((انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا ))

asheq _ alhussain

New Member
11 مايو 2010
2
0
0

العصمة : هي لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة،
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها) حق اليقين|السيد عبدالله شبر 1: 91.

اما الغاية من العصمة .. فأن الله تعالى عصم مجموعه من عباده ليس من اجل ان يكونو معصوميثن بحد ذاتهم بل ليكونو معصومين في حمل الرسالة السماوية .. فكما تعلم ان الانبياء الذين هداهم الله تعالى لنشر التوحيد لم تكن عصمتهم الا من اجل ان تصل هذه الرسالة السماوية كاملة مكملة الى بني البشر .. ذلك لان من غير الطبيعي ان الله تعالى ينزل رسالته على انسان عادي كسائر البشر .. و ذلك لان الانسان هذا حينئذ سيكون عرضة للخطأ و الصواب في ان واحد .. كما ان العصمة لا تشمل فقط الانبيا ء بل تشمل من اصطفاهم الله تعالى لحمل و حفظ الرسالة السماوية كما سيمر بعد قليل
و من هنا كان لا بد ان يوكل الله تعالى الارض الى خلفاء من اصطفاءه ليكونو حملة للرسالات السماوية

قوله تعالى : وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون - ( البقرة : 30 ) ،

والمستفاد من هذه مجموعة أمور هي :

الأمر الأول : أن الجعل من الله ومن مختصاته سبحانه وتعالى ومن شؤونه حيث قال سبحانه وتعالى أني جاعل فنسب الجعل إليه سبحانه وتعالى وذلك لعلمه بالمصالح والمفاسد التي لا يدركها المخلوق وليس الإنسان ومن هنا نجد الرد منه سبحانه وتعالى على الملائكة إني أعلم ما لا تعلمون وعليه فأي اختيار من غير الله ومن دون الله يعتبر اختيار غير صحيح لعدم إدراك المخلوقين لخفايا الأمور.

الأمر الثاني : أن الجعل هذا مستمر على طول المسيرة وفي كل الأزمنة من آدم إلى يوم القيامة أستفيد هذا القول عقلاً ولغة .

أما من ناحية العقل فغرض المولى من جعل آدم على نبينا و(ع) لم يكن غرض محدود بفترة زمنية محددة وإنما غرضه سبحانه وتعالى أن يجعل في الأرض خليفة ولا تخلوا الأرض من خليفة له طوال الفترة الزمنية الممتدة من آدم إلى يوم القيامة وآدم هو فرد من هذه الخلافة الطويلة فلو قلنا أنه مخصوصة بآدم الذي تواجد في فترة قصيرة وقصيرة جداً من عمر الإنسانية فإنه لا يتحقق الهدف المراد، ولأجل تحقق الهدف فلا بد من القول باستمرار تواجد الخليفة المجعول والمعين من قبل المولى سبحانه وتعالى

وأما لغوياً فلقد ذكر السيد الأستاذ الحيدري في كتابه ( مدخل إلى الإمامه ص 24 ) حيث قال ما نصه أن هذا الخليفة أرضي ، وهو موجود في كل زمان ، والدال على ذلك قوله ( جاعل ) لأن الجملة الاسمية ، وكون الخبر على صيغة ( فاعل ) التي بمنزلة الفعل المضارع ، تفيد الدوام والاستمرار ، مضافاً إلى أن الجعل في اللغة ، كما يقول الراغب في المفردات ، له استعمالات متعددة ومنها تصيير الشيء على حالة دون حالة ( المفردات في غريب القرآن ص 94 مادة جعل ).

وهذا ما أكده جمله من المفسرين ، ( كالرازي في التفسير الكبير ج 2 ص 165 ) ، ( والآلوسي في روح المعاني ج1 ص 220 ) وعندما يقارن هذا الجعل بما يناظره من الموارد في القرآن الكريم نجد أنه يفيد معنى السنة الإلهية كقوله تعالى ( جعل لكم مما خلق ظلالاً ) - ( النحل / 81 ) و ( وجعل القمر فيهن نوراً ) - ( نوح / 16 ) ، ونحوها إنتهى كلامه دام ظله .

الأمر الثالث : الذي يستفاد من الآية أن هذا الخليفة من جنس الإنسان لكي يكون قدوة وأسوة لغيره لأنه لو كان من جنس آخر لما صلح لذلك ولسوف يحتج المخالف من البشر بأني لا أستطيع أن أقوم بما يقوم به هذا الخليفة للاختلاف بيننا في القدرات فمن هنا كان هذا الخليفة من صنف سنخ البشرية .

الأمر الرابع : المستفاد من الآية أن هذا الخليفة يتمتع بالصفتين اللتين ذكرتهما في بداية البحث ألا وهما العلمية والعصمة وذلك مستفاد من قوله تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) - ( البقرة / 31 ) ، وقوله تعالى ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) - ( البقرة / 33 ) فمن هنا ثبت للملائكة أن هذا المخلوق يفضلهم بالعلم والواقعي وأنهم لا يصلون إلى مستواه وإدراكاته .

ونستفيد العصمة من قوله تعالى : ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) - ( البقرة / 30 ) فإذا كان خوف الملائكة من الإفساد في الأرض ، والإفساد لا يكون إلا من الظلمة ولذلك قالوا للمولى سبحانه وتعالى ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) - ( البقرة / 30 ) ، أي أننا لو كنا نحن في هذا المنصب لن يحدث الفساد لأننا من الصالحين فكان الجواب منه سبحانه وتعالى لهم ( أني أعلم مالا تعلمون ) - ( البقرة / 30 ) بتقدير أي تخافوا من هذا الأمر فأنا أعلم بمن أجعله في هذا المنصب وأنه في أعلى درجات الإيمان.

الآية الثانية : قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَأمًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
( البقرة / 124 ) ، فإننا نجد النقاط التي ذكرتها في الآية السابقة تتكرر هنا فنجد أن الجعل من الله سبحانه وتعالى فهو الذي جعل آدم ( ع ) وبقية الرسل والأنبياء وهو الذي جعل إبراهيم (ع) ولنفس الأسباب التي ذكرتها حول آدم (ع) ، وأننا نجد الاستمرار هنا أيضاً بقوله سبحانه وتعالى ( إني جاعلك ) - ( البقرة / 124 ) حيث أن هذه الجملة تفيد الاستمرار ، وتتأكد هنا بدعاء إبراهيم (ع) حيث قال ( ومن ذريتي ) -
( البقرة / 124 ) فلو أنه لم يعلم ولم يعرف باستمرارية النبوة والإمامة في الأرض لما طلب ذلك من الله .
ونعلم أيضاً بأن الله وعد باستجابة الدعاء من المؤمنين فلا بد أنه استجاب دعوة إبراهيم (ع) ولكن بقيد عدم إعطاء الإمامة للظلمة من ذريته وهنا يبرز شرط العصمة بوضوح تام، وعلى هذا يثبت لنا أن الجعل لا يكون من الناس وإنما يكون منه وحده سبحانه وتعالى .. و كانت النبوة و الامامة هكذا الى حين اخر الانبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و اله .. و هنا قد يتبادر الى الاذهان .. هل ان مسيرة الرسالة السماوية المتسلسلة منذ عهد نبينا ادم عليه السلام الى عهد نبينا محمد صلى الله عليه و اله تنقطع بمجرد وفاة رسول الله صلى الله عليه و اله ؟ ام ان هنالك امتداد لها .. نعم فلامتداد موجود .. فلو لا ظت عزيزي الغالي بانه منذ عهد نبي الله ادم عليه السلام الى عهد نبنا محمد صلى الله عليه و اله لم يذكر ان تم تعيين وصي من قبل الناس بل كان كل الانبيا و الاوصياء معينين من قبل الله جل و علا أي ليس للانسان استطاعة في تعيين الخليفة الا بامر الله تعالى و ذلك لانها جعل الهي كما اسلفنا .. و عندما نعود الى الاية الكريمة (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَأمًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين) و لنتعقب ذرية النبي ابراهيم عليه السلام نرى انها لا تنتهي بنبي الرحمة محمد لى الله عليه و اله بل تتعدى الى اهل بيته عليهم السلام كما سنبين .. اما بالنسبة الى رسول الله صلى الله عليه و اله فأنت تعلم ان نسبه يعود الى النبي ابراهيم عليه السلام أي انه من ذرية ابراهيم عليه السلام و هذا مما لا شك فيه .. و للدلالة اكثر حري بنا ان نذكر نسب خاتم الانبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و اله


محمد بن عبدالله بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانه بن
خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد
بن عدنان بن أدد بن زند (الهميسع) بن البراء ( نابت)
بن عراق الثراء (إسماعيل علية السلام) بن إبراهيم (علية السلام



و هذا دلالة اكيدة على ان نسب النبي صلى الله عليه و اله يعود الى ذرية ابراهيم عليه السلام و نسب محمد صلى الله عليه و اله هو قريش .. اذن قريش هي من ذرية ابراهيم عليه السلام ..و هنا نعود الى الاية ( قال لا ينال عهدي الظالمين ) فنتسائل .. هل كان ابناء قريش كلهم من الذرية الصالحة لنبي الله ابراهيم عليه السلام ؟؟ بالطبع لا .. فلو قرأت تاريخ السنة النبوية لوجدت ان هنالك الكثير ممن ظلم رسول الله صلى اله عليه و اله و اذاه في زمن الرسالة المحمدية حتى ان البعض منهم قد ذمه الله تعالى في القران الكريم و منها قوله تعالى ( تبت يدا ابي لهب و تب .. الخ السورة المباركة ) فهل يعقل ان نقول مثلا ان ابو لهب يمكن ان يكون امام لانه من ذرية ابراهيم عليه السلام ؟؟ بالطبع لا لانه كان من الظالمين .. ثم لو تأملنا احاديث رسول الله صلى الله عليه و اله نراه يحدد عدد الخلفاء من بعده الى اثنا عشر خليفة و ايضا يحصرهم بقريش لماذا؟؟ لانهم من ذرية ابراهيم كما اسلفنا .. و لو كانت الذرية اي ذرية ابراهيم عليه السلام لا تشمل الا ابناؤه لكان النبي صلى الله عليه و اله غير مشمول بذرية ابراهيم عليه السلام .. و لو كانت الذرية تنتهي الى رسول الله صلى الله عليه و اله اذن فلماذا يحصر رسول الله صلى الله عليه و اله الخلافة بقريش دون سائر الناس .؟؟ و الاحاديث متواترة من كتب اهل السنة و الجماعة تحصر الخلفاء باثنا عشر ..
صحيح البخاري - الأحكام - الاستخلاف - رقم الحديث : ( 6682 )
- حدثني ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الملك ‏ ‏سمعت ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏قال : ‏سمعت النبي ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏ ‏يكون اثنا عشر أميرا ‏فقال كلمة لم أسمعها ‏ ‏فقال ‏ ‏أبي ‏ ‏إنه قال ‏‏ كلهم من ‏قريش .


البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 410 )
3520 - يونس بن أبي يعفور العبدي ( عن ليث - 1 ) واسم أبي يعفور وقدان قال فضيل بن عبد الوهاب نا يونس بن أبي يعفور العبدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة عن ابيه قال سمعت النبي (ص) يقول لا يزال امر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .

صحيح مسلم - الإمارة - الناس تبع لقريش والخلافة في قريش- رقم الحديث : ( 3393 )
- حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏النبي ‏(ص) ‏يقول ‏ ‏ح ‏ ‏وحدثنا ‏‏رفاعة بن الهيثم الواسطي ‏ ‏واللفظ له ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد يعني إبن عبد الله الطحان ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏قال : ‏دخلت مع أبي على النبي ‏ (ص) ‏ ‏فسمعته يقول ‏ ‏إن هذا الأمر لا ‏ ‏ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ‏‏قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت ‏ ‏لأبي ‏ ‏ما قال قال ‏كلهم من ‏قريش .

الألباني - كتب تخريج الحديث النبوي الشريف - رقم الحديث : ( 3598 )
نوع الحديث : صـحـيـح
- نص الحديث عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة فسمعت كلاما من النبي (ص) لم أفهمه قلت لأبي ما يقول قال كلهم من قريش ، صحيح _ الترمذي 2337 : وأخرجه البخاري ومسلم دون قوله : تجتمع عليه الأمة _ الصحيحة 376 . وانظر الصحيحة أيضا رقم 651/1 فإن لأستاذنا بيانا


ثم يحصر رسول الله صلى الله عليه و اله الخلافة ببني هاشم دون سائر قريش


.. ثم يحصر الخلافة بأثني عشر خليفة من بني هاشم دون عمومهم و هؤلاء هم الائمة الذين عصمهم الله تعالى بأن اعطاهم العهد من ذرية ابراهيم عليه السلام و جعلهم ائمة معصومون لا يعصون الله تعالى طرفة عين ابدا ..
و بما ان الامر ( العصمة ) لا تحتاج الى دليل اقوى من الاصطفاء من قبل الله تعالى لان الاصطفاء وحده بحد ذاته هو دليل على عصمة المصطفى من كل المعاصي كبيرها و صغيرها الا ان الله تعالى اراد التأكيد بعصمة اهل البيت عليهم السلام و ذلك بأسة التطهير و قوله تعالى

إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً))
و هذه الاية الكريمة لها عدة معان نوجزها بما يأتي :
اولا :: معنى كلمة (( انما هنا تفيد الحصر و هذا مما لا شك فيه و لا خلاف من احد اي ان الله سبحانه و تعالى اراد ان يحصر بهذه الكلمة مجموعة بخصوصية خاصة

اما الارادة هنا فهي اما ارادة تكوينيّة كقوله تعالى : ( إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )( سورة يس : 82

، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(سورة البقرة : 185
فالإرادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّة وإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية
كن المراد من « الإرادة » في الآية لا يمكن أن يكون إلاّ الإرادة التكوينيّة ، لان الإرادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الأربعة الأطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الإرادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الإرادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الإرادة التشريعيّة ، أي الأحكام ، الأحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لان تكون الإرادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الآية المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الآية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين
فالإرادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

ثانيا يذهب :
الـ( لام ) لام التعليل (( او لام كي بمعنى كي يذهب ))
يُذْهِبَ : فعل مضارع منصوب بالفتحة
و المعنى الدال من الفعل (( يُذّْهِبَ )) يدل على الفعل الماضي و الحاضر و المستقبل و سياق الاية (( انما يريد الله )) اي انما شاء الله تعالى ان يذهب عنكم

ثالثا :: الرِّجسَ

و الرجس اسم شامل لكل انواع المعاصي و الذنوب و الارجاس صغيرها و كبيرها و بكل انواعها .. و قد فسر المفسرون معنى الرجس إلى عدة تفسيرات نذكر منها
إبن جرير الطبري - جامع البيان - سورة التوبة

- القول في تأويل قوله تعالى : وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون يقول تعالى ذكره : وأما الذين في قلوبهم مرض ، نفاق وشك في دين الله ، فإن السورة التي أنزلت زادتهم رجسا إلى رجسهم ، وذلك أنهم شكوا في أنها من عند الله ، فلم يؤمنوا بها ولم يصدقوا ، فكان ذلك زيادة شك حادثة في تنزيل الله لزمهم الإيمان به عليهم ، بل ارتابوا بذلك ، فكان ذلك زيادة نتن من أفعالهم إلى ما سلف منهم نظيره من النتن والنفاق ، وذلك معنى قوله : فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا يعني هؤلاء المنافقين أنهم هلكوا ، وهم كافرون يعني وهم كافرون بالله وآياته


إبن جرير الطبري - جامع البيان - سورة البقرة

303 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا إبن وهب ، قال : قال إبن زيد في قول الله : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا قال : زادهم رجسا . وقرأ قول الله عز وجل : فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم قال : شرا إلى شرهم ، وضلالة إلى ضلالتهم

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 45 )

- وأخرج عبد بن حميد وإبن أبى شيبة وإبن المنذر وإبن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك يجعل الله الرجس قال الرجس مالا خير فيه


السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 318 )

- أخرج إبن جرير وإبن أبى حاتم عن إبن عباس ( ر ) في قوله ويجعل الرجس قال السخط.

- وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ويجعل الرجس قال الرجس الشيطان والرجس العذاب

و هذا يدل على ان (( الرجس )) يشمل كل الموبقات و كل ما لا يرضي الله سبحانه و تعالى .

ثالثا :: اهْلُ البَيتِ
و المراد هنا باهل البيت هم اهل بيت رسول الله صلى الله عليه و اله .. و لاتفيد الاية مجمل نساء النبي بل استثنت و خصصت اهل بيته باربعة مع رسول الله صلى الله عليه و اله و هم ( فاطمة عليها السلام و علي بن ابي طالب عليه السلام و الحسن و الحسين عليهم السلام )) و مما يدعم ذلك هو الكثير من مصادر اهل السنة الذين روو هذا الحديث .. و نذكر هنا على سبيل الايجاز

صحيح مسلم - فضائل الصحابة - فضائل أهل بيت النبي ( ص ) - رقم الحديث : ( 4450 )

- حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏محمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏زكرياء ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏صفية بنت شيبة ‏ ‏قالت قالت ‏ ‏عائشة : ‏خرج النبي ‏(ص) ‏غداة ‏ ‏وعليه ‏ ‏مرط ‏ ‏مرحل ‏ ‏من شعر أسود فجاء ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏فأدخله ثم
جاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏فدخل معه ثم جاءت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأدخلها ثم جاء ‏ ‏علي ‏ ‏فأدخله ثم قال : ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم ‏ ‏الرجس ‏ ‏أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 198 )

- وأخرج إبن جرير وإبن المنذر وإبن أبى حاتم والطبراني وإبن مردويه عن أم سلمة ( ر ) زوج النبي (ص) ان رسول الله (ص) كان بينهما على منامة له عليه كساء خيبرى فجاءت فاطمة ( ر ) ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله (ص) ادعى زوجك وإبنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم ياكلون إذ نزلت على رسول الله (ص) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي (ص) بفضلة ازاره فغشاهم اياها ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة ( ر ) فادخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك إلى خير مرتين .

و هذا يدل على حصر الاية بهؤلاء الخمسة دون غيرهم من نساء النبي صلى الله عليه و اله

خامسا :: وَ يُطَهِرَهُم تَطْهيرا
فالفعل يطهر : هو فعل مضارع و الفاعل هو الله تعالى اي ((يطهركم الله )) و ( كم ) مفعولا به
و تطهيرا : فهي مفعول مطلق لتوكيد فعله
و معنى الاية هو ان مشيئة الله تعالى اقتضت ان يذهب الرجس عن اهل البيت عليهم السلام و يطهرهم تطهيرا و هنا لا بد من الاشارة الى ان معنى الاية لا يفيد ابتداء التطهير و إبعاد الرجس منذ نزولها اي إنها لا تعني ما قبلها .. بل ان الإرادة ( التكوينية ) التي بيناها فيما سبق اقتضت بان يكون هؤلاء الخمسة مذهوب عنهم الرجس منذ ولادتهم و حتى وفاتهم و مطهرين تطهيرا أيضا منذ ولادتهم و إلى وفاتهم .. و بمعنى آخر .. إن الله سبحانه و تعالى قد اصطفى هؤلاء الخمسة و نوع الاصطفاء هو ان الله تعالى رفع منهم او ابعد منهم (( الرجس )) بمفهومه المطلق اللا محدود و أضاف إليهم (( الطهارة ) ) بمفهومها المطلق اللامحدود و الغير مقيد .. اي أن جميع أنواع الرجس مرفوعة عنهم و جميع أنواع الطهارة مضافة إليهم .. و هذا ما يدل و بشكل قطعي على العصمة .. فمعنى العصمة اخوتي هو ان يكون الشخص محفوظا و محميا من كل أنواع الرجس (( بمفهومها المطلق )) و هذا ما عنته الآية المباركة من إذهاب الرجس و اضافة التطهير ..

اما في عقيدتنا فنحن نذهب الى ان المشمولون بالاية هم كل الائمة الاثنا عشر عليهم السلام من ذرية الامام الحسين عليه السلام اورد لك بعض الامثلة

الحديث الأول :
رواه الشّيخ الصّدوق ( عليه الرّحمة ) في كتابه ( كمال الدّين وتمام النّعمة ) ج1 / ب24 / ص312 / ح28 ... بسند صحيح أو حسن ، حيث قال:
حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق الرّازي : حسن على أقلّ التّقادير ، لترضّي الشّيخ الصّدوق عليه.
حدّثنا سعد بن عبد ال له: هو إبن أبي خلف الأشعريّ القمّي أبو القاسم ، قال النّجاشي : شيخ هذه الطائفة ، وفقيهها ، ووجهها ، وقال الطّوسي : جليل القدر ، واسع الأخبار كثير التّصانيف.
حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النّهدي : نقل الكشّي توثيق شيخه حمدويه بن نصير له ، وكذلك وثّقه السّيد الخوئي.
عن الحسين بن علوان : هو الكلبي ، وقد وثّقه النّجاشي.
عن عمر بن خالد : هو الأفرق الحنّاط ، قال النّجاشي : ثقة ، عين.
عن سعد بن طريف : هو الحنظلي الأسكاف ، مولى بني تميم الكوفي ، قال الطوسي : صحيح الحديث.
عن الأصبغ بن نباتة : هو المجاشعي ، قال البرقي : من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين ( (ع) ) وقال النّجاشي : كان من خاصّة أمير المؤمنين ( (ع) ) وعمّر بعده ، وقال الطّوسي مثله ، وقال الخوئي : هو من المتقدّمين ، من سلفنا الصالحين.
عن عبد الله بن عبّاس: حاله في الفضل والجلالة وإخلاص المحبّة لأمير المؤمنين ((ع) ) أشهر من أن يذكر ، كما قال العلاّمة وإبن داوود ، قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ( أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون ).


الحديث الثاني :
رواه الشّيخ الصّدوق ( أعلى الله مقامه ) في كتاب (الأمالي ) ص679 / م85 / ح27 ... ، بسند صحيح أو حسن ، حيث قال :
حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ( ( ر ) ) : حسن على أقلّ التّقادير ، وذلك لترضّي الشّيخ الصّدوق عليه في غير موضع من مصنّفاته.
قال حدّثني أبي : هو عليّ بن إبراهيم القمّي صاحب التّفسير ، وهو أجلّ من أن يوثّق ، ومع ذلك فقد قال النّجاشي في حقّه : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب.
عن أبيه : هو إبراهيم بن هاشم القّمي ، أوّل من نشر حديث الكوفييّن بقم ّ، وكفى بذلك أمارة علي وثاقته ، علاوة على أنّه قد وثّق من غير واحد من الأعلام ، منهم السيّد الخوئي حيث قال : لا ينبغي الشكّ في وثاقته.
عن محمد بن عليّ القرشي : كما هو الصّحيح ، وليس التّميمي كما في بعض نسخ الأمالي ، لأنّ القرشي هو صاحب الإمام الرّضا ((ع) ) لا التّميمي الّذي لا وجود لعنوانه في كتب الطّبقات أصلاً، وكيف كان هو ثقة كما قال الخوئي.
قال حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرّضا ، عن أبيه ،
عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الّذي غرسه الله ، ويكون متمسّكاً به ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ، والأئمّة من ولده ، فإنّهم خيرة الله (عزّ وجلّ) وصفوته ، وهم المعصومون من كلّ ذنب وخطيئة ).

الحديث الثالث :
أيضاً رواه الشّيخ الصّدوق ( عليه الرّحمة ) في كتابه ( كمال الدّين وتمام النّعمة ) ج1 / ب22 / ص272 / ح63 ... بسند صحيح ، حيث قال :
حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ( ر ) ) : قال عنه النّجاشي : شيخ القميّين ، وفقيههم ، ومتقدّمهم ، ووجههم ، ثقة ..ثقة ، مسكون إليه.
قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار : قال النّجاشي : كان وجهاً في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر.
عن أحمد بن محمد بن عيسى : إبن عبد الله الأشعري ، قال فيه الخوئي : ثقة.
عن الحسين بن سعيد : قال عنه الطّوسي : ثقة.
عن حمّاد بن عيسى : وثّقه الشّيخان.
عن إبراهيم بن عمر اليماني : ثقة ، قاله النّجاشي.
عن سليم بن قيس الهلالي : من أصحاب الأئمّة عليّ والحسن والحسين والسّجاد ((ع)) ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشّأن ، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنّه من الأولياء ( رضوان الله تعالى عليه ).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((ع)) قال : ( إنّ الله (تبارك وتعالى ) طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحججاً في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ).



لذا فكما بينا ان رسول الله صلى الله عليه و اله مذهوب عنه الرجس و مطهر من أول ولادته إلى مماته صلى الله عليه و اله .. و كذلك أهل بيته عليهم السلام .



اللهم صل على محمد و ال محمد و العن اعدائهم يا كريــــــــــــم