد هذا الدعاء ـ فقال : اتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام)يقول في سجدة الشكر ؟ فقلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« يا من لا يزيده كثرة العطاء إلا سعة وعطاءً ، يا من لا تنفد خزائنه ، يا من له خزائن السماوات والارض ، يا من له خزائن ما دق وجل ، لا تمنعك إساءتي من إحسانك ، وأنت تفعل بي الذي أنت أهله ، فإنك أنت أهل الكرم والجود ، والعفو والتجاوز ، يا رب يا الله ، لا تفعل بي الذي أنا أهله ، فإني أهل العقوبة وقد استحققتها ، لا حجة لي ولا عذر لي عندك ، أبوء لك بذنوبي كلها ، وأعترف بها كي تعفو عني ، وأنت أعلم بها مني ، أبوء لك بكل ذنب أذنبته ، وكل خطيئة احتملتها ، وكل سيئة علمتها ، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الاعز الاكرم » .
وقام ودخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد في ذلك الوقت ، فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسطاً ونظر يميناً وشمالاً ، فقال : كان علي
________________________________________ صفحه 56
بن الحسين سيد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب ـ : « عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك ، يسألك ما لا يقدر عليه غيرك » .
ثم نظر يميناً وشمالاً ، ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا ، فقال : يا محمد بن القاسم ، أنت على خير إن شاء الله تعالى ـ وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ـ ثم قام ودخل الطواف ، فما بقي منا أحدٌ إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا أن نتذاكر أمره في آخر يوم ، فقال لنا أبو علي المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا ؟ هذا والله صاحب زمانكم ، فقلنا : وكيف علمت يا أبا علي ؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربَّه ويسأله معاينة صاحب الزمان .
قال : فبينما نحن يوماً عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته ، فسألته ممن هو ؟ فقال : من الناس ، قلت : من أي الناس ، قال : من عربها ، قلت : من أي عربها ، قال : من أشرفها ، قلت : ومن هم ؟ قال : بنو هاشم ، قلت : من أي بني هاشم ؟ فقال : من أعلاها ذروة وأسناها ، قلت : ممن ؟ قال : ممن فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلى والناس نيام .
قال : فعلمت أنه علوي ، فاحببته على العلوية ، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى ، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي ؟ قالوا : نعم ، يحج معنا في كل سنة ماشياً ، فقلت : سبحان الله ، والله ما أرى به أثر مشي !!!
قال : فانصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه ، ونمت من ليلتي تلك ، فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمد رأيت طلبتك ؟ فقلت : ومن ذاك يا سيدي ، فقال : الذي رأيته في عشيتك فهو صاحب زمانكم .
________________________________________ صفحه 57
فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه على ألا يكون أعلمنا بذلك ، فذكر أنه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدثنا .
وقال الصدوق : وحدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم ، قال : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي ، قال : حدثنا أبو محمد علي بن محمد بن أحمد بن الحسين الماذرائي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي المنقذي الحسني بمكة ، قال : كنت جالساً بالمسجار وجماعة من المقصرة وفيهم المحمودي وأبو الهيثم الديناوي وأبو جعفر الاحول وعلان الكليني والحسن بن وجناء ، وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً ... وذكر الحديث مثله سواء(1) .
قال الطبري الصغير : روى عبد الله بن علي المطلبي ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن علي السمري ، قال : حدثني أبو الحسن المحمودي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن أحمد المحمودي ، قال : حججت نيفاً وعشرين سنة ، كنت في جميعها أتعلق بأستار الكعبة ، وأقف على الحطيم ، والحجر الأسود ، ومقام إبراهيم ، وأديم الدعاء في هذه المواضع ، وأقف بالموقف ،واجعل جل دعائي أن يريني مولاى صاحب الزمان صلوات الله عليه ... فذكر قصته السابقة مع المولى (عليه السلام) ، ثم ذكر قصة الجماعة وجلوسهم في البيت وتشرفهم بلقاء المولى (عليه السلام)(2) .
* أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المحمودي ، من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام ، كتب إليه الجواد (عليه السلام) بعد وفاة أبيه : قد مضى أبوك ، رضي الله عنه وعنك ، وهو عندنا على حال محمودة ، ولن تبعد من تلك الحال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 470 .
(2) دلائل الامامة : 537 .
________________________________________ صفحه 58
وفي توقيع للعسكري (عليه السلام) لابراهيم بن عبدة قال : وأقرأه على المحمودي عافاه الله ، فما أحمدنا له لطاعته . قال سيد الفقهاء الخوئي : وفي هذا الكلام دلالة واضحة على جلالته وطاعته لله ولأوليائه(1) .
وعن الهروي قال : ذُكر لي كثرة ما يحجّ المحمودي ، فسألته عن مبلغ حجاته فلم يخبرني بمبلغها ، وقال : رزقت خيراً كثيراً والحمد لله ، فقلت له : فتحج عن نفسك أو غيرك ؟ فقال : عن غيري بعد حجة الاسلام ، أحج عن رسول الله ، وأجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله ، وأهب ما أثاب على ذلك للمؤمنين والمؤمنات ، فقلت : ما تقول في حجّك ؟ فقال : أقول : اللهم إني اهللت لرسولك محمد صلى الله عليه واله ، وجعلت جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين ، ووهبت ثوابي عنهم لعبادك المؤمنين والمؤمنات ، بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله(2) .
31 / الحسن بن عبد الله التميمي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة ـ وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي ـ وكان زيدياً ، قال : سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ، أنه خرج الى الحير ، قال: فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي ، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا ، فجئنا الى المشرعة ، فقال لي : يا أبا سورة أين تريد ؟ فقلت : الكوفة ، فقال لي : مع من ؟ قلت : مع الناس ، قال لي : لا نريد نحن جميعاً نمضي ، قلت : ومن معنا ؟ قال : ليس نريد معنا أحداً . قال : فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة ، فقال لي : هو ذا منزلك ، فإن شئت فامض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 10117 .
(2) معجم رجال الحديث : رقم 10117 .
________________________________________ صفحه 59
ثم قال لي : تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى ، فتقول له : يعطيك المال الذي عنده ، فقلت له : لا يدفعه إليّ ، فقال لي : قل له : بعلامة أنه كذا وكذا دينار وكذا وكذا درهماً ، وهو في موضع كذا وكذا ، وعليه كذا وكذا مغطى ، فقلت له : ومن أنت ؟ قال : أنا محمد بن الحسن ، قلت : فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة ؟ فقال : أنا من وراك ، قال : فجئت إلى ابن الزراري ، فقلت له فدفعني ، فقلت له : العلامات التي قال لي ، وقلت له : قد قال لي أنا وراك ، فقال : ليس بعد هذا الشيء ، وقال : لم يعلم بهذا إلا الله تعالى ، ودفع إليّ المال .
وفي حديث آخر عنه وزاد فيه : قال أبو سورة : فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي وبعيلتي ، فلم يزل يماشيني حتى انتهينا الى النواويس في السحر فجلسنا ، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج ، فتوضأ ثم صلى ثلاث عشر ركعة ، ثم قال لي : امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرء عليه السلام ، وقل له : يقول لك الرجل : ادفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار .
قال : وإني مضيت من ساعتي إلى منزله ، فدققت الباب فقال لي من هذا ؟ فقلت : قولي لابي الحسن : هذا أبو سورة ، فسمعته يقول : ما لي ولأبي سورة ، ثم خرج إليّ فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر ، فدخل وأخرج إليّ مائة دينار فقبضتها ، فقال لي : صافحته ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي فوضعها على عينه ومسح بها وجهه .
قال أحمد بن علي : وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبد الله بن الحسن بن بشر الخزاز وغيرهما ، وهو مشهور عندهم(1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 270 .
________________________________________ صفحه 60
32 / الزهري :
الطوسي : روى محمد بن يعقوب ـ رفعه ـ عن الزهري ، قال : طلبت هذا الامر طلباً شاقاً حتى ذهب لي فيه مال صالح ، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان ، فقال لي : ليس إلى ذلك وصول ، فخضعت ، فقال لي : بكّر بالغداة فوافيت ، واستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة بهيئة التجار ، و في كمه شيء كهيئة التجار ، فلمانظرت إليه دنوت من العمري فأومأ اليّ فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت ، ثم مر ليدخل ا لدار ـ وكانت من الدور التي لا يكترث لها ـ فقال العمري : إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال : ملعون ملعون من أخّر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ، ودخل الدار(1) .
33 / أبو سعيد غانم الهندي :
الصدوق : حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن حاتم النوفلي رضي الله عنه ، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الفارسي الملقب بابن جرموز ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن بلال بن ميمون ، قال : حدثنا الأزهري مسرور بن العاص ، قال : حدثني مسلم بن الفضل ، عن أبي سعيد غانم الهندي .
قال : وحدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن علان الكليني ، قال : حدثني علي بن قيس ، عن غانم أبي سعيد الهندي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 271 .
________________________________________ صفحه 61
قال : قال علان الكليني : وحدثني جماعة عن محمد بن محمد الأشعري ، عن غانم(1) .
وقال الكليني : علي بن محمد وعن غير واحد من أصحابنا القميين ، عن محمد بن محمد العامري ، عن أبي سعيد غانم الهندي قال : كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة ، وأصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك ، أربعون رجلاً كلهم يقرأ الكتب الاربعة : التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم ، نقضي بين الناس ونفقههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم ، يفزع الناس إلينا ، الملك فمن دونه فتجارينا ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقلنا : هذا النبي المذكور في الكتب ... ثم ذكر قصة اسلامه ، إلى أن قال : فلم يكن لي همّة إلا طلب الناحية ، فوافى ـ أبو سعيد ـ قم وقعد مع أصحابنا في سنة 264 ، وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب ، قال : فحدثني غانم قال : وأنكرت من رفيقي بعض أخلاقه ، فهجرته وخرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة وأصلي ، وإني لواقف متفكر بما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني ، فقال : أنت فلان ؟ ـ اسمه بالهند ـ ، فقلت : نعم ، فقال : أجب مولاك ، فمضيت معه ، فلم يزل يتخلل بي الطرق حتى أتى داراً وبستاناً ، فإذا أنا به (عليه السلام) جالس ، فقال : مرحباً يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك ؟ وكيف خلّفت فلانا وفلاناً ، حتى عد ا لاربعين كلهم فسائلني عنهم واحداً واحدا ، ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند ، ثم قال : أردت أن تحج مع أهل قم ؟ قلت : نعم يا سيدي ، فقال : لا تحج معهم وانصرف سنتك هذه وحج في قابل ، ثم ألقى إليّ صرة كانت بين يديه ...(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 437 .
(2) الكافي : 1/515 .
________________________________________ صفحه 62
34 / عدة من الشيعة :
الصدوق : حدثنا محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي الأسدي ، عن أبيه محمد بن أبي عبد الله الكوفي(1) أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان ، ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه ... ومن أهل الاهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزيار ... ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق ، ومن أهل همدان : محمد بن صالح ، ومن أهل الري : الاسدي ـ يعني نفسه ـ ، ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء ، ومن أهل نيشابور : محمد بن شاذان ... ثم ذكر كثير ممن تشرف بلقاء الحجة (عليه السلام)(2) ، في بداية الغيبة الصغرى .
قال الشيخ الطوسي : ويدل أيضا على امامة ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته ما ظهر واشتهر من الاخبار الشايعة الذايعة عن آبائه عليهم السلام قبل هذه الاوقات بزمان طويل من أن لصاحب هذا الامر غيبة وصفة غيبته وما يجري فيها من الاختلاف ويحدث فيها من الحوادث ، وانه يكون له غيبتان احدهما أطول من الاخرى(3) ، وأن الاولى تعرف فيها أخباره ، والثانية لا تعرف فيها أخباره ، فوافق ذلك على ما تضمنته الاخبار ، ولولا صحتها وصحة إمامته لما وافق ذلك ، لان ذلك لا يكون إلا باعلام الله على لسان نبيه .
قال : والخبر بولادة ابن الحسن (عليه السلام) وارد من جهات أكثر مما يثبت به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر المطبوع ، عن محمد بن أبي عبد الله ، وفي إعلام الورى : عن أبيه محمد بن أبي عبد الله ، وهو الصحيح ، وشاهده قوله : والاسدي ـ ويعني نفسه ـ .
(2) كمال الدين : 442 باب 43 رقم 15 .
(3) والروايات الدالة على أن له عليه السلام غيبة وغيبتان مستفيضة ، بل متواترة ، ذكرنا بعضها في الكتاب المختص بالقائم من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين .
________________________________________ صفحه 63
الانساب في الشرع(1) .
قلت : أما من رآه ولم يعرفه إلا بعد أن غاب عنه في عصر الغيبة الصغرى والكبرى فأكثر من أن يعد ، ومن ضمن من رآه عدة من المقدسين ، الذي يعد واحد منهم كالالف .
سؤال :
ثمّة مجموعة كبيرة من الناس ينفون أن يكون للحسن بن علي عليهما السلام ولد يقال له « م ح م د » .
والجواب :
قال الشيخ الصدوق قدس سره : لا نشك في أن الحسن (عليه السلام) كان له خلف من عقبه ، بشهادة من أثبت له ولداً من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام ، والشيعة الاخيار(2) ، لأن الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي ، وإن كان عدد النافين أكثر من عدد المثبتين .
قال : ووجدنا لهذا الباب فيما مضى مثالاً ، وهو قصة موسى (عليه السلام)، لأن الله سبحانه لما أراد أن ينجي بني إسرائيل من العبودية ويصير دينه على يديه غضاً طريّاً أوحى إلى أمه ( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )فلو أن أباه عمران مات في ذلك الوقت لما كان الحكم في ميراثه إلا كالحكم في ميراث الحسن (عليه السلام) ، ولم يكن في ذلك دلالة على نفي الولد(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد أثبت ابن حجر العسقلاني مئات الصحابة من خلال سند ضعيف عن بعض التابعين عن الصحابي عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله . فراجع الاصابة فى معرفة الصحابة .
(2) وقد ذكرنا جملة منهم فراجع .
(3) كمال الدين : 80 .
________________________________________ صفحه 64
وقال بعض الكتاب : إن ولادة أي أنسان في هذا الوجود تثبت باقرار أبيه ، وشهادة القابلة ، وإن لم يره أحد قط غيرهما ، فكيف لو شهد المئات برويته ، واعترف المؤرخون بولادته وصرّح علماء الانساب بنسبه ، وظهر على يديه ما عرفه المقربون إليه ، وصدرت منه وصايا وتعليمات ، ونصائح وارشادات ، ورسائل وتوجيهات ، وأدعية وصلوات ، وأقوال مشهور ، وكلمات مأثورة ، وكان وكلاؤه معروفين ، وسفراؤه معلومين ، وأنصاره في كل عصر وجيل بالملايين ، ولعمري !!! هل يريد من استغل تلك الملابسات ، وأنكر ولادة الامام المهدي (عليه السلام) أكثر من هذا لاثبات ولادته ، أم تراه يقول بلسان الحال للمهدي ، كما قال المشركون بلسان المقال لجده النبي (عليه السلام) ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر من الأرض ينبوعاً ، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا ، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ، أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه ! قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا ) ، اللهم إنا لا نرجو هداية من عرف الحق وتمسك بالباطل ، لان من لا يقدر على الانتفاع بضياء الشمس ، فهو على الانتفاع بنور القمر أعجز(1) .
سؤال :
قد قيل بأن الكتب التي ذكرت ولادة القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ، كُتبت بعد قرن من ولادته ، وهذا ممّا يثير الشك والشبهة في ولادته .
والجواب :
هذا إشكال بارد وساذج للغاية ، لان هذه الروايات المدونة في هذه الكتب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي : 106 .
________________________________________ صفحه 65
حول القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) وولادته ووجوده ، أما ان تكون مرسلة ، أو مسندة ، فإن كانت مرسلة فيمكن أن يكون لهذا الاشكال قيمة علمية ، أما إذا كانت مسندة فهذا الاشكال أوهى من بيت العنكبوت .
فالكتب الستة لدى أهل السنة والجماعة ، وبقية مدونات السنّة النبوية الجامعة للاحاديث المسندة لم تكتب إلا بعد قرنين أو ثلاثة قرون من رحيل النبي الامي (صلى الله عليه وآله) ، وتأخّر تدوينها لا يقلل من قيمتها العلمية والوثائقية المطلوبة ما دام سلسلة السند غير منقطعه في طبقة من الطبقات(1) ، فليكن الفاصل بيننا وبين الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)عشرة قرون ، هذا لا يستلزم عدم حجية هذه الروايات واعتبارها ، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى : أن هذا الاشكال إن سلّمنا بقيمته العلمية فهو يرد على سائر الفرق الاسلامية سوى الشيعة الامامية ، وذلك لسببين :
الاول : امتداد عصر النص لدى الشيعة الامامية حتى الربع الاول من القرن الرابع من الهجرة النبوية وبداية عصر الغيبة الكبرى ، وهي سنة موت النائب الرابع للقائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ، وكان ذلك في سنة 329 وهي نفس السنة التي توفي فيها ثقة الاسلام الكليني صاحب كتاب الكافي ، والفقيه العظيم علي بن بابويه والد الشيخ الصدوق قدس سرهما .
والشاهد على هذا الامتداد قوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر « إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » فمصدر التشريع والنص : القرآن والعترة الطاهرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بل ربّما حديث ذي عشر وسائط إلى الرسول صلى الله عليه وآله ، أقوى اعتباراً من حديث ذي أربع وسائط ، والتفصيل في علم الدراية والرواية .
________________________________________ صفحه 66
الثاني : السبق المبكّر لتدوين الاحاديث والروايات ، وتأليف الكتب والمدونات لدى أصحاب الائمة عليهم السلام ، من الامام علي (عليه السلام) إلى الحجة القائم المهدي بن الحسن عليهما السلام .
فقد ألف أبو رافع وهو من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) ومن شيعة علي (عليه السلام) كتاب السنن والاحكام والقضايا ، ولهذا الكتاب نسختين رواهما الاصحاب .
قال النجاشي قدس سره : لابي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا ، أخبرنا محمد بن جعفر النحوي ، قال : حدثنا ابن عقدة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي ، قال : حدثنا حسن بن حسين الانصاري ، قال حدثنا علي بن القاسم الكندي ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جده أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه : كان إذا صلى قال في أول الصلاة ... وذكر الكتاب إلى آخره باباً باباً : الصلاة والصيام والحج والزكاة والقضايا(1) .
كما أن ثمة كتاب لابنه علي بن أبي رافع ، وهو تابعي من خيار الشيعة ، وكانت له صحبة مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكان كاتباً له ، ولربيعة بن سُميع كتاب في زكاة النعم وهو من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولسليم بن قيس الهلالي كتاب مشهور لدى الطائفة ، وقد وصل إلينا .
وقس على ذلك بقية أصحاب سائر الائمة عليهم السلام فلهم كتب كثيرة جداً ، بعض هذه الكتب وصلت إلينا ، وبعضها فقدت لعوامل كثيرة ، ولأصحاب الصادِقَين : الباقر والصادق عليهما السلام كتب كثيرة تسمى بالاربعمائة أصل .
فالكتب الاربعة « الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، والاستبصار ، والتهذيب » هي جامعة لأهم الاحاديث التي دونها اصحاب الائمة عليهم السلام في كتبهم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 6 رقم 1 .
________________________________________ صفحه 67
ولقد وصلت إلى المحمدين الثلاثة « الكليني والصدوق والطوسي » أكثر كتب أصحاب الائمة(1) ، وهم حينما يدونون الحديث فإنما ينقلونه من أصل الكتب المدونة الواصل لهم بسند متصل إلى مؤلفه ، وبعضها بخط مؤلفه ، ولذا يبدؤن في أول الحديث بذكر أسم صاحب الكتاب .
فمثلا يقول الشيخ الصدوق : أبان بن تغلب عن الصادق ... .
ويقول الشيخ الطوسي : معاوية بن عمار عن الصادق ... .
فمعنى ذلك أن الحديث منقول عن كتاب أبان وكتاب معاوية ، ثم ذكر الشيخ الصدوق والطوسي قدس سرهما في خاتمة كتابيهما سندهما إلى أصحاب الكتب المتعددة لأصحاب الائمة عليهم السلام .
قال الشيخ الطوسي : والان فحيث وفق الله تعالى للفراغ من هذا الكتاب ، نحن نذكر الطرق التي نتوصل بها إلى رواية هذه الاصول والمصنفات ونذكرها لنخرج الأخبار بذلك عن حد المراسيل ، وتلحق بباب المسندات(2) .
أما الشيخ الصدوق فقد نقل في كتابه القيّم « من لا يحضره الفقيه » عن أكثر من 350 أصلاً وكتاباً من كتب أصحاب الائمة عليهم السلام ، ثم في الخاتمة ذكر أسانيده إليهم .
بل كان المحامدة الثلاثة يحتاطون كثيراً في انتقاء الاحاديث من كتب أصحاب الائمة عليهم السلام ، فلم يكونوا لينقلوا حديثاً لم يدون في عدة من الاصول والكتب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بل وصل كثير من هذه الكتب بأسانيد معتبرة الى المقدّس العظيم ابن طاووس قدس سره المتوفي سنة 664 ، والى المحقق الحلي قدس سره .
(2) التهذيب في ديباجة المشيخة .
________________________________________ صفحه 68
قال الشيخ الطوسي : وهذا الخبر لا يصح العمل به(1) ، من وجوه ، أحدها : أن متن هذا الحديث لا يوجد في شيء من الأصول المصنفة ، وإنما هو موجود في الشواذّ من الأخبار ، ومنها : أن كتاب حذيفة بن منصور رحمه الله عري منه ، والكتاب معروف مشهور ، ولو كان هذا الحديث صحيحاً عنه لضمّنه كتابه(2) .
وعليه : فأكثر ما نقله الكليني(3) والصدوق والطوسي والنعماني والخزاز القمي فيما يخصّ القائم المنتظر (عليه السلام) من روايات الولادة والتحقق والوجود وسائر أحواله (عليه السلام) ، إنما هي روايات منقولة من كتب ألفت ودونت قبل ولادة الحجة (عليه السلام) وحين ولادته ، وبعدها بقليل .
وإليك أربعة عشر إسماً من الرواة المؤلفين أصحاب الامامين العسكريين : علي والحسن عليهما السلام ، وبعض الاعلام والمشايخ ممن أدركوا بداية الغيبة الصغرى ولهم كتب في الحجة القائم (قدس سره) وولادته .
1 / الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد النيشابوري ، من كبّار شيوخ الطائفة ، وقد تقدم ذكره ، له كتاب إثبات الرجعة ، وكتاب القائم (عليه السلام) ، توفي سنة : 260 بداية الغيبة الصغرى لقائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين ، وقد مرت عدة من رواياته عن أصحاب العسكري (عليه السلام) .
2 / علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني ، المعروف بعلان ، ثقة ، عين ، له كتاب أخبار القائم (عليه السلام) ، قتل بطريق مكة ، وكان استأذن صاحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في كلام له عن رواية عن حذيفة بن منصور عن الصادق عليه السلام .
(2) بحوث في مباني علم الرجال : 24 محاضرات الفقيه المحقق الحجة آية الله الاستاذ الشيخ محمد سند البحراني ، تقرير العلامة السيد محمد صالح التبريزي .
(3) المتوفي سنة 329 ، وهو بداية الغيبة الكبرى وانتهاء الغيبة الصغرى ، وولادة الحجة كانت سنة 256 ، فهو من المعاصرين لولادة الحجة عليه السلام .
________________________________________ صفحه 69
الزمان المهدي بن الحسن (عليه السلام) في الحج ، فأمره بالتوقف في هذه السنة ، فخالف فقتل(1) ، وهو من مشايخ ثقة الاسلام الكليني قدس سره ، وقد مر نقل روايته بولادة الحجة عليه السلام .
3 / إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، كان شيخ المتكلمين من أصحابنا ، له جلالة في الدنيا والدين ، يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ، له كتاب الأنوار في تواريخ الائمة(2) ، وقد مر نقل روايته .
4 / جعفر بن محمد بن مالك أبو عبد الله ، له كتاب أخبار الائمة ومواليدهم عليهم السلام ، وقد مر ذكره وترجمته وبعض رواياته .
5 / الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد الأطروش الناصر الكبير ، جد علم الهدى السيد المرتضى من جهة أمه ، من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) ، توفي سنة 304 عن تسع وسبعون سنة ، له كتاب أنساب الائمة ومواليدهم إلى صاحب الامر عليهم السلام(3) .
6 / إبراهيم بن صالح الانماطي ، ثقة ، لا بأس به ، له كتاب الغيبة(4) ، وهو من طبقة أصحاب العسكريين عليهما السلام .
7 / معلى بن محمد البصري أبو الحسن ، كتبه قريبة ، له كتاب سيرة القائم (عليه السلام)(5) ، وقد مر ذكره وترجمته .
8 / إبراهيم بن اسحاق أبو اسحاق الأحمري النهاوندي له كتب قريبة السداد منها كتاب الغيبة ، سمعه منه أبو أحمد القاسم بن محمد الهمداني سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 260 رقم 682 .
(2) رجال النجاشي : رقم 68 .
(3) رجال النجاشي : رقم 135 * المعجم : رقم 2954 ، 2955 .
(4) رجال النجاشي : 15 رقم 13 .
(5) رجال النجاشي : 418 .
________________________________________ صفحه 70
269(1) ، أي بعد تسعة سنوات من الغيبة الصغرى .
9 / أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ، ابن أخى أبي الحسن علي بن عاصم المحدث ، يقال له العاصمي ، ثقة في الحديث سالماً خيّراً ، له كتاب مواليد الائمة وأعمارهم(2) ، وهو من مشايخ الغيبة الصغرى .
10 / محمد بن عبد الله بن مُمْلك ، جليل في أصحابنا ، عظيم القدر والمنزلة ، وكان معتزلياً ثم رجع على يد عبد الرحمان بن أحمد بن جبرويه ، له كتاب مواليد الائمة عليهم السلام ، وكتاب مجالسه مع أبي علي الجبائي(3) .
11 / محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب ، أبو بكر ، المعروف بابن أبي الثلج ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ، له كتاب تاريخ الائمة عليهم السلام(4) ، ووثقه أهل السنة والجماعة ، ولد سنة 238 ، وتوفي سنة 322 .
12 / محمد بن جمهور أبو عبد الله العمي ، روى عن الرضا (عليه السلام)، له كتاب : صاحب الزمان ، وكتاب وقت خروج القائم (عليه السلام) ، قال المسعودي لقيت الحسن بن محمد بن الحسن بن جمهور فقال لي : حدثني أبي محمد بن جمهور وهو ابن مائة وعشر سنين(5) .
13 / الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، المعروف بابن أخى الطاهر ، روى عن جده يحيى المتوفي سنة 277 ، له كتاب الغيبة وذكر القائم (عليه السلام) ، مات سنة 358 ، وكان معمراً ، وقد أدرك بداية الغيبة الصغرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفهرست للشيخ الطوسي : رقم 9 * رجال النجاشي : رقم 21 .
(2) رجال النجاشي : رقم 232 .
(3) رجال النجاشي : رقم 1033 .
(4) رجال النجاشي : رقم 1037 .
(5) رجال النجاشي : رقم 901 * الفهرست : رقم 627 .
________________________________________ صفحه 71
14 / محمد بن همام بن سهيل الكاتب الاسكافي ، شيخ الطائفة ، له منزلة عظيمة ، قال هارون بن موسى التعلكبري ، قال : أبو علي محمد بن همام : كتب إبي إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، يُعَرِّفه أنه ما صح له حمل بولد يولد ، ويعرفه أن له حملاً ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم . فوقّع على رأس الرقعة بخط يده : قد فعل الله ذلك ، فصح الحمل ذكراً . قال هارون : أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط وكان محقّقاً . له كتاب الانوار في تاريخ الائمة عليهم السلام(1) .
نكتفي بهذا العدد المبارك ، ومن أراد المزيد فعليه بكتب الفهارس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : رقم 1032 .
قائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين
من تخفى على الناس ولادته ويشك فيها
قد استفاضت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأسانيد واضحة وقوية بأن الحجة بن الحسن هو المنتظر الذي تخفى ولادته على الناس ويشك فيها ، وعليه فلا غرابة إذا وجدنا أنصار لدعوى أن خليفة الله في أرضه الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام مات وليس له ولد ، فالتشكيك الذي نراه من قبل البعض قديماً وحديثاً مما أشارت إليه الروايات وحذرت منه .
ومن أجل البركة نكتفي ببعض تلكم الروايات التي تشير إلى خفاء ولادته والشك فيها .
1 / الكليني : علي بن إبراهيم ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولِمَ ، قال : يخاف ـ وأومى بيده إلى بطنه ـ ثم قال : يا زرارة ! وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته(1) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله أجلاء .
* علي بن إبراهيم : ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة .
* الحسن بن موسى الخشاب : جليل بالاتفاق ، ذكره النجاشي فقال : من وجوه أصحابنا ، مشهور ، كثير العلم والحديث ، له مصنفات(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/337 * غيبة النعماني : 171 .
(2) رجال النجاشي : 42 رقم 85 .
________________________________________ صفحه 73
* عبد الله بن موسى : هو عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، روى عن أبيه (عليه السلام) ، وأولاد الامام الكاظم (عليه السلام) كل له فضلا ومنقبة مشهورة كما صرّح بذلك الشيخ المفيد قدس سره .
قال إبراهيم بن هاشم : لما مات أبو الحسن الرضا (عليه السلام) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فدخل عمّه عبد الله بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس ، وخرج أبو جعفر (عليه السلام) من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء ، فقام عبد الله فاستقبله وقبّل بين عينيه ... (1) .
* عبد الله بن بكير : ثقة بالاجماع ، وثقه الشيخ الطوسي ، وعدَّه الشيخ المفيد من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم(2) .
* زرارة بن أعين : أعظم الرواة ثقة وجلالةً على الاطلاق ، وللصادق (عليه السلام)رسالة إلي ابنيه يبيَّن فيها منشأ طعنه في زرارة ، وأن مثله كمثل الخضر مع السفينة ، خرقها ليحفظها .
2 / الكليني : عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال : يبعث الله لهذا الامر غلاماً منَّا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه(3) .
مرتبة الحديث :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاختصاص : 102 .
(2) المعجم : رقم 6745 .
(3) الكافي : 1/341 * غيبة النعماني : 173 * ورواه الصدوق في كمال الدين : 370 بسند صحيح قوي جداً عن ابن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح .
________________________________________ صفحه 74
صحيح رجاله ثقات أجلاء عيون .
* عدة الكليني : بعضهم من أعاظم شيوخ الطائفة وأجلائها .
* سعد بن عبد الله : من مشايخ الطائفة الذي لا سبيل للطعن فيه أصلا .
* أيوب بن نوح : هو بن دراج ، ثقة عين بالاتفاق ، قال النجاشي : كان وكيلاً لابي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن دراج(1) .
3 / الصدوق : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : في القائم سنة من موسى بن عمران .
قلت : وما سنة من موسى بن عمران ؟
قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه(2) .
وسنده حسن ، لا بأس به .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الناس ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج(3) .
وسنده حسن ، صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 102 رقم 254 .
(2) كمال الدين : 152 .
(3) كمال الدين : ورواه بسند آخر صحيح عن عبد الواحد العطار عن الكشي عن محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير .
________________________________________ صفحه 75
قائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين
من تخفى على الناس ولادته ويشك فيها
قد استفاضت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأسانيد واضحة وقوية بأن الحجة بن الحسن هو المنتظر الذي تخفى ولادته على الناس ويشك فيها ، وعليه فلا غرابة إذا وجدنا أنصار لدعوى أن خليفة الله في أرضه الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام مات وليس له ولد ، فالتشكيك الذي نراه من قبل البعض قديماً وحديثاً مما أشارت إليه الروايات وحذرت منه .
ومن أجل البركة نكتفي ببعض تلكم الروايات التي تشير إلى خفاء ولادته والشك فيها .
1 / الكليني : علي بن إبراهيم ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولِمَ ، قال : يخاف ـ وأومى بيده إلى بطنه ـ ثم قال : يا زرارة ! وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته(1) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله أجلاء .
* علي بن إبراهيم : ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة .
* الحسن بن موسى الخشاب : جليل بالاتفاق ، ذكره النجاشي فقال : من وجوه أصحابنا ، مشهور ، كثير العلم والحديث ، له مصنفات(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/337 * غيبة النعماني : 171 .
(2) رجال النجاشي : 42 رقم 85 .
________________________________________ صفحه 73
* عبد الله بن موسى : هو عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، روى عن أبيه (عليه السلام) ، وأولاد الامام الكاظم (عليه السلام) كل له فضلا ومنقبة مشهورة كما صرّح بذلك الشيخ المفيد قدس سره .
قال إبراهيم بن هاشم : لما مات أبو الحسن الرضا (عليه السلام) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فدخل عمّه عبد الله بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس ، وخرج أبو جعفر (عليه السلام) من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء ، فقام عبد الله فاستقبله وقبّل بين عينيه ... (1) .
* عبد الله بن بكير : ثقة بالاجماع ، وثقه الشيخ الطوسي ، وعدَّه الشيخ المفيد من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم(2) .
* زرارة بن أعين : أعظم الرواة ثقة وجلالةً على الاطلاق ، وللصادق (عليه السلام)رسالة إلي ابنيه يبيَّن فيها منشأ طعنه في زرارة ، وأن مثله كمثل الخضر مع السفينة ، خرقها ليحفظها .
2 / الكليني : عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال : يبعث الله لهذا الامر غلاماً منَّا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه(3) .
مرتبة الحديث :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاختصاص : 102 .
(2) المعجم : رقم 6745 .
(3) الكافي : 1/341 * غيبة النعماني : 173 * ورواه الصدوق في كمال الدين : 370 بسند صحيح قوي جداً عن ابن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح .
________________________________________ صفحه 74
صحيح رجاله ثقات أجلاء عيون .
* عدة الكليني : بعضهم من أعاظم شيوخ الطائفة وأجلائها .
* سعد بن عبد الله : من مشايخ الطائفة الذي لا سبيل للطعن فيه أصلا .
* أيوب بن نوح : هو بن دراج ، ثقة عين بالاتفاق ، قال النجاشي : كان وكيلاً لابي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن دراج(1) .
3 / الصدوق : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : في القائم سنة من موسى بن عمران .
قلت : وما سنة من موسى بن عمران ؟
قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه(2) .
وسنده حسن ، لا بأس به .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الناس ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج(3) .
وسنده حسن ، صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 102 رقم 254 .
(2) كمال الدين : 152 .
(3) كمال الدين : ورواه بسند آخر صحيح عن عبد الواحد العطار عن الكشي عن محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير .
________________________________________ صفحه 75
قد صرّح عدة من علماء الانساب بالعلويين والهاشميين أن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قد خلّف ابناً يقال له « م ح م د » ، وأرسلوا ذلك إرسال المسلمات ، ولم نجد من العلويين ممن لهم شأناً في علم الانساب يستنكر وينفي بأن يكون للامام العسكري ولداً ، وهذا من الشواهد والادلة الواضحة على ولادة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) . وإليك تصريحات بعضهم .
1 / النسابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود البخاري وهو من أعلام عصر الغيبة الصغرى فلقد كان حياً سنة 341 .
قال : الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) من أم ولد نوبية تدعى : ريحانة ، وولد سنة 231 ، وقبض سنة 260 بسامراء ، وهو ابن تسع وعشرين سنة ، وولد علي بن محمد التقي (عليه السلام) جعفراً ، وهو الذي تسميه الامامية جعفر الكذاب ، وإنما تسميه الامامية بذلك ، لادعائه ميراث أخيه الحسن (عليه السلام) دون ابنه القائم الحجة (عليه السلام) ، لا طعن في نسبه(1) .
فلو كان طعن الامامية في جعفر ليس بصحيح ، وأن الحسن العسكري (عليه السلام)لم يخلّف ، لحاول أبو نصر الدفاع عنه بأن ما ادعاه جعفر من عدم الولد للحسن العسكري (عليه السلام) هو الصحيح .
2 / وقال النسابة العمري وهو من أعلام القرن الخامس : ومات أبو محمد (عليه السلام) ، وولده من نرجس عليها السلام معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله ، وسنذكر حال ولادته والاخبار التي سمعناها بذلك ، وامتحن الله المؤمنون بل كافة الناس بغيبته ، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله فدفع أن يكون له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سر السلسلة العلوية : 39 .
________________________________________ صفحه 86
ولد ، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه(1) .
وقد تقدم عنه روايته بسند صحيح عن حكيمة ولادة الحجة (عليه السلام) ، فراجع .
3 / قال الفخر الرازي : أما الحسن العسكري الامام (عليه السلام) ، فله ابنان وبنتان : أما الابنان ، فأحدهما : صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والثاني : موسى ، درج في حياة أبيه ، وأما البنتان : ففاطمة درجت في حياة أبيها ، وأم موسى درجت أيضا(2) .
4 / المروزي الازورقاني فإنه قد وصف في كتابه الفخري جعفر بن الامام علي الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذاب ، وهذا تصريح واضح على جزمه واعتقاده بولادة الحجة (عليه السلام) .
5 / النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبة ، قال : الامام أبو محمد العسكري (عليه السلام) ، وكان من الزهد والعلم على أـر عظيم ، وهووالد الامام محمد المهدي صلوات الله عليه ، ثاني عشر الائمة عند الامامية وهو القائم المنتظر عندهم ، من أم ولد اسمها نرجس ، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر بالملقب الكذاب ، لادعائه الامامة بعد أخيه الحسن(3) .
6 / النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسنيني اليمامي ، ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وتحت اسم الامام العسكري مباشرة : محمد ، وقال منتظر الامامية(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المجدي : 130 .
(2) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للرازي : 78 . ومعنى درج : أي مات وهو صغير .
(3) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 199 .
(4) روضة الالباب لمعرفقة الانساب : 105 .
________________________________________ صفحه 87
7 / نسّابة المدينة المنوّرة المعاصر العلامة الشريف أنس الكُتُبي الحسني ، قال في كتابه القيّم « الاصول في ذرية البضعة البتول : 98 » : محمد المهدي ، وهو محمد المهدي بن الحسن العسكري ... وتأتيني مشجرات في وقتنا الحاضر تنتهي نسبها الى علي بن محمد المهدي بن الحسن العسكري ، وهذا أمر يثير العجب ، ويجعل التوقف والتحقيق فيه واجب ، وهو ما دفعني لكتابة هذا .
فالامام المهدي اختفى في سن مبكر ، والامر مسلم بين السنة والشيعة ، على اختفائه وغياب أخباره وعدم ظهوره .
فقد ولد المهدي بسر من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة 255 من الهجرة النبوية المباركة ، وهو وحيد أبيه ، لم يعقب الحسن غيره ، وقد أعقبه في آخر حياته ، وأمه أم ولد يقال لها : نرجس .
وقد توفي والده في يوم الجمعة لثماني خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين . وفي الصواعق المحرقة : وكان عمر المهدي عند وفاة أبيه خمس سنين ، ولكن الله أتاه فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر في المدينة وغاب فلم يعلم أين ذهب .
ومن المؤرخين من نفى عقب أبيه الزكي العسكري ، وهذا اطلاق في القول بما يوجب أن لا يعتد به ، فالحسن العسكري بن علي الهادي عقبه مسلم في ابنه محمد المهدي .
والثابت عند أهل العلم من متقدمين ومتأِّرين انقطاع خبره ، وعدم معرفة قبره ولا مكانه ، ولكن الشيعة الامامية يقولون : وهذا المعروف والمتواتر عندهم أنه دخل السرداب والحرس عليه في دار أبيه بسر من رأى ويقال لها الان سامراء ، وكانت أمه تنظر إليه ، فلم يعد ويخرج إليها ، وكان ذلك في سنة 266 !!
________________________________________ صفحه 88
وأقوالهم فيه كثيرة ، وهو الامام الثاني عشر عندهم ، والله أعلم .
ومن التحليل السابقة والتي استقصيناها من الكتب المعتمدة التي توكد لنا صحة اختفاء الامام المهدي في سن مبكر وعدم ظهوره ، فلم يكن له عقب بالاجماع ، وهذا ما أثبته كتب ومشجرات الأنساب المتقدمة المعتمدة ، بأن ليس له عقب باجماع كبار النسابين ، وبذلك لم يعرف مكانه ولا ذراريه .
وقد انتهى إليه جمع كبير في مصر والشام وبلاد المغرب ، وجلهم بصعيد مصر ، ويعرفون بالسادة الجعافر ، ونسب هؤلاء الشرفاء ينتهي إلى علي بن محمد المهدي بن الحسن العسكري ، وهذا لا يصحّ بشتى الطرق عند أرباب علوم النسب ، ولعل في هذا النسب اشتباه كبير مما يجعل الطعن فيه يسير .
ثم رجح صحة نسب هؤلاء إلى علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن علي بن الامام محمد الجواد عليه السلام ، فحصل تصحيف واشتباه .
علماء السنّة وولاة المهدي (عليه السلام).
كما قد صرّح عدة من علماء السنة والجماعة بولادة الامام المهدي (عليه السلام) ، وإن كان ثمّة اشكال عندهم ففي إمامته وطول عمره ، وإليك مجموعة منهم .
1 / قال ابن الاثير في أحداث سنة 260 : وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الائمة الاثني عشر على مذهب الامامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر(1) .
2 / وقال ابن خلكان : أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الائمة الاثني عشر على اعتقاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ : 7/274 .
________________________________________ صفحه 89
الامامية المعروف بالحجة ... ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة 255 .
ثم نقل عن الرحالة ابن الازرق أنه قال في تاريخ ميّافارقين : ان الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الاول سنة 258 وقيل في ثامن شعبان سنة 256 ، وهو الاصح(1) .
والاختلاف في مولده عليه السلام لا يشكل أي حساسية ، ولوجود الاختلاف في مواليد جميع المعصومين عليهم السلام ، من الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الامام الحسن العسكري ، فثمّة خلاف في أيام مواليدهم ، وأيام وفياتهم .
3 / وقال الذهبي : وفيها ـ أي في سنة 256 ـ ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني ، أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي ، والمنتظر ، وتلقبه بصاحب الزمان ، وهو خاتمة الاثني عشر(2) .
وقال في موضع آخر : الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا أبو محمد الهاشمي الحسني ، أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم ، ويقال له : الحسن العسكري ; لكونه سكن سامراء ، فإنها يقال لها العسكر ، وهو والد منتظر الرافضة ، توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الاول سنة 260 ، وله تسع وعشرون سنة ، ودفن إلى جبن والده . وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة ، فولد سنة 258 وقيل سنة 256(3) .
4 / أحمد بن حجر الهيثمي قال : أبو محمد الحسن الخالص ... ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفات أبيه خمس سنوات ، لكن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفيات الاعيان : 4/176 ، 562 .
(2) العبر في خبر من غبر : 3/31 .
(3) تاريخ دول الاسلام وفيات وحوادث سنة 251 ـ 260 .
________________________________________ صفحه 90
أتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لانه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب(1) .
5 / الشبراوي الشافعي ، فقد صرّح بولادة الامام المهدي (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان سنة 255(2) .
وغيرهم كثير جداً ، تجد كلامهم في المطولات ، وراجع كتابنا « النصوص على أهل الخصوص » .
علماء السّنة ووجود المهدي المنتظر عليه السلام.
كما أنه ثمة علماء عظام جداً قد وافقوا الشيعة الامامية على كون الامام المهدي المنتظر هو : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ، نكتفي بذكر جملة منهم .
1 / الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي .
2 / العلامة العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني .
قال : يترقب خروج المهدي (عليه السلام) ، وهو من أولاد الإمام حسن العسكري ، ومولده (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (عليه السلام) ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا ـ وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ـ سبعمائة سنة وست وسيتن . هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصواعق المحرقة : 313 ، الطبعة الثالثة .
(2) الاتحاف بحب الاشراف : 68 .
________________________________________ صفحه 91
على الامام حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى .
قال : وعبارة الشيخ محيى الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات : واعلموا أنه لابد من خروج المهدي (عليه السلام) ، ولكن لا يخرج حيت تمتلىء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، من ولد فاطمة عليها السلام ، وجده الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري بن الامام علي التقي بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامامخ زين العابدين على بن الامام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه(1) .
3 / كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي .
4 / الحافظ محمد بن يوسف الگنجي الشافعي .
5 / نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي .
6 / الفضل بن روزبهان ، في كتابه المشهور «ابطال الباطل» الذي ألفه رداً على العلامة الحلي قدس سره .
7 / شمس الدين بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق في كتابه الائمة الاثنا عشر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اليواقيت والجواهر : وقد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ العلماء بمصر وأجازوه ومدحوه ، منهم الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي وشيخ الاسلام الفتوحي الحنبلي والشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي والشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي والشيخ محمد البرهتوشي الحنفي « لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب أو جاحد كذاب » .
________________________________________ صفحه 92
8 / العلامة الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي في كتابه « الاتحاف بحب الاشراف » .
9 / العارف المشهور نور الدين الدشتي الجامي في «شواهد النبوة : 21 طبع بغداد » .
10 / العلامة الحمزاوي في « مشارق الانوار : 153 طبع مصر » ، ونقل كلام الشعراني ولقاء الشيخ حسن العراقي بالقائم المهدي 7 .
وعلماء آخرين ، ويكفينا منهم ابن عربي والجامي والشيخ حسن العراقي والشيخ علي الخواص والعلامة الشعراني فان الواحد من هؤلاء كعشرة ، من حيث الصدق والوثاقة ، ولذا لا يضر كونهم من العرفاء والمتصوفة في صدقهم ووثاقتهم عند من له نظرة سلبية أزاء المتصوفة .
الفهرس
مقدمة المحرر … 3
الروايات الدالة على ولادته … 4
1 / رواية محمد بن علي العلوي … 5
2 / رواية رواية محمد بن عثمان العمري … 6
3 / رواية أحمد بن إسحاق الاشعري … 14
4 / رواية إبراهيم بن محمد بن فارس … 17
5 / رواية داود بن سليمان الجعفري … 18
6 / رواية محمد بن علي بن بلال … 20
7 / رواية محمد بن عبد الجبار … 21
8 / رواية السيد حكيمة … 22
9 / رواية السيد خديجة … 28
10 / رواية عبد الله بن الحسين الكاتب … 30
11 / رواية معاوية بن حكيم … 30
12 / رواية محمد بن أيوب … 30
13 / رواية علان الكليني … 32
14 / رواية أحمد بن مطهر … 33
روايات اُخر … 35
رد النافين لولادته (عليه السلام) … 63
الكتب المؤلفة في ولادته (عليه السلام) … 64
استفاضت الروايات بأن المهدي (عليه السلام) من تخفى ولادته على الناس … 72
تواتر النصوص على الائمة بأسمائهم واحداً فواحدا … 75
علماء النسب وولادة المهدي (عليه السلام) … 85
علماء السنة وولادة المهدي (عليه السلام) … 88
علماء السنة ووجود المهدي (عليه السلام) … 90
اللهم صل على محمد وآل محمد ،الطيبين الطاهرين ،
واللعنة السرمدية الابدية على أعدائهم من الاولين والآخرين.
السلام على الاحبة ورحمة الله وبركاته ،،
اطلعنا قديماً على كتاب (( ولادة القائم المهدي عليه السلام بالروايات الصحيحة الصريحة)) ، لسماحة الشيخ الكريم احمد الماحوزي حفظه الله ورعاه . ولتقديم الفائدة وطلباً للأجر والثواب سأقوم بوضع الكتاب الرائع في هجر الكريمة .
قال سماحة السيد مصطفى المزيدي في أول الكتاب ،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للّه ربّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على خيرِ الخلقِ أجمعين .
وبعد ...
فالحديث عن المهدي والقائم من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين حديث عن الإيمان بأرقى درجاته ومراتبه الوجودية ، فلا يصل السالك إلى المراتب العالية والمنازل العظيمة إلا بمعرفة الهادِ للبشرية في كل زمان ومكان ، كما هو مقتضى قوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ، وكما هو صريح قوله (صلى الله عليه وآله) « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ، ولذا ورد في الدعاء الوارد بسند صحيح عن قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) « اللّهم عرّفْنِي حُجَّتَك فإنّكَ إنْ لَمْ تُعَرِفْنِي حُجَتَك ضَلَلْتُ عَن دِيني » .
ولأهمية هذا الموضوع وضرورته كانت لنا جلسات ـ ولا زالت ـ أملى علينا سماحة الشيخ أحمد الماحوزي دام عزه مجموعة من الاحاديث الصحيحة السّند الدالة على ولادة الامام القائم « الحجة بن الحسن عليهما السلام » ووجوده ، بعد أن وَهِمَ الزاعمون أن لا دليل عند الشيعة الامامية على ولادة الحجة بن الحسن ، وأن الامام العسكري (عليه السلام) مات ولم يعقّب .
وهذا الكتاب ما هو إلا فصل من فصول كتابنا الكبير « النصوص على أهل الخصوص » الذي سيصدر قريباً إن شاء الله .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منّا هذا الجهد المتواضع .
والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين .
سيد مُصطفى المزيدي
الكويت : 17 ربيع الأول سنة 1423 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي تدل على ولادة الامام المهدي الحجة بن الحسن (عليه السلام) وعجل الله تعالى فرجه الشريف ، مستفيضة ، متكاثرة ، متواترة ، نكتفي في هذا الموجز بتحقيق وتصحيح ما رواه أربعة عشر رجلاً من ثقات الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ، تبركاً بهذا العدد ، ثم نذكر روايات أخرى عن أكثر من خمسة وثلاثين رجلاً من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) والاعلام الذين عاصروا بداية الغيبة الصغرى .
الروايات التي تدل على ولادة الامام المهدي الحجة بن الحسن (عليه السلام) وعجل الله تعالى فرجه الشريف ، مستفيضة ، متكاثرة ، متواترة ، نكتفي في هذا الموجز بتحقيق وتصحيح ما رواه أربعة عشر رجلاً من ثقات الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ، تبركاً بهذا العدد ، ثم نذكر روايات أخرى عن أكثر من خمسة وثلاثين رجلاً من أصحاب الامام العسكري (عليه السلام) والاعلام الذين عاصروا بداية الغيبة الصغرى .
________________________________________ صفحه 5 ________________________________________
( 1 )
رواية محمد بن علي بن حمزة العلوي
الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي ، قال : سمعت أبا محمد (عليه السلام)يقول : قد ولد وليّ الله وحجته على عباده ، وخليفتي من بعدي ، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر(1)
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله عيون الطائفة وأجلائها .
* الفضل بن شاذان : هو أبو محمد الازدي النيسابوري ، ثقة عين جليل عظيم بالاتفاق ، قال النجاشي : روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)وقيل عن الرضا (عليه السلام) ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء المتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة وهو في قدره أشهر من أن نصفه(2) ، توفي سنة 260 بداية الغيبة الصغرى .
وقد ذكر الامام الحر العاملي (قدس سره) في المقدمة التاسعة من كتابه القيّم « إثبات الهداة » أن له طرقاً الى رواية الكتب التي نقل منها ، ثم ذكر كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان من ضمن الكتب التي له إليها طريقاً ونقل منها في كتابه المزبور ، وطريقه إليه يمر عبر عيون الطائفة وأجلائها ومشايخها الثقات .
فكتاب « إثبات الرجعة » للفضل وإن لم يصل إلينا بأكمله بسند صحيح ، فقد وصل إلى الشيخ الحر العاملي ونقل منه عدة أحاديث ، وهذا كاف في التوثيق ، ولذا ذهب سيد الفقهاء الخوئي قدس سره إلى صحة كل روايات « علي بن الامام جعفر الصادق عليه السلام » الموجودة في كتابه والتي نقلها الحر العاملي في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 .
(2) رجال النجاشي : 306 رقم 840 .
________________________________________ صفحه 6 ________________________________________
موسوعته العظيمة «وسائل الشيعة» بعد أن شكك في النسخة المطبوعة الان لا في أصل الكتاب .
* محمد بن علي بن حمزة العلوي : هو محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أبو عبد الله ، ثقة جليل عين بالاتفاق ، قال النجاشي : ثقة ، عين في الحديث ، صحيح الاعتقاد ، له رواية عن أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، واتصال مكاتبة ، وفي دراه حصلت أمُّ صاحب الامر (عليه السلام) بعد وفاة الحسن (عليه السلام)(1) .
( 2 )
رواية محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه
والرواية عنه مستفيضة ، واردة بأسانيد واضحة صحيحة قوية .
1 / الكليني : عن علي بن محمد ، عن حمدان القلانسي ، قال : قلت للعمري ، قد مضى أبو محمد (عليه السلام) ، فقال لي : قد مضى و لكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده(2) .
مرتبة الرواية :
سند صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* علي بن محمد : هو علي بن محمد بن بن إبراهيم الكليني المعروف بعلان ، قال النجاشي : يكنى أبا الحسن ، ثقة ، عين ، له كتاب أخبار القائم (عليه السلام) ، قتل بطريق مكة ، وكان استأذن الصاحب (عليه السلام)ـ القائم ـ في الحج ، فخرج : « توقّف عنه في هذه السنة » فخالف(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 347 رقم 938 .
(2) الكافي : 1/329 * الارشاد : 2/351 .
(3) رجال النجاشي : 260 رقم 682 .
________________________________________ صفحه 7 ________________________________________
* حمدان القلانسي : هو حمدان بن أحمد القلانسي ، ثقة بالاتفاق جليل عظيم من خواص الخواص ، قال الكشي : قال محمد بن مسعود : كوفي فقيه ثقة خيّر ، وهو محمد بن أحمد النهدي(1) . وقال النجاشي : محمد بن أحمد بن خاقان النهدي المعروف بحمدان ، كوفي مضطرب(2) . فأجابه سيد الفقهاء الخوئي قدس سره : الاضطراب في الحديث لا ينافي وثاقة الراوي ، إذ الاضطراب بمعنى عدم الاستقامة في نقل الحديث ، فكما إنه يروي عن الثقة ، يروي عن غيره ، وهذا لا ينافي الوثاقة .
* محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه : هو النائب الثاني لصاحب العصر والزمان ـ روحي وأرواح العالمين له الفداء ـ وهو ثقة الماضي وثقة الحاضر ، قال الشيخ الطوسي : يكنى أبا جعفر ، وأبوه يكنى أبا عمرو ، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان (عليه السلام) ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة .
وقال سيد الفقهاء الخوئي (قدس سره) : والروايات في جلالته وعظمة مقامه متضافرة ، منها : ما رواه الكليني بسند صحيح ، عن أحمد بن إسحاق أبي علي ، أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، فقال : من أعامل أو عمَّن آخذ ، وقول من أقبل ؟ فقال (عليه السلام) له : العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا فعني يؤديان(3) .
2 / الخزاز القمي : أخبرنا أبو المفضل رحمه الله قال : حدثني أبو علي بن همام ، قال سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول(4) :
3 / الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق ، قال : حدثنا أبو علي بن همام ، قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سئل أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : 10119 .
(2) رجال النجاشي : 341 رقم 914 .
(3) المعجم : رقم 11247 .
(4) كفاية الاثر : 292 .
________________________________________ صفحه 8 ________________________________________
محمد الحسن بن علي علهيما السلام ، عن الخبر الذي روى عن آبائه عليهم السلام « أن الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ؟
فقال : هذا حق كما أن النهار حق .
فقيل له : يا بن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟
فقال : ابني محمد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات .
* أبو المفضل : هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن همام الكوفي الحافظ(2) قدس سره .
قال النجاشي قدس سره : أبو المفضل ، كان سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفي ، وكان في أول أمره ثبتاً ثم خلّط !!! ورأيت جلّ أصحابنا يغمزونه ويضعفونه !!! له كتب كثيرة ، رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 409 باب 38 حديث 9 .
(2) وصفه بـ «الحافظ» الحافظ الكبير ابن عساكر ، وأبو القاسم التنوخي ، والفقيه أبو محمد جعفر بن أحمد القمي الايلاقي ، وغيرهم ، راجع : تاريخ دمشق : 7/40 ، 14/287 ، 24/333 ، 26/387 ، نوادر الاثر في مواضع عدة .
(3) رجال النجاشي : 396 رقم 1059 .
________________________________________ صفحه 9 ________________________________________
وقال الشيخ الطوسي قدس سره : الشيباني ، كثير الرواية ، حسن الحفظ ، غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا ، أخبرنا بجميع رواياته عنه جماعة من أصحابنا(1) ، انتهى . ويستفاد من كلامه أنه يميل إلى حسن حاله ، إذ لو كان في نظره ضعيفاً لجزم بضعفه لا إيعاز تضعيفه إلى جماعة من أصحابنا ، وسيأتي ما يشهد لذلك .
أما كلام النجاشي فيستفاد منه أن أبا المفضل له حالة تثبّت فتقبل رواياته ، وحالة خلط فتترك ، وحيث أن النجاشي أدرك أبا المفضل وعمره خمسة عشر سنة ، فالرواية عنه بالواسطة احترازاً عن الرواية عنه وقت التخليط ، وقد ذكرنا في محله أن منشأ إتهام أبي المفضل بالتخليط ، لانه روى عن أناس ماتوا من قبل سبعين سنة ، وأصل هذه التهمة من العامة(2) ، ولذا قال النجاشي مستغرباً في ترجمة المسعودي بعد أن ترحم على أبي المفضل : هذا رجل زعم أبو المفضل الشيباني ـ رحمه الله ـ أنه لقيه واستجازه(3) ، مضافاً إلى أن عبارة «التخليط» عند الاصحاب آنذاك لا تدل على القدح في العدالة ، وإنما هي بمعنى عدم التحرز من الرواية عن الضعفاء والمتهمين بالغلو والارتفاع .
ولكون هذا الرجل في غاية الجلالة أعتمد عليه الشيخ الطوسي قدس سره في الفهرست بشكل قوي جداً(4) ، ولم يَعِر اهتماماً لمن ضعّفه بتهمة التخليط ، حتى أنه لو قيل أن كتاب الفهرست للشيخ الطوسي هو لأبي المفضل الشيباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفهرست : رقم 611 .
(2) إذ أن نصف مشايخ النجاشي قدس سره من العامة .
(3) رجال النجاشي : 254 رقم 665 .
(4) مع أن الشيخ قدس سره له طرق كثيرة صحيحة من حيث السند إلى أصحاب الكتب فاعتماده على طريق أبي المفضل الشيباني اعتداد به بلا ريب .
________________________________________ صفحه 10 ________________________________________
لما كان ذلك مستغرباً ، وروى عنه في الامالي أكثر من ربع الكتاب(1) ، واحتج به في سائر كتبه ، وفي بعض الموارد ترحم عليه .
كما قد أكثر الرواية عنه الثقة الجليل أبو القاسم القمي الخزاز ، وترضى وترحم عليه ، وتعامل معه كما تعامل مع الشيخ الصدوق قدس سره ، مع أنه لم يترحم ويترضى على بعض الاجلة من مشايخه ، كما وقد صحح عدة من رواياته(2) . وكذا أكثر الرواية عنه الثقة الفقيه القمي الايلاقي في عدة من كتبه ، والطبري الصغير في دلائل الامامة ، مع الترضي والترحم .
هذا : وقد تصدى الثقة استاذ الشيخ النجاشي أبو الفرج محمد بن علي بن يعقوب القنائي بتصنيف كتاب «معجم رجال أبي المفضل»(3) ، فلو لم يكن أبو المفضل من شيوخ الطائفة ومن الحفاظ الكبار الثقات لما تصدى هذا الشيخ الجليل الثقة لإحصاء من روى عنهم أبو المفضل الشيباني .
* محمد بن إبراهيم بن إسحاق : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر الترضي والترحم عليهم وهذا كاف في عدالته وجلالته ، ولم ينفرد بالحديث .
* محمد بن همام أبو علي : هو الشيخ الجليل أبو علي الاسكافي ، ثقة عين بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة ، قال النجاشي : شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، وله منزلة عظيمة ، كثير الحديث ، وقال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، ثقة(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والامالي : جلسات ومجالس للشيخ قدس سره أملى فيها عدة من الاحاديث على تلامذته ، فهي أحاديث منتقاة ومختاره ، فرواية ربع هذا الكتاب عن أبي المفضل الشيباني قدس سره كاشف على اعتداد واعتماد الشيخ عليه .
(2) كفاية الاثر : 212 ، وهذا كاف في توثيقه .
(3) رجال النجاشي : 398 رقم : 1066 ، ترجمة أبي الفرج القنائي .
(4) رجال النجاشي : 379 رقم 1032 * الفهرست : 217 .
________________________________________ صفحه 11 ________________________________________
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ، إني أسألك سؤال إبراهيم ربه جل جلاله حين قال له ( ربِّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) فأخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته ؟ قال : نعم وله رقبة مثل ذي ـ واشار بيده إلى عنقه ـ(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، قوي جداً ، رجاله رموز الطائفة .
* محمد بن الحسن : هو بن الوليد ، ثقة عين عظيم بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو جعفر شيخ القميين ، وفقيههم ، ومتقدمهم ، ووجههم ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ، مات سنة 343 .
* عبد الله بن جعفر : هو بن الحسين الحميري ، من أعاظم شيوخ الطائفة ، ثقة عين بالاتفاق ، له مكاتبات مع صاحب الزمان (عليه السلام) ، قال النجاشي : شيخ القميين ووجههم ، وقال الشيخ الطوسي : يكنى أبا العباس ، القمي ، ثقة . وللشيخ الصدوق سند آخر صحيح يروي فيه جميع كتب وروايات عبد الله الحميري ـ ومنها هذه الرواية ـ عن أبيه ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما(2) .
5ـ / الطوسي : جماعة ، عن أبي محمد هارون ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ـ في حديث ـ أنه قال للعمري : أسألك بحق الله وبحق الامامين الذين وثقاك ، هل رأيت ابن أبي محمد (عليه السلام)ـ الذي هو صاحب الزمان (عليه السلام) ـ ؟ فبكى ، ثم قال : على أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي ، قلت : نعم ، قال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 435 ، ورواه صفحة 441 عن أبيه وابن الوليد عن عبد الله بن جعفر .
(2) رجال النجاشي : 219 رقم 573 * الفهرست للشيخ الطوسي : رقم 440 .
________________________________________ صفحه 12 ________________________________________
وقد رأيته هكذا يريد أنها أغلظ الرقاب حسناً وتماماً .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، قوي جداً ، رجاله أعاظم مشايخ الطائفة .
* جماعة الشيخ الطوسي ، منهم معلم الامة الشيخ المفيد قدس سره ، وهو غني عن التعريف .
* أبو محمد هارون : هو بن موسى التلعكبري ، من أعاظم مشايخ الطائفة ، قال النجاشي : كان وجهاً في أصحابنا ، ثقة ، معتمداً لا يطعن عليه(1) .
* محمد بن همام : أبو علي الاسكافي ، ثقة عين عظيم بالاتفاق وقد تقدم .
* عبد الله بن جعفر : هو الحميري ، من أجلة المشايخ الثقات وقد تقدم .
6 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري : سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فقلت له : أرأيت صاحب هذا الامر ، فقال : نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني »(2) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* محمد بن موسى بن المتوكل : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر الرواية عنهم ، وأسرف في الترضي والترحم عليه ، ولم ينفرد بالرواية ، كما هو صريح الرواية الاتية .
7 / الطوسي : أخبرني جماعة ، عن محمد بن علي بن الحسين ، قال : أخبرنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 439 رقم 1184 .
(2) كمال الدين : 440 باب 43 حديث 9 .
________________________________________ صفحه 13 ________________________________________
أبي ومحمد بن الحسن وابن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، أنه سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه ، فقلت له : رأيت صاحب هذا الامر ؟ فقال : نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني » قال محمد بن عثمان رضي الله عنه : ورأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول : « اللهم انتقم لي من أعدائك »(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح قوي جداً ، رجاله أعاظم مشايخ الطائفة .
8 / الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده غياث بن أسيد قال : شهدت محمد بن عثمان العمري قدّس الله روحه يقول : لما ولد الخلف المهدي (عليه السلام)سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء ، ثم سقط لوجهه ساجداً لربه تعالى ذكره ، ثم رفع رأسه وهو يقول : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام ) ، قال وكان مولده يوم الجمعة(2) .
9 / الصدوق : حدثنا محمد بن علي ماجلويه ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن محمد بن يحيى العطار قالوا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني اسحاق بن روح البصري ، عن أبي جعفر العمري ، قال : لما ولد السيد (عليه السلام) ، قال أبو محمد (عليه السلام) : ابعثوا إلى أبي عمرو فبعث إليه فصار إليه فقال : اشتر عشرة آلاف رطل خبزاً وعشرة آلاف رطل لحماً ، وفرقه واحسبه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 251 .
(2) كمال الدين : 433 .
________________________________________ صفحه 14 ________________________________________
على بني هاشم وعق عنه بكذا وكذا شاة(1) . قال : وكان مولده يوم الجمعة(2) .
( 3 )
رواية أحمد بن إسحاق الاشعري
والرواية عنه متعددة ومستفيضة ، والطرق إليه من أصح الطرق وأقوى الاسانيد ، نكتفي ببعضها .
1 / الفضل بن شاذان : حدثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الاشعري ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)خَلقاً وخُلقاً ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره فيملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما(3) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح رجاله ثقات .
* أحمد بن إسحاق : هو أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري ، أبو علي القمي ، روى عن الجواد والهادي ، ثقة عين عظيم جليل بالاتفاق ، قال الشيخ الطوسي : أبو علي كبير القدر ، وكان من خواص أبي محمد (عليه السلام) ، ورأى صاحب الزمان (عليه السلام) ، وهو شيخ القميين ووافدهم . وذكره في الرجال فقال : قمي ثقة(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 431 .
(2) كمال الدين : 433 .
(3) إكمال الدين : 409 باب 38 حديث 7 * إثبات الهداة : 3/570 نقلاً عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، وللامام الحر العاملي قدس سره سند صحيح إلى الفضل بن شاذان .
(4) المعجم : رقم 435 .
________________________________________ صفحه 15
2 / الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن أبيه عن أحمد بن علي بن كلثوم ، عن علي بن أحمد الرازي ، عن أحمد بن إسحاق قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ... كالسابق .
3 / الصدوق : حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري ، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ـ في حديث ـ قال : قلت يا بن رسول الله فمن الامام والخليفة بعدك ؟
فنهض (عليه السلام) مسرعاً ودخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين .
فقال : يا أحمد بن اسحاق ! لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ! إنه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيّته ، الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن اسحاق مثله في هذه ا لامة مثل الخضر (عليه السلام) ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبّته الله على القول بإمامته ، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه .
فقلت له : فهل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصحيح ، فقال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن اسحاق .
قال أحمد : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت إليه ، فقلت له : يا بن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليّ فما السنة الجارية فيه من الخضر (عليه السلام) وذي القرنين ؟
فقال (عليه السلام) : طول الغيبة يا أحمد .
________________________________________ صفحه 16 فقلت له : يا بن رسول الله فإن غيبته لتطول ؟
قال : إي والله ، حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه ، يا أحمد بن اسحاق ! هذا أمر من أمر الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين ، تكن معناً غداً في عليين(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* علي بن عبد الله الوراق : من الذين أكثر الرواية عنهم الصدوق (قدس سره) ، كما قد أسرف في الترضي والترحم عليه ، وهذا كاف في التوثيق وإثبات العدالة .
قال بعض الاعاظم : فإذا صدر الترضي من الامام (عليه السلام) فلا شك في دلالته على التوثيق ، وكذلك الحال في صدوره من الأعلام العارفين بمداليل الألفاظ في حق معاصريهم ، والظاهر أنه يعدّ توثيقاً(2) ، ولا سيما مع الاكثار منه ، فنفس الترضي علامة على التوثيق ، والاكثار منه تأكيد له(3) .
* سعد بن عبد الله : هو القمي قال النجاشي : شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها . وقال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة . توفي سنة 301 وقيل 299(4) . والشيخ الصدوق يروي جميع كتبه ورواياته بما فيها هذه الرواية بسند آخر عن أبيه ومحمد بن الحسن عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 384 باب 38 حديث 1 .
(2) بل يدل على أعلى درجة من درجات الوثاقة والعدالة ، ولذا دأب الاعلام والحفاظ عدم الترضي إلا على المخلصين من الصحابة وذوي الكرامات ، وليس معروفاً لديهم الترضي على مطلق الرواة وإن كانوا ثقات ، والاستقراء ببابك .
(3) أصول علم الرجال : 493 .
(4) معجم رجال الحديث : رقم 5058 .
________________________________________ صفحه 17
4 / المسعودي : الحميري ، عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمد (عليه السلام)فقال لي : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك و الارتياب ؟
قلت : سيدي ، لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده ، لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق .
فقال : أما علمتم أن الارض لا تخلو من حجة لله .
ثم أمر أبو محمد (عليه السلام) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين ، وعرفها ما يناله في سنة الستين ، وأحضر الصاحب (عليه السلام)فأوصى إليه وسلّم الاسم الاعظم والموارث والسلاح إليه .
وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب (عليه السلام) جميعاً إلى مكة ، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المتولي لما يحتاج إليه الوكيل(1) .
والرواية صحيحة سنداً .
* الحميري : هو محمد بن عبد الله بن جعفر ، ثقة عظيم عين بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو جعفر الحميري ، كان ثقة ، وجهاً ، كاتَبَ صاحب الامر (عليه السلام)(2) .
( 4 )
رواية إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري
الفضل بن شاذان : حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري ، عن أبي محمد (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه دخل عليه وعنده غلام فسأله عنه ، فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ، وهو الذي يغيب غيبة طويلة ، ويظهر بعد امتلاء الارض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 255 .
(2) رجال النجاشي : 354 رقم 949 .
________________________________________ صفحه 18
جوراً وظلماً ، فيملأها عدلاً وقسطاً(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
* إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري : قال الكشي سألت أبا النضر العياشي عن جماعة وهو منهم فقال : وأما إبراهيم بن محمد بن فارس فهو في نفسه لا بأس به ، ولكن بعض من يروي عنه ، وقال الشهيد الثاني في حاشيته على الخلاصة : قال الكشي : ثقة لا بأس به ، وقال ابن طاووس : قال الكشي : ثقة في نفسه ، ولكن أزراه بعض من يروي عنه ، ونقل الفضل بن شاذان : أن إبراهيم هذا أراد الهرب لما همّ عمرو بن عوف بقتله ، فورد على مولانا العسكري (عليه السلام) ، فخبره الحجة بن الحسن عليهما السلام بأنه سيكفيه الله شره ، فكان كما قال ، فأُخذ عمرو وقُتل وقُطع عضواً عضوا(2) .
( 5 )
رواية داود بن سليمان الجعفري رضي الله عنه
والطرق إليه متعددة متكثرة ، نكتفي بروايتين .
1 / الكليني : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : قلت لابي محمد (عليه السلام) : جلالتك تمنعني من مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك ؟
فقال : سل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 ، 700 .
(2) قاموس الرجال : رقم 197 ، وهذا الكتاب للشيخ العلامة الرجالي الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد تقي التستري ، وهو من أعاظم علماء الرجال في زمانه .
________________________________________ صفحه 19
فقلت : يا سيدي هل لك ولد ؟
فقال : نعم .
قلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه .
قال : بالمدينة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح جداً ، رجاله عظماء عيون أجلاء .
* محمد بن يحيى : هو العطار ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة قال الشيخ النجاشي : أبو جعفر العطار القمي ، شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة ، عين ، كثير الحديث(2) .
* أحمد بن إسحاق : هو أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الاحوص الاشعري ، ثقة عين عظيم وقد مر ذكره وترجمته .
* أبو هاشم الجعفري : هو داود بن القاسم أبو هاشم ، ثقة عظيم عين بالاتفاق ، قال النجاشي : داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو هاشم الجعفري رحمه الله ، كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام ، شريف القدر ، ثقة(3) ، وقال الشيخ الطوسي : من أهل بغداد ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام ، وقد شاهد جملة منهم : الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الامر عليهم السلام ، وقد روى عنهم كلهم ، وكان مقدماً عند السلطان(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/264 * ورواه الشيخ المفيد في الارشاد : 2/348 * الغيبة للطوسي : 155 .
(2) رجال النجاشي : 353 رقم 946 .
(3) رجال النجاشي : 156 رقم 411 .
(4) الفهرست : 181 رقم 277 .
________________________________________ صفحه 20
2 / الطوسي : سعد بن عبد الله ، عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت محبوساً مع أبي محمد (عليه السلام) في حبس المهتدي بن الواثق ، فقال لي : يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده ، ولم يكن لي ولد ، وسأرزق ولداً ، قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه وسلّمنا الله تعالى(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات أجلاء عيون الطائفة .
* سعد بن عبد الله : من أعاظم مشايخ الطائفة ثقة عين عظيم جليل القدر بالاتفاق ، والشيخ الطوسي يروي جميع كتبه ورواياته ـ بما فيها هذه الرواية ـ بسند عال قوي جداً ، عن جماعة من مشايخه منهم شيخ الامة ومعلم البشر الشيخ المفيد قدس سره ، عن الشيخ الصدوق قدس سره ، عن والده ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله القمي .
( 6 )
رواية محمد بن علي بن بلال
الكليني : علي بن محمد ، عن محمد بن علي بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمد (عليه السلام) قبل مضيه بسنتين ، يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إليّ قبل مضيّه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده(2) .
وقال الصدوق : حدثنا أبي ، عن سعد ، عن الحسين بن اسماعيل الكندي ، عن أبي طاهر البلالي ... الرواية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 205 .
(2) الكافي : 1/328 .
________________________________________ صفحه 21
مرتبة الرواية :
سند صحيح رجاله ثقات .
* علي بن محمد : هو المعروف بعلان ، ثقة بالاتفاق ، وقد تقدم : 6 .
* محمد بن علي بن بلال : عدّه الشيخ من أصحاب العسكري (عليه السلام)ووثقه ، وكان عيناً مستقيماً ثقة عالماً ، روى عنه الحسين بن روح قدس سره حال استقامته حديثاً تقصر عن فهمه العقول ، ثم بعد ذلك انحرف وادعى النيابة عن الامام الحجة (عليه السلام) .
قال سيد الفقهاء والمجتهدين الخوئي (قدس سره) : والمُتلخص من جميع ما ذكرناه ، أن الرجل كان ثقة مستقيماً ، وقد ثبت انحرافه وادعاؤه البابية ، ولم يثبت عدم وثاقته ، فهو ثقة ، فاسد العقيدة ، فلا مانع من العمل برواياته ، بناء على كفاية الوثاقة في حجية الرواية ، كما هو الصحيح(1) .
قلت : لو أنه انتقل إلى مذهب آخر ولم يدّع السفارة لكان ما قاله سيد الفقهاء (قدس سره) وجيه ، أما إدعاء شيء ليس له ـ السفارة ـ فهذا ينافي العدالة والوثاقة والصدق ، وإنما حكمنا على السند بالصحة لان علي بن محمد علان رواه عنه قبل انحرافه ، والله العالم .
( 7 )
رواية محمد بن عبد الجبار
الفضل بن شاذان : حدثنا محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن ابن علي عليهما السلام : يا بن رسول الله جعلني الله فداك ، أحب أن أعلم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 11305 .
________________________________________ صفحه 22
الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ فقال (عليه السلام) : إن الامام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكنيته ، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه ، قال : ممّن هو يا بن رسول الله ؟ قال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، إلا أنه سيولد ، ويغيب عن الناس غيبة طويلة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح رجاله ثقات .
* محمد بن عبد الجبار : هو بن أبي الصهبان القمي ثقة عين جليل بالاتفاق ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ، وثقه الشيخ الطوسي في الرجال في موضعين ، ورواياته في الكتب المعتبرة تزيد على الالف(2) .
( 7 )
رواية محمد بن عبد الجبار
الفضل بن شاذان : حدثنا محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن ابن علي عليهما السلام : يا بن رسول الله جعلني الله فداك ، أحب أن أعلم من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 11305 .
________________________________________ صفحه 22
الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ فقال (عليه السلام) : إن الامام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكنيته ، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه ، قال : ممّن هو يا بن رسول الله ؟ قال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، إلا أنه سيولد ، ويغيب عن الناس غيبة طويلة(1) .
مرتبة الحديث :
صحيح رجاله ثقات .
* محمد بن عبد الجبار : هو بن أبي الصهبان القمي ثقة عين جليل بالاتفاق ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ، وثقه الشيخ الطوسي في الرجال في موضعين ، ورواياته في الكتب المعتبرة تزيد على الالف(2) .
( 8 )
رواية السيد حكيمة رضي الله عنها
والرواية عنها مستفيضة ، وبطرق متعددة متكثرة ، عن بني هاشم وغيرهم .
1 / النسابة العُمَري : حدثني أبو الحسن علي بن سهل التمار بالبصرة ، قال : أخبرني خالي أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي الدبيلي رحمه الله ، قال : حدثنا الشريف الثقة أبو الحسن علي بن يحيى بن محمد بن عيسى بن أحمد الشريف الفقيه الديَّن ابن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ببغداد ، قال : حدثني علان الكليني قال : صحبت أبا جعفر محمد بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام ، وهو حديث السن ، فما رأيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 569 عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، وللامام الحر العاملي سند إلى كتاب إثبات الرجعة .
(2) معجم رجال الحديث : رقم 10022 ، 11048 .
________________________________________ صفحه 23
أوقر ولا أزكى ولا أجل منه ، وكان خلّفه أبو الحسن العسكري (عليه السلام)بالحجاز طفلاً ، وقدم عليه مشتداً ، فكان مع أخيه الامام أبي محمد (عليه السلام) لا يفارقه ، وكان أبو محمد يأنس به وينقبض مع أخيه جعفر .
قال علان : حدثني أبو جعفر رضي الله عنه ، قال : كانت عمتي حكيمة تحب سيدي أبا محمد(1) وتدعو له ، وتتضرع أن ترى له ولداً ، وكان أبو محمد (عليه السلام)اصطفى جارية يقال لها نرجس عليها السلام ، وكان اسمها قبل ذلك « صيقل » فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، دخلت علينا فدعت لأبي محمد ، فقال لها : يا عمّة ! كوني الليلة عندنا لأمر قد حدث ، فقالت حكيمة : وكنت أتفقد جواري أبي محمد (عليه السلام) فلا أرى عليهن أثر حمل ، وكنت آنس بنرجس عليها السلام ، وأقلبها الظهر والبطن ، ولا أرى دلالة الحمل عليها(2) .
قال أبو جعفر : فأقامت كما رسم ، فلما كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها عمتي ، قالت : فأدخلت يدي إلى ثيابها ، ووقع عليّ نوم عظيم ، فما أدري فيما كان مني ، غير أني رأيت المولود على يدي ، فأتيت به أبا محمد (عليه السلام)وهو مختون مفروغ منه(3) ، فأخذه وأمرّ يده على ظهره وعينه ، وأدخل لسانه في فيه ، وأذن في أذنه وقام في الاخرى ، ثم رده إليّ ، وقال : يا عمّه ! إذهبي به إلى أمه ، قالت : فذهبت به فقبلته وردّته إليه .
ثم رفع حجاب بينى وبين سيدي أبي محمد (عليه السلام) فانسفر عنه وحده ، فقلت : يا سيدي ما فعل المولود ، فقال : أخذه من هو أحق به ، فإذا كان يوم السابع فاتينا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو الامام الحسن العسكري عليه السلام .
(2) كما هو الحال في العذراء مريم عليها السلام ، إذ لم ير آثار الحمل عليها ، وكذا الحال في أم موسى لم يظهر بها الحبل ، كما في حديث عن العسكري عليه السلام .
(3) وثمة روايات كثيرة في أن المعصوم عليه السلام لا يولد إلا مختوناً ، فولادة حجة الله تعالى تختلف عن بقية البشر ، راجع كتاب الكافي في مواليد الائمة عليهم السلام .
________________________________________ صفحه 24
قالت : فجئت إليه (عليه السلام) في اليوم السابع ، فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي ، فقلت : سيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك فتلقيه إليّ .
فقال (عليه السلام) : يا عمّة ! هذا المنتصر لأولياء الله ، المنتقم من أعداء الله ، الذي يأخذ الله بثأره ويجمع به ألفتنا ، هذا الذي بشرنا به ودللنا عليه ، قالت : فخررت لله ساجدة شكراً على ذلك .
قالت : ثم كنت أتردد على أبي محمد (عليه السلام) ، فلا أراه(1) ، فقلت له يوماً : يا مولاي ما فعل سيدنا ومنتظرنا ، فقال : أودعناه الذي أستودعته أم موسى ابنها(2) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* النسابة العُمَري : هو أبو الحسن علي بن الغنائم محمد النسابة بن أبو الحسين علي النسابة بن أبي الطيب محمد الاعور بن أبي عبد الله محمد ملقطة .
قال ابن طاووس : إن علي بن محمد تغمده الله بغفرانه أفضل علماء الانساب في زمانه . وقال ابن الطقطقي : أبو الحسن العمري النسابة ، سيداً جليلاً نسابة فاضلا مصنفاً محققاً ، وقال النسابة الداوودي : أبو الحسن ، إليه انتهى علم النسب في زمانه ، وصار قوله حجة من بعده ، سخر الله له هذا العلم ولقي فيه شيوخاً أجلاء ، وصنف كتاب المبسوط والمجدي والشافي والمشجرة ، وكان ساكن البصرة ، ثم انتقل الى الموصل سنة 423 وتزوج هناك وأولد .
* أبو الحسن علي بن سهل التمار : من مشايخ العمري وقد ترحم عليه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي فلا أرى الحجة .
(2) المجدي في الانساب : 131 .
________________________________________ صفحه 25
وهو على الظاهر علي بن سهل بن محمد بن أبي حيان أبو الحسن التيمي الكوفي ، ذكره العتيقي فقال : ثقة فاضل ، وأثنى عليه جداً(1) .
* محمد بن وهبان : هو بن محمد أبو عبد الله الدُبيْلي ، ثقة بالاتفاق ، قال النجاشي : ساكن البصرة ، ثقة من أصحابنا ، واضح الرواية ، قليل التخليط(2) .
* أبو الحسن علي بن يحيى بن محمد بن عيسى بن أحمد الشريف الفقيه الديَّن : وثقه وأثنى عليه الثقة العدل محمد بن وهبان .
* علان الكليني : هو علي بن محمد المعروف بعلان ، ثقة ، تقدم : 6 .
2 / الطوسي : أخبرني ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أبي عبد الله الطهوي ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام ، قالت : بعث إلي أبو محمد (عليه السلام) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان ، وقال : يا عمَّة ! اجعلي الليلة افطارك عندي ، فان ا لله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه وخليفتي من بعدي ، قالت : فخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (عليه السلام) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله ... .
3 / الصدوق : حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الطهوي قال : قصدت حكيمة بنت محمد (عليه السلام) بعد مضي أبو محمد (عليه السلام)أسألها عن الحجة وما قد اختلف في الناس من الحيرة التي هم فيها ، فقالت لي : اجلس ، فجلست ، ثم قالت : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لا يخلي الارض من حجة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، تفضيلاً للحسن والحسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد : 11/430 رقم 6320 .
(2) رجال النجاشي : 396 رقم 1060 .
________________________________________ صفحه 26
وتنزيها لهما ... ثم حدثته بولادة صاحب العصر والزمان (عليه السلام)(1) .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله ، قال : حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام قالت : بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ... الحديث(2) .
5 / الطوسي : أخبرني ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حمويه الرازي ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمد بن جعفر قال : حدثتني حكيمة بنت محمد 8 ... بمثل الحديث الاول .
6 / الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن علي بن سميع بن بنان ، عن محمد بن علي بن أبي الداري ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن روح الأهوازي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن حكيمة ... بمثل معنى الحديث الاول .
7 / الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن حنظلة بن زكريا ، قال : حدثني الثقة ، عن محمد بن علي بن بلال ، عن حكيمة بمثل ذلك(3) .
8 / الطبري الصغير : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال حدثني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 426 باب 42 حديث 2 .
(2) كمال الدين : 424 باب 42 حديث 1 .
(3) الغيبة : 235 .
________________________________________ صفحه 27
محمد بن اسماعيل الحسني ، عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا عليهم السلام ... الحديث .
* محمد بن إسماعيل : هو بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام ، ذكره في المجدي وذكر أعقابه وأولاده .
9 / الطبري الصغير : وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثني أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبي نعيم ـ الانصاري ـ عن محمد بن القاسم العلوي ، قال : دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد ولي الله ؟ قلنا : بلى ، والله ...(1) .
10 / الحسين بن حمدان : حدثني من أوثق به من المشايخ ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام ...(2) .
رواية أخرى عنها :
الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده ، عن محمد بن عثمان العمري قدّس الله روحه أنه قال : ولد السيد (عليه السلام) مختوناً ، وسمعت حكيمة تقول : لم ير بأمه دم في نفاسها ، وهكذا سبيل أمهات الائمة عليهم السلام(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دلائل الامامة : 497 ، 499 .
(2) الهداية الكبرى ، وعنه مدينة المعاجز : 8/21 .
(3) كمال الدين : 433 * قد استفاضت الروايات عن الائمة عليهم السلام أن الامام لا يولد إلا مختوناً طاهراً مطهراً ، وإنما يمرّ عليه بالموسى لإصابة السنة واتباع الحنفية .
________________________________________ صفحه 28
( 9 )
رواية السيدة خديجة رضي الله عنها
الطوسي : روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن أحمد بن إبراهيم ـ أبو حامد المراغي ـ ، قال : دخلت على خديحة بنت محمد بن علي عليهما السلام ، سنة اثنين وستين ومائتين ، فكلمتها من وراء حجاب ، وسألتها عن دينها ، فسمت لي من تأتمَّ بهم ، ثم قالت : فلان بن الحسن وسمته ، فقلت لها : جعلت فداك معاينة أو خبراً ؟ قالت : خبراً عن أبي محمد (عليه السلام)كتب إلى إمه ، قلت لها : وأين الولد ؟ قالت : مستور ، فقلت : إلى من يفزع الشيعة ، قال : إلى الجدة أم أبي محمد (عليه السلام) ، فقلت : أقتدي عن وصية إلى امرأة ، فقالت : اقتد بالحسين بن علي عليهما السلام ، أوصى إلى اخته زينب بنت علي عليهما السلام في الظاهر ، فكان ما يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين عليهما السلام ، ثم قالت : إنكم قوم أصحاب أخبار ، أما رويتم أن التاسع(1) من ولد الحسين (عليه السلام)يقسم ميراثه وهو في الحياة .
قال الطوسي : وروى هذا الخبر التلعكبري ، عن الحسن بن محمد النهاوندي ، عن الحسين بن جعفر بن مسلم بن الحنفي ، عن أبي حامد المراغي ، قال : سألت خديجة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري عليهم السلام ... وذكر مثله(2) .
المسعودي : أبو الحسن محمد بن جعفر الاسدي ، قال : حدثني أحمد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قد تواترت الاخبار بأن الائمة بعد الحسين تسعة ، تاسعهم قائمهم .
(2) الغيبة : 230 .
________________________________________ صفحه 29
إبراهيم ، قال : دخلت على خديجة بنت محمد بن علي الرضا عليهم السلام أخت أبي الحسن العسكري ...(1) .
الصدوق : حدثنا علي بن أحمد بن مهزيار ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ...(2) .
مرتبة الرواية :
سندٌ حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* محمد بن يعقوب الكليني : هو ثقة الاسلام صاحب كتاب الكافي العظيم .
* محمد بن جعفر الأسدي : هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين الكوفي ، قال النجاشي : يقال له محمد بن أبي عبد الله ، كان ثقة ، صحيح الحديث ، إلا أنه روى عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجهاً روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مات سنة 312 ، وقال الشيخ الطوسي : وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رحمهم الله(3) . وهو ممن تشرف باللقاء .
* أحمد بن إبراهيم : هو المراغي ، المكنى بأبي حامد المراغي ، من أصحاب الامام العسكري ، قال عنه ابن داود : إنه ممدوح عظيم الشأن ، ونقل الكشي مدح الامام (عليه السلام) له بقوله : وقفت على ما وصفت به أبا حامد أعزه الله بطاعته ، وفهمت ما هو عليه ، تمّم الله ذلك له بأحسنه ، ولا أخلاه من تفضله عليه ، وكان الله وليه ، أكثر السلام وأخصه(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 271 .
(2) كمال الدين : 501 .
(3) المعجم : رقم 10411 .
(4) المعجم : 383 .
________________________________________ صفحه 30
(10)
رواية عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب
الفضل بن شاذان : حدثنا عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب قال : قال أبو محمد (عليه السلام) : قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين ، احداهما : أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق ، فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها ، وثانيها : أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد ا لقائم منّا ، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم فى الوصول إلى منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله ، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم ، إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون(1) .
مرتبة الرواية :
سند صحيح .
* عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب : قال النجاشي : من خواص سيدنا أبي محمد (عليه السلام) ، وكان من وجوه أهل الادب ، وله كتاب التاريخ(2) .
( 11 و 12 )
رواية معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن ما جيلويه رضي الله عنه ، حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزازي ، قال : حدثني معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب بن نوح ، ومحمد بن عثمان العمري رضي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الهداة : 3/570 ، وللامام الحر العاملي سند متصل إلى الفضل بن شاذان .
(2) رجال النجاشي : 230 رقم 608 .
________________________________________ صفحه 31
الله عنه ، قالوا : عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً ، فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ، قالو : فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (عليه السلام)(1) .
الطوسي : عن هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ، عن جعفر بن محمد ، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية والحسن بن أيوب ـ كذا ـ ...(2) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله ثقات .
* ابن ماجيلويه : من مشايخ الصدوق الذين قد أكثر عنهم الرواية وأسرف في الترضي عليهم ، وهذا كاف في وثاقته وعدالته ، كما أنه لم ينفرد بالرواية .
* محمد بن يحيى العطار : ثقة جليل عين بالاتفاق تقدم : صفحة 19 .
* جعفر بن محمد بن مالك الفزازي : مؤدب شيخ العصابة في زمانه أبي غالب الزراري ، قال الشيخ الطوسي : جعفر بن محمد كوفي ثقة ، ويضعفه قوم ، روى في مولد القائم (عليه السلام) أعاجيب . وقال النجاشي : أبو عبدالله ، كان ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين ـ الغضائري الابن ـ كان يضع الحديث وضعاً ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب ، والرواية ، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله ، وليس هذا موضع ذكره(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 435 باب 43 رقم 2 .
(2) الغيبة : 357 .
(3) رجال النجاشي : 122 رقم 313 .
________________________________________ صفحه 32
قلت : تضعيف النجاشي له تبعاً لابن الغضائري وقد ذهب المحققون إلى عدم الاعتبار بتضعيفات ابن الغضائري ، كما أنه ـ قدس سره ـ لم يسند التضعيف إلى شخصه وإنما إلى حديثه ، وهذا من أمارات الحسن ، وكيف لا يكون ابن مالك ممدوحاً وهو الذي أدّب وربى أبا غالب الزراري ، فتعجب النجاشي ـ قدس سره ـ في غير محله ، ولذا ذهب شيخ الطائفة ـ على الاطلاق ـ إلى وثاقته مع إلتفاته إلى من ضعفه ، وأشار بنحو خفي على أن منشأ التضعيف هو ما رواه من أعاجيب فيما يخص ولادة القائم (عليه السلام) .
* معاوية بن حكيم : هو بن معاوية بن عمار الدهني ، يروي عنه سعد القمي المتوفي سنة 300 ، وعلي بن الحسن بن فضال ، ثقة بالاتفاق : قال النجاشي : ثقة جليل في أصحاب الرضا (عليه السلام) ، وعده الشيخ من رجال الجواد والهادي ، وذكر أن الصفار روى عنه ، ومن خلال هذه الرواية يعرف أنه ممن أدرك الامام العسكري (عليه السلام) ، ولا غرابة في ذلك فان الائمة بعد الرضا (عليه السلام) أعمارهم في هذه الدنيا قصيرة ، فولادة الجواد (عليه السلام) سنة 195 ، ووفاة الحسن العسكري (عليه السلام)سنة 260 .
* محمد بن أيوب : هو محمد بن أيوب بن نوح بن دراج ، من بيوت العلم ، ويكفي على جلالته أنه من خاصة الامام العسكري (عليه السلام)بجعله في مصاف العمري رضي الله عنه ، وتشرفه برؤية الحجة سلام الله عليه .
( 13 )
رواية محمد بن علي علان الكليني
الصدوق : حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : ولد الصاحب
________________________________________ صفحه 33
للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(1) .
مرتبة الرواية :
سند حسنٌ ، بل صحيحٌ ، رجاله ثقات .
* محمد بن محمد بن عصام : هو الكليني ، من مشايخ الصدوق وقد ترضى عليه ، وهذا كاف في التوثيق والعدالة ، وهو طريقه إلى ثقة الاسلام الكليني .
* محمد بن يعقوب الكليني : ثقة الاسلام على الاطلاق .
* علي بن محمد : هو علان الثقة العدل ، وقد مر : صفحة 6 .
( 14 )
أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي
الكليني : الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد قال : خرج عن أبي محمد (عليه السلام) حين قتل الزبيري لعنه الله : هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف راى قدرة الله فيه ! وولد له ولد سماه « م ح م د » في سنة ست وخمسين و مائتين(2) .
الصدوق : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ... الحديث(3) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح على الاقوى ، رجاله أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 430 .
(2) الكافي : 1/514 باب مولد الصاحب عليه السلام * الارشاد : 2/349 * الغيبة للشيخ الطوسي : 154 .
(3) كمال الدين : 430 .
________________________________________ صفحه 34
* الحسين بن محمد الاشعري : ثقة بالاتفاق ، قال النجاشي : أبو عبد الله ، ثقة ، له كتاب النوادر(1) .
* المعلى بن محمد البصري : ذكره النجاشي فقال : أبو الحسن مضطرب الحديث والمذهب ، وكتبه قريبة(2) . قلت : واعتمد عليه الصدوق في الفقيه وجعل كتابه من الكتب المعتبرة ، والاضطراب الذي ذكره النجاشي إنما هو تبعاً لابن الغضائري «الابن» وجرحه للرجال غير مقبول ، مضافاً إلى أن الاضطراب عندهم بمعنى الرواية عن الضعفاء والاتهام بالغلو ، ورواياته في الكتب المعتبرة كثيرة جداً جداً ، وقد أكثر الاشاعرة الثقات القمييون الرواية عنه .
قال سيد الفقهاء الخوئي (قدس سره) : الظاهر أن الرجل ثقة يعتمد على رواياته ، وأما قول النجاشي من اضطرابه في الحديث والمذهب ، فلا يكون مانعاً عن وثاقته ، أما اضطرابه في المذهب فلم يثبت كما ذكره بعضهم ، وعلى تقدير الثبوت فهو لا ينافي العدالة ، وأما اضطرابه في الحديث فمعناه أنه قد يروي ما يعرف ، وقد يروي ما ينكر ، وهذا أيضا لا ينافي الوثاقة ، ويؤكد ذلك قول النجاشي : وكتبه قريبة . فالظاهر أن الرجل معتمد عليه ، والله العالم(3) .
* أحمد بن محمد : هو بن مطهر أبو علي ، من خلّص اصحاب الامام العسكري (عليه السلام) ، قال المسعودي : أمر أبو محمد (عليه السلام) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ، وعرفها ما يناله في سنة الستين ، وأحضر الصاحب (عليه السلام) فأوصى إليه ، وسلم الاسم الاعظم والمواريث والسلاح إليه ، وخرجت أم أبي محمد (عليه السلام) مع الصاحب (عليه السلام) جميعاً إلى مكة ، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المتولي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 66 رقم 156 .
(2) رجال النجاشي : 418 رقم 1117 .
(3) معجم رجال الحديث : رقم 12536 .
________________________________________ صفحه 35
لما يحتاج إليه الوكيل(1) .
قلت : واعتمد عليه الصدوق في الفقيه ، وذكر سنده إليه في المشيخة فقال : وما كان فيه عن أحمد بن محمد بن مطهر صاحب أبي محمد (عليه السلام) ، فقد رويته عن أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً عن أحمد بن محمد صاحب أبي محمد (عليه السلام) ، وصرح رجالي العصر الحجة الشيخ محمد تقي التستري (قدس سره) بأن الرجل في غاية الجلالة(2) .
الكليني : علي بن محمد ، عن فتح مولى الزراري ، قال : سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه ووصف له قَدّه(3) .
أحاديث وروايات اُخر
1 / أبو غانم الخادم :
الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي غانم الخادم ، قال : ولد لابي محمد (عليه السلام) ولد ، فسماه محمداً ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار ، إذا امتلأت الارض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلا .
2 / نسيم ومارية خادما الامام الحسن العسكري (عليه السلام) :
الطوسي : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسن بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن يحيى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 255 .
(2) قاموس الرجال : 1/647 رقم 582 .
(3) الكافي : 1/331 * الغيبة للشيخ الطوسي : 269 * الارشاد : 2/352 .
________________________________________ صفحه 36
العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري ، قال : حدثني ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر ، قال : حدثني نسيم ومارية خادما الحسن بن علي ، وهما قالا : لما سقط صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثياً على ركبته رافعاً سبابتيه إلى السماء ثم عطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك .
قال إبراهيم بن محمد : وحدثني نسيم الخادم قال : قال لي صاحب الزمان ـ وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست ـ فقال : يرحمك الله ، قال نسيم : ففرحت بذلك ، فقال : ألا أبشرك بالعطاس ؟ فقلت : بلى ، فقال : هو أمان من الموت إلى ثلاثة أيام(1) .
المسعودي : روى علان الكلابي ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن علي النيسابوري الدقاق ... الرواية(2) .
المسعودي : حدثني علان ، قال : حدثني نسيم خادم أبي محمد عليهما السلام ، قال : قال لي صاحب الزمان وقد دخلت إليه بعد مولده بليلة فعطست عنده ، فقال لي : يرحمك الله ، قال نسيم : ففرحت ، فقال لي (عليه السلام) : ألا أبشرك فى يالعطاس ؟ قلت : بلى ، قال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام(3) .
3 / موسى بن جعفر بن وهب البغدادي :
الصدوق : حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إعلام الورى : * ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة : 245 عن علان الكليني ، عن محمود بن يحيى ، عن الحسن بن علي النيسابوري ، عن ابراهيم بن محمد ، عن السياري .
(2) إثبات الوصية : 260 ، والمسعودي هو صاحب التاريخ المشهور المعروف ثقة بالاتفاق .
(3) إثبات الوصية : 261 .
________________________________________ صفحه 37
بن وهب : أنه خرج من أبي محمد (عليه السلام) توقيع : زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا نسلي ! وقد كذبّ الله قولهم والحمد لله(1) .
الصدوق : حدثنا أحمد بن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ، أما إن المقر بالائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ، ثم أنكر نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والمنكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) كمن أنكر جميع أنبياء الله ، لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عز وجل(2) .
4 / محمد بن إبراهيم الكوفي :
الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي ، إن أبا محمد (عليه السلام) بعث إليّ بعض من سماه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذا من عقيقة ابني محمد(3) .
5 / إبراهيم بن إدريس :
الطوسي : قال الشلمغاني : حدثني الثقة ، عن إبراهيم بن ادريس(4) قال : وجّه إلي أبو محمد (عليه السلام) بكبش ، وقال لي : عقه عن ابني فلان ، وكل وأطعم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : * كفاية الاثر : 289 بنفس السند .
(2) كمال الدين : 409 باب 38 حديث 8 .
(3) كمال الدين : 432 باب 42 حديث 10 .
(4) وفي إثبات الهداة : أحمد بن ادريس .
________________________________________ صفحه 38
أهلك ، ففعلت ، ثم لقيته بعد ذلك فقال لي : المولود الذي ولد لي مات ، ثم وجَّه إليّ بكبشين وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ; عق هذين الكبشين عن مولاك ، وكل ـ هنّأك الله ـ وأطعم إخوانك ، ففعلت ، ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئاً .
المسعودي : حدثني الثقة من إخواننا ، عن إبراهيم بن إدريس قال ...(1) .
الطوسي : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه وغيره ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إبراهيم بن إدريس قال : رأيته بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) حين أيفع وقبّلت يديه ورأسه(2) .
6 / أبو نصر الخادم :
الطوسي : علان قال : حدثني طريف أبو نصر الخادم قال : دخلت عليه ـ يعني صاحب الزمان (عليه السلام) ـ فقال لي : عليّ بالصندل الأحمر ، فقال : فأتيته به ، فقال (عليه السلام) : أتعرفني ؟ قلت : نعم ، قال : من أنا ؟ فقلت : أنت سيدي وابن سيدي ، فقال : ليس عن هذا سألتك ، قال : طريف : فقلت : جعلت فداك فسّر لي ، فقال : أنا خاتم الأوصياء ، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي(3) .
المسعودي : حدثنا علان ، قال : حدثني أبو نصر ضرير الخادم ...(4) .
7 / أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي :
الصدوق : حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن مهران الآبي الازدي العروضي بمرو ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن اسحاق القمي ، قال : لما ولد الخلف الصالح (عليه السلام) ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام إلى جدي أحمد بن اسحاق كتاب فيه مكتوب بخط يده (عليه السلام) الذي كان ترد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إثبات الوصية : 260 .
(2) الغيبة : 268 .
(3) الغيبة : 246 .
(4) إثبات الوصية : 261 .
________________________________________ صفحه 39
به التوقيعات عليه ، وفيه : « ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً ، وعن جميع الناس مكتوماً ، فإنا لم نظهر عليه إلا الاقرب لقرابته والولي لولايته ، أحببنا إعلامك ليسرك الله به ، مثل ما سرنا به والسلام »(1) .
8 / محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام :
الطوسي : أخبرني جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه و غيره ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ـ وكان أسنَّ شيخ من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالعراق ـ قال : رأيته بين المسجدين ، وهو غلام(2) .
9 / الحسن بن الحسين العلوي :
الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الكرخي ، قال : حدثنا عبد الله بن العباس العلوي ، قال : حدثنا أبو الفضل الحسن بن الحسين العلوي قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى ، فهنأته بولادة ابنه القائم (عليه السلام)(3) .
الطوسي : أخبرنا جماعة ، عن أحمد بن علي الرازي ، قال : حدثني محمد بن علي عن حنظلة بن زكريا عن الثقة ، قال : حدثني عبد الله بن العباس العلوي ـ وما رأيت أحداً أصدق لهجة منه وكان يخالفنا في أشياء كثيرة ـ قال : حدثني أبو الفضل الحسن بن الحسين العلوي قال : دخلت على أبي محمد (عليه السلام) بسر من رأى فهنأته بسيدنا صاحب الزمان (عليه السلام) لمّا ولد(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 433 باب 42 حديث 16 .
(2) الكافي : 1/266 * الغيبة : 268 * الارشاد للشيخ المفيد : 2/351.
(3) كمال الدين : 434 .
(4) الغيبة : 230 .
________________________________________ صفحه 40
10 / حمزة بن أبي الفتح :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري ، قال : الحسن بن المنذر ، عن حمزة بن أبي الفتح ، قال : جاءني يوماً فقال لي : البشارة ولد البارحة في الدار مولود لابي محمد (عليه السلام) ، وأمر بكتمانه ، قلت : وما اسمه ؟ قال : سمي بمحمد ، وكني بجعفر(1) .
11 / غياث بن أسيد :
الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق رضي الله عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قل : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن غياث بن أسيد ، قال : ولد الخلف المهدي (عليه السلام) يوم الجمعة ، وامه ريحانه ، ويقال لها : نرجس ، ويقال : صقيل ، و يقال : سوسن ، إلا أنه قيل : لسبب الحمل صقيل(2) .
12 / خادمة إبراهيم بن عبدة النيسابوري :
الكليني : علي بن محمد ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادمة لابراهيم بن عبدة النيسابوري ـ وكانت من الصالحات ـ أنها قالت : كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا ، فجاء صاحب الامر (عليه السلام)حتى وقف معه وقبض على كتاب مناسكه ، وحدثه بأشياء(3) .
13 / كامل بن إبراهيم المدني :
الطوسي : جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن عبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 432 .
(2) كمال الدين : 432 .
(3) الكافي : 1/266 * الارشاد : 2/352 .
________________________________________ صفحه 41
الله ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري ، قال : وجَّه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد (عليه السلام) ، قال كامل : فقلت في نفسي : أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي ، قال : فما دخلت على سيدي أبي محمد نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه ، فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان ، وينهانا عن لبس مثله ، فقال متبسماً : يا كامل ـ وحسر عن ذراعيه ـ فإذا مسح أسود خشن على جلده ، فقال : هذا لله ، وهذا لكم ، فسلمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه ، فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها ، فقال لي : يا كامل بن إبراهيم ، فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت : لبيك يا سيدي ، فقال : جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة إلامن عرف معرفتك ، وقال بمقالتك ؟ فقلت : إي والله ، قال : إذن يقلّ داخلها ، والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم «الحقية» قلت : يا سيدي ومن هم ؟ قال : قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله .
ثم سكت (عليه السلام) عني ساعة ، ثم قال : وجئت تسأله عن مقالة المفوضة ، كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله ، فإذا شاء شئنا ، والله يقول ( وما تشاؤُن إلا أن يشاء الله ) .
ثم رجع الستر إلى حالته ، فلم استطع كشفه ، فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام)متبسماً ، فقال : يا كامل ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي ، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك .
قال أبو نعيم : فلقيت كاملاً فسألته عن هذا الحديث ، فحدثني به .
قال الطوسي : وروى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ،
________________________________________ صفحه 42
عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي ، عن الحسن بن وجناء النصيبي ، قال : سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الانصاري ، وذكر مثله(1) .
الطبري الصغير : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثني أبو نعيم ...(2) .
المسعودي : عن جعفر بن محمد بن مالك ، قال ...(3) .
14 / عمرو الاهوازي :
الكليني : علي بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن جعفر بن محمد المكفوف ، عن عمرو الاهوازي ، قال : أراني أبو محمد (عليه السلام) ابنه وقال : هذا صاحبكم من بعدي(4) .
15 / حمزة بن نصر :
المسعودي : حدثني حمزة بن نصر غلام أبي الحسن (عليه السلام) قال : ولد السيد (عليه السلام)فتباشر أهل الدار بمولده ، فلما أنشأ خرج إليّ الامر أن ابتاع في كل يوم من اللحم قصب مخ ، وقيل إن هذا لمولانا الصغير(5) .
الطوسي : روى محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء ، قال : حدثني حمزة بن نصر غلام أبي الحسن (عليه السلام) عن أبيه قال : لما ...(6) .
16 / أبو هارون :
الطوسي : أخبرني جماعة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 248 .
(2) دلائل الامامة : 505 .
(3) إثبات الوصية : 261 .
(4) الكافي : * الغيبة للشيخ الطوسي : 156 .
(5) إثبات الوصية : 260 .
(6) الغيبة : 245 .
________________________________________ صفحه 43
بابويه رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن ، قال : حدثني محمد بن حسن الكرخي ، قال : سمعت أبا هارون ـ رجلاً من أصحابنا ـ يقول : رأيت صاحب الزمان ووجهه يضيء كأنه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرته شعراً يجري كالخط ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً ، فسألت أبا محمد (عليه السلام) عن ذلك ، فقال : هكذا ولد وهكذا ولدنا ، ولكنّا سنمرّ الموسى عليه لإصابة السنة(1) .
الصدوق : حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن رضي الله عنه ...(2) .
17 / أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن عبد الله بن محمد بن جابان الدهقان ، عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني قال : قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجميعن ، ولد (عليه السلام) بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين ، وأمه صقيل ، ويكنى بهذه الكنية أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال : اسمه كاسمي وكنيته كنيتي ، لقبه المهدي ، وهو الحجة ، وهو المنتظر ، وهو صاحب الزمان .
قال اسماعيل بن علي : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها ـ وأنا عنده ـ إذ قال لخادمه عقيد ـ وكان الخادم أسود نوبيناً قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربّى الحسن (عليه السلام) ـ فقال : يا عقيد إغل لي ماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 250 .
(2) كمال الدين : 434 .
________________________________________ صفحه 44
بمصطكى(1) ، فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية ـ أم الخلف (عليه السلام) ـ فلما صار القدح في يده وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن ، فتركه من يده ، وقال لعقيد : أدخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فاتني به .
قال أبو سهل : قال عقيد : فدخلت أتحري فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء ، فسلمت عليه فأوجز في صلاته ، فقلت : إن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام) .
قال أبو سهل : فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلج الاسنان ، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى ، وقال : يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي ، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرَّك شفتيه ثم سقاه ، فلما شربه قال : هيئوني للصلاة ، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه ، فقال له أبو محمد (عليه السلام) : ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان ، وأنت المهدي ، وأنت حجة الله على أرضه ، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت « م ح م د » ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولّدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنت خاتم الائمة الطاهرين ، وبشر بك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وسماك وكناك بذلك ، عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ، ربنا إنه حميد مجيد ، ومات الحسن بن علي من وقته ، صلوات الله عليهم أجمعين(2) .
* أبو سهل اسماعيل بن علي بن اسحاق بن نوبخبت ، ذكره النجاشي فقال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شجر له ثمر يميل طعمه إلى المرارة ويسستخرج منه صمغ يعلك .
(2) الغيبة : 273 .
________________________________________ صفحه 45
كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم ، له جلالة في الدنيا والدين يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ... له كتاب الانوار في تواريخ الائمة(1) .
18 / سعد بن عبد الله القمي :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي ، قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله القمي .
وقال الطبري الصغير : أخبرني أبو القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزار ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة 370 ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبد الله القمي ـ في حديث طويل ذا مطالب عالية ـ قال : فوردنا سر من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا (عليه السلام) ، فاستأذنا فخرج إلينا الاذن بالدخول عليه ، وكان على عاتق أحمد بن اسحاق جراب قد غطاه بكساء طبري ... قال : فما شبّهت مولانا أبا محمد (عليه السلام) حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد أستوفى من لياليه أربعاً بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ...(2) .
19 / أبو الأديان :
الصدوق : قال أبو الحسن علي بن محمد بن حباب ، حدثنا أبو الاديان : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الامصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه ، فكتب معي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 31 رقم 68 .
(2) كمال الدين : 454 * دلائل الامامة : 506 .
________________________________________ صفحه 46
كتاباً ، وقال : امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً ، وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل .
قال أبو الاديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟
قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي .
فقلت : زدني ، فقال : من يصلى عليّ فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني ، قال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان .
وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (عليه السلام) ، فإذا أنا بالواعية في داره ، واذا به على المغتسل ، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار ، والشيعة من حوله يعزونه ويهنئونه ، فقلت في نفسي : إن يكون هذا الامام فقد بطلت الامامة ، لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ، ويلعب الطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء ، ثم خرج عقيد ، فقال : يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه ، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة .
فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما همّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجذب برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر ، وقد اربدّ وجهه واصفر .
فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام ، ثم قال :
________________________________________ صفحه 47
يا بصري هات جوابات الكتب التي معك ...(1) .
20 / أحمد بن عبد الله الهاشمي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبد ربه الانصاري الهمداني ، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس ، قال : حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رآى يوم توفي وأخرجت جنازته ووضعت ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر ، حتى خرج إلينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به ، فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه ، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه ، فصلى عليه ومشى ، فدخل بيتاً غير الذي خرج منه .
قال أبو عبد الله الهمداني : فلقيت بالمراغة رجلاً من أهل تبريز يعرف بابراهيم بن محمد التبريزي فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء .
قال : فسألت الهمداني ، فقلت : غلام عُشاري القد ـ أوعشاري السن ـ لانه روي أن الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، وكانت غيبة أبي محمد (عليه السلام)سنة ستين ومائتين بعد الولادة بأربع سنين ، فقال : لا أدري هكذا سمعت ، فقال لي شيخ معه ـ حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم ـ عشاري القَد(2) .
21 / يعقوب بن منقوش :
الصدوق : حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي ، قال : حدثنا آدم بن محمد البلخي ، قال : حدثني علي بن الحسن بن هارون الدقاق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 475 .
(2) الغيبة : 258 .
________________________________________ صفحه 48
الاشتر ، قال : حدثنا يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الامر ؟ فقال : ارفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين ، أبيض الوجه ... فجلس على فخذ أبي محمد (عليه السلام) ثم قال لي : هذا هو صاحبكم ، ثم وثب فقال له : يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب انظر إلى من في البيت ؟ فدخلت فما رأيت أحداً(1) .
22 / عبد الله السوري :
الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا جعفر بن معروف ، قال : كتب إليّ أبو عبد الله البلخي ، حدثني عبد الله السوري قال : صرت إلى بستان بني عامر ، فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء ، وفتى جالساً على مصلى واضعاً كمه على فيه ، فقلت : من هذا ؟! فقالوا « م ح م د » ابن الحسن عليهما السلام ، وكان في صورة أبيه (عليه السلام)(2) .
23 / علي بن إبراهيم بن مهزيار :
الصدوق : حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، قال : وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الطوال ، عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار ، قال : سمعت أبي يقول :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 436 .
(2) كمال الدين : 441 .
________________________________________ صفحه 49
سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار .
وقال الطبري الصغير : روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي ، قال : حدثنا أبو الخير أحمد بن جعفر الطائي الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثى ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي قال : خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياماً ، أسأل واستبحث عن صاحب الزمان (عليه السلام)فما عرفت له خبراً ولا وقعت لي عليه عين ، فاغتممت غماً شديداً وخشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان (عليه السلام) ، فخرجت حتى أتيت مكة ، فقضيت حجتي واعتمرت بها اسبوعاً ، كل ذلك أطلب ، فبينا أنا أفكر إذا انكشف لي باب الكعبة ، فإذا أنا بانسان كأنه غصن باب ، متزر ببردة ، متشح بأخرى ، قد كشف عطف بردته على عاتقه ، فارتاح قلبي وبادرت لقصده ، فانثنى إليّ ، وقال : من أين الرجل ، قلت : من العراق ، قال : من أي العراق ؟ قلت : من الاهواز ، فقال : أتعرف الخصيبي ، قلت : نعم ، قال : رحمه الله ، فما كان أطول ليله ، وأكثر نيله ، وأغزر دمعته ! قال : فابن المهزيار ؟ قلت : أنا هو ، قال : حياك الله بالسلام أبا الحسن ، ثم صافحني وعانقني ، وقال : يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضّر الله وجهه ؟ قلت : معي ، وأدخلت يدي إلى جيبي وأخرجت خاتماً عليه « محمد وعلي » فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على يده ، وقال : يرحمك الله أبا محمد ، فإنك زين الامة ، شرفك الله بالامامة ، وتوجك بتاج العلم والمعرفة ، فإنا إليكم صائرون ، ثم صافحنيى وعانقني ، ثم قال : ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قلت : الامام المحجوب عن العالم ، قال : ما هو محجوب عنكم ، ولكن حجبه سوء أعمالكم ، قم إلى رحلك ، وكن على أهبة من لقائه ... قال لي : قف هناك إلى أن يؤذن لك ، فما كان إلا هيئة فخرج إليّ وهو يقول : طوبى لك قد أعطيت
________________________________________ صفحه 50
سؤلك ، قال : فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر ، متكىء على مسورة أديم ، فسلمت عليه ورد عليّ السلام ...(1) .
24 / محمد بن صالح بن علي بن قنبر الكبير :
الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا جعفر بن معروف ، عن أبي عبد الله البلخي ، عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا (عليه السلام) قال : خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) فقال له : يا جعفر ! مالك تعرض في حقوقي ؟ فتحيّر جعفر وبهت ، ثم غاب عنه ، فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ، فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار ، فنازعهم وقال : هي داري لا تدفن فيها ، فخرج (عليه السلام) ، فقال : يا جعفر أدارك هي ؟! ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك(2) .
25 / أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي :
الصدوق : حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي ، قال : حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي ، قال : كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة ، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك ، فقال : قم يا حسن بن وجناء ، قال : فقمت ، فإذا جارية صفراء نحيفة البدن ، أقول : أنها من أبناء أربعين فما فوقها ، فمشت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 465 * دلائل الامامة : 539 .
(2) كمال الدين : 442 .
________________________________________ صفحه 51
بين يدي وأنا لا اسألها عن شيء حتى أتت بي إلى دار خديجة عليها السلام ، وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي ، فصعدت الجارية وجاءني النداء : اصعد يا حسن ، فصعدت فوقفت بالباب ، فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام) : يا حسن أتراك خفيت عليّ ، والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه ، ثم جعل يعدّ عليَّ أوقاتي ، فوقعت مغشياً على وجهي ...(1) .
26 / جد الحسن بن وجناء :
الصدوق : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء ، يقول : حدثنا أبي ، عن جده ، أنه كان في دار الحسن بن علي الاخير عليهما السلام ، فكبستنا الخيل وفيهم جعفر الكذاب ، واشتغلوا بالنهب والغارة ، وكانت همتي مولاي القائم (عليه السلام) ، قال : فإذا أنا به قد أقبل وخرج عليهم من الباب ، وأنا أنظر إليه هو (عليه السلام) ابن ست سنين ، فلم يره أحد حتى غاب(2) .
27 / الحسن بن محمد بن صالح البزار :
الصدوق : حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزار قال : سمعت الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام ، بالتعمير والغيبة ، حتى تقسو القلوب لطول الامد ، فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 443 .
(2) كمال الدين : 473 .
________________________________________ صفحه 52
عز وجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه(1) .
28 / أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي :
قال السيد بهاد الدين علي الحسيني : ومما صح روايته عن الشيخ الصدوق أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي ـ وكان ممن لا يطعن عليه في شيء من الاحوال ـ قال : ولد القائم محمد بن الحسن عليهما السلام ، في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين ، وكان سنه عند وفاة أبيه (عليه السلام) خمس سنين .
29 / أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن العابد :
الطوسي : أخبرنا جماعة من أصحابنا ، عن أبي المفضل الشيباني ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العابد ، قال : سألت مولاى أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسر من رآى سنة خمس وخمسين ومائتين ، أن يملي عليّ من الصلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام ، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً ، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب .
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) :
اللهم صل على محمد كما حمل وحيك ، وبلغ رسالاتك ، و صل على محمد كما أحلّ حلالك وحرم حرامك وعلم كتابك ... .
الصلاة على أمير المومنين علي (عليه السلام) :
اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أخي نبيك ، ووليه ، ووصيه ، وصفيه ، ووزيره ، ومستودع علمه ، وموضع سره ... .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 524 باب 46 .
________________________________________ صفحه 53
إلى أن قال :
الصلاة على الحسن بن علي عليهما السلام :
اللهم صل على الحسن بن علي بن محمد التقي ، الصادق الوفي ، النور المضىء ، خازن علمك ، والمذكر بتوحيدك ، وولي أمرك ... .
الصلاة على ولي الامر الامام المنتظر صاحب الزمان محمد بن الحسن بن علي عليهم السلام .
اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، و أذهبت عنهم الرجس ، وطهرتهم تطهيرا ...(1) .
30 / أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المحمودي وجماعة من الشيعة :
الصدوق : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد العلوي الرقي العريضي ، قال : حدثنا أبوالحسن علي بن أحمد العقيقي ، قال : حدثني أبو نعيم الانصاري الزيدي .
قال : وحدثنا بهذا الحديث عمار بن الحسين بن إسحاق الاسروشني رضي الله عنه ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن الخضر ، قال : حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله الاسكافي ، قال : حدثني سليم ، عن أبي نعيم الانصاري .
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن علي بن عائذ الرازي ، عن الحسن بن وجناء النصيبي ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري .
وقال : وأخبرنا جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مصباح المتهجد : 399 * جمال الاسبوع : 295 .
________________________________________ صفحه 54
أبي علي محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن جعفر بن عبد الله ، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري(1) .
الطبري الصغير : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ...(2) .
كنت حاضراً عند المستجار بمكة وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي ، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة 293 إذ خرج علينا شاب من الطواف ، عليه ازاران محرم بهما ، وفي يده نعلان ، فلما رأيناه قمنا جميعاً هيبة له ولم يبق منا أحدٌ إلا قام ، فسلّم علينا وجلس متوسطاً ونحن حوله ، ثم التفت يميناً وشمالاً ، ثم قال : أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الالحاح ؟ قلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الحق والباطل ، وبه تجمع بين المتفرق ، وبه تفرق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً » .
ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف وأنسينا أن نذكر أمره وأن نقول من هو وأي شيء هو إلى الغد في ذلك الوقت ، فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالامس وجلس في مجلسه متوسطاً فنظر يميناً وشمالاً ، وقال : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 259 .
(2) دلائل الامامة : 542 .
________________________________________ صفحه 55
فقلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« إليك رفعت الاصوات وعنت الوجوه ، ولك وضعت الرقاب وإليك التحاكم في الاعمال ، يا خير من سُئل ، ويا خير من أعطى ، ويا صادق يا بارىء ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة ، يا من قال ( ادعوني أستجب لكم ) ، يا من قال ( إذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوت الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ويا من قال ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) لبيك وسعديك ، ها أنا ذا بين يديك المسرف ، وأنت القائل ( لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ) .
ثم نظر يميناً وشمالاً ـ بعد هذا الدعاء ـ فقال : اتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام)يقول في سجدة الشكر ؟ فقلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
« يا من لا يزيده كثرة العطاء إلا سعة وعطاءً ، يا من لا تنفد خزائنه ، يا من له خزائن السماوات والارض ، يا من له خزائن ما دق وجل ، لا تمنعك إساءتي من إحسانك ، وأنت تفعل بي الذي أنت أهله ، فإنك أنت أهل الكرم والجود ، والعفو والتجاوز ، يا رب يا الله ، لا تفعل بي الذي أنا أهله ، فإني أهل العقوبة وقد استحققتها ، لا حجة لي ولا عذر لي عندك ، أبوء لك بذنوبي كلها ، وأعترف بها كي تعفو عني ، وأنت أعلم بها مني ، أبوء لك بكل ذنب أذنبته ، وكل خطيئة احتملتها ، وكل سيئة علمتها ، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الاعز الاكرم » .
وقام ودخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد في ذلك الوقت ، فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسطاً ونظر يميناً وشمالاً ، فقال : كان علي
________________________________________ صفحه 56
بن الحسين سيد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب ـ : « عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك ، يسألك ما لا يقدر عليه غيرك » .
ثم نظر يميناً وشمالاً ، ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا ، فقال : يا محمد بن القاسم ، أنت على خير إن شاء الله تعالى ـ وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ـ ثم قام ودخل الطواف ، فما بقي منا أحدٌ إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا أن نتذاكر أمره في آخر يوم ، فقال لنا أبو علي المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا ؟ هذا والله صاحب زمانكم ، فقلنا : وكيف علمت يا أبا علي ؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربَّه ويسأله معاينة صاحب الزمان .
قال : فبينما نحن يوماً عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته ، فسألته ممن هو ؟ فقال : من الناس ، قلت : من أي الناس ، قال : من عربها ، قلت : من أي عربها ، قال : من أشرفها ، قلت : ومن هم ؟ قال : بنو هاشم ، قلت : من أي بني هاشم ؟ فقال : من أعلاها ذروة وأسناها ، قلت : ممن ؟ قال : ممن فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلى والناس نيام .
قال : فعلمت أنه علوي ، فاحببته على العلوية ، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى ، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي ؟ قالوا : نعم ، يحج معنا في كل سنة ماشياً ، فقلت : سبحان الله ، والله ما أرى به أثر مشي !!!
قال : فانصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه ، ونمت من ليلتي تلك ، فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمد رأيت طلبتك ؟ فقلت : ومن ذاك يا سيدي ، فقال : الذي رأيته في عشيتك فهو صاحب زمانكم .
________________________________________ صفحه 57
فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه على ألا يكون أعلمنا بذلك ، فذكر أنه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدثنا .
وقال الصدوق : وحدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم ، قال : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي ، قال : حدثنا أبو محمد علي بن محمد بن أحمد بن الحسين الماذرائي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي المنقذي الحسني بمكة ، قال : كنت جالساً بالمسجار وجماعة من المقصرة وفيهم المحمودي وأبو الهيثم الديناوي وأبو جعفر الاحول وعلان الكليني والحسن بن وجناء ، وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً ... وذكر الحديث مثله سواء(1) .
قال الطبري الصغير : روى عبد الله بن علي المطلبي ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن علي السمري ، قال : حدثني أبو الحسن المحمودي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن أحمد المحمودي ، قال : حججت نيفاً وعشرين سنة ، كنت في جميعها أتعلق بأستار الكعبة ، وأقف على الحطيم ، والحجر الأسود ، ومقام إبراهيم ، وأديم الدعاء في هذه المواضع ، وأقف بالموقف ،واجعل جل دعائي أن يريني مولاى صاحب الزمان صلوات الله عليه ... فذكر قصته السابقة مع المولى (عليه السلام) ، ثم ذكر قصة الجماعة وجلوسهم في البيت وتشرفهم بلقاء المولى (عليه السلام)(2) .
* أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المحمودي ، من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام ، كتب إليه الجواد (عليه السلام) بعد وفاة أبيه : قد مضى أبوك ، رضي الله عنه وعنك ، وهو عندنا على حال محمودة ، ولن تبعد من تلك الحال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 470 .
(2) دلائل الامامة : 537 .
________________________________________ صفحه 58
وفي توقيع للعسكري (عليه السلام) لابراهيم بن عبدة قال : وأقرأه على المحمودي عافاه الله ، فما أحمدنا له لطاعته . قال سيد الفقهاء الخوئي : وفي هذا الكلام دلالة واضحة على جلالته وطاعته لله ولأوليائه(1) .
وعن الهروي قال : ذُكر لي كثرة ما يحجّ المحمودي ، فسألته عن مبلغ حجاته فلم يخبرني بمبلغها ، وقال : رزقت خيراً كثيراً والحمد لله ، فقلت له : فتحج عن نفسك أو غيرك ؟ فقال : عن غيري بعد حجة الاسلام ، أحج عن رسول الله ، وأجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله ، وأهب ما أثاب على ذلك للمؤمنين والمؤمنات ، فقلت : ما تقول في حجّك ؟ فقال : أقول : اللهم إني اهللت لرسولك محمد صلى الله عليه واله ، وجعلت جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين ، ووهبت ثوابي عنهم لعبادك المؤمنين والمؤمنات ، بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله(2) .
31 / الحسن بن عبد الله التميمي :
الطوسي : أحمد بن علي الرازي ، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة ـ وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي ـ وكان زيدياً ، قال : سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ، أنه خرج الى الحير ، قال: فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي ، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا ، فجئنا الى المشرعة ، فقال لي : يا أبا سورة أين تريد ؟ فقلت : الكوفة ، فقال لي : مع من ؟ قلت : مع الناس ، قال لي : لا نريد نحن جميعاً نمضي ، قلت : ومن معنا ؟ قال : ليس نريد معنا أحداً . قال : فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة ، فقال لي : هو ذا منزلك ، فإن شئت فامض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم : رقم 10117 .
(2) معجم رجال الحديث : رقم 10117 .
________________________________________ صفحه 59
ثم قال لي : تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى ، فتقول له : يعطيك المال الذي عنده ، فقلت له : لا يدفعه إليّ ، فقال لي : قل له : بعلامة أنه كذا وكذا دينار وكذا وكذا درهماً ، وهو في موضع كذا وكذا ، وعليه كذا وكذا مغطى ، فقلت له : ومن أنت ؟ قال : أنا محمد بن الحسن ، قلت : فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة ؟ فقال : أنا من وراك ، قال : فجئت إلى ابن الزراري ، فقلت له فدفعني ، فقلت له : العلامات التي قال لي ، وقلت له : قد قال لي أنا وراك ، فقال : ليس بعد هذا الشيء ، وقال : لم يعلم بهذا إلا الله تعالى ، ودفع إليّ المال .
وفي حديث آخر عنه وزاد فيه : قال أبو سورة : فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي وبعيلتي ، فلم يزل يماشيني حتى انتهينا الى النواويس في السحر فجلسنا ، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج ، فتوضأ ثم صلى ثلاث عشر ركعة ، ثم قال لي : امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرء عليه السلام ، وقل له : يقول لك الرجل : ادفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار .
قال : وإني مضيت من ساعتي إلى منزله ، فدققت الباب فقال لي من هذا ؟ فقلت : قولي لابي الحسن : هذا أبو سورة ، فسمعته يقول : ما لي ولأبي سورة ، ثم خرج إليّ فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر ، فدخل وأخرج إليّ مائة دينار فقبضتها ، فقال لي : صافحته ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي فوضعها على عينه ومسح بها وجهه .
قال أحمد بن علي : وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبد الله بن الحسن بن بشر الخزاز وغيرهما ، وهو مشهور عندهم(1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 270 .
________________________________________ صفحه 60
32 / الزهري :
الطوسي : روى محمد بن يعقوب ـ رفعه ـ عن الزهري ، قال : طلبت هذا الامر طلباً شاقاً حتى ذهب لي فيه مال صالح ، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان ، فقال لي : ليس إلى ذلك وصول ، فخضعت ، فقال لي : بكّر بالغداة فوافيت ، واستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة بهيئة التجار ، و في كمه شيء كهيئة التجار ، فلمانظرت إليه دنوت من العمري فأومأ اليّ فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت ، ثم مر ليدخل ا لدار ـ وكانت من الدور التي لا يكترث لها ـ فقال العمري : إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال : ملعون ملعون من أخّر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ، ودخل الدار(1) .
33 / أبو سعيد غانم الهندي :
الصدوق : حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن حاتم النوفلي رضي الله عنه ، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الفارسي الملقب بابن جرموز ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن بلال بن ميمون ، قال : حدثنا الأزهري مسرور بن العاص ، قال : حدثني مسلم بن الفضل ، عن أبي سعيد غانم الهندي .
قال : وحدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن علان الكليني ، قال : حدثني علي بن قيس ، عن غانم أبي سعيد الهندي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة : 271 .
________________________________________ صفحه 61
قال : قال علان الكليني : وحدثني جماعة عن محمد بن محمد الأشعري ، عن غانم(1) .
وقال الكليني : علي بن محمد وعن غير واحد من أصحابنا القميين ، عن محمد بن محمد العامري ، عن أبي سعيد غانم الهندي قال : كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة ، وأصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك ، أربعون رجلاً كلهم يقرأ الكتب الاربعة : التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم ، نقضي بين الناس ونفقههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم ، يفزع الناس إلينا ، الملك فمن دونه فتجارينا ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقلنا : هذا النبي المذكور في الكتب ... ثم ذكر قصة اسلامه ، إلى أن قال : فلم يكن لي همّة إلا طلب الناحية ، فوافى ـ أبو سعيد ـ قم وقعد مع أصحابنا في سنة 264 ، وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب ، قال : فحدثني غانم قال : وأنكرت من رفيقي بعض أخلاقه ، فهجرته وخرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة وأصلي ، وإني لواقف متفكر بما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني ، فقال : أنت فلان ؟ ـ اسمه بالهند ـ ، فقلت : نعم ، فقال : أجب مولاك ، فمضيت معه ، فلم يزل يتخلل بي الطرق حتى أتى داراً وبستاناً ، فإذا أنا به (عليه السلام) جالس ، فقال : مرحباً يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك ؟ وكيف خلّفت فلانا وفلاناً ، حتى عد ا لاربعين كلهم فسائلني عنهم واحداً واحدا ، ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند ، ثم قال : أردت أن تحج مع أهل قم ؟ قلت : نعم يا سيدي ، فقال : لا تحج معهم وانصرف سنتك هذه وحج في قابل ، ثم ألقى إليّ صرة كانت بين يديه ...(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمال الدين : 437 .
(2) الكافي : 1/515 .
________________________________________ صفحه 62
34 / عدة من الشيعة :
الصدوق : حدثنا محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي الأسدي ، عن أبيه محمد بن أبي عبد الله الكوفي(1) أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان ، ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه ... ومن أهل الاهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزيار ... ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق ، ومن أهل همدان : محمد بن صالح ، ومن أهل الري : الاسدي ـ يعني نفسه ـ ، ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء ، ومن أهل نيشابور : محمد بن شاذان ... ثم ذكر كثير ممن تشرف بلقاء الحجة (عليه السلام)(2) ، في بداية الغيبة الصغرى .
قال الشيخ الطوسي : ويدل أيضا على امامة ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته ما ظهر واشتهر من الاخبار الشايعة الذايعة عن آبائه عليهم السلام قبل هذه الاوقات بزمان طويل من أن لصاحب هذا الامر غيبة وصفة غيبته وما يجري فيها من الاختلاف ويحدث فيها من الحوادث ، وانه يكون له غيبتان احدهما أطول من الاخرى(3) ، وأن الاولى تعرف فيها أخباره ، والثانية لا تعرف فيها أخباره ، فوافق ذلك على ما تضمنته الاخبار ، ولولا صحتها وصحة إمامته لما وافق ذلك ، لان ذلك لا يكون إلا باعلام الله على لسان نبيه .
قال : والخبر بولادة ابن الحسن (عليه السلام) وارد من جهات أكثر مما يثبت به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر المطبوع ، عن محمد بن أبي عبد الله ، وفي إعلام الورى : عن أبيه محمد بن أبي عبد الله ، وهو الصحيح ، وشاهده قوله : والاسدي ـ ويعني نفسه ـ .
(2) كمال الدين : 442 باب 43 رقم 15 .
(3) والروايات الدالة على أن له عليه السلام غيبة وغيبتان مستفيضة ، بل متواترة ، ذكرنا بعضها في الكتاب المختص بالقائم من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين .
________________________________________ صفحه 63
الانساب في الشرع(1) .
قلت : أما من رآه ولم يعرفه إلا بعد أن غاب عنه في عصر الغيبة الصغرى والكبرى فأكثر من أن يعد ، ومن ضمن من رآه عدة من المقدسين ، الذي يعد واحد منهم كالالف .
سؤال :
ثمّة مجموعة كبيرة من الناس ينفون أن يكون للحسن بن علي عليهما السلام ولد يقال له « م ح م د » .
والجواب :
قال الشيخ الصدوق قدس سره : لا نشك في أن الحسن (عليه السلام) كان له خلف من عقبه ، بشهادة من أثبت له ولداً من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام ، والشيعة الاخيار(2) ، لأن الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي ، وإن كان عدد النافين أكثر من عدد المثبتين .
قال : ووجدنا لهذا الباب فيما مضى مثالاً ، وهو قصة موسى (عليه السلام)، لأن الله سبحانه لما أراد أن ينجي بني إسرائيل من العبودية ويصير دينه على يديه غضاً طريّاً أوحى إلى أمه ( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )فلو أن أباه عمران مات في ذلك الوقت لما كان الحكم في ميراثه إلا كالحكم في ميراث الحسن (عليه السلام) ، ولم يكن في ذلك دلالة على نفي الولد(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد أثبت ابن حجر العسقلاني مئات الصحابة من خلال سند ضعيف عن بعض التابعين عن الصحابي عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله . فراجع الاصابة فى معرفة الصحابة .
(2) وقد ذكرنا جملة منهم فراجع .
(3) كمال الدين : 80 .
________________________________________ صفحه 64
وقال بعض الكتاب : إن ولادة أي أنسان في هذا الوجود تثبت باقرار أبيه ، وشهادة القابلة ، وإن لم يره أحد قط غيرهما ، فكيف لو شهد المئات برويته ، واعترف المؤرخون بولادته وصرّح علماء الانساب بنسبه ، وظهر على يديه ما عرفه المقربون إليه ، وصدرت منه وصايا وتعليمات ، ونصائح وارشادات ، ورسائل وتوجيهات ، وأدعية وصلوات ، وأقوال مشهور ، وكلمات مأثورة ، وكان وكلاؤه معروفين ، وسفراؤه معلومين ، وأنصاره في كل عصر وجيل بالملايين ، ولعمري !!! هل يريد من استغل تلك الملابسات ، وأنكر ولادة الامام المهدي (عليه السلام) أكثر من هذا لاثبات ولادته ، أم تراه يقول بلسان الحال للمهدي ، كما قال المشركون بلسان المقال لجده النبي (عليه السلام) ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر من الأرض ينبوعاً ، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا ، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ، أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه ! قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا ) ، اللهم إنا لا نرجو هداية من عرف الحق وتمسك بالباطل ، لان من لا يقدر على الانتفاع بضياء الشمس ، فهو على الانتفاع بنور القمر أعجز(1) .
سؤال :
قد قيل بأن الكتب التي ذكرت ولادة القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ، كُتبت بعد قرن من ولادته ، وهذا ممّا يثير الشك والشبهة في ولادته .
والجواب :
هذا إشكال بارد وساذج للغاية ، لان هذه الروايات المدونة في هذه الكتب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي : 106 .
________________________________________ صفحه 65
حول القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) وولادته ووجوده ، أما ان تكون مرسلة ، أو مسندة ، فإن كانت مرسلة فيمكن أن يكون لهذا الاشكال قيمة علمية ، أما إذا كانت مسندة فهذا الاشكال أوهى من بيت العنكبوت .
فالكتب الستة لدى أهل السنة والجماعة ، وبقية مدونات السنّة النبوية الجامعة للاحاديث المسندة لم تكتب إلا بعد قرنين أو ثلاثة قرون من رحيل النبي الامي (صلى الله عليه وآله) ، وتأخّر تدوينها لا يقلل من قيمتها العلمية والوثائقية المطلوبة ما دام سلسلة السند غير منقطعه في طبقة من الطبقات(1) ، فليكن الفاصل بيننا وبين الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)عشرة قرون ، هذا لا يستلزم عدم حجية هذه الروايات واعتبارها ، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى : أن هذا الاشكال إن سلّمنا بقيمته العلمية فهو يرد على سائر الفرق الاسلامية سوى الشيعة الامامية ، وذلك لسببين :
الاول : امتداد عصر النص لدى الشيعة الامامية حتى الربع الاول من القرن الرابع من الهجرة النبوية وبداية عصر الغيبة الكبرى ، وهي سنة موت النائب الرابع للقائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ، وكان ذلك في سنة 329 وهي نفس السنة التي توفي فيها ثقة الاسلام الكليني صاحب كتاب الكافي ، والفقيه العظيم علي بن بابويه والد الشيخ الصدوق قدس سرهما .
والشاهد على هذا الامتداد قوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر « إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » فمصدر التشريع والنص : القرآن والعترة الطاهرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بل ربّما حديث ذي عشر وسائط إلى الرسول صلى الله عليه وآله ، أقوى اعتباراً من حديث ذي أربع وسائط ، والتفصيل في علم الدراية والرواية .
________________________________________ صفحه 66
الثاني : السبق المبكّر لتدوين الاحاديث والروايات ، وتأليف الكتب والمدونات لدى أصحاب الائمة عليهم السلام ، من الامام علي (عليه السلام) إلى الحجة القائم المهدي بن الحسن عليهما السلام .
فقد ألف أبو رافع وهو من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) ومن شيعة علي (عليه السلام) كتاب السنن والاحكام والقضايا ، ولهذا الكتاب نسختين رواهما الاصحاب .
قال النجاشي قدس سره : لابي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا ، أخبرنا محمد بن جعفر النحوي ، قال : حدثنا ابن عقدة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي ، قال : حدثنا حسن بن حسين الانصاري ، قال حدثنا علي بن القاسم الكندي ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جده أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه : كان إذا صلى قال في أول الصلاة ... وذكر الكتاب إلى آخره باباً باباً : الصلاة والصيام والحج والزكاة والقضايا(1) .
كما أن ثمة كتاب لابنه علي بن أبي رافع ، وهو تابعي من خيار الشيعة ، وكانت له صحبة مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكان كاتباً له ، ولربيعة بن سُميع كتاب في زكاة النعم وهو من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولسليم بن قيس الهلالي كتاب مشهور لدى الطائفة ، وقد وصل إلينا .
وقس على ذلك بقية أصحاب سائر الائمة عليهم السلام فلهم كتب كثيرة جداً ، بعض هذه الكتب وصلت إلينا ، وبعضها فقدت لعوامل كثيرة ، ولأصحاب الصادِقَين : الباقر والصادق عليهما السلام كتب كثيرة تسمى بالاربعمائة أصل .
فالكتب الاربعة « الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، والاستبصار ، والتهذيب » هي جامعة لأهم الاحاديث التي دونها اصحاب الائمة عليهم السلام في كتبهم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 6 رقم 1 .
________________________________________ صفحه 67
ولقد وصلت إلى المحمدين الثلاثة « الكليني والصدوق والطوسي » أكثر كتب أصحاب الائمة(1) ، وهم حينما يدونون الحديث فإنما ينقلونه من أصل الكتب المدونة الواصل لهم بسند متصل إلى مؤلفه ، وبعضها بخط مؤلفه ، ولذا يبدؤن في أول الحديث بذكر أسم صاحب الكتاب .
فمثلا يقول الشيخ الصدوق : أبان بن تغلب عن الصادق ... .
ويقول الشيخ الطوسي : معاوية بن عمار عن الصادق ... .
فمعنى ذلك أن الحديث منقول عن كتاب أبان وكتاب معاوية ، ثم ذكر الشيخ الصدوق والطوسي قدس سرهما في خاتمة كتابيهما سندهما إلى أصحاب الكتب المتعددة لأصحاب الائمة عليهم السلام .
قال الشيخ الطوسي : والان فحيث وفق الله تعالى للفراغ من هذا الكتاب ، نحن نذكر الطرق التي نتوصل بها إلى رواية هذه الاصول والمصنفات ونذكرها لنخرج الأخبار بذلك عن حد المراسيل ، وتلحق بباب المسندات(2) .
أما الشيخ الصدوق فقد نقل في كتابه القيّم « من لا يحضره الفقيه » عن أكثر من 350 أصلاً وكتاباً من كتب أصحاب الائمة عليهم السلام ، ثم في الخاتمة ذكر أسانيده إليهم .
بل كان المحامدة الثلاثة يحتاطون كثيراً في انتقاء الاحاديث من كتب أصحاب الائمة عليهم السلام ، فلم يكونوا لينقلوا حديثاً لم يدون في عدة من الاصول والكتب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بل وصل كثير من هذه الكتب بأسانيد معتبرة الى المقدّس العظيم ابن طاووس قدس سره المتوفي سنة 664 ، والى المحقق الحلي قدس سره .
(2) التهذيب في ديباجة المشيخة .
________________________________________ صفحه 68
قال الشيخ الطوسي : وهذا الخبر لا يصح العمل به(1) ، من وجوه ، أحدها : أن متن هذا الحديث لا يوجد في شيء من الأصول المصنفة ، وإنما هو موجود في الشواذّ من الأخبار ، ومنها : أن كتاب حذيفة بن منصور رحمه الله عري منه ، والكتاب معروف مشهور ، ولو كان هذا الحديث صحيحاً عنه لضمّنه كتابه(2) .
وعليه : فأكثر ما نقله الكليني(3) والصدوق والطوسي والنعماني والخزاز القمي فيما يخصّ القائم المنتظر (عليه السلام) من روايات الولادة والتحقق والوجود وسائر أحواله (عليه السلام) ، إنما هي روايات منقولة من كتب ألفت ودونت قبل ولادة الحجة (عليه السلام) وحين ولادته ، وبعدها بقليل .
وإليك أربعة عشر إسماً من الرواة المؤلفين أصحاب الامامين العسكريين : علي والحسن عليهما السلام ، وبعض الاعلام والمشايخ ممن أدركوا بداية الغيبة الصغرى ولهم كتب في الحجة القائم (قدس سره) وولادته .
1 / الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد النيشابوري ، من كبّار شيوخ الطائفة ، وقد تقدم ذكره ، له كتاب إثبات الرجعة ، وكتاب القائم (عليه السلام) ، توفي سنة : 260 بداية الغيبة الصغرى لقائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين ، وقد مرت عدة من رواياته عن أصحاب العسكري (عليه السلام) .
2 / علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني ، المعروف بعلان ، ثقة ، عين ، له كتاب أخبار القائم (عليه السلام) ، قتل بطريق مكة ، وكان استأذن صاحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في كلام له عن رواية عن حذيفة بن منصور عن الصادق عليه السلام .
(2) بحوث في مباني علم الرجال : 24 محاضرات الفقيه المحقق الحجة آية الله الاستاذ الشيخ محمد سند البحراني ، تقرير العلامة السيد محمد صالح التبريزي .
(3) المتوفي سنة 329 ، وهو بداية الغيبة الكبرى وانتهاء الغيبة الصغرى ، وولادة الحجة كانت سنة 256 ، فهو من المعاصرين لولادة الحجة عليه السلام .
________________________________________ صفحه 69
الزمان المهدي بن الحسن (عليه السلام) في الحج ، فأمره بالتوقف في هذه السنة ، فخالف فقتل(1) ، وهو من مشايخ ثقة الاسلام الكليني قدس سره ، وقد مر نقل روايته بولادة الحجة عليه السلام .
3 / إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، كان شيخ المتكلمين من أصحابنا ، له جلالة في الدنيا والدين ، يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب ، له كتاب الأنوار في تواريخ الائمة(2) ، وقد مر نقل روايته .
4 / جعفر بن محمد بن مالك أبو عبد الله ، له كتاب أخبار الائمة ومواليدهم عليهم السلام ، وقد مر ذكره وترجمته وبعض رواياته .
5 / الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد الأطروش الناصر الكبير ، جد علم الهدى السيد المرتضى من جهة أمه ، من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) ، توفي سنة 304 عن تسع وسبعون سنة ، له كتاب أنساب الائمة ومواليدهم إلى صاحب الامر عليهم السلام(3) .
6 / إبراهيم بن صالح الانماطي ، ثقة ، لا بأس به ، له كتاب الغيبة(4) ، وهو من طبقة أصحاب العسكريين عليهما السلام .
7 / معلى بن محمد البصري أبو الحسن ، كتبه قريبة ، له كتاب سيرة القائم (عليه السلام)(5) ، وقد مر ذكره وترجمته .
8 / إبراهيم بن اسحاق أبو اسحاق الأحمري النهاوندي له كتب قريبة السداد منها كتاب الغيبة ، سمعه منه أبو أحمد القاسم بن محمد الهمداني سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 260 رقم 682 .
(2) رجال النجاشي : رقم 68 .
(3) رجال النجاشي : رقم 135 * المعجم : رقم 2954 ، 2955 .
(4) رجال النجاشي : 15 رقم 13 .
(5) رجال النجاشي : 418 .
________________________________________ صفحه 70
269(1) ، أي بعد تسعة سنوات من الغيبة الصغرى .
9 / أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ، ابن أخى أبي الحسن علي بن عاصم المحدث ، يقال له العاصمي ، ثقة في الحديث سالماً خيّراً ، له كتاب مواليد الائمة وأعمارهم(2) ، وهو من مشايخ الغيبة الصغرى .
10 / محمد بن عبد الله بن مُمْلك ، جليل في أصحابنا ، عظيم القدر والمنزلة ، وكان معتزلياً ثم رجع على يد عبد الرحمان بن أحمد بن جبرويه ، له كتاب مواليد الائمة عليهم السلام ، وكتاب مجالسه مع أبي علي الجبائي(3) .
11 / محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب ، أبو بكر ، المعروف بابن أبي الثلج ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ، له كتاب تاريخ الائمة عليهم السلام(4) ، ووثقه أهل السنة والجماعة ، ولد سنة 238 ، وتوفي سنة 322 .
12 / محمد بن جمهور أبو عبد الله العمي ، روى عن الرضا (عليه السلام)، له كتاب : صاحب الزمان ، وكتاب وقت خروج القائم (عليه السلام) ، قال المسعودي لقيت الحسن بن محمد بن الحسن بن جمهور فقال لي : حدثني أبي محمد بن جمهور وهو ابن مائة وعشر سنين(5) .
13 / الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، المعروف بابن أخى الطاهر ، روى عن جده يحيى المتوفي سنة 277 ، له كتاب الغيبة وذكر القائم (عليه السلام) ، مات سنة 358 ، وكان معمراً ، وقد أدرك بداية الغيبة الصغرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفهرست للشيخ الطوسي : رقم 9 * رجال النجاشي : رقم 21 .
(2) رجال النجاشي : رقم 232 .
(3) رجال النجاشي : رقم 1033 .
(4) رجال النجاشي : رقم 1037 .
(5) رجال النجاشي : رقم 901 * الفهرست : رقم 627 .
________________________________________ صفحه 71
14 / محمد بن همام بن سهيل الكاتب الاسكافي ، شيخ الطائفة ، له منزلة عظيمة ، قال هارون بن موسى التعلكبري ، قال : أبو علي محمد بن همام : كتب إبي إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، يُعَرِّفه أنه ما صح له حمل بولد يولد ، ويعرفه أن له حملاً ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم . فوقّع على رأس الرقعة بخط يده : قد فعل الله ذلك ، فصح الحمل ذكراً . قال هارون : أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط وكان محقّقاً . له كتاب الانوار في تاريخ الائمة عليهم السلام(1) .
نكتفي بهذا العدد المبارك ، ومن أراد المزيد فعليه بكتب الفهارس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : رقم 1032 .
قائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين
من تخفى على الناس ولادته ويشك فيها
قد استفاضت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأسانيد واضحة وقوية بأن الحجة بن الحسن هو المنتظر الذي تخفى ولادته على الناس ويشك فيها ، وعليه فلا غرابة إذا وجدنا أنصار لدعوى أن خليفة الله في أرضه الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام مات وليس له ولد ، فالتشكيك الذي نراه من قبل البعض قديماً وحديثاً مما أشارت إليه الروايات وحذرت منه .
ومن أجل البركة نكتفي ببعض تلكم الروايات التي تشير إلى خفاء ولادته والشك فيها .
1 / الكليني : علي بن إبراهيم ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولِمَ ، قال : يخاف ـ وأومى بيده إلى بطنه ـ ثم قال : يا زرارة ! وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته(1) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله أجلاء .
* علي بن إبراهيم : ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة .
* الحسن بن موسى الخشاب : جليل بالاتفاق ، ذكره النجاشي فقال : من وجوه أصحابنا ، مشهور ، كثير العلم والحديث ، له مصنفات(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/337 * غيبة النعماني : 171 .
(2) رجال النجاشي : 42 رقم 85 .
________________________________________ صفحه 73
* عبد الله بن موسى : هو عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، روى عن أبيه (عليه السلام) ، وأولاد الامام الكاظم (عليه السلام) كل له فضلا ومنقبة مشهورة كما صرّح بذلك الشيخ المفيد قدس سره .
قال إبراهيم بن هاشم : لما مات أبو الحسن الرضا (عليه السلام) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فدخل عمّه عبد الله بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس ، وخرج أبو جعفر (عليه السلام) من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء ، فقام عبد الله فاستقبله وقبّل بين عينيه ... (1) .
* عبد الله بن بكير : ثقة بالاجماع ، وثقه الشيخ الطوسي ، وعدَّه الشيخ المفيد من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم(2) .
* زرارة بن أعين : أعظم الرواة ثقة وجلالةً على الاطلاق ، وللصادق (عليه السلام)رسالة إلي ابنيه يبيَّن فيها منشأ طعنه في زرارة ، وأن مثله كمثل الخضر مع السفينة ، خرقها ليحفظها .
2 / الكليني : عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال : يبعث الله لهذا الامر غلاماً منَّا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه(3) .
مرتبة الحديث :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاختصاص : 102 .
(2) المعجم : رقم 6745 .
(3) الكافي : 1/341 * غيبة النعماني : 173 * ورواه الصدوق في كمال الدين : 370 بسند صحيح قوي جداً عن ابن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح .
________________________________________ صفحه 74
صحيح رجاله ثقات أجلاء عيون .
* عدة الكليني : بعضهم من أعاظم شيوخ الطائفة وأجلائها .
* سعد بن عبد الله : من مشايخ الطائفة الذي لا سبيل للطعن فيه أصلا .
* أيوب بن نوح : هو بن دراج ، ثقة عين بالاتفاق ، قال النجاشي : كان وكيلاً لابي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن دراج(1) .
3 / الصدوق : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : في القائم سنة من موسى بن عمران .
قلت : وما سنة من موسى بن عمران ؟
قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه(2) .
وسنده حسن ، لا بأس به .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الناس ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج(3) .
وسنده حسن ، صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 102 رقم 254 .
(2) كمال الدين : 152 .
(3) كمال الدين : ورواه بسند آخر صحيح عن عبد الواحد العطار عن الكشي عن محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير .
________________________________________ صفحه 75
قائم آل محمد صلى الله عليهم أجمعين
من تخفى على الناس ولادته ويشك فيها
قد استفاضت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأسانيد واضحة وقوية بأن الحجة بن الحسن هو المنتظر الذي تخفى ولادته على الناس ويشك فيها ، وعليه فلا غرابة إذا وجدنا أنصار لدعوى أن خليفة الله في أرضه الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام مات وليس له ولد ، فالتشكيك الذي نراه من قبل البعض قديماً وحديثاً مما أشارت إليه الروايات وحذرت منه .
ومن أجل البركة نكتفي ببعض تلكم الروايات التي تشير إلى خفاء ولادته والشك فيها .
1 / الكليني : علي بن إبراهيم ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولِمَ ، قال : يخاف ـ وأومى بيده إلى بطنه ـ ثم قال : يا زرارة ! وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته(1) .
مرتبة الحديث :
حسنٌ ، بل صحيح ، رجاله أجلاء .
* علي بن إبراهيم : ثقة بالاتفاق من أعاظم مشايخ الطائفة .
* الحسن بن موسى الخشاب : جليل بالاتفاق ، ذكره النجاشي فقال : من وجوه أصحابنا ، مشهور ، كثير العلم والحديث ، له مصنفات(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1/337 * غيبة النعماني : 171 .
(2) رجال النجاشي : 42 رقم 85 .
________________________________________ صفحه 73
* عبد الله بن موسى : هو عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، روى عن أبيه (عليه السلام) ، وأولاد الامام الكاظم (عليه السلام) كل له فضلا ومنقبة مشهورة كما صرّح بذلك الشيخ المفيد قدس سره .
قال إبراهيم بن هاشم : لما مات أبو الحسن الرضا (عليه السلام) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فدخل عمّه عبد الله بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس ، وخرج أبو جعفر (عليه السلام) من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل جدد بيضاء ، فقام عبد الله فاستقبله وقبّل بين عينيه ... (1) .
* عبد الله بن بكير : ثقة بالاجماع ، وثقه الشيخ الطوسي ، وعدَّه الشيخ المفيد من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم(2) .
* زرارة بن أعين : أعظم الرواة ثقة وجلالةً على الاطلاق ، وللصادق (عليه السلام)رسالة إلي ابنيه يبيَّن فيها منشأ طعنه في زرارة ، وأن مثله كمثل الخضر مع السفينة ، خرقها ليحفظها .
2 / الكليني : عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال : يبعث الله لهذا الامر غلاماً منَّا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه(3) .
مرتبة الحديث :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاختصاص : 102 .
(2) المعجم : رقم 6745 .
(3) الكافي : 1/341 * غيبة النعماني : 173 * ورواه الصدوق في كمال الدين : 370 بسند صحيح قوي جداً عن ابن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح .
________________________________________ صفحه 74
صحيح رجاله ثقات أجلاء عيون .
* عدة الكليني : بعضهم من أعاظم شيوخ الطائفة وأجلائها .
* سعد بن عبد الله : من مشايخ الطائفة الذي لا سبيل للطعن فيه أصلا .
* أيوب بن نوح : هو بن دراج ، ثقة عين بالاتفاق ، قال النجاشي : كان وكيلاً لابي الحسن وأبي محمد عليهما السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن دراج(1) .
3 / الصدوق : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : في القائم سنة من موسى بن عمران .
قلت : وما سنة من موسى بن عمران ؟
قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه(2) .
وسنده حسن ، لا بأس به .
4 / الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الناس ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج(3) .
وسنده حسن ، صحيح ، رجاله ثقات أجلاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي : 102 رقم 254 .
(2) كمال الدين : 152 .
(3) كمال الدين : ورواه بسند آخر صحيح عن عبد الواحد العطار عن الكشي عن محمد بن مسعود عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير .
________________________________________ صفحه 75
علماء النسب وولادة المهدي عليه السلام
قد صرّح عدة من علماء الانساب بالعلويين والهاشميين أن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قد خلّف ابناً يقال له « م ح م د » ، وأرسلوا ذلك إرسال المسلمات ، ولم نجد من العلويين ممن لهم شأناً في علم الانساب يستنكر وينفي بأن يكون للامام العسكري ولداً ، وهذا من الشواهد والادلة الواضحة على ولادة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) . وإليك تصريحات بعضهم .
1 / النسابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود البخاري وهو من أعلام عصر الغيبة الصغرى فلقد كان حياً سنة 341 .
قال : الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) من أم ولد نوبية تدعى : ريحانة ، وولد سنة 231 ، وقبض سنة 260 بسامراء ، وهو ابن تسع وعشرين سنة ، وولد علي بن محمد التقي (عليه السلام) جعفراً ، وهو الذي تسميه الامامية جعفر الكذاب ، وإنما تسميه الامامية بذلك ، لادعائه ميراث أخيه الحسن (عليه السلام) دون ابنه القائم الحجة (عليه السلام) ، لا طعن في نسبه(1) .
فلو كان طعن الامامية في جعفر ليس بصحيح ، وأن الحسن العسكري (عليه السلام)لم يخلّف ، لحاول أبو نصر الدفاع عنه بأن ما ادعاه جعفر من عدم الولد للحسن العسكري (عليه السلام) هو الصحيح .
2 / وقال النسابة العمري وهو من أعلام القرن الخامس : ومات أبو محمد (عليه السلام) ، وولده من نرجس عليها السلام معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله ، وسنذكر حال ولادته والاخبار التي سمعناها بذلك ، وامتحن الله المؤمنون بل كافة الناس بغيبته ، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله فدفع أن يكون له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سر السلسلة العلوية : 39 .
________________________________________ صفحه 86
ولد ، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه(1) .
وقد تقدم عنه روايته بسند صحيح عن حكيمة ولادة الحجة (عليه السلام) ، فراجع .
3 / قال الفخر الرازي : أما الحسن العسكري الامام (عليه السلام) ، فله ابنان وبنتان : أما الابنان ، فأحدهما : صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والثاني : موسى ، درج في حياة أبيه ، وأما البنتان : ففاطمة درجت في حياة أبيها ، وأم موسى درجت أيضا(2) .
4 / المروزي الازورقاني فإنه قد وصف في كتابه الفخري جعفر بن الامام علي الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذاب ، وهذا تصريح واضح على جزمه واعتقاده بولادة الحجة (عليه السلام) .
5 / النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبة ، قال : الامام أبو محمد العسكري (عليه السلام) ، وكان من الزهد والعلم على أـر عظيم ، وهووالد الامام محمد المهدي صلوات الله عليه ، ثاني عشر الائمة عند الامامية وهو القائم المنتظر عندهم ، من أم ولد اسمها نرجس ، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر بالملقب الكذاب ، لادعائه الامامة بعد أخيه الحسن(3) .
6 / النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسنيني اليمامي ، ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وتحت اسم الامام العسكري مباشرة : محمد ، وقال منتظر الامامية(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المجدي : 130 .
(2) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للرازي : 78 . ومعنى درج : أي مات وهو صغير .
(3) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 199 .
(4) روضة الالباب لمعرفقة الانساب : 105 .
________________________________________ صفحه 87
7 / نسّابة المدينة المنوّرة المعاصر العلامة الشريف أنس الكُتُبي الحسني ، قال في كتابه القيّم « الاصول في ذرية البضعة البتول : 98 » : محمد المهدي ، وهو محمد المهدي بن الحسن العسكري ... وتأتيني مشجرات في وقتنا الحاضر تنتهي نسبها الى علي بن محمد المهدي بن الحسن العسكري ، وهذا أمر يثير العجب ، ويجعل التوقف والتحقيق فيه واجب ، وهو ما دفعني لكتابة هذا .
فالامام المهدي اختفى في سن مبكر ، والامر مسلم بين السنة والشيعة ، على اختفائه وغياب أخباره وعدم ظهوره .
فقد ولد المهدي بسر من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة 255 من الهجرة النبوية المباركة ، وهو وحيد أبيه ، لم يعقب الحسن غيره ، وقد أعقبه في آخر حياته ، وأمه أم ولد يقال لها : نرجس .
وقد توفي والده في يوم الجمعة لثماني خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين . وفي الصواعق المحرقة : وكان عمر المهدي عند وفاة أبيه خمس سنين ، ولكن الله أتاه فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر في المدينة وغاب فلم يعلم أين ذهب .
ومن المؤرخين من نفى عقب أبيه الزكي العسكري ، وهذا اطلاق في القول بما يوجب أن لا يعتد به ، فالحسن العسكري بن علي الهادي عقبه مسلم في ابنه محمد المهدي .
والثابت عند أهل العلم من متقدمين ومتأِّرين انقطاع خبره ، وعدم معرفة قبره ولا مكانه ، ولكن الشيعة الامامية يقولون : وهذا المعروف والمتواتر عندهم أنه دخل السرداب والحرس عليه في دار أبيه بسر من رأى ويقال لها الان سامراء ، وكانت أمه تنظر إليه ، فلم يعد ويخرج إليها ، وكان ذلك في سنة 266 !!
________________________________________ صفحه 88
وأقوالهم فيه كثيرة ، وهو الامام الثاني عشر عندهم ، والله أعلم .
ومن التحليل السابقة والتي استقصيناها من الكتب المعتمدة التي توكد لنا صحة اختفاء الامام المهدي في سن مبكر وعدم ظهوره ، فلم يكن له عقب بالاجماع ، وهذا ما أثبته كتب ومشجرات الأنساب المتقدمة المعتمدة ، بأن ليس له عقب باجماع كبار النسابين ، وبذلك لم يعرف مكانه ولا ذراريه .
وقد انتهى إليه جمع كبير في مصر والشام وبلاد المغرب ، وجلهم بصعيد مصر ، ويعرفون بالسادة الجعافر ، ونسب هؤلاء الشرفاء ينتهي إلى علي بن محمد المهدي بن الحسن العسكري ، وهذا لا يصحّ بشتى الطرق عند أرباب علوم النسب ، ولعل في هذا النسب اشتباه كبير مما يجعل الطعن فيه يسير .
ثم رجح صحة نسب هؤلاء إلى علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن علي بن الامام محمد الجواد عليه السلام ، فحصل تصحيف واشتباه .
علماء السنّة وولاة المهدي (عليه السلام).
كما قد صرّح عدة من علماء السنة والجماعة بولادة الامام المهدي (عليه السلام) ، وإن كان ثمّة اشكال عندهم ففي إمامته وطول عمره ، وإليك مجموعة منهم .
1 / قال ابن الاثير في أحداث سنة 260 : وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الائمة الاثني عشر على مذهب الامامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر(1) .
2 / وقال ابن خلكان : أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الائمة الاثني عشر على اعتقاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ : 7/274 .
________________________________________ صفحه 89
الامامية المعروف بالحجة ... ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة 255 .
ثم نقل عن الرحالة ابن الازرق أنه قال في تاريخ ميّافارقين : ان الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الاول سنة 258 وقيل في ثامن شعبان سنة 256 ، وهو الاصح(1) .
والاختلاف في مولده عليه السلام لا يشكل أي حساسية ، ولوجود الاختلاف في مواليد جميع المعصومين عليهم السلام ، من الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الامام الحسن العسكري ، فثمّة خلاف في أيام مواليدهم ، وأيام وفياتهم .
3 / وقال الذهبي : وفيها ـ أي في سنة 256 ـ ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني ، أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي ، والمنتظر ، وتلقبه بصاحب الزمان ، وهو خاتمة الاثني عشر(2) .
وقال في موضع آخر : الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا أبو محمد الهاشمي الحسني ، أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم ، ويقال له : الحسن العسكري ; لكونه سكن سامراء ، فإنها يقال لها العسكر ، وهو والد منتظر الرافضة ، توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الاول سنة 260 ، وله تسع وعشرون سنة ، ودفن إلى جبن والده . وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة ، فولد سنة 258 وقيل سنة 256(3) .
4 / أحمد بن حجر الهيثمي قال : أبو محمد الحسن الخالص ... ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفات أبيه خمس سنوات ، لكن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفيات الاعيان : 4/176 ، 562 .
(2) العبر في خبر من غبر : 3/31 .
(3) تاريخ دول الاسلام وفيات وحوادث سنة 251 ـ 260 .
________________________________________ صفحه 90
أتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لانه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب(1) .
5 / الشبراوي الشافعي ، فقد صرّح بولادة الامام المهدي (عليه السلام) في ليلة النصف من شعبان سنة 255(2) .
وغيرهم كثير جداً ، تجد كلامهم في المطولات ، وراجع كتابنا « النصوص على أهل الخصوص » .
علماء السّنة ووجود المهدي المنتظر عليه السلام.
كما أنه ثمة علماء عظام جداً قد وافقوا الشيعة الامامية على كون الامام المهدي المنتظر هو : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ، نكتفي بذكر جملة منهم .
1 / الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي .
2 / العلامة العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني .
قال : يترقب خروج المهدي (عليه السلام) ، وهو من أولاد الإمام حسن العسكري ، ومولده (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (عليه السلام) ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا ـ وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ـ سبعمائة سنة وست وسيتن . هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصواعق المحرقة : 313 ، الطبعة الثالثة .
(2) الاتحاف بحب الاشراف : 68 .
________________________________________ صفحه 91
على الامام حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى .
قال : وعبارة الشيخ محيى الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات : واعلموا أنه لابد من خروج المهدي (عليه السلام) ، ولكن لا يخرج حيت تمتلىء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، من ولد فاطمة عليها السلام ، وجده الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري بن الامام علي التقي بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامامخ زين العابدين على بن الامام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه(1) .
3 / كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي .
4 / الحافظ محمد بن يوسف الگنجي الشافعي .
5 / نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي .
6 / الفضل بن روزبهان ، في كتابه المشهور «ابطال الباطل» الذي ألفه رداً على العلامة الحلي قدس سره .
7 / شمس الدين بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق في كتابه الائمة الاثنا عشر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اليواقيت والجواهر : وقد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ العلماء بمصر وأجازوه ومدحوه ، منهم الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي وشيخ الاسلام الفتوحي الحنبلي والشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي والشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي والشيخ محمد البرهتوشي الحنفي « لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب أو جاحد كذاب » .
________________________________________ صفحه 92
8 / العلامة الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي في كتابه « الاتحاف بحب الاشراف » .
9 / العارف المشهور نور الدين الدشتي الجامي في «شواهد النبوة : 21 طبع بغداد » .
10 / العلامة الحمزاوي في « مشارق الانوار : 153 طبع مصر » ، ونقل كلام الشعراني ولقاء الشيخ حسن العراقي بالقائم المهدي 7 .
وعلماء آخرين ، ويكفينا منهم ابن عربي والجامي والشيخ حسن العراقي والشيخ علي الخواص والعلامة الشعراني فان الواحد من هؤلاء كعشرة ، من حيث الصدق والوثاقة ، ولذا لا يضر كونهم من العرفاء والمتصوفة في صدقهم ووثاقتهم عند من له نظرة سلبية أزاء المتصوفة .
الفهرس
مقدمة المحرر … 3
الروايات الدالة على ولادته … 4
1 / رواية محمد بن علي العلوي … 5
2 / رواية رواية محمد بن عثمان العمري … 6
3 / رواية أحمد بن إسحاق الاشعري … 14
4 / رواية إبراهيم بن محمد بن فارس … 17
5 / رواية داود بن سليمان الجعفري … 18
6 / رواية محمد بن علي بن بلال … 20
7 / رواية محمد بن عبد الجبار … 21
8 / رواية السيد حكيمة … 22
9 / رواية السيد خديجة … 28
10 / رواية عبد الله بن الحسين الكاتب … 30
11 / رواية معاوية بن حكيم … 30
12 / رواية محمد بن أيوب … 30
13 / رواية علان الكليني … 32
14 / رواية أحمد بن مطهر … 33
روايات اُخر … 35
رد النافين لولادته (عليه السلام) … 63
الكتب المؤلفة في ولادته (عليه السلام) … 64
استفاضت الروايات بأن المهدي (عليه السلام) من تخفى ولادته على الناس … 72
تواتر النصوص على الائمة بأسمائهم واحداً فواحدا … 75
علماء النسب وولادة المهدي (عليه السلام) … 85
علماء السنة وولادة المهدي (عليه السلام) … 88
علماء السنة ووجود المهدي (عليه السلام) … 90