زبدة البيان في مقتل عثمان بن عفان

الفضل بن شاذان

الفضل بن شاذان
11 مايو 2010
7
0
0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين المنتجبين

إن من أعظم المصائب التي ابتلي بها التاريخ الإسلامي كذب الرواة وطمسهم للحقائق ، فلا نكاد نجد خبرا إلا وقد ورد ضده ولا رواية إلا وقد جاءنا ما يناقضها

فوصلنا نتيجة لذلك تاريخ مشوه مليء بالأكاذيب والأباطيل بل وأصبحت تلك الأكاذيب والموضوعات حقائق يصعب رفضها أو حتى النقاش فيها

وكانت أوائل الفترات التي كثر الكذب فيها هي حقبة مقتل عثمان أو ما يسمى بـ " فتنة مقتل عثمان "

ولأن هذه الفترة من التاريخ الإسلامي امتاز فيها الحق من الباطل وسقطت فيها عدالة الصحابة شر سقوط رأينا أن نضع هذه المسألة على بساط البحث لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ

وسنتناول في بحثنا ما يلي من نقاط رئيسة :

1- مثالب عثمان
2- المحرضون على قتله
3- المباشرون لقتله
4- مناشدة عثمان للصحابة
5- الكتاب المشبوه
6- أكاذيب وردت في مقتل عثمان
7- الخاتمة


وسيكون بحثنا مدعوما بأصح الروايات وأقواها على منهج القوم حتى تتضح الحقيقة إن شاء الله تعالى وأن عثمان قتله عمله أو كما قال أمير المؤمنين " انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته "


عندما يذكر القوم خلافة عثمان ، نراهم يدعون أنها كانت امتدادا لخلافة الشيخين كلها عدل ومساواة لا جور فيها ولا إجحاف وهذا بالطبع من الكذب المفضوح

فعند التمحيص ، نرى أن الروايات المتواترة قد نصت على خلاف ذلك ، فخلافة عثمان كان الجور فيها قد بلغ مداه والظلم قد تفشى وانتشر

فتعال معنا أيها القارئ نرى الأمور التي أدت إلى قتل عثمان بهذه الطريقة




مثالب عثمان بن عفان


1- تقديم بني أمية على سائر الناس


من أولى المسائل التي جعلت الناس تنقم على عثمان كان توليته أقاربه من بني أمية على رقاب العباد بعد عزله كبار الصحابة عن الولايات وقد أقر عثمان نفسه بهذا الأمر كما في الخبر التالي

مسند أحمد - (ج 1 / ص 417)
حدثنا عبد الصمد حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال عثمان رضي الله عنه لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان رضي الله عنه ألا أحدثكما عنه يعني عمارا أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت

وهذا إسناد قوي رجاله ثقات

وفي الحديث بتر ظاهر قد أبانته رواية ابن شبة في تاريخه

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1098)
حدثنا القاسم بن الفضيل قال، حدثني عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمار فقال: إني سائلكم، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال: لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار: على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه، ثم بعث إلى بني أمية فقال: أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت. فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا إن أقول له مثل ما قال، وما كان لي على قسره من سبيل، اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث، بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو. فقال: والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكوه إليه. فأتوا عثمان. فقال: سأحدثكم عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال أبوه: يا رسول الله أكل الدهر هكذا ؟ قال: قال: اصبر ياسر: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت

وقد أخرج الرواية العقيلي في ضعفائه ومن المضحك أنه أعلها بعبد الله بن عبد القدوس مع أنها أتت من طريق آخر ليس فيه عبد الله بن عبد القدوس كما في المسند وتاريخ المدينة

الضعفاء الكبير للعقيلي - (ج 4 / ص 334)
ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن الحسين القومسي قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : خطب عثمان بن عفان على الناس فقال : إنكم قد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي بني هاشم ويؤثرهم ، وإني والله لو ملكت مفاتيح الجنة لجعلتها في بني أمية ، وقد ملكت مفاتيح الدنيا وسأعطيهم على رغم أنف من رغم فذكر الحديث . ليس له أصل ، ولا يعرف إلا به ، أو من هو في مثل حاله ومذهبه

وخلط عثمان بين بني هاشم وبني أمية خلط خاطئ

فبنو هاشم شرفهم الله وكرمهم ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعطيهم دون وجه حق

أما عثمان فعطاؤه وتقديمه لبني أمية كان دون وجه حق كما سيأتي إن شاء الله تعالى



2- نفي أبي ذر إلى الربذة وتكذيبه

كانت مسألة نفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى الربذة من أشهر مثالب عثمان وكان لا بد للقوم من إيجاد مخرج لعثمان منها فزعموا أن أبا ذر هو من طلب خروجه للربذة زورا وبهتانا بل الثابت أن عثمان هو من أخرجه والأحاديث الصحيحة تشهد بذلك

ورووا في ذلك خبرا مكذوبا أسندوه إلى أم ذر زوجة أبي ذر

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر - تعني إلى الربذة - ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها " .

ومن أوائل من دافع عن عثمان في ذلك كان الحافظ ابن عساكر في تاريخه حيث قال

تاريخ دمشق - (ج 66 / ص 202)
قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله ولم يسير عثمان أبا ذر لكنه خرج هو إلى الربذة لما تخوف من الفتنة التي حذره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلما خرج عقيب ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين عثمان ظن أنه هو الذي أخرجه

وهذا تكذيب للحديث النبوي الصحيح

مسند أحمد - (ج 56 / ص 117)
حدثنا هاشم قال ثنا عبد الحميد قال ثنا شهر قال حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته يضطجع فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أراك نائما قال أبو ذر يا رسول الله فأين أنام هل لي من بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أنت إذا أخرجوك منه قال إذن ألحق بالشام فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها قال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال إذن أرجع إليه فيكون هو بيتي ومنزلي قال له كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية قال إذن آخذ سيفي فأقاتل عني حتى أموت قال فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده قال أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبي أنت وأمي يا نبي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك

مسند أحمد - (ج 43 / ص 295)
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فأضطجع فيه فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع فغمزني برجله فاستويت جالسا فقال لي يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها فقلت أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي قال فكيف تصنع إذا أخرجت فقلت إذن آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي فقال غفرا يا أبا ذر ثلاثا بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود قال أبو ذر فلما نفيت إلى الربذة أقيمت الصلاة فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة فلما رآني أخذ ليرجع وليقدمني فقلت كما أنت بل أنقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم

والإسناد الأول قوي وله شاهد في مصنف عبد الرزاق

مصنف عبد الرزاق - (ج 2 / ص 381)
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر : مالي أراك لقابقا ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة ؟ قال : آتى الارض المقدسة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آتي المدينة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آخذ سيفي فأضرب به قال : فلا ، ولكن اسمع وأطع ، وإن كان عبدا أسود قال : فلما خرج أبو ذر إلى الربذة وجد بها غلام لعثمان أسود فأذن وأقام ثم قال : تقدم يا أبا ذر ! قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا أسود ، قال : فتقدم فصلى خلفه.

وهذا إسناد قوي أيضا

ومن المعلوم أن لفظ " أخرجت " و " أخرجوك " دالة على الإكراه والقهر لا على التسليم والطواعية

والأخبار الدالة على ما جرى بين عثمان وأبي ذكر كثيرة نذكر منها :

جامع معمر بن راشد - (ج 4 / ص 76)
أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن أبي إسحاق ، قال : جاء أبو ذر إلى عثمان فعاب عليه شيئا ، ثم قام فجاء علي معتمدا على عصا حتى وقف على عثمان ، فقال له عثمان : ما تأمرنا في هذا الكتاب [كذا] على الله وعلى رسوله ؟ فقال علي : « أنزله منزلة مؤمن آل فرعون ( إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) ، فقال له عثمان : اسكت ، في فيك التراب ، فقال علي : » بل في فيك التراب ، استأمرتنا فأمرناك «

وهذا إسناد قوي مرسل و " الكتاب " تصحيف وصحيح " الكذاب " كما هو واضح من السياق ولما في الأوائل للعسكري

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 55)
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن أبي الحسن، عن أبي عبد الرحمن العجلاني وعيسى بن يزيد قالا: أنبأنا بعض أهل العلم، عن رجل من بني غفار قال: بينا أنا عند معاوية أحدثه، غضب، ولم أر شيئاً أغضبه، ثم قال لرجل: عجل علي بأبي ذر، فلم ألبث أن طلع، فإذا رجل طويل مشتمل بكساء، فما سلم حتى جلس، فقال يا معاوية: لم بعثت إلي؟ قال: بلغني أنك تطعن في أمير المؤمنين عثمان، وهو إمامك، قال: هو طعن على نفسه، قال: أما والله لولا أن أبده - أو لفظ هذا معناه - أمير المؤمنين بما لا أدري، أيوافقه أم لا؟ لكنت أول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه، قال: قاتلك الله يا معاوية! تراقب عثمان ولا تراقب الله؟ ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاسترخت عينا معاوية وأذناه، وقال: حدثني. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويح أمتي من أعين الأمي، يراوح بين منكبيه، يخرج بمن اتبعه من أهله حتى يوردهم نار جهنم، فسيرتطم ويرتطمون " . كأنك هو ولا أدري، فقام معاوية، فدخل، وخرج أبو ذر، فلحقته، فسلمت عليه، فتجهمني، فانتسبت له، فرد علي السلام، وكتب معاوية إلى عثمان، يخبره أن أبا ذر يطعن عليه، فكتب عثمان يأمره بحمله إليه، فحمله على قتب، تحته مسح، وخرجت معه، فكنت ألقي تحته ردائي، فقرحت فخذاه، وقدمنا المدينة، فلما دخل على عثمان قال
لا أنعم الله لقين عينا ... أحد ولا عساه فينادمنا
تحية السخط إذا التقينا ...
فقال أبو ذر: وما قين؟ والله ما سمتنيه أمي ولا أبي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رآني رحب بي، وأدنى مجلسي. قال عثمان: اجلس. ألم يبلغني أنك تقول: ما أحب أن أكون في صلاح عمر بن الخطاب؟ قال: وإن قلته فمه أسلمت كما أسلم، وهاجرت كما هاجر، وأنا على يقين من نفسي، وشك من غيري، فقال عثمان: ما ترون في أبي ذر؟ ودخل علي عليه السلام، وعليه عمامة بيضاء، فقال: لم أرسلت إليّ؟ قال لأمر أبي ذر؟ قال: فلو ما تركتموه كمؤمن آل فرعون. إن كان كاذباً فعليه كذبه، فقال عثمان لعلي: بفيك التراب. قال: بل بفيك قبلى، ثم خرج فمكث الناس أياماً، ثم دخل أبو ذر وبين يدي عثمان مال، فقال: ما ترون في رجل إذا زكى ماله؟ هل عليه غيره؟ قال كعب الأحبار: لا ليس عليه شيء. فقال أبو ذر: متى كانت الفتيا إليك يا ابن اليهودية؟ بل عليه أن يصل رحمه، ويتقي الله ربه، فقال عثمان: عن بلدنا، قال: إلى الشام؟ قال: لا. قال: فمكة؟ قال: لا. قال: فهو التغريب بعد الهجرة، فخرج إلى الربذة ومعه علي يشيعه، فاقبل مروان يسير حتى أدخل راحلته بين راحلتيهما ليسمع ما يقولان، فضرب على وجه راحلته، وأعلم عثمان، فلام علياً، فقال: إن كان أغضبك أني ضربت وجه راحلته فهذا وجه راحلتي فاضربوها، أقام أبو ذر بالربذة حتى مات رضي الله عنه.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1039)
حدثنا أحمد بن عيسى قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر وهو بالشام، فلما أتاه قال: إيذن لي يا أمير المؤمنين أتكلم، قال: اجلس، ثم أعادها عليه، فقال له: اجلس، ثم أعادها الثالثة فقال يا أمير المؤمنين إيذن لي فو الله لا أقول إلا خيرا. قال: تكلم. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجت ؟ فبكيت فقلت: فأين تأمرني يا رسول الله ؟ قال: ها هنا، وأشار نحو الشام، وإن أمر عليك عبد أسود مجدع فاسمع له وأطع

وهذا إسناد قوي رجاله ثقات

المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 11 / ص 420)
وقال أحمد بن منيع : ثنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي عمرو بن حماس ، عن مالك بن أوس ، قال : كنت أسمع بأبي ذر ، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه ، « فكتب إليه عثمان أن يقدم عليه ، فكتب إليه معاوية : إن كان لك بالشام وأهله حاجة ، فأخرج أبا ذر ، فإنه قد ثقل الناس عندي ، فقدم أبو ذر وتصايح الناس : هذا أبو ذر ، هذا أبو ذر فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر ، فدخل المسجد ، وعثمان فيه ، فأتى سارية ، فصلى عندها ركعتين ، ثم أتى عثمان ، فسلم عليه ، فما سبه ولا أنبه ، فقال عثمان : أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كنت على البئر أستسقي ثم رفع أبو ذر بصوته الأشد ، فقرأ : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها إلى قوله : ما كنتم تكنزون فأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة »

تاريخ دمشق - (ج 1 / ص 147)
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا وهب بن بقية أنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عمه عن أبي ذر قال بينا أنا نائم في المسجد خرج علي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وضربني برجله فقال ألا اراك نائما فيه قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع

وهذا إسناد قوي رواته ثقات أثبات

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية قال : قال علي : لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت له وأطعت.

وهذا إسناد قوي والتسيير دال على الإكراه

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال : لو أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت.

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن أبي ذر قال: لو أمرتني أن أحبو لحبوت ما استطعت.

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله بن سيدان قال: تناجى عثمان وأبو ذر حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذر مبتسماً وقال: سامع مطيع ولو أمرني أن آتي عدن. وأمره أن يخرج إلى الربذة.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 274)
وقال الواقدي في بعض إسناده: خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري: يا عثمان أنزل ندرعك عباءةً ونحملك على شارف من الأبل إلى جبل الدخان كما سيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به، وكان جهجاهٌ متغيظاً على عثمان، فلما كان يوم الدار دخل عليه ومعه عصاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحضر بها فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الأكلة.

وقد أقر ابن قتيبة بتسيير أبي ذر حيث قال في كتابه المعارف

المعارف - (ج 1 / ص 57)
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
نسبه
قال أبو اليقظان: اسمه جندب بن السكن. ولقبه برير، قال: وحدثني أبو الخطاب، قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، قال: حدثنا عمر بن ثابت عن ابن إسحاق عن حفص بن المعتمر، قال: جئت وأبو ذر آخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول أنا أبو ذر الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا " ، وهو من غفار، وغفار قبيلة من كنانة، وهو غفار بن مليك بن ضمرة بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وأسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام حت مضت هذه المشاهد، ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عثمان سيره إلى الربذة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين وليس له عقب. وعبد الله الصامت بن أخي ذر ويكنى أبا نصر.

__________

كما ذكرنا أعلاه أن التسيير والإخراج تدلان على الإكراه والجبر

نذكر من معاجم اللغة ما يدل على ذلك

لسان العرب - (ج 4 / ص 389)
وسَيَّرَهُ من بلده أَخرجه وأَجلاه

الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 342)
وسَيَّرَهُ من بلده، أي أخرجَهُ وأَجْلاهُ.


3- إتمام عثمان الصلاة بمنى

من المتواتر أن عثمان أتم الصلاة في منى وأن عددا من الصحابة أنكروا عليه ذلك

موطأ مالك - (ج 3 / ص 233)
و حدثني يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصلاة الرباعية بمنى ركعتين وأن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين وأن عمر بن الخطاب صلاها بمنى ركعتين وأن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته ثم أتمها بعد

وهذا إسناد قوي

سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا مسدد أن أبا معاوية وحفص بن غياث حدثاه وحديث أبي معاوية أتم عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين زاد عن حفص ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها زاد من ها هنا عن أبي معاوية ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين قال الأعمش فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله صلى أربعا قال فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعا قال الخلاف شر

وهذا إسناد قوي

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ثم تفرقت بكم الطرق ولوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقلبتين.

وهذا قوي أيضا

مسند أحمد - (ج 25 / ص 67)
حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن محمد بن عبد الله بن أبي سليم عن أنس بن مالك قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر بمنى ركعتين وصلاها عمر بمنى ركعتين وصلاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربع سنين ثم أتمها بعد

مسند أحمد - (ج 34 / ص 217)
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا معه مكة قال فصلى بنا الظهر ركعتين ثم انصرف إلى دار الندوة قال وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا أربعا فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة حتى يخرج من مكة فلما صلى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ما عبته به فقال لهما وما ذاك قال فقالا له ألم تعلم أنه أتم الصلاة بمكة قال فقال لهما ويحكما وهل كان غير ما صنعت قد صليتهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قالا فإن ابن عمك قد كان أتمها وإن خلافك إياه له عيب قال فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعا

وهذا إسناد قوي حسنه شعيب الأرناؤوط في هامش المسند

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا ابن علية عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال مر عمران بن حصين في مجلسنا فقام إليه فتى من القوم فسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والغزو والعمرة فجاء فوقف علينا فقال أما هذا سألني عن أمر فأردت أن تسمعوه أو كما قال قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت معه فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين يقول لاهل البلد : " صلوا أربعا فإنا سفر " واعتمرت معه ثلاث عمر لا يصلي إلا ركعتين وحججت مع أبي بكر وغزوت فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عمر حجات فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عثمان سبع سنين من إمارته لا يصلي إلا ركعتين ثم صلى بمنى أربعا.

السنن الكبرى للنسائي - (ج 1 / ص 587)
أخبرنا محمد بن سلمة قال نا بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر ركعتين وصلاها عمر ركعتين وصلاها عثمان صدرا من خلافته ركعتين

وهذا إسناد قوي أيضا

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
فذكر الواقدي، عن عمر بن صالح بن نافع، عن صالح مولى التوءمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين؛ حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها، فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتكلم في ذلك من يريد أن يكثرعليه؛ حتى جاءه علي فيمن جاءه، فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد؛ ولقد عهدت نبيك صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين. ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدرا من ولايتك، فما أدري ما ترجع إليه! فقال: رأي رأيته.

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
قال الواقدي: وحدثني داود بن خالد، عن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن عمه، قال: صلى عثمان بالناس بمنى أربعا، فأتى آت عبد الرحمن بن عوف، فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلى بالناس أربعا! فصلى عبد الرحمن بن عوف بأصحابه ركعتين؛ ثم خرج حتى دخل على عثمان، فقال له: ألم تصل في هذا المكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين؟ قال: بلى، قال: أفلم تصل مع أبي بكر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل مع عمر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل صدرا من خلافتك ركعتين؟ قال: بلى، قال: فاسمع مني يا أبا محمد؛ إني أخبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذت بمكة أهلا، فرأيت أن أصلي أربعا لخوف ما أخاف على الناس؛ وأخرى قد اتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال؛ فربمااطلعته فأقمت فيه بعد الصدر. فقال عبد الرحمن ابن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عذر؛ أما قولك: اتخذت أهلا، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت؛ إنما تسكن بسكناك. وأما قولك: ولي مال بالطائف؛ فإن بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف. وأما قولك: يرجع من حج من أهل اليمن وغيرهم فيقولون : هذا إمامكم عثمان يصلى ركعتين وهومقيم؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي والناس يومئذ الإسلام فيهم قليل؛ ثم أبو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الإسلام بجرانه، فصلى بهم عمر حتى مات ركعتين، فقال عثمان: هذا رأي رأيته. قال: فخرج عبد الرحمن فلقى ابن مسعود، فقال: أبا محمد، غير ما يعلم؟ قال: لا، قال: فما أصنع؟ قال: اعمل أنت بما تعلم؛ فقال ابن مسعود: الخلاف شر؛ قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا، فصليت بأصحابي ركعتين، وأما الآن فسوف يكون الذي تقول - يعني نصلي معه أربعا.

تهذيب الآثار للطبري - (ج 1 / ص 346)
حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن داود بن أبي عاصم ، قال : دخلت على عبد الله بن عمر وهو بمنى ، فسألته عن الصلاة ، فقال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عثمان ست سنين ركعتين . قال : قلت له : فكيف تصنع ؟ قال : أما إذا صليت وحدي فأصلي ركعتين ، وإذا صليت معهم فكما يصلون »

البحر الزخار - مسند البزار - (ج 5 / ص 45)
حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، قال : نا إسرائيل ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ركعتين » ، ثم إن الصلاة أقيمت ، فصلى خلف عثمان أربعا ؛ فقلت : أنسيت ، قال : لا ، ولكن الخلاف شر

نقول تعليقا على قول ابن مسعود " الخلاف شر "

ولكن خلاف الله ورسوله أشر

والأخبار في ذلك كثيرة جدا


وقد حاول بعض المدافعين عن عثمان أن يحلوا هذا الإشكال فقالوا أنه اتخذها وطنا
confused.gif


سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن المغيرة عن إبراهيم قال إن عثمان صلى أربعا لأنه اتخذها وطنا

والرد على ذلك ظاهر فلو كان عثمان قد اتخذها وطنا لما ساغ للصحابة أن يعيبوا عليه

وقد رد بذلك البيهقي فقال في معرفة السنن نقلا عن الشافعي

معرفة السنن والآثار للبيهقي - (ج 4 / ص 473)
وروى يونس ، عن الزهري قال : « لما اتخذ عثمان الأموال بالطائف ، وأراد أن يقيم بها صلى أربعا » وروى مغيرة ، عن إبراهيم قال : « إن عثمان صلى أربعا ؛ لأنه اتخذها وطنا » ، وكل هذا مدخول ؛ لأنه لو كان إتمامه لهذا المعنى لما خفي ذلك على سائر الصحابة ، ولما أنكروا عليه ترك السنة

وحق لابن كثير أن يستشكل فعل عثمان حيث قال في تاريخه

البداية والنهاية - (ج 3 / ص 145)
فأما ما ثبت في صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر .
وكذا رواه الاوزاعي عن الزهري، ورواه الشعبي عن مسروق عنها وهذا مشكل من جهة أن عائشة كانت تتم الصلاة في السفر، وكذا عثمان بن عفان



4- إيواء الحكم بن أبي العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

لم يستطع المدافعون عن عثمان رد ما استفاض من أنه رد طريد رسول الله الحكم بن العاص إلى المدينة وذلك ما لم يجترئ عليه أبو بكر ولا عمر

فمن هو الحكم بن العاص هذا ؟

يقول ابن عبد البر في الإستيعاب

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 106)
الحكم بن أبي العاص
الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي القرشي الأموي عم عثمان بن عفان وأبو مروان بن الحكم كان من مسلمة الفتح وأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة وطرده عنها فنزل الطائف وخرج معه ابنه مروان.

والحكم هذا لعنه رسول الله كما في الصحيح من الأحاديث

مسند أحمد - (ج 13 / ص 271)
حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم

هذا إسناد قوي رجاله ثقات وصححه شعيب الأرناؤوط

أخبار مكة للفاكهي - (ج 2 / ص 291)
وحدثنا علي بن المنذر الكوفي قال : ثنا ابن فضيل بن غزوان قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال وهو على المنبر : « ورب هذا البيت الحرام ، والبلد الحرام ، إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم »

وهذا إسناد قوي أيضا

المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 19 / ص 381)
حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسين بن الفضل ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، ثنا علي بن الحكم البناني ، عن أبي الحسن الجزري ، عن عمرو بن مرة الجهني ، وكانت له صحبة ، أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكلامه ، فقال : « ائذنوا له عليه لعنة الله ، وعلى من يخرج من صلبه ، إلا المؤمن منهم وقليل ما هم ، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة ، ذوو مكر وخديعة ، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق » « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »

وهذا قوي أيضا وأبو الحسن الجزري وثقه الحاكم

المعجم الأوسط للطبراني - (ج 4 / ص 38)
حدثنا أحمد قال : نا محمد بن خلف العسقلاني قال : نا معاذ بن خالد قال : نا زهير بن محمد قال : نا صالح بن أبي صالح ، أنه سمع نافع بن جبير يحدث ، عن أبيه قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر إذ مر الحكم بن أبي العاص ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ويل لأمتي مما في صلب هذا » « لا يروى هذا الحديث عن جبير إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : محمد بن خلف »

ورووا من شنيع أفعاله :

المعجم الكبير للطبراني - (ج 3 / ص 351)
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا ضرار بن صرد ، حدثنا عائذ بن حبيب ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله المدني ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : كان " الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم اختلج أولا ، فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أنت كذاك " ، فما يزال يختلج حتى مات .

معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (ج 5 / ص 464)
حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبيد بن كثير ، ثنا ضرار بن صرد ، ثنا عائذ بن حبيب ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله المدني ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : كان الحكم جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وراءه ، فإذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم حرك رأسه أي بأن لا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « هكذا » ، « فما زال يختلج ، حتى مات »

معجم الصحابة لابن قانع - (ج 7 / ص 72)
حدثنا حسين بن إسحاق التستري ، نا إبراهيم بن محمد المقدسي ، نا حسان بن عبد الله ، عن السري بن يحيى ، عن مالك بن دينار قال : سمعت هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول : جعل الحكم بن أبي العاص يغمز بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال : « اللهم اجعل به وزع مكانه »

المعجم الكبير للطبراني - (ج 10 / ص 294)
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة , حدثنا عبادة بن زياد الأسدي , حدثنا مدرك بن سليمان الطائي , عن الأجلح , عن أبي صالح، عن ابن عباس , قال: إنما كان نفي النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص من المدينة إلى الطائف , بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته فإذا هو إنسان يطلع عليه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم:الوزغ , الوزغ, فنظر فإذا هو الحكم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم:اخرج لا تساكني بالمدينة ما بقيت , فنفاه إلى الطائف.

ورجل ملعون كهذا لا يستحق إرجاعا أو إكراما ولكن لقرابته من عثمان حدث ما نقله أئمة الشأن

بعد كل هذا نرى ابن تيمية يقولها بملء فمه

منهاج السنة النبوية - (ج 6 / ص 164)
والجواب أن الحكم بن أبي العاص كان من مسلمة الفتح وكانوا ألفى رجل ومروان ابنه كان صغيرا إذ ذاك فإنه من أقران ابن الزبير والمسور بن مخرمة عمره حين الفتح سن التمييز إما سبع سنين أو أكثر بقليل أو أقل بقليل فلم يكن لمروان ذنب يطرد عليه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن الطلقاء تسكن بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان قد طرده فإنما طرده من مكة لا من المدينة ولو طرده من المدينة لكان يرسله إلى مكة وقد طعن كثير من أهل العلم في نفيه وقالوا هو ذهب باختياره وقصة نفي الحكم ليست في الصحاح ولا لها إسناد يعرف به أمرها

وزعم أنها مرسلة !!

منهاج السنة النبوية - (ج 6 / ص 166)
وأما قصة الحكم فعامة من ذكرها إنما ذكرها مرسلة وقد ذكرها المؤرخون الذين يكثر الكذب فيما يروونه وقل أن يسلم لهم نقلهم من الزيادة والنقصان فلم يكن هنا نقل ثابت

وقال في نهاية رده الركيك

منهاج السنة النبوية - (ج 6 / ص 167)
وبالجملة فنحن نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يأمر بنفي أحد دائما ثم يرده عثمان معصية لله ورسوله ولا ينكر ذلك عليه المسلمون وكان عثمان رضي الله عنه أتقى لله من أن يقدم على مثل هذا بل هذا مما يدخله الاجتهاد فلعل أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يرداه لأنه لم يطلب ذلك منهما وطلبه من عثمان فأجابه إلى ذلك أو لعله لم يتبين لهما توبته وتبين ذلك لعثمان وغاية ما يقدر أن يكون هذا خطأ من الاجتهاد أو ذنبا

ولا نعلم من هم أهل العلم الذين طعنوا في خبر نفي الحكم فهلا أرشدنا ابن تيمية إليهم ؟

والحمد لله أنه أقر أخيرا بأن ذلك ذنب من عثمان وإن كان قد قالها على استحياء
smile.gif


هذا ابن قتيبة يثبت القصة - وهو من هو - ويرسلها إرسال المسلمات :

المعارف - (ج 1 / ص 80)
وكان مروان يكنى أبا عبد الملك وأبوه الحكم ابن أبي العاص كان طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم يوم فتح مكة ومات في خلافة عثمان، وكان سبب طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أنه كان يفشي سره فلعنه وسيره إلى بطن وج فلم يزل طريداً حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر، ثم أدخله عثمان وأعطاه مائة ألف درهم

وكذا الذهبي - وكفى به - في العبر حيث قال :

العبر في خبر من غبر - (ج 1 / ص 5)
وفيها توفي الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، والد مروان وابن عم أبي سفيان، وعم عثمان بن عفان. أسلم يوم الفتح. كان يفشي سر النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل كان يحاكيه في مشيته، فطرده إلى الطائف وسبه. فلم يزل طريداً إلى أن استخلف عثمان، فأدخله المدينة وأعطاه مئة ألف.

ونضيف :

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 53)
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي، عن أبي جعفر، عن المدائني، عن أبي معشر، عن عبد الله بن أبي فروة وعن غير هؤلاء قالوا: كان الحكم بن أبي العاص يهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا صلى قام خلفه وأشار بأصبعه، فاطلع يوماً في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إلى النبي عليه الصلاة والسلام يعيره، فرجع الحكم، فقال النبي: من يعذرني من هذه الوزعة؟ تطلع علي في بيتي. لو أدركته لفقأت عينه، فسيره إلى الطائف، فلما قام أبو بكر سأله عثمان رده فأبى، ثم سال ذلك عمر فأبى، فلما قام عثمان رده، وقال: كنت سألت رسول الله أن يرده فوعدني، فلما وليت رددته، ولو كان بين أبي بكر وعمر من القرابة ما بيني وبينه لآوياه.

ولا نعلم كيف استجاز عثمان رد من استهزأ برسول رب العالمين بحجة أنه عمه !!


5- ضرب عمار بن ياسر

قضية ضرب عثمان لعمار مما استفاض ولم ينكره أشد المدافعين عن عثمان تعصبا ولكننا نوردها بأسانيد قوية لإقامة الحجة

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 267)
حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الاعمش عن عمرو ابن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : كتب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عيب عثمان فقالوا : من يذهب به إليه ؟ فقال عمار : أنا ، فذهب به إليه ، فلما قرأه قال : أرغم الله بأنفك ، فقال عمار : وبأنف أبي بكر وعمر ، قال ، فقام ووطئه حتى غشي عليه ، قال : وكان عليه سان ، قدل : ثم بعث إلى الزبير وطلحة فقالا له : اختر إحدى ثلاث : أما أن تعفو ، وإما أن تأخذ الارش ، وإما أن تقتص ، قال : فقال عمار : لا أقبل منهن شيئا حتى ألقى الله ، قال أبو بكر : سمعت يحيى بن آدم قال : ذكرت هذا الحديث لحسن بن صالح فقال : ما كان على عثمان أكبر مما صنع.

وهذا إسناد قوي

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 56)
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي، عن أبي جعفر، عن المدائني، عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد. وأخبرنا بإسناده عن أبي جعفر قال: قال أبو يعقوب السروي: وأخبرنا غير هؤلاء جعلت أحاديثهم حديثاً واحداً قالوا: جعل الناس ينقمون على عثمان إيثاره بني أمية، وهو يعمل على شاكلته، فكتب عمار والمقداد ومعهما نفر كتاباً إليه، يذكرون فيه ما ينقم الناس عليه، فمضى به عمار إليه، وتسلك الباقون، فلما قرأه قال: أنت كتبت هذا؟ قال: نعم؟ ونفر معي. قال: من هم؟ قال: لا أخبرك. قال: اضربوا العبد، فضربه من بحضرته، وقام هو فوطئه حتى فتقه، وكان لا يستمسك بوله فحمل مغشياً عليه، فقالت عائشة: إنك بريء من صاحب هذه الحجرات. فقال: من لي بهذه الحميراء؟ انها لمن شر بيت من قريش فقال طلحة والزبير: كذبت؟ قال: بل كذبتما. قالا: بل كذبت. قال: بل صدقتما وكذبت في كلام هذا معناه.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1099)
حدثنا حبان بن بشر قال، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة قال: اجتمع ناس فكتبوا عيوب عثمان، وفيهم - ابن مسعود - فاجتمعوا بباب عثمان ليدخلوا عليه فيكلموه، فلما بلغوا الباب نكلوا إلا عمار بن ياسر فإنه دخل عليه فوعظه، فأمر به فضرب حتى فتق فكان لا يستمسك بوله. فقيل لعمار: ما هذا ؟ قال: إني ملقى من قريش، لقيت منهم في الاسلام كذا، وفعلوا بي كذا، ثم دخلت على هذا - يعني عثمان - فأمرته ونهيته، فصنع ما ترون، فلا يستمسك بولي. قال: وكان حيث ضرب وقع عليه رجل من قريش فقال: أما والله لئن مات هذا ليقتلن ضخم السرة من قريش. قال وهو جد هشام ابن عبد الملك

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1101)
حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، قال حيوة، أخبرني ابن سمعان أنه سمع عمته ومن أدرك من أهله يذكرون: أن عثمان أمر بعمار بن ياسر فضرب في أمر نازعه فيه حتى أغمي عليه، فحمله زياد بن سمعان وناس معه إلى بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعقل، فصلى الناس الجمعة ثم صلوا العصر ولم يفق عمار ولم يصل حتى دنت الشمس أن تغرب، ثم أفاق قبل أن تغرب الشمس بقليل فصلى الاولى والعصر جميعا .

وهذا إسناد قوي

التاريخ الصغير - (ج 1 / ص 109)
حدثني موسى ثنا حماد عن محمد بن عمر عن أبيه عن جده قال كنا بعد عثمان فقال أبو جهم من بايعنا فإنا نقص من الدماء فقال عمار أما من دم عثمان فلا فقال يا بن سمية أتقص من جلدات ولا تقص من دم عثمان

المعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 47)
حدثنا أبو خليفة ، حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد الطويل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبيه ، عن جده علقمة بن وقاص ، قال : اجتمعنا في دار مخرمة بعدما قتل عثمان رضي الله عنه نريد البيعة ، فقال أبو جهم بن حذيفة : إنا من بايعنا منكم فإنا لا نحول دون قصاص ، فقال عمار بن ياسر : أما من دم عثمان فلا ، فقال أبو جهم : يا ابن سمية والله لتقادنه من جلدات جلدتها ، ولا يقاد لدم عثمان رضي الله عنه فانصرفوا يومئذ عن غير بيعة.

وهذه إسناد قوي وأحمد بن يحيى قد توبع كما في التاريخ الصغير

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 276)
حدثني روح بن عبد المؤمن المقرىء وأحمد بن إبراهيم الدورقي قالا: حدثنا بهز بن أسد حدثنا حُصين بن نمير عن جهيم الفهري قال: أنا حاضر أمر عثمان، قال: فجاء سعد وعمار ومعهما إلى باب عثمان فأرسلوا إلى عثمان: إنا نريد أن نذاكرك أشياء أحدثتها، فأرسل إليهم: إني مشغول عنكم اليوم فانصرفوا يومكم وعودوا يوم كذا، فانصرف سعد ولم ينصرف عمار، وأعاد الرسول إلى عثمان، فرد عليه مثل القول الأول، فأبى أن ينصرف فتناوله رسول عثمان، فلما اجتمعوا للميعاد قال لهم عثمان: ما تنقمون عليّ؟ قالوا: أول ذلك ضربك عماراً، فقال: تناوله رسولي بغير رضائي وأمري، وذكر كلاماً بعد ذلك.

وهذا إسناد قوي إلى جهيم الفهري وقد توبع

وأما ابن تيمية فلم يجد بدا من قبول الخبر فقال

منهاج السنة النبوية - (ج 6 / ص 158)
وفي الجملة فإذا قيل إن عثمان ضرب ابن مسعود أو عمارا فهذا لا يقدح في أحد منهم فإنا نشهد أن الثلاثة في الجنة وأنهم من أكابر أولياء الله المتقين وقد قدمنا أن ولي الله قد يصدر منه ما يستحق عليه العقوبة الشرعية فكيف بالتعزير

نقول : بل هو قادح إن كان الضرب دون وجه حق كما ثبت في الخبر



6- إعطاؤه خمس إفريقية لمروان بن الحكم

من أشهر المثالب التي طعن فيها الطاعنون على عثمان هبته مروان بن الحكم خمس إفريقية

فلنورد الخبر بأسانيده ثم نعرج على تصحيح أحد الأعلام للخبر
smile.gif


أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 265)
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت: لما بنى مروان داره بالمدينة دعا الناس إلى طعامه، وكان المسور فيمن دعا، فقال مروان وهو يحدثهم: والله ما أنفقت في داري هذه من مال المسلمين درهما فما فوقه، فقال المسور: لو أكلت طعامك وسكت لكان خيرا لك، لقد غزوت معنا إفريقية وإنك لأقلنا مالا ورقيقا وأعوانا وأخفنا ثقلا فأعطاك ابن عفان خمس إفريقية، وعملت على الصدقات فأخذت أموال المسلمين؛ فشكاه مروان إلى عروة وقال: يغلظ لي وأنا له مكرم متق.

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 64)
قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال: لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا، وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديدا عليهم، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم، ثم توانى في أمرهم واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر، وكتب لمروان بخمس مصر، وأعطى أقرباءه المال، وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها، واتخذ الأموال، واستسلف من بيت المال وقال: إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإني أخذته فقسمته في أقربائي، فأنكر الناس عليه ذلك.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 265)
وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن لوط بن يحيى أبي مخنف عمن حدثه قال: قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخا عثمان من الرضاعة وعامله على المغرب، فغزا إفريقية سنة سبع وعشرين فافتتحها وكان معه مروان بن الحكم، فابتاع خمس الغنيمة بمائة ألف أو مائتي ألف دينار، فكلم عثمان فوهبها له، فأنكر الناس ذلك على عثمان.

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 53)
أخبرنا أبو القاسم، بإسناده عن المدائني عن عيسى بن يزيد ويزيد بن عياض عن جعفر عن عبد الرحمن بن المسور: أن مروان بن الحكم بنى داراً، وصنع طعاماً، ودعا الناس، وقال: والله ما أعانني في بناء داري أحد! فقال المسور: أقبل على طعامك ولا تحلف، قال: أو تقول غير ذلك؟ قال: نعم. وإن ذكرته غضبت، قال: فاذكره، قال: غزونا إفريقية سنة سبع وعشرين، فما كنت أنقانا حسباً، ولا أكرمنا فعالاً، ولا أكثرنا مالاً، ثم حضرنا القتال، فما كنت أشدنا قلباً، ولا أشجعنا لقاء، ولا أعظمنا غناء، ففتح الله على المسلمين، فاشتريت خمس إفريقية، وقدمت على ابن عمك عثمان بشيراً، فوهبه لك، واتخذت أموالك، وبنيت دارك، وأصلحت شأنك، قال: ألم أقل لك أنك حسود؟ قال: ألم أقل لك إنك تغضب؟ وقالوا: اشترى مروان خمس إفريقية، وقيمته أربعمائة ألف دينار، بمائة ألف دينار، من عبد الله بن أبي السرح، فلما قدم المدينة، أدى بعضه، ووهب له عثمان الباقي.

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 250)
عبد الرحمن بن حنبل
أخو كلدة بن حنبل كان هو وأخوه كلدة ابن حنبل أخوي صفوان بن أمية لأمه أمهما صفية بنت معمر بن خبيب بن وهب الجمحي كان أبوهما قد سقط من اليمن إلى مكة وقد مضى ذكره في باب كلدة بن حنبل ولا أعلم لعبد الرحمن هذا رواية وهو القائل في عثمان بن عفان رضى الله عنه لما أعطى مروان خمسمائة ألف من خمس إفريقية.
وأحلف بالله جهد اليمين ... ما ترك الله أمراً سدى
ولكن جعلت لنا فتنة لكي نبتلى بك أو تبتلى
دعوت الطريد فأدنيته ... خلافاً لما سنه المصطفى
ووليت قرباك أمر العباد ... خلافاً لسنة من قد مضى
وأعطيت مروان خمس الغني ... مة آثرته وحميت الحمى
ومالاً أتاك به الأشعري ... من الفيء أعطيته من دنا
فإن الأمينين قد بينا ... منار الطريق عليه الهدى
فما أخذا درهماً غيلة ... ولا قسما درهماً في هوى

وأما ابن الأثير فقد حسن الخبر في الكامل فقال

الكامل في التاريخ - (ج 1 / ص 485)
ثم إن عبد الله بن سعد عاد من إفريقية إلى مصر، وان مقامه بإفريقية سنة وثلاثة أشهر، ولم يفقد من المسلمين إلا ثلاثة نفر، قتل منهم أبو ذؤيب الهذلي الشاعر فدفن هناك، وحمل خمس إفريقية إلى المدينة فاشتراه مروان بن الحكم بخمسمائة ألف دينار فوضعها عنه عثمان، وكان هذا مما أخذ عليه.
وهذا أحسن ما قيل في خمس إفريقية، فإن بعض الناس يقول: أعطى عثمان خمس أفريقية عبد الله بن سعد، وبعضهم يقول: أعطاه مروان بن الحكم. وظهر بهذا أنه أعطى عبد الله خمس الغزوة الأولى وأعطى مروان خمس الغزوة الثانية التي افتتحت فيها جميع إفريقية، والله أعلم.

أما ابن تيمية فلم يستطع إنكار المسألة بعد شهرتها فقارن بين ما فعله عثمان وما فعله أمير المؤمنين كعادته فيما لا يجد تأويلا له

منهاج السنة النبوية - (ج 6 / ص 233)
وأما إعطاؤه خمس غنائم إفريقية وقد بلغت مائتي ألف دينار فمن الذي نقل ذلك وقد تقدم قوله إنه أعطاه ألف ألف دينار والمعروف أن خمس إفريقية لم يبلغ ذلك ونحن لا ننكر أن عثمان رضي الله عنه كان يحب بني أمية وكان يواليهم ويعطيهم أموالا كثيرة وما فعله من مسائل الاجتهاد التي تكلم فيها العلماء الذين ليس لهم غرض كما أننا لا ننكر أن عليا ولى أقاربه وقاتل وقتل خلقا كثيرا من المسلمين

وشتان بين أقارب أمير المؤمنين الذين أوصى بهم رسول الله وبين أقارب عثمان الملعونون بالسند الصحيح على لسانه صلى الله عليه وآله وسلم



7- عفوه عن الهرمزان

أجمع علماء التاريخ أن عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان بعدما قتل عمر بن الخطاب وأن عثمان عفى عنه وكان ذلك مما أنكره الناس عليه

فلنورد الخبر بأسانيده الصحيحة ...

السنن الكبرى للبيهقي - (ج 8 / ص 61)
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن على بن محمد المصرى ثنا مالك بن يحيى أبو غسان ثنا على بن عاصم عن حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال لما طعن عمر رضى الله عنه وثب عبيد الله بن عمر على الهرمزان فقتله فقيل لعمر إن عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان قال ولم قتله قال انه قتل أبى قيل وكيف ذاك قال رأيته قبل ذلك مستخليا بأبى لؤلؤة وهو امره بقتل أبى قال عمر ما ادرى ما هذا انظروا إذا انا مت فاسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان هو قتلني فان اقام البينة فدمه بدمى وان لم يقم البينة فأقيدوا عبيد الله من الهرمزان فلما ولى عثمان رضى الله عنه قيل له ألا تمضى وصية عمر رضى الله عنه في عبيد الله قال ومن ولى الهرمزان قالوا انت يا أمير المؤمنين فقال فقد عفوت عن عبيد الله بن عمر

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 5 / ص 16)
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال علي لعبيد الله بن عمر: ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها؟ قال فكان رأي علي حين استشاره عثمان ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله، لكن عمرو بن العاص كلم عثمان حتى تركه، فكان علي يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه.

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 52)
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر، عن المدائني، عن نصر بن أبي جمعة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عمر، وعن المدائني عن علي بن مجاهد، عن حميد بن البحتري، عن الشعبي ويزيد بن عياش وسليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قالوا: قال عبد الرحمن بن أبي بكر: مررت بالهرمزان وحفينة وأبو لؤلؤة وهم نجى، وذلك قبل أن يطعن عمر، فلما بغتهم، ثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان، قال: وهو الخنجر الذي أصيب به عمر رضي الله عنه، فدعا عبيد الله الهرمزان وأدخله إلى مريد، وقال: أنظر إلى فرس عندي، فقال: لا إله إلا الله فقتله وواراه، وأرسل إلى حفينة - وكان نصرانياً - وأدخله المربد وضربه، فلما وجد مس السيف، خر وصلب على الأرض صلباً وسجد، ثم خرج فقتل امرأة أبي لؤلؤة وبنتاً له وابناً له صغيراً، فأخذ وحبس - وذلك في اليوم الثاني من موت عمر - فلما قام عثمان، استشار في أمره، فقال عمرو بن العاص: دماء سفكت في غير ولايتك، فاجعلها دية، فأخذ منه خمس ديات وخلى سبيله، وأنكر علي عليه السلام ذلك، ورأى قتله، فلما ولي خافه عبيد الله، فقدم الكوفة، وسأل الأشتر أن يأخذ له أماناً من علي، فأبى، وقال: إن رأيته لأقتلنه بالهرمزان فلحق بمعاوية، فقال معاوية: الحمد لله الذي جعلني أطالب بدم عثمان، وجعل علياً يطالب بدم الهرمزان، فقال زياد بن بياضة:
أبا عمرو عبيد الله رهن ... ولا تشكك بقتل الهرمزان
أبا عمرو حكمت بغير حق ... وما لك بالتي حدثت يدان

البداية والنهاية - (ج 7 / ص 167)
وقد كان عمر قد أمر بسجنه ليحكم فيه الخليفة من بعده، فلما ولي عثمان وجلس للناس كان أول ما تحوكم إليه في شأن عبيد الله، فقال علي: ما من العدل تركه، وأمر بقتله، وقال بعض المهاجرين: أيقتل أبوه بالامس ويقتل هو اليوم ؟ فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين قد برأك الله من ذلك، قضية لم تكن في أيامك فدعها عنك، فودى عثمان رضي الله عنه أولئك القتلى من ماله، لان أمرهم إليه، إذ لا وارث لهم إلا بيت المال، والامام يرى الاصلح في ذلك، وخلى سبيل عبيد الله.
قالوا فكان زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد الله بن عمر يقول:
ألا يا عبيد الله ما لك مهرب * ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر
أصبت دما والله في غير حله * حراما وقتل الهرمزان له خطر
على غير شئ غير أن قال قائل * أتتهمون الهرمزان على عمر
فقال سفيه والحوادث جمة * نعم أتهمه قد أشار وقد أمر
وكان سلاح العبد في جوف بيته * يقلبها والامر بالامر يعتبر
قال: فشكا عبيد الله بن عمر زيادا إلى عثمان فاستدعى عثمان زياد بن لبيد فأنشأ زياد يقول في عثمان:
أبا عمرو عبيد الله رهن * فلا تشكك بقتل الهرمزان
أتعفو إذ عفوت بغير حق * فما لك بالذي يخلى يدان
قال فنهاه عثمان عن ذلك وزبره فسكت زياد بن لبيد عما يقول.

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 350)
وقال الحميدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال قال علي لئن أخذت عبيد الله لأقتلنه بالهرمزان.

وهذا إسناد قوي مرسل

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 356)
قال محمد بن شهاب: قال حمزة بن عبد الله: قال عبد الله بن عمر: يرحم الله حفصة فإنها ممن شجع عبيد الله على قتلهم.

وهذا إسناد قوي وسند ابن سعد لابن شهاب قوي أيضا

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 3 / ص 234)
وأخرج الكرابيسي في أدب القضاء بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب - أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر: إني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجى فلما رأوني ثاروا فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فانظروا إلى الخنجر الذي قتل به عمر فإذا هو الذي وصفه فانطلق عبيد الله بن عمر فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد الرحمن فأتى الهرمزاني فقتله وقتل جفينة وقتل بنت أبي لؤلؤة صغيرة وأراد قتل كل سبي بالمدينة فمنعوه... فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص: إن هذا الأمر كان وليس لك على الناس سلطان فذهب دم الهرمزان هدراً.

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 472)
وقد ذكرنا أن عبيد الله لما قتل عمر أخذ سيفه وشد على الهرمزان فقتله، وقتل جفنية، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة، فلما بويع عثمان هم بقتله، ثم عفا عنه. وكان قد أشار علي على عثمان بقتله، فلما بويع ذهب عبيد الله هارباً منه إلى الشام. وكان مقدم جيش معاوية يوم صفين، فقتل يومئذ.

وقد أجاد ابن الأثير في أسد الغابة حين قال

أسد الغابة - (ج 2 / ص 228)
قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون على عثمان: عدل ست سنين. ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حداً من حدود الله.
وهذا أيضاً فيه نظر، فإنه لو عفا عنه ابن الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وقد أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عبيد الله كذلك حياً حتى قتل عثمان وولي علي الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عبيد الله، فأراد قتله فهرب منه إلى معاوية وشهد معه صفين وكان على الخيل فقتل في بغض أيام صفين قتلتة ربيعة

وكذا البيهقي كما نقل عنه صاحب نصب الراية

نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 12 / ص 443)
قال البيهقي في " المعرفة " : واستدل الطحاوي لمذهبه بخبر الهرمزان ، وجفينة ، وأن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قتلهما ، فأشار المهاجرون على عثمان بن عفان وفيهم علي بن أبي طالب بقتله بهما ، وكانا ذميين ، والجواب عن ذلك أنه قتل ابنة صغيرة لأبي لؤلؤة ، تدعي الإسلام ، فوجب عليه القصاص ، وأيضا فلا نسلم أن الهرمزان كان يومئذ كافرا ، بل كان أسلم قبل ذلك يدل عليه ما أخبرنا ، وأسند عن الشافعي ثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس ، قال : حاصرنا تستر ، فنزل الهرمزان ، على حكم عمر ، فذكر الحديث في قدومه على عمر ، وأمانه له ، قال أنس فأسلم الهرمزان ، وفرض له عمر ، ثم أسند عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : فرض عمر للهرمزان دهقان الأهواز ألفين حين أسلم ، وكونه قال : لا إله إلا الله حين مسه السيف ، كان إما تعجبا ، أو نفيا لما اتهمه به عبيد الله بن عمر ، قال : وأما أن عليا ممن أشار بقتله ، فغير صحيح ، لا يثبت ، انتهى .

نقول : قد ثبت ذلك فيما سبق

وثبت أيضا أنه طلبه حينما ولي الخلافة سلام الله عليه أي بعد قرابة اثنا عشر سنة مدة خلافة عثمان

ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة فقال

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 350)
وفي صحة هذا نظر لأن علياً استمر حريصاً على أن يقتله بالهرمزان وقد قالوا إنه هرب لما ولي الخلافة إلى الشام فكان مع معاوية إلى أن قتل معه بصفين ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية واختلف في قاتله وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين.


والأدلة على إسلام الهرمزان كثيرة نذكر منها ...

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 417)
وروى إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: رأيت الهرمزان مهلاً بالحج مع عمر، وعليه حلة حبرة.


8- أول من أقطع الأرضين عثمان

وقد جاء ذلك من طرق عدة نذكر منها

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 50)
أول من أقطع القطائع عثمان رضي الله عنه
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن المدائني، وعن أبي جعفر أيضاً عن الحسين بن الأسود يحيى بن آدم عن إسرائيل عن جابر وعن العقدي أيضاً وعن هؤلاء قالوا: أول من أقطع الأرضين عثمان، ولم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر ولا عمر ولا علي رضي الله عنهم، فاقطع الأشعث طيزنا باد، وعدي بن حاتم الروحاء، قال أبو هلال: قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع قطائع، فاقتدى عثمان به في ذلك، وأقطع خباب بن الأرت، وسعد بن أبي وقاص، وسعد بن زيد، والزبير، وأقطع طلحة أجمة الجوف - وهو موضع التماسيح - وكتب إلى سعيد بن العاص، وهو بالكوفة أن ينفذها له، فكتب إليه أن طرفاً لها في البحر وآخر في البر، فجعل لطلحة - وهو كاتب عثمان - أرضاً ونهراً كانا له، فكتب إلى سعيد، ويحك أنفذها؟! فإني أتخوف عليك، ففعل، في كلام هذا معناه.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1020)
حدثنا عبد الواحد بن غياث قال، حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن موسى بن طلحة: أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أقطع خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن العوام، وسعدا، وعبد الله بن مسعود، وخباب بن الارت، وأسامة بن زيد. قال: فرأيت جاري، عبد الله بن مسعود وسعدا يعطيان أرضيهما بالثلث.

وهذا إسناد قوي

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1020)
حدثنا الحسن بن عثمان قال: حدثنا محمد بن عمر قال، حدثنا إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة قال: أول من أقطع بالعراق عثمان بن عفان رضي الله عنه قطائع مما كان من صوافي آل كسرى، ومما جلا عنه أهله، فقطع لطلحة بن عبيد الله: النشاستج، وقطع لخباب بن الارت صعنبي، وأقطع سعد بن أبي وقاص أرضا، والزبير إلى ناحية قنطرة الكوفة، وعدي بن حاتم الروحاء، وسعيد بن زيد، وخالد بن عرفطة، والاشعري في موضع واحد نحو حمام ابن عمر.

الخراج ليحيى بن آدم - (ج 1 / ص 220)
أخبرنا إسماعيل ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، قال : سألت عامرا : من أول من أقطع الأرضين ؟ قال : « عثمان ، ولم يقطعها أبو بكر ، ولا عمر ، ولا علي »

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 332)
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن جابر عن عامر قال : لم يقطع النبي (ص) ولا أبو بكر ولا عمر ولا علي ، وأول من اقطع القطائع عثمان ، وبيعت الارضون في إمارة عثمان.


9- تقريب عثمان لمروان بن الحكم

مما نقمه الناس على عثمان تقريبه لمروان بن الحكم وإغداقه عليه الأموال الطائلة والأعطيات

وقد جاء ذلك في المصادر التالية :

سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 479)
قال ابن سعد: كانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرفه.

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 137)
حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثني سليمان: أن عمر نظر في مزارعه فخرق سجلاتها غير مزرعتي خيبر والسويداء. فسأل عمر: خيبر من أين كانت لأبيه ؟ قيل: كانت فيئاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيئاً على المسلمين حتى كان عثمان بن عفان فأعطاها مروان بن الحكم، وأعطاها مروان بن عبد العزيز أبا عمر، وأعطاها عبد العزيز عمر، فخرق سجلتها وقال: أنا أتركها حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبلغني أنها فدك.

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 54)
وأخبرنا أبو القاسم بإسناده عن المدائني، عن سويد بن أبي حاتم، عن قتادة قال: أمر عثمان للحكم بن أبي العاص بمائة ألف درهم، ولأبي سفيان بمثلها، ولمروان بمائتي ألف، فجاء عبد الله بن الأرقم بمفاتيح بيت المال، فوضعها بين يدي عثمان، وبكى، فقال: ما يبكيك إن وصلت رحمي؟ فقال: لعلك جعلت هذا عوضاً عما أنفقت في سبيل الله، لو أعطيت مروان مائتي درهم لكان كثيراً، وقال عثمان: الق مفاتيحك يا ابن الأرقم فإنا سنجد غيرك.

سمط النجوم العوالي - (ج 2 / ص 49)
وفي سنة ثمان وأربعين قبض معاوية فدك من مروان بن الحكم، وكان وهبها له عثمان، رضي الله عنه.

10- ما أحدثه عثمان

قد ذكرنا سابقا الإتمام في منى ونذكر هنا أمورا أخرى

صحيح البخاري - (ج 3 / ص 448)
دثنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري قال سمعت السائب بن يزيد يقول إن الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكثروا أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 352)
حدثنا ابن مبارك عن معمر عن الزهري قال : أرى أن يترك البيع عند الاذان الاول ، أحدثه عثمان رضي الله عنه.

وهذا إسناد قوي

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 347)
حدثنا هشيم عن أشعث عن الزهري قال : أول من أحدث الاذان الاول يوم الجمعة عثمان ليؤذن أهل السوق.

مصنف عبد الرزاق - (ج 3 / ص 206)
عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أن عثمان أول من زاد الاذان الاول يوم الجمعة ، لما كثر الناس زاده ، فكان يوذن به على الزوراء ، قال : وأما أول من زاده ببلادنا فالحجاج.

وهذا إسناد قوي

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 347)
حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن ذر عن الزهري : كان الاذان عند خروج الامام فأحدث أمير المؤمنين عثمان التأذينة الاثنية على الزوراء ليجمع الناس.

مصنف عبد الرزاق - (ج 3 / ص 206)
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال : كان الاذان في يوم الجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أذانا واحدا حتى يخرج الامام ، فلما كان عثمان كثر الناس ، فزاد الاذان الاول ، وأراد أن يتهيأ الناس للجمعة

حاشية الجمل - (ج 3 / ص 86)
وأول من زاد الأذان يوم الجمعة عثمان بن عفان في خلافته

وهذا الأذان بدعة كما قال ابن عمر

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 48)
حدثنا شبابة قال حدثنا هشيم بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال الاذان الاول يوم الجمعة بدعة.

وهذا إسناد قوي

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 48)
حدثنا وكيع قال حدثنا بن الغاز قال سألت نافعا مولى ابن عمر الاذان الاول يوم الجمعة بدعة فقال ابن عمر بدعة.

وهذا قوي أيضا


__


بعد أن ذكرنا ثلة من مثالب عثمان مما نقمه المسلمون عليه نأتي إلى القسم الثاني من بحثنا وهو يتعلق فيمن حرض وألب عليه بقول أو فعل

وهذا القسم يشكل لب موضوعنا حيث أنه يضم عددا من مشاهير الصحابة ممن حرض على عثمان وبأصح الأسانيد كما قطعنا على أنفسنا إن شاء الله تعالى

فنقول :

المحرضون على قتل عثمان

اتفق المؤرخون إلا من شذ منهم بأن أكابر الصحابة كانوا من أوائل من ألّب على عثمان وقد جاء ذلك في عدد من المصادر نذكر منها

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 483)
حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا عمرو، عن محمد ابن إسحاق بن يسار المدني، عن عمه عبد الرحمن بن يسار، أنه قال: لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى من بالآفاق منهم - وكانوا قد تفرقوا في الثغور: إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عز وجل، تطلبون دين محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن دين محمد قد أفسد من خلفكم وترك، فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم. فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1126)
حدثنا عبد الله بن رجاء قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله: أنه وزيادا مرا على أهل مصر بذي خشب فقال لهم: أتريدون أن أبلغ عنكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه ؟ فأرسلوهما إلى المدينة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، واستشاروهم في القدوم على عثمان رضي الله عنه، وأمروهما أن يجعلا عليا رضي الله عنه من آخر من يأتيانه فيستعتبونه فإن أعتبهم فهو الذي يريدون، فأما علي رضي الله عنه فقال لهما: هل أتيتما أحدا قبلي ؟ قالا: نعم، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابك. قال: فما أمروهم ؟ قالا: أمروهم بالقدوم. قال علي رضي الله عنه: لكن لا آمرهم بالقدوم، ولكن ليبعثوا إليه من مكانهم فليستعتبوه، فإن أعتبهم فهو الذي يريدون، وإن أبوا إلا أن يقدموا فبيض فليفرخوه، فبيض فليفرخوه.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن عبيد بن عمرو الخارقي قال : كنت أحد النفر الذين قدموا فنزلوا بذي المروة ، فأرسلونا إلى نفر من أصحاب محمد (ص) وأزواجه نسألهم : أنقدم أو نرجع ، وقيل لنا : اجعلوا عليا آخر من تسألون ، قال : فسألناهم فكلهم أمر بالقدوم فأتينا عليا فسألناه فقال : سألتم أحدا قبلي ؟ قلنا : نعم ، قال : فما أمروكم به ؟ قلنا : أمرونا بالقدوم ، قال : لكني لا آمركم ، بيض فليفرخ.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 285)
وحدثني عمرو بن محمد عن قبيصة بن عقبة عن أبي سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال: كنت فيمن أرسلوه من ذي خشب فقالوا: سلوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجعلوا عليا آخر من تسألونه، فسألناهم فقالوا: أقدموا إلا عليا فإنه قال: لا آمركم فإن أبيتم فبيض سيفرخ.

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 65)
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال: كنت فيمن أرسلوا من جيش ذي خشب، قال فقالوا لنا سلوا أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، واجعلوا آخر من تسألون عليا، أنقدم؟ قال فسألناهم فقالوا: اقدموا إلا عليا، قال: لا آمركم فإن أبيتم فبيض فليفرخ.

وهذه إسانيد قوية إلى أبي إسحاق وشيوخه في الخبر ثلاثة يستحيل اجتماعهم على الكذب



__


ارتأينا أن نفرد الرواية التالية في مشاركة مستقلة لأهميتها القصوى في بحثنا

والخبر قد جاء في مصدرين هما جامع معمر بن راشد ومصنف عبد الرزاق

وهو وإن كان ضعيفا ولكنه قابل للتحسين وعاضد - وهذا هو الأهم - للأخبار الآتية

وهذا هو الخبر

جامع معمر بن راشد - (ج 4 / ص 86)
أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن زياد بن جيل ، عن أبي كعب الحارثي - وهو ذو الإداوة - قال : سمعته يقول : « خرجت في طلب إبل لي ضوال ، فتزودت لبنا في إداوة ، قال : ثم قلت في نفسي : ما أنصفت ، فأين الوضوء ، فأهرقت اللبن وملأتها ماء ، فقلت : هذا وضوء وهذا شراب ، قال : فلبثت أبغي إبلي ، فإذا أردت أن أتوضأ اصطببت من الإداوة ماء فتوضأت ، وإذا أردت أن أشرب اصطببت لبنا فشربته ، فمكثت بذلك ثلاثا ، قال : فقالت له أسماء النجرانية : يا أبا كعب ، أقطيبا كان أم حليبا ؟ قال : قلت : إنك لبطالة ، كان يعصم من الجوع ويروي من الظماء ، أما إني حدثت بهذا نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني فنان ، فقال : ما أظن الذي تقول كما تقول ، قال : قلت : الله أعلم بذلك ، قال : فرجعت إلى منزلي فبت ليلتي تلك ، قال : فإذا أنا به صلاة الصبح إلى بابي فخرجت إليه ، فقلت : يرحمك الله ، لم تعنيت إلي ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ قال : لا ، أنا أحق بذلك أن آتيك ، ما نمت الليلة إلا أتاني آت ، فقال : أنت الذي تكذب من يحدث بأنعم الله ، قال : ثم خرجت حتى أتيت المدينة فأتيت عثمان فسألته عن شيء من أمر ديني ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني رجل من أهل اليمن من بني الحارث وإني أسألك عن أشياء ، فأمر حاجبك أن لا يحجبني ، قال : يا وثاب إذا جاءك هذا الحارثي فأذن له ، قال : فكنت إذا جئت فقرعت الباب ، قال : من ذا ؟ قال : الحارثي فيأذن لي ، قال : ادخل ، قال : فدخلت فإذا عثمان جالس وحوله نفر سكوت لا يتكلمون ، كأن على رءوسهم الطير ، قال : فسلمت ، ثم جلست ولم أسأله عن شيء لما رأيت من حالهم ، قال : فبينا أنا كذلك إذ جاء نفر ، فقالوا : أبى أن يجيء ، قال : فغضب وقال : أبى أن يجيء ؟ اذهبوا فجيئوا به ، فإن أبى فجروه جرا ، فمكثت قليلا ، فجاءوا فجاء معهم رجل أدم طوال ، أصلع في مقدم رأسه شعرات ، وفي قفائه شعرات ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : عمار بن ياسر ، فقال : أنت الذي يأتيك رسلنا فتأبى أن تأتيني ؟ قال : فكلمه بشيء لا أدري ما هو ، قال : ثم خرج فما زالوا ينقضون من عنده حتى ما بقي غيري ، قال : فقام ، قال : فقلت : والله لا أسأل عن هذا أحدا ، أقول : حدثني فلان حتى أرى ما يصنع ، قال : فتبعته حتى دخل المسجد ، فإذا عمار بن ياسر جالس إلى سارية وحوله نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبكون ، قال : فقال عثمان : يا وثاب علي بالشرط ، قال : فجاء الشرط ، فقال : فرقوا بين هؤلاء ، قال : ففرقوا بينهم ، قال : ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم عثمان فصلى ، فلما كبر قامت امرأة من حجرتها فقالت : أيها الناس اسمعوا ، قال : ثم تكلمت فذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعثه الله به ، ثم قالت : تركتم أمر الله وخالفتم رسوله - أو نحو هذا - ثم صمتت فتكلمت أخرى مثل ذلك ، فإذا هي عائشة وحفصة قال : فلما سلم عثمان أقبل على الناس ، فقال : إن هاتان الفتانتان فتنتا الناس في صلاتهم ، وإلا تنتهيا أو لأسبنكما ما حل لي السباب ، وإني لأصلكما لعالم ، قال : فقال له سعد بن أبي وقاص : أتقول هذا لحبائب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : وفيما أنت وما هاهنا ، قال : ثم أقبل على سعد عامدا إليه ، قال : وانسل سعد فخرج من المسجد ، فلقي عليا بباب المسجد ، فقال له علي : أين تريد ؟ قال : أريد هذا الذي كذا وكذا - يعني سعدا - فشتمه فقال له علي : أيها الرجل دع هذا عنك ، قال : فلم يزل بهما الكلام حتى غضب عثمان فقال : ألست المتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك ؟ قال : فقال علي : ألست الفار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ؟ قال : ثم حجز الناس ، قال : ثم خرجت من المدينة حتى أتيت الكوفة ، فوجدتهم أيضا قد وقع بينهم شيء ونشبوا في الفتنة ، وردوا سعيد بن العاص ولم يدعوه يدخل إليهم ، قال : فلما رأيت ذلك رجعت حتى أتيت بلاد قومي »



__

1- عمار بن ياسر

اتفقت كلمة المؤرخين على أن عمار بن ياسر كان من أشد المؤلبين على الخليفة الثالث عثمان بل وحتى أشد المدافعين عن عثمان لم ينكروا هذه الحقيقة وأنى لهم ذلك بعد ثبوتها بالأسانيد الصحيحة منها خبر أبي الغادية المشهور

وهذه هي الروايات الواردة في تأليب عمار رضوان الله عليه على عثمان نوردها تباعا

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 260)
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال فحملت عليه فطعنته في ركبته، قال: فوقع فقتلته، فقيل قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إن قاتله وسالبه في النار، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله، فقال إنما قال قاتله وسالبه.

وهذا إسناد قوي

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 327)
حدثنا عفان بن مسلم الصفار، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا كلثوم ابن جبر: عن أبي غادية قال: سمعت عماراً يقع في عثمان ويشتمه بالمدينة؛ فتوعدته بالقتل. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس فقيل: هذا عمار. فحملت عليه فطعنته في ركبته؛ فوقع فقتلته، فأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو: ها أنت تقاتله: قال: إنما قال: قاتله وسالبه.

وهذا هو ذات الإسناد السابق

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 184)
حدثنا عفان قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن كلثوم بن جبير بن أبي حفص، عن ابن عادية [كذا] قال: سمعت عمارا رضي الله عنه يقع فى عثمان رضي الله عنه ويشتمه بالمدينة، فتوعدته بالقتل.

وهذا هو ذاته أيضا وقد جاءت الرواية من طريق آخر عن حماد كما في التاريخ الصغير

التاريخ الصغير - (ج 1 / ص 188)
حدثنا حرمي بن حفص ثنا مرثد بن عامر سمعت كلثوم بن جبر يقول كنت بواسط عند عمرو بن سعيد فجاء آذن فقال قاتل عمار بالباب فإذا هو طويل فقال أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أنفع أهلي وأرد عليهم الغنم فذكر له عمار فقال كنا نعده حنانا حتى سمعته يقع في عثمان فاستقبلني يوم صفين فقتلته

ومن طريق آخر كما في مسند أحمد

مسند أحمد - (ج 34 / ص 37)
حدثنا عبد الله قال حدثني أبو موسى العنزي محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية استسقى ماء فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا شك ابن أبي عدي يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل يسب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال قلت وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر

وهذا إسناد قوي وحسنه محقق المسند

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 201)
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن مطرف بن الشخير قال: لما دخل على البصرة يوم الجمل جلست إلى عمار ابن ياسر فجعل يقع في عثمان فقلت له: انكم أصحاب محمد سبقتمونا صحبة ثم أدركناكم فأعلمتونا ألا ذنب في الاسلام أعظم من الذم، ثم أنتم اليوم تحلونه. قال: فجاءه رسول علي فقال: أجب يا أبا اليقظان أمير المؤمنين فهو يقول إنه بدل - يعني عثمان - .

وهذا إسناد قوي جدا

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1122)
حدثنا علي، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: دعا عثمان رضي الله عنه عمار بن ياسر رضي الله عنهما فقال: يا أبا اليقظان، إن لك سابقة وقدما، وقد عرفك الناس بذلك، وقد استمرح أهل مصر واستعلى أمرهم وبغيهم علي، فأنا أحب أن أبعثك إليهم فتعتبهم من كل ما عتبوا، وتضمن ذلك علي، وتقول بالمعروف وتنشر الحسنى، فعسى الله إن يطفئ بك ثائرة، ويلم بك شعثا، ويصلح بك فسادا. وأمر له بحملان ونفقة، وكتب إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن يجري عليه رزقا ما أقام عنده.
فخرج عمار إلى مصر وهو عاتب على عثمان رضي الله عنه، فألب الناس عليه، وأشعل أهل مصر على عثمان رضي الله عنه، فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان رضي الله عنه: إن عمارا قدم علينا فأظهر القبيح، وقال ما لا يحل، وأطاف به قوم ليسوا من أهل الدين ولا القرآن، وكتب يستأذنه في عقوبته وأصحابه. فكتب إليه عثمان رضي الله عنه: بئس الرأي رأيت يا ابن أبي سرح، أنا بقضاء الله أرضى به - اعلمه - من أن آذن لك في عقوبة عمار أو أحد أصحابه، فقد وجهت عمارا وأن أظن به غير الذي كتبت به، فإذا كان من أمره الذي كان فأحسن جهازه واحمله إلي، فلعمري إني لعلى يقين أني أستكمل أجلي وأستوفي رزقي وأصرع مصرعي، فقدم الكتاب على ابن أبي سرح فحمل عمارا إلى المدينة

وهذا إسناد قوي

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 199)
حدثنا علي بن محمد، عن أبي عمرو، عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: بعثني أبي إلى عمار رضي الله عنه حين قدم من مصر وبلغه ما كان من أمره، فأتيته فقام وليس عليه رداء، وعليه قلنسوة من شعر معتم عليها بعمامة وسخة، وعليه جبة فراء يمانية، فأقبل معي حتى دخل على سعد، فقال: يا أبا اليقظان، إن كنت عندنا لمن أهل الفضل وكنت فينا مرجوا قبل هذا، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد المسلمين، والتأليب على أمير المؤمنين فأهوى عمار بعمامته فنزعها عن رأسه. فقال: ويحك يا عمار، أحين كبرت سنك، ونفد عمرك، واقترب أجلك خلعت بيعة الإسلام من عنقك، وخرجت من الدين عريانا!! فقام عمار مغضبا وهو يقول: أعوذ بالله من الفتنة. فقال سعد: "ألا في الفتنه سقالوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين"، ألا في الفتنة سقطت يا عمار.

وقد جاءت هذه الرواية من طريق آخر عن محمد بن سعد

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 441)
وقال سيف، عن مبشر، وسهل بن يوسف، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: قدم عمار بن ياسر من مصر وأبى شاك، فبلغه، فبعثني إليه أدعوه، فقام معي وعليه عمامة وسخة وجبة فراء. فلما دخل على سعد قال له: ويحك يا أبا اليقظان إن كنت فينا لمن أهل الخير، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد بين المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين، أمعك عقلك أم لا فأهوى عمار على عمامته وغضب فنزعها وقال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه، فقال سعد " إنا لله وإنا إليه راجعون " ويحك حين كبرت سنك ورق عظمك ونفد عمرك خلعت ربقة الإسلام من عنقك وخرجت من الدين عرياناً، فقام عمار مغضباً مولياً وهو يقول: أعوذ بربي من فتنة سعد، فقال سعد: ألا في الفتنة سقطوا، اللهم زد عثمان بعفوه وحلمه عندك درجات، حتى خرج عمار من الباب، فأقبل علي سعد يبكي حتى اخضل لحيته وقال: من يأمن الفتنة يا بني لا يخرجن منك ما سمعت منه، فإنه من الأمانة، وإني أكره أن يتعلق به الناس عليه يتناولونه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحق مع عمار ما لم تغلب عليه دلهة الكبر " ، فقد دله وخرف.

نقول : قول سعد مردود فلم يرد التخصيص في حديث رسول الله

فالثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدح عمار لا تخصيص فيه بكبر أو خرف

فهو الطيب المطيب ومن ملئ إيمانا حتى مشاشه وأنه لم يخير بين أمرين إلا اختار ارشدهما

وإن تعجب فالعجب من قول ابن حجر في الإصابة

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 3 / ص 381)
وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال: بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا. فلما رآه الحجاج قال مرحباً بأبي غادية وأجلسه على سريره وقال: أنت قتلت ابن سمية؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال فعلت كذا وكذا حتى قتلته فقال الحجاج: يا أهل الشام من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ثم ساره أبو الغادية فسأله شيئاً فأبى عليه فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم يسألهم منها فلا يعطوننا ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة أجل والله إن من ضرسه مثل أحد وفخذه مثل ورقان ومجلسه ما بين المدينة والربذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت: وهذا منقطع وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه وفي هذه الزيادة تشنيع صعب والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.

نقول : غصة التشنيع الوارد بادية في ما كتب ابن حجر
smile.gif




__
2- عائشة بنت أبي بكر

قد جاء تحريض عائشة على عثمان في الصحيح من الأخبار وإن كان البعض قد شكك في ذلك ولكنها أخبار صحيحة مستفيضة

فمن تلك الأخبار

الفتن لنعيم بن حماد - (ج 1 / ص 48)
حدثنا عبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت والله لوددت أني لم أذكر عثمان بكلمة قط وأني عشت في الدنيا برصاء سالخ ولأصبع عثمان الذي يشير بها إلى السماء خير من طلاع الأرض من علي

وهذا إسناد قوي وقد أخرجه الخلال في السنة

السنة لأبي بكر بن الخلال - (ج 2 / ص 84)
قال : وقرأت عليه : أبو المغيرة قال : ثنا صفوان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « كان القوم يختلفون إلي في عيب عثمان ، ولا أرى إلا أنها معاتبة ، وأما دمه ، فأعوذ بالله من دمه ، والله وددت أني عشت في الدنيا برصاء صالخا ، وإني لم أذكر عثمان بكلمة قط ، فذكرت كلاما فضلت عثمان على علي »

نقول : الكلام التي قالته عائشة قد بينه نعيم بن حماد وليس فيه تفضيل لعثمان فحسب بل طعن في الإمام علي أيضا

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 298)
حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود الطيالسي أنبأنا وكيع عن قيس بن مسلم عن أم الحجاج العوفية قالت: كنت عند عائشة وعثمان محصور فجاء الأشتر فقال لها: يا أم المؤمنين ما تقولين في أمر هذا الرجل؟ فتكلمت امرأة صيته بينة اللسان فقالت: معاذ الله أن آمر بسفك دماء المسلمين، وقتل إمامهم واستحلال حرمتهم، فقال الأشتر: كتبتن إلينا حتى إذا قامت الحرب على ساق أنشأتن تنهيننا.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 299)
حدثني سريج بن يونس ومحمد بن سعد قالا: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن خثيمة عن مسروق عن عائشة أنها قالت حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم ذبحتموه كما يذبح الكبش، فهلا كان هذا قبل هذا؟ فقال مسروق: هذا عملك، كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه، فقالت: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافررون ما كتبت إليهم بسوداء في بياض حتى جلست مجلسي هذا؛ قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 491)
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن مسروق عن عائشة قال : قالت حين قتل عثمان تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه فذبحتموه كما يذبح الكبش ، إنما كان هذا قبل هذا ، قال : فقال لها مسروق : أنت كتبت إلى أناس تأمرينهم بالخروج ، قال : فقالت عائشة : لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ، ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا ، قال الاعمش : فكانوا يرون أنه كتب على لسانها.

وهذا إسناد قوي

العقد الفريد - (ج 2 / ص 93)
العتبي قال: قال رجل من ليث: لقيت الزبير قادما، فقلت: أبا عبد الله، ما بالك؟ قال: مطلوب مغلوب، يغلبني ابني، ويطلبني ذنبي. قال: فقدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: أبا إسحاق، من قتل عثمان؟ قال: قتله سيف سلته عائشة، وشحذه طلحة، وسمه علي. قلت: فما حال الزبير؟ قال: أشار بيده وصمت بلسانه.

الجزء المتمم لطبقات ابن سعد - (ج 1 / ص 108)
أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني ربيعة بن عثمان ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة قال : « جاء يعلى بن أمية إلى عائشة فقال : قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين على قتله . قالت : برئت إلى الله ممن قتله » قال : الآن ثم قال : أظهري البراءة ممن قتله ، فخرجت إلى المسجد فجعلت تبرأ ممن قتل عثمان رضي الله عنه

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 37)
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن المدائني، عن أبي مخنف، عن كبير بن أبي إسماعيل، عن عمر بن بشير، عن عمته أم زيد قالت: كنت مع عائشة رضي الله عنها بمكة، فأتاها أن عثمان قتل فقالت: أبعده الله بما قدمت يداه يا معشر قريش لا يشأم منكم عثمان كما شأم أحمر ثمود قومه إن أحق بهذا الأمر ذو الإصبع. ثم أتاها أن عليا رضي الله عنه استخلف. فقالت تعسوا لا تؤمروا بني تميم أبدا يا أيها الناس! إن عثمان قتل مظلوما وإن عليا أخذ الأمر بغير شورى والله لا ترضى لنقاتلنه. فقالت أم سلمة يا أيها الناس! إن عثمان قتل وإن الناس ولوا عليا خير من تعلمون، وقد بايعنا فبايعوا عليا، وكان الأحنف يميل إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أيام الجمل، فاعتزل في بني سعد يمنعهم عن قتاله، وما روي عنه في علي إلا واحدة.

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1172)
حدثنا زهير بن حرب قال، حدثنا وهب بن جرير قال، حدثنا جويرية قال، حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري قال، حدثني عمي - أو عم لي - قال: بينما أنا عند عائشة رضي الله عنها وعثمان رضي الله عنه محصور، والناس مجهزون للحج إذ جاء مروان فقال: يا أم المؤمنين، إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ورحمة الله ويقول: ردي عني الناس فإني فاعل وفاعل، فلم تجبه، فانصرف وهو يتمثل ببيت الربيع بن زياد العبسي.
وحرق قيس علي البلا * د حتى إذا اشتعلت أجذما
فقالت: ردوا علي هذا المتمثل، فرددناه، فقالت - وفي يدها غرارة لها تعالجها: والله لوددت أن صاحبك الذي جئت من عنده في غرارتي هذه فأوكيت عليها فألقيتها في البحر

وهذا إسناد قوي إلى يحيى بن سعيد

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 216)
وكان الأحنف عاقلاً حليماً ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء لما قدمت عائشة البصرة أرسلت إليه فأتاها فقالت: ويحك يا أحنف بم تعتذر إلى الله من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان أمن قلة عدد أو أنك لا تطاع في العشيرة قال: يا أم المؤمنين ما كبرت السن ولا طال العهد وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه. قال: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الإناء ثم قتلوه. قال: يا أم المؤمنين إني آخذ بأمرك وأنت راضية وأدعه وأنت ساخطة.

العقد الفريد - (ج 2 / ص 91)
خرجت عائشة باكية تقول: قتل عثمان مظلوما! فقال لها عمار: أنت بالأمس تحرضين عليه، واليوم تبكين عليه! وجاء علي إلى امرأة عثمان، فقال لها: من قتل عثمان؟ قالت: لا أدري، دخل رجلان لا أعرفهما إلا أن أرى وجوههما، وكان معهما محمد بن أبي بكر، وأخبرته بما صنع محمد بن أبي بكر. فدعا علي بمحمد، فسأله عما ذكرت امرأة عثمان. فقال محمد: لم تكذب، وقد والله دخلت عليه وأنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت وأنا تائب، والله ما قتلته ولا أسكته. فقالت امرأة عثمان: صدق، ولكنه أدخلهما.

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 312)
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو النضر، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن عمرو بن سعيد، حدثني سعيد بن عمرو: عن ابن حاطب قال: أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج وكأنه شوك قنفذ من النبل، فضرب الهودج؛ ثم قال: إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان. فقال لها أخوها محمد: هل أصابك شيء ؟ فقالت: مشقص في عضدي. فأدخل رأسه ثم جرها إليه فأخرجه.

وهذا إسناد قوي جدا

تاريخ دمشق - (ج 27 / ص 204)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا بن بكر بن الطبري أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني سلمة عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فكأنه تناول من عائشة فقلت يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة قال ومن هو قلت أبو مسلم الخولاني حدثنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الآزهري أنا محمد بن عبد الله أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد فكان يتناول عائشة فقلت له يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة قال ومن هو قلت أبو مسلم الخولاني وسمع أهل الشام كأنهم ينالون من عائشة فقال ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم هذه كمثل عينين في رأسه تؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما قال فسكت قال الزهري أخبرنيه أبو إدريس عن أبي مسلم

نقول : طعن أهل الشام في عائشة كان لدورها في قتل عثمان دون شك




3- عبد الله بن مسعود

نزاع عبد الله بن مسعود مع عثمان بن عفان من المتواتر تاريخيا ولا يناقش في ذلك إلا جاهل

فنذكر من الأخبار الصحاح الدالة على عظم الفجوة بين الرجلين :

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1051)
حدثنا يزيد بن هارون قال، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال: دخل عثمان رضي الله عنه على عبد الله يعوده وقال:هذا عطاؤك فخذه. قال: لا حاجة لي فيه، منعتني إذ كان ينفعني - وكان حرمه عطاءه عامين

وهذا إسناد قوي

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 161)
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير وقد كان عثمان حرمه عطاءه سنتين فأتاه الزبير فقال: إن عياله أحوج إليه من بيت المال، فأعطاه عطاءه عشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا.

وهذا إسناد قوي

الفتن لنعيم بن حماد - (ج 1 / ص 77)
حدثنا ابن المبارك عن الأعمش عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود ذكر عثمان رضى الله عنه يوما فقال أهلكه الشح وبئست البطانة أو بطانة السوء قال قلنا له ألا تخرج فنخرج معك ؟ فقال لأن أزاول جبلا راسيا أهون علي من أن أزاول ملكا مؤجلا.

وهذا إسناد قوي جدا ولشعيب الأرناؤوط تعليق على الخبر نورده لاحقا
smile.gif


مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 700)
وكيع قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله وذكر رجلا فقال : أهلكه الشح وبطانة السوء.

وهذا إسناد قوي وهو ذات الخبر السابق وقد قد جاء بتفصيل أكبر كما في جمهرة الأمثال

جمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 45)
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر المدائني، عن أبي جزء، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: قيل لعبد الله بن مسعود وهو ينال من عثمان: بايعتم رجلا، ثم أنشأتم تشتمونه! قال: والله ما ألونا أن بايعنا أعلانا ذا فوق، غير أنه أهلكه شح النفس، وبطانة السوء، قال: أفلا تغيرون؟ قال: ما أبالي أجبلا راسيا زاولت، أم ملكا مؤجلا حاولت؛ ولوددت أني وعثمان برمل عالج، يحثي كل واحد منا على صاحبه حتى يموت الأعجل

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1053)
حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا جرير، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق: أر... حذيفة، فطلبته عند أبي موسى فوجدته وحذيفة وأبا موسى في غرفة أبي موسى فجعل...يقع في عثمان رضي الله عنه ويتناوله ويقول: هو وهو...قال حذيفة: على ذلك لو أنه أرسل إليك الآن يا أبا موسى فاستعملك على البصرة، واستعملك يا أبا عبد الرحمن على بيت المال، واستعملني على المدائن لرضينا وسكتنا، وكنا خلفاء نرضى أو نسكت. فقال عبد الله: إنا إذا لقوم سوء.

وهذا إسناد قوي جدا والخبر فيه سقط من الأصل

شعب الإيمان للبيهقي - (ج 6 / ص 13)
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا الحجاج ، عن السري بن يحيى الشيباني أبي الهيثم ، عن شجاع ، عن أبي فاطمة ، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عاد ابن مسعود في مرضه ، فقال : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي ، قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي ، قال : ألا ندعو لك الطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني ، قال : ألا آمر لك بعطائك ؟ قال : ما منعتنيه قبل اليوم فلا حاجة لي فيه ، قال : تدعه لأهلك وعيالك ، قال : إني قد علمتهم شيئا إذا قالوه لم يفتقروا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من قرأ الواقعة كل ليلة لم يفتقر » « تفرد به شجاع بن عطية هذا »

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 627)
حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : دخل الزبير على عمار أو عثمان بعد وفاة عبد الله فقال : أعطني عطاء عبد الله فعيال عبد الله أحق به من بيت المال ، قال : فأعطاه خمسة عشر ألفا.

وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح

الأموال للقاسم بن سلام - (ج 2 / ص 100)
وحدثنا يزيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : قال الزبير لعثمان بعدما مات عبد الله بن مسعود : أعطني عطاء عبد الله ، فعيال عبد الله أحق به من بيت المال ، فأعطاه خمسة عشر ألفا . قال يزيد : وكان الزبير وصي عبد الله بن مسعود

وقد نص ابن أبي الحديد في شرح النهج على تواتر هذه المسألة

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - (ج 125 / ص 31)
و لا يختلف أهل النقل في طعن ابن مسعود على عثمان و قوله فيه أشد الأقوال و أعظمها و العلم بذلك كالعلم بكل ما يدعى فيه الضرورة و قد روى كل من روى السيرة من أصحاب الحديث على اختلاف طرقهم أن ابن مسعود كان يقول ليتني و عثمان برمل عالج يحثو علي و أحثو عليه حتى يموت الأعجز مني و منه . و رووا أنه كان يطعن عليه فيقال له أ لا خرجت عليه ليخرج معك فيقول لأن أزاول جبلا راسيا أحب إلى من أن أزاول ملكا مؤجلا .

نأتي الآن على كلام شعيب الأرناؤوط محقق سير أعلام النبلاء حيث قال في بعدما أورد الذهبي قول ابن مسعود في عثمان أنه شحيح

سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 485)
إسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد كما تقدم. وأما متنه فمنكر ولا يصح. لان عثمان، رضي الله عنه، قد عرف بالسخاء والبذل في سبيل الله. فالكرم سجية من سجاياه تميزه عمن سواه. فهو الذي نثر في حجر النبي، صلى الله عليه وسلم، ألف دينار لتجهيز جيش العسرة كما روى أحمد 5 / 63 بسند حسن، والترمذي (3702) وحسنه أيضا.
وفيه " أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، يرددها مرارا ". وعبارة " أهلكه الشح " افتراء على رجل شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، بالشهادة والجنة - كما روى البخاري، والترمذي، والنسائي - ولا يمكن أن يصدر مثل هذا القول عن صحابي جليل كابن مسعود، يعلم مكانة عثمان في الاسلام، وتقدير النبي، صلى الله عليه وسلم، له وقوله فيه، و عبد الله بن مسعود هو الذي قال: " أمرنا خير من بقي ولم نأله " ولحظة الانفعال التي مر بها عبد الله حينما أمر عثمان ومعه كل الصحابة بحرق المصاحف، ليجمعهم - المسلمين في كل الامصار - على مصحف حفصة ولهجة قريش، هذا الانفعال سرعان ما زال، فقد روى حمزة وعاصم عنه عودته إلى رأي الصحابة الكرام وإجماعهم على ذلك، انظر " تفسير القرطبي " 10 / 7171، ومن أراد أن يقف على دراسة صحيحة، جادة، متأنية، وافيه فليرجع إلى كتاب: " عثمان بن عفان الخليفة المفترى عليه " للاستاذ الفاضل: محمد الصادق عرجون.

نقول : تضعيف الخبر بنعيم بن حماد مردود فقد جاءت الرواية من طريق آخر كما أثبتنا فالخبر صحيح دون شك


وأما قوله أن كلمة " أهلكه الشح " افتراء فقد جعل بذلك الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود من المفترين على عثمان والعياذ بالله
boxed.gif


وبخبر عبد الله بن مسعود تسقط الأساطير التي جعلت عثمان من الكرماء الأسخياء المنفقين في سبيل الله
smile.gif



___


4- طلحة بن عبيد الله

أحد أشد المؤلبين على عثمان وقد صرح بذلك عدد من الأعلام منهم الذهبي كما سيأتي

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 289)
المدائني عن أبي جزي عن أيوب وابن عون عن ابن سيرين قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد على عثمان من طلحة.

العقد الفريد - (ج 2 / ص 95)
ابن عون عن ابن سيرين قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد على عثمان من طلحة.

المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 413)
فحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، وعلي بن حمشاذ ، قالا : ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبو موسى يعني إسرائيل بن موسى قال : سمعت الحسن يقول : « جاء طلحة والزبير إلى البصرة فقال لهم الناس : ما جاءكم ؟ قالوا : نطلب دم عثمان قال الحسن : أيا سبحان الله ، أفما كان للقوم عقول فيقولون : والله ما قتل عثمان غيركم ؟ قال : فلما جاء علي إلى الكوفة ، وما كان للقوم عقول فيقولون : أيها الرجل إنا والله ما ضمناك »

وهذا إسناد قوي

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1199)
حدثنا الحزامي قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، أخبرني يونس، عن أبي شهاب قال: أرسل عثمان رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه وهو محصور: إن كنت مأكولا فكن خير آكل. ولا تخل بينها وبين ابن فلانة - يريد طلحة

وهذا إسناد قوي مرسل

السنة لابن أبي عاصم - (ج 3 / ص 287)
ثنا محمد بن المثنى ، ثنا القاسم بن الحكم الأنصاري أبو محمد ، حدثنا أبو عبادة الزرقي ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : حضرت عثمان بن عفان يوم حوصر . قال : إن الناس موضع الجنائز ، لو أن حصاة ألقيت ما سقطت إلا على رأس رجل ، قال : فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل صلى الله عليه وسلم ، فقال : أفيكم طلحة ؟ فسكتوا . فقال : أفيكم طلحة ؟ فسكتوا . قال : أفيكم طلحة ؟ فقام طلحة بن عبيد الله ، فقال عثمان : ما كنت أرى أن تكون في جماعة قوم تسمع ندائي ثلاثا فلا تجيبني ، نشدتك الله يا طلحة هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بمكان كذا وكذا ، وأنا وأنت معه ، ليس معه غيري وغيرك ، فقال : « يا طلحة ، إن لكل نبي رفيقا من أمته معه في الجنة ، وإن عثمان بن عفان هذا رفيقي في الجنة » . قال : فقال طلحة : اللهم نعم . قال : وانصرف عنه .

تاريخ المدينة - (ج 2 / ص 249)
حدثنا عثمان بن عبد الوهاب قال، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى ابن أسيد قال: أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه ذات يوم فقال: السلام عليكم. فما سمعنا أحدا من الناس رد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه. فقال: أفيكم أبو محمد طلحة قالوا: نعم. قال: ما كنت أحسب أني أسلم على قوم فيهم لا ترد علي السلام!! قال: رددت عليك في نفسي. قال: كان ينبغي أن تسمعني ما أسمعتك، أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين. قيل: نعم. قال: لم تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ثم قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد. قيل: نعم. قال: فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ثم قال: فأنشدكم الله، هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا أشياء في شأنه قال: وذكر أشياء كانت الفيصل قال: ففشا النهي، فجعل الناس يقولون: مهلا عن أمير المؤمنين، وفشا النهي، وقام الأشتر فقال: لا أدري أيومئذ أم يوما آخر، فلعله قد مكر به وبكم. قال: فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا. قال: ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة، أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم أو كما قال.

وهذا إسناد لا بأس به

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 694)
أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال : أخذ علي بيد الاشتر ثم انطلق به حتى أتى طلحة فقال إن هؤلاء - يعني أهل مصر - يسمعون منك ويطيعونك ، فانههم عن قتل عثمان ، فقال : ما استطيع دفع دم أراد الله إهراقه ، فأخذ علي بيد الاشتر ، ثم انصرف وهو يقول : بئس ما ظن ابن الحضرمية أن يقتل ابن عمي ويغلبني على ملكي بئس ما أرى.

وهذا إسناد قوي مرسل

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1202)
حدثنا هارون بن عمر قال، حدثنا أسد بن موسى قال، حدثنا جامع بن صبيح، عن الكلبي قال: أرسل عثمان إلى علي رضي الله عنهما يقرئه السلام ويقول: إن فلانا - يعني طلحة - قد قتلني بالعطش، والقتل بالسلاح أجمل من القتل بالعطش. فخرج علي رضي الله عنه يتوكأ على يد المسور بن مخرمة حتى دخل على ذلك الرجل وهو يترامى بالنبل، عليه قميص هروي، فلما رآه تنحى عن صدر الفراش ورحب به فقال له علي رضي الله عنه: إن عثمان أرسل إلي أنكم قد قتلتموه بالعطش، وإن ذلك ليس يحسن، وأنا أحب أن تدخل عليه الماء. فقال: لا والله ولا نعمة عين، لا نتركه يأكل ويشرب. فقال علي رضي الله عنه: ما كنت أرى أني أكلم أحدا من قريش في شئ فلا يفعل ! ! فقال: والله لا أفعل، وما أنت من ذلك في شئ يا علي. فقام علي رضي الله عنه غضبان وقال: لتعلمن بعد قليل أكون من ذلك في شئ أم لا.

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 223)
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا عوف قال: بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ثم قال: والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا. فقال طلحة لمولى له: ابغني مكانا، قال: لا أقدر عليه، قال: هذا والله سهم أرسله الله، اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى. ثم وسد حجرا فمات.

وهذا إسناد قوي مرسل

أمالي اليزيدي - (ج 1 / ص 27)
حدثنا أبو حرب قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا جرير بن حازم قال لما قدم طلحة والزبير رحمهما الله البصرة يطلبان بدم عثمان رضي الله عنه لقيهما عبد الله بن حكيم المجاشعي بالمربد بكتب كتبها إليهم طلحة يؤلبهم على عثمان رضي الله عنه فقال له ابن حكيم أتعرف هذه الكتب قال نعم قال فما حملك على التأليب عليه بالأمس والطلب بدم اليوم وقد دعاك علي عليه السلام والزبير معك فعرض عليكما أني بايعكما ... وبايعتماه ثم جئتما ناكثين تقاتلانه، فقال طلحة إنما عرض علينا ذلك حين اجتمع له الناس وعرفنا أنا إن أبينا عليه بيعته أنه قاتلنا فبايعنا كرهاً ولم نجد في دم عثمان وما صنعنا به شيئاً غير التوبة والطلب بدمه.

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 307)
وحدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن النعمان بن راشد: عن الزهري قال: لما قدم طلحة والزبير البصرة، أتاهما عبد الله بن حكيم التميمي بكتب كتبها طلحة إليهم يؤلبهم فيها على عثمان، فقال له حكيم: أتعرف هذه الكتب ؟ قال: نعم. قال: فما حملك على التأليب عليه أمس والطلب بدمه اليوم ؟ فقال: لم أجد في أمر عثمان شيئا إلا التوبة والطلب بدمه.

وهذا إسناد قوي مرسل

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 684)
يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : لما حصر عثمان أتى علي طلحة وهو مستند إلى وسائد في بيته فقال : أنشدك الله ! ما رددت الناس عن أمير المؤمنين فإنه مقتول ، فقال طلحة : لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها.

وهذا إسناد قوي وأخرجه الطبري بسنده

تاريخ الرسل والملوك - (ج 3 / ص 2)
وحدثني عمر، قال: حدثنا علي، عن عبد ربه، عن نافع، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، قال: قال علي لطلحة: أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان! قال: لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها.

وهذا إسناد قوي كسابقه وقد سمع حكيم بن جابر طلحة فالإسناد متصل

المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 13 / ص 41)
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ ، أنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا عباد بن الوليد العنزي ، ثنا حبان ، ثنا شريك بن الحباب ، حدثني عتبة بن صعصعة بن الأحنف ، عن عكراش قال : كنا نقاتل عليا مع طلحة ومعنا مروان ، قال : فانهزمنا ، قال : فقال مروان : « لا أدرك بثأري بعد اليوم من طلحة » ، قال : فرماه بسهم فقتله

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 70)
وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال لا أطلب ثأري بعد اليوم فنزع له بسهم فقتله.

تاريخ دمشق - (ج 25 / ص 112)
أخبرنا أبو محمد نا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا عبد الحميد بن صالح نا وكيع نا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أبن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة بن عبيد الله في الجمل فقال ماذا قالوا طلحة قال هذا أعان على قتل عثمان لا أطلب بثأري بعد اليوم فرمى بسهم في ركبته قال فما زال الدم حتى مات

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 70)
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته فما زال الدم يسيح حتى مات أخرجه عبد الحميد بن صالح عن قيس

وقد ادعى ابن أبي الحديد شهرة ذلك فقال في شرحه للنهج

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - (ج 124 / ص 5)
والظاهر المعروف أنه لم يكن على عثمان أشد من طلحة و لا أغلظ منه . قال و لو حكينا من كلامه فيه ما قد روي لأفنينا قطعة كثيرة من هذا الكتاب و قد روي أن عثمان كان يقول يوم الدار اللهم اكفني طلحة و يكرر ذلك علما بأنه أشد القوم عليه

وقد نص على ذلك أيضا كل من ابن قتيبة في المعارف والذهبي في سير أعلام النبلاء

المعارف - (ج 1 / ص 52)
وكان طلحة من المهاجرين الأولين ومن العشرة المسمّين للجنة وأحد أصحاب الشورى، ولم يحضر يوم التشاور وكان غائباً، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ووقاه يومئذ من ضربة قصد بها إليه فشلت يده وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقاص وكان شديداً على عثمان وأمه الصعبة بنت الحضرمي

سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 34)
يحيى بن معين: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن مصعب، أخبرني موسى بن عقبة، سمعت علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير، وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما، قال: ورأيت طلحة، وأحب المجالس إليه أخلاها، وهو ضارب بلحيته على زوره، فقلت: يا أبا محمد ! إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها، إن كنت تكره هذا الامر، فدعه، فقال: يا علقمة ! لا تلمني، كنا أمس يدا واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني شئ في أمر عثمان، مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي، وطلب دمه
قلت: الذي كان منه في حق عثمان تمغفل وتأليب، فعله باجتهاد، ثم تغير عند ما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا، أرهقه قتلة عثمان، وأحضروه حتى بايع.

نقول : شهادة الذهبي كافية وتشكيك المشككين بعده لا قيمة له ولا نعلم معنى " التمغفل " الذي عناه فلعل أحد العارفين يرشدنا لمعناها
biglaugh.gif




____


5- جهجاه بن قيس الغفاري

صحابي روى عن النبي واتفقت كلمة المؤرخين أنه قد شهد بيعة الرضوان

أسد الغابة - (ج 1 / ص 195)
جهجاه بن قيس
ب د ع جهجاه بن قيس، وقيل: ابن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار، الغفاري، وهو من أهل المدينة، روى عنه عطاء وسليمان ابنا يسار، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وشهد غزوة المريسيع إلى بني المصطلق من خزاعة

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 488)
حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن رجلا يقال له جهجاه تناول عصى كانت في يد عثمان فكسرها بركبته ، فرمى عن ذلك الموضع بآكلة.

وهذا إسناد قوي مرسل ورواه ابن شبة

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 191)
حدثنا الحزامي قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثني عبد الله بن عمر، عن نافع: أن جهجاه الغفاري تناول عصا عثمان رضي الله عنه وهو يخطب الناس على المنبر فكسرها بركبته، فأخذته في ركبته قرحة الأكلة.

تاريخ المدينة - (ج 2 / ص 191)
حدثنا علي بن محمد، عن عبد الله بن مصعب، عن هشام. بن عروة، عن أبيه قال: خرج عثمان رضي الله عنه من داره يوم جمعة، عليه حلة حبرة، ومعه ناس من مواليه، قد صفر لحيته، فدخل المسجد فجذب الناس ثيابه يمينا وشمالا، وناداه بعضهم يا نعثل، وكان حليما حييا فلم يكلمهم حتى صعد المنبر، فشتموه فسكت حتى سكتوا، ثم قال: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا فإن السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له. فناداه بعضهم: أنت السامع العاصي. وقام جهجاه بن سعد الغفاري وكان ممن بايع تحت الشجرة فقال: هلم إلى ما ندعوك إليه. قال: وما هو قال: نحملك على شارف جرباء ونلحقك بجبل الدخان. لست هناك لا أم لك. وتناول جهجاه عصا كانت في يد عثمان رضي الله عنه، وهي عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها على ركبته، ودخل عثمان داره، وصلى بالناس يوم الجمعة سهل بن حنيف، ووقعت في رجل جهجاه الأكلة.

وهذا إسناد قوي

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 191)
حدثنا عفان قال، حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار: أن جهجاها دخل على عثمان رضي الله عنه، فانتزع عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يتخصر، فكسرها على ركبته، فأخذته في ركبته الأكلة.

وهذا إسناد قوي أيضا

نقول : ولعل الأكلة ضربت رجله لأنه كسر العصا كانت عصا النبي صلى الله عليه وآله لا لطعنه في عثمان



___

6- عمرو بن العاص

جاء طعن عمرو بن العاص في عثمان في عدد من الروايات الصحيحة

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 69)
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن علقمة بن وقاص قال: قال عمرو بن العاص لعثمان وهو على المنبر: يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمر فتب وليتوبوا معك، قال فحول وجهه إلى القبلة فرفع يديه فقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك؛ ورفع الناس أيديهم.

هذا إسناد قوي

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 69)
قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان: إنك ركبت بنا نهابير وركبناها معك، فتب يتب الناس معك، فرفع عثمان يديه فقال: اللهم إني أتوب إليك.

وهذا إسناد قوي

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 319)
وحدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الوارث بن محرر؛ قال: بلغني أن عمرو بن العاص لما عزله عثمان بن عفان عن مصر؛ قال له: أبا عبد الله أعلمت أن اللقاح بمصر درت بعدك ألبانها ؟ فقال: لأنكم أعجفتم أولادها. فكان كلاماً غليظاً. فلما تكلم الناس في أمره أتاه فقال: لقد ركبت بالناس النهابير، فأخلص التوبة وراجع الحق. فقال له: وأنت أيضاً يا بن النويبغة تؤلب علي، لأني عزلتك عن مصر، لا تريني طلعتك، فخرج إلى فلسطين فنزل ضيعة له بها يقال لها: عجلان، وبها له قصر، فكان يحرض الناس على عثمان حتى الرعاة، فلما بلغه أنه محصور قال: العير يضرط والمكواة في النار. ثم بلغه قتله فقال: أنا أبو عبد الله؛ إني إذا حككت قرحة أدميتها - أو قال: نكأتها

تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 400)
قال محمد بن عمرو حدثني ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة قال خطب عثمان الناس في بعض أيامه فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إنك قد ركبت نهابير وركبناها معك فتب نتب فاستقبل عثمان القبلة وشهر يديه قال أبو حبيبة فلم أر يوما أكثر باكيا ولا باكية من يومئذ ثم لما كان بعد ذلك خطب الناس فقام إليه جهجاه الغفاري فصاح يا عثمان ألا إن هذه شارف قد جئنا بها عليها عباءة وجامعة فانزل فلندرعك العباءة ولنطرحك في الجامعة ولنحملك على الشارف ثم نطرحك في جبل الدخان فقال عثمان قبحك الله وقبح ما جئت به قال أبو حبيبة ولم يكن ذلك منه إلا عن ملا من الناس وقام إلى عثمان خيرته وشيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار قال أبو حبيبة فكان آخر ما رأيته فيه

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 278)
وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أيام الفتح فحسن إسلامه فلم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر في سنة خمس وعشرين وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين وكان فارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في افتتاحه وفي حروبه هناك كلها. وولى حرب مصر لعثمان أيضا، فلما ولاه عثمان وعزل عنها عمرو بن العاص جعل عمرو بن العاص يطعن على عثمان أيضا، ويؤلب عليه ويسعى في إفساد أمره فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلا بفلسطين قال: إني إذا نكأت قرحة أدميتها أو نحو هذا.



7- جبلة بن عمرو الساعدي

أحد فقهاء الصحابة وكان ممن طعن في عثمان ومنع من دفنه في البقيع

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 70)
جبلة بن عمرو الأنصاري الساعدي ويقال هو أخو أبي مسعود الأنصاري وفي ذلك نظر.
يعد في أهل المدينة روى عنه سليمان بن يسار وثابت بن عبيد قال سليمان بن يسار كان جبلة بن عمرو فاضلاً من فقهاء الصحابة وشهد جبلة بن عمرو صفين مع علي رضي الله عنه وسكن مصر.

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 482)
حدثني محمد، قال: حدثني أبو بكر بن إسماعيل، عن أبيه، عن عامر بن سعد، قال: كان أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيء جبلة ابن عمرو الساعدي، مر به عثمان وهو جالس في ندي قومه، وفي يد جبلة بن عمرو جامعة، فلما مر عثمان سلم، فرد القوم، فقال جبلة: لم تردون على رجل فعل كذا وكذا! قال: ثم أقبل على عثمان، فقال: والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه. قال عثمان: أي بطانة! فو الله إني لأتخير الناس؛ فقال: مروان تخيرته! ومعاوية تخيرته! وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته! وعبد الله بن سعد تخيرته! منهم من نزل القرآن بدمه، وأباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 250)
حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن مولى سهل بن يسار، عن أبيه قال: أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه يوما فقال: ما تريدون. قالوا: نقتلك أو نعزلك. قال: أفلا نبعث إلى الآفاق فنأخذ من كل بلد نفرا من خيارهم فنحكمهم فيما بيني وبينكم، فإن كنت منعتكم حقا أعطيتكموه، ثم قال: أفيكم جبلة بن عمرو الساعديقال: نعم. قال: ما مظلمتك التي تطلبني بها قال: ضربتني أربعين سوطا. قال: أفلم آتك في بيتك فعرضت عليك أن تستقيد فأبيت ذلك قال: بلى. قال: فأنت الآن تريد أعظم منها تطلب دمي. قال: فهاب الناس وأمسكوا حتى رمى يزيد أو أبو حفصة غلام مروان رجلا من أسلم بسهم فقتله، فاستأذنوا على عثمان رضي الله عنه فأذن لهم. فأدخلوا الأسلمي مقتولا فقالوا: زعمت أنك لا تقاتل وهذا صاحبنا مقتولا قتله رجل من أصحابك، فأقدنا. قال: ما لكم قود قبله، رجل دفع عن نفسه أن تقتلوه، ولم آمره بقتال. وقال: زعمتم أنه ليس عليكم طاعة، ولا أنا لكم بإمام فيما تقولون وإنما القود إلى الإمام.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 283)
قال علي، عن ابن وهب، عن شرحبيل بن سعد، عن بعض أهل المدينة قال، قال عبد الرحمن بن أزهر: لم أدخل في شيء من أمره فإني لفي بيتي إذ أتاني المنذر بن الزبير فقال: عبد الله يدعوك، فأتيته وهو قاعد إلى جنب غرارة حنطة فقال: هل لك إلى دفن عثمان رضي الله عنه فقلت: ما دخلت في شيء من أمره، وما أريد ذلك. فاحتملوه ومعهم معبد بن معمر، فانتهوا به إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي، فانطلقوا إلى حش كوكب، ومعهم عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق، فصلى عليه مسور بن مخرمة الزهري، ثم حفروا له، فلما دلوه صاحت بنته عائشة، فلم يضعوا على لحده لبنا، وهالوا عليه التراب.



8- حذيفة بن اليمان

أحد أجلاء الصحابة ومن أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأسماء المنافقين


جاء طعنه في عثمان بأسانيد صحيحة منها

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 363)
حدثني ابن نمير حدثنا أبي ثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الوليد بن صخر الفزاري عن جزى بن بكير العبسي قال: لما قتل عثمان، أتينا حذيفة فدخلنا صفة له. قال: والله ما أدري ما بال عثمان، والله ما أدري ما حال من قتل عثمان إن هو إلا كافر قتل الآخر، أو مؤمن خاض إليه الفتنة حتى قتله فهو أكمل الناس إيماناً.

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 363)
حدثني محفوظ بن أبي توبة حدثني أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن صخر بن الوليد عن جزي بن بكير قال: لما قتل عثمان، فزعنا إلى حذيفة في صفة له فقال: والله ما أدري كافراً أو مؤمناً خاض الفتنة إلى كافر يقتله.

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 364)
حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن الصلت حدثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: من كان يحب وخرج الدجال تبعه، فأن مات قبل أن يخرج آمن به في قبره.

وهذا إسناد قوي جدا وقد استنكر أبو يوسف صاحب الكتاب هذه الرواية وأعلها بزيد بن وهب

نقول : وفي المتن سقط بعد كلمة " يحب " كشفه الذهبي في ميزان الاعتدال

قال الذهبي ردا على أبي يوسف الفسوي :

ميزان الاعتدال - (ج 2 / ص 107)
[ صح ] زيد بن وهب [ ع ] من أجلة التابعين وثقاتهم. ومتفق على الاحتجاج به إلا ما كان من يعقوب الفسوى فإنه قال - في تاريخه: في حديثه خلل كثير، ولم يصب الفسوى. ثم إنه ساق من روايته قول عمر: يا حذيفة، بالله أنا من المنافقين ؟ قال: وهذا محال، أخاف أن يكون كذبا.
قال: ومما يستدل به على ضعف حديثه روايته عن حذيفة: إن خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان.
ومن خلل روايته قوله: حدثنا - والله - أبو ذر بالربذة، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلنا أحد [ الحديث ].
فهذا الذى استنكره الفسوى من حديثه ما سبق إليه، ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثير من السنن الثابتة بالوهم الفاسد، ولا نفتح علينا في زيد بن وهب خاصة باب الاعتزال، فردوا حديثه الثابت عن ابن مسعود، حديث الصادق المصدوق وزيد سيد جليل القدر، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض وزيد في الطريق.

تاريخ المدينة - (ج 2 / ص 165)
حدثنا موسى بن إسماعيل قال، حدثنا مهدي بن ميمون قال، حدثنا ابن أبي يعقوب، عن الوليد بن مسلم، عن جندب بن عبد الله قال: بلغني عن حذيفة رضي الله عنه أنه ينال من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فأتيته فقلت له: بلغني أنك تنال من أمير المؤمنين عثمان قال: أجل فما ذعرك. فإنه: ذعرني أما إنه سيقتل. قلت: فأين هو قال: في الجنة. قلت: فأين قتلته قال: في النار، وإني لأعلم قائد فتنة في الجنة وأتباعه في النار.

وهذا إسناد قوي جدا

نقول : وقول حذيفة الأخير من باب التقية فقد صح عنه ذلك كما في المصنف

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 643)
حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان ، فقال عثمان لحذيفة : بلغني أنك قلت كذا وكذا ؟ قال : لا والله ما قلته ، فلما خرج قال له عبد الله : ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول ؟ قال : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.

وهذا إسناد قوي جدا

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 643)
حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال حذيفة : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1083)
حدثنا حبان بن بشر قال، حدثنا يحيى بن آدم قال، حدثنا قيس، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش قال: قلت لحذيفة رضي الله عنه: ما هذه الاحاديث ؟ قد جاء فلان ابن فلان. فقال: عد ما تقول. فاستند إلى الحائط ثم قال: إنك لتحدثني حديث رجل إن أحد طرفيه لفي النار، والله ليخرجن إخراج الثور ثم ليشحطن شحط الجمل.

وهذا إسناد قوي جدا والرجل المعني هو عثمان

نقول : قد أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى تكفير حذيفة لعثمان في كتابه " تثبيت الإمامة "

تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة لأبي نعيم الأصبهاني - (ج 1 / ص 145)
فإذا احتجوا برواية الروافض وعلمائهم أن حذيفة وعمارا رضي الله عنهما روي عنهما أنهما قالا : قتلناه كافرا .

نقول : قول أبي نعيم مردود فالرواية قد جاءت بأسانيد صحيحة بطرق سنية بحتة وقد حاول إبراهيم قبل أبي نعيم تكذيب تلك الأحاديث
smile.gif


تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1084)
حدثنا حبان بن بشر قال، حدثنا جرير، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: لقد روي عن حذيفة في عثمان رضي الله عنه أحاديث أشهد أن كانت لمقالة كذاب

وقد ضعفوا جزي بن بكير الراوي عن حذيفة وقالوا أنه منكر الحديث لروايته خبر تكفير حذيفة لعثمان

ضعفاء العقيلي - (ج 1 / ص 201)
جزي بن بكير العبسي عن حذيفة حدثنا آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال جزي بن بكير العبسي عن حذيفة منكر الحديث حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا الاعمش عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن صخر بن الوليد الفزاري عن جزى بن بكير العبسي قال لما قتل عثمان فزعنا إلى حذيفة في صفة له وذكر الحديث قال أبو جعفر فقلت لابي نعيم في صفة له فماذا قال والله لا أزيدك عليه

نقول : بالطبع لن يزيد عليه فتتمة الحديث آبدة من الأوابد
smile.gif





9- عبد الرحمن بن عوف

أحد الصحابة المشهورين والذي سلم الخلافة إلى عثمان يوم الشورى

ورد طعنه في عثمان في عدد من الروايات

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 54)
أخبرنا أبو القاسم العقدي، عن أبي جعفر قال: قال أبو يعقوب السروي: بنى عثمان قصره طمار أو الزوراء، وصنع طعاماً، ودعا الناس، فحضروا، فلما نظر عبد الرحمن إلى بنائه قال: يا ابن عفان. قد صدقنا عليك ما كنا نكذب فيك، وإني أستغفر الله من بيعتك، فغضب عثمان، وقال عبد الله بن العباس: كان يأتيه فيتعلم منه القرآن والفرائض، فمرض عبد الرحمن، فعاده عثمان، فكلمه، فلم يكلمه حتى مات.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 132)
حدثنا موسى بن إسماعيل قال، حدثنا يوسف بن الماجشون قال، حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: بينما نحن جلوس مع عبد الرحمن بن عوف في منزله إذ جاء رجل فسلم فرد عليه عبد الرحمن السلام، فقال له الرجل: قم إلي ها هنا أكلمك. فقال معه عبد الرحمن فوقف معه بين الباب والستر، ثم دخل علينا كأن وجهه البسر صرفا، فقلت له: لقد دخلت بوجه ما خرجت به. فقال: أجل، هذا رسول عثمان دعاني فشتمني ما شاء ثم ذهب.

وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 691)
عبد الله بن بكر قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال : لما ذكروا من شأن عثمان الذي ذكروا أقبل عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحابه حتى دخلوا على عبد الله بن عمر فقالوا : يا أبا عبد الرحمن ! ألا ترى ما قد أحدث هذا الرجل ؟ فقال : بخ بخ فما تأمروني ؟ تريدون أن تكونوا مثل الروم وفارس إذا غضبوا على ملك قتلوه ، قد ولاه الله الذي ولاه فهو أعلم ، لست بقائل في شأنه شيئا.

وهذا إسناد قوي مرسل

مسند أحمد - (ج 1 / ص 464)
حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن شقيق قال لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فقال له عبد الرحمن أبلغه أني لم أفر يوم عينين قال عاصم يقول يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه قال فانطلق فخبر ذلك عثمان رضي الله عنه قال فقال أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب وقد عفا الله عنه فقال { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم } وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد وأما قوله إني لم أترك سنة عمر رضي الله عنه فإني لا أطيقها ولا هو فأته فحدثه بذلك

وهذا إسناد قوي وحسنه محقق المسند

نقول : زعم عثمان أنه لا يطيق سنة عمر مع أنه بايع عبد الرحمن على سنة أبي بكر وعمر وتلك لعمري هي الخديعة الكبرى
confused.gif


تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 257)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى أنا ابن نمير نا ابن أبي عبيدة أنا أبي عن الأعمش عن شقيق قال كان بين عثمان وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فأرسل إليه عبد الرحمن والله ما فررت عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم عينين يعني أحد ولا تخلفت عن بدر ولا خالفت سنة عمر فأرسل إليه عثمان أنا قولك إني تخلفت عن بدر فإن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شغلتني قال سليمان كانت تقضي وأما قولك فررت يوم عينين فقد صدقت قد عفا الله عني وأما سنة عمر فوالله ما استطعتها أنا ولا أنت

وهذا إسناد قوي

تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 259)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي أنا سعيد بن محمد بن أحمد بن حيان أنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن حيان أنا عبد الله بن محمد بن الحسين المروزي أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب نا محمد بن الليث نا علي بن الحكم نا سلام القارئ عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن عثمان بن عفان رفع صوته على عبد الرحمن بن عوف وهو يومئذ خليفة فقال له عبد الرحمن بأي شئ ترفع صوتك علي ولقد شهدت بدرا ولم تشهد وبايعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم تبايع يعني بيعة الرضوان وفررت يوم أحد ولم أفر فقال عثمان أما قولك شهدت بدرا ولم تشهد فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خلفني على ابنته وأما ما ذكرت أنك بايعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم أبايع وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعثني إلى ناس من المشركين فلما أبطأت عليه ضرب بيمينه على شماله فقال هذه لعثمان فشمال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خير من يميني ولقد علمت ذاك أنت وأما قولك فررت يوم أحد فلمت بذنب عفا الله لي عنه

العقد الفريد - (ج 2 / ص 98)
ابن دأب قال: لما أنكر الناس على عثمان ما أنكروا من تأمير الأحداث من أهل بيته على الجلة الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا لعبد الرحمن بن عوف: هذا عملك واختيارك لأمة محمد. قال: لم أظن هذا به. ودخل على عثمان فقال له: إني إنما قدمتك على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر، وقد خالفتهما. فقال: عمر كان يقطع قرابته في الله وأنا أصل قرابتي في الله. فقال له: لله علي أن لا أكلمك أبدا. فمات عبد الرحمن وهو لا يكلم عثمان.


وقد أقر ابن قتيبة بذلك فقال في المعارف

المعارف - (ج 1 / ص 125)
وكان عثمان بن عفان مهاجراً لعبد الرحمن بن عوف حتى ماتا.



10- رجل من الأنصار

أحد الذين مدحهم الله عز وجل في كتابه نراه يطعن في عثمان

فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - (ج 1 / ص 62)
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، قثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال : حدثني أبي ، عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله ، أن عبد الله بن عمر قال : جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلمني ، فإذا هو يأمرني في كلامه بأن أعيب على عثمان ، فتكلم كلاما طويلا ، وهو امرؤ في لسانه ثقل ، فلم يكد يقضي كلامه في سريح ، قال : فلما قضى كلامه قلت له : إنا كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمة رسول الله بعده أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ، ولا جاء من الكبائر شيئا ، ولكن هو هذا المال ، فإن أعطاكموه رضيتم ، وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم ، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم ، لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه .

وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح

السنة لأبي بكر بن الخلال - (ج 2 / ص 86)
وحدثنا عمران بن بكار ، ثنا أبو تقي ، ثنا عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، أخبرني الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر قال : جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان يكلمني ، فإذا هو يأمرني في كلامه أن أعيب على عثمان ، فتكلم كلاما طويلا ، وهو امرؤ في لسانه ثقل ، فلم يكد يقضي كلامه في سريح قال : فلما قضى كلامه ، قلت : إنا كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ، ولا جاء من الكبائر شيئا ، ولكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم ، وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم ، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم ، لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه ، قال : ففاضت عيناه بأربع من الدمع ، قال : اللهم لا نريد ذلك

21- أسامة بن زيد

صحابي شهير ورد طعنه في عثمان في صحاح الأخبار فكان لا بد من التحريف كعادة القوم

صحيح البخاري - (ج 11 / ص 46)
حدثنا علي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وما سمعته يقول قال سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه
رواه غندر عن شعبة عن الأعمش

صحيح مسلم - (ج 14 / ص 261)
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحق بن إبراهيم وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قال يحيى وإسحق أخبرنا و قال الآخرون حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة بن زيد قال قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لأحد يكون علي أميرا إنه خير الناس بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال كنا عند أسامة بن زيد فقال رجل ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع وساق الحديث بمثله

مسند أحمد - (ج 44 / ص 271)
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة بن زيد قال قالوا له ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه قال فقال ألا ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أنا أول من فتحه ولا أقول لرجل أن يكون علي أميرا إنه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحا قال فيجتمع أهل النار إليه فيقولون يا فلان أما كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه

وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح

نقول : الرجل هو عثمان كما جاء في صحيح مسلم والخبر قد عبثت فيه اليد الآثمة فسبب ذكر أسامة هذا الحديث في ذلك الوقت غير واضح ولكن وضحت الصلة في خبر الحاكم

المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 16 / ص 332)
أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه رحمه الله ببغداد ، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، وجعفر بن محمد بن شاكر ، قالا : ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، أن ناسا سألوا أسامة بن زيد ، أن يكلم لنا هذا الرجل يعني عثمان بن عفان ، رضي الله عنه قال : قد كلمناه ما دون أن يفتح بابا أن لا يكون أول من فتحه ما أقول : أمراؤكم خياركم بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يؤتى بالوالي الذي كان يطاع في معصية الله عز وجل فيؤمر به إلى النار فيقذف فيها فتندلق به أقتابه - يعني أمعاءه - فيستدير فيها كما يستدير الحمار في الرحا فيأتي عليه أهل طاعته من الناس فيقولون له : أي فل أين ما كنت تأمرنا ؟ فيقول : كنت آمركم بأمر وأخالفكم إلى غيره » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »

وهذا إسناد قوي صحيح كما قال الحاكم

نقول : والاختلاف واضح بين روايات البخاري وأحمد ومسلم من جهة ورواية الحاكم من جهة أخرى

فالوالي قد أبدلوه بالرجل وأهل طاعته قد أبدلوها بأهل النار

ولا ننسى أن نذكر أن البخاري قد وضع فلانا كعادته
smile.gif


وقد حار شراح الصحاح في الخبر فدلسوا أيما تدليس في شرحه

فشرح النووي للحديث مختصر حيث لم يتعد بعض جمل على استحياء

أما القرطبي فقد كان أشجع من النووي ولكن جاء بدعاوى سنرد عليها إن شاء الله


يقول القرطبي في المفهم شرح مسلم

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (ج 21 / ص 143)
ألا تدخل على عثمان فتكلمه ) يعني : في تلك الأمور الي تفترى عليه ، وكانت أمورا بعضها كذب عليه ، وبعضها كان له فيها عذر ، وعنها جواب لو سمع منه ، لكن العوام لا ينفع معهم اعتذار ولا ملام ، ولم يكن من هذه الأمور يوجب خلعه ، ولا قتله قطعا ، ولكن جرت الأقدار بأن قتل مظلوما شهيد الدار . وقوله : أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ) يعني : أنه كان يجتنب كلامه بحضرة الناس ، ويكلمه إذا خلا به ، وهكذا يجب أن يعاتب الكبراء والرؤساء

نقول : لم يقل أسامة أنها أمور مفتراة بل أقر بها وقال أنه قد كلم عثمان وأما العوام فقد أثبتنا في بحثنا أن الصحابة هم من كان وراء التحريض على قتله

ثم قال ...

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (ج 21 / ص 144)
وقوله : ولا أقول لأحد يكون على أميرا أنه خير الناس ) أي : لا أطريه بذلك ، ولا أداهنه لكونه أميرا على ، بل : أقول له الحق ، وأصفه بحاله التي هو عليها من غير تصنع ، ولا ملق . وهذه كانت سيرة القوم ، لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبالون في القيام بالحق ، وان أدى إلى العظائم ، وهذا هو أعظم الأسباب التي أوجبت الاختلاف بينهم ، حتى أدى ذلك إلى الحروب العظيمة ، والخطوب الجسيمة فإنَّ كل طائفة كانت ترى : أنها المصيبة المحقة ، ومخالفتها المخطئة

ثم قال ...

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (ج 21 / ص 145)
وإنما ذكر أسامة هذا الحديث مستدلا به على منع إطراء الأمير ؟ بأن يقال له : أنت خير الناس ؛ لأنَّه يمكن أن يكون ذلك الأمير ممن يامر بالمعروف ، ولا يفعله ، وبنهى عن المنكر ويفعله فيستحق هذا العقاب الشديد ، فكيف يقال له : أنت خير الناس ؟!

نقول : فهل كان عثمان ممن يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن الباطل ويفعله ؟


لا عجب أن النووي لم يشرح الحديث كما ينبغي
smile.gif


أما خاتمة الحفاظ ابن حجر فقد أجاد حيث قال في فتح الباري

فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 106)
قوله ( إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله )
في رواية سفيان " آمركم وأنهاكم " وله ولأبي معاوية " وآتيه ولا آتيه " وفي رواية يعلى " بل كنت آمر " وفي رواية عاصم " وإني كنت آمركم بأمر وأخالفكم إلى غيره " قال المهلب : أرادوا من أسامة أن يكلم عثمان وكان من خاصته وممن يخف عليه في شأن الوليد بن عقبة لأنه كان ظهر عليه ريح نبيذ وشهر أمره وكان أخا عثمان لأمه وكان يستعمله ، فقال أسامة : قد كلمته سرا دون أن أفتح بابا ، أي باب الإنكار على الأئمة علانية خشية أن تفترق الكلمة . ثم عرفهم أنه لا يداهن أحدا ولو كان أميرا بل ينصح له في السر جهده ، وذكر لهم قصة الرجل الذي يطرح في النار لكونه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله ليتبرأ مما ظنوا به من سكوته عن عثمان في أخيه انتهى ملخصا . وجزمه بأن مراد من سأل أسامة الكلام مع عثمان أن يكلمه في شأن الوليد ما عرفت مستنده فيه ، وسياق مسلم من طريق جرير عن الأعمش يدفعه ، ولفظه عن أبي وائل " كنا عند أسامة بن زيد فقال له رجل : ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع " قال وساق الحديث بمثله ، وجزم الكرماني بأن المراد أن يكلمه فيما أنكره الناس على عثمان من تولية أقاربه وغير ذلك مما اشتهر ، وقوله إن السبب في تحديث أسامة بذلك ليتبرأ مما ظنوه به ليس بواضح ، بل الذي يظهر أن أسامة كان يخشى على من ولي ولاية ولو صغرت أنه لا بد له من أن يأمر الرعية بالمعروف وينهاهم عن المنكر ثم لا يأمن من أن يقع منه تقصير ، فكان أسامة يرى أنه لا يتأمر على أحد ، وإلى ذلك أشار بقوله " لا أقول للأمير إنه خير الناس " أي بل غايته أن ينجو كفافا . وقال عياض : مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به وينصحه سرا فذلك أجدر بالقبول . وقوله " لا أقول لأحد يكون علي أميرا إنه خير الناس " فيه ذم مداهنة الأمراء في الحق وإظهار ما يبطن خلافه كالمتملق بالباطل ، فأشار أسامة إلى المداراة المحمودة والمداهنة المذمومة ، وضابط المداراة أن لا يكون فيها قدح في الدين ، والمداهنة المذمومة أن يكون فيها تزيين القبيح وتصويب الباطل ونحو ذلك .

وقد أجاد في دفع أعذار المدافعين عن عثمان كالمهلب والكرماني
smile.gif





12- معاوية بن أبي سفيان

مع أن معاوية كان يزعم أنه من المطالبين بدم عثمان إلا أن التاريخ يثبت أنها ليست سوى دعوى باطلة

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 105)
حدثني العمري عن لقيط المحاربي عن أشياخ من الزهريين قالوا: لما دخل سعد بن أبي وقاص الشام في ولاية معاوية، بعث معاوية قوماً ينعون عثمان ويلعنون قتلته ومن خذله وقعد عن نصرته، فقال سعد: هذا عمل الفاسق معاوية، فأتاه فدخل عليه فقال: يا معاوية قد سمعت قول هؤلاء الذين دسستهم، أفمن نهى عثمان عما فعله ثم كف عنه واعتزله خير أم من أمر عثمان بما فعله ثم خذله وخذل عنه؟ فقال معاوية: ما أراك أبا اسحاق رحمك الله إلا محتاجاً إلى عطائك، فقد حرمته مذ ولينا، فأمر له بذلك.

سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 73)
المدائني: عن جويرية بن أسماء، أن عمرو بن العاص قال لابن عباس: يا بني هاشم، لقد تقلدتم بقتل عثمان فرم الاماء العوارك، أطعتم فساق العراق في عيبه، وأجزرتموه مراق أهل مصر، وآويتم قتلته. فقال ابن عباس: إنما تكلم لمعاوية، إنما تكلم عن رأيك، وإن أحق الناس أن لا يتكلم في أمر عثمان لانتما، أما أنت يا معاوية، فزينت له ما كان يصنع، حتى إذا حصر طلب نصرك، فأبطأت (عنه، وأحببت قتله)، وتربصت به، وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه المدينة، وهربت إلى فلسطين تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة علي أن لحقت بمعاوية، فبعث دينك بمصر. فقال معاوية: حسبك، عرضني لك عمرو، وعرض نفسه


13- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

لم يكن للإمام عليه السلام دور في قتل عثمان ولكن لم يكن هناك شك في أن العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام

ولا نبالغ إن قلنا بأن الإمام علي عليه السلام كان من أشد المنكرين - وليس المحرضين - على عثمان

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 326)
حدثنا قبيصة عن سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن خالد بن عرفطة قال : أول ما رأيت اختلاف أصحاب محمد حين أهل عثمان بحجة وأهل علي بحجة وعمرة.

موطأ مالك - (ج 2 / ص 499)
حدثني يحيى عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن المقداد بن الأسود دخل على علي بن أبي طالب بالسقيا وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا فقال هذا عثمان بن عفان ينهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة فخرج علي بن أبي طالب وعلى يديه أثر الدقيق والخبط فما أنسى أثر الدقيق والخبط على ذراعيه حتى دخل على عثمان بن عفان فقال أنت تنهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة فقال عثمان ذلك رأيي فخرج علي مغضبا وهو يقول لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معا

المعجم الأوسط للطبراني - (ج 9 / ص 1)
حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : نا عباد بن يعقوب الأسدي قال : نا علي بن هاشم بن البريد ، عن العلاء بن المسيب ، عن الحكم ، عن علي بن حسين ، عن مروان بن الحكم قال : « نهى عثمان ، عن المتعة ، والإقران ، فبلغ ذلك عليا فخرج ، وهو يقول : لبيك بحجة وعمرة معا ، فقال له عثمان : أليس قد نهيت عن هذا ؟ قال : » ما كنت لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنهي أحد « » لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المسيب ، إلا علي بن هاشم ، ولم يروه ، عن علي بن هاشم إلا عباد بن يعقوب «

وهذا إسناد قوي

مسند أبي يعلى الموصلي - (ج 1 / ص 337)
حدثنا عبيد الله ، حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن علي بن حسين ، عن مروان بن الحكم ، قال : كنا نسير مع عثمان بن عفان فسمع رجلا يلبي بهما جميعا ، فقال : من هذا ؟ قال : علي ، فأتاه فقال : أما علمت أني نهيت عن هذا ؟ قال : « بلى ، ولكني لم أدع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك »

مستخرج أبي عوانة - (ج 7 / ص 156)
حدثنا عبد الملك بن محمد البصري ، نا عمرو بن مرزوق ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق قال : « رأيت عثمان رضي الله عنه ينهى عن المتعة ، وعليا رضي الله عنه يأمر بها » فقلت لعلي : إن عثمان ينهى عن المتعة ، وأنت تأمر بها ، كان بينكما شيء ؟ قال : « ما بيننا شيء ، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين » روى المقدمي ، عن ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، بنحوه ، قال : أجل ، ولكنا كنا خائفين ، وكذا رواه غندر ، وخالد بن الحارث

وهذا إسناد قوي وفيه يرى الإمام علي أنه خير من عثمان
smile.gif


البحر الزخار ـ مسند البزار - (ج 3 / ص 63)
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : نا محمد بن جعفر ، قال : نا شعبة ، عن قتادة ، عن جري بن كليب السدوسي ، قال : رأيت عثمان بن عفان ينهى عن المتعة ، وعلي بن أبي طالب ، يأمر بها فأتيت عليا ، فقلت : إن بينكما لشرا أنت تأمر بها وعثمان ينهى عنها فقال : ما بيننا إلا خير ، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين ولا نعلم روى قتادة ، عن جري بن كليب ، عن علي إلا هذين الحديثين

سير أعلام النبلاء - (ج 14 / ص 294)
أخبرنا عبدالله بن عمر، أخبرنا أبو الوقت السجزي، حدثنا عبدالله بن محمد الانصاري، حدثنا علي بن أحمد بن خميرويه، أخبرنا محمد بن أحمد بن الازهر إملاء، أخبرنا عبدالله ابن عروة، حدثنا محمد بن الوليد، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم قال: " شهدت عثمان وعليا بمكة والمدينة، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى علي ذلك أهل بهما فقال: لبيك بحجة وعمرة. فقال عثمان: تراني أنهى الناس وأنت تفعله ! قال: لم أكن لادع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس "

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1168)
حدثنا الحزامي قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء المكبري قال: تذاكرنا قتل عثمان رضي الله عنه فقال بعضنا: ما أرى عليا قتله إلا أنه كان يراه كافرا. فقلت ألا تسأله عن ذلك ؟ فسألته، فقال: والله ما كان عثمان بشرنا، ولكن ولي فاستأثر، وجزعنا فأسأنا الجزع، وسنرد إلى حكم فيقضي بينا.

وهذا إسناد قوي

الجليس الصالح والأنيس الناصح - (ج 1 / ص 291)
وحدثني عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي قال: ويروى عن قنبر مولى علي قال: دخلت مع علي على عثمان فأحبا الخلوة فأومى إلي علي بالتنحي فتنحيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتب علياً وعلي مطرق، فأقبل عليه عثمان فقال: مالك لا تقول؟ قال: إن قلت لم أقل إلا ما تكره، وليس لك عندي إلا ما تحب

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1047)
حدثنا محمد بن يحيى قال، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت قال، أخبرني محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يونس بن يزيد الايلي، عن الزهري قال: اشتكى عثمان رضي الله عنه فدخل عليه علي رضي الله عنه عائدا فقال عثمان رضي الله عنه حين رآه:
وعائدة تعود بغير نصح * تود لو أن ذا دنف يموت

الجليس الصالح والأنيس الناصح - (ج 1 / ص 291)
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال حدثنا عبد الرحمن بن منصور قال حدثنا العتبي عن أبيه قال: بعث عثمان بن عفان إلى ابن عباس وهو محصور عنده مروان بن الحكم، فقال عثمان: يا ابن عباس أما ترى إلى ابن عمه عمك كان الأمر في بني تيم وعدي فرضي وسلم حتى إذا صار الأمر إلى ابن عمه بغاه الغوائل، قال ابن عباس فقلت له: والله إن ابن عمي ما زال عن الحق ولا يزول، ولو أن حسناً وحسيناً بغيا في دين الله الغوائل لجاهدهما في الله حق جهاده، ولو كنت كأبي بكر وعمر لكان لك كما كان لأبي بكر وعمر بل كان لك أفضل لقرابتك ورحمك وسنك، ولكنك ركبت المر وهاباه. قال ابن عباس: فاعترضني مروان فقال: دعنا من تخطئتك يا ابن عباس فأنت كما قال الشاعر:
دعوتك للعتاب ولست أدري ... أمن خلفي المنية أم أمامي
فشققت الكلام رخي بالٍ ... وقد جل الفعال عن الكلام
إن يكن عندك لهذا الرجل غياث فأغثه، وإلا فما أشغله عن التفهم لكلامك والفكر في جوابك، قال ابن عباس، فقلت له: هو والله كان عنك وعن أهل بيتك أشغل إذ أوردتموه ولم تصدروه، ثم أقبلت على عثمان رضي الله عنه فقلت له:
جعلت شعار جلدك قوم سوءٍ ... وقد يجزى المقارن بالقرين
فما نظروا لدنيا أنت فيها ... بإصلاحٍ وما نظروا لدين
ثم قلت له: إن القوم والله غير قابلين إلا قتلك أو خلعك، فإن قتلت على ما قد علمت وعملت، وإن تركت فإن باب التوبة مفتوح.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 693)
زيد بن الحباب قال حدثني محمد بن سوقة قال حدثني منذر الثوري قال : كنا عند محمد ابن الحنفية ، قال : فنال بعض القوم من عثمان فقال : مه ، فقلنا له : كان أبوك يسب عثمان ، قال : ما سبه ، ولو سبه يوما لسبه يوم جئته وجاءه السعاة فقال : خير كتاب الله في السعاة فاذهب به إلى عثمان ، فأخذته فذهبت به إليه ، فقال : لا حاجة لنا فيه ، فجئت إليه فأخبرته فقال : ضعه موضعه ، فلو سبه يوما لسبه ذلك اليوم.

وهذا إسناد قوي

مصنف عبد الرزاق - (ج 4 / ص 6)
عبد الرزاق عن ابن عيينة قال : أخبرني محمد بن سوقة قال : أخبرني أبو يعلى منذر الثوري عن محمد ابن الحنفية قال : جاء ناس من الناس إلى أبي فشكوا سعاة عثمان ، فقال أبي : خذ هذا الكتاب فاذهب إلى عثمان بن عفان فقل له : قال أبي : إن ناسا من الناس قد جاؤوا شكوا سعاتك ، وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرائض فليأخذوا به ، فانطلقت بالكتاب حتى دخلت على عثمان فقلت له : إن أبي أرسلني إليك وذكر أن ناسا من الناس شكو سعاتك وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرائض فأمرهم فليأخذوا به ، فقال : لا حاجة لنا في كتابك ، قال : فرجعت إلى أبي فأخبرته فقال أبي : لا عليك ، اردد الكتاب من حيث أخذته ، قال : فلو كان ذاكرا عثمان بشئ لذكره يعني بسوء

وهذا قوي أيضا

نقول : كان من باب أولى أن يقول ابن الحنفية " كيف يسبه وهو يحبه " أو شيء من هذا القبيل لو كان ما بينهما خلاف عابر ولكنه أنكر السب فقط ولم يثبت المودة كما هو ظاهر

وقد أخرج كبير الباترين البخاري الرواية في صحيحه مع بعض البتر كالعادة فقال

صحيح البخاري - (ج 10 / ص 352)
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن منذر عن ابن الحنفية قال لو كان علي رضي الله عنه ذاكرا عثمان رضي الله عنه ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان فقال لي علي اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر سعاتك يعملون فيها فأتيته بها فقال أغنها عنا فأتيت بها عليا فأخبرته فقال ضعها حيث أخذتها
قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة

وقد اعتذر شراح الصحيح عن عثمان بأعذار واهية منها أنه قد كان له علم بفحوى الكتاب وجعلوا الإمام علي مخبولا - والعياذ بالله - يغضب دون سبب فمن شاء التفصيل فليرجع إلى شروح البخاري

وعلى سبيل المثال نذكر ما قاله ابن بطال

شرح ابن بطال - (ج 9 / ص 342)
وأما رد الصحيفة وقوله: « أغنها عنا » فذلك لأنه كان عنده نظير منها ولم يجهلها، لا أنه ردها وليس عنده علم منها، ولأنه قد كان أمر بها سعاته فلا يجوز على عثمان غير هذا.

وهذا جهل ظاهر ونصب مكشوف فلا يجوز على عثمان أن يرد السنة ولكن يجوز على الإمام عليه السلام أن يكون أحمقا مخبولا يغضب دون أن يتثبت من الأمور

فقبحا لهؤلاء القوم وتبا لهم


نكمل ...

تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 265)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم السلمي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل وأبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمروية المعروف بابن علم الصفار أنا أبو بكر بن أبي خيثمة نا محمد بن محبوب نا عبد الواحد بن زياد نا محمد بن سوقة عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال ما سمعت أبي سب عثمان قط ولو كان سابه يوما سبه يوم أقول لكم بعثني إليه بصحف فقال هذه صحف سعاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يأخذون عليها قال اذهب لا حاجة لي في صحيفتك فأتيت أبي فأخبرته فقال لا يضرك أذهب فضعها من حيث أخذتها

الفتن لنعيم بن حماد - (ج 1 / ص 91)
حدثنا هشيم أخبرنا حصين حدثنا أبو حازم قال لما احتضر الحسن بن علي رضى الله عنهما أوصى أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون في ذلك تنازع أو قتال فيدفن في مقابر المسلمين فلما مات جاء مروان بن الحكم في بني أمية ولبسوا السلاح وقال لا يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم منعتم عثمان فنحن نمنعكم فخافوا أن يكون بينهم قتال قال أبو حازم قال أبو هريرة أرأيت لو أن إبنا لموسى أوصى أن يدفن مع أبيه فمنع ألم يكن ظلموا ؟ قلت بلى قال فهذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنع أن يدفن مع أبيه ثم انطلق أبو هريرة إلى الحسين رضى الله عنهما فكلمه وناشده الله وقال قد أوصى أخوك إن خفت أن يكون قتالا فردوني إلى مقابر المسلمين فلم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع فلم يشهده أحد من بني أمية إلا خالد بن الوليد بن عقبة فإنه ناشدهم الله وقرابته فخلوا عنه فشهد دفنه مع الحسين رضى الله عنه.

وهذا إسناد قوي مرسل

نقول : ومروان لا يقصد بقوله إلا الإمام علي وأصرح منه ما جاء عن ابن عثمان نفسه

تاريخ دمشق - (ج 13 / ص 293)
قال وأنا ابن سعد أنا محمد بن عمر نا عبد الله بن نافع عن أبيه قال سمعت ابان بن عثمان يقول أن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأبي بكر وعمر ويدفن أمير المؤمنين الشهيد المظلوم ببقيع الغرقد

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 686)
غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت ذكوان أبا صالح يحدث عن صهيب مولى العباس قال : أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه ، قال : فأتيته فإذا هو يغدي الناس ، فدعوته فأتاه فقال : أفلح الوجه أبا الفضل ، قال : ووجهك أمير المؤمنين ، قال : ما زدت أن أتاني رسولك وأنا أغدي الناس فغديتهم ثم أقبلت ، فقال العباس : أذكرك الله في علي ، فإنه ابن عمك وأخوك في دينك وصاحبك مع رسول الله (ص) وصهرك ، وإنه قد بلغني أنك تريد أن تقوم بعلي وأصحابه فأعفني من ذلك يا أمير المؤمنين ، فقال عثمان : أنا أولى من أخيك أن قد شفعتك أن عليا لو شاء ما كان أحد دونه ، ولكنه أبي إلا رأيه ، وبعث إلى علي فقال له : أذكرك الله في ابن عمك وابن عمتك وأخيك في دينك وصاحبك مع رسول الله (ص) وولي بيعتك ، فقال : والله لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت ، فأما أن أداهن أن لا يقام كتاب الله فلم أكن لافعل ، قال محمد بن جعفر : سمعته ما لا أحصي وعرضته عليه غير مرة.

وهذا إسناد قوي جدا ومحمد بن جعفر هو غندر وحق له أن يعرضه على شعبة غير مرة لعظم الرواية وقد أخرجها ابن عساكر بسنده

تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 264)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر ح وأخبرنا أبو الحسن أيضا أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الحسن بن السمسار قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة نا يحيى بن معين نا غندر نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ذكوان أبا صالح يحدث عن صهيب مولى العباس قال أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتيته فإذا هو يغدي الناس فدعوته فأتاه فقال أفلح الوجه أبا الفضل فقال العباس ووجهك يا أمير المؤمنين فقال عثمان ما زدت إذ أتاني رسولك وأنا أغدي الناس فغديتهم ثم أقبلت قال له العباس أذكرك الله في علي فإنه ابن عمك وأخوك في دينك وصاحبك مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وصهرك فإنه بلغني أنك تريد أن تقوم بعلي وأصحابه فأعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال عثمان إن أول ما جئتك به أن قد شفعتك أن عليا لو شاء ما كان أحد دونه ولكنه أبى إلا رأيه قال ثم بعث العباس إلى علي فقال له أحسبه قال أذكرك الله في ابن عمك وابن عمتك وأخيك في دينك وصاحبك مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وولي بيعتك قال علي والله لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت فأما أداهن أن لا يقام بكتاب الله فلم أكن لأفعل

تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 264)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا محمد بن هبة الله قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب قال وحدثني أبو بشر وعبد الرحمن بن المبارك قالا أنا خالد بن الحارث ح قال وأنا يعقوب أنا عبيدالله بن معاذ أنا أبي جميعا قالا أنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ذكوان يقول سمعت صهيبا مولى العباس بن عبد المطلب يقول أرسلني العباس إلى عثمان بن عفان أدعوه قال فأتيته وهو يغدي الناس فلما فرغ أتاه فقال أفلح الوجه أبا الفضل قال ووجهك يا أمير المؤمنين قال ما هو إلا أن غديت الناس ثم أتيتك قال أذكرك الله يا أمير المؤمنين في علي ابن عمك وابن عمتك وصهرك وأخيك في دينك وصحبك أو قال وصاحبك وقال معاذ صاحبك مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد بلغني أنك تريد أن تقوم به وبأصحابه فشفعني وقال الآخر فأعفني من ذلك فقال إن أول ما أجيبك فإني قد شفعتك والله لو شاء علي ما كان أحد دونه ولكنه أبى إلا رأيه قال ثم بعثني إلى علي فجاء فقال إن عثمان ابن عمك وابن عمتك وأخوك في دينك وصحبك أو قال صاحبك مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وولي بيعتك فقال لو أمرتني أن أخرج من داري لفعلت فأما أن أداهن في كتاب الله فلا وقال معاذ فأما أن أدهن في أن لا يقام كتاب الله فلم أكن لأفعل

وهذا إسناد قوي جدا

نقول : وقد أخرجها كبير الباترين البخاري في تاريخه الصغير مع البتر أيضا في قول عثمان وقول الإمام علي

التاريخ الصغير - (ج 1 / ص 95)
حدثنا علي ثنا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمعت ذكوان سمعت سهلا مولى العباس يقول أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتاه فقال أفلح الوجه أبا الفضل قال ووجهك يا أمير المؤمنين فقال علي بن عمك وابن عمتك وصهرك وأخوك في دينك وصاحبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أنك تريد أن تقوم به وبأصحابه فقال لو شاء على ما كان دونه أحد ثم أرسلني إلى علي فقال إن عثمان بن عمك وابن عمتك وأخوك في دينك وصاحبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى بيعتك قال لو أمرتني أن أخرج من داري لفعلت

نقول : وأشنع منه ما جاء في رواية البلاذري

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 452)
وحدثني أحمد بن ابراهيم، حدثنا ابو داود الطيالسي عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ذكوان عن صهيب مولى العباس قال: أرسلني العباس إلى عثمان بن عفان أدعوه، فأتيته وهو يغدي الناس، فلما فرغ أتاه فقال: افلح الوجه يا أبا الفضل، فقال: ووجهك يا أمير المؤمنين، ثم قال عثمان: أتاني رسولك وأنا أغدي الناس فما زدت حين غديتهم على أن أتيتك، وذكر كلاما.

نقول : لا تعليق
smile.gif



14- عدي بن حاتم الطائي

أحد مشاهير الصحابة ورد طعنه في عثمان في عدد من كتب التاريخ والأخبار

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 288)
قال أبو مخنف في روايته: إن زيد بن ثابت الأنصاري قال: يا معشر الأنصار إنكم نصرتم الله ونبيه فانصروا خليفته، فأجابه قوم منهم فقال سهل بن حنيف: يا زيد أشبعك عثمان من عضدان المدينة - والعضيدة نخلة قصيرة يُنال حملها - فقال زيد: لا تقتلوا الشيخ ودعوه حتى يموت فما أقرب أجله، فقال الحجاج بن غزية الأنصاري أحد بني النجار: والله لو لم يبق من عمره إلا مابين الظهر والعصر لتقربنا بدمه. وجاء رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري ثم الزرقي بنارٍ في حطب فأشعلها في أحد البابين فاحترق وسقط وفتح الناس الباب الآخر واقتحموا الدار. وقال عدي بن حاتم الطائي: أيها الناس اقتلوه فإنه لا تحبقُ فيه عناقٌ.

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 315)
وقال الهيثم بن عدي: كان عدي بن حاتم الطائي يقول: والله لا حبقت في قتل عثمان عناق أبداً فلما كان يوم الجمل قتل ابنه طريف - وبه كان يكنى - وفقئت عينه وجرح فقيل له: يا أبا طريف هل حبقت في عثمان عناق ؟ قال: إي والله والتيس الأعظم.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 694)
الفضل بن دكين قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سيرين قال : لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم : لا تنتطح فيها عنزان ، فلما كان يوم صفين فقئت عينه فقيل : لا تنتطح في قتل عثمان عنزان ، قال بلى ، وتنقأ فيه عيون كثيرة.

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 282)
وفقئت يوم صفين عين عدي بن حاتم الطائي، حدثنا بذلك أبو نعيم قال حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سيرين قال: لما قتل عثمان قال عدي ابن حاتم لا ينتطح في قتله عنزان. فلما كان يوم صفين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتل عثمان ؟ قال: بلى وتفقأ عيون كثيرة.

تاريخ دمشق - (ج 40 / ص 95)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنبأ أبو محمد بن يوه نا أبو الحسن اللنباني نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا زياد بن حسان حدثني الهيثم بن الربيع قال دخل عدي بن حاتم على معاوية وكانت عينه أصيبت يوم الجمل فقال ابن الزبير هجه فإن عنده جوابا قال هجه أنت فلما دخل قال له ابن الزبير متى أصيبت عينك يا أبا طريف قال يوم قتل أبوك وضربت على قفاك وأنت مولي فضحك معاوية وقال له ما فعلت الطرفات يا أبا طريف قال قتلوا قال أما نصفك ابن أبي طالب أن قتل بنوك معك وبقي له بنوه قال إن كان ذلك لقد قتل وبقيت أنا من بعده قال له معاوية أليس زعمت أنه لا يحبق في قتل عثمان عنز قال قد والله حبق في التيس الأكبر قال معاوية إلا أنه قد بقي من دمه قطره ولا بد من أن أتتبعها قال عدي لا أبا لك شم السيف فإن سل السيف يسل للسيف فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة فقال اجعلها في كنانتك فإنها حكمة

بغية الطلب في تاريخ حلب - (ج 4 / ص 106)
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين - كتابة - عن أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو إسحاق ابن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني رجل عن سعد أبي المجاهد الطائي عن المُحلّ بن خليفة قال: فتوادع علي ومعاوية - يعني في المحرم - بصفين فاختلف الرسل بينهم رجاء الصلح، فأرسل علي عدي بن حاتم، ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة البكري، فدخلوا على معاوية فبدأهم عدي فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فإنا أتيناك ندعو إلى أمر يجمع الله به كلمتنا، ويحقن به دماء المسلمين إلى أفضلها سابقة، وأحسنها في الإسلام أثراً، وقد اجتمع له الناس وأرشدهم - يعني - الله بالدين، ولو أتيته يا معاوية قبل أن يصيبك الله بمثل يوم الجمل، فقال له معاوية، كأنك إنما جئت متهدداً ولم تأت مصلحاً، هيهات يا عدي والله إني لابن الحرب ما يقعقع لي بالشنان، أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان، وإنك لمن قتلته، وأني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله، هيهات يا عدي، فقال شبث بن ربعي وزياد بن خصفة: أتيناك لما يصلحنا وأقبلت تضرب لنا الأمثال، دع عنك ما لا ينتفع به، وأجبنا بما يغنينا وإياك نفعه، وتكلم يزيد بن قيس، وذكر تمام الحكاية إلى أن قال: وخرج القوم عنه لينصرفوا إلى علي فبعث إلى زياد بن خصفة التيمي فرده فدخل عليه، فقال له معاوية: يا أخا ربيعة إن علياً قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وأني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك، ثم إن لك عهد الله أني أوليك إذا ظهرت أحب المصرين أحببت: الكوفة أو البصرة.

الجزء المتمم لطبقات ابن سعد - (ج 2 / ص 28)
أخبرنا محمد بن عمر ، عن عبد الله بن جعفر ، عن عمران بن مناح قال : « حضر عدي بن حاتم الدار يوم قتل عثمان ، فلما خرج الناس يقولون : قتل عثمان ، قتل عثمان ، قال عدي : » لا تحبق في قتله عناق حولية . فلما كان يوم الجمل فقئت عينه ، وقتل ابنه محمد مع علي ، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج ، فقيل له : يا أبا طريف ، هل حبقت في قتل عثمان عناق حولية ؟ ، فقال : « بلى وربك ، والتيس الأعظم » .

نقول : وقد صرح ابن الأثير بانحراف عدي بن حاتم عن عثمان

أسد الغابة - (ج 2 / ص 261)
وكان عدي منحرفاً عن عثمان، فلما قتل عثمان قال: لا يحبق في قتله عناق. فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه محمد بن علي، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف، هل حبق في قتل عثمان عناق؟! قال: إي والله، والتيس الأعظم.

المستقصى في أمثال العرب - (ج 1 / ص 130)
لا تحبق في هذا الامر عناق حوليةٌ: من الحبق وهو الضراط، يضرب للأمر الذي لا يكون له تغيير ولا يدرك به ثأر، ومنه ما يحكى عن عدى بن حاتم حين قتل عثمان رضى الله عنه فقئت عينه يوم الجمل وقتل ابنه بصفين فقيل له: يا ابا ظريف! ألم تزعم أنه لا تحبق في هذا الأمر عناق حولية؟ فقال: بلى، والله! والتيس الأعظم قد حبق فيه.

جمهرة اللغة - (ج 1 / ص 117)
وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: لما قُتل عثمان، رضي اللّه عنه، قال عديّ بن حاتمِ: " لا تَحْبِقُ فيه عَنْز " ، فأصيبت عينه يوم صِفِّين وقُتل ابنه طريف فدخل على معاوية بعد قتل علي، رضي الله عنه فقال له: هل حَبَقَتِ العنزُ في قتل عثمان فقال: إي والله، والتيسُ الأعظم.

وأبو عبيدة هو معمر بن المثنى ولا يحكي إلا الصحيح فصح الخبر والحمد لله



15- زيد بن صوحان العبدي

سيد قومه له وفادة على النبي صلى الله عليه وآله ونص بعضهم على صحبته واتفقوا على فضله ودينه

ورد طعنه على عثمان في روايات منها

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 6 / ص 124)
قال: أخبرنا حجاج بن نصير قال: حدثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي قال: حدثنا حميد بن هلال قال: قام زيد بن صوحان إلى عثمان بن عفان فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك، اعتدل تعتدل أمتك، ثلاث مرار. قال: أسامع مطيع أنت؟ قال: نعم. قال: الحق بالشام. قال فخرج من فوره ذلك فطلق امرأته ثم لحق بحيث أمره. وكانوا يرون الطاعة عليهم حقا.

تاريخ دمشق - (ج 19 / ص 444)
أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله المناطقي قالا أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمة أنا محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي يعقوب نا خلف بن الوليد اللؤلؤي نا أبو جعفر الرازي عن قتادة قال أتوا على زيد بن صوحان وهو يتشخط في دمه فقال ادفنوني في ثيابي فإني ملاق عثمان بالجادة فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا

وقد ورد الطعن في عثمان عن أخيه أيضا

16- صعصعة بن صوحان العبدي

أحد فضلاء التابعين

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 154)
حدثنا موسى بن إسماعيل قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: إن صعصعة بن صوحان قام ذات يوم فتكلم فأكثر، فقال عثمان بن عفان: يا أيها الناس، إن هذا البجباج النفاج ما يدري من الله ولا أين الله. فقال صعصعة: أما قولك لا يدري من الله فإن الله ربنا ورب آبائنا الأولين، وأما قولك لا يدري أين الله، فإن الله بالمرصاد، ثم قال: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"، فقال عثمان: ويحك والله ما نزلت هذه الآية إلا في وفي أصحابنا أخرجنا من مكة بغير حق.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 585)
حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال : أشرف عليهم عثمان من القصر فقال : ائتوني برجل أتاليه كتاب الله ، فأتوه بصعصعة بن صوحان ، وكان شابا ، فقال : أما وجدتم أحدا تأتوني به غير هذا الشاب ، قال : فتكلم صعصعة بكلام ، فقال له عثمان : اتل ، فقال : * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) * فقال : كذبت ! ليست لك ولا لاصحابك ، ولكنها لي ولاصحابي ، ثم تلا عثمان * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) * حتى بلغ * (وإلى الله عاقبة الامور) *.

وهذا إسناد قوي

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 127)
حدثنا كهمس بن المنهال قال: نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: أشرف عليهم عثمان حين حصر فقال: أخرجوا إلي رجلا أكلمه، فأخرجوا صعصعة بن صوحان فقال عثمان: ما نقمتم علي ؟ قال: أخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله. قال عثمان: كذبت لستم أولئك، نحن أولئك أخرجنا أهل مكة فقال الله: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فكان ثناء قبل بلاء.

وهذا إسناد قوي مرسل

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 2 / ص 35)
صعصعة بن صوحان بن حجر العبدي الكوفي.أحد شيعة علي، أمره على بعض الكراديس يوم صفين. وكان شريفاً، مطاعاً، خطيباً، بليغاً، مفوهاً، واجه عثمان بشيء فأبعده إلى الشام.
وروى عن علي، وغيره.

نقول : ولا نلوم الجوزجاني لعده من الخوارج
smile.gif


ميزان الاعتدال - (ج 2 / ص 315)
صعصعة بن صوحان [ س ].
عن عثمان.
ثقة معروف.
ذكره الجوزجانى في الضعفاء، وعده من جملة الخوارج.
ولم يصح.
وقد وثقه ابن سعد والنسائي.




17- عمير بن ضابئ

ذكر ابن حجر أباه ضابئ في الصحابة وفهو أحد أبناء الصحابة

ورد طعنه في عثمان في مواضع نذكر منها

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 60)
ضابىء بن الحارث: بن أرطأة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم هكذا نسبه بن الكلبي له إدراك وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه فجاء ابنه عميرة بن ضابىء فأراد الفتك بعثمان ثم جبن عنه وفي ذلك يقول
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله
وفيها يقول
وقائلة لا يبعد الله ضائباً ... ولا يبعدن أخلاقه وشمائله
ثم لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابىء عليه فكسر ضلعين من أضلاعه فلما قدم الحجاج الكوفة أميرا ندب الناس إلى قتال الخوارج وأمر منادياً فنادى من أقام بعد ثلاثة قتل فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابىء وهو شيخ كبير فقال إني لا حراك بن ولي ولد أشب مني فأجزه بدلا مني فأجابه الحجاج لذلك فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص: هذا عمير بن ضابىء القائل كذا وأنشده الشعر فأمر به فضرب عنقه فقال في ذلك عبد الله بن الزبير الأسدي من أبيات.
تجهز فإما أن تزور بن ضابىء ... عميراً وإما أن تزور المهلبا
وكان الحجاج قال له: ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال حبس أبي وهو شيخ كبير فقال هلا بعثت أيها الشيخ إلى عثمان بديلاً.
وكان السبب في حبس عثمان له أنه كان استعار من بعض بني حنظلة كلباً يصيد به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قهراً فغضب وهجاهم بقوله من أبيات.
وأمكم لا تتركوها وكلبكم ... فإن عقوق الوالدين كبير
فاستعدوا عليه عثمان فحبسه.
روى القصة بطولها الهيثم بن عدي عن مجالد وغيره عن الشعبي وقال محمد بن قدامة الجوهري في أخبار الخوارج له حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو بكر بن عياش قال كان عثمان يحبس في الهجاء فهجا ضابىء قوماً فحبسه عثمان ثم استعرضه فأخذ سكيناً فجعلها في أسفل نعله فأعم عثمان بذلك فضربه ورده إلى الحبس.
قلت من يكون شيخاً في زمن عثمان ويكون له بن شيخ كبير في أول ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة.

الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 100)
أخبرنا أبو أحمد، عن الجوهري، عن أبي زيد، عن أبي عاصم، عن عوف، عن أبي رجاء، عن أبي بكر الأنباري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبيد، عن محمد بن زياد بن ريان الكلبي، عن عبد الملك بن عمير قالوا: كان عمر وعثمان يعاقبان على الهجاء فاستعار ضابئ من قوم كلباً يقال له: فرحان. فأرادوا أخذه منه فقال:
تجشم نحوي وفد فرحان شقه ... تظل بها الوجناء وهي حسير
فراحوا بكلب مردقية كأنما ... حباهم بتاج المرزبان أمير
فأمكم لا تتركوها وكلبكلم ... فإن عقوق الوالدين كبير
إذا غبرت من آخر الليل دخنة ... يظل لها فوق الفراش هرير
فاستعدوا عليه عثمان بن عفان، فقال له: ويلك رميت أم قوم بكلبهم، لو كنت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لنزل فيك قرآن، فضربه وحبسه، ثم عرض عليه، فوجد عنده خنجراً أراد أن يغتال به عثمان، فرده إلى الحبس فقال:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله
وما ألفيتك ما أمرت فيه ولا الذي ... تحدث من لاقيت أنك فاعله
وما الفتك إلا لامرئ ذي حفيظة ... إذا هم لم ترعد عليه خصائله
فمات ضابئ في الحبس، فلما قتل عثمان جاء عمير بن ضابئ البرجمي فوطئه، وقالوا: لطمه،

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 291)
وكان عمير بن ضابئ ممن شهد الدار، وكان أشد االناس على عثمان فكان يقول يومئذ: أرني ضابئاً، أحي لي ضابئاً، يقول ليرى ما عثمان عليه من الحال وما فعلت به، فقرعه الحجاج بن يوسف بذلك يوم قتله. وكان من خبر ضابئ أن بني جرول بن نهشل وهبوا له كلباً سألهم إياه، ثم ركبت إليه جماعة منهم فارتجعوه منه، وكان الكلب يسمى قرحان فقال فيهم:
تجاوز نحوي ركب قرحان مهمهماً ... تظل به الوجناء وهي حسير
فأمكم لا تعقلوها لكلبكم ... فإن عقوق الوالدين كبير
فمن يك منكم ذا غفولٍ فإنه ... عليم بما تحت النطاق بصير
رددت أخاهم فاستمروا كأنما ... حباهم بتاج الهرمزان أمير
فاستعدوا عليه عثمان لما قال في أمهم وفيهم، فيقال أنه أدبه وخلاه، ويقال بل حبسه إلا خلاه، فأراد الفتك ففطن له وأخذ فحبس حتى مات في السجن، فقال في الحبس:
هممت ولا أفعل وكدت وليتني ... فعلت فكان المعولات حلائله
ما الفتك إلا لامرئٍ ذي حفيظةٍ ... إذا ريع لم ترعد لجبنٍ خصائله

أنساب الأشراف - (ج 4 / ص 151)
وعمير بن ضابئ، توطأ عثمان بن عفان يوم قتل في بطنه، ويقال بل توطأه وقد احتمل، فاعترضه قوم من الأنصار فقاتلوا حامليه حتى طرح، فتوطأه عمير حينئذ، وقال: ما رأيت كافراً ألين بطناً منه، وكان عمير أشد الناس على عثمان لما كان منه إلى ضابئ أبيه، وجعل عمير يقول حين توطأه: أرني ضابئاً أحيي لي ضابئاً. يقول: ليرى فعلي بعثمان.
فلما قدم الحجاج والياً على العراق، وعرض أهل الكوفة ليوجههم مدداً للمهلب بن أبي صفرة، وهو يحارب الخوارج، دنا منه عمير بن ضابئ فقال: أصلح الله الأمير أنا شيخ كبير، وابني شاب جلد فاقبله بدلاً مني، فقال: نعم، فلما ولى قال له عنبسة بن سعيد: هذا الذي جعل يدوس بطن عثمان ويقول: أرني ضابئاً أحيي لي ضابئاً، وحدثه حديثه فدعا به فأمر بقتله فقتل، وجعل الحجاج يقول: هيه أرني ضابئاً أحيي لي ضابئاً، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي.
تجهز فإما أن تزور ابن ضابئ ... عميراً وإما أن تزور المهلبا
هما خطتا سوء نجاؤك منهما ... ركوبك حولياً من الثلج أشهبا
فآض ولو كانت خراسان دونه ... رآها مكان السوق أو هي أقربا
وهذا قول ابن الكلبي في نسب ضابئ.
وقال غيره: هو من ولد غالب بن حنظلة، ولما قتل ابن ضابئ لقي أعرابي رجلاً فقال له رجل: ما الخبر فقال: قدم الكوفة رجل من شر أحياء العرب من ثمود، حمش الساقين ممسوح الجاعرتين أخفش العينين، فقتل سيد الحي عمير بن ضابئ.

تاريخ الطبري - (ج 5 / ص 44)
قال عمر حدثنى عبد الملك بن شيبان بن عبد الملك بن مسمع قال حدثنى عمرو بن سعيد قال لما قدم الحجاج الكوفه خطبهم فقال إنكم قد اخللتم بعسكر المهلب فلا يصبحن بعد ثالثة من جنده أحد فلما كان بعد ثالثة أبى رجل يستدمى فقال من بك قال عمير ابن ضابئ البرجمى أمرته بالخروج إلى معسكره فضربني وكذب عليه فأرسل الحجاج إلى عمير بن ضابئ فأتى به شيخا كبيرا فقال له ما خلفك عن معسكرك قال أنا شيخ كبير لا حراك بئ فأرسلت ابني بديلا فهو أجلد منى جلدا وأحدث منى سنا فسل عما أقول لك فإن كنت صادقا وإلا فعاقبني قال فقال عنبسة بن سعيد هذا الذى أتى عثمان قتيلا فلطم وجهه ووثب عليه فكسر ضلعين من أضلاعه فأمر به الحجاج فضربت عنقه
قال عمرو بن سعيد فوالله إنى لاسير بين الكوفة والحيرة إذ سمعت رجزا مضريا فعدلت إليهم فقلت ما الخبر فقالوا قدم علينا رجل من شر أحياء العرب من هذا الحى من ثمود أسقف الساقين ممسوح الجاعرتين أخفش العينين فقدم سيد الحى عمير بن ضابئ فضرب عنقه



18- كميل بن زياد النخعي

سيد قومه أحد فضلاء التابعين وعبادهم ومنزلته عند الإمام علي لا يختلف عليها اثنان

ذكروا أنه دخل على عثمان يوم الدار فقتله الحجاج لعنه الله لأجل ذلك فرحمة الله عليه

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 293)
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي عن أبيه قال: كان الحجاج عاملاً لعبد الملك على مكة، فكتب إليه بولايته على العراق. قال: فخرج وخرجت معه في نفر ثمانية أو تسعة على الجانب، فلما كنا على قريب من الكوفه نزل فاختضب وتهيأ وذاك في يوم جمعة، ثم راح معتماً قد ألقى عذبة العمامة بين كتفيه متقلداً سيفه حتى نزل عند دار الامارة عند مسجد الكوفة، وقد أذن المؤذن الأذان الأول لصلاة الجمعة، وخرج عليهم الحجاج وهم لا يعلمون، فجمع بهم، ثم صعد المنبر فجلس عليه فسكت وقد اشرأبوا إليه وجثوا على الركب وتناولوا الحصاة ليقذفوه بها ويخرجوه عنهم. قال: وقد كانوا أحصبوا عاملاً قبله فخرج عنهم. قال: فسكت سكتة أبهتهم بها وأحبوا أن يسمعوا كلامه فكان أول بدء كلامه أن قال: يا أهل العراق يا أهل الشقاق ويا أهل النفاق أما والله إن كان أمركم ليهمني قبل أن آتيكم ولكن كنت أدعو الله أن يبتليكم بي وأن يبتليني بكم، فأجاب دعوتي. ألا إني أسريت البارحة فسقط مني سوطي فاتخذت هذا - وأشار إليهم بسيفه - مكانه، فوالله لجرنه فيكم جر المرأة ذيلها ولأفعلن ولأفعلن. قال يزيد: حتى رأيت الحصا يتساقط من أيديهم. قال: قوموا إلى بيعتكم. فقامت القبائل قبيلة قبيلة تبايع. فيقول: من ؟ تقول: بنو فلان. حتى جاءته قبيلة قال: ومن ؟ قالوا: النخع. قال: منكم كميل بن زياد. قالوا: نعم. قال: ما فعل ؟ قالوا: أيها الأمير شيخ كبير. قال: لا بيعة لكم عندي ولا تثه حتى تأتوني به. قال: فأتوه به منعوشاً في سرير حتى وضعوه إلى جانب المنبر. فقال: ألا أنه لم يبق ممن دخل على عثمان الدار غير هذا. فدعا بنطع فضرب عنقه.

تاريخ دمشق - (ج 50 / ص 255)
اخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال : دخل الهيثم بن الأسود النخعي على الحجاج فقال له ما فعل كميل بن زياد قال شيخ كبير مطروح في البيت قال بلغني أنه فارق الجماجم قال ذاك شيخ كبير خرف قال لتخلن عني لسانك أو لتنكري قال قد خلفته حتى بلغ أنفي ولئن شئت لأبلغن به المآقي قال فأعطى العطاء بعد فدعا كميلا فقال له أنت صاحب عثمان قال ما صنعت بعثمان لطمني فأقادني فعفوت فأمر بقتله

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1065)
وقال المدائني، عن علي بن مجاهد، عن حميد بن أبي البختري، عن نوفل بن مساحق قال: قال كميل بن زياد النخعي لعثمان رضي الله عنه أقدني - يعني من لطمة - فقال: أقيد يا عبد النخع ! ثم قال: إن نفرا من النخع جاؤوني بهذا فادعوه عبدا فألحقته فيهم ثم هو يسألني القود، أقيد ! ! فقال: قد عفوت عنك.

الإشراف في منازل الأشراف - (ج 1 / ص 415)
حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، قال : دخل القاسم بن الأسود النخعي على الحجاج ، فقال له : ما فعل كميل بن زياد ؟ قال : شيخ كبير مطروح في البيت قال : بلغني أنه فارق الجماجم قال : ذاك شيخ كبير خرف قال : لتخلن عني لسانك ولتنكرني . قال : قد خليته حتى بلغ أنفي ولئن شئت لأبلغن به المآق . قال : فأعطي العطاء بعد ، فدعا بكميل ، فقال له : أنت صاحب عثمان ؟ قال : ما صنعت بعثمان ؟ لطمني فأقادني فعفوت فأمر بقتله

تاريخ دمشق - (ج 50 / ص 256)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد وعبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني أنبأنا أبو علي الحسن بن منير بن محمد التنوخي أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا أيوب بن حسان حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال منع الحجاج النخع أعطياتهم وعيالهم حتى يأتون بكميل بن زياد فلما رأى ذلك كميل أقبل إلى قومه فقال أبلغوني الحجاج فأبلغوه فقال الحجاج يا أهل الشام أتعرفون هذا هذا كميل بن زياد الذي قال لعثمان أقدني من نفسك فقال كميل فعرف حقي فقلت أما إذا قدتني فهو لك هبة فمن كان أحسن قولا أنا أو عثمان فذكر الحجاج علي بن أبي طالب فصلى عليه كميل فقال الحجاج والله لأبعثن إليك إنسان أشدا بغضا لعلي من حبك أنت له فبعث إلى أدهم القيسي من أهل حمص فضرب عنق كميل بن زياد

وهذا إسناد قوي

البداية والنهاية - (ج 9 / ص 57)
كميل بن زياد ابن نهيك بن خيثم النخعي الكوفي.
روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة، وشهد مع علي صفين، وكان شجاعا فاتكا، وزاهدا عابدا، قتله الحجاج في هذه السنة، وقد عاش مائة سنة قتله صبرا بين يديه: وإنما نقم عليه لانه طلب من عثمان بن عفان القصاص من لطمة لطمها إياه. فلما أمكنه عثمان من نفسه عفا عنه، فقال له الحجاج: أو مثلك يسأل من أمير المؤمنين القصاص ؟ ثم أمر فضربت عنقه، قالوا: وذكر الحجاج عليا في غبون ذلك فنال منه وصلى عليه كميل، فقال له الحجاج: والله لابعثن إليك من يبغض عليا أكثر مما تحبه أنت، فأرسل إليه ابن أدهم، وكان من أهل حمص، ويقال أبا الجهم بن كنانة فضرب عنقه، وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين وله الاثر المشهور عن علي بن أبي طالب الذي أوله " القلوب أوعية فخيرها أوعاها " وهو طويل قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات وفيه مواعظ وكلام حسن رضي الله عن قائله.

19- قيس بن سعد بن عبادة

أحد مشاهير الصحابة ودهاة العرب

تاريخ الرسل والملوك - (ج 3 / ص 72)
قال هشام، عن ابن مخنف: فحدثني الحارث بن كعب الوالبي - من والبة الأزد - عن أبيه، أن عليا كتب معه إلى أهل مصر كتابا، فلما قدم به على قيس قال له قيس: ما بال أمير المؤمنين! ما غيره؟ أدخل أحد بيني وبينه؟ قال له: لا، وهذا السلطان سلطانك؟! قال: لا، والله لا أقيم معك ساعة واحدة. وغضب حين عزله، فخرج منها مقبلا إلى المدينة، فقدمها، فجاءه حسان بن ثابت شامتا به - وكان حسان عثمانيا - فقال له: نزعك علي بن أبي طالب، وقد قتلت عثمان فبقى عليك الإثم، ولم يحسن لك الشكر! فقال له قيس بن سعد: يا أعمى القلب والبصر، والله لولا أن ألقي بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك؛ اخرج عني.

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 351)
فلما ورد المدينة أتاه حسان بن ثابت شامتاً - وكان عثمانياً - فقال له: نزعك علي وقد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم ولم يحسن لك الشكر؛ فقال له: يا أعمى القلب والعين لولا أن أوقع بين قومي وقومك شراً لضربت عنقك؛ اخرج عني. وكان حسان من بني النجار من الخزرج.

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - (ج 1 / ص 40)
فكتب معاوية إلى قيس: من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد بن عبادة: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد، فإنكم إن كنتم نقمتم على عثمان في أمور رأيتموها، أو ضربة سوط ضربها، أو شتمة شتمها، أو في سيرٍ سيره، أو في استعماله الفيء، فقد علمتم أن دمه لم يكن حلالاً لكم، فقد ركبتم عظيماً من الأمر وجئتم شيئاً إذاً. فتب إلى الله يا قيس بن سعد، فإنك ممن أعان على قتل عثمان، إن كانت التوبة من قتل المؤمن تغني شيئاً؛ وأما صاحبك فقد تيقنا أنه الذي أغرى به الناس، وحملهم على قتله حتى قتلوه، وأنه لم يسلم من دمه عظم قومك. فإن استطعت أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل. فأن بايعتنا على هذا الأمر فلك سلطان العراقين، ولمن شئت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان. وسلني غير هذا مما تحب، فإنك لا تسألني شيئاً إلا أوتيته. واكتب إلي برأيك فيما كتبت به إليك والسلام.


20- أم معبد

صحابية مشهورة وكانت ممن أنكر على عثمان

سؤالات الآجري - (ج 1 / ص 282)
سمعت أبا داود قال : عاشت أم معبد إلى أيام عثمان.
سمعت أبا داود يقول : قالت أم معبد لعثمان : اعدل ، وأخذت بلحيته.




مناشدة عثمان للصحابة

روى عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال خرجنا حجاجا فقدمنا المدينة ونحن نريد الحج فبينا نحن في منازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت فقال إن الناس قد اجتمعوا في المسجد وفزعوا فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد وإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص فإنا لكذلك إذ جاء عثمان بن عفان عليه ملاءة صفراء قد قنع بها رأسه فقال أهاهنا علي أهاهنا طلحة أهاهنا الزبير أهاهنا سعد قالوا نعم قال فإني أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال اجعلها في مسجدنا وأجره لك قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع بئر رومة غفر الله له فابتعته بكذا وكذا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد ابتعتها بكذا وكذا قال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى ما يفقدون عقالا ولا خطاما قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد اللهم اشهد

هذا الخبر ورد في أغلب كتب الحديث وهو العمدة في فضائل عثمان فقد جاء في كل من :

1- سنن النسائي
2- سنن الدارقطني
3- صحيح ابن حبان
4- صحيح ابن خزيمة
5- مسند الطيالسي
6- مسند البزار
7- السنة لابن أبي عاصم
8- الشريعة للآجري
9- فضائل الصحابة لأحمد
10- تاريخ الرسل والملوك

وقد ورد أيضا في " تاريخ المدينة " لابن شبة ولكن بزيادة لفظ غاية في الأهمية

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 191)
حدثنا محمد بن سنان قال، حدثنا أبو عوانة قال، قال حصين: قلت لعمرو بن جاوان: لم اعتزل الأحنف قال، قال الأحنف: انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة، فبينما نحن بمنزلنا إذ جاءنا آت فقال: إن الناس قد فزعوا إلى المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر وسط المسجد، فتخللتهم حتى قمت عليهم فإذا علي وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص قعود، فلم يك ذاك بأسرع أن جاء عثمان رضي الله عنه يمشي في المسجد عليه ملاءة له صفراء قد رفعها على رأسه، قال فقلت لصاحبي: كما أنت حتى ننظر ما جاء به. فلما دنا منهم قالوا: هذا ابن عفان. قال: أهاهنا علي قالوا: نعم. قال: أهاهنا الزبير قالوا: نعم. قال: أها هنا طلحة. قالوا: نعم. قال: أهاهنا سعد قالوا: نعم،
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له". قال فابتعته بعشرين أو بخمسة وعشرين ألفا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: إني قد ابتعت مربد بني فلان. قال: "اجعله في المسجد وأجره لك". قالوا: نعم، ولكنك بدلت.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع بئر رومة غفر الله له" فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعت بئر رومة. فقال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قالوا: نعم، ولكنك بدلت.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا. قالوا: نعم، ولكنك بدلت.
قال: اللهم اشهد ثلاث مرات، ثلاث مرات ثم انصرف.

وهذا إسناد قوي جدا وفيه اتفاق كبار الصحابة أن عثمان قد بدل




المشاركون في قتل عثمان

بعدما استعرضنا بالأخبار الصحيحة أسماء من حرض على عثمان من الصحابة والتابعين نأتي الآن على من شارك في قتله ممن دخل عليه الدار

وقد حاول البعض نفي أن يكون الصحابة أو أبناؤهم قد شاركوا في قتله فاخترعوا شخصيات لا وجود لها كي يحلوا الإشكال الهادم لموروث مقدس

فهذه مقدمة نتبعها بتسلسل أسماء من شارك في قتله

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 291)
حدثنا حيان، وأحمد بن معاوية قالا، حدثنا أبو المليح الرقي قال، حدثنا يزيد بن يزيد قال، قال أبو مسلم الخولاني لوفد أهل المدينة: هؤلاء شر من ثمود، فدخلوا على معاوية رضي الله عنه فشكوه، فقال معاوية: يا أبا مسلم، ما قلت لهم قال: قلت هؤلاء شر من ثمود عقروا الناقة، وهؤلاء قتلوا الخليفة.

السنة لأبي بكر بن الخلال - (ج 1 / ص 440)
أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : قال سفيان : « أهل المدينة لما وثبوا على عثمان فقتلوه ، قال لهم سعد : أمعاوية خير عندكم من عثمان ؟ قالوا : لا ، بل عثمان ، قال : فلا تقتلوه ، قالوا : نكله إلى الله . قال : كذبة والله »

السنة لابن أبي عاصم - (ج 3 / ص 296)
ثنا محمد بن مسلم بن وارة ، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، ثنا سعيد بن بشر ، عن قتادة ، عن أبي ميمونة ، قال : قال معاوية : إن أهل مكة أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم فلا تكون الخلافة فيهم أبدا ، وإن أهل المدينة قتلوا عثمان فلا تكون الخلافة فيهم أبدا .

الكنى والأسماء للدولابي - (ج 6 / ص 100)
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب صميد قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، قال : حدثنا سعيد بن بشير ، قال : حدثنا قتادة ، عن أبي ميمونة أن معاوية بن أبي سفيان خطب الناس فقال : « إن أهل مكة أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم فلن تعود الخلافة إليهم أبدا ، وإن أهل المدينة قتلوا عثمان فلن تعود الخلافة إليهم أبدا ، وإياكم أن تقتلوني فلا تعود الخلافة فيكم أبدا »

فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - (ج 2 / ص 278)
حدثنا عبد الله ، قثنا أبي ، قثنا أبو المغيرة قثنا صفوان قال : حدثني شريح بن عبيد وغيره ، أن عبد الله بن سلام كان يقول : يا أهل المدينة ، لا تقتلوا عثمان ، فوالله إن سيف الله مغمود عنكم ، وإن ملائكة الله ليحرسون المدينة من كل ناحية ، ما من نقاب المدينة من نقب إلا وعليه ملك سال سيفه ، فلا تسلوا سيف الله المغمود عنكم ، ولا تنفروا ملائكة الله الذين يحرسونكم .

نقول : هذا تواتر معنوي لا يحتاج لتصحيح أسانيد والجميع يعلم أن أهل المدينة ما هم إلا الصحابة
smile.gif




أفردنا هذه الرواية في مشاركة مستقلة لأهميتها ووضوحها

المصاحف لابن أبي داود - (ج 1 / ص 122)
حدثنا عبد الله قال حدثنا عثمان بن هشام بن دلهم ، حدثنا إسماعيل بن الخليل ، عن علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد قال : لما نزل أهل مصر الجحفة يعاتبون عثمان رضي الله عنه ، صعد عثمان المنبر فقال : « جزاكم الله يا أصحاب محمد عني شرا أذعتم السيئة ، وكتمتم الحسنة ، وأغريتم بي سفهاء الناس ، أيكم يأتي هؤلاء القوم ، ما الذي نقموا ، وما الذي يريدون ؟ ثلاث مرات لا يجيبه أحد ، فقام علي رضي الله عنه فقال : أنا ، فقال عثمان : أنت أقربهم رحما وأحقهم بذلك ، فأتاهم فرحبوا به وقالوا : ما كان يأتينا أحد أحب إلينا منك ، فقال : ما الذي نقمتم ؟ قالوا : نقمنا أنه محا كتاب الله عز وجل ، وحمى الحمى ، واستعمل أقرباءه ، وأعطى مروان مائتي ألف ، وتناول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليهم عثمان رضي الله عنه : أما القرآن فمن عند الله ، إنما نهيتكم لأني خفت عليكم الاختلاف ، فاقرءوا على أي حرف شئتم ، وأما الحمى فوالله ما حميته لإبلي ، ولا غنمي ، وإنما حميته لإبل الصدقة لتسمن وتصلح وتكون أكثر ثمنا للمسلمين ، وأما قولكم : إني أعطيت مروان مائتي ألف ، فهذا بيت مالهم فليستعملوا عليه من أحبوا ، وأما قولهم : تناول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنما أنا بشر أغضب وأرضى ، فمن ادعى قبلي حقا أو مظلمة ، فهذا أنا فإن شاء قود ، وإن شاء عفا ، وإن شاء أرضى ، فرضي الناس واصطلحوا ودخلوا المدينة ، وكتب بذلك إلى أهل البصرة وأهل الكوفة ، فمن لم يستطع أن يجيء فليوكل وكيلا »

نقول : وعثمان يعلنها صراحة أن الصحابة هم من طعن فيه وحرض عليه


1- محمد بن أبي بكر

كان محمد بن أبي بكر معضلة للمدافعين عن عثمان إذ كيف يقوم ابن للخليفة الأول أبي بكر بالقيام بهذا العمل الشنيع - في معتقدهم - فحاولوا بشتى الوسائل نفي ذلك عنه فنفى أحدهم دخوله على عثمان وأنكر الآخر مباشرته لقتله وأثبت إمساك اللحية فقط ولكن الأخبار المثبتة لهذا وغيره كانت أكثر وأقوى كما سيأتي

فنذكر النافين ثم نتبعهم بالأخبار المثبتة لدخول محمد بن أبي بكر الدار على عثمان ومباشرته لقتله

معجم ابن الأعرابي - (ج 3 / ص 69)
نا إبراهيم بن مالك ، نا الحسن بن الربيع ، حدثنا عبد الجبار بن الورد قال : سمعت ابن أبي مليكة عبد الله وقيل له : كان محمد بن أبي بكر ممن قتل عثمان ، فقال : كذبوا والله

مسند إسحاق بن راهويه - (ج 4 / ص 443)
أخبرنا أبو عامر العقدي ، نا محمد وهو ابن طلحة بن مصرف ، حدثني كنانة مولى صفية بنت حيي أنه « شهد مقتل عثمان رضي الله عنه ، قال : وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة ، قال : أمرتنا صفية بنت حيي أن نرحل بغلة بهودج فرحلناها ، ثم مشينا حولها إلى الباب ، فإذا الأشتر وناس معه ، فقال الأشتر لها : ارجعي إلى بيتك فأبت ، فرفع قناة معه ، أو رمحا ، فضرب عجز البغلة ، فشبت البغلة ، ومال الهودج حتى كاد أن يقع ، فلما رأت ذلك قالت : ردوني ، ردوني ، وأخرج من الدار أربعة نفر من قريش مضروبين محمولين ، كانوا يدرءون عن عثمان ، فذكر الحسن بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وأبا حاطب ومروان بن الحكم ، قلت : فهل يدي محمد بن أبي بكر بشيء من دمه ، فقال : معاذ الله دخل عليه ، فقال له عثمان : لست بصاحبه ، وكلمه بكلام فخرج ولم يتد من دمه بشيء ، قلت : فمن قتله ؟ قال رجل من أهل مضر يقال له جبلة بن أيهم فجعل ثلاثا يقول : أنا قاتل نعثل قلت : فأين عثمان يومئذ ؟ قال : في الدار »

أما من أثبت مشاركته في قتله فهم

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 72)
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن الحسن قال: أنبأني وثاب، وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين، عمر وكان بين يدي عثمان ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان، طعنهما يومئذ يوم الدار دار عثمان، قال: بعثني عثمان فدعوت له الأشتر فجاء، قال بن عون أظنه قال فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة فقال: يا أشتر ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاث ليس لك من إحداهن بد، قال: ما هن؟ قال: يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك، قال: أما من إحداهن بد؟ قال: لا ما من إحداهن بد، قال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله، قال وقال غيره: والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض، قالوا هذا أشبه بكلام عثمان، وأما أن أقص من نفسي فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان وما يقوم بد في القصاص، وأما أن تقتلوني فو الله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبدا ولا تصلون بعدي جميعا أبدا، ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا، ثم قام فانطلق، فمكثا فقلنا لعل الناس، فجاء رويجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع، فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمع وقع أضراسه فقال: ما أغنى معاوية، ما أغنى عنك بن عامر، ما أغنت كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي يا بن أخي، أرسل لي لحيتي يا بن أخي، قال: فأنا رأيت استعداء رجل من القوم يعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه، قال ثم قلت: ثم مه؟ قال: ثم تغاووا والله عليه حتى قتلوه، رحمه الله.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 294)
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن الأعرابي الراوية حدثني سعيد بن سلم عن ابن عون قال: سمعت القاسم بن محمد بن أبي بكر يقول وهو ساجد: اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان.


الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 83)
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا أبو الأشهب قال: أخبرنا الحسن قال: لما أدركوا بالعقوبة، يعني قتلة عثمان بن عفان، قال أخذ الفاسق بن أبي بكر، قال أبو الأشهب، وكان الحسن لا يسميه باسمه إنما كان يسميه الفاسق، قال فأخذ فجعل في جوف حمار ثم أحرق عليه.

وهذا إسناد قوي

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 299)
وحدثني هدبة بن خالد حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أنه كان لا يسمي محمد بن أبي بكر إلا بالفاسق.

وهذا إسناد قوي أيضا

المعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 52)
حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ، حدثنا أمية بن خالد ، حدثنا قرة بن خالد ، قال : سمعت الحسن ، يقول : أخذ الفاسق محمد بن أبي بكر في شعب من شعاب مصر ، فأدخل في جوف حمار فأحرق .

وهذا إسناد قوي

السنة لأبي بكر بن الخلال - (ج 2 / ص 388)
أخبرني محمد بن عبد الصمد المقرئ المصيصي ، قال : ثنا إسحاق بن الضيف ، قال : ثنا الحسن بن قتيبة ، قال : ثنا الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الحسن بن أبي الحسن ، يقول : « العنوا قتلة عثمان ، فيقال له : قتله محمد بن أبي بكر ، فيقول : العنوا قتلة عثمان ، قتله من قتله » .

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي - (ج 2 / ص 352)
أنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز ، أنا عمر بن محمد بن سيف ، نا عبد الله بن أبي داود السجستاني ، قال : سمعت أبي ، يقول : قال حسين الجعفي : « كان زائدة لا يحدث أحدا حتى يمتحنه ، فكلمته في رجل أن يحدثه فقال : » هو صاحب سنة ؟ قلت : إيش صاحب سنة ؟ هو من ولد أبي بكر الصديق ، قال : « والله ما قتل عثمان إلا رجل من ولد أبي بكر الصديق »

وهذا إسناد قوي

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 130)
حدثنا أبو الحسن عن أبي زكريا العجلاني عن نافع عن ابن عمر قال: ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في أوداجه، وبعجه سودان بن حمران بحربة.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 324)
حدثنا علي بن أبي المقدام، عن الحسن قال، حدثني بواب عثمان: أن محمد بن أبي بكر، وجأ عثمان رضي الله عنه بمشاقص في أوداجه.

ولاة مصر - (ج 1 / ص 8)
حدثني موسى بن حسن قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثني أبي، عن رشدين قال: حدثني سعيد بن يزيد القتباني، عن الحارث بن يزيد الحضرمي قال: حدثتني أمي هند بنت شمس الحضرمية: " أنها رأت نائلة امرأة عثمان تقبل رجل معاوية بن حديج وتقول: بك أدركت ثأري من ابن الخثعمية. تعني محمد بن أبي بكر " .

تاريخ ابن أبي خيثمة - (ج 3 / ص 306)
حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثنا بعض أصحابنا ، قال : قال ابن أبي عتيق للقاسم يوما : يا ابن قاتل عثمان ، فقال له سعيد بن المسيب : أتقول هذا ؟ فوالله إن القاسم لخيركم وإن أباه محمدا لخيركم ، فهو خيركم وابن خيركم.

نقول : وقول المثبت مقدم على قول النافي كما هو معلوم في علم الحديث


2- عبد الرحمن بن عديس البلوي

أحد من بايع تحت الشجرة اتفقت كلمة المؤرخين أنه قائد الجيش المصري الذي سار إلى عثمان

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 7 / ص 509)
عبد الرحمن بن عديس البلوي، من صحب النبي، صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، وكان فيمن رحل إلى عثمان حين حصر حتى قتل، وكان رأسا فيهم.

معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (ج 13 / ص 191)
عبد الرحمن بن عديس البلوي كان ممن بايع تحت الشجرة ، قتل زمن معاوية بجبل الخليل ، قيل : إنه كان فيمن سار إلى عثمان ، سكن مصر

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 254)
عبد الرحمن بن عديس البلوي مصري شهد الحديبية. ذكر أسد ابن موسى عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان عبد الرحمن بن عديس البلوي ممن بايع تحت الشجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو عمر : هو كان الأمير على الجيش القادمين من مصر إلى المدينة الذين حصروا عثمان وقتلوه.
قالوا: توفي عبد الرحمن بن عديس بالشام سنة ست وثلاثين. روى عنه جماعة من التابعين بمصر منهم أبو الحصين الحجري واسمه الهيثم بن شفي. وروى عنه أبو ثور الفهمي.

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 201)
عبد الرحمن بن عديس: بمهملتين مصغرا ابن عمرو بن كلاب بن دهمان أبو محمد البلوي. قال ابن سعد: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وشهد فتح مصر وكان فيمن سار إلى عثمان.
وقال ابن البرقي والبغوي وغيرهما: كان ممن بايع تحت الشجرة.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة وكذا قال عبد الغني بن سعيد وأبو علي بن السكن وابن حبان.
وقال ابن يونس: بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر واختط بها وكان من الفرسان ثم كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان في الفتنة.

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1155)
حدثنا هارون بن عمر قال، حدثنا أسد بن موسى، عن أبي لهيعة قال، حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال: كان الركب الذين ساروا إلى عثمان رضي اله عنه فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل، وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 449)
حدثنا أبو بكر قال حدثنا زيد بن حباب عن ابن لهيعة قال : أخبرني يزيد بن عمرو المعافري قال : سمعت أبا ثور الفهمي يقول : قدم علينا عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة ، فصعد المنبر فحمد الله أثنى عليه ثم ذكر عثمان ، فقال أبو ثور : فدخلت على عثمان وهو محصور فقال : إني لرابع الاسلام.

والخبر فيه بتر فقد ذكره ابن حجر في المطالب بزيادة " فوقع فيه "

المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 11 / ص 191)
وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا زيد بن الحباب ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني يزيد بن عمرو المعافري ، قال : سمعت أبا ثور الفهمي ، يحدث عن عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكان ، ممن بايع تحت الشجرة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر عثمان فوقع فيه ، قال أبو ثور : فدخلت على عثمان ، وهو محصور ، فقلت : إن ابن عديس قال كذا وكذا فقال عثمان : ومن أين وقد اختبأت عند الله عشرا : « إني لرابع أربعة في الإسلام ، وزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ابنته ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فما مسست بها ذكري ، ولا تغنيت ، ولا تمنيت ، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام » الحديث

وهذه الكلمة التي قالها ابن عديس في عثمان قد جاءت عند البيهقي في " دلائل النبوة "

دلائل النبوة للبيهقي - (ج 7 / ص 228)
وبلغني عن أبي حامد بن الشرقي أنه قال : حدثونا أن عبد الرحمن البلوي هذا خطب حين حصر عثمان فقال : سمعت ابن مسعود يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عثمان أضل عيبة بفلاة عليها قفل ضل مفتاحها ، فبلغ ذلك عثمان فقال : كذب البلوي ، ما سمعها من عبد الله بن مسعود ، ولا سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم

وجعلوا هذا الصحابي رأس الفتنة مع أنهم نصوا أن الله قد رضي عن أهل بيعة الرضوان

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 464)
عبد الرحمن بن عديس أبو محمد البلوي. له صحبة. وبايع تحت الشجرة. وله رواية. سكن مصر.
وكان ممن خرج على عثمان وسار إلى قتاله. نسأل الله العافية. ثم ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة، ثم هرب من السجن، فأدركوه بجبل لبنان فقتل. ولما أدركوه قال لمن قتله: ويحك اتق الله في دمي، فإني من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر بالجبل كثير، وقتله.
قال ابن يونس: كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان.
وعن محمد بن يحيى الذهلي قال: لا يحل أن يحدث عنه بشيء، هو رأس الفتنة.

دلائل النبوة للبيهقي - (ج 7 / ص 227)
وأخبرنا أبو الحسين ، أخبرنا عبد الله ، حدثنا يعقوب ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن معاوية بن أبي سفيان ، أخذ ابن عديس في زمن أهل مصر فجعله في بعلبك فهرب منه فطلبه سفيان بن مجيب فأدركه رجل رام من قريش فأشار إليه بنشابة ، فقال ابن عديس : أنشدك الله في دمي ، فإني ممن بايع تحت الشجرة . فقال : إن الشجر كثير في الجبل أو قال : الجليل ، فقتله . قال ابن لهيعة قال : كان عبد الرحمن بن عديس البلوي سار بأهل مصر إلى عثمان فقتلوه ، ثم قتل ابن عديس بعد ذلك بعام أو اثنين بجبل لبنان أو بالجليل . ورواه عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عياش بن عياش ، عن أبي الحصين ، عن عبد الرحمن بن عديس بمعنى الحديث المرفوع ، ثم في قتله . ورواه عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بمعنى الحديث المرفوع . قلت : وبلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال : عبد الرحمن البلوي هو رأس الفتنة ، لا يحل أن يحدث عنه بشيء


ولله در حسن بن فرحان المالكي حيث يقول في كتاب " نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي "

نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي - (ج 1 / ص 128)
والعجب فيمن يعذر معاوية في الخروج على علي رضي الله عنه ولا يعذر عبد الرحمن بن عديس البلوي في الخروج على عثمان رضي الله عنهما مع ان عبد الرحمن بن عديس افضل من معاوية فهو من اصحاب بيعة الرضوان الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة أما معاوية فلم يكن أسلم يومئذ ولا عمرو بن العاص ولا كل أهل الشام الذين حاربوا عليا بصفين، فابن عديس خير منهم جميعا ومع هذا تجد المؤرخين يتهمون ابن عديس - تبعا لسيف بن عمر - بانه من السبئية سبحان الله ؟




3- عبد الله بن بديل بن ورقاء

ذكره ابن حجر في الصحابة وقد ورد دخوله على عثمان في عدة روايات

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 105)
عبد الله بن بديل: بن ورقاء الخزاعي تقدم ذكر أبيه ونسبه.
قال الطبري وغيره: أسلم يوم الفتح مع أبيه وشهد حنينا والطائف وتبوك.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 296)
المدائني عن أبي هلال عن ابن سيرين قال: جاء ابن بديل إلى عثمان، وكان بينهما شحناء، ومعه السيف وهو يقول: لأقتلنه، فقالت له جارية عثمان: لأنت أهون على الله من ذاك، فدخل على عثمان فضربه ضربةً لا أدري ما أخذت منه.

التاريخ الصغير - (ج 1 / ص 109)
حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا حصين بن نمير ثنا جبير حدثني جهيم الفهري قال أنا شاهد الامر كله قال عثمان ليقم أهل كل مصر كرهوا صاحبهم حتى أعزله عنهم وأستعمل الذين يحبون فقال أهل البصرة رضينا بعبد الله بن عامر فأقره وقال أهل الكوفة اعزل عنا سعيد بن العاص واستعمل أبا موسى ففعل وقال أهل الشام قد رضينا بمعاوية فأقره وقال أهل مصر اعزل عنا بن أبي سرح واستعمل علينا عمرو بن العاص ففعل فدخل علينا أبو عمرو بن بديل الخزاعي والبجوي أو التنوخي فطعنه أبو عمرو في ودجه وعلاه الآخر بالسيف فقتلاه فأخذهم معاوية فضرب أعناقهم

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 472)
عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي، كنيته أبو عمرو. روى البخاري في " تاريخه " أنه ممن دخل على عثمان، فطعن عثمان في ودجه، وعلا التنوخي عثمان بالسيف، فأخذهم معاوية فقتلهم.

المعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 57)
حدثنا الفضل بن الحباب أبو خليفة ، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، حدثنا حزم ، عن أبي الأسود ، قال : سمعت طليق بن خشاف ، يقول : وفدنا إلى المدينة لننظر فيم قتل عثمان ، فلما قدمنا مر منا بعض إلى علي ، وبعض إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وبعض إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، فانطلقت حتى أتيت عائشة فسلمت عليها فردت السلام ، فقالت : ومن الرجل ؟ ، قلت : من أهل البصرة ، فقالت : من أي أهل البصرة ؟ ، قلت : من بكر بن وائل ، قالت : من أي بكر بن وائل ؟ ، قلت : من بني قيس بن ثعلبة ، قالت : أمن أهل فلان ؟ ، فقلت لها : يا أم المؤمنين ، فيم قتل عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه ؟ ، قالت : قتل والله مظلوما ، لعن الله قتلته ، أقاد الله ابن أبي بكر به ، وساق الله إلى أعين بني تميم هوانا في بيته ، وأهراق الله دماء بني بديل على ضلالة ، وساق الله إلى الأشتر سهما من سهامه ، فوالله ما من القوم رجل إلا أصابته دعوتها.

وهذا مستفيض عن حزم

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 298)
وحدثنا أحمد بن إبراهيم عن أبي داود عن حزم القطعي عن أبي الأسود عن طلق بن خشاف قال: قدمت المدينة بعد مقتل عثمان فسألت عائشة عن قتله فقالت: لعن الله قتلته فقد قتل مظلوما، أقاد الله من أبي بكر وأهدى إلى الأشتر سهما من سهامه وهراق دم ابني بديل، فوالله ما من القوم أحد إلا أصابته دعوتها.

التاريخ الصغير - (ج 1 / ص 121)
حدثنا موسى ثنا حزم قال سمعت مسلم بن مخراق أبا سوادة قال سمعت طلق بن خشاف قال أتيت عائشة قلت فيم قتل أمير المؤمنين قالت قتل مظلوما لعن الله قتلته أباد الله بن أبي بكر وساق إلى أعين بنى تميم هوانا وأهراق دم ابني بديل على ضلالة وساق الله إلى الاشتر كذا قال طلق لا والله إن بقى من القوم رجل إلا أصابته دعوتها أخذ بن أبي بكر فأقيد ودخل على أعين بنى تميم رجل فقتله وخرج ابنا بديل في بعض تلك الفتن فقتلا وخرج الاشتر إلى الشام فأتى بشربة فقتلته

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1244)
حدثنا موسى بن إسماعيل قال، حدثنا حزم بن أبي حزم، عن مسلم بن مخراق، عن طلق بن خشاف قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ؟ قالت: قتل مظلوما، لعن الله قتلته، أقاد الله ابن أبي بكر به وأهرق دم ابني بديل على ضلالة، ورمى الاشتر بسهم من سهامه، وساق إلى أعين بني تميم هوانا في بيته، قال: فما منهم أحد إلا أصابته دعوتها.

وهذا إسناد قوي

نقول : أما ما حدث للقوم الذين ذكرتهم عائشة تصديقا لقولها فهو باطل فعبد الله بن بديل قتل مع الإمام علي فهو في عداد الشهداء لا الضلال

وعلى هذه نقيس البقية

ملاحظة : ذكرت عائشة اثنان من أبناء بديل فهو صحابيان اثنان



4- عمرو بن الحمق

صحبته لا شك فيها وذكر بعضهم أنه ممن شهد بدرا وحديثه عن النبي صلى الله عليه وآله في المسانيد والسنن

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 6 / ص 25)
عمرو بن الحمق ابن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو من خزاعة. صحب النبي، صلى الله عليه وسلم، ونزل الكوفة وشهد مع علي، رضي الله عنه، مشاهده. وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله، ثم قتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة.
أخبرنا محمد بن عمر عن عيسى بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: أول رأس حمل في الإسلام رأس عمرو بن الحمق.

تاريخ دمشق - (ج 45 / ص 495)
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابيهما وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنبأ أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس عمرو بن الحمق الخزاعي قدم مصر آخر أيام عثمان بن عفان روى عنه من أهل مصر عبد الله بن عامر المعافري يقال قتله عبد الله بن عثمان الثقفي سنة خمسين وكان عمرو بن الحمق أحد من ألب على عثمان بن عفان

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 363)
عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي، من خزاعة عند أكثرهم. ومنهم من ينسبه فيقول: هو عمرو بن الحمق، والحمق هو سعد بن كعب، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية. وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث، وسكن الشام، ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها. وروى عنه جبير بن نفير ورفاعة بن شداد وغيرهما. وكان ممن سار إلى عثمان. وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا ثم صار من شيعة علي رضي الله عنه، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، والنهروان، وصفين، وأعان حجر بن عدي، ثم هرب في زمن زياد إلى الموصل، ودخل غاراً فنهشته حية فقتلته، فبعث إلى الغار في طلبه، فوجد ميتاً، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إلى زياد فبعث به زياد إلى معاوية، وكان أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد. وكانت وفاة عمرو بن الحمق الخزاعي سنة خمسين. وقيل: بل قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم سنة خمسين.

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1232)
حدثنا علي، عن عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان قال: دخل عليه محمد بن أبي بكر بشريان كان معه فضربه في حشائه حتى وقعت في أوداجه فخر، وضرب كنانة بن بشر جبهته بعمود، وضربه أسودان بن حمران بالسيف، وقعد عمرو بن الحمق على صدره فطعنه تسع طعنات. وقال علمت أنه مات في الثالثة فطعنته ستا لما كان في قلبي عليه

البداية والنهاية - (ج 8 / ص 52)
وفيها كانت وفاة عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي، أسلم قبل الفتح، وهاجر، وقيل: إنه إنما أسلم عام حجة الوداع، وورد في حديث أن رسول الله دعا له أن يمتعه الله بشبابه، فبقي ثمانين سنة لا يرى في لحيته شعرة بيضاء، ومع هذا كان أحد الاربعة الذين دخلوا على عثمان، ثم صار بعد ذلك من شيعة علي، فشهد معه الجمل وصفين، وكان من جملة من أعان حجر بن عدي فطلبه زياد فهرب إلى الموصل، فبعث معاوية إلى نائبها فوجدوه قد اختفى في غار فنهشته حية فمات فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية، فطيف به في الشام وغيرها، فكان أول رأس طيف به.



5- نيار بن عياض الأسلمي

ذكره الطبري في الصحابة

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 491)
حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا عمرو بن حماد وعلي بن حسين، قالا: حدثنا حسين بن عيسى، عن أبيه، قال: لما مضت أيام التشريق أطافوا بدار عثمان رضي الله عنه، وأبى إلا الإقامة على أمره، وأرسل إلى حشمه وخاصته فجمعهم، فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له نيار بن عياض - وكان شيخا كبيرا - فنادى: يا عثمان؛ فأشرف عليه من أعلى داره؛ فناشده الله، وذكره الله لما اعتزلهم! فبينا هو يراجعه الكلام إذ رماه رجل من أصحاب عثمان فقتله بسهم، وزعموا أن الذي رماه كثير بن الصلت الكندي؛ فقالوا لعثمان عند ذلك: ادفع إلينا قاتل نيار بن عياض فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي؛ فلما رأوا ذلك ثاروا إلى بابه فأحرقوه؛ وخرج عليهم مروان بن الحكم من دار عثمان في عصابة، وخرج سعيد بن العاص في عصابة، وخرج المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة في عصابة؛ فاقتتلوا قتالا شديدا؛ وكان الذي حداهم على القتال أنه بلغهم أن مددا من أهل البصرة قد نزلوا صرارا - وهي من المدينة على ليلة - وأن أهل الشام قد توجهوا مقبلين، فقاتلوهم قتالا شديدا على باب الدار، فحمل المغيرة بن الأخنس الثقفي على القوم وهو يقول مرتجزا:
قد علمت جارية عطبول ... لها وشاح ولها حجول
أتى بنصل السيف خنشليل
فحمل عليه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وهو يقول:
إن تك بالسيف كما تقول ... فاثبت لقرن ماجد يصول
بمشرفي حده مصقول
فضربه عبد الله فقتله، وحمل رفاعة بن رافع الأنصاري ثم الزرقي على مروان بن الحكم، فضربه فصرعه، فنزل عنه وهو يرى أنه قتله؛ وجرح عبد الله بن الزبير جراحات، وانهزم القوم حتى لجئوا إلى القصر، فاعتصموا ببابه، فاقتتلوا عليه قتالا شديدا، فقتل في المعركة على الباب زياد بن نعيم الفهري في ناس من أصحاب عثمان، فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمرو ابن حزم الأنصاري باب داره وهو إلى جنب دار عثمان بن عفان، ثم نادى الناس فأقبلوا عليه من داره، فقاتلوهم في جوف الدار حتى انهزموا، وخلى لهم عن باب الدار؛ فخرجوا هرابا في طرق المدينة؛ وبقي عثمان في أناس من أهل بيته وأصحابه فقتلوا معه؛ وقتل عثمان رضي الله عنه.

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 3 / ص 206)
نيار بن عياض الأسلمي.
ذكره الطبري وقال: كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ممن كلم عثمان في حصره وناشده الله وقتله بعض أتباع عثمان قالوا: وهذا أول مقتول في ذلك الوقت.
قلت: وقد ذكر ذلك بن الكلبي في قصة الشورى فذكر قصة الحصار قال: فقام نيار بن عياض بن أسلم وكان شيخاً كبيراً فنادى عثمان فأشرف عليه فبينما هو كذلك إذ رماه رجل بسهم فنادى الناس: أقدنا بنيار... فذكر القصة.

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1192)
حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن مولى سهل ابن يسار، عن أبيه قال: أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه يوما فقال: ما تريدون ؟ قالوا: نقتلك أو نعزلك. قال: أفلا نبعث إلى الآفاق فنأخذ من كل بلد نفرا من خيارهم فنحكمهم فيما بيني وبينكم، فإن كنت منعتكم حقا أعطيتكموه، ثم قال: أفيكم جبلة بن عمرو الساعدي ؟ قال: نعم. قال: ما مظلمتك التي تطلبني بها ؟ قال: ضربتني أربعين سوطا. قال: أفلم آتك في بيتك فعرضت عليك أن تستقيد فأبيت ذلك ؟ قال: بلى. قال: فأنت الآن تريد أعظم منها، تطلب دمي. قال: فهاب الناس وأمسكوا حتى رمى يزيد أو أبو حفصة غلام مروان رجلا من أسلم بسهم فقتله، فاستأذنوا على عثمان رضي الله عنه فأذن لهم. فأدخلوا الاسلمي مقتولا فقالوا: زعمت أنك لا تقاتل وهذا صاحبنا مقتولا قتله رجل من أصحابك، فأقدنا. قال: ما لكم قود قبله، رجل دفع عن نفسه أن تقتلوه، ولم آمره بقتال. وقال: زعمتم أنه ليس عليكم طاعة، ولا أنا لكم بإمام فيما تقولون، وإنما القود إلى الامام.

نقول : والعجب أنهم أحييوه وجعلوه ممن دخل على عثمان !!

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1308)
حدثنا علي بن محمد، عن عوانة، عمن حدثه، عن الشعبي قال: أول من رمى عثمان رضي الله عنه نيار بن عياض الاسلمي، وجأه بمشاقص كانت تعتلي وجهه .
حدثنا علي بن محمد، عن أبي زكريا العجلاني بمثله.

6- رفاعة بن رافع الأنصاري

صحابي تقدم ذكره في رواية الطبري السابقة

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 106)
رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق، يكنى أبا رفاعة وأبا مالك، وكان نقيبا. لم يشهد بدرا، واستشهد يوم أحد، وكان أول من أسلم من الأنصار، وكان ابنه رفاعة من أشد الناس على عثمان، ومات رفاعة في أيام معاوية. ويكنى أبا معاذ.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 288)
قال أبو مخنف في روايته: إن زيد بن ثابت الأنصاري قال: يا معشر الأنصار إنكم نصرتم الله ونبيه فانصروا خليفته، فأجابه قوم منهم فقال سهل بن حنيف: يا زيد أشبعك عثمان من عضدان المدينة - والعضيدة نخلة قصيرة ينال حملها - فقال زيد: لا تقتلوا الشيخ ودعوه حتى يموت فما أقرب أجله، فقال الحجاج بن غزية الأنصاري أحد بني النجار: والله لو لم يبق من عمره إلا مابين الظهر والعصر لتقربنا بدمه. وجاء رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري ثم الزرقي بنار في حطب فأشعلها في أحد البابين فاحترق وسقط وفتح الناس الباب الآخر واقتحموا الدار. وقال عدي بن حاتم الطائي: أيها الناس اقتلوه فإنه لا تحبق فيه عناق. وتهيأ مروان وعدة معه للقتال فنهاهم عثمان فلم يقبلوا منه وحملوا على من دخل الدار فأخرجوهم، ورمي عثمان بالحجارة من دار بني حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري ونادوا: لسنا نرميك الله يرميك [فقال]: لو رماني الله بم يخطئني. وشد المغيرة بن الأخنس بالسيف وهو يقول:
قد علمت جارية عطبول ... لها وشاح ولها جديل
أني بمن حاربت ذو تنكيل
فشد عليه رفاعة بن رافع وهو يقول:
قد علمت خود سحوب للذيل ... ترخي قرونا مثل أذناب الخيل
أن لقرني في الوغى مني الويل
فضربه على رأسه بالسيف فقتله - ويقال بل قتله رجل من عرض الناس - وقاتل يومئذ عبد الله بن الزبير حتى جرح جراحات، وخرج مروان بن الحكم وهو يقول:
قد علمت ذات القرون الميل ... والكف والأنامل الطفول
أني أروع أول الرعيل
ثم ضرب عن يمينه وشماله، فحمل عليه الحجاج بن غزية وهو يقول:
قد علمت بيضاء حسناء الطلل ... واضحة الليتين قعساء الكفل
أني غداة الروع مقدام بطل



7- الموت الأسود

وعندما أعيتهم الحيلة ووجدوا أن الشمس لا يغطيها المنخل حاولوا اختراع شخصيات وهمية كمحاولة أخيرة ليصرفوا التهمة عن الصحابة الذين شاركوا في قتله

تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 415)
قال أبو معتمر فحدثنا الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته قال فقال له قد أخذت منا مأخذا وقعدت مني مقعدا ما كان أبو بكر ليقعده أو ليأخذه قال فخرج وتركه قال ودخل عليه رجل يقال له الموت الاسود قال فخنقه ثم خفقه قال ثم خرج فقال والله ما رأيت شيئا قط ألين من حلقه والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه تتردد في جسده كنفس الجان قال فخرج قال في حديث أبي سعيد دخل على عثمان رجل فقال بيني وبينك كتاب الله قال والمصحف بين يديه قال فيهوى له بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فقال لا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها قال فقال أما والله أنها لاول كف حطت المفصل

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1285)
حدثنا عثمان بن عبد الوهاب قال، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال له إن عثمان رضي الله عنه فتح الباب وأخذ المصحف فوضعه بين يديه.
قال معتمر: قال أبي: فحدثنا الحسن: أن محمد ابن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته. فقال عثمان رضي الله عنه: لقد أخذت مني مأخذا - أو قعدت مني مقعدا - ما كان أبو بكر ليقعده - أو قال ليأخذه - قال: فخرج وتركه. قال أبي في حديث أبي سعيد قال: ودخل عليه فقال بيني وبينك كتاب الله. قال: فخرج وتركه. ودخل عليه رجل يقال له: الموت الاسود، فخنقه وخنقه، ثم خرج فقال: والله ما رأيت شيئا قط هو ألين من حلقه، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان يتردد في جسده، قال: ثم دخل عليه آخر فقال: بيني وبينك كتاب الله. قال: والمصحف بين يديه، فيهوى له بالسيف فأقصاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها، فقال: أما والله إنها لاول كف خطت المفصل.

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 130)
وفي حديث المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: دخل عليه رجل من بني سدوس يقال له الموت الأسود فخنقه وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله ما رأيت شيئا ألين من خناقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده.

نقول : ومن المضحك أن بعضهم قد جعل الموت الأسود اسما مستعارا لعبد الله بن سبأ

فقاتل الله قوما جعلوا الكذب ديدنا لهم لينقذوا دينهم المتهالك

8- الحمار

واستمروا في الكذب فاخترعوا هذا " الحمار " حتى يقنعوا الناس بأن قتلة عثمان من "حمير " التابعين

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 130)
حدثنا أبو داود قال: نا محمد بن طلحة قال: نا كنانة مولى صفية قال: شهدت مقتل عثمان.
قال: قلت: من قتله ؟ قال: رجل من أهل مصر يقال له حمار.

تاريخ دمشق - (ج 39 / ص 408)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة نا أبو داود نا محمد بن طلحة نا كنانة مولى صفية قال شهدت مقتل عثمان قلت من قتله قال رجل من أهل مصر يقال له حمار

تاريخ الخلفاء - (ج 1 / ص 66)
وأخرج ابن عساكر عن كنانة مولى صفية وغيره قالوا: قتل عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر يقال له: حمار.


نقول : ألم يجد هذا الكذاب إلا الحمار الأزرق الأشقر ليجعله من قتلة عثمان ؟

ولعل أحدهم يأتينا ليقول بأن هذا الحمار ما هو إلا عبد الله بن سبأ أيضا
biggrin.gif





9- حكيم بن جبلة

أحد العباد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأثبت الزركلي صحبته

الأعلام للزركلي - (ج 2 / ص 269)
حكيم بن جبلة (000 - 36 ه = 000 - 656 م) حكيم بن جبلة العبدي، من بني عبد القيس: صحابي، كان شريفا مطاعا، من أشجع الناس.
ولاه عثمان إمرة السند، ولم يستطع دخولها فعاد إلى البصرة.
واشترك في الفتنة أيام عثمان.

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 108)
حكيم بن جبلة العبدي
حكيم ويقال حكيم بن جبلة وهو الأكثر ويقال ابن جبل وابن جبلة العبدي من عبد القيس أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لا أعلم له من رواية ولا خبراً يدل على سماعه منه ولا رؤية له وكان رجلاً صالحاً له دين مطاعاً في قومه وهو الذي بعثه عثمان إلى السند فنزلها ثم قدم على عثمان فسأله عنها فقال ماؤها وشل ولصها بطل وسهلها جبل إن كثر الجند بها جاعوا وإن قلوا بها ضاعوا فلم يوجه عثمان إليها أحداً حتى قتل.
ثم كان حكيم بن جبله هذا ممن يعيب عثمان من أجل عبد الله ابن عامر وغيره من عماله.
ولما قدم الزبير وطلحة وعائشة البصرة وعليها عثمان بن حنيف والياً لعلي رضي الله عنه بعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة العبد في سبعمائة من عبد القيس وبكر بن وائل فلقي طلحة والزبير بالزابوقة قرب البصرة فقاتلهم قتالاً شديداً فقتل رحمه الله قتله رجل من بني حدان.

الوافي بالوفيات - (ج 4 / ص 311)
حكيِّم بن جبلة العبدي كان متديناً عابداً. وتوفي سنة ست وثلاثين للهجرة.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1147)
حدثنا علي، عن عامر بن حفص، عن أشياخه: أن نفرا من أهل البصرة خرجوا إلى عثمان رضي الله عنه عليهم حكيم بن جبلة، وفيهم سدوس بن عبس، ورجل من بني ضبيعة يقال له مالك

ثقات ابن حبان - (ج 2 / ص 260)
وخرج من البصرة حكيم بن جبلة العبدي في مائة رجل حتى قدموا المدينة يريدون خلع عثمان وحوصر عثمان قبل هلال ذي القعدة بليلة وضيق عليه المصريون والبصريون وأهل الكوفة بكل حيلة ولم يدعوه يخرج ولا يدخل إليه أحد

تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 457)
حكيم بن جبلة العبدي كان متديناً عابداً شريفاً مطاعاً، بعثه عثمان على السند، ثم إنه ظن أن أهلها نقضوا فقدم منها، فسأله عثمان عنها، فقال: ماؤها وشل، ولصها بطل، وسهلها جبل، إن أثر الجند بها جاعوا، وإن قلوا بها ضاعوا. فلم يوجه عثمان عليها أحد بعده.
ثم إنه نزل البصرة. وقد ذكرنا أنه أحد من سار إلى الفتنة، ثم قتل في فتنة الجمل، سامحه الله. قيل إنه لم يزل يقاتل حتى قطعت رجله، فأخذها وضرب بها الذي قطعها فقتله بها، ثم أخذ يقاتل ويقول:
يا ساق لن تراعي ... إن معي ذراعي
أحمي بها كراعي
حتى نزفه الدم، فاتكأ على المقتول الذي قطع رجله، فمر به رجل، فقال له: من قطع رجلك - قال: وسادتي، فما رؤي أشجع منه، ثم قتله سحيم الحداني.

تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1146)
حدثنا علي، عن سلمة بن محراب، عن عوف الاعرابي، قال: قدم عبد الله بن عامر من المدينة حين رد عثمان رضي الله عنه عماله إلى أمصارهم، فكان لين الجناح مترددا، مر برجل يحرش بين الاشراف، فأجرى الخيل، فسبقه حكيم بن جبلة، فغضب فأخذ خيلا كانت له بفارس، فغضب حكيم فجعل يعيب عثمان. ورزق ابن عامر الناس طعاما أصابته السماء فتغير، فحمله قوم إلى عثمان وشكوا ابن عامر، فلم يعرض له، فتغير الناس لعثمان رضي عنه: وقالوا: عزل أبا موسى وولى ابن عامر

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 124)
قال أبو الحسن: قدم أهل مصر عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وأهل البصرة عليهم حكيم بن جبلة العبدي، وأهل الكوفة فيهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي، المدينة في أمر عثمان، فكان مقدم المصريين ليلة الأربعاء هلال ذي القعدة.

نقول : وقد ورد مدح الإمام علي عليه السلام لحكيم في عدة مصادر نذكر منها

العقد الفريد - (ج 1 / ص 394)
وبنو غنم بن وديعة بن لكيز - منهم: حكيم بن جبلة، صاحب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وفيه يقول:
دعا حكيم دعوة سميعه ... نال بها المنزلة الرفيعه

أنساب الأشراف - (ج 1 / ص 308)
فخرج علي من المدينة في سبعمائة من الأنصار وورد الربذة، فقدم عليه المثنى بن محربة العبدي؛ فأخبره بأمر طلحة والزبير وبقتل حكيم بن جبلة العبدي فيمن قتل من عبد القيس وغيرهم من ربيعة، فقال علي عليه السلام:
يا لهف أُمّاه على الربيعة ... ربيعة السامعة المطيعة
قد سبقتني بهم الوقيعة ... دعا حكيم دعوة سميعة
نال بها المنزلة الرفيعة



10- كنانة بن بشر

ممن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتفقوا أنه أحد المباشرين لقتله

الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 3 / ص 19)
كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة بن حارثة بن تجيب التجيبي قال بن يونس شهد فتح مصر وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين وكان ممن قتل عثمان وانما ذكرته لان الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لان له ادراكا وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة وقتيرة في نسبه بقاف ومثناة بوزن عظيمة وتجيب بضم أوله وإلى كنانة أشار الوليد بن عقبة بقوله في مرثية عثمان إلا أن خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الذي جاء من مصر

المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 367)
أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني ، ثنا عبد الله بن روح المدايني ، ثنا شبابة بن سوار ، ثنا محمد بن طلحة ، ثنا كنانة العدوي قال : « كنت فيمن حاصر عثمان » ، قال : قلت : محمد بن أبي بكر قتله ؟ قال : « لا ، قتله جبلة بن الأيهم رجل من أهل مصر ، قال : وقيل : قتله كبيرة السكوني ، فقتل في الوقت ، وقيل : قتله كنانة بن بشر التجيبي ، ولعلهم اشتركوا في قتله لعنهم الله » ، وقال الوليد بن عقبة : ألا إن خير الناس بعد نبيهم قتيل التجيبي الذي جاء من مصر « يعني بالتجيبي قاتل عثمان رضي الله عنه »

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 296)
وقال الكلبي: ضرب كنانة بن بشر التجيبي عثمان بعمود ضربة على مقدم رأسه وجبينه

تاريخ دمشق - (ج 50 / ص 258)
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس كنانة بن بشر بن سلمان التجيبي ثم الأيدعاني شهد فتح مصر قتل بفلسطين سنة ست وثلاثين وكان ممن أخرجه معاوية من مصر في الرهن وكان أحد قتلة عثمان بن عفان

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 278)
حدثنا علي، عن عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان قال: دخل عليه محمد بن أبي بكر بشريان كان معه فضربه في حشائه حتى وقعت في أوداجه فخر، وضرب كنانة بن بشر جبهته بعمود، وضربه أسودان بن حمران بالسيف، وقعد عمرو بن الحمق على صدره فطعنه تسع طعنات. وقال، علمت أنه مات في الثالثة فطعنته ستا لما كان في قلبي عليه.

البداية والنهاية - (ج 7 / ص 211)
وقال الواقدي: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث قال: الذي قتل عثمان كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي.


نقول : وفي خبر مقتله دلالة على شجاعته ودينه

تاريخ الرسل والملوك - (ج 3 / ص 127)
قال: أقبل عمرو بن العاص حتى قصد مصر، فقام محمد بن أبي بكر في الناس، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله، ثم قال: أما بعد معاشر المسلمين والمؤمنين، فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الحرمة، وينعشون الضلال، ويشبون نار الفتنة، ويتسلطون بالجبرية، قد نصبوا لكم العداوة، وساروا إليكم بالجنود. عباد الله! فمن أراد الجنة والمغفرة فليخرج إلى هؤلاء القوم فليجاهدهم في الله؛ انتدبوا إلى هؤلاء القوم رحمكم الله مع كنانة ابن بشر.
قال: فانتدب معه نحو من ألفي رجل، وخرج محمد في ألفي رجل، واستقبل عمرو بن العاص كنانة وهو على مقدمة محمد، فأقبل عمرو نحو كنانة، فلما دنا من كنانة سرح الكتائب كتيبة بعد كتيبة، فجعل كنانة لا تأتيه كتيبة من كتائب أهل الشام إلا شد عليها بمن معه، فيضربها حتى يقربها لعمرو بن العاص. ففعل ذلك مرارا؛ فلما رأى ذلك عمرو بعث إلى معاوية بن حديج السكوني، فأتاه في مثل الدهم، فأحاط بكنانة وأصحابه، واجتمع أهل الشأم عليهم من كل جانب، فلما رأى ذلك كنانة بن بشر نزل عن فرسه، ونزل أصحابه وكنانة يقول: " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين " . فضاربهم بسيفه حتى استشهد رحمة الله.



11- فروة بن عمرو

بدري عقبي أعان على قتل عثمان

الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 389)
فروة بن عمرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة البياضي الأنصاري. شهد العقبة وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة العامري. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . قاله مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياضي، ولم يسمه في الموطأ. وكان ابن وضاح وابن مزين يقولان: إنما سكت مالك عن اسمه لأنه كان ممن أعان على قتل عثمان رضي الله عنه.

نقول : وقد رد قولهما ابن عبد البر ولكن المثبت مقدم على النافي




الكتاب المشبوه

لم تكن غاية الثائرين على عثمان تتعدى بضع مطالب منها عزل عثمان لولاته الفاسقين أو تأديبهم ولكن ما جعل الأمر يزداد سوء كان ذلك الكتاب الذي تم إرساله إلى ابن أبي سرح والذي يتضمن الأمر بقتل الثوار حين عودتهم إلى مصر

وقد حاول بعض المدافعين عن عثمان تكذيب قصة الكتاب لتضمنها مثالبه المخزية وأنى لهم ذلك وقد جاء الخبر من رواية الثقات بأسانيد مستفيضة نوردها فيما يلي

تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 400)
حدثني جعفر بن عبدالله المحمدي قال حدثنا عمرو عن محمد بن إسحاق ابن يسار المدني عن عمه عبدالرحمن بن يسار أنه قال لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما بالآفاق منهم وكانوا قد تفرقوا في الثغور انكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزوجل تطلبون دين محمد صلى الله عليه وسلم فإن دين محمد قد أفسد من خلفكم وترك فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه وكتب عثمان إلى عبدالله بن سعد بن أبي سرح عامله على مصر حين تراجع الناس عنه وزعم أنه تائب بكتاب في الذين شخصوا من مصر وكانوا أشد أهل الامصار عليه أما بعد فانظر فلانا وفلانا فاضرب أعناقهم إذا قدموا عليك فانظر فلانا وفلانا فعاقبهم بكذا وكذا منهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم قوم من التابعين فكان رسوله في ذلك أبو الأعور بن سفيان السلمي حمله عثمان على جمل له ثم أمره أن يقبل حتى يدخل مصر قبل أن يدخلها القوم فلحقهم أبو الأعور ببعض الطريق فسألوه أين يريد قال أريد مصر ومعه رجل من أهل الشأم من خولان فلما رأوه على جمل عثمان قالوا له هل معك كتاب قال لا قالوا فيم أرسلت قال لا علم لي قالوا ليس معك كتاب ولا علم لك بما أرسلت إن أمرك لمريب ففتشوه فوجدوا معه كتابا في إداوة يابسة فنظروا في الكتاب فإذا فيه قتل بعضهم وعقوبة بعضهم في أنفسهم وأموالهم فلما رأوا ذلك رجعوا إلى المدينة فبلغ الناس رجوعهم والذي كان من أمرهم فتراجعوا من الآفاق كلها وثار أهل المدينة

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 222)
حدثنا عمرو بن الحباب قال، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن جده قال: لما كان من أمر عثمان رضي الله عنه ما كان، قدم قومٌ من مصر معهم صحيفة صغيرةُ الطَّيِّ، فأتوا علياً رضي اللّه عنه فقالوا: إن هذا الرجل قد غيّر وبدّل ولم يَسِرْ مسيرة صاحبَيْه، وكتب هذا الكتاب إلى عامله بمصر: أن خُذْ مال فلان، واقتُل فلاناً، وسيِّر فلاناً، فأخذ عليٌّ الصحيفة فأدخلها على عثمان فقال: أتعرف هذا الكتاب فقال: إني لأعرف الخاتم، فقال: اكْسِرْها فكَسرها. فلما قَرأها قال: لَعَنَ اللّه مَن كتبهُ ومَن أملاه. فقال له علي رضي اللّه عنه: أتتهِمُ أحداً من أهلِ بيتِكَ. قال: نعم. قال: مَن تتهِم قال: أنتَ أوّلُ من أتهِم، قال: فغضب علي رضي الله عنه فقام وقال: والله لا أُعينك ولا أُعين عليك حتى ألتقي أنا وأنت عند ربّ العالمين.

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 689)
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عفان قال حدثنا أبو محصن أخو حماد بن نمير رجل من أهل واسط ، قال : حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهم رجل من بني فهر ، قال : أنا شاهد هذا الامر ، قال : جاء سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان إن أتينا ، فإنا نريد أن نذكر لك أشياء أحدثتها أو أشياء فعلتها ، قال : فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم ، فإني مشتغل وميعادكم يوم كذا وكذا حتى أشرن ، قال أبو محصن : أشرن : أستعد لخصومتكم ، قال : فانصرف سعد وأبي عمار أن ينصرف ، قالها أبو محصن مرتين ، قال : فتناوله رسول عثمان فضربه ، قال : فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان ما تنقمون مني ؟ قالوا : ننقم عليك ضربك عمارا ، قال : قال عثمان : جاء عثمان : جاء سعد وعمار فأرسلت إليهما ، فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف ، فتناوله رسول من غير أمري ، فو الله ما أمرت ولا رضيت ، فهذه يدي لعمار فيصطبر ، قال أبو محصن : يعني : يقتص ، قالوا : ننقم عليك إنك جعلت الحروف حرفا واحدا ، قال : جاءني حذيفة فقال : ما كنت صانعا إذا قيل : قراءة فلان وقراءة فلان وقراءة فلان ، كما اختلف أهل الكتاب ، فأن يك صوابا فمن الله ، وإن يك خطأ فمن حذيفة ، قالوا : ننقم عليك إنك حميت الحمى ، قال : جاءتني قريش فقالت : إنه ليس من العرب قوم إلا لهم حمى يرعون فيه غيرها ، فقلت ذلك لهم ، فإن رضيتم فأقروا ، وإن كرهتم فغيروا ، أو قال لا تقروا - شك أبو محصن ، قالوا : وتنقم عليك أنك استعملت السفهاء أقاربك [ قال ] فليقم أهل كل مصر يسألوني صاحبهم الذي يحبونه فأستعمله عليهم وأعزل عنهم الذي يكرهون ، قال : فقال أهل البصرة : رضينا بعبد الله بن عامر ، فأقره علينا ، وقال أهل الكوفة : أعزل سعيدا ، وقال الوليد - شك أبو محصن : استعمل علينا أبا موسى ففعل ، قال : وقال أهل الشام : قد رضينا بمعاوية فأقره علينا ، وقال أهل مصر : اعزل عنا ابن أبي سرح ، واستعمل علينا عمرو بن العاص ، ففعل ، قال : فما جاءوا بشئ إلا خرج منه قال : فانصرفوا راضين ، فبينما بعضهم في بعض الطريق إذ مر بهم راكب فاتهموه ففتشوه فأصابوا معه كتابا في أداوة إلى عاملهم أن خذ فلانا وفلانا فاضرب أعناقهم ، قال : فرجعوا فبدأوا بعلي فجاء معهم إلى عثمان ، فقالوا : هذا كتابك وهذا خاتمك ، فقال عثمان : والله ما كتبت ولا علمت ولا أمرت ، قال : فما تظن ؟ قال أبو محصن : تتهم ، قال : أظن كاتبي غدر وأظنك به يا علي ، قال : فقال له علي : ولم تظنني بذاك ؟ قال : لانك مطاع عند القوم ، قال : ثم لم تردهم عني ، قال : فأبى القوم وألحوا عليه حتى حصروه ، قال : فأشرف عليهم وقال : بم تستحلون دمي ؟ فو الله ما حل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : مرتد عن الاسلام أو ثيب زان أو قاتل نفس ، فو الله ما علمت شيئا منهن منذ أسلمت ، قال : فألح القوم عليه ، قال : وناشد عثمان الناس أن لا تراق فيه محجمة من دم ، فلقد رأيت ابن الزبير يخرج عليهم في كتيبة حتى يهزمهم ، لو شاءوا أن يقتلوا منهم لقتلوا ، قال : ورأيت سعيد بن الاسود البختري وإنه ليضرب رجلا بعرض السيف لو شاء أن يقتله لقتله ، ولكن عثمان عزم على الناس فأمسكوا ، قال : فدخل عليه أبو عمرو بن بديل الخزاعي التجيبي ، قال فطعنه أحدهما بمشقص في أوداجه وعلاه الآخر بالسيف فقتلوه ، ثم انطلقوا هرابا يسيرون بالليل ويكمنون بالنهار حتى أتوا بلدا بين مصر والشام ، قال فمكنوا في غار ، قال : فجاء نبطي من تلك البلاد معه حمار ، قال : فدخل ذباب في منخر الحمار ، قال : فنفر حتى دخل عليهم الغار ، وطلبه صاحبه فرآهم : فانطلق إلى عامل معاوية ، قال : فأخبره بهم ، قال : فأخذهم معاوية فضرب أعناقهم.

وهذا إسناد قوي إلى جهم

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 222)
حدثنا علي بن محمد، عن الوقاص، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه قال: رجع أهل مصر إلى المدينة قبل أن يصلوا إلى بلادهم، فنزلوا ذا المرْوة في آخر شوال، وبعثوا إلى علي رضي الله عنه: إن عثمان رضي الله عنه كان أعْتبنا، ثم كتبَ يأمْر بقتلنا وبعثوا بالكتاب إلى علي رضي الله عنه، فدخل علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه بالكتاب فقال: ما هذا يا عثمان. فقال: الخطّ خط كاتبي، والخاتَم خاتَمي، ولا واللّه ما أمرت ولا علمت. قال: فمن تتهم قال: أتَّهِمك وكاتبي. فغضب علي رضي الله عنه وقال: والله لا أرُدُّ عنك أحداً أبداً.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 233)
حدثنا علي بن محمد، عن أبي مخنف، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبيه قال: دخل علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه بالذي وجده أهل مصر مع غلامه، فحلف عثمان رضي الله عنه ما كتبه، فقال له علي رضي الله عنه: فمن تتهم قال: أتهمك وكاتبي، فغضب علي رضي الله عنه وخرج وقال: والله لئن لم يكن كتبه أو كتب على لسانه ما له عذر في تضييع أمر الأمة، ولئن كان كتبه لقد أحل نفسه ولا أرد عنه وقد اتهمني، فاعتزل واعتزل ناس كثير.

أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 283)
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن داود العطار عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن عثمان وجه إلى المصريين لما أقبلوا يريدونه محمد بن مسلمة في خمسين من الأنصار أنا فيهم فأعطاهم الرضى وانصرفوا، فلما كانوا ببعض الطريق رأوا جملاً عليه ميسم الصدقة فأخذوه، فإذا غلامٌ لعثمان، ففتشوه فإذا معه قصبة من رصاص في جوف إداوة فيها كتابٌ إلى عامل مصر أن افعل بفلان كذا وبفلان كذا، فرجع القوم إلى المدينة، فأرسل إليهم عثمان محمد بن مسلمة فلم يرجعوا وحصروه.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 227)
حدثنا حدثنا حيان بن بشر قال، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن المغيرة قال: لما رجع أهل مصر عن عثمان رضي الله عنه رأوا راكبا يعارض الطريق فارتابوا، فأخذوه ففتشوه فلم يجدوا شيئا، فقال رجل منهم: لعل حاجتكم في الشنة، فنظروا فإذا كتاب إلى ابن أبي سرح فيه: إذا قدم عليك فلان وفلان فاضرب أعناقهم. فرجعوا فقالوا: هذا خاتمك على هذا الكتاب، أفهذا من التوبة؟ قال: ما كتبته ولا أمرت به، وحلف. قالوا: خاتمك عليه!! قال: خاتمي مع فلان مروان أو حمران قالوا: فإنا نتهمك فاخرج عن الولايه حتى نولي غيرك. قال: أما المال فولوه من شئتم، وأما الصلاة فما كنت لأخلع سربالا ألبسنيه الله. قالوا: لا يستقيم أن يكون رجل على الصلاة وآخر على المال، فحصروه حتى قتلوه.

وهذا إسناد قوي مرسل

فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - (ج 2 / ص 247)
حدثنا عبد الله : قثنا عبيد الله بن معاذ أبو عمرو العنبري ، قثنا المعتمر قال : قال أبي : نا أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال : سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا ، قال : فاستقبلهم ، قال : وكان في قرية له خارجا من المدينة ، أو كما قال ، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه ، أراه قال : وكره أن يقدموا عليه المدينة أو نحوا من ذلك ، قال : فأتوه فقالوا : ادع لنا بالمصحف ، فدعا بالمصحف ، فقالوا له : افتح السابعة ، قال : وكانوا يسمون سورة يونس السابعة ، قال : فقرأها حتى أتى على آخر هذه الآية ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) ، قال : قالوا له : قف ، قال : قالوا له : أرأيت ما حميت من الحمى ، آلله أذن لك أم على الله تفتري ؟ قال : فقال : أمضه ، نزلت في كذا وكذا ، قال : وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة ، فزدت في الحمى لما زاد من إبل الصدقة ، أمضه ، قال : فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول : أمضه نزلت في كذا وكذا ، قال : والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك ، قال : يقول أبو نضرة : يقول لي ذاك أبو سعيد ، قال أبو نضرة : وأنا في سنك يومئذ ، قال : ولم يخرج وجهي يومئذ ، لا أدري لعله قد قال مرة أخرى : وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة ، قال : وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا المسلمين ، ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم ، أو كما أخذوا عليه ، قال : فقال لهم : وما تريدون ؟ قالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء ، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه ، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد ، قال : فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين ، قال : فقام فخطب قال : ألا إن من كان له زرع فليلحق بزرعه ، ومن كان له ضرع فليلحق به ، ألا إنه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فغضب الناس وقالوا : مكر بني أمية ، قال : ثم رجع الوفد المصريون راضين ، فبينا هم بالطريق ، إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ، ثم يفارقهم ويسبهم ، قال : فقالوا له : ما لك ؟ إن لك لأمرا ، ما شأنك ؟ قال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، قال : ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم ، أو يقتلهم ، أو يقطع أيديهم وأرجلهم ، قال : فأقبلوا حتى قدموا المدينة ، قال : فأتوا عليا فقالوا : ألم تر أنه كتب فينا بكذا وكذا ؟ فمر معنا إليه ، قال : لا والله لا أقوم معكم ، قالوا : فلم كتبت إلينا ؟ قال : لا والله ما كتبت إليكم كتابا قط ، قال : فنظر بعضهم إلى بعض ، فقال بعضهم لبعض : ألهذا تقاتلون ، أو لهذا تغضبون ؟ قال : وانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية ، وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا : كتبت فينا بكذا وكذا ، فقال : إنما هما اثنتان ، أن تقيموا علي رجلين من المسلمين ، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت ، قال : وقال : قد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل ، وقد ينقش الخاتم على الخاتم . قال : حصروه في القصر ، قال : فأشرف عليهم ذات يوم فقال : السلام عليكم ، قال : فما أسمع أحد من الناس رد عليه ، إلا أن يرد رجل في نفسه ، قال : فقال : أنشدكم الله ، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي يستعذب بها ؟ قال : فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين ، قال : قيل : نعم ، قال : فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ؟ قال : وأنشدكم الله ، هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد ؟ قال : قيل : نعم ، قال : فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ؟ قال : وأنشدكم الله ، هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم - يذكر شيئا في شأنه ، وذكر أرى كتابه المفصل - قال : ففشا النهي ، قال : فجعل الناس يقولون : قال : مهلا عن أمير المؤمنين ، مهلا عن أمير المؤمنين ، قال : وفشا النهي ، قال : فقام الأشتر قال : فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر ؟ قال : فلعله قد مكر بي وبكم ، قال : فوطيه الناس حتى ألقى كذا وكذا ، قال : ثم أشرف عليهم مرة أخرى ، فوعظهم وذكرهم ، فلم تأخذ فيهم الموعظة ، قال : وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها ، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم ، أو كما قال ، قال : ورأى في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « أفطر عندنا الليلة » ، قال : ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه قال : فزعم الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته ، فقال عثمان : لقد أخذت مني مأخذا ، أو قعدت مني مقعدا ، ما كان أبو بكر ليقعده ، أو ليأخذه ، قال : فخرج وتركه ، قال : وقال في حديث أبي سعيد : ودخل عليه رجل ، فقال : بيني وبينك كتاب الله ، قال : فخرج وتركه ، قال : فدخل عليه آخر ، فقال : بيني وبينك كتاب الله ، قال : والمصحف بين يديه ، قال : فيهوي إليه بالسيف قال : فاتقاه بيده فقطعها ، فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها ، فقال : أما والله إنها لأول كف قد خطت المفصل ، قال : ودخل عليه رجل يقال له : الموت الأسود ، قال : فخنقه ، وخنقه ، قال : ثم خرج قبل أن يضرب السيف ، فقال : والله ما رأيت شيئا قط هو ألين من حلقه ، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان يتردد في جسده ، قال : وفي غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجوبي فأشعره مشقصا ، قال : فانتضح الدم على هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) ، قال : فإنها في المصحف ما حكت ، قال : وأخذت ابنة الفرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها فوضعته في حجرها وذاك قبل أن يقتل ، قال : فلما أشعر وقتل تفاجت عليه ، فقال بعضهم : قاتلها الله ما أعظم عجيزتها ، قالت : فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا .

وهذا إسناد قوي

البحر الزخار ـ مسند البزار - (ج 2 / ص 5)
حدثنا أحمد بن المقدام ، قال : نا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، مولى أبي أسيد ، قال : بلغ عثمان أن وفد أهل مصر ، قد أقبلوا فتلقاهم في قرية له خارجا من المدينة ، وكره أن يدخلوا عليه أو كما قال ، فلما علموا بمكانه أقبلوا إليه ، فقالوا : ادع لنا بالمصحف ، فدعى يعني : به فقال : افتح فقرأ حتى انتهى إلى هذه الآية : « ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) ، فقالوا : أحمى الله أذن لك به أم على الله تفتري ؟ فقال : امض ، نزلت في كذا وكذا ، وأما الحمى ، فإن عمر حمى الحمى لإبل الصدقة ، فلما وليت فعلت الذي فعل ، وما زدت على ما زاد ، قال : ولا أراه إلا قال : وأنا يومئذ ابن كذا سنة ، ثم قال : سألوه عن أشياء جعل يقول : امضه ، نزلت في كذا وكذا ، ثم سألوه عن أشياء عرفها لم يكن عنده فيها مخرج ، فقال : استغفر الله ، ثم قال : ما تريدون ؟ قالوا : نريد ألا يأخذ أهل المدينة العطاء ، فإن هذا المال للذي قاتل عليه ، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فرضي ورضوا ، قال : وأخذوا عليه ، قال : وأراه كتبوا عليه كتابا ، وأخذ عليهم ألا يشقوا عصى ، ولا يفارقوا جماعة قال : فرضي ورضوا وأقبلوا معه إلى المدينة ، فصعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : إني والله ما رأيت وفدا هم خير من هذا الوفد ، ألا من كان له زرع ، فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ، ألا إنه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فغضب الناس ، وقالوا : هذا مكر بني أمية ، ورجع الوفد راضين ، فلما كانوا ببعض الطريق إذا راكب يتعرض لهم ، ثم يفارقهم ، ثم يعود إليهم ويسبهم ، فأخذوه فقالوا له ما شأنك ؟ إن لك لشأنا ، فقال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، ففتشوه فإذا معه كتاب على لسان عثمان عليه خاتمه أن يصلبهم أو يضرب أعناقهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم ، قال : فرجعوا ، وقالوا : قد نقض العهد وأحل الله دمه ، فقدموا المدينة ، فأتوا عليا ، فقالوا : ألم تر عدو الله كتب فينا بكذا وكذا ، قم معنا إليه فقال : والله لا أقوم معكم ، قالوا : فلم كتبت إلينا ؟ قال : والله ما كتبت إليكم كتابا قط ، فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم : ألهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون وخرج علي ، فنزل قرية خارجا من المدينة ، فأتوا عثمان ، فقالوا : أكتبت فينا بكذا وكذا ؟ قال : إنما هما اثنتان أن تقيموا شاهدين أو يمين الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت ، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم ، قال : فحصروه فأشرف عليهم ذات يوم ، فقال : السلام عليكم ، قال : فما أسمع أحدا رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه ، فقال : أنشدكم بالله أعلمتم أني اشتريت بئر رومة من مالي أستعذب بها ، فجعلت رشائي كرشاء رجل من المسلمين ؟ قيل : نعم ، قال : فعلام تمنعوني أن أشرب من مائها حتى أضطر على ماء البحر ، قال : أنشدكم بالله أعلمتم أني اشتريت كذا وكذا من مالي فزدته في المسجد ؟ قالوا : نعم ، قال : فهل علمتم أحدا منع فيه الصلاة قبلي ، ثم ذكر أشياء ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأراه ذكر كتابته المفصل بيده ، قال : ففشى النهي وقيل مهلا عن أمير المؤمنين » . وهذا الحديث لا نعلمه رواه إلا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه

وهذا إسناد قوي أيضا

تاريخ خليفة - (ج 1 / ص 124)
حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: نا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأ حتى أتى هذه الآية: (قل الله أذن لكم أم على الله تفترون) فقالوا له: قف أ رأيت ما حميت من الحمى ؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري ؟ فقال: امضه نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر حماة قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد من إبل الصدقة، امضه. قال: فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول: امضه نزلت في كذا فما يريدون ؟ فأخذوا ميثاقه وكتبوا عليه ستا، وأخذ عليهم ألا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق إذا ركاب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم قالوا: مالك ؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم. فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليا فقالوا: أ لم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا ؟ وإن الله قد أحل دمه فقم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم قالوا: فلم كتبت إلينا ؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابا، فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة. فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا. قال: [ 92 و ] إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يمين بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمللت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: قد أحل الله دمك، ونقض العهد والميثاق وحصروه في القصر رضي الله عنه.

وهذا قوي أيضا


اضافة:
روى ابن شبة في تاريخ المدينة ( 2/276) :
دثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال، حدثنا جابر رضي الله عنه قال: بعثنا عثمان رضي الله عنه خمسين راكباً، أميرنا محمد بن مَسْلَمة، فكلم أهلَ مصر، فإذا رجل في عنقه مصحف متقلد سَيْفاً تذرف عيناه فقال: إن هذا يأْمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا. فقال محمد: اجلس فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبل أن تولد. فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا. قال جابر: فسمعت رجلاً يقول: أما والله ليُوشك أن يرجع. قال عمرو: فسمعت جابراً يقول: فزعموا أنهم وجدوا كتاباً إلى ابن أبي سرح. فالله أعلم.

أقول نواف : وهذا إسناد صحيح .


وله إسناد آخر عن جابر

رواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/287) :

دثنا سليمان بن أيوب قال، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة بن زياد الموصلي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه رضي الله عنهما قال: انصرف المصريون فلما أتَوْا على ذي المَرْوَةِ إذا هم بمولى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه باسط سُفْرَتَه عليها طعام، فدعا القومَ إليها، فنزل بعض وسار بعضٌ، وكان المولى من صوافي أهل المدينة، فإذا على السفرة شَنَّةٌ باليةٌ فيها رأسُ طومار فنظروا إلى الطُومار فقالوا: ما في هذا الكتاب? فحلفَ بالله ما أدري ما فيه، فنظروا فيه فإذا هم بكتابٍ من عثمان رضي الله عنه إلى عامله على مصر: إذا أتاكَ القومُ فافْعَل وافعل. فأخذوا الطومار وقالوا: الحمد للّه الذي أظهر نيته وأظهر منه ما كان يُخْفِي، إرجعوا أيها القوم، فرجعوا فأحاطوا بالدار وائتمرُوا بقتلِهِ، وذكروا الكتابَ. فقال شيعة علي رضي اللّه عنه: هُوَ عملُ عثمان، وقال شيعة عثمان رضي الله عنه: هو عمل علي وأصحابه. قال: فأرسل علي رضي الله عنه إليه: إنّ معي خمسمائة دارع فأْذن لي فأمنعك من القوم فإنك لم تُحْدِث شيئاً بعد التَّوبة يُستحل بها دَمك. فقال: جُزيت خيراً ما أُحب أن يُهْرَاق دمٌ بسببي. قال: وأرسل إليه الزبير بن العوام رضي الله عنه بمثلها. فقال: ما أُحب أن يُهْراق دمٌ في سببي.

أقول نواف : وهذا إسناد رجاله ثقات و عنعنة أبي الزبير عن جابر فيه خلاف عند السنة و لكنه طريق يتقوى بالطرق الأخرى





الخليفة الراشد عثمان يسب الإمام علي عليه السلام

قبل الختام وجدنا هذه الرواية الخطيرة والتي تبين إلى أي مدى وصل الأمر بعثمان حين جلس على كرسي الخلافة حتى صار يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبا قبيحا ويتهمهم بالضلال والعياذ بالله

ذكرنا فيما سبق أن الإمام علي عليه السلام كان ممن عارض عثمان عندما نهى عن متعة الحج ولكننا أغفلنا أمرا هاما نذكره هنا

ورد في صحيح مسلم هذا الخبر

صحيح مسلم - (ج 6 / ص 258)
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال قال عبد الله بن شقيق كان عثمان ينهى عن المتعة وكان علي يأمر بها فقال عثمان لعلي كلمة ثم قال علي لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أجل ولكنا كنا خائفين
و حدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد يعني ابن الحارث أخبرنا شعبة بهذا الإسناد مثله

مسند أحمد - (ج 2 / ص 223)
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال قال عبد الله بن شقيق كان عثمان رضي الله عنه ينهى عن المتعة وعلي رضي الله عنه يأمر بها فقال عثمان لعلي إنك كذا وكذا ثم قال علي رضي الله عنه لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أجل ولكنا كنا خائفين

نقول : لعل البعض يتساءل عن " الكذا وكذا " التي قالها عثمان للإمام عليه السلام وعند البحث وجدناها في مسند ابن راهويه بسند صحيح

المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 6 / ص 334)
قال إسحاق : أخبرنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يقول أنبأنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد وهو مالك بن ربيعة قال : إن عثمان بن عفان رضي الله عنه : « نهى عن العمرة في أشهر الحج أو عن التمتع بالعمرة إلى الحج » ، فأهل بها علي مكانه فنزل عثمان رضي الله عنه عن المنبر فأخذ شيئا فمشى به إلى علي رضي الله عنه ، فقام طلحة والزبير رضي الله عنهما فانتزعاه منه فمشى إلى علي رضي الله عنه فكاد أن ينخس عينه بإصبعه ويقول له : إنك لضال مضل ولا يرد علي رضي الله عنه عليه شيئا

الله أكبر !!

الإمام علي عليه السلام ضال مضل !!

أبلغت الجرأة بعثمان أن يضع إصبعه في عين أمير المؤمنين ؟!

ندع التعليق للإخوة الكرام

وعلى هذه فقس ما سواها



أكاذيب وردت في مقتل عثمان

كان مقتل عثمان من أشهر الأحداث التاريخية التي راج فيها الكذب حتى استبدله البعض بالحقيقة فكان لا بد أن نلقي بعض الضوء على بعض تلك الأكاذيب التي روجها محبو عثمان تدليسا وبهتانا

فمن تلك الأكاذيب :

1- مشاركة مالك الأشتر في قتل عثمان
2- دور عبد الله بن سبأ في التحريض على عثمان



1- مشاركة مالك الأشتر في قتل عثمان

هو مالك بن الحارث الأشتر النخعي سيد قومه وشريفهم ذو الشجاعة المفرطة كما عبر عنه ابن حجر في الإصابة

أثبت صحبته أبو الفداء في تاريخه ونص ابن حجر على إدراكه وأما منزلته عند الإمام علي عليه السلام فلا يختلف فيها اثنان

حاول بعض محبي عثمان أن يقحموه في قتل عثمان فارتأينا أن نفند تلك الأكاذيب إحقاقا للحق

فلنعرض الروايات الدالة على تلك المشاركة المزعومة متبعينها بتضعيفها بالبرهان والدليل

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 461)
قال محمد بن عمر: حدثني شيبان، عن مجالد، عن الشعبي، قال: قدم سعيد بن العاص الكوفة، فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده؛ وإنه سمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة، منهم مالك بن كعب الأرجي، والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس النخعيان، وفيهم مالك الأشتر في رجال، فقال سعيد: إنما هذا السواد بستان لقريش؛ فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك! والله ما يزيد أوفاكم فيه نصيبا إلا أن يكون كأحدنا، وتكلم معه القوم.
قال: فقال عبد الرحمن الأسدي - وكان على شرطة سعيد: أتردون على الأمير مقالته! وأغلظ لهم، فقال الأشتر: من ها هنا! لا يفوتنكم الرجل؛ فوثبوا عليه فوطئوه وطأ شديدا، حتى غشي عليه ثم جر برجله فألقى، فنضح بماء فأفاق، فقال له سعيد: أبك حياة؟ فقا: قتلني من انتخبت - زعمت - للإسلام، فقال: والله لا يسمر منهم عندي أحد أبدا، فجعلوا يجلسون في مجالسهم وبيوتهم يشتموون عثمان وسعيدا؛ واجتمع الناس إليهم؛ حتى كثر من يختلف إليهم. فكتب سعيد إلى عثمان يخبره بذلك، ويقول: إن رهطا من أهل الكوفة - سماهم له عشرة - يؤلبون ويجتمعون على عيبك وعيبي والطعن في ديننا، وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا؛ فكتب عثمان إلى سعيد: أن سيرهم إلى معاوية - ومعاوية يومئذ على الشأم - فسيرهم - وهم تسعة نفر - إلى معاوية؛ فيهم مالك الأشتر، وثايت بن قيس بن منقع، وكميل بن زياد النخعي، وصعصعة بن صوحان.

هذه الرواية ضعيفة السند بالواقدي

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 463)
قال محمد بن عمر: حدثني عيسى بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: اجتمع نفر بالكوفة - يطعنون على عثمان - من أشراف أهل العراق: مالك بن الحارث الأشتر، وثابت بن قيس النخعي، وكميل بن زياد النخعي، وزيد بن صوحان العبدي، وجندب بن زهير الغامدي، وجندب بن كعب الأزدي، وعروة بن الجعد، وعمرو بن الحمق الخزاعي.
فكتب سعيد بن العاص إلى عثمان يخبره بأمرهم، فكتب إليهأن سيرهم إلى الشأم وألزمهم الدروب.

وهذه ضعيفة بالواقدي أيضا

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 489)
قال محمد بن عمر: وحدثني شرحبيل بن أبي عون، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قال: لما خرج المصريون إلى عثمان رضي الله عنه، بعث عبد الله بن سعد رسولا أسرع السير يعلم عثمان بمخرجهم، ويخبره أنهم يظهرون أنهم يريدون العمرة. فقدم الرسول على عثمان بن عفان، يخبرهم فتكلم عثمان، وبعث إلى أهل مكة يحذر من هناك هؤلاء المصريين، ويخبرهم أنهم قد طعنوا على إمامهم. ثم إن عبد الله بن سعد خرج إلى عثمان في آثار المصريين - وقد كان كتب إليه يستأذنه في القدوم عليه، فأذن له - فقدم ابن سعد؛ حتى إذا كان بأيلة بلغه أن المصريين قد رجعوا إلى عثمان، وأنهم قد حصروه، ومحمد بن أبي حذيفة بمصر؛ فلما بلغ محمدا حصر عثمان وخروج عبد الله بن سعد عنه غلب على مصر، فاستجابوا له، فأقبل عبد الله بن سعد يريد مصر، فمنعه ابن أبي حذيفة، فوجه إلى فلسطين، فأقام بها حتى قتل عثمان رضي الله عنه، وأقبل المصريون حتى نزلوا بالأسواف، فحصروا عثمان، وقدم حكيم بن جبلة من البصرة في ركب، وقدم الأشتر في أهل الكوفة، فتوافوا بالمدينة، فاعتزل الأشتر؛ فاعتزل حكيم بن جبلة، وكان ابن عديس وأصحابه هم الذين يحصرون عثمان، فكانوا خمسمائة، فأقاموا على حصاره تسعة وأربعين يوما، حتى قتل يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.

وهذه ضعيفة أيضا به

تاريخ الرسل والملوك - (ج 3 / ص 1)
كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن المستنير، عن أخيه، قال: والله ما علمت ولا سمعت بأحد غزا عثمان رضي الله عنه، ولا ركب إليه إلا قتل؛ لقد اجتمع بالكوفة نفر، فيهم الأشتر وزيد بن صوحان وكعب ابن ذي الحبكة وأبو زينب وأبو مورع وكميل بن زياد وعمير بن ضابىء، فقالوا: لا والله لا يرفع رأس ما دام عثمان على الناس؛ فقال عمير بن ضابىء وكميل بن زياد: نحن نقتله. فركبا إلى المدينة؛ فأما عمير فإنه نكل عنه، وأما كميل بن زياد فإنه جسر وثاوره؛ وكان جالسا يرصده حتى أتى عليه عثمان، فوجأ عثمان وجهه، فوقع على استه، وقال: أوجعتني يا أمير المؤمنين! قال: أولست بفاتك! قال: لا والله الذي لا إله إلا هو؛ فحلف وقد اجتمع عليه الناس، فقالوا: نفتشه يا أمير المؤمنين، فقال: لا، قد زرق الله العافية، ولا أشتهي أن أطلع منه على غير ما قال. وقال: إن كان كما قلت يا كميل فاقتد مني - وجثا - فوالله ما حسبتك إلا تريدني، وقال: إن كنت صادقا فأجزل الله، وإن كنت كاذبا فأذل الله. وقعد له على قدميه وقال: دونك! قال: قد تركت. فبقيا حتى أكثر الناس في نجائهما، فلما قدم الحجاج قال: من كان من بعث المهلب فليواف مكتبه؛ ولا يجعل على نفسه سبيلا. فقام إليه عمير، وقال: إني شيخ ضعيف، ولي ابنان قويان؛ فأخرج أحدهما مكاني أو كليهما، فقال: من أنت؟ قال: أنا عمير بن ضابىء، فقال: والله لقد عصيت الله عز وجل منذ أربعين سنة؛ ووالله لأنكلن بك المسلمين، غضبت لسارق الكلب ظالما، إن اباك إذ غل لهم؛ وإنك هممت ونكلت، وإني أهم ثم لا أنكل. فضربت عنقه.

وهذه ضعيفة بسيف بن عمر

نقول : نعم قد جاءت رواية من غير طريق الواقدي أو سيف ولكن سندها لا يستقيم

مسند ابن الجعد - (ج 5 / ص 492)
حدثنا علي ، أنا زهير ، نا كنانة قال : كنت أقود بصفية بنت حيي لترد عن عثمان عليه السلام ، فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت : « ردوني لا يفضحني هذا الكلب قال : فوضعت خشبا بين منزلها وبين منزل عثمان ، ينقل عليه الطعام والشراب »

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 262)
حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا كنانة قال : كنت أقول لصفية لتردن عن عثمان ، قال : فلقيها الاشتر فضرب وجه نعلها حتى مالت وحتى قالت : ردوني ، لا يفضحني هذا.

وهذه الرواية ضعيفة السند فكنانة مولى صفية مجهول لم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي وهما متساهلان في التوثيق كما هو مشهور

التنكيل للمعلمي - (ج 1 / ص 160)
والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء

لسان المحدثين - (ج 4 / ص 349)
لم يوّثَّق توثيقاً يعتد به :
يطلقها جماعة من المعاصرين وربما سبقهم إليها بعض المتأخرين ، والمراد بها أن من قيلت فيه لم يوثقه إلا بعض المتساهلين في التوثيق كابن حبان والعجلي فإن تساهلهما في توثيق المجاهيل من القدماء معروف مشتهر .

وقد حاول البعض تصحيح حديث كنانة ومنهم الألباني مستدلين بتوثيق ابن حبان والعجلي ورواية جماعة عنه


ويرد هذه الكذبة ما صح من قول الأشتر نفسه كما في مصنف ابن أبي شيبة وتاريخ الطبري

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 693)
يحيى بن آدم قال حدثني أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال : قلت للاشتر : لقد كنت كارها ليوم الدار فكيف رجعت عن رأيك ؟ فقال : أجل ، والله إن كنت لكارها ليوم الدار ولكن جئت بأم حبيبة بنت أبي سفيان لادخلها الدار ، وأردت أن أخرج عثمان في هودج ، فابوا أن يدعوني وقالوا : ما لنا ولك يا أشتر ، ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا عليا طائعين غير مكرهين ، ثم نكثوا عليه ، قلت : فابن الزبير القائل : اقتلوني ومالكا ، قال : لا والله ، ولا رفعت السيف عن ابن الزبير وأنا أرى أن فيه شيئا من الروح لاني كنت عليه بحنق لانه استخف أم المؤمنين حتى أخرجها ، فلما لقيته ما رضيت له بقوة ساعدي حتى قمت في الركابين قائما فضربته على رأسه ، فرأيت أني قد قتلته ، ولكن القائل (اقتلوني ومالكا) عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، لما لقيته اعتنقته فوقعت أنا وهو عن فرسينا ، فجعل ينادي : اقتلوني ومالكا ، والناس يمرون لا يدرون من يعني ، ولم يقل : الاشتر ، وإلا لقتلت.

وهذا إسناد قوي

تاريخ الرسل والملوك - (ج 3 / ص 57)
حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: قال علقمة: قلت للأشتر: قد كنت كارها لقتل عثمان رضي الله عنه. فما أخرجك بالبصرة؟ قال: إن هؤلاء بايعوه، ثم نكثوا - وكان ابن الزبير هو الذي أكره عائشة على الخروج - فكنت أدعو الله عز وجل أن يلقينيه، فلقيني كفة لكفة، فما رضيت بشدة ساعدي أن قمت في الركاب فضربته على رأسه فصرعته. قلنا فهو القائل: " اقتلوني ومالكا " ؟ قال: لا، ما تركته وفي نفسي منه شيء، ذاك عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، لقيني فاختلفنا ضربتين، فصرعتني وصرعته، فجعل يقول: " اقتلوني ومالكا " ، ولا يعلمون من مالك، فلو يعلمون لقتلوني. ثم قال أبو بكر بن عياش: هذا كتابك شاهده.

وهذا إسناد قوي صححه ابن حجر في فتح الباري

بل إن مالكا لم يقتل عبد الله بن الزبير في معركة الجمل والحرب محتدمة حين سنحت له الفرصة لقرابته من رسول الله فكيف يشارك في قتل عثمان

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 11 / ص 108)
حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن هارون بن أبي إبراهيم ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير : أن الأشتر وابن الزبير التقيا ، فقال ابن الزبير : ما ضربته إلا ضربة حتى ضربني خمسا أو ستا ، ثم قال : فألقاني برجلي ، ثم قال : أما والله لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت منك عضوا مع صاحبه ، قال : وقالت عائشة : وا ثكل أسماء ، قال : فلما كان بعد أعطت الذي بشرها ، أنه حي عشرة آلاف.

وهذا إسناد قوي جدا

وبعد سبر طويل للمرويات التاريخية التي ربطت بين مالك ومقتل عثمان توصلنا إلى النتيجة التالية

كل الروايات الصريحة في اشتراك مالك في قتل عثمان مباشرة ضعيفة السند مدارها على الواقدي وسيف بن عمر وهما متروكان عند أصحاب الحديث

نعم قد صحت الرواية عن عائشة في ذكر مالك فيمن قتل عثمان - وقد تقدمت - ولكن قول عائشة في مالك مجروح



2- دور عبد الله بن سبأ في التحريض على عثمان

كانت شخصية ابن سبأ ولا زالت أشهر شخصية تاريخية دارت حولها التساؤلات فمن مثبت لوجوده ومن ناف مكذب

فالمثبت جعله رجلا خارقا استطاع في فترة زمنية قصيرة أن يغسل أدمغة كبار الصحابة والتابعين ويجعلهم دمى يتحكم فيها كيف شاء

والنافي لوجوده يضرب بأخباره وأسانيدها عرض الحائط محتجا بضعفها

فنقول على عجالة :

عندما ذاق محبو عثمان طعم الحقيقة المر ولم يجدوا بدا من التسليم بأن كبار الصحابة كانوا وراء مقتل عثمان لم يجدوا إلا " ابن سبأ " كملجأ أخير يبررون فيه الطامة الكبرى

ولكن الحق أن دور عبد الله بن سبأ في مقتل عثمان مداره على سيف بن عمر المتفق على كذبه كما يتضح أدناه

فنبدأ بترجمة موجزة لسيف بن عمر متبعينها بالروايات التي اصطنعها في ابن سبأ

سيف بن عمر الضبي

سؤالات الآجري - (ج 1 / ص 214)
سالت أبا داود عن سيف بن عمر الضبي ، قال : ليس بشئ

الجرح والتعديل - (ج 4 / ص 278)
حدثنا عبد الرحمن قال سئل ابى عن سيف بن عمر الضبى فقال: متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي.

الجرح والتعديل - (ج 7 / ص 136)
قعقاع بن عمرو قال شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام عن ابيه عنه وسيف متروك الحديث فبطل الحديث وانما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة.

الضعفاء والمتروكين للنسائي - (ج 1 / ص 187)
سيف بن عمر الضبي ضعيف

نقول : فالرجل متروك لا قيمة لما يرويه


أما ما ورد عن طريقه في ابن سبأ :


تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 444)
أخبار أبي ذرّ رحمه الله تعالى وفي هذه السنة - أعني سنة ثلاثين - كان ما ذكر من أمر أبي ذرّ ومعاوية، وإشخاص معاوية إيّاه من الشأم إلى المدينة، وقد ذكر في سبب إشخاصه إيّاه منها إليها أمور كثيرة، كرهت ذكر أكثرها.
فأما العاذرون معاوية في ذلك، فإنهم ذكروا في ذلك قصّة كتب إليّ بها السريّ، يذكر أن شعيباً حدّثه عن سيف، عن عطيّة، عن يزيد الفقعسيّ، قال: لما ورد ابن السوداء الشأم لقي أبا ذرّ، فقال: يا أبا ذر، ألا تعجب إلى معاوية، يقول: المال مال الله! ألا إنّ كلّ شيء لله كأنه يريد أنيحتجنه دون المسلمين، ويمحو اسم المسلمين. فأتاه أبو ذرّ، فقال: ما يدعوك إلى أن تسمّي مال المسلمين مال الله! قال: يرحمك الله يا أبا ذرّ؛ ألسنا عباد الله، والمال ماله، والخلق خلقه، والأمر أمره! قال: فلا تقله، قال: فإني لا أقول: إنه ليس لله، ولكن سأقول: مال المسلمين.
قال: وأتى ابن السوداء أبا الدرّداء، فقال له: من أنت؟ أظنّك والله يهوديّاً! فأتى عبادة بن الصامت فتعلّق به، فأتى به معاوية، فقال: هذا والله الذي بعث عليك أبا ذرّ؛ وقام أبو ذرّ بالشأم وجعل يقول: يا معشر الأغنياء، واسوا الفقراء. بشّر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاوٍ من نار تكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم. فمازال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك، وأوجبوه على الأغنياء، وحتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس.
فكتب معاوية إلى عثمان: إنّ أبا ذرّ قد أعضل بي، وقد كان من أمره كيت وكيت. فكتب إليه عثمان: إن الفتنة قد أخرجت خطمها وعينيها، فلم يبق إلا أن تثب. فلا تنكأ الفرح، وجهّز أبا ذر إليّ، وابعث معه دليلاً وزوّده، وارفق به، وكفكف الناس ونفسك ما استطعت؛ فإنما تمسك ما استمسكت. فبعث بأبي ذرّ ومعه دليل؛ فلمّا قدم المدينة ورأى المجالس في أصل سلع، قال: بشّر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار.
ودخل على عثمان فقال: يا أبا ذرّ، ما لأهل الشام يشكون ذربك! فأخبره أنه لا ينبغي أن يقال: مال الله، ولا ينبغي للأغنياء أن يقتنوا مالاً. فقال: يا أبا ذرّ؛ عليّ أن أقضي ما عليّ، وآخذ ما على الرعيّة، ولا أجبرهم على الزّهد، وأن أدعوهم إلى الاجتهاد والاقتصاد.
قال: فتأذن لي في الخروج، فإنّ المدينة ليست لي بدار؟ فقال: أو تستبدل بها إلا شرّاً منها! قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أخرج منها إذا بلغ البناء سلعاً؛ قال: فانفذ لما أمرك به. قال: فخرج حتى نزل الربذة، فخطّ بها مسجداً، وأقطعه عثمان صرمة من الإبل وأعطاه مملوكين، وأرسل إليه: أن تعاهد المدينة حتى لا ترتدّ أعرابياً؛ ففعل.

الشريعة للآجري - (ج 4 / ص 107)
وحدثنا أبو بكر بن سيف قال : حدثنا السري قال : حدثنا شعيب بن إبراهيم قال : حدثنا سيف بن عمر ، عن أبي حارثة ، وأبي عثمان الغساني قالا : لما قدم ابن السوداء مصر أعجبهم ، واستحلاهم واستحلوه ، فعرض لهم بالكفر فأبعدوه ، وعرض لهم بالشقاق فأطمعوه فيه ، فبدأ فطعن على عمرو بن العاص ، فقال : ما باله أكثركم عطاء ورزقا ألا ننصب رجلا من قريش يسوي بيننا ، فاستحلوا ذلك منه ، وقالوا : كيف نطيق ذلك مع عمرو وهو رجل العرب ؟ قال : تستعفون منه ثم نعمل عملنا ، ونظهر الائتمار بالمعروف والطعن ، فلا يرده علينا أحد ، فاستعفوا منه ، وسألوا عبد الله بن سعد فأشركه مع عمرو ، فجعله على الخراج ، وولى عمرا على الحرب ، ولم يعزله ، ثم دخلوا بينهما حتى كتب كل واحد منهما إلى عثمان رضي الله عنه بالذي يبلغه عن صاحبه ، فركب أولئك فاستعفوا من عمرو ، وسألوا عبد الله فأعفاهم ، فلما قدم عمرو بن العاص على عثمان رضي الله عنه قال : ما شأنك يا أبا عبد الله ؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما كنت منذ وليتهم أجمع أمرا ولا رأيا مني منذ كرهوني ، وما أدري من أين أتيت ؟ فقال عثمان : ولكني أدري ، لقد دنا أمر هو الذي كنت أحذر ، ولقد جاءني نفر من ركب فرددت عنهم وكرهتهم ، ألا وإنه لابد لما هو كائن أن يكون ، ووالله لأسيرن فيهم بالصبر ، ولنتابعنهم ما لم يعص الله عز وجل قال محمد بن الحسين رحمه الله : فهذه من بعض قصص عبد الله بن سبأ وأصحابه لعنه الله ، أغروا بين المسلمين منذ وقت الصحابة إلى وقتنا هذا ، وجميع المسلمين ينكرون على ابن سبأ مذهبه ، وقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفاه إلى ساباط ، فأقام فيهم فأهلكهم ، وادعى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما قد برأه الله عز وجل منه وصانه ، وأعلى قدره في الدنيا والآخرة عما ينحله إليه السبأية ، ولقد أحرقهم بالنار ، وقال : لما سمعت القول قولا منكرا أججت نارا ، ودعوت قنبرا فحرقهم بالكوفة بموضع يقال له : صحراء أحد عشر

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 474)
كتب إليّ السريّ، عن شعيب عن سيف، عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان، قالوا: لما كان في شوال سنة خمس وثلاثين خرج أهل مصر في أربع رفاق على أربعة أمراء؛ المقلّل يقول: ستمائة، والمكثّر يقول: ألف. على الرّفاق عبد الرحمن بن عديس البلويّ، وكنانة بن بشر التجيبيّ، وعروة بن شيبم الليثيّ، وأبو عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ وسواد بن رومان الأصبحيّ، وزرع بن يشكر اليافعيّ، وسودان ابن حمران السّكونيّ، وقتيرة بن فلان السّكونيّ، وعلى القوم جميعاً الغافقي بن حرب العكّيّ، ولم يتجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب؛ وإنما أخرجوا كالحجّاج، ومعهم ابن السوداء. وخرج أهل الكفة في أربع رفاق، وعلى الرّفاق زيد بن صوحان العبديّ، والأشتر النخعيّ، وزياد بن النضر الحارثيّ، وعبد الله بن الأصمّ، أحد بني عامر بن صعصعة؛ وعددهم كعدد أهل مصر؛ وعليهم جميعاً عمرو بن الأصمّ. وخرج أهل البصرة في أربع رفاق، وعلى الرّفاق حكيم بن جبلة العبديّ، وذريح ابن عبّاد العبديّ، وبشر بن شريح الحجطم بن ضبيعة القيسيّ وابن المحرّش ابن عبد بن عمرو الحنفيّ وعددهم كعدد أهل مصر، وأميرهم جميعاً حرقوص ابن زهير السعديّ، سوى من تلاحق بهم من الناس. فأمّا أهل مصر فإنهم كانوا يشتهون عليّاً، وأمّا أهل البصرة فإنهم كانوا يشتهون طلحة، وأما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير.

تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 499)
وكتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: لم تمض سنة من إمارة عثمان حتى اتّخذ رجال من قريش أموالاً في الأمصار، وانقطع إليهم الناس، وثبتوا سبع سنين، كلّ قوم يحبّون أن يليَ صاحبهم. ثم إنّ ابن السوداء أسلم، وتكلّم وقد فاضت الدنيا، وطلعت الأحداث على يديه، فاستطالوا عمر عثمان رضي الله عنه.

فهذه أسانيد ضعيفة مدارها على سيف

بل إن بعض الأخبار يشير إلى أن ابن السوداء ليس لقبا لابن سبأ بل هو لعمار بن ياسر

تاريخ اليعقوبي - (ج 1 / ص 174)
فلما انصرف رأى عثمان القبر، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبد الله بن مسعود. قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا: ولى أمره عمار بن ياسر، وذكر أنه أوصى ألا يخبر به، ولم يلبث إلا يسيرا حتى مات المقداد، فصلى عليه عمار، وكان أوصى إليه، ولم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار، وقال: ويلي على ابن السوداء! أما لقد كنت به عليما.

العقد الفريد - (ج 2 / ص 113)
فقال معاوية لعمرو بن العاص: يا عمرو، هذا المرقال، والله لئن زحف بالراية زحفا إنه ليوم أهل الشام الأطول. ولكني أرى ابن السوداء إلى جنبه، يعني عمارا، وفيه عجلة في الحرب، وأرجو أن تقدمه إلى الهلكة. وجعل عمار يقول: أبا عتبة، تقدم. فيقول: يا أبا اليقظان، أنا أعلم بالحرب منك، دعني أزحف بالراية زحفا.

وهذه أخبار واهية لا سند لها ولكن التشبه بروايات سيف أوهى

نعم قد وردت روايات ظاهرها الصحة في إثبات وجود عبد الله بن سبأ كما في تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة ولكن حديثنا عن دوره في مقتل عثمان

وإلى هذا أشار حسن بن فرحان المالكي في كتابه

نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي - (ج 1 / ص 47)
وهذه الدراسة من أروع الدراسات عن سيف بن عمر رغم ان موضوعها كان (عبد الله بن سبأ) لكن القسط الاكبر من الدراسة كان عن سيف بن عمر لكونه المصدر الوحيد الذي روى أخبار عبد الله بن سبأ في الفتنة.

نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي - (ج 1 / ص 220)
مع ان سيفا قد انفرد برواية اخبار ابن سبأ وجعله سبب التنازع مع ان اسباب التنازع مذكورة في الكتاب والسنة.


خاتمة البحث

قد استعرضنا في موضوعنا أسباب مقتل عثمان ومن حرض عليه من الصحابة والتابعين ومن دخل عليه الدار وشارك في قتله

وفندنا بعض الأكاذيب التي روجها البعض حفاظا على كذبة " الخلافة الراشدة " ودعوى " عدالة الصحابة "

وبهذا نقول :

1- أثبتنا أن خلافة عثمان لم تكن من الرشد في شيء بل كانت إلى الفساد أقرب لما تضمنته من تعطيل حدود الله والإبتداع في دين الله وإيذاء كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالضرب والنفي وتولية فساق الناس على رقاب العباد

2- أثبتنا أن كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وأمهات المؤمنين كانوا وراء مقتل عثمان بالتحريض على قتله وإظهار عيبه ومساوئه بل وحتى تكفيره وتضليله

3- أثبتنا أن من الصحابة وأبناء الصحابة من دخل عليه الدار وباشر قتله بيده

ونرى أن هذه الرواية خير خاتمة لبحثنا

الكامل لابن عدي - (ج 5 / ص 78)
ثنا الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن سلام حدثني علي بن مهران قال سمعت بهز بن سد يقول سمعت شعبة يقول أتيت أبا هارون العبدي فقلت أخرج إلي ما سمعته من أبي سعيد قال فأخرج إلي كتابا فإذا فيه ثنا أبو سعيد أن عثمان أدخل حفرته وإنه لكافر بالله قال قلت تقر بهذا أو تؤمن قال هو على ما ترى قال فدفعت الكتاب في يده وقمت

وختاما نشكر الزملاء المخالفين على عدم مشاركتهم في موضوعنا وهذا إن دل فإنما يدل على قوة ما تضمنه من أدلة دامغة وأسانيد صحيحة لا مطعن فيها

وصلى الله عليه رسوله والأئمة الميامين من آله وسلم تسليما كثيرا
 

الفضل بن شاذان

الفضل بن شاذان
11 مايو 2010
7
0
0
مشاركات جانبية:

الرد على النسر:

الزميل النسر

قد ذكرنا أن المقارنة بين تولية أمير المؤمنين علي عليه السلام لأقاربه وبين تولية عثمان لأقاربه باطلة

فأقارب الإمام عليه السلام هم أقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اصطفاهم الله عز وجل كما جاء على لسان نبيه حين قال " واصطفى من قريش بني هاشم "

على عكس بني أمية أبغض الخلق لرسول الله كما جاء في الحديث الصحيح والملعونون في أكثر من موضع على لسانه صلى الله عليه وآله

على أن الإمام عليه السلام قد ولى أناسا ليسوا من أقاربه كسهل بن حنيف وأخيه عثمان ومحمد بن أبي بكر والأشتر النخعي وغيرهم

وأقارب الإمام لم يذكر لنا التاريخ أن أحدا قد شكاهم وهذا إن دل فإنما يدل على فضل وعدل وعلى حسن اختيار الإمام

على عكس أقارب عثمان الذين ولاهم الأمصار فقد كثرت الشكاية عليهم حتى حصل ما حصل

أما قولك في أن عثمان لم ينف أبي ذر إلى الربذة فالأحاديث والأخبار الصحيحة التي ذكرناها تناقض ما أتيت به

فالإخراج في الحديث لا يفهم منه إلا القسر ولا يُؤول المعنى إلا بدليل والدليل مفقود

بل الدليل على الإكراه موجود في ذات الحديث وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم " تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق حيث ساقوك "

بل وقد قالها أبو ذر نفسه


مسند أحمد - (ج 43 / ص 295)
قال أبو ذر فلما نفيت إلى الربذة

وأما في الأخبار فقد ورد لفظ آخر دال على القسر والإكراه

ألا وهو " التسيير " ولا نعلم لم تجاهلته وقد نص عليه ابن قتيبة في المعارف وجاء في عدة روايات ذكرناها ونزيد عليها

المعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 47)
حدثنا أبو خليفة ، حدثنا أبو عمر ، حفص بن عمر الحوضي ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا مجالد ، عن الشعبي ، قال : لقي مسروق الأشتر ، فقال مسروق للأشتر : قتلتم عثمان ؟ ، قال : نعم ، قال : أما والله لقد قتلتموه صواما قواما ، قال : فانطلق الأشتر فأخبر عمارا رضي الله عنه ، فأتى عمار مسروقا ، فقال : والله ليجلدن عمار ، وليسيرن أبا ذر ، وليحمين الحمى ، وتقول : قتلتموه صواما قواما ، فقال له مسروق : فوالله ما فعلتم واحدا من ثنتين ، ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ، وما صبرتم فهو خير للصابرين ، قال : فكأنما ألقمه حجرا ، قال : وقال الشعبي : وما ولدت همدانية مثل مسروق.

وكذا عبارة " أمره أن يخرج "

المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 11 / ص 420)
وقال أحمد بن منيع : ثنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي عمرو بن حماس ، عن مالك بن أوس ، قال : كنت أسمع بأبي ذر ، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه ، « فكتب إليه عثمان أن يقدم عليه ، فكتب إليه معاوية : إن كان لك بالشام وأهله حاجة ، فأخرج أبا ذر ، فإنه قد ثقل الناس عندي ، فقدم أبو ذر وتصايح الناس : هذا أبو ذر ، هذا أبو ذر فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر ، فدخل المسجد ، وعثمان فيه ، فأتى سارية ، فصلى عندها ركعتين ، ثم أتى عثمان ، فسلم عليه ، فما سبه ولا أنبه ، فقال عثمان : أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كنت على البئر أستسقي ثم رفع أبو ذر بصوته الأشد ، فقرأ : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها إلى قوله : ما كنتم تكنزون فأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة »

وهذا إسناد حسنه الحافظ

وأما استدلالك بالبناء للمجهول وبصيغة الجمع فمن المستغرب

فما الضير في البناء للمجهول ؟

وكيف أصبحت صيغة الجمع عذرا لعثمان ؟

فإن لم يكن عثمان من هؤلاء الجمع الذين أخرجوه فعليك الإثبات وإن كان منهم فهذا مطلبنا

ولعله أراد بالجمع عثمان ومعاوية كما جاء في أحد الروايات فأحدهما أخرجه من الشام والآخر من المدينة

وأما ما استشهدت به فقد جاء فيه ما يعد طعنا في عثمان لو تأملت

فعثمان كان يحسب أبا ذر من الخوارج المارقين عن الدين بناء على ما أتيت به

موارد الظمآن - (ج 1 / ص 372)
فقال يا أمير المؤمنين افتح الباب حتى يدخل الناس أتحسبني هو من قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه هم شر الخلق والخليقة

الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 4 / ص 232)
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: حدثنا عبد الله بن الصامت قال: دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن عفان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، قال: وتخوفنا عثمان عليه، قال: فانتهى إليه فسلم عليه، قال: ثم ما بدأه بشيء إلى أن قال: أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين؟ والله ما أنا منهم ولا أدركهم، لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي قتب لأخذت بهما حتى أمرت. قال ثم استأذنه إلى الربذة، قال فقال: نعم نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة فتصيب من رسلها. فقال فنادى أبو ذر: دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها. قال فما نراه بشيء. قال فانطلق وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة، قال: فصادفنا مولى لعثمان حبشيا يؤمهم فنودي بالصلاة فتقدم فلما رأى أبا ذر نكص، فأومأ إليه أبو ذر: تقدم فصل. فصلى خلفه أبو ذر.

وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح

وأما إتمامه للصلاة بمنى فلسنا نحن من استشكل على عثمان بل الصحابة كالإمام علي وابن مسعود وغيرهم

فإيجاد العذر لعثمان يجعل من هؤلاء الصحابة حمقى - والعياذ بالله - يستشكلون على أمور لا يصح الإستشكال فيها ولا نراك تقول بهذا

وقولك بأن لعن رسول الله صلى الله عليه وآله للحكم بن أبي العاص كان حال كفره وقبل إسلامه فيناقضه احتجاج أم المؤمنين عائشة وعبد الله بن الزبير باللعن الوارد

فإن قلت بأنهما لم يعلما بأن الإسلام يجب ما قبله فقولهما مقدم على قولك

وإن قلت بأنهما قد علما فكيف صح احتجاجهما بما لا يصح الإحتجاج به

وأما الطرد فقد أثبته الذهبي وابن قتيبة وأبو نعيم ومن علم حجة على من لم يعلم

هذا باختصار ...





الرد على نواف:


الأخ الكريم نواف

قد صحح إسناد عمرو بن جاوان الحافظ في الفتح وشعيب في هامش صحيح ابن حبان

وهذا تصحيح الحافظ

فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 87)
ورد في اعتزال الأحنف القتال في وقعة الجمل سبب آخر ، فأخرج الطبري بسند صحيح عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان قال " قلت له أرأيت اعتزال الأحنف ما كان ؟ قال : سمعت الأحنف قال : حججنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد - يعني النبوي - وفيهم علي والزبير وطلحة وسعد إذ جاء عثمان " فذكر قصة مناشدته لهم في ذكر مناقبه




مسالة ابن لهيعة
__
ابن لهيعة يحسن كثير من المحدثين حديثه إن كان الرواي عنه أحد العبادلة الثلاثة فمثلاً ابن حجر والدارقطني والألباني يقبلون بروايته عن طريق العبادلة
وهاتان الروايتان اللتان سأذكرهما صحيحتان أو حسنتان لأنهما من رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة
وهما تثبتان أمرين :
1. أن ابن عديس من أصحاب الشجرة
2. أنه على رأس من سار من مصر على عثمان وأنه تناوله بكلمات شديدة ، بل إنه ساق حديثاً من رواية ابن مسعود في ذم عثمان على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسنركز عليه لأهميته



معرفة الصحابة لأبي نعيم
4160 - حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا حرملة ، ثنا ابن وهب ، حدثني ابن لهيعة ، ثنا عياش بن عباس ، عن أبي الحصين الحجري ، عن عبد الرحمن بن عديس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : « سيخرج ناس من أمتي يقتلون بجبل الخليل » قال : فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن ، فسجنهم بفلسطين ، فهربوا من السجن ، فاتبعوا حتى أدركوا ، فأدرك فارس منهم ابن عديس ، فقال ابن عديس : ويحك ، اتق الله في دمي ، فإني من أصحاب الشجرة ، فقال : الشجر كالجبل كثير ، فقتله

أقول الرواية صحيحة أو حسنة لذاتها في أقل أحوالها:
عياش بن عباس (ر م ) ثقة - وثق
أبو الحصين الحجري (الهيثم بن شفي) ثقة
عبد الله بن لهيعة (ضعيف لكن روايته عن العبادلة حسنة وهذه واحدة منها فهي حسنة)
عبد الله بن وهب (خ م) الحافظ - أحد الأعلام
حرملة بن يحيى (م) صدوق - صدوق من أوعية العلم وقال أبو حاتم لا يحتج به
الحسن بن سفيان (الحافظ النسوي)
أبو عمرو بن حمدان (الإمام المحدث الثقة) ترجمته في السير 16 / 356


والرواية الأخرى كنت أحتفظ بها منذ زمن وقد وجدتها في ملتقى أهل الحديث
وفيها رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله رواها ابن عديس في ذم عثمان وقد أخفوا ألفاظها ولكننا وقعنا عليها في مكان آخر

قال أحدهم في ملتقى أهل الحديث
روى ابن شبة في ((أخبار المدينة ))4/10 أثراً جيد الإسناد ، فيه زَلَّةٌ وقعت لابن عيس هذا فقال : حثنا إبراهيم ابن المنذر ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثني ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافري ، أنه سمع أبا ثور الفهمي - في الأصل : ((التميمي)) وهو تحريف - قال : قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فبينما أنا عنده خرجت ، فإذا أنا بوفد أهل مصر قد رجعوا ، خمسين عليهم ابن عديس ،قال : وكيف رأيتهم ؟ قلت : رأيت قوماً في وجوههم الشر . قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة ، وقال في خطبته : (( ألا إن ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن عثمان بن عفان كذا وكذا ، تكلم بكلمة أكره ذكرها ، فدخلت على عثمان رضي الله عنه ، وهو ، محصور ، فحدثته أن ابن عديس صلى بهم ، فسألني ماذا قال لهم؟ فأخبرته ، فقال: كذب والله ابن عديس ، ما سمعها من ابن مسعود ، ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط ، ولقد اختبأت عند ربي عشراً ، فلولا ما ذكر ما ذكرت ، إني لرابع أربعة في الإسلام ، وجهزت جيش العسرة ، ولقد ائتمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنته ، ثم توفيت فأنكحني الأخرى ، والله ما زنيت ، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام ، ولا تغنيت ، ولا تمنيت ، ولا مسست بيميني فرجي مذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا مرت بي جمعة إلا وأنا أعتق رقبة مذ أسلمت ، إلا أن لا أجد في تلك الجمعة ، ثم أعتق لتلك الجمعة بعد)).
وهذا الإسناد جيد كما تقدم ؛ فابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة كما هو هاهنا ، وأبو ثور الفهمي ؛ جزم بصحبته أبو حاتم و أبو زرعة الرازيان . ( الجرح والتعديل) ( 9/315) . ويزيد المعافري صدوق كما في ((التقريب )) (7810).

انتهى بلفظه

والأثر أقل أحواله حسن لأنه من رواية العبادلة عن ابن لهيعة
وهو يثبت أن ابن عديس على رأس ثوار مصر وأنه روى أثراً صحيحاً في ذم عثمان على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية ابن مسعود


والآن ننقل هذا الأثر الذي أخفوه من تاريخ دمشق :
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبدالله بن منده أنا أبو سعيد بن يونس نا العباس بن محمد البصري نا جعفر بن مسافر نا عبدالله بن يوسف نا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري انه سمع أبا ثور الفهمي يقول
قدمت على عثمان بن عفان فبينا أنا عنده إذ خرجت فإذا وفد اهل مصر فرجعت الى عثمان فقلت انى أرى وفد اهل مصر قد رجعوا جيشا عليهم ابن عديس قال وكيف رأيتهم قال رأيت قوما في وجوههم الشر فصعد ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم الجمعة وقال في خطبته ان عبدالله بن مسعود حدثني انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان عثمان أضل من عتبة غاب قفلها \ ح \ فدخلت على عثمان وكان محصورا فسألني بماذا قام فيهم فأخبرته فقال كذب والله ابن عديس ما سمعها ابن عديس من ابن مسعود قط ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد اختبأت عند ربي عشرا ولولا ما ذكر ابن عديس ما ذكرت اني لرابع أربعة في الإسلام ولقد ائتمنني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ثم توفيت فأنكحني الأخرى والله ما زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا اسلام ولا تغنيت ولا تمنيت ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد ختمت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مرت بي جمعة الا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت الا ان لا أجد في تلك الجمعة ثم أعتق لها بعد
انتهى بلفظه

إذاً الأثر الذي رواه ابن عديس عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذم عثمان هو : ان عبدالله بن مسعود حدثني انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان عثمان أضل من عتبة غاب قفلها

==========

لا بأسم أخيراً من ذكر بعض مما أورده ابن عساكر في ترجمة ابن عديس

تاريخ دمشق
3890 عبدالرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب ابن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي أبو محمد البلوي له صحبة وهو ممن بايع تحت الشجرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وعن ابن مسعود ، روى عنه أبو ثور الفهمي الصحابي والهيثم بن شفي أبو الحصين وسبيع بن عامر الحجريان ، وكان ممن سكن مصر وأعان على قتل عثمان رضوان الله عليه فحبسه معاوية ببعلبك ويقال بفلسطين فهرب فأدرك بجبل لبنان من أعمال دمشق فقتل
أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد نا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبدالله بن محمد البغوي حدثني ابن زنجوية نا عثمان بن صالح نا ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين الحجري عن عبدالرحمن بن عديس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج ناس من أمتي يقتلون بجبل الخليل \ ح \ فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن فسجنهم بفلسطين فهربوا من السجن فأدركوا فأدرك فارس ابن عديس فقال له ويحك اتق الله في دمي فاني من أصحاب الشجرة قال الشجر بالجبل كثير
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم في كتابه وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبدالله بن منده أنا أبو سعيد بن يونس حدثني محمد بن موسى بن النعمان قال قرأت على زيد بن عبدالرحمن ان أباه حدثه نا ابن وهب حدثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس فذكر بإسناده نحوه وقال فيه يمرقون من الدين وقال في آخره فقتله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي نا أحمد بن منصور نا نعيم بن حماد نا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبدالرحمن بن عديس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون في جبل لبنان أو الجليل او بالجليل أو بجبل لبنان \ ح \
هكذا رواه الرمادي عن نعيم وأسقط من اسناده عبدالرحمن بن شماسة ويزيد لم يسمع من ابن عديس ولم يدركه وقد رواه غيره عن نعيم فذكر ابن شماسة في اسناده .... الرجل الذي رواه ابن شماسة عنه سبيع بن عامر الحجري
....
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال في تسمية من نزل مصر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عديس البلوي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وكان فيمن رحل الى عثمان حين حصر حتى قتل وكان رأسا فيهم
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال ومن بلي ابن عمرو ابن الحاف بن قضاعة عبدالرحمن بن عديس البلوي يقول من نسبه
عبدالرحمن بن عديس بن عبدالله بن عفان بن حزار بن عوف بن هني بن بلي بن عمرو فيما ذكر ابن عفير ، قال ابن عفير وكان ممن بايع تحت الشجرة وقتل في زمن معاوية جاء عنه حديثان
أنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين احمد بن محمد أنا أبو القاسم عيسى بن علي أنا عبدالله بن محمد قال عبدالرحمن بن عديس البعلوي كان ممن بايع تحت الشجرة وقتل في زمن معاوية
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي اذنا وأبو عبدالله الخلال شفاها أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال عبدالرحمن بن عديس البلوي له صحبة روى عنه أبو ثور الفهمي وأبو الحصين الحجري واسمه الهيثم بن شفي وسبيع وروى عبدالرحمن بن شماسة عن رجل عنه سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي
كتب الي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبدالله بن منده أنا أبو سعيد بن يونس قال عبدالرحمن بن عديس البلوي بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وشهد الفتح بمصر واختط بمصر وكان احد فرسان بلي المعدودين بمصر ورئيس الخيل التى سارت من مصر الى عثمان بن عفان وكان فيمن أخرجه معاوية من مصر في الرهن روى عنه أبو ثور الفهمي وكلاهما صحابي والهيثم بن شفي وسبيع الحجري وكلهم شهد الفتح بمصر
قتل عبدالرحمن بن عديس بفلسطين سنة ست وثلاثين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال
عبدالرحمن بن عديس البلوي وأخوه عبدالله وعبدالرحمن أحد من سار الى عثمان بن عفان فيمن سار اليه من أهل مصر
وهو من ولد جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
قال ابن حبيب وفي بلي عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن دهم بن هني بن بلي
قال الدارقطني منهم عبدالرحمن بن عديس البلوي احد من سار الى عثمان بن عفان من المصريين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبدالله بن منده قال
عبدالرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة عداده في أهل مصر
وهو ابن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن بلي بن عمرو بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وشهد فتح مصر نسبه إلي أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى روى عنه عبدالرحمن بن شماسة وأبو ثور الفهمي
كذا قال ابن منده ووهم على ابن يونس وأسقط من نسبه هني بين ذهل وبلي وكرر ذكر مبايعته تحت الشجرة ولا معنى لذلك
وذكر ابن شماسة روى عنه اعتمادا على حديث أبي حاتم وقد ثبت انه انما روى عن رجل عنه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح نصر بن ابراهيم أنا أبو زكريا البخاري نا عبدالغني بن سعيد قال في باب عديس عبدالرحمن بن عديس له صحبة مصري وأخوه عبدالله
أنبأنا أبو على الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ عبدالرحمن بن عديس البلوي كان ممن بايع تحت الشجرة قتل زمن معاوية بجبل الخليل قيل انه ممن سار الى عثمان سكن مصر نسبه بعض المتأخرين قال هو عبدالرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن بلي بن عمرو روى عنه سبيع وأبو ثور الفهمي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال أما عديس بضم العين فتح الدال وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو عبدالرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وشهد فتح مصر واختط بها وكان أحد فرسان بلي بمصر وكان فيمن سار الى عثمان قتل سنة ست وثلاثين بفلسطين كذلك قال ابن يونس وقال هني بضم الهاء بخط الصوري وابن الثلاج والأشهر هني بفتح الهاء وقد ذكر الدارقطني فحكى عنه ما ذكره ثم قال وكان الأشبه ما قاله ابن يونس
قال ابن ماكولا واما العتري بكسر العين المهملة وسكون الياء المعجمة باثنتين من فوقها فجماعة منهم عبدالرحمن بن عديس البلوي العتري احد من سار الى عثمان من مصر
....
أخبرنا أبو عبدالله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبدالله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان نا صفوان يعني ابن صالح نا الوليد عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن معاوية بن أبي سفيان أخذ ابن عديس في رهن اهل مصر فجعله في بعلبك فهرب منه فطلبه سفيان بن حبيب فأدركه رجل راكب على فرس فأشار اليه بنشابة فقال ابن عديس أنشدك الله في دمي فإني ممن بايع تحت الشجرة فقال ان الشجر كثير في الجبل فقتله
قال ابن لهيعة كان عبدالرحمن بن عديس البلوي سار بأهل مصر الى عثمان فقتلوه ثم قتل ابن عديس بعد ذلك بعام او اثنين بجبل لبنان او بالجليل
قال البيهقي بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي انه قال عبدالرحمن البلوي هو رأس الفتنة لا يحل ان يحدث عنه بشيء






المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الفجر
ابن لهيعه ضعفه اهل السنة في كتبهم وحكموا عليه انه ضعيف


أولا : نحن لم نعتمد على رواية ابن لهيعة لوحدها بل ذكرنا أن الإجماع هو ما اعتمدنا عليه

ثانيا : لا نسلم بأن عبد الله بن لهيعة ضعيف بل هو صدوق على تفصيل في ذلك يطول شرحه

ولكننا نقول باختصار

الاحتجاج بأخبار ابن لهيعة مختلف فيه فمنهم من وثقه مطلقا وصحح حديثه أو حسنه

1- أحمد بن صالح المصري

تاريخ أسماء الثقات - (ج 1 / ص 125)
وقال أحمد بن صالح بن لهيعة ثقة ورفع به وقال فيما روي عنه من الاحاديث ووقع فيها تخليط يطرح ذلك التخليط

2- ابن عدي

الكامل لابن عدي - (ج 4 / ص 152)
وعبد الله بن لهيعة له من الروايات والحديث أضعاف ما ذكرت وحديثه أحاديث حسان وما قد ضعفه السلف هو حسن الحديث يكتب حديثه وقد حدث عن الثقات

الكامل لابن عدي - (ج 4 / ص 154)
قال الشيخ وهذا الذي ذكرت لابن لهيعة من حديثه وبينت جزءا من أجزاء كثيرة مما يرويه بن لهيعة عن مشايخه وحديثه حسن كأنه يستبان عن من روى عنه وهو ممن يكتب حديثه

ومنهم من ضعفه مطلقا كأحمد ويحيى وأبو زرعة وغيرهم مع ملاحظة أن أحمد لم يتركه مطلقا بل أخرج له ما يزيد عن 700 رواية في مسنده

ومنهم من فصل فاحتج برواية العبادلة عنه :

ضعفاء العقيلي - (ج 2 / ص 293)
حدثنا الصائغ قال حدثنا الحسن بن على قال حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت بن مهدى يقول ما أعتد بشئ سمعته من حديث بن لهيعة إلا سماع بن المبارك ونحوه

الضعفاء والمتروكين للدارقطني - (ج 1 / ص 13)
عبدالله بن لهيعة بن عقبة وربما نسب إلى جده، يعتبر بما يروي عنه العبادلة: ابن المبارك والمقرىء وابن وهب.

السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 494)
وابن لهيعة و إن كان ضعيفا ، فإن رواية العبادلة الثلاثة عنه صحيحة ، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة ، و هذا مما رواه عنه عبد الله بن المبارك عند الإمام أحمد في رواية ، و هو أحد العبادلة الثلاثة

ومنهم من زاد في التفصيل فجعل حديثه القديم أصح من حديثه المتأخر :

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 222)
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وسئل عن ابن لهيعة فقال: من كتب عنه قديماً فسماعه صحيح.

أما خبر عبد الرحمن بن عديس البلوي فمن صحيح رواية ابن لهيعة كما سنثبت إن شاء الله تعالى

نقول :

الخبر رواه عن ابن لهيعة كل من :

1- زيد بن الحباب

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 12 / ص 53)
حدثنا زيد بن الحباب , قال : حدثني ابن لهيعة , قال : حدثني يزيد بن عمرو المعافري ، قال : سمعت أبا ثور الفهمي يقول : قدم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه , ثم ذكر عثمان , فقال أبو ثور : فدخلت على عثمان وهو محصور , فقلت : إن فلانا ذكر كذا وكذا , فقال عثمان : ومن أين وقد اختبأت عند الله عشرا : إني لرابع الإسلام , وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته , ثم ابنته , وقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمنى فما مسست بها ذكري , ولا تغنيت , ولا تمنيت , ولا شربت خمرا في جاهلية , ولا إسلام , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشتري هذه الزنقة , ويزيدها في المسجد له بيت في الجنة , فاشتريتها وزدتها في المسجد.

2- أسد بن موسى

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1155)
حدثنا هارون بن عمر قال، حدثنا أسد بن موسى، عن أبي لهيعة قال، حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال: كان الركب الذين ساروا إلى عثمان رضي اله عنه فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل، وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة

3- يحيى بن عبد الله بن بكير

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 295)
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة حدثني يزيد بن عمرو قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول: قدمت على عثمان بن عفان، فبينا أنا عنده قال: لقد اختبأت عند ربي عشراً؛ إني لرابع أربعة في الاسلام ولا تعنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها حبي ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا أن لا يكون فاعتقها بعد ذلك، ولا كذبت في جاهلية ولا اسلام قط.

4- أبو الأسود النضر بن عبد الجبار

المعجم الكبير للطبراني - (ج 1 / ص 52)
حدثنا المقدام بن داود المصري ، حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني يزيد بن عمرو المعافري ، قال : سمعت أبا ثور النهمي يحدث ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال : لقد اختبأت عند ربي عشرا ، إني لرابع أربعة في الإسلام ، وما تعنيت ، ولا تمنيت ، ولا وضعت يميني على فرجي ، منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مرت علي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام.

5- عبد الله بن وهب (وهو ممن صححوا حديثه عنه)

تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1218)
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، أنه سمع أبا ثور الفهمي: أنه رأى ابن عديس صلى لاهل المدينة الجمعة، فطلع منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب.

تاريخ المدينة المنورة - (ج 2 / ص 223)
حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، أنه سمع أبا ثور التميمي قال: قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه فبينما أنا عنده خرجت فإذا أنا بوفد أهل مصر، فرجعت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فقلت: أرى وفد أهل مصر قد رجعوا خمسين عليهم ابن عديس، قال: كيف رأيتهم قلت: رأيت قوما في وجوههم الشر. قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة، وقال في خطبته: ألا إن ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن عثمان بن عفان كذا وكذا، وتكلم بكلمة أكره ذكرها، فدخلت على عثمان رضي الله عنه وهو محصور فحدثته أن ابن عديس صلى بهم. فسألني ماذا قال لهم. فأخبرته، فقال: كذب والله ابن عديس ما سمعها من ابن مسعود، ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ولقد اختبأت عند ربي عشرا، فلولا ما ذكر ما ذكرت إني لرابع أربعة في الإسلام، وجهزت جيش العسرة، ولقد ائتمني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته، ثم توفيت فأنكحني الأخرى، والله ما زنيت، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام، ولا تعنيت، ولا تمنيت، ولا مسست بيميني فرجي مذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مرت بي جمعة إلأ وأنا أعتق رقبة مذ أسلمت، إلا أن لا أجد في تلك الجمعة، ثم أعتق لتلك الجمعة بعد.

6- عبد الله بن يوسف

تاريخ دمشق - (ج 35 / ص 113)
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن منده أنا أبو سعيد بن يونس نا العباس بن محمد البصري نا جعفر بن مسافر نا عبد الله بن يوسف نا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري انه سمع أبا ثور الفهمي يقول قدمت على عثمان بن عفان فبينا أنا عنده إذ خرجت فإذا وفد اهل مصر فرجعت الى عثمان فقلت انى أرى وفد اهل مصر قد رجعوا جيشا عليهم ابن عديس قال وكيف رأيتهم قال رأيت قوما في وجوههم الشر فصعد ابن عديس منبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصلى بهم الجمعة وقال في خطبته ان عبد الله بن مسعود حدثني انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول ان عثمان أضل من عتبة غاب قفلها فدخلت على عثمان وكان محصورا فسألني بماذا قام فيهم فأخبرته فقال كذب والله ابن عديس ما سمعها ابن عديس من ابن مسعود قط ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولقد اختبأت عند ربي عشرا ولولا ما ذكر ابن عديس ما ذكرت اني لرابع أربعة في الإسلام ولقد ائتمنني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ابنته ثم توفيت فأنكحني الأخرى والله ما زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا اسلام ولا تغنيت ولا تمنيت ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولقد ختمت القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولا مرت بي جمعة الا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت الا ان لا أجد في تلك الجمعة ثم أعتق لها بعد

7- الوليد بن مسلم

البداية والنهاية - (ج 7 / ص 203)
وقال محمد بن عائد الدمشقي: حدثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن عمرو أنه سمع أبا ثور الفقيمي يقول: قدمت على عثمان فبينا أنا عنده فخرجت فإذا بوفد أهل مصر قد رجعوا فدخلت على عثمان فأعلمته، قال: فكيف رأيتهم ؟ فقلت: رأيت في وجوههم الشر، وعليهم ابن عديس البلوي، فصعد ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم الجمعة، وتنقص عثمان في خطبته، فدخلت على عثمان فأخبرته بما قال فيهم، فقال: كذب والله ابن عديس، ولولا ما ذكر ما ذكرت، إني رابع أربعة في الاسلام، ولقد أنكحني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ثم توفيت فأنكحني ابنته الاخرى، ولا زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام، ولا تعنيت ولا تمنيت منذ أسلمت، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتت علي جمعة إلا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت، إلا أن لا أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية.

فهؤلاء سبع رواة ثقات

ولا شك أن بعضهم سمع منه قديما قبل احتراق كتبه أو اختلاطه

ومنهم ابن وهب وهو ممن صححوا حديث ابن لهيعة إن كان من روايته عنه