من لم يقل إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو جهمي

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
وقال زكريا بن الفرج سألت عبد الوهاب غير مرة عن أبي ثور فأخبرني أن أبا ثور جهمي وذلك أنه قطع بقول أبي يعقوب الشعراني حكى أنه سأل أبا ثور عن خلق آدم على صورته فقال: إنما هو على صورة آدم ليس هو على صورة الرحمن.
قال زكريا فقلت: بعد ذلك لعبد الوهاب ما تقول في أبي ثور فقال: ما أدين فيه إلا بقول أحمد بن حنبل يهجر أبو ثور ومن قال: بقوله.
قال زكريا وقلت: لعبد الوهاب مرة أخرى وقد تكلم قوم في هذه المسألة خلق الله آدم على صورته فقال: من لم يقل إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو جهمي.


المصدر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ص 83 (موقع الوراق)


-

قول إمام الشافعية في وقته أبي العباس بن سريج رحمه اللّه تعالى: ذكر أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني في جوابات المسائل التي سئل عنها بمكة فقال: الحمد للهّ أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وعلى كل حال، وصلى الله على محمد المصطفى، وعلى الأخيار الطيبين من الأصحاب والآل. سألت أيدك الله تعالى بتوفيقه بيان ما صح لدي وتأدى حقيقته إلى من سلك مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات الواردة في الكتاب المنزل والسنة المنقولة بالطرق الصحيحة برواية الثقات الأثبات، عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجيز من القول، واختصار في الجواب، فاستخرت اللّه سبحانه وتعالى، وأجبت عنه جواب بعض الأئمة الفقهاء وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج رحمه الله تعالى، وقد سئل عن مثل هذا السؤال فقال أقول وبالله التوفيق: حرام على العقول أن تمثل اللّه سبحانه وتعالى، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الظنون أن تقع، وعلى الضمائر أن تعمق، وعلى النفوس أن تفكر، وعلى الأفكار أن تحيط، وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد صح وتقرر واتضح عند جميع أهل الديانة والسنة والجماعة من السلف الماضين والصحابة والتابعين من الأئمة المهتدين الراشدين المشهورين إلى زماننا هذا، أن جميع الآي الواردة عن اللّه تعالى في ذاته وصفاته والأخبار الصادقة الصادرة عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في اللّه، وفي صفاته التي صححها أهل النقل وقبلها النقاد الأثبات يجب على المرء المسلم المؤمن الموفق الإيمان بكل واحد منه كما ورد، وتسليم أمره إلى الله سبحانه وتعالى كما أمر ذلك قوله تعالى: "هَلْ يَنْظُرونَ إلاَّ أنْ يأتِيَهُمْ اللَّهُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمام والملائِكَةُ" سورة البقرة آية 210.
وقوله تعالى: "وجاءَ ربُّكَ والمَلَكُ صَفاً صَفّاً" سورة الفجر آية 22.
وقوله تعالى: "الرَّحْمنُ عَلى العَرشٍ اسْتَوَى" سورة طه آية 5.
وقوله تعالى: "والأرْضُ جَميعاً قبضتُهُ يومَ القِيامَةِ والسّمواتِ مَطْوّيات بيمينِهِ" سورة الزمر آية 67.
ونظائرها مما نطق به القرآنُ كالفوقية والنفس واليدين والسمع والبصر والكلام والعين والنظر والإرادة والرضى والغضب، والمحبة والكراهة والعناية والقرب والبعد، والسخط والاستحياء، والدنوّ كقاب قوسين أو أدنى، وصعود الكلام الطيِّب إليه، وعروج الملائكة والروح إليه، ونزول القرآن منه، وندائه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقوله للملائكة، وقبضه وبسطه، وعلمه ووحدانيته، وقدرته ومشيئته، وصمد انيته وفردانيته، وأوليته وآخريته، وظاهريته وباطنيته، وحياته وبقائه، وأزليته، وأبديته، ونوره وتجليه، والوجه، وخلق آدم عليه السلام بيده، ونحو قوله تعالى: "أأمِنْتُم مَنْ في السّماءِ أنْ يخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ". سورة الملك آية 16.
وقوله تعالى: "وهُوَ الّذي في السّماءِ إلهُ وفي الأرض إلهٌ" سورة الزخرف آية 84. وسماعه من غيره وسماع غيره منه، وغير ذلك من صفاته المتعلقة به المذكورة في الكتاب المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم وجميع ما لفظ به المصطفى صلى الله عليه وسلم من صفاته، كغرسه جنته الفردوس بيده، وشجرة طوبى بيده، وخط التوراة بيده، والضحك والتعجب، ووضعه القدم على النار، فتقول: قط قط، وذكر الأصابع والنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا، وليلة الجمعة، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وغيرته وفرحه بتوبة العبد، واحتجابه بالنور وبرداء الكبرياء، وأنه ليس بأعور، وأنه يعرض عما يكره، ولا ينظر إليه، وأن كلتا يديه يمين، واختيار آدم قبضة اليمنى، وحديث القبضة، وله كل يوم كذا وكذا نظرة في اللوح المحفوظ، وأنه يوم القيامة يحثو ثلاث حثيات من جهنم، فيدخلهم الجنة.
ولما خلق آدم عليه الصلاة والسلام مسح ظهره بيمينه، فقبض قبضة فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي أصحاب اليمين، وقبض قبضة أخرى وقال: هذه للنار ولا أبالي أصحاب الشمال، ثم ردهم في صلب آدمٍ، وحديث القبضة التي يخرج بها من النار قوماً لم يعملوا خيراً قط عادوا حمماً، فيلقون في نهر من الجنة يقال له نهر الحياة، وحديث خلق آدم على صورته وقوله: "لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن". وإثبات الكلام بالحرف والصوت وباللغات وبالكلمات وبالسور، وكلامه تعالى لجبريل والملائكة ولملك الأرحام وللرحم، ولملك الموت ولرضوان ولمالك ولآدم ولموسى ولمحمد صلى الله عليه وسلم وللشهداء وللمؤمنين عند الحساب، وفي الجنة، ونزول القرآن إلى سماء الدنيا، وكون القرآن في المصاحف، وما أذن اللّه لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن وقوله: لله أشد أذناً لقارىء القرآن من صاحب القينة إلى قينته"، وأن اللّه سبحانه يحب العطاس ويكره التثاؤب، وفرغ الله من الرزق والأجل. وحديث ذبح الموت ومباهات الله تعالى وصعود الأقوال والأعمال والأرواح إليه، وحديث معراج الرسول صلى الله عليه وسلم ببدنه، وبيان نفسه ونظره إلى الجنة والنار، وبلوغه إلى العرش إلى أن لم يكن بينه وبين الله تعالى إلا حجاب العزة، وعرض الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، وعرض أعمال الأمة عليه، وغير هذا مما صح عنه صلى الله عليه وسلم من الأخبار المتشابهة الواردة في صفات اللّه سبحانه ما بلغنا وما لم يبلغنا مما صح عنه اعتقادنا فيه.
وفي الآي المتشابهة في القرآن أن نقبلها ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نزيد عليها ولا ننقص منها، ولا نفسرها ولا نكيفها ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية، ولا نشير إليها بخواطر القلوب ولا بحركات الجوارح، بل نطلق ما أطلقه الله عز وجل ونفسّر ما فسّره النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون والأئمة المرضيون من السلف المعروفين بالدين والأمانة، ونجمع على ما أجمعوا عليه، ونمسك عن ما أمسكوا عنه، ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهرة تنزيلها، لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل، ونقول: الإيمان بها واجب، والقول بها سنة، وابتغاء تأويلها بدعة.. آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته، ثم ذكر باقي المسائل وأجوبتها.


المصدر: اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم ص 46 - 47

-

اضاف الاخ ناجي

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي قاسم
إضافة لعلها تكون مفيدة في هذا الموضوع

المسألة السابعة: في لفظ الصورة، وفيه أخبار: الخبر الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهق ال: «إن الله خلق آدم على صورته» وعن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن» قال إسحاق بن راهويه: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن».
تفسير الرازي رقم الجزء: 1 رقم الصفحة: 27


وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه ” إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ” قال: وكأن من رواه أورده بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في ذلك، وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى، قلت: الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في ” السنة ” والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات وأخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول قال: ” من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن ” فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه، أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل جلاله، وسيأتي في أول كتاب الاستئذان من طريق همام عن أبي هريرة رفعه: خلق الله آدم على صورته الحديث، وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم أي على صفته أي خلقه موصوفا بالعلم الذي فضل به الحيوان وهذا محتمل، وقد قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره وقال: صورة لا كالصور انتهى،

وقال حرب الكرماني في ” كتاب السنة ” سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن،

وقال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول هو حديث صحيح وقال الطبراني في كتاب السنة ” حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي إن رجلا قال خلق الله آدم على صورته - أي صورة الرجل - فقال: كذب هو قول الجهمية
فتح الباري رقم الجزء: 5 رقم الصفحة: 490

وقال النووي: قال العلماء، إنما نهى عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن، وأكثر ما يقع الإدراك بأعضائه فيخشى من ضربه أن يبطل أو يتشوه كلها أو بعضها، والشين فيه فاحش لبروزه وظهوره، بل لا يسلم إذا ضرب غالباً من شين. انتهى. وهذا تعليل حسن، ولكن روى مسلم، وفي روايته تعليل آخر، فإنه روى الحديث من طريق أبي أيوب المراعي عن أبي هريرة، وزاد: فإن الله خلق آدم على صورته. واختلف في مرجع هذا الضمير، فعند الأكثرين: يرجع إلى المضروب، وهذا حسن، وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله، متمسكاً بما ورد من ذلك في بعض طرقه أن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن، وأنكر المازري وغيره صحة هذه الزيادة ثم قال: وعلى تقدير صحتها يحمل على ما يليق بالباري سبحانه، عز وجل. قيل: كيف ينكر هذه الزيادة وقد أخرجها ابن أبي عاصم في السنة، والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات، وأخرجها أيضاً ابن أبي عاصم من طريق أبي يوسف عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول؟ قال: من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن، فإذا كان الأمر كذلك تعين إجراؤه على ما تقرر بين أهل السنة من إمراره، كما جاء من غير اعتقاد تشبيه أو يؤول على ما يليق بالرحمن سبحانه وتعالى.عمدة القاري رقم الجزء: 13 رقم الصفحة: 115