بعض معجزات النبي محمد صلى الله عليه وآله - روايات صحيحة

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
285_ج 17 - ص 225ح1 :
قرب الإسناد : الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم وأنا طفل خماسي إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة ، والحجة على أهل الأرض ؟ قال لهم : نعم ، قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك ، وثبت في غيركم ، ونلقاكم مستضعفين مقهورين ، لا يرقب فيكم ذمة نبيكم؟ فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ، ثم قال : نعم لم تزل أنبياء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور ، قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقينا، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : ادنه يا موسى ، فدنوت فمسح يده على صدري ، ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله ، ثم قال : سلوه عما بدا لكم ، قالوا : وكيف نسأل طفلا لا يفقه ؟ قلت : سلوني تفقها ، ودعوا العنت . قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران ، قلت : العصا ، و إخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر ، قالوا : صدقت ، * فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من ارسل إليه ؟ قلت : آيات كثيرة أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا ، أما أول ذلك فإن أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان رسالته بالرجوم ، وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة . ومن ذلك كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته ، وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته ، وحين أيفع ، وفتى وكهلا ، لا يعرف له شكل ، ولا يوازيه مثل ومن ذلك أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه قريش فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ، ووصف لهم صفته فأقروا جميعا بأن هذه الصفة في محمد ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها . ومن ذلك : أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت ربا يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها . ومن ذلك أن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي أتاه وهو نائم خلف جدار ، ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه . ومن ذلك أن أعرابيا باع ذودا له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشا فقال : أعدوني على أبي الحكم فقد لوى بحقي ، فأشاروا إلى محمد صلى الله عليه وآله وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا : ائت هذا الرجل فاستعديه عليه ، وهم يهزؤون بالاعرابي ، فأتاه فقال له ، يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي ، قال : نعم ، فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج إليه متغيرا فقال له ما حاجتك ؟ قال : أعط الاعرابي حقه ، قال : نعم ، وجاء الاعرابي إلى قريش فقال : جزاكم الله خيرا ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فأخذ حقي ، وجاء أبو جهل فقالوا : أعطيت الاعرابي حقه ؟ قال : نعم ، قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ونهزأ بالاعرابي ، فقال : ما هو إلا دق بابي فخرجت إليه ، فقال : أعط الاعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحا فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته . ومن ذلك أن قريشا أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته ، فوصفوه ، وقالوا : من تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا ، فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له . ومن ذلك أن قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتى يخرج إلى المدينة في طلبه فلحق به ، فقال صاحبه ، هذا سراقة يا نبي الله ، فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره ، فناداه يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك ، وكل من عاداك لا أصالح ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه ، فأطلق فوفى ، وما انثنى بعد . ومن ذلك أن عامر بن الطفيل وأزيد بن قيس أتيا النبي صلى الله عليه وآله فقال عامر لأزيد : إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد حال ، قال : لا حتى تقول : لا إله إلا الله ، وإني رسول الله ، وهو ينظر إلى أزيد ، وأزيد لا يخبر شيئا ، فلما طال ذلك نهض وخرج ، وقال لأزيد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف منك على نفسه فتكا منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، قال له أزيد : لا تعجل فإني ما هممت بما أمرتني به إلا دخلت الرجال بيني وبينك حتى ما أبصر غيرك فأضربك . ومن ذلك أن أزيد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه فأقبل النبي صلى الله عليه وآله على أزيد فقال : يا أزيد أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل ؟ وأخبر بما كان منهما ، فقال أزيد : والله ما حضرني وعامرا أحد وما أخبرك بهذا إلا ملك السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله . ومن ذلك أن نفرا من اليهود أتوه فقالوا لأبي الحسن جدي : استأذن لنا على ابن عمك نسأله فدخل علي عليه السلام فأعلمه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : وما يريدون مني ؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ثم قال : أذن لهم فدخلوا عليه ، فقال : أتسألوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا : نبئنا ، قال : جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، قال : كان غلاما من أهل الروم ، ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بنى السد فيها ، قالوا : نشهد أن هذا كذا . ومن ذلك أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال : لا أدع من البر والاثم شيئا إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه : إليك يا وابصة عن رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : دعه ، ادنه يا وابصة ، فدنوت ، فقال : أتسأل عما جئت له أو أخبرك ؟ قال : أخبرني ، قال : جئت تسأل عن البر والاثم ، قال : نعم ، فضرب بيده على صدره ثم قال : يا وابصة البر ما اطمأنت به النفس ، والبر ما اطمأن به الصدر ، والاثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وأفتوك . ومن ذلك أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال : ائتوني بتمر أهلكم مما معكم ، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : هذا يسمى كذا وهذا يسمى كذا ، فقالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا ، فوصف لهم أرضهم ، فقالوا أدخلتها ؟ قال لا ، ولكن فسح لي فنظرت إليها ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله هذا خالي وبه خبل فأخذ بردائه ، ثم قال : اخرج عدو الله ثلاثا ثم أرسله فبرأ ، وأتوه بشاة هرمة فأخذ أحد اذنيها بين أصابعه فصار لها ميسما ، ثم قال : خذوها فإن هذه السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة ، فهي توالد وتلك في آذانها معروفة غير مجهولة . ومن ذلك أنه كان في سفر فمر على بعير قد أعيا وقام مبركا على أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال : افتح فاه فصب في فيه ، فمر ذلك الماء على رأسه وحاركه ، ثم قال : اللهم احمل خلادا وعامرا ورفيقهما وهما صاحبا الجمل ، فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل ومن ذلك أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه ، فقال صاحبها : لو كان نبيا يعلم أمر الناقة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : الغيب لا يعلمه إلا الله ، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال . ومن ذلك أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له ، فقال : إنه ليشكو شر ولاية أهله له ، وسأله أن يخرج عنهم فسأل عن صاحبه فأتاه فقال : بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : يسألني أن أتولى أمره ، فباعه من علي عليه السلام فلم يزل عنده إلى أيام صفين . ومن ذلك أنه كان في مسجده إذ أقبل جمل ناد حتى وضع رأسه في حجره ، ثم خرخر ، فقال النبي صلى الله عليه آله : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث ، فقال رجل : يا رسول الله هذا لفلان وقد أراد به ذلك ، فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ففعل . ومن ذلك أنه دعا على مضر فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم كسني يوسف ، فأصابهم سنون ، فأتاه رجل فقال : فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " اللهم دعوتك فأجبتني ، وسألتك فأعطيتني اللهم فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا طبقا سجالا عاجلا غير رائث ، نافعا غير ضار " فما قام حتى ملا كل شئ ، ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حوالينا ولا علينا ، فانجابت السحابة عن المدينة وصار فيما حولها وامطروا أشهرا . ومن ذلك أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش فلما كان بحيال بحير الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالما بالكتب وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعي إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال : هل بقي في رحالكم أحد ، فقالوا : غلام يتيم ، فقام بحير الراهب فاطلع فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ففعلوا ، وبحير مشرف عليه وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك ، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد ، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد ابتهم ، فزوجته نفسها بالذي بأنها من خبر بحير . ومن ذلك أنه كان بمكة قبل الهجرة أيام ألبت عليه قومه وعشائره ، فأمر عليا أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاما ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب فدعا أربعين رجلا ، فقال : احضر لهم طعاما يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة و الأربعة ، فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى ولم يسم القوم ، فأكلوا و صدروا شبعى ، فقال أبو جهل : جاد ما سحركم محمد ، يطعم من طعام ثلاثة رجال أربعين رجلا ، هذا والله السحر الذي لا بعده ، فقال علي عليه السلام : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا ومن ذلك أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : " دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم ، وذرة بدرهم ، وأتيت فاطمة عليها السلام حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي : فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعا فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاما ، فقام واتكأ علي ومضينا نحو فاطمة عليه السلام ، فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة ، فقدمت إليه البرمة والقرص ، فغطى القرص وقال : " اللهم بارك لنا في طعامنا " ثم قال : اغرفي لعائشة ، فغرفت ، ثم قال : اغرفي لام سلمة، فما زالت : تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقا ، ثم قال : اغرفي لابنيك وبعلك ، ثم قال : اغرفي وكلي وأهدي لجاراتك ، ففعلت وبقي عندهم أياما يأكلون . ومن ذلك أن امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي صلى الله عليه وآله بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي صلى الله عليه وآله الذراع ، وتناول بشر الكراع ، فأما النبي صلى الله عليه وآله فلاكها ولفظها ، وقال : إنها لتخبرني أنها مسمومة ، وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، فقال : ما حملك على ما فعلت ؟ قالت : قلت زوجي وأشراف قومي ، فقلت : إن كان ملكا قتلته ، وإن كان نبيا فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك . ومن ذلك أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص، ورأيت النبي صلى الله عليه وآله يحفر وبطنه خميص ، فأتيت أهلي فأخبرتها ، فقالت : ما عندنا إلا هذه الشاة ، ومحرز من ذرة قال فاخبزي ، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي حتى إذا أدرك أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله اتخذت طعاما فأتني أنت ومن أحببت ، فشبك أصابعه في يده ، ثم نادى ألا إن جابرا يدعوكم إلى طعامه ، فأتى أهله مذعورا خجلا فقال لها : هي الفضيحة قد جفل بها أجمعين ، فقالت : أنت دعوتهم أم هو قال : هو ، قالت : فهو أعلم بهم ، فلما رآنا أمر بالأنطاع ، فبسطت على الشوارع ، وأمره أن يجمع التواري - يعني قصاعا كانت من خشب - والجفان ، ثم قال : ما عندكم من الطعام ؟ فأعلمته ، فقال : غطوا السدانة والبرمة والتنور واغرفوا ، وأخرجوا الخبز و اللحم وغطوا ، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئا حتى شبع القوم وهم ثلاثة آلاف ، ثم أكل جابر وأهله وأهدوا وبقي عندهم أياما . ومن ذلك أن سعد بن عبادة الأنصاري أتاه عشية وهو صائم فدعاه إلى طعامه ، و دعا معه علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وآله : نبي ووصي أيا سعد أكل طعامك الأبرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة ، فحمله سعد على حمار قطوف ، وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج ما يساير . ومن ذلك أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب والراكبين ، فقال : من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه ، فلما انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ، ففاض الماء فشربوا وملأوا أداواهم ومياضيهم وتوضؤوا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لان بقيتم وبقى منكم ليسقين بهذا الوادي يسقى ما بين يديه من كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال . ومن ذلك إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون فوجدوا ذلك موافقا لما يقول . ومن ذلك أنه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به بما رأى في سفره ، فأنكر ذلك بعض وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة ، وهيأتهم ومنازلهم وما معهم من الأمتعة وأنه رأى عيرا أمامها بعير أورق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس ، فعدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس ، فقال بعضهم : كذب الساحر ، وبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق فقالوا : صدق ، هذه ، نعم قد أقبلت .ومن ذلك أنه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا وبادر الناس إليه يقولون : الماء الماء يا رسول الله ، فقال لأبي هريرة : هل معك من الماء شئ ؟ قال : كقدر قدح في ميضاتي قال : هلم ميضاتك ، فصب ما فيه في قدح ودعا وأوعاه وقال : ناد من أراد الماء . فأقبلوا يقولون : الماء يا رسول الله ، فما زال يسكب وأبو هريرة يسقي حتى روي القوم أجمعون ، و ملأوا ما معهم ، ثم قال لأبي هريرة : اشرب ، فقال : بل آخركم شربا ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وآله وشرب . ومن ذلك أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق فقال لها : أين تريدين ؟ قالت : إلى عبد الله بهذه التمرات ، فقال : هاتيهن فنثرت في كفه ، ثم دعا بالأنطاع وفرقها عليها وغطاها بالأزر ، وقام وصلى ففاض التمر على الأنطاع ، ثم نادى هلموا وكلوا ، فأكلوا وشبعوا وحملوا معهم ودفع ما بقي إليها . ومن ذلك أنه كان في سفر فأجهدوا جوعا ، فقال : من كان معه زاد فليأتنا به فأتاه نفر منهم بمقدار صاع ، فدعا بالأزر والأنطاع ثم صب التمر عليها، ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة . ومن ذلك أنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم فقالوا : يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان القيظ اجتمعنا عليها ، وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولنا ، وقد صار من حولنا عدوا لنا فادع الله في بئرنا فتفل صلى الله عليه وآله في بئرهم ففاضت المياه المغيبة ، وكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعد من كثرة مائها ، فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب فحاول مثله من قليب قليل ماؤه فتفل الأنكد في القليب فغار ماؤه ، وصار كالجبوب . ومن ذلك أن سراقة بن جعشم حين وجهه قريش في طلبه ناوله نبلا من كنانته و قال له : ستمر برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي ، أطعم عندهم واشرب ، فلما انتهى إليهم أتوه بعنز حايل فمسح صلى الله عليه وآله ضرعها فصارت حاملا ودرت حتى ملأوا الاناء وارتووا . ومن ذلك أنه نزل بأم شريك فأتته بعكة فيها سمن يسير ، فأكل هو أصحابه ، ثم دعا لها بالبركة فلم تزل العكة تصب سمنا أيام حياتها . ومن ذلك أن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر بن أبي قحافة ، فقال : يا رسول الله هذه أم جميل محفظة ، أي مغضبة تريدك ، ومعها حجر تريد أن ترميك به ، فقال : إنها لا تراني ، فقالت لأبي بكر : أين صاحبك ؟ قال : حيث شاء الله ، قالت : لقد جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني ، واللات والعزى إني لشاعرة فقال أبو بكر : يا رسول الله لم ترك ؟ قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجابا . ومن ذلك كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت فقالت اليهود : وكيف لنا بأن نعلم أن هذا كما وصفت ؟ فقال لهم موسى عليه السلام . وكيف لنا بأن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى صلى الله عليه على ما تصفون ؟ قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين ، قال لهم : فاعلموا صدق ما أتيناكم به بخبر طفل لقنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين ، فقالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنكم الأئمة والقادة والحجج من عند الله على خلقه ، فوثب أبو عبد الله عليه السلام فقبل بين عيني ، ثم قال : أنت القائم من بعدي - فلهذا قالت الواقفة : إنه حي ، وإنه القائم - ثم كساهم أبو عبد الله عليه السلام ووهب لهم وانصرفوا مسلمين.


[[ الرواية صحيحة الاسناد ]].








286_ج 17 - ص 366 ح13 :
بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد وعلي بن الحكم جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن من الناس من يؤمن بالكلام ومنهم من لا يؤمن إلا بالنظر ، إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : أرني آية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لشجرتين : اجتمعا ، فاجتمعتا ، ثم قال : تفرقا ، فافترقتا ، ورجع كل واحدة منهما إلى مكانهما ، قال : فآمن الرجل .


[[الرواية صحيحة الاسناد]].






287_ج 17 - ص 400ح13 :
الاختصاص ، بصائر الدرجات : أحمد بن الحسن بن فضال ، عن أبيه وأحمد بن محمد ، عن ابن فضال عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن ناضحا كان لرجل من الناس فلما أسن قال بعض أصحابه : لو نحرتموه ، فجاء البعير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يرغو ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحبه ، فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه وآله : إن هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى هرم ، وأنه قد نفعكم وأنكم أردتم نحره ، قال : فقال : صدق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تنحروه ودعوه ، قال : فتركوه .



[[الرواية موثقة الاسناد]].





288_ج 18 - ص 20 ح47 :
الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما استسقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسقي الناس حتى قالوا : إنه الغرق ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيده وردها : " اللهم حوالينا ولا علينا " قال : فتفرق السحاب ، فقالوا يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا فسقينا ، قال : إني دعوت وليس لي في ذلك نية ، ثم دعوت ولي في ذلك نية.


[[الرواية صحيحة الاسناد]].




289_ ج 18 - ص 105ح2 :
قرب الإسناد : اليقطيني ، عن ابن ميمون ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : قال أبي : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخذ من العباس يوم بدر دنانير كانت معه ، فقال : يا رسول الله ما عندي غيرها فقال : فأين الذي استخبيته عند أم الفضل ؟ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، ما كان معها أحد حين استخبيته.


[[الرواية صحيحة الاسناد]].




290_ 18 - ص 128 ح37 :
الكافي : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول وهو يحدث الناس بمكة : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس ، فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان : أنصاري وثقفي ، فقال لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألا عنها ، فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني وإن شئتما فاسألا عنها ، قالا : بل تخبرنا قبل أن نسألك عنها ، فإن ذلك أجلى للعمى ، وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك ما لك في ذلك من الخير ، أما وضوؤك فإنك إذا وضعت يدك في إنائك ثم قلت : بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب ، فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرها وفوك ، فإذا غسلت ذراعك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك ، فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك ، فهذا لك في وضوئك.


[[الرواية صحيحة الاسناد]].







291_ج 18 - ص 146ح6 :
ثواب الأعمال : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، و تحسن فيه علانيتهم ، طمعا في الدنيا ، لا يريدن به ما عند الله عز وجل ، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم .

[[الرواية موثقة الاسناد ،وهي اخبار عن الغيب]].





292_ج 18 - ص 146ح7 :
ثواب الأعمال : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .


[[الرواية موثقة الاسناد]].




معجزة الاسراء والمعراج ،،

293_ج 18 - ص 306ح12 :
الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما عرج برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انتهى به جبرئيل ( عليه السلام ) إلى مكان فخلى عنه ، فقال له : يا جبرئيل أتخليني على هذه الحال ؟ فقال : امضه ، فوالله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك .


[[الرواية صحيحة الاسناد]].




294_ج 18 - ص 307ح14 :
الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة أو الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما أسري برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل وأقام ، فتقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصف الملائكة والنبيون خلف محمد ( صلى الله عليه وآله.

[[الرواية صحيحة الاسناد]].





295_ج 18 - ص 307ح15 :
الكافي : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن معاوية ، عن أبي عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد أسرى ربي بي فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى ، وشافهني إلى أن قال لي : يا محمد من أذل لي وليا فقد أرصد لي بالمحاربة ، ومن حاربني حاربته ، قلت : يا رب ومن وليك هذا ؟ فقد علمت أن من حاربك حاربته ، قال : ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولذريتكما بالولاية .


[[الرواية صحيحة الاسناد]].






296_ ج 18 - ص 341ح48 :
أمالي الصدوق : أبي : عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسن بن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث أسري به لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به حتى مر بخلق من خلق الله ، فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئا ، فوجده قاطبا عابسا ، فقال : يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا ، فمن هذا ؟ قال : هذا مالك خازن النار ، وهكذا خلقه ربه ، قال : فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : إن هذا محمد رسول الله وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار ، قال : فأخرج له عنقا منها فرآها ، فلما أبصرها لم يكن ضاحكا حتى قبضه الله عز وجل .


[[الرواية موثقة الاسناد]].







297_ ج 18 - ص 375ح80 :
تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان بيضاء ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم ؟ فقالوا : حتى تجيئنا النفقة ، فقلت لهم : وما نفقتكم ؟ فقالوا : قول المؤمن في الدنيا : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ، فإذا قال : بنينا ، وإذا أمسك أمسكنا .


[[الرواية صحيحة الاسناد]].





298_ ج 18 - ص 387ح95 :
بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن عبد الصمد بن بشير قال : ذكر عند أبي عبد الله بدء الاذان وقصة الاذان في إسراء النبي حتى انتهى إلى السدرة المنتهى ، قال فقالت السدرة المنتهى : ما جازني مخلوق قبلك ، قال : " ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال : فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، قال : وأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم وقبائلهم ، قال : فقال له : " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه و رسله " قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال : فقال الله قد فعلت ، قال : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا " إلى آخر السورة وكل ذلك يقول الله : قد فعلت ، قال : ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ، قال : فقال الله : " فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون " قال : فلما فرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور ، ثم قص قصة البيت والصلاة فيه ، ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام .).



[[الرواية صحيحة الاسناد]].