قراءة في متن حديث عذاب أبو طالب

المنهجي

New Member
18 أبريل 2010
14
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم


اشتهر عند أهل السنة الحديث الموسوم بالصحيح أن أبو طالب مات على الكفر وأنه من اهل النار لأنه أبى إلا وأن يموت على عقيدة الشرك


فهنا نضع بين أيديكم بعض الأحاديث ونعرضها على كتاب الله من حيث الموافقة أم لا


فقد روى البخاري في صحيحه ج5 ص 2293

(حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عباس بن عبد المطلب قال
: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال ( نعم هو في ضحضاح من نار لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ))


نلاحظ من هذا الحديث الآتي

1 – أن النبي صلى الله عليه وآله شفع لعمه أبو طالب

2 – أن الله يشفّع النبي في عمه فيخفف عنه

3 – العذاب الذي كان يستحقه هو أن يكون في الدرك الأسفل من النار

1/ شفاعة النبي لعمه المشرك : فهي باطلة ولا تصح على فرض شركه لأنه صح الحديث عند القوم أن الشفاعة خاصة لأمة محمد صلى الله عليه وآله كما في الحديث الصحيح

الذي رواه البيهقي في سننه ((حدثنا) أبو محمد عبد الله ين يوسف الاصبهاني املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا احمد بن يوسف السلمى ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن ثابت البنانى عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتى)

وكذلك أخرجه أبو داود في سننه (4739 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا بسطام بن حريث عن أشعث الحداني عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم...مثله)

وغيرها من المصادر مالا يتسع المقام لذكره

وصحح الحديث ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والترمذي والبيهقي وضياء الدين المقدسي والألباني .


2/ قبول الله لشفاعة النبي في المشرك أبو طالب وتخفيف العذاب عنه :

فيه فهذا باطل بنص القرآن وفي آيات متعددة

ومنها

قول الله تبارك وتعالى (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)

فالله تعالى نهى النبي أن يستغفر لمشرك أي يدعو له بالتخفيف والعفو

فضلا أن يشفع له والغريب العجيب انهم ادعوا أن هذه الآية بالذات نزلت في أبي طالب

ومنها قول الله تبارك وتعالى

(160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162))

فأبي طالب الكافر – كما زعمو – يفترض ان عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين


ولا ينظر الله في أمره ولا يخفف عنه فهل الله يناقض نفسه والعياذ بالله ؟

3/ القول أنه يستحق أن يكون في الدرك الأسفل من النار

فهذا مردود أيضا لأنهم ادعوا على أبي طالب الشرك

ولم يدعو النفاق وصريح القرآن يثبت أن الدرك الأسفل من النار مخصص للمنافقين

فقال الله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)

النتيجة الحديث ينادي بكل قوته أنه موضوع مكذوب

والحمد لله رب العالمين