الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
كثيراً ما يتساءل البعض عن نشأة التشيع بعد أن لم يكن.. ويتحدثون عن أوائل الشيعة.. ويعتبرون الصحابة مجتمعاً كان يغلب عليه الانحراف.. أليس كذلك؟
ولكنني وصلت إلى قناعة جديدة أحب أن أذكرها هنا؛ لكي أستفيد من وجهة نظر الفضلاء والزملاء هنا، وأرى إن كانت فكرة سديدة، أم إنها من خزعبلات فكر غير المعصوم..!
تبتني الفكرة على تعريف التشيع بصيغة خاصة، وذلك بأن نقول إن التشيع هو: معرفة إمام الزمان المنصوب من قبل الله تعالى، والكون في طاعته.
ولما كان النبي صلى الله عليه وآله هو إمام الزمان في عصر الصحابة، فكل صحابي كان يعيش الإسلام ـ ولو ضعيفاً ـ فهو شيعي بهذا المعنى، وميتته ليست جاهلية؛ لأنه عرف إمام زمانه.
وأما أولئك الصحابة الذين بقوا أحياء إلى ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فنقول فيهم: إذا اعتقدوا بإمامة الإمام التالي، وهو الإمام علي عليه السلام، فهم قد بقوا على التشيع، وإن ارتدوا فهم كالواقفة الذين وقفوا على الإمام الكاظم، فهذه العينة من الصحابة يمكن القول بأنهم وقفوا على إمامة رسول الله، أو هم كالإسماعيلية الذين اختاروا إماماً لم ينصبه الله تعالى، وذلك بالقول بأن هذه العينة من الصحابة اختاروا أبا بكر أو غيره إماماً.
إذاً: المجمتع كله كان محكوماً بالتشيع، والذي حصل بعد ذلك هو الارتداد عن التشيع، أو البقاء عليه.
فإن سألتني: وهل كان الصحابة يعتقدون بإمامة الاثني عشر عليهم السلام؟
أجبتك: هذا ليس شرطاً في تحقق التشيع ما دام لم يتم تبليغه بعد، فالذي تم تبليغه هي إمامة النبي صلى الله عليه وآله، وكذا إمامة الإمام علي في أواخر العهد النبوي، وعلى قول: منذ أوائل العهد النبوي.
فإن قلت لي: ولكنه كان مجتمعاً يشتمل على الفسقة والمجرمين أيضاً؟
أجبتك: إننا لا نقصد بالتشيع ما ينفي الفسق، والشيعة ـ إلى يومك هذا ـ فيهم الصالح والطالح، ومجرد حكمنا على شخص بالتشيع لا يوجب حصانة له، فالتشيع الادعائي مرتبة، والتشيع الحقيقي مرتبة أخرى.
فإن سألتني: فهل تلتزم أن أمثال عمر بن الخطاب كانوا أيضاً من الشيعة؟
أجبتك: إن ثبت أن عمر كان يلتزم بإمامة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فهو شيعي، إلا أننا وجدنا الشواهد تدل على أنه لم يدخل التشيع منذ البداية.
ومن ذلك يتبين أن الإسلام هو التشيع.. فالإسلام في مرحلة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ينادي بإمامة إمام واحد، وفي مرحلة الإمام علي بإمامة إمامين، وفي مرحلة الإمام الحسن بإمامة ثلاثة.. وهكذا.
فإن سألتني: ولكن هكذا يكون الأئمة ثلاثة عشر، فما هو السر في معروفية الإمامية بالاثني عشرية؟
أجبتك: هذا من باب التمييز عن الفرق الأخرى؛ فإن الفرق الأخرى تلتزم بإمامة النبي صلى الله عليه وآله، ولا تلتزم بإمامة الاثني عشر.
فإن سألتني: ولكن هل كان الصحابة يعتقدون بالأمور التي يعتقد بها الشيعة الآن من العصمة والولاية التكوينية وغير ذلك؟
أجبتك: يمكننا أن نطمئن أنهم كانوا يعتقدون بذلك كله، ولكن متمثلاً في شخص النبي صلى الله عليه وآله، وبما يتناسب مع وعيهم وثقافتهم التي كانت في طور التكون والنمو. ومن الطبيعي أن الوعي ينمو ويتطور بمرور الزمن، كما أن الأفكار الحساسة لا يتم طرحها بصورة دفعية، بل بصورة تدريجية.
فالنتيجة التي نخرج بها من هذا الموضوع:
1 ـ التشيع هو الإسلام، وأن كل الصحابة الذين نحكم بإسلامهم ولا نعتقد بأنهم منافقون، فإنهم محكومون بالتشيع.
2 ـ حرمة انتقاص واغتياب كل صحابي كان على ظاهر الإسلام ولم يثبت نفاقه أو فسقه، ومات قبل النبي صلى الله عليه وآله، إلا بحكم استثنائي (ثانوي) .
3 ـ ضرورة البحث والتنقيب في حال الصحابة الذي بقوا أحياء بعد وفاة النبي؛ لننظر إن كانوا بقوا على التشيع (الإسلام) أم أنهم صاروا واقفية أو بكرية.
4 ـ المطلوب ليس هو إثبات شرعية التشيع في الإطار الإسلامي؛ لأن التشيع ـ بالصيغة التي طرحناها ـ يساوق الإسلام.
5 ـ نعم؛ البحث فيما بعد النبي صلى الله عليه وآله، يرتكز على إثبات أن الإمامة الربانية استمرت بعده؛ فيثبت بقاء التشيع وضرورة الانتماء إليه، أو على نفي هذه الإمامة بعد وفاة النبي؛ فيثبت حقانية المسار السني. وعلى كل حال: يكون التشيع أقدم مما يسمى بالتسنن؛ لأن التسنن إنما ينتج من القول بانقطاع الإمامة بعد وفاة النبي، فيكون التسنن فكراً حادثاً ـ على فرض ثبوته ـ بعد النبي، بينما التشيع ـ على فرض ثبوته ـ يكون هو الإسلام والاستمرار الطبيعي لحكم معروف في العهد النبوي.
هذا ما أردته طرحه، وأنتظر تقييم الأفاضل ونقد الزملاء.
والله ولي التوفيق.
ولكنني وصلت إلى قناعة جديدة أحب أن أذكرها هنا؛ لكي أستفيد من وجهة نظر الفضلاء والزملاء هنا، وأرى إن كانت فكرة سديدة، أم إنها من خزعبلات فكر غير المعصوم..!
تبتني الفكرة على تعريف التشيع بصيغة خاصة، وذلك بأن نقول إن التشيع هو: معرفة إمام الزمان المنصوب من قبل الله تعالى، والكون في طاعته.
ولما كان النبي صلى الله عليه وآله هو إمام الزمان في عصر الصحابة، فكل صحابي كان يعيش الإسلام ـ ولو ضعيفاً ـ فهو شيعي بهذا المعنى، وميتته ليست جاهلية؛ لأنه عرف إمام زمانه.
وأما أولئك الصحابة الذين بقوا أحياء إلى ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فنقول فيهم: إذا اعتقدوا بإمامة الإمام التالي، وهو الإمام علي عليه السلام، فهم قد بقوا على التشيع، وإن ارتدوا فهم كالواقفة الذين وقفوا على الإمام الكاظم، فهذه العينة من الصحابة يمكن القول بأنهم وقفوا على إمامة رسول الله، أو هم كالإسماعيلية الذين اختاروا إماماً لم ينصبه الله تعالى، وذلك بالقول بأن هذه العينة من الصحابة اختاروا أبا بكر أو غيره إماماً.
إذاً: المجمتع كله كان محكوماً بالتشيع، والذي حصل بعد ذلك هو الارتداد عن التشيع، أو البقاء عليه.
فإن سألتني: وهل كان الصحابة يعتقدون بإمامة الاثني عشر عليهم السلام؟
أجبتك: هذا ليس شرطاً في تحقق التشيع ما دام لم يتم تبليغه بعد، فالذي تم تبليغه هي إمامة النبي صلى الله عليه وآله، وكذا إمامة الإمام علي في أواخر العهد النبوي، وعلى قول: منذ أوائل العهد النبوي.
فإن قلت لي: ولكنه كان مجتمعاً يشتمل على الفسقة والمجرمين أيضاً؟
أجبتك: إننا لا نقصد بالتشيع ما ينفي الفسق، والشيعة ـ إلى يومك هذا ـ فيهم الصالح والطالح، ومجرد حكمنا على شخص بالتشيع لا يوجب حصانة له، فالتشيع الادعائي مرتبة، والتشيع الحقيقي مرتبة أخرى.
فإن سألتني: فهل تلتزم أن أمثال عمر بن الخطاب كانوا أيضاً من الشيعة؟
أجبتك: إن ثبت أن عمر كان يلتزم بإمامة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فهو شيعي، إلا أننا وجدنا الشواهد تدل على أنه لم يدخل التشيع منذ البداية.
ومن ذلك يتبين أن الإسلام هو التشيع.. فالإسلام في مرحلة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ينادي بإمامة إمام واحد، وفي مرحلة الإمام علي بإمامة إمامين، وفي مرحلة الإمام الحسن بإمامة ثلاثة.. وهكذا.
فإن سألتني: ولكن هكذا يكون الأئمة ثلاثة عشر، فما هو السر في معروفية الإمامية بالاثني عشرية؟
أجبتك: هذا من باب التمييز عن الفرق الأخرى؛ فإن الفرق الأخرى تلتزم بإمامة النبي صلى الله عليه وآله، ولا تلتزم بإمامة الاثني عشر.
فإن سألتني: ولكن هل كان الصحابة يعتقدون بالأمور التي يعتقد بها الشيعة الآن من العصمة والولاية التكوينية وغير ذلك؟
أجبتك: يمكننا أن نطمئن أنهم كانوا يعتقدون بذلك كله، ولكن متمثلاً في شخص النبي صلى الله عليه وآله، وبما يتناسب مع وعيهم وثقافتهم التي كانت في طور التكون والنمو. ومن الطبيعي أن الوعي ينمو ويتطور بمرور الزمن، كما أن الأفكار الحساسة لا يتم طرحها بصورة دفعية، بل بصورة تدريجية.
فالنتيجة التي نخرج بها من هذا الموضوع:
1 ـ التشيع هو الإسلام، وأن كل الصحابة الذين نحكم بإسلامهم ولا نعتقد بأنهم منافقون، فإنهم محكومون بالتشيع.
2 ـ حرمة انتقاص واغتياب كل صحابي كان على ظاهر الإسلام ولم يثبت نفاقه أو فسقه، ومات قبل النبي صلى الله عليه وآله، إلا بحكم استثنائي (ثانوي) .
3 ـ ضرورة البحث والتنقيب في حال الصحابة الذي بقوا أحياء بعد وفاة النبي؛ لننظر إن كانوا بقوا على التشيع (الإسلام) أم أنهم صاروا واقفية أو بكرية.
4 ـ المطلوب ليس هو إثبات شرعية التشيع في الإطار الإسلامي؛ لأن التشيع ـ بالصيغة التي طرحناها ـ يساوق الإسلام.
5 ـ نعم؛ البحث فيما بعد النبي صلى الله عليه وآله، يرتكز على إثبات أن الإمامة الربانية استمرت بعده؛ فيثبت بقاء التشيع وضرورة الانتماء إليه، أو على نفي هذه الإمامة بعد وفاة النبي؛ فيثبت حقانية المسار السني. وعلى كل حال: يكون التشيع أقدم مما يسمى بالتسنن؛ لأن التسنن إنما ينتج من القول بانقطاع الإمامة بعد وفاة النبي، فيكون التسنن فكراً حادثاً ـ على فرض ثبوته ـ بعد النبي، بينما التشيع ـ على فرض ثبوته ـ يكون هو الإسلام والاستمرار الطبيعي لحكم معروف في العهد النبوي.
هذا ما أردته طرحه، وأنتظر تقييم الأفاضل ونقد الزملاء.
والله ولي التوفيق.