غلمان في الجنة ، تساؤلات محرمة !!!!

18 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله
السلام عليكم

منذ زمن طويل وحين نشر هذا الموضوع كتبت رداً عليه ، وقد آن نشره في هذه الشبكة الموقرة ، فإليكموه :الموضوع :

غلمان في الجنة ... تساؤلات محرمة
اعداد : شهاب الدمشقي

في القرآن ثلاث آيات تثير الكثير من التساؤلات المحرمة اذا صح التعبير :

1- ( ويطوف عليهم غلمان كانهم لؤلؤ مكنون ) ( الطور : 24 )
2- ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون ) ( الانسان : 19 )
3- ( يطوف عليهم ولدان مخلدون ) ( الواقعة : 17)

أما عن التساؤلات التي تثيرها عبارة ( الولدان ) أو ( الغلمان ) في الجنة فهي كثيرة ، ومنها :

1 – ما علة وجودهم غلمانا أو ولدانا في الجنة ؟؟
2- هل هم فقط للخدمة ؟؟ وما طبيعة هذه الخدمة ؟؟ وهل لها علاقة بمتعة معينة يحققونها للأكبر منهم ؟؟
3 – وهل هم مشاركون للنساء ( الحور العين ) بتحقيق المتعة المذكورة للرجال عندما يرغبون بذلك ؟؟

ولندخل في عمق هذه التساؤلات :

1- كون الولدان أو الغلمان المخلدين في الجنة يرتبطون بعلاقة اجتماعية في العمق فهم يخدمون المخلدين في الجنة من الرجال ، ومفهوم الخدمة له أكثر من دلالة ، فالخدمة لا تقتصر على المعنى الظاهري لها ( أداء خدمات معينة للآخر فقط ) بل – ربما – يكون الجسد الخادم نفسه داخلا في الخدمة المتعية ، وفي ضوء ذلك يصبح المحرم في كثير منه محللا كما في حال الخمرة والاستمتاع بالنساء ( فهم كثيرات ويتجاوزن الأربع هذه المرة ) والغلمان داخلون في اطار تمتيع الجسد ، حيث لا تحديد لذلك .

2- التركيز على جمال غلمان وولدان الجنة ، فهم ( لؤلؤ مكنون ) ، وهم في وضعية واحدة لا يتغيرون ولا يتبدلون عمرا ولا يكبرون ولا يشيخون ( فهم مخلدون ) أي باختصار متعة الجمال الجسدي الخارجي ، فالطبري على سبيل المثال يقول بأن الله أظهر لهؤلاء الغلمان جمالا وصفاء ، وأن ( هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكؤوس الشراب ) ( لاحظ هذه الصورة خمر يقدمها غلمان يتميزون بالجمال ) بل يزيد الطبري الصورة وضوحا بقوله ( وما أحد من اهل الجنة الا ويسعى عليه ألف غلام كل غلام على عمل ما عليه صاحبه )

3- ثمة مقاربة لافتة وتثير أكثر من دلالة : وهي أن هؤلاء الغلمان يخدمون أهل الجنة ، ومثل هذا التصور يذكر بالخدمات التي كانوا يقدمونها في حياتهم ، فالغلمان كعادتهم يؤدون خدمات مختلفة لذويهم أو لمن يكلفهم في مجالات مختلفة ، فهل هناك خدمات في الجنة ايضا ؟؟ الا يعني وجودهم في الجنة وهم يخدمون الكبار تعبيرا عن وجود أكثر من طبقة اجتماعية في الجنة ؟؟ الا يعني ذلك وجود تفاوت طبقي في الجنة هو ذاته امتداد لما هو سائد في واقعنا ؟؟ وما هي طبيعة الخدمة التي يقدمونا للكبار ؟؟؟ انهم يذكروننا هنا بحور الجنة اللواتي يقدمن خدمة لرجال الجنة وهي النكاح والوطء ، فالعلاقة اذن بين طرفين يتفاوتان قيمة في النهاية : خادم ومخدوم ..

يبدو أن هذه التساؤلات كانت حاضرة في ذهن الكثيرين من المسلمين قديما ، فهذا يحيى بن أكثم المعروف باللواطة وحب الغلمان يقول : لقد أكرم الله أهل الجنة بأن طاف عليهم الولدان ، ففضلهم في الخدمة على الجواري ، فما الذي يخرجني عاجلا عن هذه الكرامة المخصوص بها أهل الزلفى لديه ؟؟؟ ) نزهة الالباب : 174 )

يبقى ربط القرآن بما هو متعي مع الغلمان – الولدان احتمالا قائما لا يمكن نسفه ، فرغم أن الآيات لا تجاهر بذلك لكنها تفتح مجالا للتأويل .. بل وللتفسير ايضا .


مقتبس بتصرف من كتاب : المتعة المحظورة لابراهيم محمود

شهاب الدمشقي

شبكة اللادينيين العرب .

****************************
****************************



التعليق :



يمكن أن يقال في مقام الإجابة على تلك التساؤلات المطروحة المحرمة :

1- إن علة وجود الخدم والولدان - على الرغم أن الجنة حسب التعابير الواردة في الايات والروايات لا تحتاج الى خدم ، وكل ما يريد اهـل الـجنة مهيأ وجاهز - ،هو التعبير عن مقدار الاحترام والاكرام المنقطع النظير لاهلها من قبل الخدم .

2- مهمات الخدم والولدان كما صرّحت بذلك الآيات الشريفة :
تتعلق بخدمة وتضييف اهل الجنة بأنواع الاشربة والشراب الطهور، ومختلف الاغذية ، ولا يتصور أحد أن تلك الخدمة الجليلة يمكن أن تنتهي ، بل هي مستمرة ، وقد استخدم الفعل المضارع ( يطوف ) الدال على التجدد المستمر في الخدمة المتنوعة والتي لا يمكن أن توصف بمهمة الخدم عندنا وتنتهي ، وما دامت الجنة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين بما لم لم يخطر على قلب بشر ، فإن الخدم والولدان تتعدد مهماتهم في الإطار الذي ذكره القرآن الكريم .

3- هل يشارك الولدان الحور العين في تقديم المتعة الجسدية ؟
من خلال ملاحظة الآيات الشريفة اتضح أن ليس من مهمات الولدان ذلك أبداً ، بل مهمتهم هي ما اتضحت الإجابة عليه في رقم 2 .
وأما قضية جمال الولدان ، فلا تعني أبداً أن مهمتهم تتعدى المهمات الموكلة إليهم ، إذ يكون الجمال ما هو إلا مجرد رفع لجميع المنغصات التي تتمتع بها الجنة والتي عانى منها المؤمنون في دار الدنيا .


وهذا نص مقتبس من المفسّر الكبير الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتاب نفحات القرآن الكريم ، يبين ما أجملته في الجواب :



الخدم والسقاة :. ان اللّه سـبـحـانـه وتعالى اتم نعمته على اهل الجنة واعطاهم كل شي ومن جملتها المضيفون الذين يخدمونهم وباعلى كيفية .
والـسـقـاة : الـذين يطوفون عليهم ويسقونهم من الشراب الطهور ان حسن ظاهرهم ولطف باطنهم وصـلاح خـلقهم وخلقهم من الدرجة بحيث يجذب اليهم اهل الجنة وينسيهم كل ما تحملوه من الالام والمعاناة في الدنيا في سبيل اطاعة اوامر اللّه تعالى .
ولـقـد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن (الغلمان ) و (الولدان المخلدون ) ووصفهم باجمل الاوصاف .
ان الـتـعـابير الواردة في هذا الصدد, وكسائر المواهب والعطايا الالهية متنوعة ومختلفة , فقد جاء تعبير ((غلمان )) في قوله تعالى : (ويطوف عليهم غلمان لهم كانهم لؤلؤ مكنون ) الطور: 24.
تـعـبير (يطوف ) (مع ملاحظة كونه فعل مضارع يفيد الاستمرار) دليل على ان طوافهم حول اهل الجنة طواف دائمي .
((لـؤلؤ مكنون )) وصف للخدمة ، فهم في حسنهم وصباحتهم وصفاتهم وبياضهم كالؤلؤ المصون في الصدف ، او الذي اخرج تواً من الصدف .
صـحـيح ان الجنة ـ حسب التعابير الواردة في الايات والروايات ـ لا تحتاج الى خدم ، وكل ما يريد اهـل الـجنة مهيأ وجاهز ، ولكن هذا يعبر عن مقدار الاحترام والاكرام المنقطع النظير لاهلها من قبل الخدم .
ولو ان هذه الاية لم تخبر صراحة عن علة طوافهم ، ولكن الايات التي بعدها اشارت الى ان مهمتهم تتعلق بخدمة وتضييف اهل الجنة بانواع الاشربة والشراب الطهور، ومختلف الاغذية .
التعبير بـ (لهم ) يدل على ان لكل واحد من اهل الجنة خدما خاصين به ، وقيل ليس على الغلمان مشقة في خدمة اهل الجنة بل لهم في ذلك اللذة والسرور اذ ليست تلك الدار دار محنة .
وقد نقل الكثير من المفسرين هذا الحديث عن رسول اللّه (6) :.
قـيـل يارسول اللّه الخادم كاللؤلؤ فكيف المخدوم ؟ فقال : ( والذي نفسي بيده ان فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) ((230)) .
ومن الجدير بالذكر ان (الغلمان ) جمع غلام وتعني في اللغة (الصبي ) لاالعبد ((231)) .
ومن البديهي ان الافراد بهذا السن يتمتعون بالنشاط والحيوية والجدية .
وذكـر الـقرآن الكريم تعبيرا آخر بخصوص الخدم وهو ((ولدان )) ، قال تعالى : (يطوف عليهم ولدان مخلدون # باكواب واباريق # وكاس من معين )الواقعة : 17 , 18.
ولدان : جمع ((وليد)) بمعنى (مولود) ، وهنا بمعنى (الغلام ) وما مثله البعض بانهم صغار المؤمنين يـخدمون آباهم بعيد ((232)) ، وذلك لانهم ان كانوا مؤمنين فهم يخدمون لا انهم خدم للاخرين ، وان كـانـوا غـير مؤمنين فلا سبيل لهم هناك تعبير(مخلدون ) اشارة الى بقائهم على حالهم فيبقون صغارا دائما لايكبرون ولا يلتحون فهم على هيئتهم من حداثة السن والنشاط والحيوية .
ولـقـد ورد نفس هذا التعبير بتوضيح اكثر وألطف , قال تعالى : (ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) الانسان :19.
وهـذا شـاهـد آخر على ان المراد من (ولدان ) هو نفس (الغلمان ) الذين وصفتهم الايات السابقة بـ (لؤلؤ مكنون ) ، وهنا وصفتهم هذه الاية بـ (لؤلؤ منثور).
ولقد احتمل الكثير من المفسرين ان هؤلا الغلمان هم اطفال المشركين والمؤمنين الذين رجحت كفة سـيئاتهم ، فلم يؤاخذهم اللّه سبحانه باعمال آبائهم ولكن جعلهم خدما لاهل الجنة وهم مسرورون بذلك .
ولـو اخـذنا بنظر الاعتبار ما اشرنا اليه سابقا لضعف هذا الاحتمال ، وماالرواية التي نقلت في هذا المجال الا رواية مرسلة لا اكثر.
وجـا فـي تـعبير آخر (بصيغة المبني للمجهول ) يشير الى المضيفين في الجنة ، قال تعالى : (يطاف عليهم بكاس من معين ) الصافات : 45.
ولـقد ورد شبيه هذا المعنى بشي من التفاوت كدليل على تنوع الموائد في الجنة فقد ورد في الاية 15 من سورة الدهر (ويطاف عليهم بنية من فضة واكواب كانت قواريرا).
ونقرأ تعبيرا آخر ورد في الاية 71 الزخرف (يطاف عليهم بصحاف من ذهب واكواب ).
(صـحـاف ) جـمـع ((صحفه )) وعلى قول الزمشخري (طبق ما جاء في مصباح اللغة ) اناء مستطيل (كبير) ، واذا اخذنا بنظر الاعتبار المادة الاصلية للكلمة والتي تعني الانبساط والاستواء ، فيمكن ان يكون اشارة الى اناء يشبه الصينية .
واكواب جمع كوب وهو اناء للشراب لاعروة فيه وقد يعبر عنه بـ (القدح )احيان.
والجدير بالذكر وعلى قول بعض المفسرين ( صحاف ) ( جمع كثرة ) و(( اكواب )) جمع (( قلة )) , وهـذا يـعـود الـى ان تـنوع الاغذية وصحافها اكثر من تنوع المشروبات واكوابها ((233)) , وتقتضي فصاحة القرآن التطرق حتى لمثل هذه الجزئيات (تامل ).
واخـيـرا ، ولـو ان هـذه الايات الاخيرة لم تبين اوصاف المضيفين ، ولكن يمكن ان تفسرها الايات السابقة وتدلل عليهم وعلى مواصفاتهم .

******************************

وقد كتب بعض الأخوة الأعزاء تعليقاً على الجواب السابق مفاده :

السلام عليكم

بخصوص الجنة ؛؛؛
أنا شخصياً لا يعنيني هل توفر بها هذه الخدمة أم لا !! ما يهمني أن ينقذني الله من النار وكفى بذلك نعيماً !! مصداقاً لقوله تعالى :
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران

ولكن من باب السرف المعرفي أسأل :

حين نقرأ الآيتين التاليتين :
{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (56) سورة الرحمن
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (74) سورة الرحمن

هل نفهم من دلالات هاتين الآيتين وقوع الجماع بشكل فعلي بين المؤمنين والحور العين في الجنة ( وإلا ما الحاجة من ذكر أنهن لم يمسهن أحد من قبل )؟!

وإذا كان الأمر كذلك !!
ونحن نعلم بوجود الرغبة الجنسية عند كلا الطرفين الرجال والنساء فلماذا لم نسمع عن حقهن في التلذذ بذلك أسوة بالرجال !!
فإذا كان حديثنا في الدار الدنيا عن منع تعدد زواج المرأة من أكثر من رجل لحفظ النسب !! فما الحكمة من عدم التطرق له في الجنة ؟!

طبعاُ السؤال هنا من باب السرف المعرفي !! ولن أحزن إن لم أحصل على إجابة له !!

كل أمنيتي أن يظلني الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وكفى بذلك فوزاً ( صدقوني لا يهمني بعد ذلك شيئاً !! فإن وفقت لذلك فقد فزت ورب الكعبة ) . انتهى .

******************************************

التعليق :

في مقام الجواب على السؤال السرفي المعرفي :

أولاً : نعم يقع ذلك ، حيث أن معنى الطمث في الآية الشريفة هو :
الافتضاض و النكاح بالتدمية، و المعنى: لم يمسسهن بالنكاح إنس و لا جان قبل أزواجهن.

وهذا ما أكدته الروايات المتواترة الشريفة .

ثانياً : وأما بالنسبة لحق المرأة في الجنس في الجنة ، فإن بعض الروايات تؤكد أن المرأة المؤمنة تتمتع بمن تشاء حيث تكون مخيرة بين من تشاء من الرجال من أهل الجنة ، سواء كان زوجها أو غيره .

وهنا سؤال لطيف موجّه للسيد الخوئي قد س سره وأجاب عنه وعلّق عليه الشيخ جواد التبريزي ( وهو جواب عجيب جداً ) :

السؤال: بأي قصد تقرأ المؤمنة هذه الجملة : ( ومن الحور العين برحمتك فزوجنا ) وما أشبهها ، إذ الظاهر اختصاص ذلك بالرجال ؟
الجواب: الخوئي: سنة لزوم تخالف الجنسين في النكاح والزواج من أحكام هذه النشأة ، ولم يثبت لزومه للنشأة الآخرة ، حيث ان سنة الزواج هنا لغرض التوليد ، وتداوم الامثال بدلا عما يتحلل فيها بتمادي قرون الحياة المبنية على حكمة تفاني عناصر الكيان والضرام أمد الحي ، مهما عاش في تقلباته ، ليعمل ناتجا لما شاء الله تعالى له وأمره به ، دون ما هنالك من سنة الجزاء التي لغرض حصاد ما عمله في دنياه من نعيم أو جحيم ، فالسرور أو النفور العائدان هناك غير مرهونين بسنة التوليد وتلاحق الامثال ، فللآخرة شأن آخر، والله العالم.

التبريزي: يمكن ان يكون الدعاء لولده ، او اخيه وغيرهما ، حيث ان ضمير الجمع لا يدل على أن الدعاء لنفسه ، بل قد يكون لغيره كما ذكرنا ، ونظير ذلك كما لو كانت الام تدعو لولدها بزوجة صالحة ، فتقول: يا رب ارزقنا فتاة مؤمنة صالحة.

*************************************

وهنا إشكال يطرح وجوابه :

سؤال يطرح نفسه بقوة ، والإجابة عنه :

وهو: هل أنّ سعة عمومية مفهوم هذه الآية، ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين .. ) دليل على أنّهم يطلبون من الله هناك أن يمنحهم أُموراً كانت حراماً في الدنيا؟



والجواب:
إنّ طرح هذا السؤال ناتج عن عدم الإِلتفات إلى نكتة، وهي أنّ المحرمات والقبائح كالغذاء المضر لروح الإِنسان، ومن المسلم أنّ الروح السالمة الصحيحة لا تشتهي مثل هذا الغذاء، وتلك التي تميل أحياناً إلى السموم والأغذية المضرة هي الأرواح المريضة.

إنّنا نرى بعض المرضى يميلون حتى في حالة المرض إلى تناول التراب أو أشياء أُخرى من هذا القبيل، إلاّ أنّهم بمجرّد أن يزول عنهم المرض تزول عنهم هذه الشهية الكاذبة.

نعم، إنّ أصحاب الجنّة سوف لا يميلون أبداً إلى مثل هذه الأعمال، لأن ميل الروح وانجذابها إليها من خصائص أرواح أصحاب الجحيم المريضة.

إنّ هذا السؤال يشبه ما ورد في الحديث من أن أعرابياً أتى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: هل في الجنّة إبل؟ فإنّي أحبّها حبّاً جمّاً، فالتفت إليه النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يعلم أن في الجنّة نعماً سينسى معها الأعرابي الابل، وأجابه بعبارة قصيرة فقال: « يا أعرابي، إن أدخلك الله الجنّة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك » .

وبتعبير آخر: فهناك العالم الذي ينسجم فيه الإِنسان مع الحقائق تماماً.


جواب آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

والحمد لله رب العالمين .

أخوكم الهاشمي : ملائكة الغيب