حديث العشرة المبشرين بالجنة (باطل )

18 أبريل 2010
15
0
0
حديث العشرة المبشرة باطل! , أضيف في 22 سبتمبر 2009
إن حديث العشرة المبشرة بالجنة الذي يتضرع به السلفية والوهابية ويعتمدون عليه ويسلمون في صحته باطل وذلك للأساب التالية:
أولاً: الراوي لهذا الحديث هو سعيد بن زيد ابن نفيل وهو احد العشرة المبشرة ومن زكى غيره بتزكية نفسه لم تثبت تزكيته في الشرع الاسلامي كما ان من شهد بشهادة له كفلٌ فيها لن تقبل شهادته فيه اجماعاً.
ثانياً: انه خبر آحاد ورواية الواحد وهو سعيد وحده غير مقبولة ولا يحصل بها القطع بالحق عند الله «تعالى» اذ يقول بكتابه العزيز فشاهدين عادلين. فلا تثبت الشهادة شرعاً الا بشهادة عدلين، اما في الزنا فلا تقوم الا باربعة شهود شهادة حسية. فهذا شيء باطل لا يقوم به الحق.
ثالثاً: ان العقل بطبيعته يحكم حكم قطعياً بامتناع القطع بالجنة، والامان من النار لمن لم يكن معصوماً ويجوز عليه ارتكاب المعاصي والآثام. ولمن ليس معصوماً من الضلال: لانه مع القطع له بالجنة في حين انتفاء العصمة عنه يوجب ذلك إغراءه بأقتراف الذنوب، وارتكاب المعاصي فيكون نشيطاً في ارتكاب ما تدعوه اليه الطبائع البشرية من الشهوات، لأنه حينئذ يكون في مأمن من العذاب، مطمئناً الى ما اخبر به من حسن العاقبة والقطع له بالجنة وحسن الثواب، وذلك واضح البطلان ومستبعد من الصواب، ولا يجوز على الحكيم ان يريده، ولا تصح نسبته اليه مطلقاً لقبحه في اولي العقول. ولما ثبت بالاجماع انتفاء العصمة عمن تضمنه الخبر سوى امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لما تذهب اليه معاشر الامامية من عصمته مطلقاً وبآية (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الاحزاب: 33)، وهذه الآية تثبت له العصمة، ولا نقاش ولا حاجة الى زيادة الشرح. وآية (هل اتى) تكفي في ذلك لانها تضمن له الجنة ولا تثبت لغير المعصوم عن الذنوب، ووقوع غيره ممن ذكر من ليس بمعصوم عن المعاصي. فثبت بطلان الحديث وعدم صدوره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
رابعاً: لو كان الحديث صحيحاً لما وقع الجزع والفزع من ابي بكر وعمر في حياتهما وعند احتضارهما فهذا المتقي الهندي يحدثنا في منتخب كنز العمال (ص361) بهامش الجزء الرابع من مسند احمد بن حنبل، وكذلك السيوطي يخبرنا في (ص41) من تاريخه. وذلك الطبري يحكي لنا في (ص134) من الرياض النضرة من جزئه الأول عن ابي بكر رضي الله عنه انه نظر الى طائر على شجرة (فقال طوبى لك يا طائر تاكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك، ولوددت اني شجرة على جانب الطريق مر عليّ جمل فاكلني واخرجني في بعرة ولم أكن من البشر) وقالوا ايضاً (انه نظر الى عصفور على شجرة وقال طوبى لك يا عصفور تأكل الثمر وتطير على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك) لوددت اني كبش سمنني أهلي ثم ذبحوني فألكوني ثم القوني عذرة في الحش ولم اكن من البشر وقالوا ايضاً انه قال ليتني كنت شعرة في جنب عبد مؤمن، وهذا ابن تيمية يحدثنا في منهاجه (ص120) من جزئه الثالث عن ابي بكر انه قال ليت امي لم تلدني ليتني كنت تبنة في لبنة.
اما عمر بن الخطاب فقد حكى عنه ابو نعيم في حلية الاولياء (ص52) من جزئه الاول انه قال: ليتني كنت كبش اهلي يسمنوني ما بدا لهم حتى اذا كنت اسمن ما اكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم اكلوني واخرجوني عذرة ولم اكن بشرا، وهكذا سجله ابن تيمية في منهاجه (ص131 ـ 132 من ج3) معترفاً بصحة نسبة ذلك اليه، واخرج البخاري في صحيحه (ص194 ج2) في باب مناقب عمر بن الخطاب عن ابن عباس قال: دخلت على عمر لما طعن فرأيته جزعاً فزعاً فقلت لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال: يا ابن عباس لو ان لي طلاع الارض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن اراه. وانتم ترون مافي هذه التمنيات من الصراحة في بطلان حديث البشارة لهم بالجنة. وفي القرآن يقول الله تعالى لعباده: (ومن يطع الله ورسوله فاؤلئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الى قوله وحسن اولئك رفيقا) (النساء/73). ويقول اليعقوبي في تفسير هذه الآية (ص464) من تفسيره بهامش الجزء الاول من تفسير الخازن (انها نزلت في ثوبان) وهكذا صرح به الخازن في تفسيره (ص464 ج1) وغيرهما من مفسري السنة، مع ان ثوبان من ادنى رعايا ابي بكر من حيث الفضل والديانة والصدق والامانة.. فليس من الممكن والمعقول ان من وعده الله تعالى بهذه المنزلة السامية وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة يتمنى ما تمنوا في ما مر! وفي آية اخرى يقول الله تبارك وتعالى واصفاً عباده المؤمنين: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم) (الحديد/12). ويقول تعالى: (ان الذين سبقت لهم هنا الحسنى اولئك عنها مبعدون) (الانبياء/101)، ومفهوم الآيتين واضح وهو لا يتفق مع هذه التمنيات منهم على الاطلاق، كما انه تعالى بشر اولياءه المؤمنين فقال عز من قائل (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة الى قوله وذلك هو الفوز العظيم) (يونس 62)، فأين هذا من ذاك؟ وان القوم لم يصلهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيء مما تضمنه الخبر من استحقاقهم الجنة، وامنهم من عذاب الله على كل حال ولم يصدر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حال من الاحوال انه لم يكن ليخبر خبراً كهذا الا بآية من كتاب الله.
اذن: الخبر موضوع وواضح البطلان، ولو كان صحيحاً لاحتج به عثمان عندما حوصر في داره، وكيف اهمل عثمان الاحتجاج عندما استحلوا دمه وقد حرم الله قتل اهل الجنة ولماذا تمسك في دفعهم عنه بكل ما وصل اليه جهده من الاحتجاج ولم يذكر لهم هذا الخبر، وهل يشك احد بعد هذا كله في وضع هذا الحديث وكذبه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل يستطيع ان يحكم بصحته مع ان عمرا اراد قتل الستة الذين هم مبشرين بالجنة على زعمهم: وهل يحق لابناء الجنة قتل بعضهم بعضاً؟
وهل يصح ان يقال ان طلحة والزبير وما جرى لهما ومنهما مع علي بن ابي طالب عليه السلام من القتل ونكث البيعة وخروجهما مع ام المؤمنين في وقعة الجمل وسفك الدماء واستحلالها كما جرى ورجوع الزبير وخروجه من المعركة بعد ان ذكره امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال له ـ أي للزبير ـ كيف بك اذا خرجت لقتاله وانت ظالم له فاذا قلت انه ارتد عن فعله وتاب فقد أخطأت لانه ان كان قد تاب من فعله وتراجع عن عمله وجب عليه الجهاد مع امامه ولكن النكوص عن الطاعة بقي ملازماً له، وهل طلحة بعد ذلك تاب وعاد الى الحق حتى قتل مضموناً له الجنة بعد القتل وقد قتل وهو ناكث للبيعة وقد بايع هو والزبير طائعين، واول من بايع طلحة (وقد تشاءم ابن عباس من ذلك لان يد طلحة شلاء من أُحد فقال: انها يد شلاء) ثم الزبير وباقي الناس، فمن كان يحسن الجواب على هذا، ويقول ان الفريقين كلاهما على صواب فيما فعلا؟