بحث متواضع كتبته عن سيدتي و مولاتي الزهراء عليها السلام ...

المهند

رافـضـي
19 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و على آل الطيبين الطاهرين , و اللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين و الآخرين , إلى قيام يوم الدين , و الصلاة و السلام على الحوراء الأنسية , الصديقة الشهيدة
الطاهرة المطهرة , من بنورها أزهرت و أشرقت الشموس و النجوم , الصلاة و السلام على حلقة الوصل بين النبوة و الإمامة , ابنة رسول الله و زوجة ابن عمه و أم لأحد عشر كوكبا زاهرا, و شفيعة الأمة و من بها فطم شيعتها من دخول النار , سيدتي و مولاتي فاطمة الزهراء عليك آلاف التحية و السلام ..

أما بعد ,
فهذه أول مرة أكتب فيها بحثا عن أحد المعصومين عليهم السلام بالرغم من قراءتي لسيرهم العطرة , و لكني أردت الإشتراك بهذه المسابقة رغبة مني في نيل الأجر و البركة بكتابة هذا الموضوع لما في المسابقة من أجر عظيم و خدمة جليلة لمولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام , مع أنني لست من أهل فن الكتابة و إستخدام الكلمات و التعابير الجمالية , ولكني سأقوم بتقديم تعريف بسيط للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عبر هذه الأسطر المائة .

و قد قسمت البحث إلى قسمين , القسم الأول يتعلق ما لفاطمة الزهراء عليها السلام من الفضل و المنزلة عند الله سبحانه و تعالى و عرض حياتها و ما جرى عليها و ذلك عن طريق عرض الروايات من مصارد الشيعة , و لن أقوم إلا بالرجوع للمصادر الشيعية كالكافي و بحار الأنوار و مؤلفات الشيخ المفيد و الصدوق و الطوسي و الشيخ عباس القمي و غيرهم من المتقدمين و المتأخرين ممن عمل على تدوين الروايات و الأحاديث عن المعصومين الأربعة عشر عليهم آلاف التحية و السلام , وسأترك القارئ يتدبر في هذه الروايات لإطلاق العنان لعقله كي يتفكر في هذه الروايات و الأحاديث ليدرك عظمة الزهراء عليها السلام .

أما القسم الثاني , فسأقوم بقدر المستطاع عرض كلمات علمائنا الأعلام, و هم الذين عرفونا بدرر سيرة الزهراء عليها السلام , و عرفوا – بعلمهم الغزير – مدى عظمتها و أدركوا ما لفاطمة عليها السلام عند الله من القرابة , و قد وصلوا بذلك إلى أبعد الحدود عن طريقة التقوى و الصلاح و ملازمة العلم و المعرفة , و كثيرا منهم عمل على معرفة مفامات أهل البيت عليهم السلام و ألفوا و كتبوا الكثير في هذا الموضوع .

ميلاد الزهراء عليها السلام :

ذكر الشيخ محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله تعالى عليه في الجزء الأول من كتابه الكافي في ص 525 تحت عنوان (( باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام )) و قال :

وُلِدَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَعَلَى بَعْلِهَا السَّلامُ بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بِخَمْسِ سِنِينَ وَتُوُفِّيَتْ (عليها السلام) وَلَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ يَوْماً وَبَقِيَتْ بَعْدَ أَبِيهَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً.

و قد ذكر الشيخ المفيد قدس سره في كتاب ( مسار الشيعة ) تحت عنوان شهر جمادى الآخر و الشيخ عباس القمي قدس سره في كتابه منتهى الآمال في الجزء الأول الصفحة 255 أن ولادتها كان في العشرين من جمادى الآخر , و كذلك الشيخ الطوسي قدس سره في كتابه المصباح كما نقل عنه الشيخ القمي قدس سره في كتابه منتهى الآمال .


جملة من ألقاب الزهراء عليها السلام :

للزهراء عليها السلام ألقاب كثيرة , و لكل لقب منها معنى , و منها يعرف سبب تسمية الزهراء عليها السلام بها ,
أما ما هي ألقابها عليها السلام ففي بحار الأنوار ج 42 ص 10 :
قال أبوعبدالله عليه السلام : لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عزوجل فاطمة ، والصديقة والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدثة ، والزهراء ثم قال عليه السلام : أتدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قلت : أخبرني ياسيدي قال : فطمت من الشر قال : ثم قال : لو لا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه .

أما اسم فاطمة عليها السلام , فاسمها مشتق من أسماء الله الحسنى كما أشارت الرواية الموجودة في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق قدس سره الجزء الثاني في رواية طويلة نأخذ منها محل الشاهد , حيث يروى عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم :
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام- إلى أن قال (ص) - وشق لك – أي الله سبحانه و تعالى - يافاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة.

و معنى أسم فاطمة عليها السلام هو , كما جاء عن الإمام الرضا عليه السلام كما في بحار الأنوار ج 43 ص 12 : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إني سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من أ حبها من النار .

و بلفظ آخر : عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في بحار الأنوار ج 43 ص 14 : عن جعفر بن محمد بن على عن أبيه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة ؟ فقال علي عليه السلام : يارسول الله لم سميت ؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار .

أما سبب تسمية السيدة الزهراء عليها السلام بالزهراء و معنى الاسم , فسأل جابر (رض ) الإمام الصادق عليه السلام فقال : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء زهراء فقال : لان الله عزوجل خلقها من نور خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاء?ت السماوات والارض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة الله ... البحار ج 43 ص 12

أما معنى تسميتها عليها السلام بالبتول , عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه واله سئل ما البتول ؟
فانا سمعناك يا رسول الله تقول : إن مريم بتول وفاطمة بتول ، فقال عليه السلام : البتول : التي لم تر حمرة قط أي لم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء , بحار الأنوار ج 43 ص 15 .و علق الشيخ المجلسي رضوان الله تعالى عليه بعدها قائلا : البتل القطع أي إنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم ، قال في النهاية : امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام عيسى عليه السلام وسميت فاطمة عليها السلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا و حسبا ، وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ونحو ذلك قال الفيروز آبادي .

ما روي عن فضلها عليها السلام :

ففي كتاب معاني الأخبار للصدوق قدس ج 1 ص 121 أنها سيدة نساء العالمين :
عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أخبرني عن قول رسول الله صلى الله عليه واله في فاطمة: " أنها سيدة نساء العالمين " أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال: ذاك لمريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين.
و أما انها أحصنت فرجها عليها السلام من النار فعن الإمام الرضا عليه السلام كما في البحار ج 43 ص 231 عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه واله إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار .. و لما سئل الإمام الصادق عليه السلام عن معنى العبارة قال : المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وزينب وام كلثوم , و هو بنفس المصدر .

مظلوميتها عليها السلام :

أماعن مظلوميتها و الأذية و ما جرى عليها عليها السلام , فحسبنا ما بينته لنا الزهراء عليها السلام في هذه الأبيات المعروفة , لنعرف مدى الظلم و الأذية , تقول الزهراء عليها السلام تحكي عن حالها بعد فقد أبيها صلى الله عليه و آله و سلم :

ماذا على من شم تربة أحمد .......... ألا يشم مدى الأيام غواليا
صبت علي مصائب لو أنها ........... صبت على الأيام صرن لياليا


فإنا لله و إنا إليه راجعون !!
و لرؤية و معرفة ما حكته الزهراء عليها السلام حول هذه المصائب , سنعرض عدة روايات أستخرجتها من كتابين جليلين للمحدث الشيخ عباس القمي قدس سره , و قد اعتمدت على كتاب الشيخ القمي قدس سره , أولا , ما ذكره المحدث القمي قدس سره في منتهى الآمال , حيث نقل هذه المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها , فأحفها السؤال و استخبرها الحال , فكم من غلي معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين

و روى ابن بابويه بسند معتبر – كما قال المحدث قدس سره – عن مولانا الصادق عليه السلام : البكاؤون خمسة : آدم و يعقوب و يوسف و فاطمة بنت محمد و علي ابن الحسين ... إلى أن تقول الرواية : أما فاطمة فبكت على رسول الله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى المقابر فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف !

و روي الطوسي بسند معتبر عن ابن عباس : لما حضرت رسول الله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته فقيل له : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ابكي لذريتي و ما تصنع بهم أشرار أمتي ! كأني بفاطمة بنتي و قد ظلمت من بعدي و هي تنادي يا ابتاه فلا يعينها احد من أمتي !

أما حقيقة ما جرى عليها عليها السلام من الأذية , ففي بحار الأنوار الجزء 43 ص 170 نقلا عن دلائل الإمامة للطبري رحمه الله :
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قبضت فاطمة عليها السلام في جمادى الاخرة يوم الثلثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة : وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها
بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ، ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها .
فلعنة الله على من آذاها و أمر بأذيتها عليها السلام !

و يناسب في هذا المقام أن أنقل أرجوزة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس سره المعروفة و الذي كان أحد كبار علماء المذهب و كان من العلماء المتبحرين , حيث يقول :

وما أصابها من المصاب * مفتاح بابه حديث الباب
إن حديث الباب ذو شجون * بما جنت به يد الخؤون

أيهجم العدا على بيت الهدى * ومهبط الوحي، ومنتدى الندى
أيضرم النار بباب دارها * وآية النور على منارها

وبابها باب نبي الرحمة * وباب أبواب نجاة الأمة
بل بابها باب العلي الأعلى * فثم وجه الله قد تجلى

ما اكتسبوا بالنار غير العار * ومن ورائه عذاب النار
ما أجهل القوم فإن النار لا * تطفئ نور الله جل وعلا

لكن كسر الضلع ليس ينجبر * إلا بصمصام عزيز مقتدر
إذ رض تلك الأضلع الزكية * رزية لا مثلها رزية

ومن نبوع الدم من ثدييها * يعرف عظم ما جرى عليها
وجاوزوا الحد بلطم الخد * شلت يد الطغيان والتعدي

فاحمرت العين، وعين المعرفة * تذرف بالدمع على تلك الصفة
ولا تزيل حمرة العين سوى * بيض السيوف يوم ينشر اللوا

وللسياط رنة صداها * في مسمع الدهر فما أشجاها
والأثر الباقي كمثل الدملج * في عضد الزهراء أقوى الحجج

ومن سواد متنها اسود الفضا * يا ساعد الله الإمام المرتضى
ووكز نعل السيف في جنبيها * أتى بكل ما أتى عليها

ولست أدري خبر المسمار * سل صدرها خزانة الأسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا * وهل لهم إخفاء أمر قد فشا

والباب والجدار والدماء * شهود صدق ما بها خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها * فاندكت الجبال من حنينها

أهكذا يصنع بابنة النبي * حرصا على الملك فيا للعجب
أتمنع المكروبة المقروحة * عن البكا خوفا من الفضيحة

بالله ينبغي لها تبكي دما * ما دامت الأرض ودارت السما
لفقد عزها، أبيها السامي * ولاهتضامها وذل الحامي

أتستباح نحلة الصديقة * وإرثها من أشرف الخليقة
كيف يرد قولها بالزور * إذ هو رد آية التطهير

أيؤخذ الدين من الأعرابي * وينبذ المنصوص في الكتاب
فاستلبوا ما ملكت يداها * وارتكبوا الخزية منتهاها

يا ويلهم قد سألوها البينة * على خلاف السنة المبينة
وردهم شهادة الشهود * أكبر شاهد على المقصود

ولم يكن سد الثغور عرضا * بل سد بابها وباب المرتضى
صدوا عن الحق وسدوا بابه * كأنهم قد أمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها * تدفن ليلا ويعفى قبرها
ما دفنت ليلا بستر وخفا * إلا لوجدها على أهل الجفا

ما سمع السامع فيما سمعا * مجهولة بالقدر والقبر معا
يا ويلهم من غضب الجبار * بظلمهم ريحانة المختار










ما قاله كبار علمائنا :

أما في هذا القسم من البحث سنورد كلام بعض العلماء سواء من المقدمين أو المعاصرين يتكلمون فيه عن مقام الزهراء عليها السلام و أفضليتها , و هذا الإهتمام منهم قدس الله اسرارهم بهذا الموضوع لهو بحق رد واضح على من ادعى على أن الكلام في أفضلية الزهراء عليها السلام على مريم عليها السلام – على سبيل المثال – لا فائدة منها , و إلا فلم اعتناء كبار علمائنا بهذا الموضوع ؟

أما من القدماء , فيقول الطبرسي في تفسيره المشهور مجمع البيان في تفسير آية اصطفاء مريم عليها السلام: أي على نساء عالمي زمانك لأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها سيدة نساء العالمين . (( مجمع البيان ج 2 ص 746 ))

أما ابن شهر آشوب في كتابه المناقب فيقول :

(( ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم فضلها – أي فاطمة عليها السلام – على سائر نساء العالمين في الدنيا و الآخرة )) ( المناقب ج 3 ص 322 )

و يقول العلامة المجلسي في بحار الانوار ج 37 ص 40 :

و سيأتي أخبار متواترة أنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين !

أما من المعاصرين , فيقول السيد شرف الدين في كتابه النص و الإجتهاد ص 114 المورد 8 :

تفضيلها على مريم عليها السلام أمر مفروغ عنه عند أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام , و أوليائهم من الإمامية و غيرهم !


و قال الشهيد مطهري قدس سره في حق الزهراء عليها السلام في كتابه نظام حقوق المرأة في الإسلام ص 107 :
(( و في التاريخ الإسلامي ذاته قديسات كثيرات و جليلات إذ لم يبلغ الدرجة التي بلغتها خديجة الكبرى من الرجال إلا القليل , كما لم يبلغ درجة الزهراء عليها السلام رجل غير النبي صلى الله عليه و آله و سلم و الإمام علي عليه السلام , فهي أفضل من أبنائها على أنهم أئمة , وأفضل من كل الأنبياء غير رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ))

و بالختام , نأتي بما قاله الإمام المجاهد الخميني قدس سره , حيث ننقل مقتطفات من كلامه حول مقام الزهراء عليها السلام في أحد خطبه , من كتاب مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني قدس سره :

(( لم تكن الزهراء عليها السلام إمرأة عادية , كانت إمرأة روحانية ... إمراة ملكوتية ... كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة ... نسخة إنسانية متكاملة .... إمرأة حقيقية كاملة ... حقيقة الإنسان الكامل . لم تكن إمرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان ... بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة إمرأة ))

و قال قدس سره :
و لو كانت رجلا – أي فاطمة عليها السلام - لكانت بمقام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . غدا يوم المرأة حيث ولدت جميع أبعدا منزلتها و شخصيتها . غدا ذكرى مولد الكائن الذي أجتمعت فيه المعنويات و المظاهر الملكوتية و الإلهية و الجبروتية و الملكية و الإنسية ))

و قال أيضا :
إمرأة هي مفخرة بيت النبوة و تسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز , إمرأة تماصل فضائلها فضائل الرسول الأكرم و العترة الطاهرة غير المتانهية .. إمرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته و مهما ذكر , لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين و استيعابهم ))

و قال قدس سره في الحكومة الإسلامية ص 84 :
و في الأساس فإن الرسول الأكرم و الأئمة عليهم السلام و بحسب رواياتنا كانوا انوارا في ظل العرش قبل هذا العالم , و هم يتميزون عن سائر الناس في انعقاد النطفة و الطينة , و لهم من المقامات إلى ما شاء الله و ذلك كقول جبرائيل عليه السلام في روايات المعراج : لو دنوت انملة لاحترقت , أو كقولهم عليهم السلام : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك نقرب و لا نبي مرسل
فوجود مقامات كهذه للأئمة عليهم السلام من أصول مذهبنا و ذلك بغض النظر عن موضوع الحكومة . كما أن هذه المقامات المعنوية ثابتة للزهراء عليها السلام مع انها ليست بحاكم و لا خليفة و لا قاض , فهذه المقامات شيء آخر غير وظيفة الحكومة .

ملاحظة : أقوال العلماء المباركة هذه نقلت عن كتاب (( حوار مع فضل الله حول الزهراء عليها السلام )) لسماحة السيد هاشم الهاشمي حفظه الله...




المهند