الصحابي الذي ظلمه علماء أهل السنة !!!

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابي الذي ظلمه علماء أهل السنة


ذكر ابن الأثير في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (2/33) بترجمة الصحابي الحكم بن أبي العاص (عم عثمان، وأبو مروان بن الحكم) أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - طرده من المدينة، وأن الروايات الدالة على لعنه ونفيه كثيرة، قال ما نصه: "وقد رُوي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أنَّ الأمر المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم مع حلمه وإغضائه على ما يكره، ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم ".

واعتبره الدمشقي (ت 1089 هـ) في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ضمن الصحابة الذين (ساءت أحوالهم ولا بسوا الفتن بغير تأويل ولا شبهة) ، وذلك في (1/69) من الكتاب المذكور ، ط. دار الكتب العلمية ـ بيروت ، ونص كلامه كما يلي:

"وذكر ابن عبد البر والذهبي وغيرهما مخازى مروان بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة وقتل النعمان ابن بشير أول مولود من الأنصار في الإسلام وخرج على ابن الزبير بعد أن بايعه على الطاعة وقتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل وإلى هؤلاء المذكورين والوليد بن عقبة والحكم بن أبي العاص ونحوهم الإشارة بما ورد في حديث المحشر وفيه فأقول يا رب أصحابي فيقال أنك لا تدري ما أحدثوا بعك ولا يرد على ذلك ما ذكره العلماء من الإجماع على عدالة الصحابة وأن المراد به الغالب وعدم الاعتداد بالنادر والذين ساءت أحوالهم ولا بسوا الفتن بغير تأويل ولا شبهة".

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (13 : 9) ، ما نصه: "قد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، أخرجها الطبراني وغيره، غالبها فيه مقال، وبعضُها جيِّد".

ونتساءل عن قوله تعالى:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً؟

ونتساءل أيضاً عن قوله تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ؟

ونتساءل عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده ، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ، ولا نصيفه؟

فنقول: كيف تجاهل علماء أهل السنة هذه الأيات والمضامين الحديثية، وتطاولوا على مقام الصحابي الحكم بن أبي العاص، فزعموا أنه ملعون على لسان النبي، وأنه مطرود على يدي رسول الله؟!!

علماً أن هذا ليس هو المورد الوحيد الذي تطاول فيه علماء أهل السنة على مقام الصحابة.. فلماذا يزعم البعض أن الرافضة يسبون الصحابة، فيجعل ذلك سبباً للتشنيع عليهم، بينما يتم صرف النظر عن هذه الموارد التي تعبر عن سب أهل السنة للصحابة؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.