تحديد الخلفاء الاثني عشر بطريقة موجزة

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

تحديد الخلفاء الاثني عشر بطريقة موجزة


قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً... كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. [صحيح مسلم وغيره]

وفي لفظ آخر:

لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. [صحيح مسلم وغيره]

وفي لفظ ثالث:

لا يَزَالُ الإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. [صحيح مسلم وغيره]

وفي صحيح البخاري:

يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا... كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.

ولفظ مسند أحمد بسند حسن:

يَكُونُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً.

وفي مسند أحمد بسند حسن:

عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَلْ سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ تَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْ خَلِيفَةٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ قَبْلَكَ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَلَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اثْنَا عَشَرَ كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

إلى غير ذلك من الألفاظ التي نفهم من مجموعها أمرين أساسين:

الأول: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حدَّد عدد خلفائه، فقال إنهم اثنا عشر، وحدَّد أنهم من قريش.

الثاني: أنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بيَّن أنَّ قوة الدين الإسلامي ترتبط بوجود هؤلاء الاثني عشر، وهذا يعني أنهم ذوو دور أساس في حفظ الدين.

تنبيه: وقعت محاولة تأويل من قبل البعض، فحولوا معنى "الدين" و"الإسلام" الواردين في هذه الروايات إلى "المسلمين" و"المتديِّنين" ، فقالوا أن المسلمين يتوفرون على العزة في فترة هؤلاء الاثني عشر..

وهو خطأ واضح؛ لأنه يبتني على التأويل من غير دليل.. فالروايات تتكلم عن قوة الدين، لا قوة أهل الدين.. والفرق شاسع.

وبما أنَّ الدين محفوظ إلى يوم القيامة، وهو ما يعتقد جميع المسلمين؛ فيلزم الاعتقاد بأنَّ وجود هؤلاء الخلفاء الاثني عشر يُغطِّي جميع الفترة بدءاً من وفاة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى قيام الساعة.

ثم نقرأ ما روي عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنه قال:

...فعليكم بما عرفتم من سنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ... [أخرجه غير واحد، وصححه الألباني]

فبالجمع بين هذا الحديث ومفاد حديث الاثني عشر خليفة؛ يثبت لدينا ـ مضافاً إلى ما سبق ـ أنَّ الخلفاء الاثني عشر راشدون مهديون، وأن سنَّتهم واجبة الاتباع كما أن سنَّة النبي وجابة الاتباع.

ثم نقرأ قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

إنِّي تارك فيكم خليفتين: كتابَ الله عزَّ وجلَّ؛ حبلٌ ممدود ما بين السماء والأرض ، أو ما بين السماء إلى الأرض ، وعترتي أهلَ بيتي، وإنَّهما لَن يتفرقا حتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض. [أخرجَهُ أحمد بن حنبل في "المسند" : (5/181 ـ 182 ، 189) عن زيد بن ثابت . وعنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" : (9/163) وقال: "رواه أحمد وإسناده جيد" . وأورده الهيثمي في (1/170) وقال: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات" . ومثله السمهودي في "جواهر العقدين" : ص236 . وصرح الألباني بصحته في "صحيح الجامع الصغير" : 1/482 ]

فاتضح أن النبي وصف أهل بيته بالخلافة، فتبين ـ بالجمع بين هذا وما تقدم ـ أنَّ الخلفاء الاثني عشر الراشدين المهديين، هم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وبهذا تثبت عدة نتائج فيما يتعلق بخلفاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:

1 ـ أنَّ الخلفاء اثني عشر.

2 ـ أنَّهم راشدون مهديون.

3 ـ أنهم واجبوا الاتباع، ولهم سنة واجبة الاتباع، كما أن للنبي سنة واجبة الاتباع.

4 ـ أنهم ذوو دور أساس في عزة الدين وقوته ومنعته.

5 ـ أنهم من قريش، وتحديداً: من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وهذه النتائج تثبت بوضوح أنَّ ما يذهب إليه الشيعة الاثنا عشرية، هو الصحيح الذي قام عليه الدليل.. وأن ما يقول به غيرهم هو تفسيرات ذاتية للنصوص، وتأويلات لا دلالة عليه في ظواهر النصوص الشرعية.

هذا باختصار.. علماً أنَّ هناك العديد من الوجوه والأدلة من القرآن والسنة، التي تؤيِّد هذه النتيجة، وتدعم صحتها وحقَّانيتها.. ولكن المجال لا يتسع في هذاالمقام لاستعراضها واستيفائها..

والحمد لله أولاً وآخراً.