البلاهة والفطنة ....... في عالم الإنترنت

18 أبريل 2010
21
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت صغيرا حين سمعت هذه الكلمات من عمي رحمه الله . إن الفرق بين الفطن والأبله هو أن الأبله لا يفرق بين مجلسه داخل بيته وبين مجلسه في الشارع فالحديث عنده والسلوك واحد ، هل رأيت عالما فاضلا جلس على باب داره بالملابس الداخلية وهو يتحدث إلى جيرانه. لو فعلها عالم لقيل عنه مجنون.....

كانت هذه الكلمات ترن في أذني.

قبل سنة أو اكثر طلب مني أحد الأخوة أن أشارك في ساحة حوار الطلبة في شيعة لنك حرس الله أصحابها. فدخلت لأرى ، فبمجرد أن قرأت المواضيع المطروحة كتبت لصديقي أن هؤلاء لا يعرفون انهم يجلسون بالملابس الداخلية على قارعة الطريق يتحدثون بشؤون بيتهم الداخلي الذي لا ينبغي أن يفهمه الجار الصديق لا العدو المتربص والمصيبة أن هذا الشارع فيه مايكرفونات توصل الصوت لكل الكرة الأرضية.

ويتكرر الحدث.........

المصيبة أن البحوث التي يريدون طرقها لا يفهمونها ولا يميزون ماهيتها ولا كيف تبحث؟؟
فذاك يبحث بالتقليد وهو لا يدري ما هو التقليد حقيقة وما هو جوهر الدليل عليه، هل يميز الجالسون في شارع الانترنت الفرق في تعريف التقليد بين "العمل طبق فتوى المجتهد" وبين تعريفه "بالعمل بما وافق فتوى المجتهد" وأن الأول لا يرى براءة الذمة إلا بالتقليد في العمل والثاني يرى البراءة لمجرد تطابق العمل مع فتوى المجتهد المبرِء للذمة ولو من دون تقليد، ولماذا كان هذا الفارق في التعريف ؟ وما هي أبعاده؟ الخ..
وهناك من يبحث عن المرجعية وهو لا يدري بأنها نظام لإدارة الأفكار فقط وهي ليست نظاما إداريا سياسيا (حتى للقائل بولاية الفقيه فالأمر مفصول عنده بين بيان الحكم وبين آلية التنفيذ). والمرجعية منفصلة عن مراكز الدراسات عند الشيعة لأن الدراسات تطوعية، ومسألة تمويل الدارسين من أموال الحقوق مسألة منفصلة تماما. ولعل بعض المراجع يرى أن ذلك الجهد الإضافي تبرع منه قربة إلى الله ليكون رابط حقيقي بين المؤمنين وبين الدارسين وإلا فهو في غنى عن هذه الورطة الشرعية .
لقد سألت بعض الأفاضل عن حجم الأعباء على المرجعية فقال بالحرف الواحد أنها لا تطاق وأغلبها ليست من مهامه كما يرى هو، خذ مثلا السيد الخوئي رحمه الله انه كان يرى أن لا دخل للفقيه في الحكم بالموضوعات إلا في القضاء وفض الخصومات، ولكنه كان يتصدى لكل صغيرة وكبيرة حتى الاستخارة التي لا يؤمن بحجيتها، لأنه يرى عدم المصلحة في ترك الناس. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على البعد الإنساني والتبرع التطوعي لعمل الخير. لأن نظر اغلب الفقهاء إلى مهمة الفقيه هي بيان الحكام الإلزامية فقط وغيرها لا يكون الفقيه مسؤولا عنه. فكل تصدي آخر هو تبرع يشكر عليه فإن اخطأ فله عذر نية المتبرع السليمة، وإن أصاب فذلك توفيق من الله وحسن تأتي من الفقيه.

فالحقيقة في واد وما نبحث عنه في واد آخر...

وكل ما يبحث في شارع الإنترنت هو:-

أما أنه لا يشكل حكما أصلا كالبحث في التأريخ أو حتى في هوامش العقائد وهو أمر ليس من اختصاص الفقيه إجماعا عقلائيا فضلا عن كونه ليس من اختصاص المرجع.
وإما أن يكون البحث في المسكوت عنه وفي مناطق الفراغ التشريعي وهذا الأمر يختلف فيه الفقيه فبعض يرى ضرورة تعليم المباحات للناس والبعض الأخر كالسيد الخوئي وغيره يرى أن ليس من مهمة الفقية بيان المباحات و إنما عليه أن يبين الأحكام الإلزامية فقط، وهناك من يذهب إلى ابعد من ذلك فيرى ما يراه الفقه السني في باب سد الذرائع من جهة الأحكام الثانوية. ولهذا لا يجيز التبرع ببيان المباح ما لم يتحقق من العناوين الثانوية التي تلحق الموضوع.. فأين هذا من المناقشات الدائرة. يبدوا أن عند بعضنا وقتا إضافيا ليشغل نفسه عن التصدي للدفاع عن شرفه وعرضه الذي يتعرض لأشد أنواع الأذى بالهجوم على شرف آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واعراضهم واتهامهم بالمروق والخنى وذلك عن طريق التحريف والتزيف واخس الأساليب القذرة.

أفيضوا علينا من فراغكم ....

هل يجوز أن نجلس على قارعة الطريق نمزق أعراضنا ؟؟ الجواب... حسب البلاهة أو الفطنة...

هل أنا مخطئ؟ وينبغي أن نجلس في قارعة الطريق كما يفعل العامة فهم أهل ذوق لا يعرفه أهل العلم الجهلة بالأذواق الفنية .. فعلينا أن نعلن بأعلى أصواتنا عن أفكارنا فكما يقال: لا شيء عندنا نخفيه... سمعت هذه الكلمة من موظف يعمل في ملهى في شارع الحمراء ببيروت حين طلبت منه تأجيل حواره البذيء مع صاحبه.
الجواب .... حسب البلاهة أو الفطنة.

هنيئا لنا هذا التطور....... والوداع للفضيلة والفطنة

اقرءوا عليها الفاتحة يرحمكم الله .....

أخوكم المنار

هناك مجموعة من القطط جمعها أحدهم يريد أن يرميها في البحر ووضعها في كيس من القماش، وأخذها على عاتقه ماشيا ببطء والقطط تمزق بلحم بعضها بدل أن تمزق القماش الخفيف.
حين وصل صاحبنا إلى البحر وجدها كلها ميته فلا حاجة لأن يرميها في البحر.. فنفض الكيس ورجع به إلى مأواه.