رأيي أن ابن مسعود لا ينفي قرآنية المعوذتين ورواة السنيين الثقاة هم الذين كذبوا عليه!

التلميذ

New Member
18 أبريل 2010
217
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ادعى بعض الرواة الثقاة عند أهل السنة على الصحابي عبد الله بن مسعود أنه كان لا يقول بقرآنية المعوذتين وكان يحكهما من المصحف ، قال السيوطي :
( أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي (ص) أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ) (1)
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : (وعن عبدالرحمن بن يزيد يعني النخعي قال : كان عبدالله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى ) قال الهيثمي : ( رواه عبدالله بن أحمد والطبراني ورجال عبدالله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات ) (2) .
وقال الهيثمي أيضاً : ( وعن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي (ص) أن يتعوذ بهما وكان عبدالله لا يقرأ بهما ) قال : (رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات ) (3)
وقال السيوطي : ( وقال ابن حجر في شرح البخاري : قد صح عن ابن مسعود إنكار ذلك ، فأخـرج أحمد وابن حبان عنه أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ) (4) .

ونحن نستبعد جداً أن يكون عبد الله بن مسعود لا يعلم بقرآنية المعوذتين ، ونذهب إلى رأي من قال بأن ذلك مكذوب وموضوع عليه ، فقد ذهب إلى بطلان ذلك على ابن مسعود جماعة من علمائهم ، ولم يعيروا تلك الروايات الصحيحة التي تثبت ذلك عليه أية أهمية بل طرحوها وصرّحوا ببطلانها ، قال النووي : ( أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد منها شيئاً كفر ، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح ) (5) .
وقال الفخر الرّازي : ( نقل في الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة من القرآن وكان ينكر كون المعوذتين من القرآن ، واعلم أن هذا في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلاً في عصر الصحابة بكون سورة الفاتحة من القرآن فحينئذ كان ابن مسعود عالماً بذلك فإنكاره يوجب الكفر أو نقصان العقل وإن قلنا إن النقل المتواتر في هذا المعنى ما كان حاصلاً في ذلك الزمان فهذا يقتضي أن يقال إن نقل القرآن ليس بمتواتر في الأصل وذلك يخرج القرآن عن كونه حجة يقينية والأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل كاذب باطل وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة ) (6) .
وقال ابن حزم : ( هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ) (7) .

إذاً فإن بعض أولئك الرواة الثقات عندهم هم الذين وضعوا ذلك على عبد الله ابن مسعود ، فطعنوا في هذا الصحابي حين كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله أو يفعله ، وحاولوا الطعن في كتاب الله عزّ وجل حين إدّعوا على لسان واحد من كبار قراء الصحابة أنه يزعم بأن المعوذتين ليستا بقرآن ، وبهذا يتبين من هو الذي يطعن في كبار الصحابة ومن هو الذي يحاول الطعن في الكتاب المجيد ! .
___________________
(1) الدّر المنثور 8/683 .
(2) مجمع الزوائد 7/149 .
(3) مجمع الزوائد 7/149 .
(4) الإتقان في علوم القرآن 1/213 .
(5) فتح الباري 8/743 .
(6) تفسير الفخر الرازي 1/178 .
(7) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/213 ، البرهان في علوم القرآن للزكشي 2/128 .