كيف يجيب الوهابية عن هذا الإشكال: أنتم تعبدون النبي صلى الله عليه وآله؟

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


كيف يجيب الوهابية عن هذا الإشكال؟
أنتم ـ أيها الوهابية ـ تعبدون النبي صلى الله عليه وآله


لست أزعم أنَّ هذا الموضوع يمكن أن يحول الوهابي إلى سني أو إلى شيعي، بل الذي أرمي إليه هو تصحيح فكرة الوهابية حول العبادة..

ويرتكز هذا الموضوع على توجيه إشكالية، هي في الحقيقة إشكالية يستوي فيها السنة والشيعة جميعاً، إلاّ أن هذا لا يعني أن الجميع يستطيع الإجابة عنه بشكل صحيح؛ لأنَّ قواعد بعض المسلمين يمكن أن تجعلهم في ورطة عند محاولة الإجابة، فيعجز عن الإجابة، بينما لا يعجز الآخر..

ولما كان فهم الوهابية للعبادة غير صحيح، فإن مبناهم في العبادة سيجعلهم ـ في تصوري ـ عاجزين عن الإجابة الصحيحة، فإما أن يغيروا مبناهم وما يؤمنون به في تعريف العبادة، وإما أن يعترفوا بأنهم مشركون..

وقبل أن أطرح الإشكالية أريد أن أعترف أن هذه الإشكالية هي من بنات أفكار شخص غير معصوم، وإذا أقنعني أحد الزملاء ـ ولو كان وهابياً ـ بخطئي وعدم جدوائية هذه الإشكالية، فإنني سأكون شاكراً.

وأتوقع أن يتم إهمال الإشكال من قبل الزملاء الوهابية، فالرجاء ممن يمتلك القدرة على الإجابة وفق مبنى الوهابية أن يتصدى لذلك لنعرف مدى جدوائية الإشكالية، فالغرض هو البحث العلمي في سبيل إنضاج فكرنا ومسارنا الحواري.. وإليكم الإشكال الموجه إلى الوهابية.

نقول للوهابية ـ على سبيل الاتهام ـ : أنتم تعبدون النبي صلى الله عليه وآله.

فإن سألتمونا على دليل هذه التهمة، أجبناكم: أنتم تقولون في الصلاة: السلام عليك أيها النبي.

فإن سألتم: وكيف يكون التسليم دليلاً على العبادة، أجبنا: لأنَّ التسليم على النبي ـ بهذه الصيغة ـ يعني أن الذي تخاطبونه في الصلاة هو النبي.

فإن قلتم: فإن كان المخاطب هو النبي، فكيف يكون هذا دليلاً على أن المخاطب هو المعبود؟

أجبنا: لأن الصلاة (العبادة) هي توجه إلى المعبود، فالذي يخاطب فيها هو الإله، فلما خاطبتم النبي أثناء الصلاة، دل ذلك أن النبي معبودكم. فإما أن النبي هو إلهكم الذي تقولون له من قيام : (اهدنا الصراط المستقيم) ، أو أن النبي هو إلهكم الآخر إضافة إلى الله الرحمن الرحيم.

ونعطيكم دليلاً آخر على أن النبي عندكم معبود:

إنكم حين تسلمون على النبي، لا تتوجهون إلى قبره، بل ربما كان قبره خلف ظهوركم، بل تبقون متوجهين إلى الكعبة، والكعبة هي الوجهة العبادية، فدل ذلك أن من تخاطبونه ـ أي النبي ـ حين التوجه إلى الكعبة هو إلهكم الذي تعبدونه.

فيتأكد بذلك أنكم تعبدون النبي، إما وحده، وإما كشريك لله تعالى كما أوضحنا أعلاه.

ومما يؤكد هذه التهمة أنَّ العديد من علمائكم يقبلون بمشروعية السجود لغير الله تعالى في تاريخ بعض الأنبياء، فقد قبل غير واحد من علمائكم أن أبوي يوسف ـ عليه السلام ـ مع إخوته خروا له سجداً، وهو نص القرآن الكريم الذي يؤمن به الوهابية، فهذا دليل على أن عبادة غير الله لها جذور تاريخية قرآنية في الفكر الوهابي.

فكيف تدفعون هذه التهمة، وكيف تثبتون وتبينون لمن يتهمكم بهذا الاتهام ويتصور عنكم هذا التصور، أنكم لستم تعبدون النبي.

لقد ذكرنا عدة أدلة تؤكد التهمة، ونريد أن نرى كيف سيقوم الوهابية بتفنيدها.

لا نريد من الوهابية أن يقولوا: أنتم أيضاً تشتركون معنا في هذا الاتهام، فما تجيبون به، فنحن أيضاً نجيب به. لأننا ـ كما أوضحنا في البداية ـ نختلف في القواعد والمتبنيات، وهي تؤثر في كيفية الإجابة، ونعتقد أن الوهابية لا يستطيعون الإجابة على أساس قواعدهم. فإما أن يغيروا قواعدهم، وإما أن يقبلوا التهمة لتتحول إلى إدانة.

وربما سنحت الفرصة ـ فيما بعد ـ لبيان كيفية إجابتنا ـ نحن كإمامية ـ عن هذه الشبهة؛ كونها موجهة إلى الجميع..

الرجاء ثم الرجاء ثم الرجاء من أحبتي وسادتي شيعة أهل البيت ألا يطرحوا الإجابة وفق مباني الإمامية.. نريد أن نرى كيف سيخرج الوهابية من هذه الورطة.. ولا إخالهم خارجين..

والله من وراء القصد.

والحمد لله أولاً وآخراً.​