مقارنة بين النبي يوسف عليه السلام ، وبين الإمام المهدي عليه السلام.

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،،

والصلاة والسلام على الحبيب المُسدد،
الخاتم المُؤيد ، والإمام الامجد ،
ابي القاسم محمد ، صلى الله عليه وعلى آباءه الطاهرين.
واللعنة الابدية على اعدائه من الاولين والاخرين .
لاسيما أهل هذا الزمان.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


روي عن الامام الصادق عليه السلام قال :"عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن في القائم سنة من يوسف ، قلت كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟ فقال لي : وما تنكر هذه الأمة أشباه الخنازير أن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخو هم فلم يعرفوه حتى قال لهم : " أنا يوسف وهذا أخي " فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته عنهم لقد كان يوسف يوما ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة إيام إلى مصر ، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف عليه السلام حين قال لهم : " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون * قالوا إنك لأنت يوسف * قال أنا يوسف وهذا أخي "كمال الدين.





** غاب يوسف الصديق عليه السلام عن أهله وهو صغير وكان حجة لله ونبيا صادقاً بدليل قوله تعالى "فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(15) سورة يوسف".
فالله أوحى اليه وهو في الجب ،أي كان نبياً.
قال الرازي في تفسيره ج 18 - ص 99:
"ثم قال تعالى : * ( وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ) * وفيه مسائل : المسألة الأولى : في قوله : * ( وأوحينا إليه ) * قولان : أحدهما : أن المراد منه الوحي والنبوة والرسالة وهذا قول طائفة عظيمة من المحققين ، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أنه عليه السلام هل كان في ذلك الوقت بالغا أو كان صبيا قال بعضهم : إنه كان في ذلك الوقت بالغا وكان سنه سبع عشرة سنة ، وقال آخرون : إنه كان صغيرا إلا أن الله تعالى أكمل عقله وجعله صالحا لقبول الوحي والنبوة كما في حق عيسى عليه السلام ".


والامام المهدي ارواحنا له الفداء غاب وهو صغير . وكان حجة لله وإماماً صادقاً.

فمن يستدل بالغيبة على بطلان إمامة الامام المهدي عليه السلام فيلزمه ،أن يُبطل نبوة يوسف عليه السلام.






** كانت بداية غيبة الامام المهدي عليه السلام في السرداب الطاهر ،وهو مكان صغير .
وكانت بداية غيبة يوسف الصديق عليه السلام في البئر وهو مكان صغير ايضاً.


فمن يسخر من الامام المهدي عليه السلام لكونه كان في سرداب بيته الطاهر ، فليزمه ان يسخر من يوسف لانه كان في بئر والبئر أضيق من السرداب.!





**قال الامام الصادق عليه السلام :"يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه "أي يعرفهم ولا يعرفونه .
وكذلك يوسف عليه السلام قال تعالى " وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) سورة يوسف".



**يوسف عليه السلام كان يفيد الناس ويَمد لهم يد العون، فغيبته لم تمنعه من التفضل على الناس ، قال تعالى " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) سورة يوسف".

وكذلك الامام المهدي عليه السلام روي عنه " إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء أو اصطلمكم الاعداء". فهو بأبي وأمي يعين الناس ولكن كيوسف الصديق ، لا يُعرف بشخصه.

فمن يقول مافائدة المهدي في غيبته ، نقول له كفائدة يوسف في غيبته عليه السلام .




**كان النبي يعقوب عليه السلام والمؤمنين ينتظرون الفرج بظهور يوسف الصديق ورؤيته وعودته."وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ (84) سورة يوسف".

وكذلك شيعة أهل البيت عليهم السلام ينتظرون الفرج بظهور الامام المهدي وعودته.



**مكنّ الله ليوسف عليه السلام في ارضه وجعله حاكماً "وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء (56) سورة يوسف ".

وكذلك الامام المهدي يُمكن الله له في الارض ويجعله حاكما ويملؤها قسطاً وعدلاً.




قال رسول الله صلى الله عليه وآله لتتبعن سنن الذين قبلكم شبراً بشبر.





والحمدلله رب العالمين .



جابر المحمدي المهاجر،،

-

السلام على المؤمنين والمؤمنات جميعاً.

شكرا لكم جميعاً ووفقكم الله.



قال الثعلبي في الكشف والبيان (7/240):

(( واختلفوا في مدة غيبة يوسف عن يعقوب،
فقال الكلبي : مائتان وعشرون سنة،
سلمان الفارسي : أربعون سنة،
عبدالله بن شداد : سبعون سنة وقيل : سبع وسبعون سنة،
وقال الحسن : ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وغاب عن أبيه ثمانين سنة،
وعاش بعد لقائه بيعقوب ثلاثا وعشرين سنة،
ومات وهو ابن عشرين ومائه سنة،
وفي التوراة : مائة وست وعشر سنين. في قول ابن إسحاق بن يسار : ثمانين وسبعة أعوام،
وقال ابن أبي إسحاق : ثماني عشرة سنة،
وولد ليوسف من امرأة العزيز : افراثيم وميشا ورحمة امرأة أيوب،
وبين يوسف وموسى أربعمائة سنة.))






جابر المحمدي المهاجر،