لماذا انكر عمر موت الرسول صلى الله عليه واله

18 أبريل 2010
15
0
0
السلام عليكم اخواني
سؤال يحتج الى عدة اجابات
هو لماذا انكر عمر ابن الخطاب موت الرسول صلى الله عليه واله ؟

نحاول الاجابة عيه ان شاء الله من مجموعة روايات من كتب اهل السنة مع تحليل لموقف هذا الرجل

غريب الاطوار



توفّى رسول الله ص يوم الإثنين ، فحُبس بقيّة يومه وليلته والغد حتي دفن ليلة الأربعاء ، وقالوا : إنّ رسول الله ص لم يمُت ، ولكن عُرج بروحه كما عُرج بروح موسي ، فقام عمر فقال : إنّ رسول الله ص لم يمُت ، ولكن عُرج بروحه كما عُرج بروح موسي ، واللهِ لا يموت رسول الله ص حتي يقطع أيدى أقوام وألسنتهم ، فلم يزل عمر يتكلّم حتي اُزبد شدقاه ممّا يوعد ويقول .1


(1)سنن الدارمى : ١ / ٤٢ / ٨٣ ، الطبقات الكبري : ٢ / ٢٦٦ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٢٤٣ عن ابن عبّاس وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ٧ / ٢٤٤ / ١٨٧٧٣ .

صحيح البخارى عن عائشة : إنّ رسول الله ص مات وأبو بكر بالسُّنْح(٣) ـ يعنى بالعالية ـ فقام عمر يقول : والله ما مات رسول الله ص ! قالت : وقال عمر : والله ما كان يقع فى نفسى إلاّ ذاك ، وليبعثنّه الله ، فليقطعنّ أيدى رجال وأرجلهم .
فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ص فقبّله ، قال : بأبى أنت واُمّى ، طبتَ حيّاً وميّتاً ، والذى نفسى بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً . ثمّ خرج فقال : أيّها الحالف علي رِسْلِكَ ، فلمّا تكلّم أبو بكر جلس عمر ، فحمد الله أبو بكر وأثني عليه (2)
(2) صحيح البخارى : ٣ / ١٣٤١ / ٣٤٦٧ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٥٢٠ / ١٦٢٧ ، مسند ابن حنبل : ١٠ / ٤٥ / ٢٥٨٩٩ ، الطبقات الكبري : ٢ / ٢٦٨ ، تاريخ الطبرى

دلائل النبوّة عن عروة ـ فى ذكر وفاة رسول الله ص ـ : قام عمر بن الخطّاب يخطب الناس ويوعِد من قال : "قد مات" بالقتل والقطع ويقول : إنّ رسول الله ½ فى غَشيته لو قد قام قطع وقتل ، وعمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن اُمّ مكتوم قائم فى مؤخّر المسجد يقرأ ³ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ² إلي قوله ³ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ² والناس فى المسجد قد ملؤوه ويبكون ويموجون لا يسمعون ، فخرج عبّاس بن عبد المطّلب علي الناس فقال : يا أيّها الناس ، هل عند أحد منكم مِن عهد من رسول الله ½ فى وفاته فليحدّثنا ؟ قالوا : لا . قال : هل عندك يا عمر من علم ؟ قال : لا . قال العبّاس :
أشهد أيّها الناس أنّ أحداً لا يشهد علي النبىّ ص لعهد عهده إليه فى وفاته ، والله الذى لا إله إلاّ هو ، لقد ذاق رسول الله ½ الموت .(3)
) 3( دلائل النبوّة للبيهقى : ٧ / ٢١٧ ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٤٢ و٢٤٣ ، كنز العمّال: ٧ / ٢٤٥ / ١٨٧٧٥

===
تحليل موقف عمر ابن الخطاب
ودّع النبىّ ص الحياة إلي الرفيق الأعلي .
واهتزّت المدينة ، وعلاها هياج وضجيج ، وانتشر خبر وفاته بسرعة ، فأقضّ المضاجع ، وملأ القلوب غمّاً وهمّاً وحزناً . والجميع كانوا يبكون وينحبون ، ويُعوِلون علي فقد نبيّهم وسيّدهم وكان الشخص الوحيد الذى كذّب خبر الوفاة بشدّة كما أسلفنا ، وهدّد علي نشره ، وحاول أن يحول دون ذلك هو عمر بن الخطّاب . وتكلّم معه العبّاس عمّ النبىّ فلم يقتنع .
وحين نظر المغيرة بن شعبة إلي وجه النبىّ ½ أقسم أنّه ميّت ، لكنّ عمر قذفه بالكذب واتّهمه بإثارة الفتنة .
وكان أبو بكر فى "السُّنْح" خارج المدينة ، فأخبروه بوفاة النبىّ ص ، فجاء إلي المدينة ورأي عمر يتحدّث إلي الناس ويهدّدهم بألاّ يصدّقوا ذلك ولا ينشروه .
وعندما رأي عمر أبا بكر جلس(١) . وذهب أبو بكر إلي الجنازة ، وكشف عن
الوجه الشريف ، وخطب خطبةً قصيرةً ضمّنها قوله تعالي : ³ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَابِكُمْ ² (١) فهدأ عمر وسكن ، وصدّق بالوفاة وقال بعد سماعه الآية : "أيقنتُ بوفاته ; وكأنّى لم أسمع هذه الآية"(٢) !
أ تري أن عمر كان لا يعلم حقّاً أنّ النبىّ ½ قد مات ؟ !
ذهب البعض إلي ذلك وقال : كان لا يعلم حقّاً . بعبارة اُخري : كان يعتقد أنّه لا يموت ، بل هو خالد(٣) . ويتبيّن من هذا أنّ القائلين به غير واعين لِلُّعَب السياسيّة وتهيئة الأجواء !
وذهب البعض الآخر إلي أنّه كان يعلم جيّداً أنّ النبىّ ص فارق الحياة ، ولن يكون بعدها بين ظهرانى المسلمين ، لكنّ التفكير بالمصلحة ، والتخطيط للمستقبل جعلاه يتّخذ هذا الموقف ليمهّد الأرضيّة من أجل التحرّك لإزالة منافسيه السياسيّين من الساحة . وتبنّي ابنُ أبى الحديد هذا الرأى ، وذهب إلي أنّه فعل ذلك منعاً لفتنة قد يثيرها الأنصار أو غيرهم حول الإمامة . كتب ابن أبى الحديد قائلاً :
"و نحن نقول : إنّ عمر أجلّ قدراً من أن يعتقد ما ظهر عنه فى هذه الواقعة ، ولكنّه لمّا علم أنّ رسول الله ص قد مات ، خاف من وقوع فتنة في الإمامة وتقلّب أقوام عليها ، إمّا من الأنصار أو غيرهم . . . فاقتضت المصلحة عنده تسكين الناس بأن أظهر ما أظهره من كون رسول الله ص لم يمت . . . إلي أن جاء أبو بكر ـ وكان
غائباً بالسُّنْح ، وهو منزل بعيد عن المدينة ـ فلمّا اجتمع بأبى بكر قوى به جأشه ، واشتدّ به أزره ، وعظم طاعة الناس له وميلهم إليه ، فسكت حينئذ عن تلك الدعوي التى كان ادّعاها"(١) .
نظراً إلي القرائن التاريخيّة ، ومواقف هذين الرجلين ، وسكوت عمر المطلق بعد وصول أبى بكر وكان قد أثار ما أثار من الضجيج واللغط ، كلّ اولئك لا يَدَع مجالاً للشّك فى أنّ موقف عمر كان تحرّكاً سياسيّاً للتمهيد من أجل الشىء الذى امتنع بسببه من الذهاب مع جيش اُسامة ، مخالفاً لنصّ نبوى صريح وأمر رسالى أكيد . وكان النبىّ ص نفسه يتحدّث عن نهاية حياته ، وأبلغ الجميع بذلك . وكان عمر قبل هذا الوقت وحين منع من كتابة الوصيّة يردّد شعار "حسبنا كتاب الله" ، أى: إنّ كلمة "حسبنا . . ." تتحقّق بعد وفاة النبىّ ½ ويمكن القول مبدئيّاً إنّ نصّ القرآن الكريم علي وفاته وعدم خلوده ص يدلّ علي أنّ نفى وفاته لم يكن عقيدةً راسخةً يتبنّاها المؤمنون قطّ ، وأوضح من ذلك كلّه كلام عمر نفسه عندما نصب أبا بكر فى الخلافة وأجلسه علي عرشها ، فقد صرّح بخطأ مقاله ووهنه قائلاً: "أمّا بعد ، فإنّى قلتُ لكم أمس مقالةً لم تكن كما قلت . وإنّى والله ما وجدتها فى كتاب أنزله الله ولا فى عهد عهده إلىّ رسول الله ص ، ولكنّى كنتُ أرجو أن يعيش رسول الله ص فقال كلمة يريد ـ حتي يكون آخرنا ، فاختار الله لرسوله الذى عنده علي الذى عندكم ، وهذا الكتاب الذى هدي الله به رسولكم ، فخذوا به تهتدوا لما هدي له رسول الله"(٢) .
إنّ هذا كلّه يدلّ علي أنّه كان يمهّد الأرضيّة للقبض علي السلطة ، ويهيّئ