الرد على أكاذيب الدكتور ناصر القفاري - خاتمة

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
خاتمة

بسم الله الرحيم الرحيم

الحمد لله ولي الحمد ومستحقه، وصلواته على خيرته من خلقه محمدٍ وآله الطاهرين...

لم يكن القصد من كتابة هذه الحلقات بيان عقائد وآراء الإمامية، فإن علمائنا المتقدمين والمتأخرين -جزاهم الله خير الجزاء- لم يألوا جهدا في بيان فكر أهل البيت عليهم السلام أصولا وفروعا وكتبهم منتشرة في كل مكان...
بل كان القصد إثبات أن الدكتور القفاري (عامله الله بعدله) قد كتب كتابه بنفس الروح التي كتب بها أسلافه الذين أعمت العصبية قلوبهم كابن حزم وابن تيمية وهلم جرا عن الإمامية...

فإن الكذب والتدليس وبتر النصوص والاعتماد على ما لا يصح الاعتماد عليه: أدوات أساسية، بدونها لا يستطيعون أن يكتبوا شيئاً عن الشيعة الإمامية...

فكما ان ابن حزم قد اعتمد على (الجاحظ) في إلصاق فرية القول بتحريف القرآن إلى بعض الإمامية، فيقول ما نصه:
وذكر عمرو بن بحر الجاحظ وهو وإن كان أحد المجان ومن غلب عليه الهزل وأحد الضلال المضلين فإننا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها وإن كان كثيراً لايراد كذب غيره قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم النظام وبشر بن خالد أنهما قالا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق ويحك أما استحيت من الله أن تقول في كتابك في الإمامة أن الله تعالى لم يقل قط في القرآن "ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" قالا فضحك والله شيطان الطاق ضحكاً طويلاً حتى كأنا نحن الذي أذنبنا.
الفصل في الملل والأهواء والنحل 519

فانظروا إليه كيف يقرر بأن الجاحظ كان (أحد المجان، ومن غلب عليه الهزل، وأحد الضُلاّل المضلين) إلا أن كلامه مقبول ولا يجوز رده طالما أنه يتحدث عن الشيعة الإمامية!!!

وجاء الدكتور القفاري وهو يحمل نفس الروح التي كان يحملها ابن حزم، بل وأسوء منها، فينقل كلام ابن حزم المتقدم بعد أن يحذف بعض ما ذكره ابن حزم عن الجاحظ فيجعل كلامه أحد الأدلة التي تدل على أن هشام بن الحكم رضي الله عنه كان يعتقد بتحريف القرآن، فيقول:
فتشير القرائن -كما ترى- إلى هشام وشيعته، فهذا يدل على أقل الافتراضات أن هذه "الفرية" وجدت في عصر هشام، ومما يدل على وجود هذه الدعوى في تلك الفترة ما ذكره ابن حزم عن الجاحظ قال: "أخبرني أبو إسحاق إبراهيم النظام وبشر بن خالد أنهما قالا.. الخ الحكاية...
ثم قال: هذه الحكاية أوردها ابن حزم عن الجاحظ، وقد قال ابن حزم عن الجاحظ بأنه رغم مجونه وضلاله: "فإننا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها، وإن كان كثيراً لإيراد كذب غيره" [الفصل: 5/39.]. وشيطان الطاق وهو محمد بن علي ابن النعمان أو جعفر الأحول توفي سنة (160ه‍)، والمعروف أن شيطان الطاق معاصر لهشام بن الحكم، قال ابن حجر: "قيل إن هشام بن الحكم شيخ الرافضة لما بلغه أنهم لقبوه شيطان الطاق سماه هو مؤمن الطاق" فقد يكون أحد الشركاء في هذه "الجريمة" مع هشام بن الحكم، فهو شريك في التأليف حول مسألة الإمامة والتي هي السبب والأصل للقول بهذا الافتراء كما تدل عليه نصوص هذه الفرية.

انتهى كلامه

من هو الجاحظ؟؟؟
الذهبي يترجم الجاحظ فيقول عنه:
العلامة المتبحر، ذو الفنون، أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي، صاحب التصانيف... وكان أحد الأذكياء.
قال الذهبي: قلت: كان ماجنا قليل الدين، له نوادر.
ثم قال الذهبي: يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق.
قال إسماعيل الصفار: حدثنا أبو العيناء، قال: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوله.
ثم قال الصفار: كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما تاب.
إلى أن قال الذهبي: قلت: كفانا الجاحظ المؤونة، فما روى من الحديث إلا النزر اليسير، ولاهو بمتهم في الحديث، بلى في النفس من حكاياته ولهجته، فربما جازف، وتلطخه بغير بدعة أمر واضح، ولكنه أخباري علامة، صاحب فنون وأدب باهر، وذكاء بين، عفا الله منه.

سير أعلام النبلاء ج 11 ص 526

وقال الذهبي: قال ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. قلت: وكان من أئمة البدع.
ميزان الاعتدال ج 3 ص 247

ويقول عنه ابن حجر العسقلاني:
وحكى الخطيب بسند له أنه كان لا يصلي.
وقال الخطابي: هو مغموص في دينه.
وذكر أبو الفرج الاصبهاني أنه كان يُرمى بالزندقة، وأنشدني ذلك أشعارا...
قال ابن خشبة في اختلال الحديث: ثم نصير إلى الجاحظ وهو أحسنهم للحجة استنارة وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم وتصغير العظيم حتى يصغر ويكمل الشيء وينقصه

فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة، ومرة للزندقة على أهل السنة.
ومرة يفضل علياً، ومرة يؤخره.
ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذا، وتبعه قال الحمار.
ويذكر من الفواحش ما يجل رسول الله عن أن يذكر في كتاب ذكر أحد منهم فيه فكيف ورقة أو بعد سطر أو سطرين.
ويعمل كتابا يذكر فيه حجج النصارى على المسلمين فإذا صار إلى الرد عليهم يجوز للحجة كأنه إنما أراد تنبيههم على ما لا يعرفون.
ويشكك الضعفة.
ويستهزئ بالحديث استهزاء لا يخفى على أهل العلم،
وذكر الحجر الأسود وأنه كان أبيض فسوده المشركون، قال: وقد كان يحب أن يبيضه المسلمون حين أسلموا!!! وأشياء من أحاديث أهل الكتاب، وهو مع هذا أكذب الأمة وأوضعهم لحديث وأنصرهم للباطل.
وقال أبو منصور الأزهرى في مقدمة تهذيب اللغة: وممن تكلم في اللغات بما حصره لسانه وروى عن الثقات ما ليس من كلامهم الجاحظ، وكان أوتي بسطة في القول وبيانا عذبا في الخطاب ومجالا في الفنون غير أن أهل العلم ذبوه وعن الصدق دفعوه.
وقال ثعلب: كان كذابا على الله وعلى رسوله وعلى الناس.

لسان الميزان ج 4 ص 355

وقال النووي:
وقد اعترض على حديث اختلاف أمتي رحمة رجلان:
أحدهما: مغموض عليه في دينه، وهو عمرو بن بحر الجاحظ.
والآخر: معروف بالسخف والخلاعة، وهو أسحق بن ابراهيم الموصلي.

شرح مسلم ج 11 ص 91

فلينظر المنصف كيف اعتمد ابن حزم على شهادة:
ماجن!
قليل الدين!
مغموص عليه في دينه!
لا يصلي!
يختلق!
غير ثقة ولامأمون!
يستهزئ بالحديث وأهله!
وضع حديثا في فدك!
يروي عن الثقات ما ليس من كلامهم!
كان كذابا على الله وعلى رسوله وعلى الناس!
من أئمة البدع!
متهم بالزندقة!
يذكر الفواحش!

كل هذه المطاعن قد اجتمعت في رجل واحد، ومع ذلك فقد أغمض الدكتور القفاري عينيه عنها... تماماً كما أغمض سلفه الصالح -ابن حزم- عينيه عنها!!!

فأصبح الجاحظ الذي اجتمعت فيه كل كلمات الجرح -التي نقلناها- مأمون مقبول الشهادة!!!

لا لشيءٍ سوى أن شهادته صادرة ضد الإمامية!!!

وكأن السلف والخلف قد أخذوا على أنفسهم أن الشهادة إذا كانت ضد الإمامية فهي مقبولة مهما كان مصدرها!!!

لذا فلا يسعني في الختام إلا تحذير أهل السنة من الاعتماد على ما يكتبه علمائهم عن الشيعة الإمامية، وأقول لكل سني: مهما كانت ثقتك بعلمائك في سائر الأمور، فإياك أن تثق بما يكتبوه عن الشيعة الإمامية...
وهذه الحلقات السبع ما هي إلا نماذج قليلة من أكاذيب وتدليسات الدكتور القفاري، ومن كذب مرة لم يؤمن عليه أن يكذب مرة ثانية وثالثة ورابعة....



ولا يفوتني أن أشير إلى جهل الدكتور!!!

فمن يقرأ كتابه يعرف انه يجهل أموراً تعد من البديهيات حتى عند أطفال الشيعة الإمامية، ومن ذلك جهله بأن الإمام الحسن عليه السلام قد استشهد قبل أخيه الإمام الحسين عليه السلام بسنين طويلة!!!

فإن شهادة الإمام الحسن عليه السلام كانت سنة 50 للهجرة، بينما شهادة الإمام الحسين عليه السلام كانت 61 للهجرة...

ولكن الدكتور يجهل بكل هذا ويعتقد بأن الإمام الحسن عليه السلام كان حياً سنة 61 للهجرة!!!

فقد قال تحت عنوان: تكفيرهم أهل البيت، قال:
فكما قالت كتب الشيعة: إن الناس ارتدوا بعد وفاة الرسول إلا ثلاثة، قالت أيضًا: "ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى أم الطويل، وجبير بن مطعم" [رجال الكشي: ص123، أصول الكافي: 2/380.].
فأنت ترى أن هذا النص لا يستثني أحدًا من أهل البيت ولا الحسن بن علي الذي تعده الاثنا عشرية إمامها، ويبدو أنها لا تستثنيه لأنها عليه ساخطة لقيامه بمصالحة معاوية حتى خاطبه بعض الشيعة بقوله: "يا مذل المؤمنين" [انظر: رجال الكشي: ص111.]، ووثب عليه أهل عسكره فانتهبوا فسطاطه، وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته فردوه جريحًا إلى المدائن [انظر: المصدر السابق: ص113.].

انتهى بحروفه

فهذا هو المستوى العلمي للدكتور!!!

ولا شك انه قد راجع هذا الكلام، وراجعه أيضا الأساتذة الذين أمضوا رسالته، ومنحوه شهادة الدكتوراه على الرغم من وجود هذا الخطأ الجسيم!!!




والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين...