هل فسّر الرسول والأئمة القرآن ؟

18 أبريل 2010
21
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذا السؤال يطرح بين الحين والآخر من قبل من لم يتعمق بفهم الدراسات الإسلامية ، والجهل آفة العلم.

وفي سبيل فهم الجواب علينا أن نجيب على السؤال التالي:

هل الفقه والعقيدة والنصوص الإسلامية للنبي والأئمة هي تفسير للقرآن أم لا؟


الذي لا يفهم معنى القرآن ولا معنى التفسير يقول : لا ... لا علاقة للفقه والعقيدة بتفسير القرآن، والتفسير هو ما ذكر في كتب التفاسير.
والذي يفهم يقول: نعم هما وغيرهما من المداولات العلمية الإسلامية من التفسير قطعا.
وذلك لأن المطلوب من النبي ليس تفسيره الجمل العربية وإنما حدود ما أراده الله من التشريع والعقيدة
ولان كلمة تفسير لم تكن في السابق بمعنى شرح المعاني وإنما بمعنى بيان حقائق أوامر الله وحقائق العلم بالله.
وهذا كله قد فعله الرسول والأئمة المعصومون ، وعند الشيعة من هذه النصوص البيانية لأحكام الله وتعاليمه السامية ما لا يوجد عن أي مذهب أو دين من النصوص الأساسية كما وكيفا ، فقد انتبه الباحثون الفرنسيون إلى هذه الحقيقة حيث قال بعضهم: انه حَسِبَ ما عند الديانات الثلاث من نصوص أساسية فوجد إن كمية النصوص عند السنة من المسلمين تفوق النصوص الأساسية عند اليهود والنصارى مجتمعين بمرتين، وان ما عند الشيعة من النصوص الأساسية تفوق ما عند السنة أربع أو خمس مرات، وقد صرّح جاك دبابنة (بان ما عدده من المناجاة فقط عن أهل البيت كان يفوق ست مرات ما هو موجود في كل كتب اليهود والنصارى من مناجاة ودعاء وتقرب إلى الله وهذا يعني ان المطروح في العقيدة الإسلامية على مذهب اهل البيت يفوق ما يطرحه الدينين السماويين بعشرات المرات وذلك لغنى النص الإسلامي وكثرة إشارته ) فهذا ما قاله جاك دبابنة في محاضرة له.

فهذه النصوص الهائلة الحجم هي التفسير الحقيقي لكتاب الله وأوامره واختياراته . ومن لا يعرف ذلك ليس له حظ من الدراسة في الأديان.

وسآتيكم بمثل بسيط :
حين يبيّن المعصوم أن لا تشبيه ولا تجسيم ولا مثلية، وكل نص يعارض ذلك يؤول، فقد وضع تفسيرا شاملا عاما لكل آيات الصفات وقد أرسى دعائم فهم النص على أساس الممانعة العقلية أو النقلية الصارفة عن اتجاه المعنى البسيط الأولي.
فعشرون رواية على التقريب يمكنها أن تحدد مفهوم ثلث القرآن وخصوصا المتعلق منه بمعرفة الله.
وحين تأتي روايات تصرّح بان العالِم بالقرآن هو العالِم بمواقع نزول الآيات (متى وكيف وأين) يعني انه حدد إن القرآن يفسر بأسباب النزول كما يفسر باطلاقاته وهذا يعتمد على العلم بواقعة النزول، وهل هي قضية في واقعة أم بيانا عاما ؟
وهكذا فقد حددت عشرات ألوف روايات العترة معاني القرآن وبشرت بتفصيل التنزيل بما لم يفعله الأنبياء السابقون مع كتبهم ، وهذا الوضع يفسّر لنا قول أمير المؤمنين (علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب ، فتح لي كل باب منها ألف باب) فان تعليم الرسول الخاص والمستمر أنتج هذا الكم الهائل من البيان والتفسير للنصوص الإسلامية بنصوص إسلامية أصلية وليست شروحا تركيبية كما يفعل المفسرون الذين لا ينتهون إلى فهم معنى الآية بل إلى تشويشها. وكان علم الأئمة المتسلسل عن رسول الله له اثر واضح في بيان نكات القرآن الكريم ومواطن اللغز فيه .
ومن يريد ان يحكم فعليه بقراءة دورة فقه كاملة ودورة عقائد كاملة ونصوص تاريخية وتفسيرية كاملة فسيجد معنى هذا الكلام بوضوح.
فهذا هو الجواب
ولا اعتقد انه يحتاج إلى توضيح.




السلام عليكم ورحمة الله



القرآن هو كل الدين ، والدين الإسلامي جوهره القرآن لأن الإسلام مبني على القرآن وفعل النبي وقوله وتقريره من هدي القرآن وقراءة معانيه الحقيقية.

لهذا لا نأخذ معالم ديننا وتفصيله الا من المعصوم لأنه العالم بدين الله العارف ببيانه .

فمن يأخذ عن غير المعصوم فقد فسّر القرآن برأيه وترك ربه

وهذا هو حقيقة قولنا بأن لا يفسر القرآن الا المعصوم فهو الوحيد المخول ببيان تفصيل تكاليف الله في كتابه المجيد.

واما أئمتنا فقد بينوا بما لا مزيد عليه ولا يمكن أن يزايد أحد في ذلك.

فقد فسروا القرآن افضل تفسير



اما ما يقال بان السنة مقابل القرآن فهذا ليس في الجوهر وانما في المظهر ، فالسنة مبينة اولية ، وعلوم الدلالة لا تسعفنا على ادعاء معرفة مراد الله وانما تعذرنا في فهمنا العام اذا اتبعنا الصحيح من القواعد بإخلاص والا فهو التقصير الواضح وتعدي الخطوط المحرمة. ولهذا لا يوجد عند المسلمين تفسير حقيقي للقرآن الا ما عرضه المعصوم والباقي فهو فهم انساني قاصر لنصوص القرآن بحسب معايير الفاهم وقصده ، وهو لا يعتبر تفسيرا في الحقيقة وانما توضيح دلالة غير ملزمة لصاحب القرآن ولا تنسب إليه.

واما الرجوع الى اراءنا في اللغة المعوجة لنقول بقول يخالف ما ثبت عن المعصوم! ونقول انه من القرآن! ويمكن أن نطرح به قول المعصوم! فهذا هو التفسير بالرأي وهذا هو الاعتداء على الله.
ثم ان القرآن له ظاهر وله سبعون بطنا فلو قلنا ان الظاهر يمكن أن ينكشف بعلوم الدلالة فكيف نكشف الباطن وبطن البطن؟ ان هذا تجاوز للحدود . ولهذا يجب التوقف عند تفسير المعصوم لظاهر وباطن القرآن وما يتفرع عنه من تكاليف ومعاني تسعد البشر. فكل ما تراه من كتب تفسير القرآن هي ليست تفسيرا وانما محاولات بائسة للفهم وهي في الغالب فاشلة ومعتدية على الله .

نعم هناك مورد الترجيح فهذا نحن معه فما وافق ظاهر القرآن نرجحه تعبدا من باب حل المشكلات وهو امر تعبدي بعد فرض وجود ثابتين احدهما يخالف ظاهر ما نفهمه والثاني لا يخالف . وهذا الامر التعبدي له فائدة احترام القرآن وتاكيد مساوقة العصمة للقرآن وعدم افتراق الثقلين فالقرآن مع العترة المعصومة والمعصوم مع القرآن. ولعل لنصوص حل التعارض معان اعمق مما نفهم ظاهرها .

فمن ادعى أن قولنا خطأ فليثبت لنا أن التفسير بالرأي هو عين مراد الله !!!!
وعندها سنعرف مقدار دينه وعقله