بسم الله الرحمن الرحيم ،
اللهم صل على محمد وآل محمد،
وعجل فرجهم ، والعن اعداءهم ،،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
قال العلامة الافندي الاصفهاني في فوائده ص600 :
" ابن جبرهوالشيخ الجليل والعالم النبيل شخ الطائفة ورئيسها الحسين بن جبر المعروف بابن جبر ،بالجيم المفتوحة والباءالموحدة الساكنة وآخره الراء ، على ماهو الموجود في اكثر الكتب ، ورأيت في بعض المواضع ان اسم والده جبير مُصغرا لا مكبرا ،والله يعلم .
وقال بعض العلماء : إنّ ابن جبر هذا هو السيد الحسين بن جبر الحسيني فلاحظ . وبالجملة فمن مؤلفات هذا الشخ كتاب نخب المناقب لآل ابي طالب هو انتخاب المناقب لابن شهر اشوب مع ضم بعض الفوائد والشواهد وحذف الاسانيد والزوائد .رأيت من كتابه هذا عدة من النسخ عتيقة وجديدة في مشهد الرضا عليه السلام وفي القطيف وغيرهما ، وعندنا منه نسخة عتيقة لكن النسخ التي عثرت عليها لم يوجد فيها سوى مناقب رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهما ، في مجلد ضخم كبير جداولم اعثر على باقي مجلداه في مناقب سائرالائمة عليهم السلام فتأمل ...الخ".
ثم بيّن العلامة ، أنّ النسخة المتداولة من مناقب آل ابي طالب عليه السلام ، انما هي هذا نخب المناقب لابن جبر ، وانه يحتمل ظنيا ان المجلسي رضي الله عنه ، ينقل عن هذا الناقص ايضا . !!
وفي ذلك يقول العلامة النوري على روحه التحية والسلام ، في خاتمته ج 3 ص 57 :"إلى آخر كلامه الظاهر ، بل الناص على كون المناقب الشائع الدائر في هذه الاعصار وقبلها ، بل في عصر المجلسي ، ليس هو الأصل ، بل هو مختصر منه ، اختصره ابن جبير أو غيره ، فان الموجود لا يزيد على أربعين الف بيت . واما عد المجلسي والشيخ الحر في البحار والوسائل واثبات الهداة وغيرهم من مأخذ مجاميعهم المناقب لابن شهرآشوب ففيه مسامحة لا يخفى على المتدرب في هذا الفن .....وليعلم أن الموجود من المناقب في أحوال الأئمة عليهم السلام إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ولم نعثر على أحوال الحجة عليه السلام منه ، ولا نقله من تقدمنا من سدنة الاخبار كالمجلسي ، والشيخ الحر ، وأمثالهما . وربما يتوهم أنه لم يوفق لذكر أحواله عليه السلام إلا أنه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد ( رحمه الله ) : إنه لقبه به صاحب الزمان عليه السلام ، قال : وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب ، والظاهر أنه كتبه في جملة أحواله عليه السلام ، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب (*). والله العالم ".انتهى
(*) سيأتي انّه ليس هو الباب الوحيد الذي سقط.
وفيه أولاً: ذكرالعلامة الافندي ان ابن جبر حذف الاسانيد عند اختصاره للمناقب . وهو اما يقصد بذلك أسانيد روايات الكتاب ، أو اسانيد الشيخ ابن شهر اشوب لكتب الخاصة والعامة التي هي في مقدمة الكتاب .
والشيخ ابن شهر آشوب نفسه صرّح بانه يختصر أسانيد الروايات حيث قال في المقدمة ص14: "وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار ، على متون الاخبار ، وعدلت عن الإطالة والاكثار ، والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها ، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها ، لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات .".
فعليه لابد وان العلامة الافندي –قدس سره- كان يقصد طرق و أسانيد الشيخ ابن شهراشوب لكتب الخاصة والعامة وهي طويلة وكثيرة.
ثانياً: ما ذكرناه آنفاً، يُعتبر قرينة على انّ المطبوع المتداول الان ليس (نخب المناقب) ، بل هو اصل الكتاب . لان الكتاب يشتمل على اسانيد وطرق ابن شهر اشوب التي حذفها ابن جبر عند انتخابه لكتاب المناقب. بل هو قرينة على انّ الكتاب الذي كان ينقل منه المولى المجلسي رضي الله عنه ، هو نفسه الاصل لا المنتخب . لانه ايضا نقل هذه الاسانيد في مقدمة بحاره ص62.
كيف ومقدمة الكتاب صريحة في ان قائلها هو الشيخ ابن شهر آشوب حيث يقول "فوفقت في جمع هذا الكتاب ، مع اني أقول : مالي وللتصنيف والتأليف ، مع قلة البضاعة ، وعظم شأن هذه الصناعة ، إلا انني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا ، فاتخذ له عقدا منظوما ، وكم دنف نجا ، وصحيح هوى ، وربما أصاب الأعمى قصده ، وأخطأ البصير رشده . وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحت لي الرواية عنهم بأن أقول : حدثني ، وأخبرني ، وأنبأني ، وسمعت ، واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته وناولني من طرق الخاصة . "
ثم يورد أسانيده وطرقه لكتب العامة ثم لكتب الخاصة ، فيقول :
"أسانيد كتب الشيعة فاما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبى جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي ، وأبو الرضا فضل الله بن علي الحسيني القاشاني ، و عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي ، وأبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد الرازي ، ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري ، ومحمد بن الحسن الشوهاني ، وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي ، ومسعود بن علي الصوابي ، والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، وعلي بن شهرآشوب السروي والدي ، كلهم عن الشيخين المفيدين أبى علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، وأبى الوفا عبد الجبار بن علي المقرى الرازي عنه . وحدثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني ، ومحمد ابن الحسن الفتال النيسابوري ، وجدى شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته ."
مع انّ ابن جبر قال في مقدمته على مانقله الميرزا الافندي رحمه الله في فوائده ص601:" اني لما عزمت على انتخاب كتاب المناقب لابن شهر اشوب ،استشرت السيد الاجل تاج الدين ابو الحسين علي بن محمد بن ابي الفضل العلوي الحسيني وأشار هو بعمله وتأليفه "
ونقل من مقدمته اية الله الطهراني في الذريعة ج 24 - ص 88 : أول النخب : [ الحمد لله الذي خلق الأرواح بقدرته وسخر الرياح مبشرا بين يدي رحمته . عز بلا نصير وجل عن مثل ونظير . . وبعد فاعلموا رحمكم الله أني لما نظرت إلى الكتاب الذي صنفه الشيخ الفقيه العالم عز الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي الذي رسمه بمناقب آل أبي طالب رأيت أنه قد جمع فيه ما لا يوجد في كتاب واحد . . . جمعه من الكتب المتباعدة . . . من كتب الخاصة والعامة ما يأتي ذكره وكان الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو الحسين علي بن فرج قرأ على الشيخ هذا الكتاب وغيره من الكتب وأجاز له أن يروى عنه جميع مصنفاته . . . وكتب له بذلك إجازة . . . وقرأت من بعد على المشار إليه بالإجازة والرواية عدة كتب وسألته الإجازة فكتب لي إجازة جامعة تشتمل على جميع ما قرءه . . . هذا الشيخ على مشايخه . فلما عملت أن لي صلة برواية الكتاب . . . تنبهت وفكرت في كثرة ما جمع فيه وأنه ربما يؤدى عظم حجمه إلى العجز عن نقله بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه . . . فرأيت أن أختصر الكتاب وأنتزع منه . . . ما تثبت به الحجة . . . وسميته نخب المناقب . . .] ...الخ"
وواضح ان هذه النقاط بين الكلمات هي انتقاء لبعض الكلمات من مقدمة ابن جبر !! . ولعل هذا الفعل هو من تصرف من قام بطبع هذا الكتاب للاسف الشديد حيث حذف بعض الكلمات وجعل مكانها (...) ثلاث نقاط . ، وتظهر هذه بعض هذه الكلمات المحذوفة مما نقله العاملي في صراطه المستقيم فانه ايضا نقل جزء من مقدمة ابن جبر ج 1 - ص 11 :". قال ابن جبر في خطبة نخب المناقب : فكرت في كثرة ما جمع وأنه ربما يؤدي عظم حجمه إلى العجز عن نقله ، بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه والتصفح لجميعه لا سيما مع سقوط الاهتمام في طلب العلم ، فأومئ إلى ذكر الرجال وأدخل الروايات بعضها في بعض فمن أراد الإسناد والرجال فعليه بكتاب ابن شهرآشوب المذكور فإنه قد وضعها في ذلك المسطور ، والموجب لتركها خوف السأمة من جملتها ، ولان الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله ، إلا ما اتفق عليه الفريقان واختص به المخالف من العرفان ، أو تلقته الأمة بالقبول ، فإن الطاعن لا يمكنه مع الإنصاف أن يحول عنه ولا يزول ، إلا أن يعاند الحق وينكر الصدق ولا غرو لمن ميلته الدنيا إلى زخاريفها أن يجحد ما دلت عليه الأخبار ومعارفها ، ولذلك أنكر كثير من علماء الجمهور بعد عرفانهم كثيرا من الأمور ، فقد ورد في خبر الغدير وأسانيد الطوامير ، قال ابن شهرآشوب : قال جدي سمعت الجويني يقول شاهدت مجلدا ببغداد في رواة هذا الخبر مكتوب عليه المجلدة الثامنة والعشرون ويتلوها التاسعة والعشرون ....الخ"
وعلى اي حال ، فان مقدمة ابن جبر لا نجد لها اثر في مقدمة الكتاب المتداول . وقال اية الله الطهراني في ذريعته ج 22 - ص 318 ...."يظهر من الشيخ زين الدين البياضي في " الصراط المستقيم " ان أصل المناقب مفقود وهو كتاب كبير ، وزن جزء منه فكان تسعة أرطال ، بل الموجود هو منتخبه الموسوم ب " النخب " . لكن يأتي ان " النخب " غير هذا الموجود المطبوع وهو أيضا موجود ولا بعد في أن يكتب بقلم جلى على ورق غليظ جدا في جلد ثقيل يكون بالوزن المذكور ، مع أن المناقب الموجود ناقص قطعا حيث إنه ليس فيه أحوال الامام الثاني عشر ، ...الخ
".
أقول : مع ان النسخة المتداولة الان من كتاب المناقب هي الاصل الا انه نقص منها بعض ابوابها ، فسقط منها باب أحوال صاحب العصر والزمان الامام الثاني عشر عليه السلام. حيث اشار في كتابه المعالم الى هذا الباب ص147. وسقط منها باب احوال الصحابة والتابعين . كما قال في مقدمته ص15:"... ، وافتتحت ذلك بذكر سيد الأنبياء والمرسلين ، ثم بذكر الأئمة الصادقين ، وختمته بذكر الصحابة والتابعين."
ثالثاً: قال النمازي في المستدركات - ج 3 - ص 108رقم 4256 :
" الحسين بن جبير أبو عبد الله : لم يذكروه . وله كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب عليه السلام . نقل منه الكراجكي في كنزه كثيرا " . جد ج 24 / 83 و 84 و 351 ، وج 35 / 365 ، وج 36 / 124 ، وكمبا ج 7 / 108 و 166 ، وج 9 / 69 و 106 .".
وقوله : " نقل منه الكراجكي في كنزه كثيراً ". غريب جداً ، اذ انه لا يوجد اثر لكتاب نخب المناقب في كنز الفوائد ، بل ان الكراجكي من تلامذة الشيخ الطوسي رضي الله عنه ومن الطبقة الثانية عشر وابن جبر من الطبقة السادسة عشرة او السابعة عشرة – على ما قرره السيد البروجردي قدس سره- ، فكيف ينقل الكراجكي عن نخب المناقب!!!
ولكن الظاهر انّ الشيخ النمازي اشتبه بين كتاب كنز الفوائد وبين كتاب كنز جامع الفوائد .اذ ان العلامة المجلسي في اكثر من موضع في البحار ينقل عن كتاب كنز جامع الفوائد وهو ينقل عن نخب المناقب كما في المصادر التي اشار اليها النمازي وكنز جامع الفوائد هو " للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي ، انتخبه واختصره في 937 من كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة تأليف السيد شرف الدين علي الاسترآبادي الغروي ، تلميذ المحقق الكركي " الذريعة ج 18 - ص 149
والحمد لله رب العالمين.،
جابر المحمدي المهاجر،
اللهم صل على محمد وآل محمد،
وعجل فرجهم ، والعن اعداءهم ،،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
في كتاب مناقب آل أبي طالب ( عليه السلام)
قال العلامة الافندي الاصفهاني في فوائده ص600 :
" ابن جبرهوالشيخ الجليل والعالم النبيل شخ الطائفة ورئيسها الحسين بن جبر المعروف بابن جبر ،بالجيم المفتوحة والباءالموحدة الساكنة وآخره الراء ، على ماهو الموجود في اكثر الكتب ، ورأيت في بعض المواضع ان اسم والده جبير مُصغرا لا مكبرا ،والله يعلم .
وقال بعض العلماء : إنّ ابن جبر هذا هو السيد الحسين بن جبر الحسيني فلاحظ . وبالجملة فمن مؤلفات هذا الشخ كتاب نخب المناقب لآل ابي طالب هو انتخاب المناقب لابن شهر اشوب مع ضم بعض الفوائد والشواهد وحذف الاسانيد والزوائد .رأيت من كتابه هذا عدة من النسخ عتيقة وجديدة في مشهد الرضا عليه السلام وفي القطيف وغيرهما ، وعندنا منه نسخة عتيقة لكن النسخ التي عثرت عليها لم يوجد فيها سوى مناقب رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهما ، في مجلد ضخم كبير جداولم اعثر على باقي مجلداه في مناقب سائرالائمة عليهم السلام فتأمل ...الخ".
ثم بيّن العلامة ، أنّ النسخة المتداولة من مناقب آل ابي طالب عليه السلام ، انما هي هذا نخب المناقب لابن جبر ، وانه يحتمل ظنيا ان المجلسي رضي الله عنه ، ينقل عن هذا الناقص ايضا . !!
وفي ذلك يقول العلامة النوري على روحه التحية والسلام ، في خاتمته ج 3 ص 57 :"إلى آخر كلامه الظاهر ، بل الناص على كون المناقب الشائع الدائر في هذه الاعصار وقبلها ، بل في عصر المجلسي ، ليس هو الأصل ، بل هو مختصر منه ، اختصره ابن جبير أو غيره ، فان الموجود لا يزيد على أربعين الف بيت . واما عد المجلسي والشيخ الحر في البحار والوسائل واثبات الهداة وغيرهم من مأخذ مجاميعهم المناقب لابن شهرآشوب ففيه مسامحة لا يخفى على المتدرب في هذا الفن .....وليعلم أن الموجود من المناقب في أحوال الأئمة عليهم السلام إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ولم نعثر على أحوال الحجة عليه السلام منه ، ولا نقله من تقدمنا من سدنة الاخبار كالمجلسي ، والشيخ الحر ، وأمثالهما . وربما يتوهم أنه لم يوفق لذكر أحواله عليه السلام إلا أنه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد ( رحمه الله ) : إنه لقبه به صاحب الزمان عليه السلام ، قال : وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب ، والظاهر أنه كتبه في جملة أحواله عليه السلام ، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب (*). والله العالم ".انتهى
(*) سيأتي انّه ليس هو الباب الوحيد الذي سقط.
وفيه أولاً: ذكرالعلامة الافندي ان ابن جبر حذف الاسانيد عند اختصاره للمناقب . وهو اما يقصد بذلك أسانيد روايات الكتاب ، أو اسانيد الشيخ ابن شهر اشوب لكتب الخاصة والعامة التي هي في مقدمة الكتاب .
والشيخ ابن شهر آشوب نفسه صرّح بانه يختصر أسانيد الروايات حيث قال في المقدمة ص14: "وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار ، على متون الاخبار ، وعدلت عن الإطالة والاكثار ، والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها ، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها ، لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات .".
فعليه لابد وان العلامة الافندي –قدس سره- كان يقصد طرق و أسانيد الشيخ ابن شهراشوب لكتب الخاصة والعامة وهي طويلة وكثيرة.
ثانياً: ما ذكرناه آنفاً، يُعتبر قرينة على انّ المطبوع المتداول الان ليس (نخب المناقب) ، بل هو اصل الكتاب . لان الكتاب يشتمل على اسانيد وطرق ابن شهر اشوب التي حذفها ابن جبر عند انتخابه لكتاب المناقب. بل هو قرينة على انّ الكتاب الذي كان ينقل منه المولى المجلسي رضي الله عنه ، هو نفسه الاصل لا المنتخب . لانه ايضا نقل هذه الاسانيد في مقدمة بحاره ص62.
كيف ومقدمة الكتاب صريحة في ان قائلها هو الشيخ ابن شهر آشوب حيث يقول "فوفقت في جمع هذا الكتاب ، مع اني أقول : مالي وللتصنيف والتأليف ، مع قلة البضاعة ، وعظم شأن هذه الصناعة ، إلا انني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا ، فاتخذ له عقدا منظوما ، وكم دنف نجا ، وصحيح هوى ، وربما أصاب الأعمى قصده ، وأخطأ البصير رشده . وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحت لي الرواية عنهم بأن أقول : حدثني ، وأخبرني ، وأنبأني ، وسمعت ، واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته وناولني من طرق الخاصة . "
ثم يورد أسانيده وطرقه لكتب العامة ثم لكتب الخاصة ، فيقول :
"أسانيد كتب الشيعة فاما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبى جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي ، وأبو الرضا فضل الله بن علي الحسيني القاشاني ، و عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي ، وأبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد الرازي ، ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري ، ومحمد بن الحسن الشوهاني ، وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي ، ومسعود بن علي الصوابي ، والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، وعلي بن شهرآشوب السروي والدي ، كلهم عن الشيخين المفيدين أبى علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، وأبى الوفا عبد الجبار بن علي المقرى الرازي عنه . وحدثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني ، ومحمد ابن الحسن الفتال النيسابوري ، وجدى شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته ."
مع انّ ابن جبر قال في مقدمته على مانقله الميرزا الافندي رحمه الله في فوائده ص601:" اني لما عزمت على انتخاب كتاب المناقب لابن شهر اشوب ،استشرت السيد الاجل تاج الدين ابو الحسين علي بن محمد بن ابي الفضل العلوي الحسيني وأشار هو بعمله وتأليفه "
ونقل من مقدمته اية الله الطهراني في الذريعة ج 24 - ص 88 : أول النخب : [ الحمد لله الذي خلق الأرواح بقدرته وسخر الرياح مبشرا بين يدي رحمته . عز بلا نصير وجل عن مثل ونظير . . وبعد فاعلموا رحمكم الله أني لما نظرت إلى الكتاب الذي صنفه الشيخ الفقيه العالم عز الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي الذي رسمه بمناقب آل أبي طالب رأيت أنه قد جمع فيه ما لا يوجد في كتاب واحد . . . جمعه من الكتب المتباعدة . . . من كتب الخاصة والعامة ما يأتي ذكره وكان الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو الحسين علي بن فرج قرأ على الشيخ هذا الكتاب وغيره من الكتب وأجاز له أن يروى عنه جميع مصنفاته . . . وكتب له بذلك إجازة . . . وقرأت من بعد على المشار إليه بالإجازة والرواية عدة كتب وسألته الإجازة فكتب لي إجازة جامعة تشتمل على جميع ما قرءه . . . هذا الشيخ على مشايخه . فلما عملت أن لي صلة برواية الكتاب . . . تنبهت وفكرت في كثرة ما جمع فيه وأنه ربما يؤدى عظم حجمه إلى العجز عن نقله بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه . . . فرأيت أن أختصر الكتاب وأنتزع منه . . . ما تثبت به الحجة . . . وسميته نخب المناقب . . .] ...الخ"
وواضح ان هذه النقاط بين الكلمات هي انتقاء لبعض الكلمات من مقدمة ابن جبر !! . ولعل هذا الفعل هو من تصرف من قام بطبع هذا الكتاب للاسف الشديد حيث حذف بعض الكلمات وجعل مكانها (...) ثلاث نقاط . ، وتظهر هذه بعض هذه الكلمات المحذوفة مما نقله العاملي في صراطه المستقيم فانه ايضا نقل جزء من مقدمة ابن جبر ج 1 - ص 11 :". قال ابن جبر في خطبة نخب المناقب : فكرت في كثرة ما جمع وأنه ربما يؤدي عظم حجمه إلى العجز عن نقله ، بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه والتصفح لجميعه لا سيما مع سقوط الاهتمام في طلب العلم ، فأومئ إلى ذكر الرجال وأدخل الروايات بعضها في بعض فمن أراد الإسناد والرجال فعليه بكتاب ابن شهرآشوب المذكور فإنه قد وضعها في ذلك المسطور ، والموجب لتركها خوف السأمة من جملتها ، ولان الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله ، إلا ما اتفق عليه الفريقان واختص به المخالف من العرفان ، أو تلقته الأمة بالقبول ، فإن الطاعن لا يمكنه مع الإنصاف أن يحول عنه ولا يزول ، إلا أن يعاند الحق وينكر الصدق ولا غرو لمن ميلته الدنيا إلى زخاريفها أن يجحد ما دلت عليه الأخبار ومعارفها ، ولذلك أنكر كثير من علماء الجمهور بعد عرفانهم كثيرا من الأمور ، فقد ورد في خبر الغدير وأسانيد الطوامير ، قال ابن شهرآشوب : قال جدي سمعت الجويني يقول شاهدت مجلدا ببغداد في رواة هذا الخبر مكتوب عليه المجلدة الثامنة والعشرون ويتلوها التاسعة والعشرون ....الخ"
وعلى اي حال ، فان مقدمة ابن جبر لا نجد لها اثر في مقدمة الكتاب المتداول . وقال اية الله الطهراني في ذريعته ج 22 - ص 318 ...."يظهر من الشيخ زين الدين البياضي في " الصراط المستقيم " ان أصل المناقب مفقود وهو كتاب كبير ، وزن جزء منه فكان تسعة أرطال ، بل الموجود هو منتخبه الموسوم ب " النخب " . لكن يأتي ان " النخب " غير هذا الموجود المطبوع وهو أيضا موجود ولا بعد في أن يكتب بقلم جلى على ورق غليظ جدا في جلد ثقيل يكون بالوزن المذكور ، مع أن المناقب الموجود ناقص قطعا حيث إنه ليس فيه أحوال الامام الثاني عشر ، ...الخ
".
أقول : مع ان النسخة المتداولة الان من كتاب المناقب هي الاصل الا انه نقص منها بعض ابوابها ، فسقط منها باب أحوال صاحب العصر والزمان الامام الثاني عشر عليه السلام. حيث اشار في كتابه المعالم الى هذا الباب ص147. وسقط منها باب احوال الصحابة والتابعين . كما قال في مقدمته ص15:"... ، وافتتحت ذلك بذكر سيد الأنبياء والمرسلين ، ثم بذكر الأئمة الصادقين ، وختمته بذكر الصحابة والتابعين."
ثالثاً: قال النمازي في المستدركات - ج 3 - ص 108رقم 4256 :
" الحسين بن جبير أبو عبد الله : لم يذكروه . وله كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب عليه السلام . نقل منه الكراجكي في كنزه كثيرا " . جد ج 24 / 83 و 84 و 351 ، وج 35 / 365 ، وج 36 / 124 ، وكمبا ج 7 / 108 و 166 ، وج 9 / 69 و 106 .".
وقوله : " نقل منه الكراجكي في كنزه كثيراً ". غريب جداً ، اذ انه لا يوجد اثر لكتاب نخب المناقب في كنز الفوائد ، بل ان الكراجكي من تلامذة الشيخ الطوسي رضي الله عنه ومن الطبقة الثانية عشر وابن جبر من الطبقة السادسة عشرة او السابعة عشرة – على ما قرره السيد البروجردي قدس سره- ، فكيف ينقل الكراجكي عن نخب المناقب!!!
ولكن الظاهر انّ الشيخ النمازي اشتبه بين كتاب كنز الفوائد وبين كتاب كنز جامع الفوائد .اذ ان العلامة المجلسي في اكثر من موضع في البحار ينقل عن كتاب كنز جامع الفوائد وهو ينقل عن نخب المناقب كما في المصادر التي اشار اليها النمازي وكنز جامع الفوائد هو " للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي ، انتخبه واختصره في 937 من كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة تأليف السيد شرف الدين علي الاسترآبادي الغروي ، تلميذ المحقق الكركي " الذريعة ج 18 - ص 149
والحمد لله رب العالمين.،
جابر المحمدي المهاجر،