شُبهة أحاديث سهو النبي صلى الله عليه وآله

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسمه تعالى ،

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،والعن عدوهم،،

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


(( شُبهة أحاديث سهو النبي صلى الله عليه وآله)).



قال الوهابي مُحتجا:
إنّكم معاشر الشيعة الإمامية تدعون العصمة المُطلقة للنبي صلى الله عليه وآله ،وللأئمة ثم نجد في كُتبكم أحاديث تُصرّح بأنّ النبي كان يسهو وبالتالي فإذا كان النبي يسهو ويجوز عليه السهو فمن باب أولى أنّ ذلك جائز على الإمام أيضاً،،!!

فأيّ عصمة تدعون ؟؟.



والردّ على هذه الشبهة على وجوه :

الوجه الاول:عرض الروايات التي يُفيد ظاهرها سهو النبي صلى الله عليه وآله .

الوجه الثاني : مذهب الامامية في سهو النبي صلى الله عليه وآله .

الوجه الثالث: أحاديث سهو النبي أحاديث آحاد .

الوجه الرابع:مُخالفة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله ،للروايات الصريحة في نفيه ،وللأحكام الشرعية .

الوجه الخامس: شهادة الإمام المعصوم عليه السلام ، بأنّ هذا حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله هو تقية .



ونبدأ على بركة الله تعالى فنقول:

بسم الله الرحمن الرحيم ،.




***الوجه الأول :عرض الروايات التي يُفيد ظاهرها سهو النبي صلى الله عليه وآله.


ذكر الكليني في كتابه الكافي ج 3 - ص 357ح6 :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ ؟ قال : وما ذلك ؟ قالوا : إنما صليت ركعتين ، فقال : أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال : نعم ، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا . وقال : إن الله هو الذي أنساه رحمة للأمة الا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل : ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذاك قال : قد سن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصارت أسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام .


وفي الاستبصار ج 1 - ص 370ح1409 :فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال : صليت بأصحابي المغرب فلما أن صليت ركعتين سلمت فقال : بعضهم إنما صليت ركعتين فأعدت فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام فقال : لعلك أعدت ؟ فقلت نعم فضحك ثم قال : إنما يجزيك أن تقوم وتركع ركعة إن رسول الله صلى الله عليه وآله سهى في ركعتين ثم ذكر حديث ذي الشمالين قال : ثم قام فأضاف إليها ركعتين


أقول:
والعجيب أنّ هذا الحديث رواه علي بن مهزيار عن فضالة عن سيف عن الحضرمي ولم يذكر فيه السطر الاخير ،إنّما توقف عند قول الامام عليه السلام ((تقوم وتركع ركعه)).
فيظهر أنّ الجملة الاخيرة زيادة على الحديث ، وأقل شي فهي محل شك ،.لمنافاتها ما تواتر من أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلى الله عليه وآله ، معصوم لا يزل ولا يخطئ ،.


وفي الكافي ج 3 - ص 355 ح1:محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ابن مهران قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ ؟ فقال : وما ذاك ، قال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتقولون مثل قوله ؟ قالوا : نعم ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو ، قال : قلت : أرأيت من صلى ركعتين وظن أنهما أربع فسلم وانصرف ثم ذكر بعد ما ذهب إنما صلى ركعتين ؟ قال : يستقبل الصلاة من أولها ، قال قلت : فما بال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يستقبل الصلاة وإنما أتم بهم ما بقي من صلاته ؟ فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يبرح من مجلسه فإن كان لم يبرح من مجلسه فليتم ما نقص من صلاته إذا كان قد حفظ الركعتين الأولتين.


أقول:
لو كان فعلا سهى النبي صلى الله عليه وآله ، لنزل عليه جبرائيل ونبّهه ، لا ذو الشمالين ،وهذا أشبه بالأحاديث التي رواه القوم أنّ ابو بكر وعمر يصححون للنبي أخطاؤه!! فتأمل.



*** الوجه الثاني :: مذهب الامامية في سهو النبي صلى الله عليه وآله .



قال المجلسي رضوان الله تعالى عليه في بحار الأنوار ج 11 - ص 90:الأول : مذهب أصحابنا الإمامية وهو أنه لا يصدر عنهم الذنب لا صغيرة " ولا كبيرة " ولا عمدا " ولا نسيانا " ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه ، ولم يخالف فيه إلا الصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد رحمهما الله ، فإنهما جوزا الإسهاء لا السهو الذي يكون من الشيطان ، وكذا القول في الأئمة الطاهرين عليهم السلام.


وقال شيخ الطائفة الطوسي في الاستبصار ج 1 - ص 371:فبين ( ع ) في هذا الخبر أن من لا يدري ما صلى يجب عليه الإعادة دون من تيقن مع أن في الحديثين ما يمنع من التعلق بهما وهو حديث ذو الشمالين وسهو النبي صلى الله عليه وآله وذلك مما تمنع منه الأدلة القاطعة في أنه لا يجوز عليه السهو والغلط صلى الله عليه وآله.


وقال أيضاً في الرسائل العشر ص 96 :مسألة : نبينا محمد صلى الله عليه وآله معصوم - من أول عمره إلى آخره ، في أقواله وأفعاله وتروكه وتقريراته - عن الخطأ والسهو والنسيان ، بدليل أنه لو فعل المعصية لسقط محله من القلوب ، ولو جاز عليه السهو والنسيان لارتفع الوثوق من إخباراته ، فتبطل فائدة البعثة ، وهو محال.


وقال رضي الله عنه أيضاً في مقدمة كتابه المبسوط في وصف أهل البيت عليهم السلام ص1:
وجعلهم معصومين من الخطأ مأمونين عليهم السهو والغلط ليأمن بذلك من يفزع إليهم من التغيير والتبديل والغلط والتحريف فيكون بذلك واثقا بدينه قاطعا على وصوله إلى الحق الذي أوجبه الله تعالى عليه وندبه إليه .


وقال العلامة الحلي في كتابه تذكرة الفقهاء ج 3 - ص 274 :وخبر ذي اليدين عندنا باطل ، لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز عليه السهو.



وقال العلامة الحلي أيضا في الرسالة السعدية ص 72 :البحث الثاني في : أنه لا يجوز عليه السهو اختلف المسلمون هنا . فذهبت طائفة : إلى أن النبي صلى الله عليه وآله ، لا يجوز عليه الخطأ ، ولا السهو . وذهبت طائفة أخرى : إلى جواز ذلك ، حتى قالوا : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان يصلي الصبح يوما ، فقرأ مع ( الحمد ) ، ( والنجم إذا هوى ) ، إلى أن وصل إلى قوله تعالى : * ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) * ، قرأ : ( تلك الغرانيق الأولى ، منها الشفاعة ترتجى ( ثم استدرك ) ، وهذا في الحقيقة كفر . وأنه صلى يوما العصر ركعتين وسلم ، ثم قام إلى منزله ، فتنازعت الصحابة في ذلك ، وتجاذبوا في الحديث ، إلى أن طلع النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : فيم حديثكم ؟ فقالوا : يا رسول الله : أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ فقال : لم يقصر ولم أنس ، فما شأنكم ؟ قالوا : يا رسول الله ! صليت العصر ركعتين . فلم يقبل النبي حتى شهد بذلك جماعة ، فقام وأتم صلاته ، وهذا المذهب في غاية الرداءة . والحق : الأول ، لوجوه : فإنه لو جاز عليه السهو والخطأ ، لجاز ذلك في جميع أفعاله ، ولم يبق وثوق بإخباراته عن الله تعالى ، ولا بالشرايع والأديان ، جواز أن يزيد فيها وينقص سهوا ، فتنتفي فائدة البعثة ..


وقال الشيخ نصير الدين الطوسي نقلا عنه في البحار ج 17 - ص 109:وقال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : ويجب في النبي صلى الله عليه وآله العصمة ليحصل الوثوق ، فيحصل الغرض ، ولوجوب متابعته وضدها ، وللانكار عليه ، وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو ، وكلما ينفر عنه من دناءة الآباء وعهر الأمهات والفظاظة والغلظ والابنة وشبهها والاكل على الطريق وشبهه.


وقال المحقق النراقي في مستند الشيعة ج 12 - ص 92:وإلى ما دل على زيادة علي عليه السلام - مع كونه معصوما عن السهو والنسيان - كصحيحتي ابن وهب وزرارة.


وقال السيد علي الطباطبائي في رياض المسائل ج 13 - ص 41:وهو كما ترى ، لكونه بعد تسليم دلالة الآية على ذلك قياسا فاسدا ، لا أولوية فيه أصلا بل مع الفارق جدا ، لأنه ( صلى الله عليه وآله ) معصوم فبعصمته وقوة حافظته لا يحتاج إليها ، ولأنه ( صلى الله عليه وآله ) يمتنع عليه السهو والنسيان قطعا ، خصوصا مع نزول الوحي إليه مكررا ، ولا كذلك القاضي من قبله.


وقال القاضي ابن البراج في جواهر الفقه ص 248:( مسألة 30 ) جميع الأنبياء كانوا معصومين ، مطهرين عن العيوب والذنوب كلها ، وعن السهو والنسيان في الافعال والأقوال ، من أول الأعمار إلى اللحد ، بدليل انهم لو فعلوا المعصية أو يطرأ عليهم السهو لسقط محلهم من القلوب ، فارتفع الوثوق والاعتماد على أقوالهم وافعالهم ، فتبطل فائدة النبوة ، فما ورد في الكتاب ( القرآن ) فيهم فهو واجب التأويل .



وقال الشيخ المفيد في النكت الاعتقادية ص 37:
فإن قيل : ما الدليل على أنه معصوم من أول عمره إلى آخره ؟ فالجواب : الدليل على ذلك أنه لو عهد منه في سالف عمره سهو أو نسيان لارتفع الوثوق عن إخباراته ولو عهد منه خطيئة لنفرت العقول من متابعته فتبطل فائدة البعثة.


وقد ألف الشيخ المفيد كتاباً أطلق عليه "عدم سهو النبي صلى الله عليه وآله"،وقال ص29:
ولو جاز أن يسهو النبي عليه السلام في صلاته وهو قدوة فيها حتى يسلم قبل تمامها وينصرف عنها قبل كمالها، ويشهد الناس ذلك فيه ويحيطوا به علما من جهته، لجاز أن يسهو في الصيام حتى يأكل ويشرب نهارا في رمضان بين أصحابه وهم يشاهدونه ويستدركون عليه الغلط، وينبهونه عليه، بالتوقيف على ما جناه ولجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا ولم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك حتى يطأ المحرمات عليه من النساء وهو ساه في ذلك ظان انهم ازواجه ويتعدى من ذلك إلى وطي ذوات المحارم ساهيا. ويسهو في الزكاة فيؤخرها عن وقتها ويؤديها إلى غير أهلها ساهيا، ويخرج منها بعض المستحق عليه ناسيا. ويسهو في الحج حتى يجامع في الاحرام، ويسعى قبل الطواف ولا يحيط علما بكيفية رمي الجمار، ويتعدى من ذلك إلى السهو في كل أعمال الشريعة حتى يقلبها عن حدودها، ويضيعها في أوقاتها، ويأتي بها على غير حقائقها، ولم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشر بها ناسيا أو يظنها شرابا حلالا، ثم يتيقظ بعد ذلك لما هي عليه من صفتها، ولم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه وعن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون مغصوبا في الاداء . وتكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه وبين أمته، كما كانت الصلاة عبادة مشتركة بينهم، حسب اعتلال الرجل - الذي ذكرت أيها الاخ عنه ما ذكرت من اعتلاله - ويكون أيضا ذلك لاعلام الخلق انه مخلوق ليس بقديم معبود. وليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا. وهذا - أيضا - سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة.



وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قبة الرازي نقلاً عنه في كتابه كمال الدين ص 60 :وأما قول المعتزلة : إنا قد علمنا يقينا أن الحسن بن علي عليهما السلام مضى ولم ينص فقد ادعوا دعوى يخالفون فيها وهم محتاجون إلى أن يدلوا على صحتها وبأي شئ ينفصلون ممن زعم من مخالفيهم أنهم قد علموا من ذلك ضد ما ادعوا أنهم علموه . ومن الدليل على أن الحسن بن علي عليهما السلام قد نص ثبات إمامته ، وصحة النص من النبي صلى الله عليه وآله ، وفساد الاختيار ، ونقل الشيع عمن قد أوجبوا بالأدلة تصديقه أن الامام لا يمضي أو ينص على إمام كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كان الناس محتاجين في كل عصر إلى من يكون خبره لا يختلف ولا يتكاذب كما اختلفت أخبار الأمة عند مخالفينا هؤلاء وتكاذبت وأن يكون إذا أمر ائتمر بطاعته ولا يد فوق يده ولا يسهو ولا يغلط وأن يكون عالما ليعلم الناس ما جهلوا ، وعادلا ليحكم بالحق ، ومن هذا حكمه فلا بد من أن ينص عليه علام الغيوب على لسان من يؤدي ذلك عنه إذ كان ليس في ظاهر خلقته ما يدل على عصمته.



وقال السيد الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه في الحكومة الإسلامية صفحة 91 :الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين

وقال زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي قدس الله سره في شرحه في كتاب الصلاة ج 4 - ص 462:فلا بد إذا من رد علمها إلى أهله سيما مع اشتمال بعضها على سهو النبي صلى الله عليه وآله واتيانه بسجدتي السهو المنافي لأصول المذهب.


وقال أيضا في نفس الكتاب ج 6 - ص 329:
هذا وربما يستدل أيضا بجملة من الروايات الواردة في سهو النبي صلى الله عليه وآله في صلاة الظهر وتسليمه على الركعتين المشتملة على قصة ذي الشمالين وأنه صلى الله عليه وآله بعد أن سأل القوم وتثبت من سهوه تدارك الركعتين ثم سجد سجدتين للسهو ، وفي بعضها كصحيح الأعرج التصريح بأنه صلى الله عليه وآله سجد سجدتين لمكان الكلام .
وفيه أولا : إن هذه الروايات في أنفسها غير قابلة للتصديق ، وإن صحت أسانيدها لمخالفتها لأصول المذهب . على أنها معارضة في موردها بموثقة زرارة المصرحة بأنه صلى الله عليه وآله لم يسجد للسهو قال : سألت أبا جعفر ( ع ) هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ قال : لا ولا يسجدهما فقيه فلا بد من ارتكاب التأويل أو الحمل على التقية أو الضرب عرض الجدار.


وقال الشيخ حسن كاشف الغطاء قدس سره في شرح المقدمة في البحث الحادي والثلاثون:...وما دلَّ من الأخبار على حصول النقيصة والتحريف مطلقاً أو على نقيصة خاصة مطرّح وحكمه كحكم أخبار السهو على النبي (ص) ..




وقال المرجع الشيخ التبريزي قدس سره في كتاب الأنوار الالهية في المسائل العقائدية :
ونحن قد أجبنا عن ذلك في بحوثنا في كتاب الصلاة (مبحث أوقات الصلوات) وقلنا إن في نفس تلك الروايات الواردة عن أئمتنا (عليهم السلام) قرينة تدل على أنها صدرت تقية ومراعاة لروايات العامة، وقد ذكرنا هناك أن الصحيح ما عليه مشهور علمائنا الأبرار من عدم إمكان السهو على النبي والإمام صلوات اللّه عليهم حتى في الموضوعات الخارجية; لأن هذا مما يوهن أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)والإمام (عليه السلام) ويوجب الارتياب والشك للناس بالنسبة إلى بيان الأحكام الشرعية أيضاً.


وقد ألّف الشيخ التبريزي رحمه الله تعالى ،كتاباً سماه" نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله" قال فيه :
وفي هذه الروايات إشكال وإن نقل بعضها بسند معتبر، والذي تفيده بعض القرائن والخصوصيات أنها وردت عن الأئمة (ع) على نحو التقية، وبهذه الروايات وأمثالها يعرف مقدار الابتلاء الذي ابتلي به أئمتنا (ع)، والظروف الصعبة التي مرت عليهم (ع).


وقال السيد محمد صادق الروحاني في فقه الصادق عليه السلام - ج 6 - شرح ص 24:وأستدل له بالنصوص المتضمنة لأن النبي ( ص ) سهى يوما وسلم في الركعة الخامسة وسألوه عن ذلك وتكلم معهم ، ثم سجد السجدتين بعد اتمام الصلاة لمكان الكلام . وفيه إنها مخالفة لأصول المذهب ، ولما دل على أنه ( ص ) لم يسجد سجدتي السهو ولم يسجدهما فقيه أي الإمام .




*** الوجه الثالث:أحاديث سهو النبي أحاديث آحاد .


قال الشيخ المفيد رضي الله عنه في كتابه" عدم سهو النبي صلى الله عليه وآله"ص 20:الحديث الذي روته الناصبة ، والمقلدة من الشيعة أن النبي صلى الله عليه وآله سها في صلاته ، فسلم في ركعتين ناسيا ، فلما نبه على غلطه فيما صنع ، أضاف إليها ركعتين ، ثم سجد سجدتي السهو ، من أخبار الآحاد التي لا تثمر علما ، ولا توجب عملا ، ومن عمل على شئ منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين ، وقد نهى الله تعالى عن العمل على الظن في الدين ، وحذر من القول فيه بغير علم ويقين . فقال : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ). وقال : ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) . وقال : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا . وقال : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا ). وقال : ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ). ومن أمثال ذلك في القرآن مما يتضمن الوعيد على القول في دين الله بغير علم ، والذم والتهديد لم عمل فيه بالظن ، واللوم له على ذلك ، والخبر عنه بأنه مخالف الحق فيما استعمله في الشرع والدين . وإذا كان الخبر بأن النبي صلى الله عليه وآله سها من أخبار الآحاد التي من عمل عليها كان بالظن عاملا ، حرم الاعتقاد بصحته ، ولم يجز القطع به ، ووجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله ( عليه السلام ) وعصمته ، وحراسة الله تعالى له من الخطأ في عمله ، والتوفيق له فيما قال وعمل به من شريعته ، وفي هذا القدر كفاية في إبطال مذهب من حكم على النبي ( عليه السلام ) بالسهو في صلاته ، وبيان غلطه فيما تعلق به من الشبهات في ضلالته .




***الوجه الرابع :مُخالفة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله ،للروايات الصريحة في نفيه ،وللأحكام الشرعية.


وقد جاء الأخبار صريحة في نفي السهو عن نبي الله صلى الله عليه وآله ،وعلى جميع الأنبياء وجميع الأوصياء ،منها :

ما ذكره شيخ الطائفة الطوسي في كتاب التهذيب ج 2 - ص 350 ح42 :عنه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام : هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ فقال : لا ولا يسجدهما فقيه .

قال السيد الخوئي في كتاب شرح الصلاة ج 6 - ص 329((موثقة )).
وقال الشيخ مرتضى الحائري في كتاب خلل الصلاة واحكامها ص 643(( معتبر )).
وقال آقا رضا الهمداني في مصباح الفقيه ج 2 ق 2 - ص 589((موثقة)).
وقال الميرزا القمي في مناهج الأحكام ص576((موثقة)).


وهذه الرواية صريحة في نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله ،ذلك لأنّ السهو معناه " الغفلة عن الشيئ وذهاب القلب عنه " .كما قال الفراهيدي في كتاب العين ج4 ص71 .

فالسهو معناه :الغفلة عن الشيئ وذهاب القلب عنه الى غيره ،.والتركيز والإنتباه يلعب دور مضاد للسهو ،حيث إنّ سبب السهو عن الشيئ هو عدم الإنتباه وضعف التركيز الى درجة جعلت الإنسان يسهى عن شيئ اعتاد عليه يومياً.فنجد هذا الرجل الذي يقود السيارة في الشارع ،تحطيه من كُل الجهات سيارات ،فلا بدّ من أن يكون منتبه في القيادة للسيارة التي هو فيها ،كي يحافظ على روحه ونفسه ، لكن حينما يحدث اصطدام سيارة، نجد أن السبب في ذلك هو سهو القائد للسيارة ،عن الشارع وعن المسير إما بانشغال ذهنه في أمر ما ،أو بانشغاله بتلفون ،.

كذلك الذي يُصلي ويسهو ، فلا يمكن أبداً أن نقول أنّ قلب وذهن هذا الرجل الذي سهى في صلاته ،كان خاشعاً لله في صلاته وعبادته ،لأنّ الخاشع المرتبط ارتباط كُليا مع الله في صلاته ،لا يمكن أن يسهو ،كما أنّ القائد للسيارة لا يمكنه أن يصدم سيارة إذا كان متنبه للقيادة ومطبقاً لشروطها.

لذلك فالقول بأنّ النبي صلى الله عليه وآله يسهو في الصلاة،قول غير صحيح.

وقد علّق الشيخ الطوسي على الرواية قائلاً:" الذي أفتى به ما تضمنه هذا الخبر ".


ومنها ما رواه الشيخ الكليني في الكافي ج 1 - ص 284 ح4 : محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ما علامة الامام الذي بعد الامام ؟ فقال : طهارة الولادة وحسن المنشأ ، ولا يلهو ولا يلعب .


وقال المجلسي في مرآة العقول ج‏3،ص: 206((صحيح)).
وقال الشيخ هادي النجفي في الموسوعة ج6ص312((الرواية صحيحة الاسناد)).

وهذه الرواية صريحة في نفي اللهو عن الإمام الذي هو فرع من النبي صلى الله عليه وآله ،
ومعنى "لا يلهو" أي لا يغفل عن الحق ،ولا ينشغل عنه بغيره ،.

وقال ابن منظور في لسان العرب ج15ص259:يقال : لهوت بالشيئ ألهو به لهواً،وتلهيّت به ، إذا لعبت به ،وتشاغلت وغفلت به عن غيره ،ولهبت عن الشيئ _بالكسر_ألهى _بالفتح_لهياً ولهياناً إذا سلوت عنه وتركت ذكره وإذا غفلت عنه واشتغلت .

وقد قال المجلسي في مرآة العقول ج‏3،ص: 206:" لا يلهو"أي لا يغفل عما يصلحه في شي‏ء من أحواله‏.انتهى.

وهذا هو عدم السهو ،وقد مرّ ان السهو هو الغفلة عن الشي ،.


ومنها ما رواه الكليني أيضا في الكافي ج 1 - ص 203:محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليه السلام و صفاتهم : ....اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقية من آدم عليه السلام وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله لم يزل مرعيا بعين الله ، يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، ، معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر ...الخ.

قال المجلسي في مرآة العقول ج‏2، ص: 400((صحيح)).
قال الشيخ هادي في الموسوعةج4 ص365((الرواية صحيحة الاسناد)).

أقول: وفي هذه الرواية تصريح أن الإمام عليه السلام الذي هو فرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوما من الزلات،وهذا خلاف السهو لأنّ السهو يعتبر من الزلل والخطأ والعثرة .


ثمّ إنه ورد في الأحاديث التي نسبت السهو للنبي صلى الله عليه وآله ما يلي :
((يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ ؟ قال : وما ذلك ؟ قالوا : إنما صليت ركعتين ، فقال : أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال : نعم ، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا)).

(:) يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ ؟ فقال : وما ذاك ، قال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتقولون مثل قوله ؟ قالوا : نعم ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو.. ))

وهذا يعني أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلى ركعتين من الظهر فسلم ،ثم تكلم مع أصحابه عمداً ثم بعد ذلك أتّم الصلاة !!!

وهذا مُخالف لما هو ثابت عند المذهب الشيعي من أنّ الكلام العمدي مُبطل للصلاة ،حيث جاء
في كتاب الخلاف للشيخ الطوسي - ج 1 - ص 402:مسألة 154 : من تكلم في الصلاة عامدا بطلت صلاته ، سواء كان كلامه متعلقا بمصلحة الصلاة أو لم يتعلق .

وكذلك ذكر في الحديث الذي ينسب السهو لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،أنّه سجد بهم سجود السهو جماعة !! كما في الحديث الذي رواه سعيد الاعرج " فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو ".

وهذا أيضا مخالف لما عليه الشيعة اذ ان سجدتي السهو لا يؤتى بها جماعة .عصمة الانبياء للشيخ قيصر التميمي ص342.



***الوجه الخامس: شهادة الإمام المعصوم عليه السلام ، بأنّ هذا حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله هو تقية .


لقد مرّ كلام الشيخ التبريزي أنّ هذه الاحاديث انما جاءت على وجه التقية ،لموافقتها للعامة وما رووا نفس الحديث في صحيح البخاري (5/2249)ح5704 :
حدثنا حفص بن عمر حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا محمد عن أبي هريرة
: صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم الظهر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ووضع يده عليها وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا قصرت الصلاة . وفي القوم رجل كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعوه ذا اليدين فقال يا نبي الله أنسيت أم قصرت ؟ فقال ( لم أنس ولم تقصر ) . قالوا بل نسيت يا رسول الله قال ( صدق ذا اليدين ) . فقام فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم وضع مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر .



وقد قال الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه : إن أهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق ، وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة .البحار ج 2 - ص 220.


وكان أئمة أهل البيت عليهم السلام في بعض الأحيان يحدثون على وجه التقية فيكون الحديث موافقاً للعامة ،
وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن أبي ، عن سعد ، عن محمد بن الوليد والسندي ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن بشير وحريز ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : إنه ليس شئ أشد علي من اختلاف أصحابنا ، قال : ذلك من قبلي . بيان : أي بما أخبرتهم به من جهة التقية وأمرتهم به للمصلحة.البحار ج 2 - ص .236


وقد تواتر عندنا قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه . الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج 1 - ص 577.

ومما يدلّ على أنّ أحاديث سهو النبي صلى الله عليه وآله جاءت على وجه التقية هو ما رواه الشيخ في التهذيب "الحسن بن أيوب ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه ."البحار ج 2 - ص 252
وقال السيد محسن الحكيم على هذه الرواية أنّها موثقة في كتاب المحكم في أصول الفقه ج 6 - ص 186.


والإمام يقصد بقوله ((قول الناس))،أي العامة وهذا خير دليل على أنّ هذه الاحاديث التي تنسب السهو للنبي صلى الله عليه وآله ،هي على وجه التقية ،.



***الوجه السادس:ما ذكره الصدوق وشيخه ابن الوليد.

نقول بإختصار ، إنّ ما ذهب إليه الصدوق وشيخه هو أمر شاذ ،والصدوق لم ينسب السهو الذي يتدخل فيه الشيطان للنبي ،وإنما قال انّ الله يسهيه ،وهو الاسهاء ،.
والصدوق لم يطعن في العصمة ،وذلك أنّه كان يرى أنّ نظرية الإسهاء لا تعتبر نقصا ولا منافيا للعصمة المطلقة .

فقال في كتابه الاعتقادات ص 96:قال الشيخ أبو جعفر - رضي الله عنه - : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون ذنبا ، لا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون . ومن نفي عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم. واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل .


وأيضا قد خالف المذهب السني القاضي عياض في كتابه الشفا ،ج2ص193:
فصل وأما أقواله الدنيوية من أخباره عن أحواله وأحوال غيره وما يفعله أو فعله فقد قدمنا أن الخلف فيها ممتنع عليه في كل حال وعلى أي وجه من عمد أو سهو أو صحة أو مرض أو رضى أو غضب وأنه معصوم منه صلى الله عليه وسلم.





والحمدُ لله ربّ العالمين،،



جابر المُحمدي المهاجر،،


هذه إضافة للوجه الثاني :

وقال الشيخ الأنصاري في الرسائل الفقهية ص 322 :.. وكون نفس السهو نقصا دون نفس النوم ، لا ينافي كون هذا الفرد من النوم أنقص ، لكشفه عن تقصير صاحبه ولو في المقدمات . وبالجملة ، فصدور هذا مخالف لما يحصل القطع به من تتبع متفرقات ما ورد في كمالاتهم وعدم صدور القبائح منهم فعلا وتركا في الصغر والكبر عمدا أو خطأ .



هذه إضافة أيضاً للوجه الثاني :


البحار للمجلسي ج 17 - ص 110:
وقال الشهيد رحمه الله في الذكرى : وخبر ذي اليدين متروك بين الامامية لقيام الدليل العقلي على عصمة النبي صلى الله عليه وآله عن السهو ، لم يصر إلى ذلك غير ابن بابويه .


البحار ج 17 - ص 110:وقال المحقق رحمه الله في النافع : والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة .


وقد نقل المحقق البحراني في الحدائق الناضرة اجماع الامامية على نفي السهو على النبي صلى الله عليه وآله إلا الصدوق وشيخه ورأي الصدوق وشيخه إنّما قام عندهما حينما ثبت لهما أنّ الإسهاء لا ينافي العصمة . ج 6 - ص 273.

والحمدُ لله ربّ العالمين،

جابر المحمدي المهاجر،،


بسمه تعالى ،

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

لقد تكلمنا حول نسيان الائمة عليهم السلام وأنه لا يجوز عليهم ،,.
فأحب ان اضيف رواية صحيحة الاسناد في الوجه الرابع وهو :مُخالفة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله ،للروايات الصريحة في نفيه ،وللأحكام الشرعية.


الامامة والتبصرة ص54ح38:
سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد ابن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل : عن أبي جعفر عليه السلام ، ( عن آبائه )قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأمير المؤمنين عليه السلام : أكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، وتخاف علي النسيان ؟ فقال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن أكتب لشركائك ، قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله ؟ ! قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء . وهذا أولهم ، وأومى إلى الحسن ، ثم أومى إلى الحسين عليهما السلام ، ثم قال : الأئمة من ولده عليهم السلام.


الرواية صحيحة الاسناد،وقال عنها النجفي في الموسوعةالاسنادج 11 - ص 339((حسنة الاسناد)).


والرواية صريحة في نفي النسيان على الامام عليه السلام ،فقول رسول الله صلى الله عليه وآله صريح في ذلك حيث قال :
[لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ].

واللا في قوله ولا ينسيك لا النافية ،وكذلك قوله صلى الله عليه وآله "لستُ أخاف عليك النسيان" ،فلو كان الامام علي عليه السلام ينسى لما قال له النبي صلى الله عليه وآله "لست أخاف عليك النسيان".
جابر المحمدي المهاجر،