بيان موقف أهل البيت ع من ابوبكر وعمر ( بالـــتـــواتــر )

18 أبريل 2010
61
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان موقف اهل البيت من الشيخين بالتوااااااااااتر

تمهيد :

اتفق الشيعة والسنة وكل المسلمين على أن تواتر قضية ما يحصل عن طريق كثرة الاخبار الواردة في حقها بغض النظر عن حال الرواة الناقلين للخبر لان شرط التواتر هو اخبار جماعة كثيرين يمتنع تواطؤهم على الكذب .
ولذلك لايشترط في الاسانيد ان تكون صحيحة بل يحصل التواتر بنقل الكثيرين حتى لو كانوا كفارا كما قيل ومن هنا نجد اعلام الشيعة والسنة يصرحون بذلك بلا تأمل لوضوح الامر فخذ مثلا :


من مصادر شيعة اهل البيت :

الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - ص 62 - 71
في : المتواتر وشروط تحققه وينقسم الخبر مطلقا " - أعم من المعلوم صدقه وعدمه - إلى : متواتر ، وآحاد . أما الحديث في هذا الحقل فهو عن : المتواتر . ، من حيث :
أولا " : شرايط مخبريه وهو : ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا " ، أحالت العادة تواطؤهم - أي : اتفاقهم - على الكذب . واستمر ذلك الوصف ، في جميع الطبقات حيث يتعدد . ، بأن يرويه قوم عن قوم ، و هكذا إلى الأول . فيكون أوله في هذا الوصف كآخره ، ووسطه كطرفيه . ، ليحصل الوصف : وهو استحالة التواطي على الكذب ، للكثرة في جميع الطبقات المتعددة .
وبهذا ، ينتفي التواتر عن كثير من الاخبار ، التي قد بلغت رواتها في زماننا ذلك الحد . ، لكن ، لم يتفق ذلك في غيره ، خصوصا " في الابتداء . ، وظن كونها متواترة " ، من لم يتفطن لهذا الشرط

ولا ينحصر ذلك : في عدد خاص ، على الأصح . ، بل ، المعتبر : العدد المحصل للوصف . ، فقد يحصل في بعض المخبرين بعشرة وأقل ، وقد لا يحصل بماءة . ، بسبب قربهم إلى وصف الصدق وعدمه . وقد خالف في ذلك قوم فاعتبروا : اثني عشر ، عدد النقباء. ، أو عشرين ، لآية العشرين الصابرين. ، أو السبعين ، لاختيار موسى لهم ، ليحصل العلم بخبرهم إذا رجعوا. ، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر ، عدد أهل بدر: ولا يخفى ما في هذه الاختلافات من فنون الجزافات. وأي ارتباط لهذا العدد بالمراد ؟ وما الذي أخرجه عن نظائره ، مما ذكر في القرآن من ضروب الاعداد ؟
الأصول العامة للفقه المقارن - السيد محمد تقي الحكيم - ص 194 - 196
الخبر المتواتر : ويراد به إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب وصدورهم جميعا عن خطأ أو اشتباه أو خداع حواس ، على أن يجري هذا المستوى في الاخبار ‹ صفحة 195 › في جميع طبقات الرواة ، حتى الطبقة التي تنقل عن المعصوم مباشرة . فلو تأخر التعدد في طبقة ما ، أو فقد أحد تلكم الشروط ، خرج عن كونه متواترا إلى أخبار الآحاد ، لان النتائج - كما يقول علماء الميزان - : تتبع دائما أخس المقدمات . ومثل هذا الخبر - أعني المتواتر - مما يوجب علما بصدور مضمونه ، والعلم - كما سبق بيانه - : حجة ذاتية لا تقبل الوضع والرفع . شروطه : وقد جعلوا له شروطا اختلفوا في تعددها ، ويمكن انتزاعها جميعا من نفس التعريف : يقول المقدسي : ( وللتواتر ثلاثة شروط ) : ( الأول : أن يخبروا عن علم ضروري مستند إلى محسوس ، إذ لو أخبرنا الجم الغفير عن حدوث العالم وعن صدق الأنبياء ، لم يحصل لنا العلم بخبرهم ) . ( الثاني : أن يستوي طرف الخبر ووسطه في هذه الصفة وفي كمال العدد ، لان كل عصر يستقل بنفسه فلا بد من وجود الشروط فيه ، ولأجل ذلك لم يحصل لنا العلم بصدق اليهود مع كثرتهم في نقلهم عن موسى ( ع ) تكذيب كل ناسخ لشريعته ) . ( الشرط الثالث : في العدد الذي يحصل به التواتر واختلف الناس فيه ، فمنهم من قال : يحصل باثنين ، ومنهم من قال : يحصل بأربعة ، وقال قوم : بخمسة ، وقال قوم : بعشرين ، وقال آخرون : بسبعين ، وقيل : غير ذلك ) . ( والصحيح أنه ليس له عدد محصور ( 1 ) ) . ويقول زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني في درايته وهو يعرفه ‹ صفحة 196 › ويشير إلى شروطه : ( هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم على الكذب ، واستمر ذلك الوصف في جميع الطبقات حيث تتعدد ، فيكون أوله كآخره ، ووسطه كطرفيه ، ولا ينحصر ذلك بعدد خاص ( 1 ) ) . ومثلهما غيرهما من أعلام الشيعة والسنة على غموض في أداء بعضهم ربما أو هم خلاف ذلك . على أن هذه التحديدات ، ليست بذات ثمرة إلا في حدود تشخيص المصطلح للخبر المتواتر وتحديد مفهومه ، وكل ما كتب في هذا الشأن ، فإنما هو لتشخيص صغريات ما يقع به العلم عادة ، وهذه الشرائط وأشباهها من موجبات ما يحصل بها التشخيص ، وإلا فإن المدار على العلم فإن حصل منها فهو الحجة ، وإن لم يحصل احتجنا إلى التماس دليل على الحجية ، وليس في هذه الشرائط ما يشير إليه . وأمثلة المتواتر كثيرة ، وقد عدوا منها كل ما يتصل بضروريات الدين ، كالفرائض اليومية وأعدادها وأعداد ركعاتها ، وصوم شهر رمضان ، وكالذي مر في حديث الثقلين ، والغدير ، وأشباههما . واعتبروا منها قوله ( ع ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ( 2 ) ) . ( 2 )

ومن مصادر المخالفين
يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 18، صفحة 50
وأما عدد ما يحصل به التواتر فمن الناس من جعل له عددا محصورا ثم يفرق هؤلاء فقيل اكثر من أربعة وقيل إثنا عشر وقيل أربعون وقيل سبعون وقيل ثلاثمائة وثلاثة عشر وقيل غير ذلك وكل هذه الأقوال باطلة لتكافئها فى الدعوى
والصحيح الذى عليه الجمهور أن التواتر ليس له عدد محصور والعلم الحاصل بخبر من الأخبار يحصل فى القلب ضرورة كما يحصل الشبع عقيب الأكل والرى عند الشرب وليس لما يشبع كل واحد ويرويه قدر معين بل قد يكون الشبع لكثرة الطعام وقد يكون لجودته كاللحم وقد يكون لإستغناء الآكل بقليله وقد يكون لإشتغال نفسه بفرح أو غضب أو حزن ونحو ذلك
كذلك العلم الحاصل عقيب الخبر تارة يكون لكثرة المخبرين وإذا كثروا فقد يفيد خبرهم العلم وإن كانوا كفارا وتارة يكون لدينهم وضبطهم فرب رجلين أو ثلاثة يحصل من العلم بخبرهم مالا يحصل بعشرة وعشرين لا يوثق بدينهم وضبطهم وتارة قد يحصل العلم بكون كل من المخبرين أخبر بمثل ما أخبر به الآخر مع العلم بأنهما لم يتواطآ وأنه يمتنع فى العادة الإتفاق فى مثل ذلك مثل من يروى حديثا طويلا فيه فصول ويرويه آخر لم يلقه وتارة يحصل العلم بالخبر لمن عنده الفطنة والذكاء والعلم بأحوال المخبرين وبما أخبروا به ما ليس لمن له مثل ذلك وتارة يحصل العلم بالخبر لكونه روى بحضرة جماعة كثيرة شاركوا المخبر فى العلم ولم يكذبه أحد منهم فإن الجماعة الكثيرة قد يمتنع تواطؤهم على الكتمان كما يمتنع تواطؤهم على الكذب وإذا عرف ان العلم بأخبار المخبرين له اسباب غير مجرد العدد علم أن من قيد العلم بعدد معين وسوى بين جميع الأخبار فى ذلك فقد غلط غلطا عظيما ولهذا كان التواتر ينقسم إلى عام وخاص فأهل العلم بالحديث والفقه قد تواتر عندهم من السنة ما لم يتواتر عند العامة كسجود السهو ووجوب الشفعة وحمل العاقلة العقل ورجم الزانى المحصن وأحاديث الرؤية وعذاب القبر والحوض والشفاعة أمثال ذلك وإذا كان الخبر قد تواتر عند قوم دون قوم وقد يحصل العلم بصدقه لقوم دون قوم فمن حصل له العلم به وجب عليه التصديق به والعمل بمقتضاه كما يجب ذلك فى نظائره ومن لم يحصل له العلم بذلك فعليه أن يسلم ذلك لأهل الإجماع الذين أجمعوا على صحته كما على الناس أن يسلموا الأحكام المجمع عليها إلى من أجمع عليها من أهل العلم فإن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة وإنما يكون إجماعها بأن يسلم غير العالم للعالم إذ غير العالم لا يكون له قول وإنما القول للعالم فكما أن من لا يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله فمن لا يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم


ويقول الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح بتحقيق : عبد الرحمن محمد عثمان [ جزء 1 - صفحة 264 ]
وأما حديث الهرماس بن زياد فرواه الطبرانى من رواية عثمان بن فايد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وعثمان ابن فايد ضعفه ابن معين والبخارى وابن حبان وغيرهم وكذلك حديث من آذى ذميا هو معروف أيضا بنحوه رواه أبو داود من رواية صفوان بن مسلم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال إلا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) سكت عليه أبو داود أيضا فهو عنده صالح وهو كذلك إسناده جيد وهو وإن كان فيه من لم يسم فانهم عدة من أبناء الصحابة يبلغون حد التواتر الذى لا يشترط فيه العدالة


ويقول ابن بهادر في النكت على مقدمة ابن الصلاح [ جزء 1 - صفحة 322 ]
وشذ ابن حزم عن الجمهور فقال " ولو بلغت طرق الضعيف ألفا لا يقوى ولا يزيد انضمام الضعيف إلى الضعيف إلا ضعفا " وهذا مردود ؛ لأن الهيئة الاجتماعية لها أثر ألا ترى أن خبر المتواتر يفيد القطع مع أنا لو نظرنا إلى آحاده لم يفد ذلك فإذا كان ما لا يفيد القطع بانفراده يفيده عند الانضمام فأولى أن يفيد الانضمام الانتقال من درجة الضعف إلى درجة القوة فهذا سؤال لازم لا سيما إذا بلغ مبلغ التواتر فإن المتواتر لا يشترط في أخباره العدالة كما تقرر في علم الأصول

توجيه النظر إلى أصول الأثر [ جزء 1 - صفحة 139 ]
هذا وما قاله ابن الصلاح من ان التواتر لا يبحث عنه في علم الأثر مما لا يمترى فيه قال بعض العلماء العلام ليس المتواتر من مباحث علم الإسناد إذ هو علم فيه عن صحة الحديث أو ضعفه من حيث صفات رواته وصيغ أدائهم ليعمل به أو يترك والمتواتر لا يبحث فيه عن رواته بل يجب العمل به من غير بحث لإفادته علم اليقين وغن ورد عن غير الأبرار بل عن الكفار
وأراد بما ذكر أن المتواتر لا يبحث فيه عن رواته وصفاتهم على الوجه الذي يجري في أخبار الآحاد وهذا لا ينافي البحث عن رواته إجمالا من جهة بلوغهم في الكثرة إلى حد يمنع تواطؤهم على الكذب فيه أو حصوله منهم بطريق التفاق والمراد بالاتفاق وقوع الكذب منهم من غير تشاور سواء كان عمدا وكذلك البحث عن القرائن المحتفة به لا سيما إن كان العدد غير كثير جدا ويلحق بالمتواتر في عدم البحث عنه في علم الأثر المستفيض إذا كان أخص من المشهور
ومما يدل على أن المتواتر ليس من مباحث علم الإسناد أنه لا يكون له إلا في النادر جدا إسناد على الوجه المألوف في رواته أخبار الآحارد ولذلك ترى علماء الأصول يقسمون خبر الواحد إلى قسمين مسند ومرسل ولا يتعرضون إلى تقسيم المتواتر إلى ذلك فإن اتفق للمتواتر إسناد لم يبحث في أحوال رجاله البحث الذي يجري في أحوال الأسانيد التي تروي بها الآحاد هذا إذا ثبت تواتره لأن الإسناد الخاص يكون مستغنى عنه وإن كان لا يخلو عن الفائدة


ومع ان العدد ليس مهما _ على التحقيق _ في اثبات التواتر الا ان بعض الاعداد يمكن التسليم بانها محققة لتواتر الخبر كما يقول الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح [ جزء 1 - صفحة 272 ]
الأمر السادس قول المصنف أن من سئل عن ابراز مثال للمتواتر أعياه تطلبه ثم لم يذكر مثالا إلا حديث من كذب على وقد وصف غيره من الأئمة عدة أحاديث بأنها متواترة فمن ذلك أحاديث حوض النبى صلى الله عليه وسلم ورد ذلك عن أزيد من ثلاثين صحابيا واوردها البيهقى فى كتاب البعث والنشور أفردها المقدسى بالجمع قال القاضى عياض وحديثه متواتر بالنقل رواه خلائق من الصحابة فذكر جماعة من رواته ثم قال وفى بعض هذا ما يقتضى كون الحديث متواترا ومن ذلك أحاديث الشفاعة فذكر القاضى عياض أيضا أنه بلغ مجموعها التواتر ومن ذلك أحاديث المسح على الخفين فقال ابن عبد البر رواه نحو أربعين من الصحابة واستفاض وتواتر وكذا قال ابن حزم فى المحلى أنه نقل تواتر يوجب العلم ومن ذلك أحاديث النهى عن الصلاة فى معاطن الابل قال ابن حزم فى المحلى أنه نقل تواتر يوجب العلم ومن ذلك أحاديث النهى عن اتخاذ القبور مساجد قال ابن حزم إنها متواترة ومن ذاك أحاديث رفع اليدين فى الصلاة للاحرام والركوع والرفع منه قال ابن حزم إنها متواترة توجب يقين العلم
ومن ذلك الأحاديث الواردة فى قول المصلى ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد قال ابن حزم إنها أحاديث متواترة

وغير معلوم عند أبسط المطلعين أن التواتر ينقسم الى ثلاثة اقسام هي :
الأول : التواتر اللفظي وهو ما لو كان جميع الاخبار لفظها واحدا كخبر غدير الخم ، فان هذه العبارة - من كنت مولاه فعلى مولاه - نقلها الجميع .
الثاني : التواتر المعنوي ، وهو ما إذا اتفقوا على نقل مضمون واحد بالمطابقة أو بالتضمن أو بالالتزام ، كالاتفاق على شجاعة الإمام علي ( ع ) .
الثالث : التواتر الاجمالي وهو ما إذا كانت الاخبار مختلفة لفظا ومعنى ، ولكن يعلم بصدور واحد منها .
ومايهمنا في المقام هو النوع الثاني والثالث كما سيتضح جليا

ويجب أن ننبه على أن حجية التواتر قطعية وهو كما يعبرون ( يفيد القطع لذاته ) بمعنى :
أن التواتر يفيد القطع والعلم اليقييني الذي لايجوز للعاقل أن يخالفه ويتملص من تبعاته وهذا أمر واضح ومقرر في الابوب الخاصة به ولايحتاج الى كثرة كلام

بعد هذا البيان -- الموجز جدا عن التواتر والذي تعمدت ان يكون مختصرا حتى لاأدخل القاريء الى مداخل قد تصعب عليه فأرهقه بها وانما أردته ان يعرف مجمل الفكرة والتي تكفينا في هذا المقام -- نقول :
أضحكني العرض الذي تقدم به الدكتور السلفي الشيخ محمد سليمان البراك والذي طرحه في منتدى الدفاع عن السنة متحديا الشيعة في أن يثبتوا أستناد عقائدهم الى اهل بيت العصمة والطهارة في كل العقائد التي يتبنونها وضرب بعض الامثلة لما يريده بعقيدة الشيعة في صحابة النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وغيرها
والذي زاد الطين بلة أن الدكتور بدأ كلامه ببيان مدى احاطته بكتب الشيعة وأنه كان ولا زال يدٌرس تلك الكتب لا انه قاريء لها فقط مما يعني أن الرجل قد سبر غورها ووقف على مافيها والحال أنه بتحديه أثبت للجميع أنه بالكاد تصفح بعض منتديات من يقفون بوجه أهل البيت من قبيل النتدى الذي كتب فيه ماكتب
فرأيت الرجل قد ارتقى مرتقا صعبا وورد بحرا متلاطما من غير سارية ومجذاف ولذا أحببت ان أرمي له بطوق النجاة واضع بين يديه وأيدي الباحثين عن الحقيقة هذا البعض اليسيير من الروايات التي تثبت وبالتواتر موقف اهل البيت من الشيخين على وجه التحديد
فهذه هديتي للشيعي ليعرف موقفه بعلم ودراية وأن كان احباب الزهراء عارفين بذلك ولكن لامانع أن نقول : ليطمئن قلبي
وهديتي لكل سني منصف يتحرى أتباع اهل البيت الذين أمرنا الله ورسوله باتباعهم والذي يدعي كل المسلمون انهم منهم واليهم
وهديتي لكل متعصب يريد ان يقف مع نفسه وقفة صدق وينقذ نفسه قبل أن تبلغ الروح التراق وتلف الساق بالساق ويقف أمام ربه تحت راية لاتمت لرسول الله بصلة

فحياكم الله جميعا ونحن مع بيان موقف أهل البيت في الشيخين وعن طريق التواتر لا الآحاد مع ملاحظة أنه يوجد فيما سأنقل اكثر من ثلاثين رواية صحيحة السند وسافسح المجال للاخوة أن يتدبروا في دلالات هذه الآثار عن طريق عرض الروايات على التوالي والتدرج وبالله التوفيق وعليه أتوكل وهو حسبي

الحديث الاول :بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 289 :
حدثنى احمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليه السلام قال قلت له اسالك جعلت فداك عن ثلث خصال انفي عنى فيه التقية قال فقال ذلك لك قلت اسالك عن فلان وفلان قال فعليها لعنة الله بلعناته كلها ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم ثم قلت الائمة يحيون الموتى ويبرؤن الاكمه والابرص ويمشون على الماء قال ما اعطى الله نبيا شيئا قط الا وقد اعطاه محمدا صلى الله عليه وآله واعطاه ما لم يكن عندهم قلت وكل ماكان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد اعطاه امير المؤمنين عليه السلام قال نعم ثم الحسن والحسين عليهما السلام ثم من بعد كل امام اماما إلى يوم القيامة مع الزيادة التى تحدث في كل سنة وفى كل شهر ثم قال أي والله في كل ساعة .

الحديث الثاني:الكافي - الشيخ الكليني ج 3 ص 342 :
10 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الخيبري ، عن الحسين بن ثوير ، وأبي سلمة السراج قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام و هو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم وفلانة وفلانة وهند وام الحكم أخت معاوية .

تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج 2 ص 321 :
169 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية ويسميهم وفلانة وفلانة وهند وام الحكم اخت معاوية .
أقول : أوردته كشاهد لبيان من هم فلان وفلان

الحديث الثالث : 34 - أمالي الطوسي ( 3 ) : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن علي بن حاتم ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن الحسن بن موسى ، عن ابن أبي نجران ، ومحمد بن عمر بن يزيد معا ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : لمن كان الامر حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : لنا أهل البيت . فقلت : كيف صار في تيم وعدي ؟ قال : إنك سألت فافهم الجواب ! إن الله تعالى لما كتب ( 4 ) أن يفسد في الأرض وتنكح الفروج الحرام ، ويحكم بغير ما أنزل الله ، خلى ( 5 ) بين أعدائنا وبين مرادهم من الدنيا حتى دفعونا عن حقنا وجرى الظلم على أيديهم دوننا .

الحديث الرابع:الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص 245 :
علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه السلامعنهما فقال : يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير ، إنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في الاسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا .
ثم قال : أما والله لو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا لابدى من امورهما ما كان يكتم ولكتم من امورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليمهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .


الحديث الخامس :الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص:
حنان عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : ما كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الانبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا وإن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

الحديث السادس : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 343 – 345علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي ( عليه السلام ) قالوا : يا معشر الأنصار قريش أحق بالامر منكم لان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة من قريش ، قال سلمان رضي الله عنه : فأتيت عليا ( عليه السلام ) وهو يغسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخبرته بما صنع الناس وقلت : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله ، فقال لي : يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال : لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، أبسط يدك ، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي ( عليه السلام ) : هل تدري من هو ؟ قلت : لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فأنطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول : كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قال السيد الخوئي : ان ابراهيم بن عمر يمكن ان يروي عن سليم بلا واسطة فالحديث صحيح

الحديث السابع : الكافي : 542 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن مسمع ابن الحجاج ، عن صباح الحذاء ، عن صباح المزني ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه فقالوا : يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه ؟ فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا فقالوا : يا سيدهم أنت كنت لآدم ، فلما قال المنافقون : إنه ينطق على الهوى وقال أحدهما لصاحبه : أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون ، يعنون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صرخ إبليس صرخة بطرب ، فجمع أولياءه فقال : أما علمتم أني كنت لآدم من قبل ؟ قالوا : نعم قال : آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول . فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأقام الناس غير علي لبس إبليس تاج الملك و نصب منبرا وقعد في الوثبة ( 1 ) وجمع خليلة ورجله ثم قال لهم : أطربوا لا يطاع الله حتى يقوم الامام . وتلا أبو جعفر ( عليه السلام ) : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ( 2 ) " قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنه ينطق على الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه .
الحديث الثامن : بصائر الدرجات ( 4 ) : محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبد الصمد ، عن جابر ( 5 ) عن أبي جعفر عليه السلام ، قال سمعته يقول : إن من وراء هذه أربعين عين شمس ما بين شمس إلى شمس أربعون عاما فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه ، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه ، قد ألهموا كما ألهمت النحل لعنة الأول والثاني في كل وقت من الأوقات ، وقد وكل بهم ملائكة متى ما لم يلعنوهما عذبوا .

الحديث التاسع : السرائر : عبد الله بن بكير ، عن حمزة بن حمران ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام في احتجاج الناس علينا في الغار ، فقال عليه السلام : حسبك بذلك عارا - أو قال : شرا - إن الله لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله مع المؤمنين إلا أنزل الله السكينة عليهم جميعا ، وإنه أنزل السكينة على رسوله وأخرجه منها و خص رسول الله صلى الله عليه وآله دونه
الحديث العاشر : تفسير العياشي : عن عبد الله بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله : * ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ) * قال : نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله في أول الامر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية ، حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ديث قالوا له : بأمر الله وأمر رسوله . . فبايعوه ، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة ، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ .
الكافي ( 2 ) : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير . . مثله . بيان : المراد بمن بايعوه : أمير المؤمنين صلوات الله عليه

الحادي عشر : مجالس المفيد : عمر بن محمد ، عن جعفر بن محمد الحسني ، عن عيسى ابن مهران ، عن مخول ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، قال : سمعت الحسن ابن علي عليهما السلام يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الامر وهو لنا كله فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا فيه سهما كسهم الجد ، أما والله لتهمنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا . بيان : التشبيه بسهم الجد إما من جهة القلة ، أو عدم اللزوم مع وجود الوالدين ، أو إشارة إلى الشورى ، فإن عمر جعل أمير المؤمنين عليه السلام أحد الستة و سهم الجد السدس .

الثاني عشر : مناقب ابن شهرآشوب: حدثت أبو عبد الله محمد بن أحمد الديلمي البصري ، عن محمد بن أبي كثير الكوفي ، قال : كنت لا أختم صلاتي ولا أستفتحها إلا بلعنهما ، فرأيت في منامي طائرا معه تور من الجوهر فيه شئ أحمر شبه الخلوق ، فنزل إلى البيت المحيط برسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم أخرج شخصين من الضريح فخلقهما بذلك الخلوق في عوارضهما ، ثم ردهما إلى الضريح وعاد مرتفعا ، فسألت من حولي من هذا الطائر ؟ وما هذا الخلوق ؟ . فقال : هذا ملك يجئ في كل ليلة جمعة يخلقهما ، فأزعجني ما رأيت فأصبحت لا تطيب نفسي بلعنهما ، فدخلت على الصادق عليه السلام ، فلما رآني ضحك وقال : رأيت الطائر ؟ . فقلت : نعم يا سيدي . فقال : اقرأ : * ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) * فإذا رأيت شيئا تكره فاقرأها ، والله ما هو بملك موكل بهما لاكرامهما ، بل هو ملك موكل بمشارق الأرض ومغاربها ، إذا قتل قتيل ظلما أخذ من دمه فطوقهما به في رقابهما ، لأنهما سبب كل ظلم مذ كان

الثالث عشر : الكافي [ الجزء 1 / صفحة 195 ] باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل الرواية رقم [ 5 ]
علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى : " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة " فاطمة عليهما السلام " فيها مصباح " الحسن " المصباح في زجاجة " الحسين " الزجاجة كأنها كوكب دري " فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا " يوقد من شجرة مباركة " إبراهيم عليه السلام " زيتونة لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " يكاد العلم ينفجر بها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " إمام منها بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " يهدي الله للأئمة من يشاء " ويضرب الله الأمثال للناس " ، قلت : " أو كظلمات " قال : الأول وصاحبه " يغشاه موج " الثالث " من فوقه موج " ظلمات الثاني " بعضها فوق بعض " معاوية لعنه الله وفتن بني أمية " إذا أخرج يده " المؤمن في ظلمة فتنتهم " لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا " إماما من ولد فاطمة عليها السلام " فما له من نور " إمام يوم القيامة . وقال في قوله : " يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " : أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة . علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم البجلي ومحمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي جميعا ، عن علي بن جعفر عليه السلام ، عن أخيه موسى عليه السلام مثله

الرابع عشر : رجال الكشي: جعفر بن معروف ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن نعمان ، عن أبيه ، عن صالح الحذاء ، قال : لما أمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع ، وضم إلى كل رجل رجلا ، فضم عمارا إلى علي عليه السلام ، قال : فبينا هم في علاج البناء إذ خرج عثمان عن داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وأعرض بوجهه ، قال : فقال علي عليه السلام لعمار : إذا قلت شيئا فرد علي ، قال : فقال علي عليه السلام : لا يستوي من يعمر المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا كمن ترى عن الطريق حائدا و عائدا قال : فأجابه عمار كما قال ، فغضب عثمان من ذلك فلم يستطع أن يقول لعلي شيئا ، فقال لعمار : يا عبد ! يا لكع ! ومضى ، فقال علي عليه السلام لعمار : رضيت بما قال ؟ . ألا تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتخبره ؟ . قال : فأتاه فأخبره ، فقال يا نبي الله ( ص ) ! إن عثمان قال لي : يا لكع ! . فقال : رسول الله صلى الل عليه وآله : من يعلم ذلك ؟ ، قال : علي . قال : فدعاه وسأله ، فقال له كما قال عمار ، فقال لعلي عليه السلام : اذهب فقل له حيث ما كان : يا عبد ! يا لكع ! أنت القائل لعمار يا عبد ! يا لكع ! ، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك فانصرف
الخامس عشر : رجال الكشي: حمدويه وإبراهيم معا ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن أبي جميلة ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الورد بن زيد ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلني الله فداك قدم الكميت . فقال : أدخله . فسأله الكميت عن الشيخين ؟ ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآله وحكم علي عليه السلام إلا وهو في أعناقهما . فقال الكميت : الله أكبر الله أكبر حسبي حسبي .
السادس عشر : رجال الكشي " حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام : إن محمد بن أبي بكر بايع عليا عليه السلام على البراءة من أبيه "
السابع عشر : رجال الكشي : حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الحميد ، قال : حدثني أبو جميلة ، عن ميسر بن عبد العزيز ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : بايع محمد بن أبي بكر على البراءة من الثاني " .
الثامن عشر : رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبي بصير ، قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد - التي كان قطعها يوسف - يستأذن عليه ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : أيسرك أن تشهد كلامها ؟ . قال : فقلت : نعم ، جعلت فداك . فقال : إما لا فأدن . قال : فأجلسني على عقبة الطنفسة ثم دخلت فتكلمت ، فإذا هي امرأة بليغة ، فسألته عن فلان وفلان ، فقال لها : توليهما . فقالت : فأقول لربي إذ لقيته إنك أمرتني بولايتهما . قال : نعم . قالت : فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما ، وكثير النوا يأمرني بولايتهما ، فأيهما أحب إليك ؟ . قال : هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النوا وأصحابه ، إن هذا يخاصم فيقول : ) من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) * * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) * * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) . فلما خرجت ، قال : إني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النوا فتشهرني بالكوفة ، اللهم إني إليك من كثير النوا برئ في الدنيا والآخرة .
بيان : قوله عليه السلام : إما لا . . لعله على الاكتفاء ببعض الكلام لظهور المراد ، أي إما إذا كان لا بد من سماعك فأدن . وفي بعض النسخ : إما الآن فأدن . وفي روضة الكافي قال : فأذن لها ، وأجلسني . وفي القاموس : الطنفسة - مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس - : واحدة الطنافس للبسط والثياب وكحصير من سعف عرضه ذراع. قوله عليه السلام : إن هذا يخاصم . . أي أبو بصير يخاصم في شأن كثير وذمه أو الرجلين وكفرهما بالآيات المذكورة ، فأبهم عليه السلام تقية مع أنه لو كان المراد به كثير لدل على كفرهما بل كفر جميع خلفاء الجور لاشتراك الدليل ، فبين عليه السلام الحق مع نوع من التقية

التاسع عشر : الكافي : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله تعالى : * ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ) * فلان . . وفلان . . وفلان ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام . قلت : قوله تعالى : ) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر (قال : نزلت والله فيهما وفي أتباعهما ، وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله : )ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ) * في علي * ( سنطيعكم في بعض الامر ) قال : دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا ، وقالوا : إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شئ ، ولم يبالوا أن لا يكون الامر فيهم ، فقالوا : * ( سنطيعكم في بعض الامر ) * الذين دعوتمونا إليه - وهو الخمس - أن لا نعطيهم منه شيئا ، وقوله : (كرهوا ما نزل الله (والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله : * ( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجويهم . . ) * الآية .
بيان : ظاهر السياق أن فاعل قالوا الضمير الراجع إلى الذين ارتدوا ، فلو فسرنا الكنايات الثلاث الأول بأبي بكر وعمر وعثمان - كما هو ظاهر - لا يستقيم النظام ، ويمكن توجيهه بوجهين : الأول : أن يكون المراد بالكنايات بعض بني أمية كعثمان وأبي سفيان ومعاوية ، فالمراد بx( الذين كرهوا ما نزل الله ) أبو بكر وأخواه . الثاني : أن يكون المراد بالكنايات أبا بكر وعمر وأبا عبيدة ، وضمير ( قالوا ) راجعا إلى بني أمية ، والمراد بx( الذين كرهوا ) الذين ارتدوا ، فيكون من قبيل وضع المظهر موضع المضمر ، ويؤيد هذا عدم وجود الكناية الثالثة في بعض النسخ .

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء : 18]

نواصل وبحروف اكبر وأوضح حتى يتدبر بعض الأخوة المساكين اذ ربما يكون النظر ضعيف عندهم

فنقول وعلى الله قصد السبيل :

العشرون : الكافي بالاسناد المتقدم (الكافي : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ) عن أبي عبد الله عليه السلام: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم قال : نزلت فيهم ، حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام ، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين

الحادي والعشون : الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشا ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الله عز ذكره من علينا بأن عرفنا توحيده ، ثم من علينا بأن أقررنا بمحمد صلى الله عليه وآله بالرسالة ، ثم اختصنا بحبكم أهل البيت (ع) نتولاكم ونتبرأ من عدوكم ، وإنما يريد الله بذلك خلاص أنفسنا من النار . قال : ورققت وبكيت . فقال أبو عبد الله عليه السلام : سلني ، فوالله لا تسألني عن شئ إلا أخبرتك به . قال : فقال له عبد الملك بن أعين : ما سمعته قالها لمخلوق قبلك ، قال : قلت : خبرني عن الرجلين ؟ . قال : فقال ظلمانا حقنا في كتاب الله عز وجل ومنعا فاطمة عليها السلام ميراثها من أبيها ، وجرى ظلمهما إلى اليوم ، قال : - وأشار إلى خلفه - ونبذا كتاب الله وراء ظهورهما .

الثاني والعشرون : الكافي : وبهذا الاسناد (الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشا )، عن أبان ، عن عقبة بن بشير الأسدي ، عن الكميت بن زيد الأسدي ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ، فقال : والله يا كميت ! لو كان عندنا مال لأعطيناك منه ، ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت : لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا ، قال : قلت : خبرني عن الرجلين ؟ . قال : فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ثم قال : والله يا كميت ! ما أهريق محجمة من دم ، ولا أخذ مال من غير حله ، ولا قلب حجر عن حجر إلا ذاك في أعناقهما .

الثالث والعشرون : الكافي : وبهذا الاسناد(الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشا ) ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث النضري ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام : عن قول الله عز وجل : * ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) * قال : ما تقولون في ذلك ؟ . قلت : نقول : هم الأفجران من قريش ، بنو أمية وبنو المغيرة . قال : ثم قال : هي والله قريش قاطبة ، إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه صلى الله عليه وآله فقال : إني فضلت قريشا على العرب ، وأتممت عليهم نعمتي ، وبعثت إليهم رسولي: بدلوا نعمتي كفرا وأحلوا قومهم دار البوار

الرابع والعشرون : الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت وتكثر التعاهد لنا ، وإن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا ، فقال لها : أين تذهبين يا عجوز الأنصار ؟ . فقالت : أذهب إلى آل محمد صلى الله عليه وآله أسلم عليهم وأجدد بهم عهدا ، وأقضي حقهم . فقال لها عمر : ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا ، إنما كان لهم حق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأما اليوم فليس لهم حق ، فانصرفي . فانصرفت حتى أتت أم سلمة ، فقالت لها أم سلمة : ماذا أبطأ بك عنا ؟ . فقالت : إني لقيت عمر بن الخطاب . . فأخبرتها (بما قالت لعمر وما قال لها عمر ، فقالت لها أم سلمة : كذب ، لا يزال حق آل محمد واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة .

الخامس والعشرون : الكافي حميد ، عن ابن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن الفضيل بن الزبير ، عن فروة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ذاكرته شيئا من أمرهما ، فقال : ضربوكم على دم عثمان ثمانين سنة وهم يعلمون إنه كان ظالما ، فكيف - يا فروة - إذا ذكرتم صنميهم ؟ .

السادس والعشرون : الكافي : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : * ( وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه (قال : نزلت في أبي الفصيل ، إنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله عنده ساحرا فكان إذا مسه الضر - يعني السقم - دعا ربه منيبا إليه - يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله صلى الله عليه وآله ما يقول - * ( ثم إذا خوله نعمة منه ) * يعني العافية * ( نسي ما كان يدعو إليه ) * يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله صلى الله عليه وآله أنه ساحر ، ولذلك قال الله عز وجل : * ( قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ) * يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وآله . قال : ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : ثم عطف القول من الله عز وجل في علي عليه السلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى ، فقال : * ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون ) * أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله * ( والذين لا يعلمون ) * أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنه ساحر كذاب * ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) * قال : ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا تأويله يا عمار .

السابع والعشرون : الكافي : علي ، عن أبيه ، عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : . . إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ، ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

الثامن والعشرون :الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 245 علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عنهما فقال : يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير ، إنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في الاسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا. ثم قال : أما والله لو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ولكتم من أمورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

التاسع والعشرون : كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 454 - 456
حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله القمي قال : كنت امرءا لهجا بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها ، كلفا باستظهار ما يصح لي من حقائقها ، مغرما بحفظ مشتبهها ومسغلقها ، شحيحا على ما أظفر به من معضلاتها ومشكلاتها ، متعصبا لمذهب الامامية راغبا عن الامن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم والتعدي إلى التباغض والتشاتم ، معيبا للفرق ذوي الخلاف ، كاشفا عن مثالب أئمتهم ، هتاكا لحجب قادتهم ، إلى أن بليت بأشد النواصب منازعة ، وأطولهم مخاصمة ، وأكثرهم جدلا ، وأشنعهم سؤالا وأثبتهم على الباطل قدما . فقال ذات يوم - وأنا أناظره - : تبا لك ولأصحابك يا سعد إنكم معاشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما ، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وإمامتهما ، هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته ، أما علمتم أن رسول الله ما أخرجه مع نفسه إلى الغار إلا علما منه أن الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد لأمر التأويل والملقى إليه أزمة الأمة ، وعليه المعول في شعب الصدع ، ولم الشعث ، وسد الخلل ، وإقامة الحدود ، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الشرك ، وكما أشفق على نبوته أشفق على خلافته ، إذ ليس من حكم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة إلى مكان يستخفي فيه ، ولما رأينا النبي متوجها إلى الانجحار ولم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول الله بأبي بكر للغار للعلة التي شرحناها ، وإنما أبات عليا على فراشه لما لم يكن يكترث به ، ولم يحفل به لاستثقاله ، ولعلمه بأنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها . قال سعد : فأوردت عليه أجوبة شتى ، فما زال يعقب كل واحد منها بالنقض والرد علي ، ثم قال : ، يا سعد ودونكها أخرى بمثلها تخطم أنوف الروافض ، ألستم تزعمون أن الصديق المبرأ من دنس الشكوك والفارق المحامي عن بيضة الاسلام كانا يسر ان النفاق ، واستدللتم بليلة العقبة ، أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعا أو كرها ؟ قال سعد : فاحتلت لدفع هذه المسألة عني خوفا من الالزام وحذرا من أني إن أقررت له بطوعهما للاسلام احتج بأن بدء النفاق ونشأه في القلب لا يكون إلا عند هبوب روائح القهر والغلبة ، وإظهار البأس الشديد في حمل المرء على من ليس ينقاد إليه قلبه نحو قول الله تعالى " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا " وإن قلت : أسلما كرها كان يقصدني بالطعن إذ لم تكن ثمة سيوف منتضاة كانت تريهما البأس . قال سعد : فصدرت عنه مزورا قد انتفخت أحشائي من الغضب وتقطع كبدي من الكرب وكنت قد اتخذت طومارا وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا على أن أسال عنها خبير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي - محمد عليه السلام فارتحلت خلفه وقد كان خرج قاصدا نحو مولانا بسر من رأى فلحقته في بعض المنازل فلما تصافحنا قال : بخير لحاقك بي ، قلت : الشوق ثم العادة في الأسؤلة قال : قد تكافينا على هذه الخطة الواحدة ، فقد برح بي القرم إلي لقاء مولانا أبي محمد عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن معاضل في التأويل ومشاكل في التنزل فدونكها الصحبة المباركة فإنها تقف بك على ضفة بحر لا تنقضي عجائبه ، ولا تفنى غرائبه ، وهو إمامنا . فوردنا سر من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا فاستأذنا فخرج علينا الاذن بالدخول عليه وكان على عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطاه بكساء طبري فيه مائة وستون صرة من الدنانير والدراهم ، على كل صرة منها ختم صاحبها . قال سعد : فما شبهت وجه مولانا أبي محمد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد استوفى من لياليه أربعا بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ، على رأسه فرق بين وفرتين كأنه ألف بين واوين ، وبين يدي مولانا رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركبة عليها ، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة ، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئا قبض الغلام على أصابعه ، فكان مولانا يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها كيلا يصده عن كتابة ما أراد فسلمنا عليه فألطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس فلما فرغ من كتبة البياض الذي كان بيده ، أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طي كسائه فوضعه بين يديه فنظر الهادي عليه السلام إلى الغلام وقال له : يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك ، فقال : يا مولاي أيجوز أن أمد يدا طاهرة إلى هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلها بأحرمها ؟ فقال مولاي : يا ابن إسحاق استخرج ما في الجراب ليميز ما بين الحلال والحرام منها ، فأول صرة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام : " هذه لفلان بن فلان ، من محلة كذا بقم ، يشتمل على اثنين وستين دينارا ، فيها من ثمن حجيرة باعها صاحبها وكانت إرثا له عن أبيه خمسة وأربعون دينارا ، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر دينارا ، وفيها من أجرة الحوانيت ثلاثة دنانير " فقال مولانا : صدقت يا بني دل الرجل على الحرام منها ، فقال عليه السلام : " فتش عن دينار رازي السكة ، تاريخه سنة كذا ، قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه ، وقراضة آملية وزنها ربع دينار ، والعلة في تحريمها أن صاحب هذه الصرة وزن في شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منا وربع من فأتت على ذلك مدة وفي انتهائها قيض لذل الغزل سارق ، فأخبر به الحائك صاحبه فكذبه واسترد منه بدل ذلك منا ونصف من غزلا أدق مما كان دفعه إليه واتخذ من ذلك ثوبا ، كان هذا الدينار مع القراضة ثمنه " فلما فتح رأس الصرة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقدارها على حسب ما قال ، واستخرج الدينار والقراضة بتلك العلامة . ثم أخرج صرة أخرى فقال الغلام : " هذه لفلان بن فلان ، من محلة كذا بقم تشتمل على خمسين دينارا لا يحل لنا لمسها " . قال : وكيف ذاك ؟ قال : " لأنها من ثمن حنطة حاف صاحبها على أكاره في المقاسمة ، وذلك أنه قبض حصته منها بكيل واف وكان ما حص الأكار بكيل بخس " فقال مولانا : صدقت يا بني . ثم قال : يا أحمد بن إسحاق احملها بأجمعها لتردها أو توصي بردها على أربابها فلا حاجة لنا في شئ منها ، وائتنا بثوب العجوز . قال أحمد : وكان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته. فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولانا أبو محمد عليه السلام فقال : ما جاء بك يا سعد ؟ فقلت : شوقني أحمد بن إسحاق على لقاء مولانا . قال : والمسائل التي أردت أن تسأله عنها ؟ قلت : على حالها يا مولاي قال : فسل قرة عيني - وأومأ إلى الغلام - فقال لي الغلام : سل عما بدا لك منها ، فقلت له : مولانا وابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : إنك قد أرهجت على الاسلام وأهله بفتنتك ، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك ، فإن كففت عنى غربك وإلا طلقتك ، ونساء رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان طلاقهن وفاته ، قال : ما الطلاق ؟ قلت : تخلية السبيل ، قال : فإذا كان طلاقهن وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله قد خليت لهن السبيل فلم لا يحل لهن الأزواج ؟ قلت : لان الله تبارك وتعالى حرم الأزواج عليهن ، قال : كيف وقد خلى الموت سبيلهن ؟ قلت : فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن بشرف الأمهات ، فقال رسول الله : يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن الله على الطاعة ، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من شرف أمومة المؤمنين . قلت : فأخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته ؟ قال : الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنا فإن المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزوج بها لأجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه ، ومن أخزاه فقد أبعده ، ومن أبعده فليس لأحد أن يقربه قلت : فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى عليه السلام " فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " فإن فقهاء القريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة ، فقال : عليه السلام من قال ذلك فقد افترى على موسى واستجهله في نبوته لأنه ما خلا الامر فيها من خطيئتين إما أن تكون صلاة موسى فيهما جائزة أو غير جائزة ، فإن كانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلك البقعة ، وإن كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلاة وإن كانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب على موسى أنه لم يعرف الحلال من الحرام وما علم ما تجوز فيه الصلاة وما لم تجز ، وهذا كفر. قلت : فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما قال : إن موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال : يا رب إني قد أخلصت لك المحبة مني ، وغسلت قلبي عمن سواك - و كان شديد الحب لأهله - فقال الله تعالى : " إخلع نعليك " أي أنزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة ، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسولا. قلت : فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل " كهيعص " قال هذه الحروف من أنباء الغيب ، أطلع الله عليها عبده زكريا ، ثم قصها على محمد صلى الله عليه وآله وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين سري عنه همه ، وانجلى كربه ، وإذا ذكر الحسين خنقته العبرة ، ووقعت عليه البهرة ، فقال ذات يوم : يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي ؟ فأنبأه الله تعالى عن قصته ، وقال : " كهيعص " " فالكاف " اسم كربلاء . و " الهاء " هلاك العترة . و " الياء " يزيد ، وهو ظالم الحسين عليهما السلام . و " العين " عطشه . و " الصاد " صبره. فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته ( إلهي أتفجع خير خلقك بولده إلهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه ، إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة ، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما ) ؟ ! ثم كان يقول : ( اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر ، وأجعله وارثا وصيا ، واجعل محله مني محل الحسين ، فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ، ثم فجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده ) فرزقه الله يحيى و فجعه به . وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين عليه السلام كذلك ، وله قصة طويلة . قلت : فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم ، قال : مصلح أو مفسد ؟ قلت : مصلح ، قال : فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت : بلى ، قال : فهي العلة ، وأوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى وأنزل عليهم الكتاب وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الأمم وأهدي إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى عليهما السلام هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا هما بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن ، قلت : لا ، فقال : هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله تعالى : " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - إلى قوله - لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم " فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الضمائر وتتصرف عليه السرائر وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح . ثم قال مولانا : يا سعد وحين ادعى خصمك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرج مع نفسه مختار هذه الأمة إلى الغار إلا علما منه أن الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد أمور التأويل والملقى إليه أزمة الأمة وعليه المعول في لم الشعث وسد الخلل وإقامة الحدود ، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الكفر ، فكما أشفق على نبوته أشفق على خلافته إذ لم يكن من حكم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه وإنما أبات عليا على فراشه لما لم يكن يكترث له ولم يحفل به لاستثقاله إياه وعلمه أنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها . فهلا نقضت عليه دعواه بقولك أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة " فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم فكان لا يجد بدا من قوله لك : بلى ، قلت : فكيف تقول حينئذ : أليس كما علم رسول الله أن الخلافة من بعده لأبي بكر علم أنها من بعد أبي بكر لعمر ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي فكان أيضا لا يجد بدا من قوله لك : نعم ، ثم كنت تقول له : فكان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرجهم جميعا ( على الترتيب ) إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إياهم وتخصيصه أبا بكر وإخراجه مع نفسه دونهم . ولما قال : أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعا أو كرها ؟ لم لم تقل له : بل أسلما طمعا وذلك بأنهما كانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة وفى سائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال من قصة محمد صلى الله عليه وآله ومن عواقب أمره ، فكانت اليهود تذكر أن محمدا يسلط على العرب كما كان بختنصر سلط على بني إسرائيل ولا بد له من الظفر بالعرب كما ظفر بختنصر ببني إسرائيل غير أنه كاذب في دعواه أنه نبي . فأتيا محمدا فساعداه على شهادة ألا إله إلا الله وبايعاه طمعا في أن ينال كل واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت أموره واستتبت أحواله فلما آيسا من ذلك تلثما وصعدا العقبة مع عدة من أمثالهما من المنافقين على أن يقتلوه فدفع الله تعالى كيدهم وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا كما أتى طلحة والزبير عليا عليه السلام فبايعاه وطمع كل واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد ، فلما أيسا نكثا بيعته وخرجا عليه فصرع الله كل واحد منهما مصرع أشباههما من الناكثين قال سعد : ثم قام مولانا الحسن بن علي الهادي عليه السلام للصلاة مع الغلام فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باكيا فقلت : ما أبطأك وأبكاك ؟ قال : قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره ، قلت : لا عليك فأخبره ، فدخل عليه مسرعا وانصرف من عنده متبسما وهو يصلي على محمد وآل محمد ، فقلت : ما الخبر ؟ قال : وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمي مولانا يصلي عليه . قال سعد : فحمدنا الله تعالى على ذلك وجعلنا نختلف بعد ذلك اليوم إلى منزل مولانا أياما ، فلا نرى الغلام بين يديه فلما كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من أهل بلدنا وانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما وقال : يا ابن رسول الله قد دنت الرحلة واشتد المحنة ، فنحن نسأل الله تعالى أن يصلي على المصطفى جدك وعلى المرتضى أبيك وعلى سيدة النساء أمك وعلى سيدي شباب أهل الجنة عمك و أبيك وعلى الأئمة الطاهرين من بعدهما آبائك ، وأن يصلي عليك وعلى ولدك و نرغب إلى الله أن يعلي كعبك ويكبت عدوك ، ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك . قال : فلما قال هذه الكلمات استعبر مولانا حتى استهلت دموعه وتقاطرت عبراته ثم قال : يا ابن إسحاق لا تكلف في دعائك شططا فإنك ملاق الله تعالى في صدرك هذا فخر أحمد مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : سألتك بالله وبحرمة جدك إلا شرفتني بخرقة أجعلها كفنا ، فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما فقال : خذها و لا تنفق على نفسك غيرها ، فإنك لن تعدم ما سألت ، وإن الله تبارك وتعالى لن يضيع أجر من أحسن عملا قال سعد : فلما انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان على ثلاثة فراسخ حم أحمد بن إسحاق وثارت به علة صعبة أيس من حياته فيها ، فلما وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطنا بها ، ثم قال : تفرقوا عني هذه الليلة واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه ورجع كل واحد منا إلى مرقده . قال سعد : فلما حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم ( خادم مولانا أبي محمد عليه السلام ) وهو يقول : أحسن الله بالخير عزاكم ، وجبر بالمحبوب رزيتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفنه فإنه من أكرمكم محلا عند سيدكم . ثم غاب عن أعيننا فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتى قضينا حقه ، وفرغنا من أمره - رحمه الله -


الثلاثون : بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن الحسين ، عن علي بن الزيات ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن أبي الحسن (الرضا) عليه السلام ، قال : سمعته يقول : إن لله خلف) هذا النطاق زبرجدة خضراء ، فبالخضرة منها خضرت السماء ، قلت : وما النطاق ؟ . قال : الحجاب ، ولله عز وجل وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجن والإنس ، وكل يلعن . . فلانا وفلانا.
نكمل أيها الأحبة ونقيم الحجة على من كان يخشى يوما تتقلب فيه الابصار وتنكشف فيه الأسرار
الحادي و الثلاثون: - الكافي : محمد بن أحمد القمي ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن حسين الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله تبارك وتعالي : ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين قال : هما ، ثم قال : وكان فلان شيطانا.
. بيان : إن المراد بفلان : عمر . . أي الجن المذكور في الآية عمر ، وإنما كنى به عنه لأنه كان شيطانا ، إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا ، أو لأنه كان في المكر والخديعة كالشيطان ، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان : أبا بكر .

الثاني و الثلاثون: الكافي : بالاسناد ، عن يونس ، عن سورة بن كليب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين قال : يا سورة ! هما والله هما . . ثلاثا ، والله يا سورة ! إنا لخزان علم الله في السماء وإنا لخزان علم الله في الأرض .
الثالث والثلاثون: - الكافي : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في قول الله تبارك : * ( إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) * قال : يعني فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجراح . بيان : بيت أمرا . . أي دبره ليلا.

الرابع والثلاثون:- الكافي: علي ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل وغيره ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل : أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) يعني والله فلانا وفلانا ،
الخامس والثلاثون : الأصول الستة عشر - ص 30
عنه عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن أبا بكر وعمر لم يأكلا مما انتزعا منا ولم يورثاه ولدا ولو فعلا ذلك أنكر الناس ذلك فلما قسماه بينهم رضوا وسكتوا ولو ذكرت ذلك لاحد من الناس قال اسكت قد فعله أبو بكر وعمر ولو حدثتهم لجهدوا به وكفروا وان عمر لما طعن جعل يقول يا بنى عبد المطلب أرضيتم عنى فكانوا يقولون نعم وكان يكثر ما يقول ذلك حتى قال له قومه وهل يجد عليك أحد من الناس فقال إني اعلم بالذي ائتمرنا به في حياة رسول الله ص والذي صنعنا و تواثقنا ان نبي الله قتل ( قال خ د ) لاتولى ( نولي ح د ) أحدا منهم هذا الامر ثم ندم على ما قال

السادس والثلاثون : النوادر - أحمد بن عيسى الأشعري - ص 103
محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، قال : حدثني سعيد بن أبي عروة ، عن قتادة ، عن الحسن البصري . أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها " سناه " وكانت من أجمل أهل زمانها ، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة ، قالتا : لتغلبنا على رسول الله فقالتا لها : لا يرى رسول الله صلى الله عليه وآله منك حرصا . فلما دخلت على النبي فناولها يده ، فقالت : أعوذ بالله منك . فانقبضت يد رسول الله عنها ، فطلقها ، وألحقها بأهلها . وتزوج رسول الله امرأة من كندة ، ابنة أبي الجون . فلما مات إبراهيم بن رسول الله ابن مارية القبطية . قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه ، فألحقها رسول الله بأهلها قبل أن يدخل بها . فلما قبض رسول الله ، صلى الله عليه وآله ، وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية ، وقد خطبتا ، فاجتمع أبو بكر وعمر فقالا لهما : اختارا إن شئتما الحجاب ، وإن شئتما الباه ؟ فاختارتا الباه ، فتزوجتا ، فجذم أحد الرجلين ، وجن الاخر . قال عمر بن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل ، فرويا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ما نهى النبي عن شئ إلا وقد عصي فيه ، حتى لقد نكحوا أزواجه وحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم حرمة من آبائهم.

السابع والثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 23 - 27
دخول عمرو بن عبيد والمعتزلة على أبي عبد الله عليه السلام
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم مولى ابن هبيرة وناس من رؤسائهم وذلك حدثان قتل الوليد واختلاف أهل الشام بينهم فتكلموا وأكثروا و خطبوا فأطالوا فقال لهم أبو عبد الله ( عليه السلام : إنكم قد أكثرتم علي فأسندوا أمركم إلى رجل منكم وليتكلم بحججكم ويوجز ، فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد ، فتكلم فأبلغ وأطال ، فكان فيما قال أن قال : قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله عز وجل بعضهم ببعض وشتت الله أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان بايعنا فهو منا وكنا منه ومن اعتزلنا كففنا عنه ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه ورده إلى الحق وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فإنه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك ، فلما فرغ قال أبو عبد الله عليه السلام : أكلكم على مثل ما قال عمرو ؟ قالوا : نعم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ثم قال : إنما نسخط إذا عصي الله فأما إذا أطيع رضينا ، أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها وولتك بغير قتال ولا مؤونه وقيل لك : ولها من شئت من كنت توليها ؟ قال : كنت أجعلها شورى بين المسلمين قال : بين المسلمين كلهم ؟ قال : نعم ، قال : بين فقهائهم وخيارهم ؟ قال : نعم ، قال : قريش وغيرهم ؟ قال : نعم ، قال : والعرب والعجم ؟ قال : نعم ، قال : أخبرني يا عمرو أتتولى أبا بكر وعمر أو تتبرء منهما ؟ قال : أتولاهما ، فقال : فقد خالفتهما ما تقولون أنتم تتولونهما أو تتبرؤون منهما ، قالوا : نتولاهما . قال : يا عمرو إن كنت رجلا تتبرء منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما وإن كنت تتولاهما فقد خالفتهما قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور فيه أحدا ثم ردها أبو بكر عليه ولم يشاور فيه أحدا ثم جعلها عمر شورى بين ستة وأخرج منها جميع المهاجرين والأنصار غير أولئك الستة من قريش وأوصى فيهم شيئا لا أراك ترضى به أنت ولا أصحابك إذ جعلتها شورى بين جميع المسلمين ، قال : وما صنع ؟ قال : أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام وأن يشاور أولئك الستة ليس معهم أحد ابن عمر يشاورونه وليس له من الأمر شئ وأوصى من بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا أو يبايعوا رجلا أن يضربوا أعناق أولئك الستة جميعا فإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضربوا أعناق الاثنين أفترضون بهذا أنتم فيما تجعلون من الشورى في جماعة من المسلمين قالوا : لا . ثم قال : يا عمرو دع ذا أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثم اجتمعت لكم الأمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضتم إلى المشركين الذين لا يسلمون ولا يؤدون الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله في المشركين في حروبه ؟ قال : نعم ، قال : فتصنع ماذا ؟ قال : ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية . قال : وإن كانوا مجوسا ليسوا بأهل الكتاب ؟ قال : سواء ، قال : وإن كانوا مشركي العرب وعبدة الأوثان ؟ قال : سواء ، قال : أخبرني عن القرآن تقرؤه ؟ قال : نعم ، قال : اقرأ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فاستثناء الله عز وجل واشتراطه من الذين أوتوا الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء ؟ قال : نعم ، قال عمن أخذت ذا ؟ قال : سمعت الناس يقولون ، قال : فدع ذا ، فإن هم أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة ؟ قال : اخرج الخمس وأقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليه . قال : أخبرني عن الخمس من تعطيه ؟ قال : حيثما سمى الله ، قال : فقرأ واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل قال : الذي للرسول من تعطيه ؟ ومن ذو القربى قال : قد اختلف فيه الفقهاء فقال بعضهم : قرابة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته ، وقال بعضهم : الخليفة ، وقال بعضهم : قرابة الذين قاتلوا عليه من المسلمين ، قال : فأي ذلك تقول أنت ؟ قال : لا أدري ، قال : فأراك لا تدري فدع ذا . ثم قال : أرأيت الأربعة أخماس تقسمها بين جميع من قاتل عليها ؟ قال : نعم ، قال : فقد خالفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في سيرته بيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم فأسألهم فإنهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا على إن دهمه من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم وليس لهم في الغنيمة نصيب وأنت تقول بين جميعهم فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته في المشركين ومع هذا ما تقول في الصدقة ؟ فقرأ عليه الآية : إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها . . إلى آخر الآية قال : نعم ، فكيف تقسمها ؟ قال : اقسمها على ثمانية أجزاء فاعطي كل جزء من الثمانية جزءا ، قال : وإن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف منهم رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثة جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف ؟ قال : نعم ، قال : وتجمع صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء ؟ قال : نعم ، قال : فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ولا يقسمه بينهم بالسوية وإنما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى وليس عليه في ذلك شئ موقت موظف وإنما يصنع ذلك بما يرى على قدر من يحضره منهم فإن كان في نفسك مما قلت شئ فالق فقهاء أهل المدينة فإنهم لا يختلفون في أن رسول الله صلى الله عليه وآله كذا كان يصنع . ثم أقبل على عمرو بن عبيد فقال له : اتق الله وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف .

الثامن والثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 421
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة قال : حدثني سعد بن أبي عروة ، عن قتادة ، عن الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها : سنى وكانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا : لتغلبنا هذه على رسول الله صلى الله عليه وآله بجمالها فقالتا لها : لا يرى منك رسول الله صلى الله عليه وآله حرصا فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله تناولها بيده فقالت : أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنها فطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله ابن مارية القبطية قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر فقالا لهما : اختارا إن شئتما الحجاب وإن شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الرجلين وجن الآخر قال عمر ابن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي جعفر ( عليه السلام أنه قال : ما نهى الله عز وجل عن شئ إلا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج النبي صلى الله عليه وآله من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية ، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : لو سألتهم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لابنه ؟ لقالوا : لا فرسول الله صلى الله عليه وآله أعظم حرمة من آبائهم . .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه ، وقال في حديثه ، ولاهم يستحلون أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين وإن أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الحرمة مثل أمهاتهم .

وهذا معنى كلام الامام من كتبهم أن كانوا لايعلمون :
الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 616 ]
قتيلة بن قيس
بن معد يكرب الكندية . أخت الأشعث بن قيس الكندي . ويقال : قيلة وليس بشيء . والصواب قتيلة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر ثم اشتكى في النصف من صفر ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول من سنة إحدى عشرة ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها وقال بعضهم : كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين وزعم آخرون أيضا أنه تزوجها في مرضه
وقال منهم قائلون : إنه صلى الله عليه وسلم أوصى أن تخير فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين وإن شاءت فلتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت فبلغ أبا بكر فقال : لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما فقال له عمر : ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل بها ولا ضرب عليها الحجاب
وقال الجرجاني : زوجها أخوها منه صلى الله عليه وسلم فمات عليه الصلاة والسلام قبل خروجها من اليمن فخلف عليه عكرمة بن أبي جهل وقال بعضهم : ما أوصى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بارتدادها ولم تلد لعكرمة بن أبي جهل وفيها اختلاف كثير جدا


التاسع والثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 343 - 344
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي عليه السلام قالوا : يا معشر الأنصار قريش أحق بالامر منكم لان رسول الله صلى الله عليه وآله من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأئمة من قريش ، قال سلمان رضي الله عنه : فأتيت عليا ( عليه السلام وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته بما صنع الناس وقلت : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله ، فقال لي : يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال : لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت : لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، أبسط يدك ، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي ( عليه السلام : ‹ هل تدري من هو ؟ قلت : لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلى الله عليه وآله إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فأنطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول : كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله .

الاربعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 345
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله يوما كئيبا حزينا ؟ فقال له : علي عليه السلام مالي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا ؟ فقال : وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه إن بني تيم وبني عدي وبني أمية يصعدون منبري هذا ، يردون الناس عن الاسلام القهقرى ، فقلت : يا رب في حياتي أو بعد موتي ؟ فقال : بعد موتك .



الحادي والاربعون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 199 - 204 -
حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي ، عن إسحاق بن حماد بن زيد قال : جمعنا يحيى بن أكثم القاضي قال أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الكلام والنظر فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلا ثم مضيت بهم ، فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لاعلمه بمكانهم ففعلوا فأعلمته فأمرني بإدخالهم فدخلوا ، فسلموا ، فحدثهم ساعة وآنسهم ثم قال : إني أريد أن أجعلكم بيني وبين الله تبارك وتعالى في يومي هذا حجة فمن كان حاقنا أو له حاجة فليقم إلى قضاء حاجته وانبسطوا وسلوا خفافكم وضعوا أرديتكم ففعلوا ما أمروا به فقال : يا أيها القوم إنما استحضرتكم لأحتج بكم عند الله تعالى فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم وامامكم ولا يمنعكم جلالتي ومكاني من قول الحق حيث كان ورد الباطل على من أتى به وأشفقوا على أنفسكم من النار وتقربوا إلى الله تعالى برضوانه وإيثار طاعته فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه عليه فناظروني بجميع عقولكم إني رجل أزعم أن عليا عليه السلام خير البشر بعد رسول الله ص فإن كنت مصيبا فصوبوا قولي وإن كنت مخطئا فردوا علي وهلموا ، فإن شئتم سألتكم وإن شئتم سألتموني فقال له الذين يقولون بالحديث : بل نسألك ، فقال : هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا واحدا منكم فإذا تكلم فإن كان عند أحدكم زيادة فليزد وإن أتى بخلل فسددوه ، فقال قائل منهم : إنما نحن نزعم أن خير الناس بعد رسول الله ص أبو بكر من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول الله ص أنه قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس فقال المأمون : الروايات كثيرة ولا بد من أن تكون كلها حقا أو كلها باطلا أو بعضها حقا أو بعضها باطلا ، فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطلا من قبل أن بعضها ينقض بعضا ، ولو كانت كلها باطلا كان في بطلانها بطلان الدين ودروس الشريعة ، فلما بطل الوجهان ثبت الثالث بالاضطرار وهو بعضها حق وبعضها باطل ، فإذا كان كذلك فلا بد من دليل على ما يحق منها ليعتقد وينفي خلافه فإذا كان دليل الخبر في نفسه حقا كان أولى ما اعتقده وأخذ به وروايتك هذه من الاخبار التي أدلتها باطلة في نفسها وذلك رسول الله ص احكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق وأبعد الناس من الامر بالمحال وحمل الناس على التدين بالخلاف وذلك أن هذين الرجلين لا يخلوا من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مختلفين فإن كانا متفقين من كل جهة كانا واحدا في العدد والصفة والصورة والجسم وهذا معدوم أن يكون اثنان بمعنى واحد من كل جهة وإن كانا مختلفين فكيف يجوز الاقتداء بهما وهذا تكليف ما لا يطاق ، لأنك إذا اقتديت لواحد خالفت الاخر والدليل على اختلافهما أن أبا بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار إلى أبي بكر بعزل خالد وبقتله بمالك بن نويرة ، فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعتين ولم يفعل ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعله أبو بكر وأستخلف أبو بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : في هذا فصل ولم يذكر المأمون لخصمه وهو أنهم لم يرووا أن النبي ص قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، وإنما رووا أبو بكر وعمر ، ومنهم من روى أبا بكر وعمر فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا باللذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع : اقتدوا أيها الناس وأبو بكر وعمر بالذين من بعدي كتاب الله والعترة رجعنا إلى حديث المأمون ، فقال آخر من أصحاب الحديث فإن النبي ص قال : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا فقال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه ص آخى بين أصحابه وآخر عليا عليه السلام ، فقال له في ذلك ؟ فقال : وما أخرتك إلا لنفسي ، فأي الروايتين ثبتت بطلت الأخرى ؟ قال الآخران عليا عليه السلام قال : على المنبر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو وعمر ، وقال المأمون : هذا مستحيل من قبل النبي ص لو علم إنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص ومرة أسامة بن زيد ومما يكذب هذه الرواية قول علي عليه السلام لما قبض النبي ص : وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا وقوله عليه السلام : أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله تعالى قبلهما وعبدته بعدهما ؟ قال آخر : فإن أبا بكر أغلق بابه وقال : هل من مستقيل فأقيله ؟ فقال علي عليه السلام : قدمك رسول الله ص فمن ذا يؤخرك ؟ فقال المأمون : هذا باطل من قبل أن عليا عليه السلام قعد بيعة أبي بكر ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلام وأنها أوصت أن تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها ووجه آخر وهو إنه أن كان النبي ص استخلفه فكيف كان له أن يستقيل وهو يقول للأنصار : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أبا عبيدة وقال آخر : إن عمرو بن العاص قال : يا نبي الله من أحب الناس إليك من النساء ؟ قال : عائشة من الرجال ؟ فقال : أبوها فقال المأمون : هذا باطل قبل إنكم رويتم : أن النبي ص وضع بين يديه طائر مشوي فقال اللهم أتني بأحب خلقك إليك فكان عليا عليه السلام فأي روايتكم تقبل ؟ فقال آخر : فإن عليا عليه السلام قال من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري قال المأمون كيف يجوز أن يقول علي عليه السلام : أجلد الحد على من لا يجب حد عليه فيكون متعديا لحدود الله عز وجل عاملا بخلاف أمره وليس تفضيل من فضله عليهما فرية وقد رويتم عن إمامكم أنه قال : وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه أو علي عليه السلام على أبي بكر مع تناقض الحديث في نفسه ؟ ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا فأني عرف ذلك ؟ بوحي ؟ فالوحي منقطع أو بالتظني فالمتظني متحير أو بالنظر فالنظر مبحث ، وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب ، قال آخر : جاء أن النبي ص قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن اشجعيه كانت عند النبي ( ص ) فقال : لا يدخل الجنة عجوز فبكت فقال لها النبي ص : إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن انشآءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا فإن زعمتم إن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي ص قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وأبوهما خير منهما قال آخر : فقد جاء أن النبي ص: قال : لو لم أكن أبعث فيكم لبعث عمر قال المأمون : هذا محال لأن الله تعالى يقول إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن أخذ ميثاقا على النبوة مؤخرا ؟ قال آخر : إن النبي ص نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم فقال : إن الله تبارك وتعالى باهى بعباده عامة وبعمر خاصة فقال : المأمون : هذا مستحيل من قبل أن الله تبارك وتعال لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه ص فيكون عمر في الخاصة والنبي ص في العامة ، وليست هذه الروايات بأعجب من روايتكم : أن النبي ص قال : دخلت الجنة : فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولا أبي بكر سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي عليه السلام خير من أبي بكر فقلتم عبد أبي بكر خير من الرسول ص لأن السابق أفضل من المسبوق وكما رويتم أن الشيطان يفر من ظل عمر والقى على لسان نبي الله ص وأنهن الغرانيق العلى ففر من عمر وألقى على لسان النبي ص بزعمكم الكفار ، قال آخر : قد قال النبي ص : لو نزل العذاب ما نجى إلا عمر بن الخطاب قال المأمون : هذا خلاف الكتاب أيضا ، لأن الله تعالى يقول لنبيه ص وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فجعلتم عمر مثل الرسول ، قال آخر : فقد شهد النبي ص لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة فقال المأمون : لو كان هذا كما زعمتم لكان عمر لا يقول لحذيفة : نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فإن كان قد قال له النبي ص: أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى ذكاة حذيفة فصدق حذيفة ولم يصدق النبي ص فهذا على غير الاسلام وإن كان قد صدق النبي ص فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما قال الآخر : قال النبي ص : وضعت في كفة الميزان ووضعت أمتي في كفة أخرى فرجحت بهم ثم وضع مكاني أبو بكر فرجح بهم ، ثم عمر فرجح بهم ، ثم رفع الميزان فقال ، المأمون : هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون أجسامهما أو أعمالهما فإن كانت الأجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال لأنه لا يرجح أجسامهما بأجسام الأمة وإن كانت أفعالهما فلم تكن بعد فكيف ترجح بما ليس ، فأخبروني بما يتفاضل الناس ؟ فقال بعضهم بالأعمال الصالحة قال : فأخبروني فممن فضل صاحبه على عهد النبي ص ثم أن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي ص أيلحق به ؟ فإن قلتم : نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو أكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم ! قالوا : صدقت لا يلحق فاضل دهرنا لفاضل عصر النبي ص قال المأمون : فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي عليه السلام وقيسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة فإن كانت جزءا من اجزاء كثيرة فالقول قولكم وإن كانوا قد رووا في فضائل علي عليه السلام أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ولا تعدوه قال : فأطرق القوم جميعا فقال المأمون : ما لكم سكتم ؟ قالوا : قد أستقصينا ، قال المأمون : فأني أسألكم خبروني أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه ص ؟ قالوا : السبق إلى الاسلام لان الله تعالى يقول : ( السابقون السابقون أولئك المقربون قال : فهل علمتم أحدا أسبق من علي عليه السلام إلى الاسلام ؟ قالوا : إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم وبين هاتين الحالتين فرق قال المأمون : فخبروني عن إسلام علي عليه السلام بالهام من قبل الله تعالى أم بدعاء النبي ص فإن قلتم بإلهام فضلتموه على النبي ص لأن النبي ص لم يلهم بل أتاه جبرئيل عن الله تعالى داعيا ومعرفا فإن قلتم بدعاء النبي ص فهل دعاه من قبل نفسه أو بأمر الله تعالى ؟ فإن قلتم : من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله تعالى به نبيه ص في قوله تعالى وما انا من المتكلفين ) وفي قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وإن كان من قبل الله تعالى فقد أمر الله تعالى نبيه ص بدعاء علي عليه السلام من بين صبيان الناس وايثاره عليهم ، فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى وعلة أخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فإن قلتم : نعم فقد كفرتم وإن قلتم : لا فكيف يجوز أن يأمر نبيه ص بدعاء من لا يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول وعلة أخرى هل رأيتم النبي ص دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكونوا أسوة علي عليه السلام ؟ فإن زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي عليه السلام على جميع صبيان الناس ثم قال : أي الأعمال بعد السبق إلى الايمان قالوا : الجهاد في سبيل الله ، قال : فهل تجدون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلام في جميع مواقف النبي ص من الأثر هذه ؟ بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي عليه السلام منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس فقال قائل : كان أبو بكر مع النبي ص في عريشة يدبرها فقال المأمون : لقد جئت بها عجيبة ! أكان يدبر دون النبي ص أو معه فيشركه أو لحاجة النبي( ص إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك أن تقول ؟ فقال : أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي ص أو يشركه أو بافتقار من النبي ص إليه قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فإن كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عز وجل يقول : لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما قال : إسحاق بن حماد بن زيد ثم قال لي : إقرأ هل أتى على الانسان حين من الدهر فقرأت حتى بلغت ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إلى قوله وكان سعيكم مشكورا (فقال : فيمن نزلت هذه الآيات : فقلت في علي عليه السلام قال : فهل بلغك أن عليا عليه السلام قال : حين أطعم المسكين واليتيم والأسير : إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا على ما وصف الله عز وجل في كتابه ؟ فقلت : لا ، قال فإن الله تعالى عرف سريرة علي عليه السلام ونيته فأظهر ذلك في كتابه تعريفا لخلقه أمره فهل علمت أن الله تعالى وصف في شئ مما وصف في الجنة ما في هذه السورة ( قوارير من فضة قلت : لا قال : فهذه فضيلة أخرى فكيف تكون القوارير من فضة ؟ فقلت : لا أدري قال يريد كأنها من صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها وهذا مثل قوله ص يا إسحاق رويدا شوقك بالقوارير وعني به نساء كأنها القوارير رقة وقوله ص : ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه بحر من كثرة جريه وعدوه وكقول الله تعالى : ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ورائه عذاب غليظ أي كأنه يأتيه الموت ولو أتاه من مكان واحد مات ثم قال : يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشرة في الجنة ؟ فقلت : بلى ثم قال : أرأيت لو أن رجلا قال : ما أدري أصحيح هذا الحديث أم لا ، أكان عندك كافرا ؟ قلت لا قال أفرأيت لو قال ما أدري هذه السورة قرآن أم لا أكان عندك كافرا ؟ قلت بلى قال : أرى فضل الرجل يتأكد خبروني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصحيح عندك ؟ قلت : بلى قال : بان والله عنادك لا يخلوا هذا من أن يكون كما دعاه النبي ص أو يكون مردودا أو عرف الله الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه أو تزعم إن الله لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاث أحب إليك أن تقول به ؟ قال : إسحاق : فأطرقت ساعة ثم قلت : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه ص فقال المأمون : سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب ؟ أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن ؟ فأي فضيلة في هذا أما سمعت قول الله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا فقد جعله له صاحبا وقال الهذلي شعرا : ‹ ولقد غدوت وصاحبي وحشية * تحت الرداء بصيرة بالمشرق وقال الأزدي شعرا :
ولقد ذعرت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل
فصير فرسه صاحبه وأما قوله إن الله معنا فان الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر ، أما سمعت قوله تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا وأما قوله : لا تحزن فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية فإن زعمت إنه طاعة فقد جعلت النبي ص ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم ، وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي ؟ وخبرني عن قوله تعالى فأنزل الله سكينته عليه على من ؟ قال إسحاق : فقلت على أبي بكر لأن النبي ص كان مستغنيا عن الصفة السكينة قال : فخبرني عن قوله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع ؟ قال : فقلت لا ، فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي ص إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله ص والخمسة يحدقون بالنبي ص خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله ص الظفر عني بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلام ومن حضر من بني هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي ص فنزلت السكينة على النبي ص وعليه أم من كان في الغار مع النبي ص ولم يكن أهلا لنزولها عليه يا إسحاق من أفضل ؟ من مع النبي ص في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي ص ما عزم عليه من الهجرة ، إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه ص أن يأمر عليا عليه السلام بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك فقال علي عليه السلام أتسلم يا نبي الله ؟ قال : بلى قال سمعا وطاعة ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي ص وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه وعلي عليه السلام يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه ؟ فلم يدعه إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي ص وعلي عليه السلام وحده فلم يزل صابرا محتسبا فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي به قالوا : فأنت غدرتنا ثم لحق بالنبي ص فلم يزل علي عليه السلام أفضل لما بدأ منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور يا إسحاق أما تروي حديث الولاية ؟ فقلت : نعم قال : أروه فرويته فقال أما ترى أنه أوجب لعلي عليه السلام على أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس يقولون إن هذا قاله بسبب زيد بن حارثة فقال : وأين قال النبي ص هذا ؟ قلت : بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع قال فمتى قتل زيد بن حارثة ؟ قلت : بموته قال : أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غدير خم ؟ قلت بلى قال : أخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمسة عشر سنة يقول مولاي مولى ابن عمي أيها الناس فأقبلوا أكنت تكره له ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال : أفتنزه ابنك عما لا يتنزه النبي ص عنه ويحكم ! أجعلتم فقهاءكم أربابكم إن الله تعالى يقول : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والله ما صاموا ولا صلوا لهم ولكنهم أمروا لهم فأطيعوا ثم قال : أتروي قول النبي ص لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت : نعم قال أما تعلم أن هارون أخو موسى لأبيه وأمه ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه السلام كذلك قلت : لا قال وهارون نبي وليس علي كذلك فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة وهذا كما قال المنافقون استخلفه استثقالا له فأراد أن يطيب بنفسه وهذا كما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام حيث يقول لهارون أخلفني في قومي وأصلح لي ولا تتبع سبيل المفسدين فقلت : إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه تعالى وأن النبي ص خلف عليا عليه السلام حين خرج إلى غزاته فقال : أخبرني عن موسى حين خلف هارون أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عز وجل أحد من أصحابه ؟ فقلت : نعم ، قال : أوليس قد أستخلفه على جميعهم ؟ قلت : بلى ، قال : فكذلك علي عليه السلام خلفه النبي ص حين خرج إلى غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذا كان أكثر قومه معه وأن كان قد جعله خليفة على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله ص : علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وزير النبي ص أيضا بهذا القول لأن موسى عليه السلام قد دعا الله تعالى وقال فيما دعا : وأجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري فإذا كان علي عليه السلام منه ص بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى عليه السلام ثم أقبل على أصحاب النظر والكلام فقال : أسألكم أو تسألوني ؟ فقالوا : بل نسألك قال : قولوا فقال قائل منهم : أليست إمامة علي عليه السلام من قبل الله عز وجل نقل ذلك عن رسول الله ص من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مأتي درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة ؟ فقال : بلى قال : فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرض واختلفوا في خلافة علي عليه السلام وحدها ؟ قال المأمون : لأن جميع الفرض لا يقع فيه من التنافس والرغبة ما يقع في الخلافة فقال آخر : ما أنكرت أن يكون النبي ص أمرهم باختيار رجل منهم يقوم مقامه رأفة بهم ورقة عليهم من غير أن يستخلف هو بنفسه فيعصي خليفته فينزل بهم العذاب ؟ فقال : أنكرت ذلك من قبل أن الله تعالى أرأف بخلقه من النبي ص وقد بعث نبيه ص إليهم وهو يعلم أن فيهم عاص ومطيع فلم يمنعه تعالى ذلك من إرساله وعلة أخرى : ولو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم فلو أمر الكل من كان المختار ؟ ولو أمر بعضنا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا البعض علامة فإن قلت : الفقهاء ، فلا بد من تحديد الفقيه وسمته قال آخر : فقد روي : أن النبي ص قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله تعالى حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح فقال هذا القول لا بد من أن يكون يريد كل المؤمنين أو البعض فإن أراد الكل فهذا مفقود لأن الكل لا يمكن اجتماعهم وإن كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي ورواية الحشوية في غيره فمتى يثبت ما تريدون من الإمامة ؟ قال آخر : فيجوز أن تزعم أن أصحاب محمد أخطأوا قال : كيف نزعم أنهم أخطأوا واجتمعوا على ضلالة وهم لم يعلموا فرضا ولا سنة لأنك تزعم أن الإمامة لا فرض من الله تعالى ولا سنة من الرسول ص فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ ؟ قال آخر : أن كنت تدعي لعلي عليه السلام من الإمامة دون غيره فهات بينتك على ما تدعي فقال : ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل وأن إليه الاختيار والبينة لا تعري من أن تكون من شركائه فهم خصماء أو تكون من غيرهم والغير معدوم فكيف يؤتي بالبينة على هذا ؟ قال آخر : فما كان الواجب على علي عليه السلام بعد مضي رسول الله ص ؟ قال : ما فعله قال : أفما وجب عليه أن يعلم الناس إنه إمام ؟ فقال : إن الإمامة لا تكون بفعل منه في نفسه ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك وأنها يكون بفعل من الله تعالى فيه كما قال لإبراهيم عليه السلام : إني جاعلك للناس إماما وكما قال تعالى لداود عليه السلام : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض وكما قال عز وجل للملائكة في آدم : ( إني جاعل في الأرض خليفة فالامام إنما يكون إماما من قبل الله تعالى وباختياره إياه في بدء الصنيعة والتشريف في النسب والطهارة في المنشأ والعصمة في المستقبل ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للإمامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة قبل أفعاله قال آخر : فلم أوجبت الإمامة لعلي عليه السلام بعد الرسول ص ؟ فقال : لخروجه من الطفولية إلى الايمان كخروج النبي ص من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة وإجتنابه الشرك كبراءة النبي ص من الضلالة وإجتنابه للشرك لأن الشرك ظلم ولا يكون الظالم إماما ولا من عبد وثنا باجماع ومن شرك فقد حل من الله تعالى محل أعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الأمة حتى يجئ إجماع آخر مثله ولأن من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه قال آخر : فلم يقاتل علي عليه السلام أبا بكر وعمر كما قاتل معاوية ؟ فقال المسألة محال لأن لم اقتضاء ولم يفعل نفي والنفي لا يكون له علة ، إنما العلة للاثبات وإنما يجب أن ينظر في أمر علي عليه السلام أمن قبل الله أم من قبل غيره فإن صح أنه من قبل الله تعالى فالشك في تدبيره كفر لقوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فافعال الفاعل تبع لاصله ، فإن كان قيامه عن الله تعالى فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم وقد ترك رسول الله ص القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت فلما وجد الأعوان وقوى حارب كما قال الله تعالى في الأول : فاصفح الصفح الجميل ثم قال عز وجل : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد قال آخر إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله تعالى وإنه مفترض الطاعة فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء للأنبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوه الناس إلى طاعته ؟ فقال : من قبل انا لم نزعم إن عليا عليه السلام أمر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عاصيا فإن وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه لأنهم أمروا بطاعته على كل حال ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت وقال آخر إذا أوجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار كيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره ؟ فقال : من قبل أن الله تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع فلا بد من دلالة الرسول ص على الفرض ليقطع العذر بين الله عز وجل وبين عباده أرأيت لو فرض الله تعالى على الناس صوم شهر فلم يعلم الناس أي شهر هو ؟ ولم يوسم بوسم وكان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد الله تعالى فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول المبين لهم وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم وقال آخر : من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه النبي ص فان الناس يزعمون إنه كان صبيا حين دعى ولم يكن جاز عليه الحكم ولا بلغ مبلغ الرجال فقال : من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن أرسل إليه النبي ص ليدعوه فإن كان كذلك فهو محتمل التكليف قوي على أداء الفرائض وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي ص قول الله عز وجل : ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وكان مع ذلك فقد كلف النبي ص عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى وهذا من المحال الذي يمتنع كونه ولا يأمر به حكيم ولا يدل عليه الرسول تعالى الله عن أن يأمر بالمحال وجل الرسول من أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم فسكت القوم عند ذلك جميعا فقال المأمون : قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟ قالوا : نعم ، قال : أليس قد روت الأمة بإجماع أن النبي ص قال : من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ؟ قالوا : بلى قال : ورووا عنه عليه السلام إنه قال : من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم أتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟ قالوا : بلى قال : فخبروني عن رجل يختاره الأمة فتنصبه خليفة هل يجوز أن يقال له خليفة رسول ص ومن قبل الله عز وجل ولم يستخلفه الرسول : فإن قلتم : نعم ، فقد كابرتم وإن قلتم : لا ، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله ص ولا كان من قبل الله عز وجل وأنكم تكذبون على نبي الله ص فإنكم متعرضون لأن تكونوا ممن وسمه النبي ص بدخول النار ، وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم مضى عليه السلام ولم يستخلف أو في قولكم لأبي بكر يا خليفة رسول الله ص ؟ فإن كنتم صدقتم في القولين فهذا ما لا يمكن كونه إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الاخر فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله تعالى إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله تعالى وصاحبه في النار وخبروني هل يجوز أن يبتاع أحدكم عبدا فإذا أبتاعه صار مولاه وصار المشتري عبده ؟ قالوا : لا قال : فكيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه أنتم لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه إلا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تؤتون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله ص ثم إذا أسخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟ فقال قائل منهم : لأن الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه وإذا سخطوا عليه عزلوه قال : فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟ قالوا لله تعالى فوالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره لأن من إجماع الأمة أنه من أحدث حدثا في ملك غيره فهو ضامن وله أن يحدث فإن فعل فآثم غارم ثم قال : خبروني عن النبي ص هل استخلف حين مضى أم لا فقالوا : لم يستخلف قال فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟ قالوا : هدى فعلى الناس أن يتبعوا الهدى ويتركوا الباطل ويتنكبوا الضلال قالوا : قد فعلوا ذلك قال : فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال ، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى ، وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم أستخلف أبو بكر ولم يفعله النبي ص ؟ ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه ؟ لأنكم زعمتم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي ص بزعمكم ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث فخبروني أي ذلك ترونه صوابا ؟ فإن رأيتم فعل النبي ص صوابا فقد أخطأتم أبا بكر وكذلك القول في بقية الأقاويل وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي ص بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟ وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول ص هدى وفعله من غيره هدى فيكون هدى ضد هدى ؟ فأين الضلال حينئذ وخبروني هل ولى أحد بعد النبي ص باختيار الصحابة منذ قبض النبي ص إلى اليوم ؟ فإن قلتم : لا ، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي ص وأن قلتم : نعم كذبتم الأمة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع ، وخبروني عن قول الله عز وجل : قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله أصدق هذا أم كذب ؟ قالوا : صدق قال : أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟ قالوا : نعم قال : ففي هذا بطلان ما أوجبتم اختياركم خليفة تفترضون طاعته وتسمونه خليفة رسول الله ص وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلاف محبتكم ومقتول إذا أبى الاعتزال ويلكم ! لا تفتروا على الله كذبا فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله تعالى وإذا وردتم على رسول الله ص وقد كذبتم عليه متعمدين وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك ، اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلام على الخلق بعد نبيك محمد ص كما أمرنا به رسولك ص قال : ثم افترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون قال محمد بن يحيى بن عمران الأشعري : وفي حديث آخر ، قال : فسكت القوم ، فقال لهم : لم سكتم ؟ قالوا : لا ندري ما تقول ؟ قال : تكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم قال : فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال : هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي منعتهم من النقض علي

 
18 أبريل 2010
61
0
0
الثاني والاربعون : 3 الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إني اخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم أمانة و صدق ووفاء، وأقوام يتولونكم، ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء والصدق؟ قال: فاستوى أبوعبدالله عليه السلام جالسا فأقبل علي كالغضبان، ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله، قلت: لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء؟ ! قال: نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال، ألا تسمع لقول الله عزوجل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور(6) " يعني [من] ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله وقال: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور .
الثالث والاربعون : الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - ص 111 – 112
سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا - فإنه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ، ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي : الحسن والحسين ، هما ابناي ، ومن الحسين أئمة هداة ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى ، " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .


الرابع والاربعون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 148 - 149
حدثنا حمزة بن محمد العلوي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثني الفضل بن خباب الجمحي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الحمصي قال : حدثني محمد بن أحمد بن موسى الطائي ، عن أبيه ، عن ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال أمير المؤمنين " ع " لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية ، فبلغ ذلك عليا " ع " فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ، انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك ، قال فان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت قال الله عز وجل في كتابه : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قالوا ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال أولهم إبراهيم " ع " إذ قال لقومه : واعتزلكم وما تدعون من دون الله فإن قلتم ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم وان قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر . ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ، فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم ، وان قلتم لم يكن له قوة فالوصي اعذر ، ولي بيوسف " ع " أسوة إذ قال : رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه فان قلتم ان يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم ، وان قلتم انه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر ، ولي بموسى " ع " أسوة إذ قال : ففررت منكم لما خفتكم فإن قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم ، وان قلتم ان موسى خاف منهم فالوصي اعذر ، ولي بأخي هارون " ع " أسوة إذ قال لأخيه : يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي اعذر . ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه ، فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم خافهم وأنامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي اعذر .

الخامس والاربعون : علل الشرائع: أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن حماد ، عن حريز ، عن بريد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عليا عليه السلام لم يمنعه من أن يدعو إلى نفسه إلا أنهم أن يكونوا ضلالا ، لا يرجعون عن الاسلام أحب إليه من أن يدعوهم فيأبوا عليه فيصيرون كفارا كلهم .
السادس والاربعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 427
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محمد الهاشمي قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن عيسى قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل : " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال : لما نزلت " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد المدينة ، فقال : بعضهم لبعض ما تقولون في هذه الآية ؟ فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب ، فقالوا : قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، قال : فنزلت هذه الآية " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " يعرفون يعني ولاية )علي بن أبي طالب) وأكثرهم الكافرون بالولاية .


السابع والاربعون : تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي [ الجزء 4 صفحة 145 ]
علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الحرث بن المغيرة النصري قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فجلست عنده فإذا نجية قد استأذن عليه فاذن له فدخل فجثى على ركبتيه ثم قال : جعلت فداك اني أريد ان أسألك عن مسألة والله ما أريد بها إلا فكاك رقبتي من النار فكأنه رق له فاستوى جالسا فقال له : يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شئ إلا أخبرتك به ، قال جعلت فداك ما تقول في فلان وفلان قال : يا نجية ان لنا الخمس في كتاب الله ولنا الأنفال ولنا صفو الأموال ، وهما والله أول من ظلمنا حقنا في كتاب الله ، وأول من حمل الناس على رقابنا ، ودماؤنا في أعناقهما إلى يوم القيامة بظلمنا أهل البيت ، وان الناس ليتقلبون في حرام إلى يوم القيامة بظلمنا أهل البيت ، فقال نجية : انا لله وانا إليه راجعون ثلاث مرات هلكنا ورب الكعبة قال : فرفع فخذه عن الوسادة فاستقبل القبلة فدعا بدعاء لم أفهم منه شيئا إلا انا سمعناه في آخر دعائه وهو يقول : ( اللهم انا قد أحللنا ذلك لشيعتنا قال : ثم أقبل إلينا بوجهه ، وقال : يا نجية ما على فطرة إبراهيم عليه السلام غيرنا وغير شيعتنا .

الثامن والابعون : الخصال للصدوق ، ص 554
حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان وأبي طارق السراج عن عامر بن واثلة قال : كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه ، واستخلف أبوبكر عمر وأنا والله أحق بالأمر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ولو أشاء لأحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك......


التاسع والاربعون : تهذيب الأحكام 2/314
عنه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسن بن زياد عن محمد بن أبي حمزة عن علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا رفع رأسه من السجود قعد حتى يطمئن ثم يقوم فقيل له يا أمير المؤمنين كان من قبلك أبوبكر وعمر إذا رفعوا رؤوسهم عن السجود نهضوا على صدور أقدامهم كما تنهض الإبل فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إنما يفعل ذلك أهل الجفا من الناس إن هذا من توقير الصلاة


الخمسون : علل الشرائع: أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي الصهبان عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : لم كف علي عليه السلام عن القوم ؟ . قال : مخافة أن يرجعوا كفارا
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء : 18]

وصل بنا المسير الى أن نقف مع الزهراء سلام الله عليها وموقفها وقفة للتأكيد وللتدبر فنقول
لموقف الزهراء روحي فداها خصوصية يتميز بها عن غيره تجعلنا نقف عنده وقفة خاصة
وهذه الخصوصية جاءت من اعتراف الجميع بكون غضبها غضب لله وللرسول واعتراف الجميع بأنها غضبت على الشيخين او احدهما على الاقل ولذلك لايمكن التملص من آثار الموقف الفاطمي الا عن طريق التلاعب والاحتيال والتعتيم
فلو أنك تسأل الكثير ممن يسمون بأهل السنة والجماعة عن غضب الزهراء لما كان يعرف شيئا عن أصل غضبها وخطورة غضبها نتيجة للتعتيم الذي يتعمده أحبارهم خوفا من الفضيحة الكبرى

وحتى تكون الصورة واضحة في موقف الزهراء من الشيخين فأني لن اجعل نقلي متوقفا على مصادرنا فقط ... بل ساقدم الفكرة التي يتفق عليها الطرفان بالاعتماد على مصادرهم قبل مصادرنا . فنقول وبالله التوفيق :
المحور الأول : ماهي قيمة غضب الزهراء ؟
= أما عند اهل سنة الجماعة - أقرارا لا عملا- فغضبها خطير جدا لانه :
اولا : الله يغضب لغضبها بلا قيد ولا تخصيص كما نجد ذلك في :
المستدرك [ جزء 3 - صفحة 167 ]
4730 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري
و أخبرنا محمد بن علي بن دحيم بالكوفة ثنا أحمد بن حاتم بن أبي غرزة قالا : ثنا عبد الله محمد بن سالم ثنا حسين بن زيد بن علي عن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة : إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : بل حسين بن زيد منكر الحديث
أقول للذهبي : لم ينفرد حسين بن زيد بل تابعه علي بن عمر وهو ثقة فكفاك نصبا يارجل

المعجم الكبير [ جزء 1 - صفحة 108 ]
182 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز حدثنا حسين بن زيد بن علي عن علي بن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي رضي الله عنه عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : ( إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك )

المعجم الكبير [ جزء 22 - صفحة 401 ]
1001 - حدثنا بشر بن موسى و محمد بن عبد الله الحضرمي قالا ثنا عبد الله بن محمد بن سالم بن محمد بن سالم القزاز قال ثنا حسين بن زيد بن علي و علي بن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك

ولذلك حسنه الهيثمي والحسن يحتج به فقال :
مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 328 ]
15204 - عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "
رواه الطبراني وإسناده حسن

ثانيا : النبي يغضب لغضبها بلا قيد ودليله :
صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1361 ]
3510 - حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني )

صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 1902 ]
94 - ( 2449 ) حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها

ولاشك ان بني وهبان حينما يسمعون هذه الاحاديث سينفخون في بوقهم المعروف مرددين بكل غباء : ان هذا الحديث كان سببه ان عليا اراد ان يتزوج وووو...
فأقول لهم :
أستريحوا والعبوا غيرها وعندي الدواء لكل مسكين يقول كقول بني وهبان في اهل البيت فمن شاء ان يجرب حظه فليأتنا


أما عند شيعتها :
فهي الكل بالكل ولاتقوم قائمة لمن خالفها او اغضبها او شكك في كون غضبها غضب لله وللرسول ومن لايعتقد بذلك فهو خارج عن التشيع بلا تأمل وهذا الامر نعتقده دراية لارواية ومن باب التذكر انقل لكم جزءا مما في البحار ج43ص203 حيث قال أبو بكر : يا بنت رسول اللّه إنما أتيتاك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك نسألك أن تغفري لنا وتصفحي عما كان منا إليك قالت : لا أُكلمكما من رأسي كلمة واحدة حتى ألقى أبي وأشكوكما إليه وأشكو صنعكما وفعالكما وما ترتكبتما مني ( هذا الرد الاول ) قالا : إنا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفري واصفحي عنا ولا تؤخذينا بما كان منا ، فالتفت الى علي عليه السلام ، وقالت : إني لا أُكلمكما من رأسي كلمة حتى أسألهما عن شيء سمعاه من رسول اللّه (ص) فان صدقاني رأيت رأيي ، قالا : اللهم ، ذلك لها وإنا لا نقول إلا صدقاً .. فقالت : أُنشدكما باللّه أتذكران أن رسول اللّه (ص) استخرجكما في جوف الليل ، بشيء كان حدث من أمر علي فقالا : اللهم نعم ، فقالت : أُنشدكما باللّه هل سمعتما النبي (ص) يقول : فاطمة بضعة مني .. وأنا منها .. ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذاها بعد موتي .. فكان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي قالا : اللهم نعم فقالت : الحمد للّه اللهم إني أُشهدكَ فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي ، واللّه لا أُكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما اليه بما صنعتما به ، وبيّ .. وارتكبتما مني .. ( هذا هو الرد الثاني )
والامر لايحتاج الى طول كلام فهو واضح عندنا كوضوح وجود شخصية عظيمة أسمها فاطمة

المحور الثاني : هل فعلا غضبت الزهراء على ابي بكر ؟
نقول وبكل يقين : نعم
لقد غضبت
وهجرت
واستنكرت
ولم تبايع
وأوصت زوجها أن لايشهدا تشييعها ودفنها والصلاة عليها
وغيبت قبرها حتى تكون مظلوميتها شاخصة أمام كل من يبحث عن النجاة
ودليلنا اقوى من دليل اثبات عدالة ابي بكر نفسه

فمن كتب القوم :
صحيح البخاري باب فرض الخمس [ جزء 3 - صفحة 1126 ]
2926 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته: أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ .


صحيح البخاري - باب غزوة خيبر [ جزء 4 - صفحة 1549 ]
3998 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
: أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خبير فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال ) . وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر .....


صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1380 ]
52 - ( 1759 ) حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته
: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في هذا المال ) وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي ......
قال النووي في الشرح : ش ( فوجدت ) أي غضبت

فكانت نتيجة هذه المواجهة بين صديقتنا وصديقكم أن يتضح موقف اهل البيت اكثر من تلك الخلافة ومن خصوص الشيخين فوصل الينا هذه الاثار الطيبة :

ومن كتبنا : ستكون الروايات اكمالا لموضوعنا واتماما لبحثنا فنقول :
الحادي والخمسون : وقفت أم ابيها فخطبت خطبتها الكبرى في مسجد النبي الاعظم ونقلت الينا بطرق مختلفة هذه بعضها :
من كتاب دلائل الامامة للطبري الشيعي :
10 - محمد بن جرير الطبري الإمامي قال : حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عثمان بن سعيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن الحسين القصباني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي السكوني ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب الربعي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما بلغ فاطمة ( عليها السلام ) إجماع أبي بكر على منع فدك . . .

وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري ، قال : حدثنا علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، عن جده علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن عمته زينب ( عليها السلام ) بنت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قالت : لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة ( عليها السلام ) فدكا .
وقال أبو العباس : وحدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي ، قال : حدثني أبي ، عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، عن جده علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن عمته زينب ( عليها السلام ) بنت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وغير واحد من أن فاطمة لما أجمع أبو بكر على منعها فدكا . . .
وحدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر [ بن مخلد ] بن سهل بن ‹ صفحة 434 › حمران الدقاق ، قال : حدثتني أم الفضل خديجة بنت محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قالت : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز ابن يحيى الجلودي البصري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا جعفر [ بن محمد ] بن عمارة الكندي ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن صالح بن حي - قال : وما رأيت عيناي مثله - قال : حدثني رجلان من بني هاشم ، عن زينب ( عليها السلام ) بنت علي ( عليه السلام ) ، قالت : لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منع فدك ، وانصراف وكيلها عنها ، لاثت خمارها . . . وذكر الحديث .
قال الصفواني : وحدثني محمد بن محمد بن يزيد مولى بني هاشم ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن جماعة من أهله . . . وذكر الحديث .
قال الصفواني : وحدثني أبي ، عن عثمان قال : حدثنا نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) . . . وذكر الحديث .
قال الصفواني : وحدثنا عبد الله بن الضحاك ، قال حدثنا هشام بن محمد ، عن أبيه وعوانة .
قال الصفواني : وحدثنا ابن عائشة ببعضه . وحدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا حرب بن ميمون ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قالوا : لما بلغ فاطمة ( عليها السلام ) إجماع أبي بكر على منعها فدك ، وانصرف عاملها منها ،

لاثت خمارها ، ثم أقبلت في لمة ( 1 ) من حفدتها ( 2 ) ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى دخلت على أبي بكر ، وقد حفل حوله المهاجرون ‹ صفحة 435 › والأنصار ، فنيطت دونها ملاءة ، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ، ثم أمهلت حتى هدأت فورتهم ، وسكنت روعتهم ، وافتتحت الكلام ، فقالت : « أبتدئ بالحمد لمن هو أولى بالحمد والمجد والطول » ثم قالت : « الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء على ما قدم ، من عموم نعم ابتدأها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وإحسان منن والاها ، جم عن الإحصاء عددها ، ونأى عن المجازاة أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، استدعى الشكور بأفضالها ، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وأمر بالندب إلى أمثالها . وأشهد أن لا اله إلا الله ، كلمة جعل الاخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها وأبان في الفكر معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام الإحاطة به ، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة [ امتثلها ] وضعها لغير فائدة زادته بل إظهارا لقدرته وتعبدا لبريته وإعزازا لأهل دعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادة ( 1 ) لعباده عن نقمته ، وحياشة ( 2 ) لهم إلى جنته . وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله ، اختاره قبل أن يجتبله ( 3 ) ، واصطفاه قبل أن يبعثه ، وسماه قبل أن يستنجبه ( 4 ) ، إذ الخلائق في الغيب مكنونة ، وبسد الأوهام مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علما من الله في غامض الأمور ، وإحاطة من وراء حادثة الدهور ، ومعرفة بمواقع المقدور . ابتعثه الله إتماما لعلمه ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، ‹ صفحة 436 › عكفا على نيرانها ، عبادة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بمحمد ظلمها ، وفرج عن القلوب بهمها ، وجلا عن الأبصار عمهها ، وعن الأنفس غممها . ثم قبضه الله إليه قبض رأفة ورحمة ، واختيار ورغبة لمحمد عن تعب هذه الدار ، موضوعا عنه أعباء الأوزار ، محفوفا بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ; أمينه على الوحي ، وصفيه ورضيه ، وخيرته من خلقه ونجيه ، فعليه الصلاة والسلام ، ورحمة الله وبركاته » . ثم التفتت إلى أهل المجلس ، فقالت لجميع المهاجرين والأنصار : « وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم زعيم لله فيكم وعهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله ، بينة بصائره ، وآي منكشفة سرائره ، وبرهان فينا متجلية ظواهره ، مديم للبرية استماعه ، وقائد إلى الرضوان أتباعه ، ومؤد إلى النجاة أشياعه ، فيه تبيان حجب الله المنورة ، ومواعظه المكررة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وأحكامه الكافية ، وبيناته الجالية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، ورحمته المرجوة ، وشرائعه المكتوبة . ففرض الله عليكم الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ; والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ; والزكاة تزييدا في الرزق ; والصيام إثباتا للاخلاص ; والحج تشييدا للدين ; والحق تسكينا للقلوب ، وتمكينا للدين ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا لما للفرقة ، والجهاد عزا للإسلام ، والصبر معونة على الاستيجاب ( 1 ) ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، والنهي عن المنكر تنزيها للدين ، والبر بالوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منماة للعدد ، وزيادة في العمر ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذور ‹ صفحة 437 › تعرضا للمغفرة ، ووفاء المكيال والميزان تغييرا للبخس والتطفيف ، واجتناب قذف المحصنة حجابا عن اللعنة ، والتناهي عن شرب الخمور تنزيها عن الرجس ، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة ، والتنزه عن أكل مال اليتيم والاستئثار به إجارة من الظلم ، والنهي عن الزنا تحصنا من المقت ، والعدل في الأحكام إيناسا للرعية ، وترك الجور في الحكم إثباتا للوعيد ، والنهي عن الشرك إخلاصا بالربوبية . فاتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، ولا تتولوا مدبرين ، وأطيعوه فيما أمركم ونهاكم ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء ، فاحمدوا الله الذي بعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة ، فنحن وسيلته في خلقه ، ونحن آل رسوله ، ونحن حجة غيبه ، وورثة أنبيائه » . ثم قالت : « أنا فاطمة وأبي محمد ، أقولها عودا على بدء ، وما أقول إذ أقول سرفا ولا شططا ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ( 1 ) إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم بلغ النذارة صادعا بالرسالة ، ناكبا عن سنن المشركين ، ضاربا لأثباجهم ( 2 ) ، آخذا بأكظامهم ( 3 ) داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجذ ( 4 ) الأصنام ، وينكت الهام ( 5 ) ، حتى انهزم الجمع ، وولوا الدبر ، وحتى تفرى ( 6 ) الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ( 7 ) ، ونطق زعيم الدين ، وهدأت فورة الكفر ، وخرست ‹ صفحة 438 › شقاشق الشيطان ( 1 ) وفهتم بكلمة الإخلاص . وكنتم على شفا حفرة من النار ، فأنقذكم منها نبيه ، تعبدون الأصنام ، وتستقسمون بالأزلام ، مذقة الشارب ( 2 ) ، ونهزة ( 3 ) الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام تشربون الرنق ( 4 ) وتقتاتون القدة ( 5 ) ، أذلة خاشعين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم بنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد التيا والتي ( 6 ) ، وبعد ما مني ببهم ( 7 ) الرجال وذؤبان العرب ( 8 ) ( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) ( 9 ) أو نجم ( 10 ) قرن الضلالة ، أو فغرت ( 11 ) فاغرة المشركين ، قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها ( 12 ) بأخمصه ، ويخمد لهبها بحده ، مكدودا في ذات الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله ، وأنتم في بلهنية ( 13 ) آمنون ، ‹ صفحة 439 › وادعون فرحون ، تتوكفون الأخبار ، وتنكصون عند النزال على الأعقاب ، حتى أقام الله بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عمود الدين . فلما اختار الله عز وجل له دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت حسيكة ( 1 ) النفاق ، وانسمل جلباب ( 2 ) الدين ، وأخلق ثوبه ، ونحل عظمه ، وأودت رمته ( 3 ) ، وظهر نابغ ، ونبغ خامل ، ونطق كاظم ، وهدر فنييق ( 4 ) الباطل يخطر ( 5 ) في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من معرسه ( 6 ) صارخا بكم فألفاكم غضابا ، فخطمتم ( 7 ) غير إبلكم ، وأوردتموها غير شربكم بدارا ( 8 ) زعمتم خوف الفتنة ( ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) ( 9 ) . هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، فهيهات منكم ، وأين بكم ، وأنى تؤفكون ، وكتاب الله بين أظهركم ، زواجره لائحة ، وأوامره لامحة ، ودلائله واضحة ، وأعلامه بينة ، وقد خالفتموه رغبة عنه ، فبئس للظالمين بدلا ، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، تسرون حسوا بارتغاء ( 10 ) ، أو نصبر منكم على مثل حز المدى ، وزعمتم أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( 1 ) . أيها ( 2 ) معشر المسلمين ; أأبتز إرث أبي ، يا بن أبي قحافة ؟ ! أبى الله عز وجل أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا ، جرأة منكم على قطيعة الرحم ، ونكث العهد ، فعلى عمد ما تركتم كتاب الله بين أظهركم ونبذتموه ، إذ يقول عز وجل : ( وورث سليمان داود ) ( 3 ) . ومع ما قص من خبر يحيى وزكريا إذ يقول : ( رب . . فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) ( 4 ) . وقال عز وجل : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) ( 5 ) وقال تعالى : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ) ( 6 ) . فزعمتم أن لا حظ لي ، ولا أرث من أبي ! أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ ! أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثون ؟ ! أولست وأبي من أهل ملة واحدة ؟ ! أم أنتم بخصوص القرآن وعمومه أعلم من النبي ؟ ! دونكها مرحولة مزمومة ( 7 ) تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، ونعم الزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعما قليل تؤفكون ، وعند الساعة ما تحسرون ، و ( لكل نبأ مستقر ) ( 1 ) ( فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) ( 2 ) . ثم التفتت إلى قبر أبيها صلوات الله عليهما ، متمثلة بأبيات صفية بنت عبد المطلب رحمها الله تعالى : قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 3 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واجتث أهلك مذ غيبت واغتصبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت دونك الكثب تهضمتنا رجال واستخف بنا * دهر فقد أدركوا فينا الذي طلبوا قد كنت للخلق نورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب فقال أبو بكر لها : صدقت يا بنت رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا أليما ، وكان - والله - إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا ابن عمك دون الأخلاء آثره على كل حميم ، وساعده على الأمر العظيم ، وأنتم عترة نبي الله الطيبون ، وخيرته المنتجبون ، على طريق الجنة أدلتنا ، وأبواب الخير لسالكينا . فأما ما سألت ، فلك ما جعله أبوك ، مصدق قولك ، ولا أظلم حقك ، وأما ما سألت من الميراث فإن رسول الله قال : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث » . فقالت فاطمة : « يا سبحان الله ! ما كان رسول الله لكتاب الله مخالفا ; ولا عن حكمه صادفا ، لقد كان يلتقط أثره ، ويقتفي سيره ، أفتجمعون إلى الظلامة الشنعاء والغلبة الدهياء ( 1 ) ، اعتلالا بالكذب على رسول الله ، وإضافة الحيف إليه ؟ ! ولا عجب إن كان ذلك منكم ، وفي حياته ما بغيتم له الغوائل ، وترقبتم به الدوائر ، هذا كتاب الله حكم عدل ، وقائل فصل ، عن بعض أنبيائه إذ قال : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ( 2 ) . وفصل في بريته الميراث مما فرض على حظ الذكارة والإناث ، فلم سولت لكم أنفسكم أمرا ؟ ! فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون . قد زعمت أن النبوة لا تورث ، وإنما يورث ما دونها ، فمالي امنع إرث أبي ؟ أأنزل الله في كتابه : إلا فاطمة بنت محمد ؟ فدلني عليه أقنع به » . فقال لها أبو بكر : يا بنت رسول الله ، أنت عين الحجة ، ومنطق الحكمة ، لا أدلي بجوابك ، ولا أدفعك عن صوابك ، ولكن المسلمون بيني وبينك ، هم قلدوني ما تقلدت ، وأتوني ما أخذت وتركت . قال : فقالت فاطمة ( عليها السلام ) لمن بحضرته : « أيها الناس ، أتجتمعون إلى المقبل بالباطل والفعل الخاسر ؟ ! لبئس ما اعتاض المبطلون ، وما يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ، أما والله لتجدن محملها ثقيلا ، وعبأها وبيلا ، إذا كشف لكم الغطاء ، فحينئذ ولات حين مناص ، وبدا لكم من الله ما كنتم تحذرون » . قال : ولم يكن عمر حاضرا ، فكتب لها أبو بكر إلى عامله برد فدك كتابا ، فأخرجته في يدها ، فاستقبلها عمر ، فأخذه منها وتف فيه ومزقه ، وقال : لقد خرف ابن أبي قحافة ، وظلم . فقالت له : « مالك ؟ لا أمهلك الله ، وقتلك ، ومزق بطنك » . وأتت من فورها ذلك الأنصار ، فقالت : « معشر البقية ، وأعضاد الملة ، وحضنة الاسلام ، ما هذه الغميزة في حقي ، والسنة ( 1 ) عن ظلامتي ، أما كان رسول الله أمر بحفظ المرء في ولده ؟ فسرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ( 2 ) . أتقولون مات محمد فخطب جليل ، استوسع وهيه ( 3 ) ، واستنهر فتقه ( 4 ) ، وفقد راتقه فأظلمت الأرض لغيبته ، واكتأب خيرة الله لمصيبته ، وأكدت الآمال ( 5 ) وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأذيلت ( 6 ) الحرمة بموت محمد ، فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا . ولقبل ما خلت به أنبياء الله ورسله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) ( 7 ) . أبني قيلة ( 8 ) ، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع ! تلبسكم الدعوة ، ويشملكم الجبن ، وفيكم العدة والعدد ، ولكم الدار والجنن ( 9 ) وأنتم نخبة الله التي امتحن ، ونحلته التي انتحل وخيرته التي انتخب لنا أهل البيت ، فنابذتم فينا العرب ، وناهضتم الأمم وكافحتم البهم ، لا نبرح وتبرحون ، ونأمركم فتأتمرون ، حتى دارت بنا وبكم رحى الإسلام ، ودر حلب البلاد ، وخضعت بغوة الشرك ، وهدأت روعة الهرج ، وخبت نار الحرب ، واستوسق ( 1 ) نظام الدين فأنى جرتم بعد البيان ، ونكصتم بعد الإقدام عن قوم ( نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ) ( 2 ) . ألا أرى والله أن [ قد ] أخلدتم إلى الخفض ، وركنتم إلى الدعة ، فعجتم ( 3 ) عن الدين ومججتم ( 4 ) الذي استوعيتم ، ودسعتم ( 5 ) ما استرعيتم ، ألا و ( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد * ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) ( 6 ) . ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ولكنها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وبثة الصدر ، ومعذرة الحجة فدونكم فاحتقبوها ( 7 ) دبرة الظهر ( 8 ) ناقبة الخف ، باقية العار ، موسومة بشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، إنها عليهم مؤصدة ، في عمد ممددة . فبعين الله ما تفعلون ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ( 1 ) ، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون ( وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ) ( 2 ) ، ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ( 3 ) ، ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ( 4 ) ، ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( 5 ) وكان الأمر قد قصر » . ثم ولت ، فأتبعها رافع بن رفاعة الرزقي ، فقال لها : يا سيدة النساء ، لو كان أبو الحسن تكلم في هذا الأمر وذكر للناس قبل أن يجري هذا العقد ، ما عدلنا به أحدا . فقالت له يردنها : « إليك عني ، فما جعل الله لأحد بعد غدير خم من حجة ولا عذر » . قال : فلم ير باك ولا باكية كان أكثر من ذلك اليوم ، وارتجت المدينة ، وهاج الناس ، وارتفعت الأصوات . فلما بلغ ذلك أبا بكر قال لعمر : تربت يداك ، ما كان عليك لو تركتني ، فربما رفأت الخرق ورتقت الفتق ؟ ! ألم يكن ذلك بنا أحق ؟ ! فقال الرجل : قد كان في ذلك تضعيف سلطانك ، وتوهين كفتك ، وما أشفقت إلا عليك . قال : ويلك ، فكيف بابنة محمد وقد علم الناس ما تدعو إليه ، وما نجن ( 6 ) لها من الغدر عليه . فقال : هل هي إلا غمرة ( 1 ) انجلت ، وساعة انقضت ، وكأن ما قد كان لم يكن ، وأنشده : ما قد مضى مما مضى كما مضى * وما مضى مما مضى قد انقضى أقم الصلاة وآت الزكاة ، وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر ، ووفر الفيء ، وصل القرابة ، فإن الله يقول : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ( 2 ) ويقول : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ( 3 ) وقال : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) ( 4 ) ذنب واحد في حسنات كثيرة ، قلدني ما يكون من ذلك . قال : فضرب بيده على كتفه ، ثم قال : رب كربة فرجتها ، يا عمر . ثم نادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس وصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، ما هذه الرعة ( 5 ) ، ومع كل قالة ( 6 ) أمنية ؟ ! أين كانت هذه الأماني في عهد نبيكم ؟ ! فمن سمع فليقل ، ومن شهد فليتكلم ، كلا بل هو ثعالة شهيده ذنبه ( 1 ) لعنه الله ، وقد لعنه الله مرب ( 2 ) لكل فتنة ، يقول : كروها جذعة ( 3 ) ; ابتغاء الفتنة من بعد ما هرمت ، كأم طحال ( 4 ) أحب أهلها الغوي ( 5 ) ألا لو شئت أن أقول لقلت ، ولو تكلمت لبحت ، وإني ساكت ما تركت ، يستعينون بالصبية ، ويستنهضون النساء ، و

الثاني والخمسون : وكان لها خطبة أخرى لتقيم الحجة على كل الناس ولايعتذر احد بعدم العلم والسماع ونسميها بالخطبة الصغرى قالتها في محضر نساء المهاجرين والانصار ونقلت الينا بطرق هذه بعضها :

دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 125
7 / 37 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري ، قال : حدثنا علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، قال : لما رجعت فاطمة إلى منزلها فتشكت وكان وفاتها في هذه المرضة ، دخل إليها النساء المهاجرات والأنصاريات ، فقلن لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ فقالت : " أصبحت والله عائفة ( 2 ) لدنياكم ،


وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي ، قال : حدثتني أم الفضل خديجة بنت أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قالت : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، قال : حدثني محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان المدائني ، قال : حدثني أبي ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، قالت : لما اشتدت علة فاطمة ( عليها السلام ) اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت ؟ فقالت : « أصبحت عائفة لدنياكم

الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 374 - 375
4 / 55 - أخبرنا الحفار ، قال . حدثنا الدعبلي ، قال : حدثنا أحمد بن علي الخزاز ببغداد بالكرخ بدار كعب ، قال : حدثنا أبو سهل الرفاء ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال الدعبلي : وحدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري بصنعاء اليمن في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال : دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار على فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعدنها في علتها ، فقلن لها : السلام عليك يا بنت رسول الله ، كيف أصبحت ؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم ، وسئمتهم بعد إذ سبرتهم ، فقبحا ‹ صفحة 375 › لأفون الرأي وخطل القول وخور القناة ، و ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله


معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 355 - 356
حدثنا بهذا الحديث أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، قال : حدثني محمد بن علي الهاشمي ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة دعتني فقالت : أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ؟ قال : قلت : بلى ، أنفذها . فأوصت إلي وقالت : إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن رجلين ذكرتهما . قال : فلما اشتدت علتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار فقلن : كيف أصبحت يا بنت رسول الله من علتك ؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم وذكر الحديث نحوه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 354
1 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال : حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهما السلام قال : لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها اجمتع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت ، من علتك ؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


نص الخطبة :
لما رجعت فاطمة إلى منزلها فتشكت وكان وفاتها في هذه المرضة ، دخل إليها النساء المهاجرات والأنصاريات ، فقلن لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ فقالت : « أصبحت والله عائفة ( 1 ) لدنياكم ، قالية ( 2 ) لرجالكم ، شنأتهم ( 3 ) بعد إذ عرفتهم ولفظتهم ( 4 ) بعد إذ سبرتهم ( 5 ) ورميتهم بعد أن عجمتهم ( 6 ) ، فقبحا لفلول ‹ صفحة 449 › الحد ( 1 ) وخطل ( 2 ) الرأي وعثور الجد ، وخوف الفتن ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) ( 3 ) ، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها ( 4 ) وشننت ( 5 ) عليهم عارها فجدعا ( 6 ) وعقرا وبعدا للقوم الظالمين . ويحهم أنى زحزحوها ( 7 ) عن رواسي ( 8 ) الرسالة ، وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين بالوحي المبين ، الطبين بأمر الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين ! ما الذي نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا - والله - منه شدة وطأته ونكال وقعته ، ونكير سيفه وتبحره في كتاب الله وتنمره ( 9 ) في ذات الله . وأيم الله لو تكافوا ( 10 ) عن زمام نبذه إليه رسول الله لا عتلقه ( 11 ) ثم لسار بهم سيرا سجحا ( 12 ) ، لا يكلم ( 13 ) خشاشه ( 14 ) ، ولا يتعتع ( 15 ) راكبه ، ولأوردهم منهلا ( 16 ) ‹ صفحة 450 › رويا صافيا فضفاضا ( 1 ) تطفح ضفتاه ، ثم لأصدرهم بطانا ( 2 ) قد تخير لهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة الساغب ( 3 ) ولا نفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، ولكنهم بغوا فسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون . ألا فاسمعن ، ومن عاش أراه الدهر العجب ، وإن تعجبن فانظرن إلى أي نحو اتجهوا ؟ وعلى أي سند استندوا ؟ وبأي عروة تمسكوا ؟ ولمن اختاروا ؟ ولمن تركوا ؟ لبئس المولى ، ولبئس العشير . استبدلوا والله الذنابى ( 4 ) بالقوادم ( 5 ) ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس ( 6 ) قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون ) ( 7 ) ؟ أما لعمر الله لقد لقحت ، فانظروها تنتج ( 8 ) ثم احتلبوا طلاع القعب ( 9 ) دما عبيطا ( 10 ) وذعافا ( 11 ) ممقرا ( 12 ) ، هنالك خسر المبطلون ، وعرف التالون غب ‹ صفحة 451 › ما أسس الأولون ثم طيبوا بعد ذلك نفسا ، واطمئنوا للفتنة جأشا ( 1 ) ، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج ( 2 ) شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا فيا خسرى لكم ، وكيف بكم وقد عميت عليكم ؟ ( أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) ( 3 ) ؟ ! » .


الثالث والخمسون : تفسير القمي / تأليف علي بن إبراهيم القمي ( ج 2 : ص 155 – 159 ) ط النجف / تحقيق : السيد طيب الموسوي الجزائري
حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلي فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ، فقالت يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله ، فقال لها هاتي على ذلك شهودا فجاءت بأم أيمن فقالت لا اشهد حتى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت أنشدك الله ، ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من أهل الجنة ؟ قال بلى ، قالت فأشهد ان الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ" فجعل فدك لفاطمة بأمر الله وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها فدخل عمر فقال ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه وقال هذا فئ المسلمين وقال أوس ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة فان عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه ، فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال يا أبا بكر ! لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال أبو بكر : هذا فئ المسلمين فان أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟ قال لا قال فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟ قال : إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين ، قال فإذا كان في يدي شئ وادعى فيه المسلمون فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا علي شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم ! فسكت أبو بكر ثم قال عمر يا علي دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حججك فان أتيت بشهود عدول وإلا فهو فئ المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه . فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟ قال نعم قال فأخبرني عن قول الله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا ؟ قال بل فيكم قال فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر المسلمين قال كنت إذا عند الله من الكافرين ، قال : ولم ؟ قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك وقبضته في حياته ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها فأخذت منها فدك وزعمت أنه فئ المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه ، قال : فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا صدق والله علي ورجع علي عليه السلام إلى منزله . قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول : إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب فقمصتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين يقترب أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والأعراق والنسب فأنت خير عباد الله كلهم * وأصدق الناس حين الصدق والكذب فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بهمال لها سكب سيعلم المتولي ظلم خامتنا * يوم القيامة أنى كيف ينقلب قال : فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال : أما رأيت مجلس علي منا اليوم ، والله لان قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا فما الرأي ؟ قال عمر الرأي أن تأمر بقتله ، قال فمن يقتله ؟ قال خالد بن الوليد فبعثا إلى خالد فأتاهما فقالا نريد أن نحملك على أمر عظيم ، قال حملاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب ، قالا فهو ذاك ، فقال خالد متى أقتله ؟ قال أبو بكر إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه ، قال نعم فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي لعلي ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فارج أنى لك من الناصحين فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلي عليه السلام ان أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج أنى لك من الناصحين ، فقال علي ( ع ) قولي لها ان الله يحيل بينهم وبين ما يريدون . ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبى بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة على وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر ان يسلم حتى ظن الناس انه قدسها ، ثم التفت إلى خالد فقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ قال امرني بضرب عنقك ، قال وكنت تفعل ؟ قال إي والله لولا أنه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم ، قال فأخذه علي ( ع ) فضرب به الأرض واجتمع الناس عليه فقال عمر يقتله ورب الكعبة فقال الناس يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلى عنه ، قال فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه وقال يا بن الصهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ثم دخل منزله .
والسند صحيح كما ترون



الرابع والخمسون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 62 - 65
خبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله ، قال حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي با يارح ( 2 ) ( ؟ ) قال ( 3 ) أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي ، قال حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري ، قال حدثنا ابن أبي شيبة ، قال حدثنا شريك الدين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشكاية التي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك يا رسول الله . قال : يا حبيبتي لا تبكين ، فنحن أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها قبلنا ولا يعطها أحدا بعدنا : لنا خاتم النبيين وأحب الخلق إلى الله عز وجل وهو أنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك ، ومنا من له جناحان في الجنة يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، [ وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومين ] ومنا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عز وجل عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين عليه السلام يفتح حصون الضلالة [ وقلوبا غفلا ] يقوم بالدرة في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا . يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي ، فإن الله أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك مني وموضعك في قلبي ، وزوجك الله زوجا أشرف أهل بيتك حسبا ، وأكرمهم نسبا، وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأنصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي ، ألا إنك بضعة مني من آذاك فقد آذاني . قال جابر : فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ فاعتلت فاطمة ] دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ قالت : أصدقاني هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا : نعم قد سمعنا ذلك منه ، فرفعت يديها إلى السماء وقالت : اللهم إني أشهدك أنهما قد آذياني وغصبا حقي . ثم أعرضت عنهما فلم تكلمهما بعد ذلك ، وعاشت بعد أبيها خمسة وتسعين يوما حتى ألحقها الله به.


الخامس والخمسون : قال المجلسي في بحاره ج 29 - ص 342 – 350:
وروى من طريق أصحابنا الكراجكي في كنز الفوائد ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها ، ثم قال : يا فاطمة ! أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين ، يا فاطمة ! لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربة شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا .

السادس والخمسون : علل الشرائع للصدوق : ابن هاشم ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له : لأي علة ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدكا لما ولي الناس ؟ فقال : للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله لما فتح مكة وقد باع عقيل بن أبي طالب داره ، فقيل له : يا رسول الله ! ألا ترجع إلى دارك ؟ فقال: وهل ترك عقيل لنا دارا ، إنا أهل بيت لا نسترجع شيئا يؤخذ منا ظلما ، فلذلك لم يسترجع فدكا لما ولي .
السابع والخمسون : عيون أخبار الرضا ( ع ) ، علل الشرائع: القطان ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن أمير المؤمنين عليه السلام لم لم يسترجع فدك لما ولي الناس ؟ فقال : لأنا أهل بيت ولينا الله عز وجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممن يظلمنا إلا هو ، ونحن أولياء المؤمنين ، إنما نحكم لهم ونأخذ حقوقهم ممن يظلمهم ، ولا نأخذ لأنفسنا .

الثامن والخمسون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 543
علي بن محمد بن عبد الله ، عن بعض أصحابنا أظنه السياري ، عن علي بن أسباط قال : لما ورد أبو الحسن موسى عليه السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال : يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ فقال له : وما ذاك يا أبا الحسن ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها ، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " وآت ذا القربى حقه " فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم ، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها : يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك ، فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك . فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاء ها ، فأتته فسألته أن يردها عليها ، فقال لها : ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك ، فجاءت بأمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض ، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر فقال : ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة ، قال : أرينيه فأبت ، فانتزعه من يدها ونظر فيه ، ثم تفل فيه ومحاه و خرقه ، فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب ؟ فضعي الحبال في رقابنا فقال له المهدي : يا أبا الحسن حدها لي ، فقال : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل ، فقال له ، كل هذا ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ، إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب ، فقال كثير ، وأنظر فيه

التاسع والخمسون : الخصال - الشيخ الصدوق - ص 603 - 608
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ، وأحمد بن الحسن القطان ، ومحمد ابن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعبد الله بن محمد الصائغ ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن - يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم ابن بهلول قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : هذه شرائع الدين لمن أراد أن يتمسك بها وأراد الله هداه: إسباغ الوضوء كما أمر الله عز وجل في كتابه الناطق غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ، ومسح الرأس والقدمين إلى الكعبين مرة مرة ومرتان جائز ، ولا ينقض الوضوء إلا البول والريح والنوم ، والغائط والجنابة ، ومن مسح على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه ، ووضوؤه لم يتم وصلاته غير مجزية ، والاغسال منها غسل الجنابة ، والحيض ، وغسل الميت وغسل من مس الميت بعد ما يبرد ، وغسل من غسل الميت ، وغسل يوم الجمعة ، و غسل العيدين ، وغسل دخول مكة ، وغسل دخول المدينة ، وغسل الزيارة ، وغسل الاحرام ، وغسل يوم عرفة ، وغسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ، وغسل ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وغسل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين منه . اما الفرض فغسل الجنابة ، وغسل الجنابة والحيض واحد ، وصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات ، والمغرب ثلاث ركعات ، والعشاء الآخرة أربع ركعات ، والفجر ركعتان ، فجملة الصلاة المفروضة سبع عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة ، منها أربع ركعات بعد المغرب لا تقصير فيها في السفر والحضر وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة تعدان بركعة ، وثمان ركعات في السحر وهي صلاة الليل والشفع ركعتان ، والوتر ركعة ، وركعتا الفجر بعد الوتر ، وثمان ركعات قبل الظهر وثمان ركعات قبل العصر ، والصلاة يستحب في أول الأوقات ، وفضل الجماعة على الفرد بأربعة وعشرين ، ولا صلاة خلف الفاجر ، ولا يقتدى إلا بأهل الولاية ، ولا يصلى في جلود الميتة وإن دبغت سبعين مرة ، ولا في جلود السباع ، ولا يسجد إلا على الأرض أو ما أنبتت الأرض إلا المأكول والقطن والكتان ، ويقال في افتتاح الصلاة : " تعالى عرشك " ، ولا يقال : " تعالى جدك ، ولا يقال في التشهد الأول : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " لان تحليل الصلاة هو التسليم ، وإذا قلت هذا فقد سلمت . والتقصير في ثمانية فراسخ ، وهو بريدان ، وإذا قصرت أفطرت ، ومن لم يقصر في السفر لم تجزء صلاته لأنه قد زاد في فرض الله عز وجل ، والقنوت في جميع الصلوات سنة واجبة في الركعة الثانية قبل الركوع وبعد القراءة . والصلاة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص منها فقد خالف السنة ، والميت يسل من قبل رجليه سلا ، والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد ، والقبور تربع ولا تسنم. والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب ، وفرائض الصلاة سبع : الوقت ، والطهور والتوجه ، والقبلة ، والركوع ، والسجود ، والدعاء . والزكاة فريضة واجبة على كل مائتي درهم خمسة دراهم ، ولا تجب فيما دون ذلك من الفضة ، ولا تجب على مال زكاة حتى يحول عليه الحول من يوم ملكه صاحبه ولا يحل أن تدفع الزكاة إلا إلى أهل الولاية والمعرفة . ويجب على الذهب الزكاة إذا بلغ عشرين مثقالا ، فيكون فيه نصف دينار ، وتجب على الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إذا بلغ خمسة أوساق - العشر إن كان سقي سيحا ، وإن سقي بالدوالي فعليه نصف العشر ، والوسق ستون صاعا ، والصاع أربعة أمداد . وتجب على الغنم الزكاة إذا بلغت أربعين شاة وتزيد واحدة فتكون فيها شاة إلى عشرين ومائة ، فان زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين ، فإن زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة ، وبعد ذلك يكون في كل مائة شاة شاة . وتجب على البقر الزكاة إذا بلغت ثلاثين بقرة تبيعة حولية فيكون فيها تبيع حولي إلى أن تبلغ أربعين بقرة ، ثم يكون فيها مسنة إلى ستين [ فإذا بلغت ستين ففيها تبيعتان إلى سبعين ، ثم فيها تبيعة ومسنة إلى ثمانين وإذا بلغت ثمانين ] فتكون فيها مسنتان إلى تسعين ثم يكون فيها ثلاث تبايع ، ثم بعد ذلك يكون في كل ثلاثين بقرة تبيع ، وفي كل أربعين مسنة . وتجب على الإبل الزكاة إذا بلغت خمسا فيكون فيها شاة ، فإذا بلغت عشرة فشاتان ، فإذا بلغت خمس عشرة فثلاث شياه ، فإذا بلغت عشرين فأربع شياه ، فإذا بلغت خمسا وعشرين فخمس شياه ، فإذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض ، فإذا بلغت خمسا وثلاثين وزادت واحدة ففيها ابنة لبون ، فإذا بلغت خمسا وأربعين وزادت واحدة ففيها حقة ، فإذا بلغت ستين وزادت واحدة ففيها جذعة إلى ثمانين ، فان زادت واحدة ففيها ثني إلى تسعين ، فإذا بلغت تسعين ففيها ابنتالبون ، فان زادت واحدة إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فإذا كثرت الإبل ففي كل أربعين بنت لبون ، وفي كل خمسين حقة ، ويسقط الغنم بعد ذلك ويرجع إلى أسنان الإبل . وزكاة الفطرة واجبة علي كل رأس صغير أو كبير ، حر أو عبد ، ذكر أو أنثى أربعة أمداد من الحنطة ، والشعير والتمر والزبيب وهو صاع تام ، ولا يجوز دفع ذلك أجمع إلا إلى أهل الولاية والمعرفة . وأكثر أيام الحيض عشرة أيام وأقلها ثلاثة أيام ، والمستحاضة تغتسل وتحتشي وتصلي ، والحائض تترك الصلاة ولا تقضيها ، وتترك الصوم وتقضيه . وصيام شهر رمضان فريضة يصام لرؤيته ويفطر لرؤيته . ولا يصلى التطوع في جماعة لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وصوم ثلاثة إيام في كل شهر سنة وهو صوم خميسين بينهما أربعاء ، الخميس الأول في العشر الأول والأربعاء من العشر الأوسط والخميس من العشر الأخير ، وصوم شعبان حسن لمن صامه لان الصالحين قد صاموه ، أو رغبوا فيه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصل شعبان بشهر رمضان ، والفائت من شهر رمضان إن قضى متفرقا جاز وإن قضى متتابعا فهو أفضل . وحج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه بعد حجه ، ولا يجوز الحج إلا تمتعا ، ولا يجوز القران والافراد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام ، ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات ، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية ، وقد قال الله عز وجل : " وأتموا الحج والعمرة لله " وتمامها اجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج ، ولا يجزي في النسك الخصي لأنه ناقص ، ويجوز الموجوء إذا لم يوجد غيره. وفرائض الحج : الاحرام والتلبية الأربع وهي " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " والطواف بالبيت للعمرة فريضة ، وركعتاه عند مقام إبراهيم عليه السلام فريضة ، والسعي بين الصفا والمروة فريضة ، وطواف الحج فريضة ، وركعتاه عند المقام فريضة ، وبعده السعي بين الصفا والمروة فريضة ، وطواف النساء فريضة ، وركعتاه عند المقام فريضة ، ولا يسعى بعده بين الصفا والمروة ، والوقوف بالمشعر فريضة ، والهدي للمتمتع فريضة ، فأما الوقوف بعرفة فهو واجبة ، والحلق سنة ، ورمي الجمار سنة . والجهاد واجب مع إمام عادل ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد ، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك . واستعمال التقية في دار التقية واجب ، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه . والطلاق للسنة على ما ذكره الله عز وجل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ولا يجوز طلاق لغير السنة ، وكل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح يخالف الكتاب فليس بنكاح ، ولا يجمع بين أكثر من أربع حرائر ، وإذا طلقت المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا غيره ، وقد قال عليه السلام : " اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد ، فإنهن ذوات أزواج " . والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك . وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما ، وهموا باحراق بيتها ، وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الأنصاب والأزلام : أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة ، و البراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة ، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و لم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة مثل سلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود الكندي ، وعمار بن ياسر ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وأبي أيوب الأنصاري وعبد الله ابن الصامت ، وعبادة بن الصامت ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وأبي سعيد الخدري ، ومن نحا نحوهم ، وفعل مثل فعلهم ، والولاية لاتباعهم والمقتدين بهم و بهداهم واجبة . وبر الوالدين واجب ، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ولأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم لأنهم معصومون مطهرون . وتحليل المتعتين واجب كما أنزلهما الله عز وجل في كتابه وسنهما رسول الله صلى الله عليه وآله : متعة الحج ومتعة النساء . والفرائض على ما أنزل الله تبارك وتعالى . والعقيقة للولد الذكر والأنثى يوم السابع ، ويسمى الولد يوم السابع ، ويحلق رأسه ويصدق بوزنه شعره ذهبا أو فضة . والله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلفها فوق طاقتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير ، لا خلق تكوين ، والله خالق كل شئ ، ولا يقول بالجبر ولا بالتفويض ولا يأخذ الله عز وجل البرئ بالسقيم ، ولا يعذب الله عز وجل الأطفال بذنوب الآباء فإنه قال في محكم كتابه : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " وقال عز وجل : " وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى " ولله عز وجل أن يعفو و يتفضل ، وليس له عز وجل أن يظلم ، ولا يفرض الله عز وجل على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم ، ولا يختار لرسالته ولا يصطفى من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه ، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوما . والاسلام غير الايمان وكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن ، وأصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا كافرون ، فإن الله تبارك وتعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون ولا يخلدون في النار ، ويخرجون منها يوما ، والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين إذا ارتضى الله عزو جل دينهم . والقرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق ، والدار اليوم دار تقية وهي دار إسلام لا دار كفر ولا دار إيمان . والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه . والايمان هو أداء الفرائض واجتناب الكبائر ، والايمان هو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان والاقرار بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت و الحساب والصراط والميزان ، ولا إيمان بالله إلا بالبراءة من أعداء الله عز وجل . والتكبير في العيدين واجب أما في الفطر ففي خمس صلوات يبتدأ به من صلاة المغرب ليلة الفطر إلى صلاة العصر من يوم الفطر ، وهو أن يقال : " الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا " لقوله عز وجل : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم " وفي الأضحى بالامصار في دبر عشر صلوات يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الثالث ، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع ، ويزاد في هذا التكبير " والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام " . والنفساء لا تقعد أكثر من عشرين يوما إلا أن تطهر قبل ذلك وإن لم تطهر بعد العشرين اغتسلت واحتشت وعملت عمل المستحاضة . والشراب فكل ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام . وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فأكله حرام ، والطحال حرام لأنه دم ، والجري والمارماهي والطافي والزمير حرام ، وكل سمك لا يكون له فلوس فأكله حرام ويؤكل من البيض ما اختلف طرفاه ولا يؤكل ما استوى طرفاه ، ويؤكل من الجراد ما استقل بالطيران ولا يؤكل منه الدبى لأنه لا يستقل بالطيران وذكاة السمك والجراد أخذه . والكبائر محرمة وهي الشرك بالله عز وجل ، وقتل النفس التي حرم الله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وأكل الربا بعد البينة ، وقذف المحصنات وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة ، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة ، وأكل السحت ، والبخس من المكيال والميزان ، والميسر ، وشهادة الزور ، واليأس من روح الله ، والامن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، وترك معاونة المظلومين والركون إلى الظالمين ، واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر ، واستعمال الكبر والتجبر والكذب والاسراف والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لأولياء الله عزو جل ، والملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب الأوتار ، والإصرار على صغائر الذنوب . ثم قال عليه السلام : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين .
توضيح : الكبائر هي سبع وبعدها فكل ذنب كبير بالإضافة إلى ما هو أصغر منه ، وصغير بالإضافة إلى ما هو أكبر منه . وهذا معنى ما ذكره الصادق عليه السلام في هذا الحديث من ذكر الكبائر الزائدة على السبع ولا قوة إلا بالله . علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه

الستون : صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1549 ]
3998 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خبير فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال ) . وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتيهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته . فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة . فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا . فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف


تداعيات فدك فتحت مجالا كبيرا لأهل البيت عليهم السلام في بيان موقفهم من الشيخين متكأين على مظلوميتهم في فدك ... فبينت الزهراء موقفها بأجلى بيان .. قولا وفعلا
وكان لعلي عليه السلام كلمة وموقف في الموضوع ... ليقول لكل من يبحث عن القول الفصل : أن العلاقة بين الظالم والمظلوم لايمكن ان تكون علاقة ود وتفاهم وانسجام بل هي علاقة تنافروابتعاد وتضاد
فأمير المؤمنين كان يعتقد أن أبا بكر كاذب ومفتري على رسول الله بالحديث الذي جاء به لحسم موضوع الأرث ..
وأذا تنزلنا ووصلنا الى غاية التسامح فنقول أن عليا كان يعتقد أن أبا بكر جاهل لايعرف معنى كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما كان لايعرف ( الأب )

أين هذا الكلام يا أسد ؟
هذا واضح في معاودة علي بالمطالبة بالارث من عمر كما نص على ذلك البخاري فخذ:
صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1126 ]
2927 - حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث فقال مالك: بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم فسلمت عليه ثم جلست فقال يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال اقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون ؟ قال نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ثم قال هل لك في علي وعباس ؟ قال نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ؟ قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك ؟ قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم - إلى قوله - قدير } . فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكم بالله هل تعلمان ذلك ؟ قال عمر ثم توفي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا - يريد عليا - يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتهما إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك ؟ قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك ؟ قالا نعم قال فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها

ونص آخر لعله أوضح للعقول الحجرية :
صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2048 ]
5043 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ابن مطعم ذكر لي ذكرا من حديثه فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس فسألته فقال مالك
............ قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك ؟ قالا نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس - تزعمان أن أبا بكر كذا وكذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتى هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت أن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل به فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها .....

ولذلك اعتبره ابن حجر أشكال كبير ولم يفلح في التملص منه فقال في فتح الباري - [ جزء 6 - صفحة 207 ]
واقتصر بعض الرواة على ما لم يذكره الآخر ولم يتعرض أحد من الشراح لبيان ذلك وفي ذلك اشكال شديد وهو أن أصل القصة صريح في أن العباس وعليا قد علما بأنه صلى الله عليه وسلم قال لا نورث فإن كانا سمعاه من النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يطلبانه من أبي بكر وأن كانا إنما سمعاه من أبي بكر أو في زمنه بحيث أفاد عندهما العلم بذلك فكيف يطلبانه بعد ذلك من عمر والذي يظهر والله أعلم حمل الأمر في ذلك على ما تقدم في الحديث الذي قبله في حق فاطمة وأن كلا من علي وفاطمة والعباس اعتقد أن عموم قوله لا نورث مخصوص ببعض ما يخلفه دون بعض ولذلك نسب عمر إلى علي وعباس إنهما كانا يعتقدان ظلم من خالفهما في ذلك وأما مخاصمة علي وعباس بعد ذلك ثانيا عند عمر فقال إسماعيل القاضي فيما رواه الدارقطني من طريقه لم يكن في الميراث إنما تنازعا في ولاية الصدقة وفي صرفها كيف تصرف كذا قال لكن في رواية النسائي وعمر بن شبة من طريق أبي البختري ما يدل على إنهما أرادا أن يقسم بينهما على سبيل الميراث ولفظه في آخره ثم جئتماني الآن تختصمان يقول هذا أريد نصيبي من بن أخي ويقول هذا أريد نصيبي من امرأتي والله لا أقضي بينكما الا بذلك أي الا بما تقدم من تسليمها لهما على سبيل الولاية وكذا وقع عند النسائي من طريق عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس نحوه وفي السنن لأبي داود وغيره أرادا أن عمر يقسمها لينفرد كل منهما بنظر ما يتولاه فامتنع عمر من ذلك وأراد أن لا يقع عليها اسم قسم ولذلك أقسم على ذلك وعلى هذا اقتصر أكثر الشراح واستحسنوه وفيه من النظر ما تقدم وأعجب من ذلك جزم بن الجوزي ثم الشيخ محيي الدين بأن عليا وعباسا لم يطلبا من عمر الا ذلك مع أن السياق صريح في أنهما جاءاه مرتين في طلب شيء واحد لكن العذر لابن الجوزي والنووي إنهما شرحا اللفظ الوارد في مسلم دون اللفظ الوارد في البخاري والله أعلم
فلو كان علي مصدقا بكلام أبي بكر وراضيا بحكمه كحكم يستند للشرع الحنيف لما ساغ له أن يرجع بعد أكثر من سنتين ليطلب نفس الشيء من عمر وهذا أمر ثابت بأعتراف عمر ((فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتى هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها ))
اللهم الا ان تقولوا أن عليا كان طالبا للدنيا ولو على حساب الشرع وهذا لايقوله مسلم فضلا عن عاقل
فعلي عليه السلام ما صدقهم ولاصدق نقلهم بل كان رأيه فيهما واضحا مشهورا بحيث ان عمر نفسه كان يعرف موقعيته في نفس علي والتي اختصرها لنا ابو حفص بهذه الكلمات : كاذبا آثما غادرا خائنا
وأليك النص من صحيح مسلم [ جزء 3 - صفحة 1376 ]
وحدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن مالك بن أوس حدثه قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم فقال لي يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري ؟ قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبدالرحمن بن عوف والزبير وسعد ؟ فقال عمر نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي ؟ قال نعم فأذن لهما فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم ( فقال مالك بن أوس يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك ) فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة ) قالا نعم فقال عمر إن الله عز وجل كان خص رسولهل صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول [ 59 / الحشر / 7 ] ( ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا ) قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك ؟ قالا نعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجتئما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما نورث ما تركنا صدقة ) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا فقلت إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك قال أكذلك ؟ قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي

فموقف علي من الشيخين موقف واضح لايمكن التعمية عليه ولم يكن موقفا وديا كما يحاول الاخرون ان يصوروه حتى يحفظوا بقايا ماء الوجه لرموزهم أن وجدت من الاساس بل كان موقف المعترض المستنكر المكذب لاقوالهم المتيقن من ضلالهم وأنهم نصبوا انفسهم أئمة للضلال في قبال إمامة الهدى المتجسده في علي وأولاده عليهم السلام ولتاكيد كلامنا نكمل بحثنا ولنتعرف على منزلة الشيخين عند علي وأولاده
الحادي والستون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 154 - 155
العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين فدك لما ولى الناس )
1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق قال : حدثني محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم عن أبيه ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله " ع " قال : قلت له لم لم يأخذ أمير المؤمنين " ع " فدك لما ولى الناس ولأي علة تركها ؟ فقال : لان الظالم والمظلوم كانا قدما على الله عز وجل ، وأثاب الله المظلوم ، وعاقب الظالم . فكره ان يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب


الثاني والستون : الإحتجاج: عن إسحاق بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه خطبة بالكوفة فلما كان في آخر كلامه قال : إني لاولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقام الأشعث بن قيس لعنه الله فقال: يا أمير المؤمنين ! لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا وقلت : والله إني لاولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ولما ولي تيم وعدي ، الا ضربت بسيفك دون ظلامتك ؟ ! فقال له أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : يا بن الخمارة ! قد قلت قولا فاستمع ، والله ما منعني الجبن ولا كراهية الموت ، ولا منعني ذلك إلا عهد أخي رسول الله صلى الله عليه وآله ، خبرني وقال: يا أبا الحسن ! إن الأمة ستغدر بك وتنقض عهدي ، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى . فقلت : يا رسول الله ! فما تعهد إلي إذا كان كذلك ؟ فقال : إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ، ثم آليت يمينا أني لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ، ففعلت ، ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين ثم درت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصري ، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط : سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر ، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي ، وبقيت بين خفيرتين قريبي العهد بجاهلية : عقيل والعباس . فقال له الأشعث : يا أمير المؤمنين ! كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل مظلوما ؟ . فقال أمير المؤمنين : يا بن الخمارة ! ليس كما قست ، إن عثمان لما جلس جلس في غير مجلسه ، وارتدى بغير ردائه ، وصارع الحق فصرعه الحق ، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري . ثم أيها الناس ! إن الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وإنه أقل في دين الله من عفطة عنز . ايضاح : قوله عليه السلام ، بين خفيرتين - بالخاء المعجمة والراء المهملة - أي طليقين معاهدين أخذا في الحرب وحقن دمهما بالأمان والفداء ، أو ناقضين للعهد ، قال في القاموس : الخفير : المجاز والمجير . . وخفره : اخذ منه جعلا ليجيره ، وبه خفرا وخفورا : نقض عهده وغدره كأخفره ، وفي بعض النسخ : بالحاء المهملة والزاي المعجمة من قولهم : حفزه . . أي دفعه من خلفه ، وبالرمح : طعنه ، وعن الامر : أعجله وأزعجه ، قاله الفيروزآبادي. وقال : ابلاه عذرا : أداه إليه فقبله.

الثالث والستون : أمالي الصدوق : ابن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام إن أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله أنها قالت : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله تسع نسوة ، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأتيت الباب فقلت : أدخل يا رسول الله ( ص ) ؟ فقال : لا . قالت : فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه ، أو نزل في شئ من السماء ، ثم لم ألبث أن أتيت الباب ثانية فقلت : أدخل يا رسول الله ؟ فقال : لا . قالت : فكبوت كبوة أشد من الأولى ، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب ثالثة فقلت : أدخل يا رسول الله ؟ فقال : ادخلي يا أم سلمة ، فدخلت وعلي عليه السلام جاث بين يديه ، وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان . . كذا وكذا فما تأمرني ؟ قال : آمرك بالصبر . . ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر . . ثم أعاد عليه القول ثالثة ، فقال له: يا علي ! يا أخي ! إذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم ، ثم التفت إلي وقال : ما هذه الكآبة يا أم سلمة ؟ قلت : للذي كان نم ردك إياي يا رسول الله . فقال لي : والله ما رددت إلا لشئ خير من الله ورسوله ، ولكن أتيتني وجبرئيل عليه السلام يخبرني بالاحداث التي تكون بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليا ، يا أم سلمة ! اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب ( ع ) وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب ( ع ) وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . قلت : يا رسول الله ! من الناكثون ؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة ويقاتلونه بالبصرة. قلت : من القاسطون ؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام . قلت : من المارقون ؟ قال : أصحاب النهروان .

الرابع والستون : تفسير علي بن إبراهيم: أحمد بن علي ، عن الحسين بن عبد الله السعدي ، عن الخشاب ، عن عبد الله بن الحسين ، عن بعض أصحابه ، عن فلان الكرخي قال : قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : ألم يكن علي قويا في بدنه قويا في أمر الله ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام : بلى . قال : فما منعه أن يدفع أو يمتنع ؟ قال : قد سألت فافهم الجواب : منع عليا من ذلك آية من كتاب الله . فقال : وأي آية ؟ قال : فقرأ : [ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ] ، إنه كان لله ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن علي صلوات الله عليه ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع ، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى يخرج ودائع الله فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله . تبيان : هذا التأويل الجليل لم يذكره المفسرون ، وقالوا : أراد أنه لو تميز المؤمنون المستضعفون بمكة من الكافرين لعذبنا الذين كفروا منهم بالسيف والقتل بأيديكم ، وما ورد في الخبر أنسب من جهة لفظ التنزيل المشتمل على المبالغة المناسبة لاخراج ما في الأصلاب ، فتأمل
الخامس والستون : تفسير علي بن إبراهيم: أبي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن قال : جاء العباس إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: انطلق نبايع لك الناس . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أتراهم فاعلين ؟ قال : نعم . قال : فأين قول الله تعالى : [ ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم - أي اختبرناهم - فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ].
السادس والستون : أمالي الطوسي: المفيد ، عن علي بن محمد الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن المسعودي ، عن محمد بن كثير ، عن يحيى بن حماد القطان ، عن أبي محمد الحضرمي ، عن أبي علي الهمداني : أن عبد الرحمن بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ! إني سائلك لاخذ عنك ، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله ، إلا تحدثنا عن أمرك هذا ؟ كان بعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو شئ رأيته ؟ فإنا قد أكثرنا فيك الأقاويل ، وأوثقه عندنا ما نقلناه عنك وسمعناه من فيك ، إنا كنا نقول لو رجعت إليكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم ينازعكم فيها أحد ، والله ما أدري إذا سئلت ما أقول ، أأزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك ؟ فإن قلت ذلك ، فعلام نصبك رسول الله صلى الله عليه وآله بعد حجة الوداع فقال : أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ وإن كنت أولى منهم بما كانوا فيه فعلام تتولاهم ؟ ! . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا عبد الرحمن ! إن الله تعالى قبض نبيه صلى الله عليه وآله وأنا يوم قبضه أولى بالناس مني بقميصي هذا ، وقد كان من نبي الله إلي عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعا لله وطاعة ، وإنا أول ما انتقصنا بعده إبطال حقنا في الخمس ، فلما دق أمرنا طمعت رعيان قريش فينا وقد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا قبلته وقمت به ، وكان إلى أجل معلوم ، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل ، فإن عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه ، وإن أخروه أخذه غير محمودين ، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزون ، وإنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس ، فإذا سكت فاعفوني فإنه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم ، فكفوا عني ما كففت عنكم . فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين ! فأنت لعمرك كما قال الأول : لعمري لقد أيقظت من كان نائما * وأسمعت من كانت له أذنان
توضيح : قوله : خزمتموني - بالمعجمتين - من خزم البعير : إذا جعل في جانب منخره الخزامة ، أو بإهمال الراء - من خرمه - أي شق وترة أنفه. والرعيان - بالضم وقد يكسر - : جمع الراعي ( 4 ) . ويقال : أعطيته عفوا . . أي بغير مسألة. قوله : وهو عند الناس محزون ، لعل الأصوب حرون : وهو الشاة السيئة الخلق. ولما لم يمكنه عليه السلام في هذا الوقت التصريح بجوز الغاصبين أفهم السائل بالكناية التي هي أبلغ .

السابع والستون : أمالي الطوسي: المفيد ، عن المظفر بن محمد البلخي ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن عيسى بن مهران ، عن الحسن بن الحسين ، عن الحسن بن عبد الكريم ، عن جعفر بن زياد الأحمر ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه جندب بن عبد الله قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - وقد بويع لعثمان بن عفان - فوجدته مطرقا كئيبا ، فقلت له : ما أصابك - جعلت فداك - من قومك ؟ . فقال : صبر جميل . فقلت : سبحان الله ! والله إنك لصبور . قال : فأصنع ماذا ؟. قلت : تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبي صلى الله عليه وآله وبالفضل والسابقة ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك ، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة ، فإن دانوا لك كان ذلك ما أحببت ، وإن أبوا قاتلهم ، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي آتاه نبيه صلى الله عليه وآله وكنت أولى به منهم ، وإن قتلت في طلبه قتلت إن شاء الله شهيدا ، وكنت أولى بالعذر عند الله ، لأنك أحق بميراث رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أتراه يا جندب كان يبايعني عشرة من مائة ؟ فقلت : أرجو ذلك . فقال: لكني لا أرجو ، ولا من كل مائة اثنان وسأخبرك من أين ذلك ، إنما ينظر الناس إلى قريش ، وإن قريشا يقول إن آل محمد يرون لهم فضلا على سائر قريش ، وإنهم أولياء هذا الامر دون غيرهم من قريش ، وإنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبدا ، ومتى كان في غيرهم تداولوه بينهم ، ولا والله لا تدفع إلينا - هذا السلطان - قريش أبدا طائعين . فقلت له : أفلا أرجع فأخبر الناس بمقالتك هذه ، وأدعوهم إلى نصرك ؟ فقال : يا جندب ! ليس ذا زمان ذاك . قال جندب : فرجعت بعد ذلك إلى العراق ، فكنت كلما ذكرت من فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام شيئا زبروني ونهروني حتى رفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة ، فبعث إلي فحبسني حتى كلم في فخلى سبيلي .
الإرشاد: عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه مثله .

الثامن والستون : علل الشرائع ، عيون أخبار الرضا ( ع ): الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن الهيثم بن عبد الله الرماني قال : سألت الرضا عليه السلام فقلت له : يا بن رسول الله ! أخبرني عن علي عليه السلام لم لم يجاهد أعداءه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله ثم جاهد في أيام ولايته ؟ فقال : لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة تسعة عشر شهرا وذلك لقلة أعوانه عليهم ، وكذلك علي عليه السلام ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم ، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا ، كذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة ، إذا كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة .
التاسع والستون : علل الشرائع: أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن أبي محبوب ، عن ابن رئاب ( 4 ) ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنما أشار علي عليه السلام بالكف عن عدوه من أجعل شيعتنا ، لأنه كان يعلم أنه سيظهر عليهم بعده ، فأحب أن يقتدي به من جاء بعده فيسير فيهم بسيرته ، ويقتدي بالكف عنهم بعده .
السبعون : إكمال الدين ، علل الشرائع: ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا ؟. قال : لآية في كتاب الله عز وجل : [ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ] قال : قلت : وما يعني بتزايلهم ؟ قال : ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عز وجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله فقتلهم

أفردت هذه الرواية لعظمها عند من كان في قلبه ذرة أحساس
الحادي والسبعون : دلائل الامامة [ صفحة 134 إلى صفحة 135 ] بسند صحيح
ح دثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل رضي الله عنه ، قال : روى أحمد ابن محمد بن البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : ولدت فاطمة عليها السلام في جمادى الآخرة ، يوم العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله . وأقامت بمكة ثمان سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما . وقبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه ، سنة إحدى عشرة من الهجرة . وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها . وكان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها ، فسألها أمير المؤمنين عليه السلام فأجابت ، فلما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ قالت : بخير بحمد الله . ثم قالت لهما : ما سمعتما النبي صلى الله عليه وآله يقول : " فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " ؟ قالا : بلى . قالت : فوالله ، لقد آذيتماني . قال : فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما .

بلا تعليق

نكمل مابدأناه فنقول وعلى الله قصد السبيل :
الحادي والسبعون : إكمال الدين ، علل الشرائع: المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام - أو قال له رجل - : أصلحك الله ألم يكن علي عليه السلام قويا في دين الله عز وجل ؟ قال : بلى . قال : فكيف ظهر عليه القوم ؟ وكيف لم يدفعهم ؟ وما منعه من ذلك ؟ قال : آية في كتاب الله عز وجل منعته . قال : قلت : وأي آية ؟ قال : قوله : [ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ] إنه كان لله عز وجل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع ، فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودائع الله عز وجل ، فإذا ظهرت ظهر على من ظهر فقتله .

الثاني والسبعون : علل الشرائع: الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، أنه سئل أبو عبد الله عليه السلام : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتلهم ؟ قال : للذي سبق في علم الله أن يكون ، وما كان له أن يقاتلهم وليس معه إلا ثلاثة رهط من المؤمنين .
الثالث والسبعون : غيبة الشيخ الطوسي: ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام : يا علي! إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلهم على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك ، فإن الشهادة من ورائك ، لعن الله قاتلك ( 1 ) .
الرابع والسبعون : علل الشرائع: حمزة العلوي ، عن ابن عقدة ، عن الفضل بن حباب الجمحي ، عن محمد بن إبراهيم الحمصي ، عن محمد بن أحمد بن موسى الطائي ، عن أبيه ، عن ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر أن ينادى الصلاة جامعة ، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ! إنه بلغني عنكم . . كذا وكذا ؟ قالوا : صدق أمير المؤمنين عليه السلام ، قد قلنا ذلك . قال : فإن لي بستة من الأنبياء أسوة فيما فعلت . قال الله عز وجل في محكم كتابه : [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ]. قالوا : ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ . قال : أولهم إبراهيم عليه السلام إذ قال لقومه : [ وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ] ، فإن قلتم إن إبراهيم عليه السلام اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم اعتزلهم لمكروه منهم فالوصي أعذر . ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : [ لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ] فإن قلتم إن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم ، وإن قلتم لم يكن له بهم قوة فالوصي أعذر . ولي بيوسف عليه السلام أسوة ، إذ قال : [ رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ] فإن قلتم إن يوسف دعا ربه وسأله السجن بسخط ربه فقد كفرتم ، وإن قلتم إنه أرا بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن ، فالوصي أعذر . ولي بموسى عليه السلام أسوة إذ قال : [ ففررت منكم لما خفتكم ] فإن قلتم إن موسى عليه السلام فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم إن موسى ( ع ) خاف منهم فالوصي أعذر . ولي بأخي هارون عليه السلام أسوة ، إذ قال لأخيه يx: [ ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ] فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم ، وإن قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر . ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه ، فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم خافهم وأنامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر .
الخامس والسبعون : علل الشرائع ( 1 ) : أحمد بن حاتم ( 2 ) ، عن أحمد بن محمد موسى ، عن محمد ابن حماد الشاشي ، عن الحسين بن راشد ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ربعي ، عن زرارة قال : قلت ( 3 ) : ما منع أمير المؤمنين عليه السلام أن يدعو الناس إلى نفسه ؟ . قال : خوفا أن يرتدوا . قال علي ( 4 ) : - وأحسب في الحديث - : ولا يشهدوا أن محمدا رسول الله ( ص ) .

السادس والسبعون : مناقب ابن شهرآشوب ( 2 ) : قال ضرار لهشام بن الحكم : ألا دعا علي الناس عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلى ( 3 ) الائتمام به إن كان وصيا ؟ . قال : لم يكن واجبا عليه ، لأنه قد دعاهم إلى موالاته والائتمام به النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير ويوم تبوك وغيرهما فلم يقبلوا منه ، ولو كان ذلك جائزا لجاز على آدم عليه السلام أن يدعو إبليس إلى السجود له بعد أن دعاه ربه إلى ذلك ، ثم أنه صبر كما صبر أولو العزم من الرسل . وسأل أبو حنيفة الطاقي فقال له : لم لم يطلب علي بحقه بعد وفاة الرسول إن كان له حق ؟ . قال : خاف أن يقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة ابن شعبة ! . وقيل لعلي بن ميثم : لم قعد عن قتالهم ؟ ، قال : كما قعد هارون عن السامري وقد عبدوا العجل قبلا فكان ضعيفا. قال : كان كهارون حيث يقول : [ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ] ، وكنوح عليه السلام إذ قال : [ أني مغلوب فانتصر ] ، وكلوط إذ قال : [ لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ] ، وكموسى وهارون إذ قال موسى : [ رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ]
السابع والسبعون : تفسير العياشي: عن حريز ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم سنة بني إسرائيل ، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : [ قال موسى لقومه . . . يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ] فردوا عليه - وكانوا ستمائة ألف - فقالوا : [ يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون * قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ] أحدهما يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ، قال : وهما ابن عمه فقالا : [ ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه . . ] إلى قوله : [ إنا هاهنا قاعدون ] قال : فعصى ستمائة ألف ، وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يوفنا ، فسماهم الله فاسقين ، فقال : [ لا تأس على القوم الفاسقين ] فتاهوا أربعين سنة لأنهم عصوا ، فكان حذو النعل بالنعل ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر فمكثوا أربعين حتى قام علي فقاتل من خالفه.

الثامن والسبعون : روضة الكافي : الحسين بن أحمد المدني ، عن الحسين بن عبد الله البكري ، عن عبد الله بن هشام ، عن الكلبي ، عن ميمون بن مصعب المكي بمكة قال : كنا عند أبي العباس بن سابور المكي فأجرينا حديث أهل الردة ، فذكرنا خولة الحنيفة ونكاح أمير المؤمنين عليه السلام لها فقال : أخبرني عبد الله بن الخير الحسيني ، قال : بلغني أن الباقر محمد بن علي عليهما السلام - قال - : كان جالسا ذات يوم إذ جاءه رجلان ، فقالا : يا أبا جعفر ! ألست القائل أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يرض بإمامة من تقدمه ؟ . فقال : بلى . فقالا له : هذه خولة الحنيفة نكحها من سبيهم ولم يخالفهم على أمرهم مذ حياتهم ؟ ! . فقال الباقر عليه السلام : من فيكم يأتيني بجابر عن عبد الله ؟ - وكان محجوبا قد كف بصره - فحضر وسلم على الباقر عليه السلام فرد عليه وأجلسه إلى جانبه ، فقال له : يا جابر ! عندي رجلان ذكرا أن أمير المؤمنين رضي بإمامة من تقدم عليه ، فاسألهما ما الحجة في ذلك ؟ فسألهما فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر حتى اخضلت لحيته بالدموع ، ثم قال : والله - يا مولاي - لقد خشيت أن أخرج من الدنيا ولا أسأل عن هذه المسألة ، والله إني كنت جالسا إلى جنب أبي بكر - وقد سبى بني حنيفة مع مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد - وبينهم جارية مراهقة - فلما دخلت المسجد قالت : أيها الناس ! ما فعل محمد صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : قبض . قالت : هل له بنية فقصدها ؟ قالوا : نعم هذه تربته وبنيته. فنادت وقالت : السلام عليك يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أشهد أنك تسمع صوتي وتقدر على رد جوابي ، وإننا سبينا من بعدك ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمدا رسول الله . . ثم جلست فوثبت إليها رجلان نم المهاجرين أحدهما طلحة والآخر الزبير وطرحا عليها ثوبيهما . فقالت : ما بالكم - يا معاشر الاعراب - تغيبون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم ؟ . فقيل لها : لأنكم قلتم لا نصلي ولا نصوم ولا نزكي ؟ فقال لها الرجلان اللذان طرحا ثوبيهما : إنا لغالون في ثمنك . فقالت : أقسمت بالله وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله إنه لا يملكني ويأخذ رقبتي إلا من يخبرني بما رأت أمي وهي حاملة بي ؟ وأي شئ قالت لي عند ولادتي ؟ وما العلامة التي بيني وبينها ؟ وإلا بقرت بطني بيدي فيذهب ثمني ويطالب بدمي . فقالوا لها : اذكري رؤياك حتى نعبرها لك. فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا مني ؟ . . فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما وجلسوا ، فدخل أمير المؤمنين عليه السلام وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين امرأة حنفية حرمت ثمنها على المسلمين وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي حاملة بي يملكني . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما ادعت باطلا ، أخبروها تملكوها . فقالوا : يا أبا الحسن ! ما منا من يعلم ، أما علمت أن ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض وأخبار السماء قد انقطعت من بعده . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أخبرها بغير اعتراض منكم ؟ قالوا : نعم . فقال عليه السلام : يا حنفية ! أخبرك وأملكك ؟ فقالت : من أنت أيها المجتري دون أصحابه ؟ فقال : أنا علي بن أبي طالب . فقالت : لعلك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله في صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علما للناس ؟ . فقال : أنا ذلك الرجل . قالت : من أجلك نهبنا ، ومن نحوك أتينا ، لان رجالنا قالوا لا نسلم صدقات أموالنا ولا طاعة نفوسنا إلا لمن نصبه محمد صلى الله عليه وآله فينا وفيكم علما . قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن أجركم غير ضائع ، وإن الله يوفي كل نفس ما عملت من خير . ثم قال : يا حنفية ! ألم تحمل بك أمك في زمان قحط قد منعت السماء قطرها ، والأرضون نباتها ، وغارت العيون والأنهار حتى أن البهائم كانت ترد المرعى فلا تجد شيئا ، وكانت أمك تقول لك انك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، فلما كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأن قد وضعت بك ، وأنها تقول : إنك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، وكأنك تقولين : يا أمي لا تتطيرن بي فإني حمل مبارك أنشأ منشأ مباركا صالحا ، ويملكني سيد ، وارزق منه ولدا يكون للحنفية عزا ، فقالت : صدقت . فقال عليه السلام : إنه كذلك وبه أخبرني ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله . فقالت : ما العلامة التي بيني وبين أمي ؟ . فقال لها : لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته عتبة الباب ، فلما كان بعد حولين عرضته عليك فأقررت به ، فلما كان بعد ست سنين عرضته عليك فأقررت به ، ثم جمعت بينك وبين اللوح وقالت لك : يا بنية إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ، وناهب لأموالكم ، وساب لذراريكم ، وسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من عبرك بالرؤيا وبما في هذا اللوح . فقالت : صدقت . . . يا أمير المؤمنين ( ع ) ، ثم قالت : فأين هذا اللوح ؟ فقال : هو في عقيصتك ، فعند ذلك دفعت اللوح إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فملكها والله يا أبا جعفر بما ظهر من حجته وثبت من بينته ، فلعن الله من اتضح له الحق ثم جحد حقه وفضله ، وجعل بينه وبين الحق سترا . بيان : الرجف : الزلزلة والاضطراب الشديد ، والعقيصة : الشعر المنسوج على الرأس عرضا.
 
18 أبريل 2010
61
0
0

التاسع والسبعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 58 - 63
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الامل فينسي الآخرة ، ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكن واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وإن غدا حساب ولا عمل وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة . ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصته وشيعته فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم ( عليه السلام ) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ( عليها السلام ) و رددت صاع رسول ( صلى الله عليه وآله ) كما كان ، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سد منه ، وحرمت المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ وأمرت باحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجده ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخرجه ، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الاسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار . وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال الله عز وجل : " إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان " فنحن والله عنى بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فقال تعالى : " فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ( فينا خاصة ) كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ( في ظلم آل محمد ) إن الله شديد العقاب " لمن ظلمهم رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به ووصى به نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وجحدوا كتاب الله الناطق بحقنا ومنعونا فرضا فرضه الله لنا ، ما لقي أهل بيت نبي من أمته ما لقينا بعد نبينا ( صلى الله عليه وآله ) والله المستعان على من ظلمنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

الثمانون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 93 - 94
حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي ، قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي ، قال : حدثني أبي ، قال : سئل الرضا عليه السلام عن قول النبي ( ص ) : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وعن قوله عليه السلام : دعوا لي أصحابي فقال عليه السلام : هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل قيل : وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا ؟ قال : لما يروونه : من أنه ( ص ) قال : ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء فأقول : يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : بعدا وسحقا لهم افترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل .

الحادي والثمانون : الخصال للصدوق ص 554
حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا :حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي (( لم يوثق ))، عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان ، وأبي طارق السراج ، عن عامر بن واثلة قال : كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولاعجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك ، ثم قال : نشدتكم بالله أيها النفر هل فيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله صلى الله عليه وآله لرب العالمين هديا فأشركه فيه غيري قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد اتي رسول الله صلى الله عليه وآله بطير يأكل منه ، فقال : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فجئته أنا ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع عمر يجبن أصحابه ويحبنونه قد رد راية رسول الله صلى الله عليه وآله منهزما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " لاعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح الله عليه " فلما أصبح قال : ادعوا لي عليا ، فقالوا : يا رسول الله هو رمد ما يطرف ، فقال : جيئوني به ، فلما قمت بين يديه تفل في عيني وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فأذهب الله عني الحر والبرد إلى ساعتي هذه ، وأخذت الراية فهزم الله المشركين وأظفرني بهم غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " من فارقك فارقني ومن فارقني فارق الله " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لينتهين بنو - وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " ما من مسلم وصل إلى قلبه حبي إلا كفر الله عنه ذنوبه ومن وصل حبي إلى قلبه فقد وصل حبك إلى قلبه وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنت الخليفة في الاهل والولد والمسلمين في كل غيبة ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا علي من أحبك ووالاك سبقت له الرحمة ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة " فقالت عائشة : يا رسول الله ادع الله لي ولابي لا نكون ممن يبغضه ويعاديه ، فقال صلى الله عليه وآله : " اسكتي إن كنت أنت وأبوك ممن يتولاه ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة ، وإن كنتما ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللعنة ، ولقد جئت أنت وأبوك إن كان أبوك أول من يظلمه وأنت أول من يقاتله " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي : " يا علي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ، ومنزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد " ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا علي إن الله خصك بأمر وأعطاكه ، ليس من الاعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده : الزهد في الدنيا فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك ، وهي زينة الابرار عند الله عزوجل يوم القيامة فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله ليجيئ بالماء كما بعثني فذهبت حتى حملت القربة على ظهري ومشيت بها فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني ، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني ، ثم قمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : ما حبسك عني ؟ فقصصت عليه القصة فقال : قد جاءني جبرئيل فأخبرني ، أما الريح الاولى فجبرئيل كان في ألف من الملائكة يسلمون عليك ، وأما الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلمون عليك " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم من قال له جبرئيل : " يا محمد أترى هذه المواساة من علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يكتب لرسول الله كما جعلت أكتب فأغفى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنا أرى أنه يملي علي فلما انتبه قال له : " يا علي من أملى عليك من ههنا إلى ههنا ؟ فقلت : أنت يا رسول الله ، فقال : لا ولكن جبرئيل أملاه عليك " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد نادى له مناد من السماء : " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال لي : " لولا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة " غيري ؟ فقالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزوروني فلا تأذن لاحد منهم " فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا ، ثم أذنت له ، فدخل فقال : يا رسول الله إني قد جئتك غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا فكيف علم بالعدة أعاينهم ؟ فقال له : يا علي قد صدق كيف علمت بعدتهم ؟ فقلت : اختلفت علي التحيات وسمعت الاصوات فأحصيت العدد ، قال : صدقت فإن فيك سنة من أخي عيسى ، فخرج عمر وهو يقول : ضربه لابن مريم مثلا ، فأنزل الله عزوجل : " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( قال : يضجون ) وقالواء آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي : " إن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي ليس من مؤمن إلا وفي منزله غصن من أغصانها " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " تقاتل على سنتي وتبر ذمتي " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله " تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله ورأسه في حجر جبرئيل فقال لي : " ادن من ابن عمك فأنت أولى به مني " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد وضع رسول الله صلى الله عليه واله رأسه في حجره حتى غابت الشمس ولم يصل العصر فلما انتبه رسول الله صلى الله عليه واله قال : يا علي صليت العصر ؟ قلت : لا ، فدعا رسول الله صلى الله عليه واله فردت الشمس بيضاء نقية ، فصليت ثم انحدرت . غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عزوجل رسوله أن يبعث ببراءة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال : " يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " فبعثني رسول الله صلى الله عليه واله فأخذتها من أبي بكر فمضيت بها وأديتها عن رسول الله صلى الله عليه واله وأثبت الله على لسان رسوله أني منه ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال : له رسول الله صلى الله عليه واله : " أنت إمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، والكلمة التي ألزمتها المتقين " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله : من سره أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنتي التي وعدني ربي جنات عدن ، قضيب غرسه الله بيده ، ثم قال له : كن فكان ، فليوال علي ابن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ، لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، يزول الحق معهم أينما زالوا " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " قضى فانقضى إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر منافق " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي : " أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على نوق بيض ، شراك نعالهم نور يتلألأ ، قد سهلت عليهم الموارد ، وفرجت عنهم الشدائد واعطوا الامان ، وانقطعت عنهم الاحزان حتى ينطلق بهم إلى ظل عرش الرحمن ، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب ، يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السلام فأبى أن يزوجه ، وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوجه ، فخطبت إليه فزوجني ، فجاء أبو بكر وعمر فقالا : أبيت أن تزوجنا وزوجته ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " ما منعتكما وزوجته ، بل الله منعكما وزوجه " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " فاي سبب أفضل من سببي وأي نسب أفضل من نسبي ؟ إن أبي وأبا رسول الله لاخوان وإن الحسن و الحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة ابناي ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله زوجتي سيدة نساء أهل الجنة ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " إن الله خلق الخلق ففرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين ، ثم جعلهم شعوبا فجعلني في خير شعبه ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت ، ثم اختار من أهل بيتي أنا وعليا وجعفر فجعلني خيرهم ، فكنت نائما بين ابني أبي طالب فجاء جبرئيل ومعه ملك فقال : يا جبرئيل إلى أي هؤلاء ارسلت ؟ فقال : إلى هذا ، ثم أخذ بيدي فأجلسني . غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد سد رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب المسلمين كلهم في المسجد ولم يسد بابي فجاءه العباس وحمزة وقالا : أخرجتنا وأسكنته ؟ فقال لهما : " ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، بل الله أخرجكم وأسكنه إن الله عزوجل أوحى إلى أخي موسى عليه السلام أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وهارون وابنا هارون وإن الله عزوجل أوحى إلي أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وعلي وابنا علي " غيري ؟ فقالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان علي الحوض " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه وآله نحو الغار وهم يرون أني أنا هو فقالوا : أين ابن عمك ؟ فقلت : لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي " إن الله أمرني بولاية علي فولايته ولايتي وولايتي ولاية ربي ، عهد عهده إلي ربي وأمرني أن ابلغكموه فهل سمعتم ؟ قالوا : نعم قد سمعنا قال : أما إن فيكم من يقول : قد سمعت وهو يحمل الناس على كتفيه ويعاديه قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا بهم قال : أما إن ربى قد أخبرني بهم وأمرني بالاعراض عنهم لامر قد سبق وإنما يكتفي أحدكم بما يجد لعلي في قلبه " غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة غيري ، كلهم يأخذ اللواء ثم جاء صؤاب الحبشي مولاهم ، وهو يقول : والله لا أقتل بسادتي إلا محمدا قد ازبد شدقاه واحمرتا عيناه فاتقيتموه وحدتم عنه وخرجت إليه فلما أقبل كأنه قبة مبنية ، فاختلفت أنا وهو ضربتين فقطعته بنصفين وبقيت رجلاه وعجزه و فخذه قائمة على الارض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه . غيري قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من مشركي قريش مثل قتلي ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء عمرو بن عبدود ينادي هل من مبارز ، فكعتم عنه كلكم فقمت أنا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : إلى أين تذهب ، فقلت : أقوم إلى هذا الفاسق ، فقال : إنه عمرو بن عبدود ، فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن كان هو عمرو بن - عبدود فأنا علي بن أبي طالب ، فأعاد علي عليه السلام الكلام ، وأعدت عليه ، فقال : إمض على اسم الله ، فلما قربت منه قال : من الرجل ؟ قلت : علي بن أبي طالب ، قال : كفو كريم ارجع يا ابن أخي فقد كان لابيك معي صحبة ومحادثة فأنا أكره قتلك ، فقلت له : يا عمرو إنك قد عاهدت الله ألا يخيرك أحد ثلاث خصال إلا اخترت إحديهن فقال : اعرض علي ، قلت : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، و تقر بما جاء من عند الله ، قال : هات غير هذه ، قلت : ترجع من حيث جئت ، قال : والله لا تحدث نساء قريش بهذا أني رجعت عنك ، فقلت : فأنزل فاقاتلك قال : أما هذه فنعم ، فنزل فاختلفت أنا وهو ضربتين فأصاب الحجفة وأصاب السيف رأسي وضربته ضربة فانكشف رجليه فقتله الله على يدي ، ففيكم أحد فعل هذا [ غيري ] ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد حين جاء مرحب وهو يقول : أنا الذي سمتني امي مرحب * شاك السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب فخرجت إليه فضربني وضربته وعلى رأسه نقير من جبل لم تكن تصلح على رأسه بيضة من عظم رأسه ، فقلبت النقير ووصل السيف إلى رأسه فقتلته ففيكم أحد فعل هذا ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كساء خيبريا فضمني فيه وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين ثم قال : " يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي سيد العرب " ؟ قالوا : " اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد إذ نظر إلى شئ ينزل من السماء فبادره ولحقه أصحابه فانتهى إلى سودان أربعة يحملون سريرا ، فقال لهم : ضعوا فوضعوا فقال : اكشفوا عنه فكشفوا فإذا أسود مطوق بالحديد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من هذا ؟ قالوا : غلام للرياحيين ( 3 ) كان قد أبق عنهم خبثا وفسقا فأمرونا أن ندفنه في حديده كما هو فنظرت إليه ، فقلت : يا رسول الله ما رآني قط إلا قال : " أنا والله احبك والله ما أحبك إلا مؤمن ولا أبغضك إلا كافر " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا علي لقد أثابه الله بذا ، هذا سبعون قبيلا من الملائكة كل قبيل على ألف قبيل قد نزلوا يصلون عليه ، ففك رسول الله صلى الله عليه وآله حديدته وصلى عليه ودفنه ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي : " اذن لي البارحة في الدعاء فما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه ، وما سألت لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله وأعطانيه " فقلت : الحمد لله ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففعل ما فعل فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن - الوليد - ثلاث مرات - ثم قال : اذهب يا علي فذهبت فوديتهم ثم ناشدتهم بالله هل بقي شئ ؟ فقالوا : إذ نشدتنا بالله فميلغة كلابنا وعقال بعيرنا فأعطيتهم لهما وبقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت : هذا لذمة رسول الله صلى الله عليه وآله ولما تعلمون ولما لا تعلمون و لروعات النساء والصبيان ، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال : والله ما يسرني يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه واله يقول : " يا علي لقد عرضت علي امتي البارحة فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لك ولشيعتك " ؟ فقالوا : اللهم نعم ، قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه واله قال : يا أبا بكر إذهب فاضرب عنق ذلك الرجل الذي تجده في موضع كذا وكذا فرجع ، فقال : قتلته ؟ قال : لا ، وجدته يصلي ، قال : يا عمر اذهب فاقتله فرجع ، فقال : قتلته قال : لا ، وجدته يصلي فقال : آمركما بقتله فتقولان : وجدناه يصلي ؟ ! قال : يا علي اذهب فاقتله فلما مضيت قال : إن أدركه قتله . فرجعت فقلت : يا رسول الله لم أجد أحدا فقال : صدقت أما إنك لو وجدته لقتلته ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله كما قال لي : " إن وليك في الجنة وعدوك في النار " ؟ قالوا : اللهم لا . قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت : لرسول الله صلى الله عليه واله : إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطي ، قال : يا علي اذهب فاقتله ، فقلت : يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت ، فذهبت فلما نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره ، فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه واله فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم اشهد .


الثاني والثمانون : الشقشقية

اولا : أسانيدها
- علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج 1 ص 150 :
- حدثنا محمد بن على ماجيلويه ، عن عمه محمد بن ابى القاسم ، عن احمد ابن أبى عبد الله البرقى ، عن ابيه عن ابن ابى عمير ، عن ابان بن عثمان ، عن أبان ابن تغلب عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي ابن ابى طالب " ع "
............................................................
- معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 360 :
- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدثنا عيسى بن راشد ، عن علي بن خزيمة عن عكرمة ، عن ابن عباس ،////
............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 372 :
/ 54 - أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو القاسم الدعبلي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، قال : حدثنا محمد بن سلامة الشامي ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، عن ابن عباس ،

وعن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) ، قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
............................................................
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 92 ص 505 :
، وروى الشيخ قطب الدين الراوندي قدس سره في شرحه على نهج البلاغة ( 7 ) بهذا السند : أخبرني الشيخ أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم ( 8 ) ، عن الحاجب أبي الوفا محمد بن بديع والحسين ( 9 ) بن احمد بن بديع والحسين بن احمد ( 1 ) بن عبد الرحمن ، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه الاصفهاني ، عن سليمان بن احمد الطبراني ، عن احمد بن علي الابار ، عن اسحاق ابن سعيد أبي سلمة الدمشقي ، عن خليد بن دعلج ، عن عطاء ( 2 ) بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، قال : كنا مع علي عليه السلام بالرحبة فجرى ذكر الخلافة
اقول : إن هذه الخطبة وما في معناها مما يشتمل على شكايته عليه السلام وتظلمه في أمر الامامة ، وهو محل بين الشيعة وجماعة من مخالفيهم . .

................................................................................
- الاحتجاج - الشيخ الطبرسي ج 1 ص 282 :
وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ص 69 ج 1 : حدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة " 603 " قال : قرأت على الشيخ أبي محمد بن عبد الله بن احمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة . إلى ان قال : فقلت له : أتقول انها منحولة ؟ فقال : لا والله ، واني لاعلم : صدورها منه كما اعلم : انك " مصدق " قال : فقلت له : ان كثيرا من الناس يقولون : انها من كلام الرضى رحمه الله تعالى فقال : اني للرضى ولغير الرضى هذا النفس وهذا الاسلوب ؟ قد وقفنا على رسائل الرضى وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في " خل ولا خمر " ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل ان يخلق الرضى بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها ، واعرف من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب أبو احمد ولد الرضى قلت : وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضى بمدة طويلة ، ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة احد متكلمي الامامية ، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب " الانصاف " وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضى رحمه الله تعالى موجودا .

والذي وجدناه لابي مظفر سبط ابن الجوزي ( المتوفى سنة 654 هx ) ما ذكره في تذكرته : 73 من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الانباري بإسناده عن ابن عباس ، فقال : تعرف بالشقشقية ، ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض ، وقد أتيت بها مستوفاة . . ثم ذكرها مع اختلاف ألفاظها . العقد الفريد 4 / 71 - 72 ، وهي بمضمون الشقشقية لانفسها ، فراجع . كتب أبي علي الجبائي كلها مفقودة الاثر كما صرح في ترجمته . وهو شيخ المعتزلة ، توفى سنة 303 هx كما في الفرقة الناجية للشيخ ابراهيم القطيفي . وقد حكاه عن مجلس درسه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 1 / 205 ، وهو أبو محمد عبد الله ابن احمد البغدادي المتوفى سنة 567 هx ولا نعرف له كتابا مطبوعا . الطرائف : 417 - 419 . شقشقة هدرت ثم قرت. . وشرح كثيرا من ألفاظها.
وقال الفيروز آبادي في القاموس - عند تفسيرها - : الشقشقة - بالكسر - شئ - كالرئة - يخرجه البعير من فيه إذا هاج ، والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس - لما قال: لو اطردت مقالتك من حيث افضيت - : يا بن عباس ! هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت.

وقال ابن منظور الافريقي المصري ( المتوفى سنة 711 هx ) في مادة ( شقشق ) من كتابه لسان العرب 12 / 53 : . . وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثم قرت . . إلى آخره .
وقال الميداني ( المتوفى سنة 518 هx ) في مجمع الامثال 383 [ 1 / 466 ] : ولامير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية ، لان ابن عباس رضي الله عنهما قال له حين قطع كلامه . . إلى آخره . ( 5 ) في شرحه على النهج 1 / 205 - 206 ، بتصرف يسير . ( 6 ) في المصدر : وهو الكتاب المشهور المعروف

هل هي من اختلاق الرضي :
هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية للإمام علي عليه السلام نقلها ابن أبي الحديد المعتزلي وعرفها كل من شرح نهج البلاغة وهذا سند الخطبة للمتقولين والمشككين الذين قالوا هذه الخطبة للشريف الرضي وليس للإمام علي عليه السلام . أسانيد هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية :
نقلها ابن الخشاب قبل مائتي سنة من ولادة الشريف الرضي ، وقال عبد الحميد بن أبي الحديد - ردا على من قال انها تأليف السيد الرضي - : قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي - إمام البغداديين من المعتزلة - ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق السيد الرضي بمدة طويلة ، ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الامامية ، وكان من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ، ومات قبل أن يكون الرضي موجودا . . ثم حكى عن شيخه مصدق الواسطي انه قال : لما قرأت هذه الخطبة على ....
وقال نقلها جعفر بن قبة في كتابه ( الإنصاف ) وكان أبو جعفر من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ومات قبل أن يولد الرضي .
وقال ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة أني وجدتها في كتاب الإنصاف وهو متوفى قبل ولادة الرضي . واعترف بها شيخ الأزهر - الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية .
وأكثر من أربعين عالم من الفريقين السني والشيعي شرحوا نهج البلاغة وأذعنوا بأن الخطبة الشقشقية من كلام الإمام علي عليه السلام وقال الشيخ محمد عبده : ( أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر .

وهذا نص الخطبة التي أتمنى ان يتمعن فيها الباحثون عن النجاة :
أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها (1) فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ (2) دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً (3) . وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ (4) ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ (5) ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ!
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى (6) ، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذًى، وَفي الحَلْقِ شَجاً (7) ، أَرَى تُرَاثي (8) نَهْباً، حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا (9) إِلَى فُلانٍ بَعْدَهُ. ثم تمثل بقول الاعشى:
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا (10) وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها (11) فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لَآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا (12) ! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَةٍ خَشْنَاءََ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا (13) ، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ (14) فِيهَا وَالْاِعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ (15) ، إِنْ أَشْنَقَ (16) لَهَا خَرَمَ (17) ، وَإِنْ أَسْلَسَ (18) لَهَا تَقَحَّمَ (19) ، فَمُنِيَ النَّاسُ (20) ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْطٍ (21) وَشِمَاسٍ (22) ، وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ (23) فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ, فَيَا لَلََّهِ وَلِلشُّورَى (24) ! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ (25) ! لكِنِّي أَسْفَفْتُ (26) إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا (27) رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ (28) ، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَنٍ (29) . إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ (30) بَيْنَ نَثِيلِهِ (31) وَمُعْتَلَفِهِ (32) ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ (33) مَالَ اللهِ خَضْمَ الْإِبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ (34) ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ (35) عَلَيْهِ فَتْلُهُ ، وَأَجْهَزَ (36) عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَكَبَتْ (37) بِهِ بِطْنَتُهُ (38) .

فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ (39) إِلَيَّ, يَنْثَالُونَ (40) عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الْحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ(41) ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ (42) . فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ (43) ، وَمَرَقَتْ أُخْرَى (44) ، وَقَسَطَ آخَرُونَ (45) :كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الْأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا (46) في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا (47) ! أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (48) ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ (49) ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ (50) ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا (51) عَلَى كِظَّةِ (52) ظَالِمٍ، وَلا سَغَبِ (53) مَظْلُومٍ، لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا (54) ، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ (55) ! قالوا: وقام إِليه رجل من أَهل السواد (56) عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً [قيل: إِن فيه مسائل كان يريد الإِجابة عنها] , فأَقبل ينظر فيه، [فلمّا فرغ من قراءته] قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدَتْ خُطْبَطُكَ (57) من حيث أَفضيتَ (58) ! فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاسٍ! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ (59) هَدَرَتْ (60) ثُمَّ قَرَّتْ (61) ! قال ابن عباس: فوالله ما أَسفت على كلام قطّ كأَسفي على هذه الكلام أَلاَّ يكون أَميرالمؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد. قال الشريف الرضي رضي اللّه عنه: قوله عليه السلام في هذه الخطبة: «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم» يريد: أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام وهي تنازعه رأسها خرم أنفها، وإن أرخى لها شيئاً مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها، يقال: أشنق الناقة: إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه، وشنقها أيضاً: ذكر ذلك ابن السكيت في «إصلاح المنطق». وإنما قال: «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها»، لانه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها»، فكأنه عليه السلام قال: إن رفع لها رأسها بمعني أمسكه عليها بالزمام.

الثالث والثمانون:الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 67 - 68
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، ويعقوب السراج ، عن أبي عبد الله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر فقال : الحمد لله الذي علا فاستعلى ودنا فتعالى وارتفع فوق كل منظر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وحجة الله على العالمين مصدقا للرسل الأولين وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فصلى الله وملائكته عليه وعلى آله . أما بعد أيها الناس فإن البغي يقود أصحابه إلى النار وإن أول من بغى على الله جل ذكره عناق بنت آدم وأول قتيل قتله الله عناق وكان مجلسها جريبا من الأرض في جريب وكان لها عشرون إصبعا في كل إصبع ظفران مثل المنجلين فسلط الله عز وجل عليها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا مثل البغل فقتلوها وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا وأمات هامان وأهلك فرعون وقد قتل عثمان ، ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوطة القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرن سابقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبه ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار ، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا . أزمتها فأوردتهم الجنة وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها وقيل لهم : " ادخلوها بسلام آمنين " ، ألا وقد سبقني إلى هذا الامر من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له ومن ليست له منه نوبة إلا بنبي يبعث ، ألا ولا نبي بعد محمد ( صلى الله عليه وآله ، أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم . حق وباطل ولكل أهل ، فلئن أمر الباطل لقديما فعل ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شئ فأقبل ولئن رد عليكم أمركم أنكم سعداء وما علي إلا الجهد وإني لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولو أشاء لقلت : عفا الله عما سلف ، سبق فيه الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ، شغل عن الجنة والنار أمامه ، ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس : ملك يطير بجناحيه ونبي أخذ الله بضبعيه وساع مجتهد وطالب يرجوا ومقصر في النار ، اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها يأتي الكتاب وآثار النبوة ، هلك من ادعى وخاب من افترى إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط وليس لاحد عند الامام فيهما هوادة فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم والتوبة من ورائكم ، من أبدى صفحته للحق هلك

الرابع و الثمانون: روى الكليني في الكافي بسند صحيح 8 / 212 / ح 340 :
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر ع عنهما ، فقال : يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما ، وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما ، يوصي بذلك الكبير منا الصغير ، إنهما ظلمانا حقنا ، ومنعانا فيئنا ، وكانا أول من ركب أعناقنا ، وبثقا علينا بثقا في الاسلام لا يسكر أبدا ، حتى يقوم قائمنا ، أو يتكلم متكلمنا . ثم قال : أما والله لو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ، لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ، ولكتم من أمورهما ما كان يظهر ! والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

الخامس والثمانون :الكافي [ الجزء 4 / صحيح 566 ] سند صحيح
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن الحجال هو عبد الله بن محمد الاسدي، عن عبد الصمد بن بشير ، عن حسان الجمال قال : حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال : ذلك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال : ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان و سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح فلما أن رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض : انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية : " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين " .

السادس و الثمانون: بصائر الدرجات :
أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام ، قال : قلت له : أسألك عن فلان وفلان ؟ قال : فعليهما لعنة الله بلعناته كلها ، ماتا - والله - كافرين مشركين بالله العظيم .

السابع و الثمانون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 374
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أبي داود المسترق ، عن علي ابن ميمون ، عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماما من الله ، ومن زعم أن لهما في السلام نصيبا .

الثامن و الثمانون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 374 – 375
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد عن بن أبي نصر ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله الله عز وجل : " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله" قال : يعني من اتخذ دينه رأيه ، بغير إمام من أئمة الهدى .

التاسع والثمانون : الكافي وسنده صحيح :
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضال متحير والله شانئ لاعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها ، فحنت إليها واغترت بها ، فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها ، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بغنم مع راعيها ، فحنت إليها واغترت بها ، فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك ، فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها ، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فاكلها ، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال ما ت ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله ، قد ضلوا وأضلوا ، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد .

التسعون : الحديث الثاني و السبعون:الكافي [ الجزء 1 / صفحة 374 ] سند صحيح
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " قال : هم والله أولياء فلان وفلان ، اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، فلذلك قال " ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هو بخارجين من النار " ثم قال أبو جعفر عليه السلام : هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم .

الحادي والتسعون : و الثمانون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 23 - 27وسنده صحيح
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم مولى ابن هبيرة وناس من رؤسائهم وذلك حدثان قتل الوليد واختلاف أهل الشام بينهم فتكلموا وأكثروا و خطبوا فأطالوا فقال لهم أبو عبد الله عليه السلام : إنكم قد أكثرتم علي فأسندوا أمركم إلى رجل منكم وليتكلم بحججكم ويوجز ، فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد ، فتكلم فأبلغ وأطال ، فكان فيما قال أن قال : قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله عز وجل بعضهم ببعض وشتت الله أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان بايعنا فهو منا وكنا منه ومن اعتزلنا كففنا عنه ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه ورده إلى الحق وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فإنه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك ، فلما فرغ قال أبو عبد الله عليه السلام : أكلكم على مثل ما قال عمرو ؟ قالوا : نعم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال : إنما نسخط إذا عصي الله فأما إذا أطيع رضينا ، أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها وولتك بغير قتال ولا مؤونه وقيل لك : ولها من شئت من كنت توليها ؟ قال : كنت أجعلها شورى بين المسلمين قال : بين المسلمين كلهم ؟ قال : نعم ، قال : بين فقهائهم وخيارهم ؟ قال : نعم ، قال : قريش وغيرهم ؟ قال : نعم ، قال : والعرب والعجم ؟ قال : نعم ، قال : أخبرني يا عمرو أتتولى أبا بكر وعمر أو تتبرء منهما ؟ قال : أتولاهما ، فقال : فقد خالفتهما ما تقولون أنتم تتولونهما أو تتبرؤون منهما ، قالوا : نتولاهما . قال : يا عمرو إن كنت رجلا تتبرء منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما وإن كنت تتولاهما فقد خالفتهما قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور فيه أحدا ثم ردها أبو بكر عليه ولم يشاور فيه أحدا ثم جعلها عمر شورى بين ستة وأخرج منها جميع المهاجرين والأنصار غير أولئك الستة من قريش وأوصى فيهم شيئا لا أراك ترضى به أنت ولا أصحابك إذ جعلتها شورى بين جميع المسلمين ، قال : وما صنع ؟ قال : أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام وأن يشاور أولئك الستة ليس معهم أحد ابن عمر يشاورونه وليس له من الأمر شئ وأوصى من بحضرته من المهاجرين والأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا أو يبايعوا رجلا أن يضربوا أعناق أولئك الستة جميعا فإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان أن يضربوا أعناق الاثنين أفترضون بهذا أنتم فيما تجعلون من الشورى في جماعة من المسلمين قالوا : لا . ثم قال : يا عمرو دع ذا أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثم اجتمعت لكم الأمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضتم إلى المشركين الذين لا يسلمون ولا يؤدون الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله في المشركين في حروبه ؟ قال : نعم ، قال : فتصنع ماذا ؟ قال : ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية . قال : وإن كانوا مجوسا ليسوا بأهل الكتاب ؟ قال : سواء ، قال : وإن كانوا مشركي العرب وعبدة الأوثان ؟ قال : سواء ، قال : أخبرني عن القرآن تقرؤه ؟ قال : نعم ، قال : اقرأ ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (فاستثناء الله عز وجل واشتراطه من الذين أوتوا الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء ؟ قال : نعم ، قال عمن أخذت ذا ؟ قال : سمعت الناس يقولون ، قال : فدع ذا ، فإن هم أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة ؟ قال : اخرج الخمس وأقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليه . قال : أخبرني عن الخمس من تعطيه ؟ قال : حيثما سمى الله ، قال : فقرأ ) واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ( قال : الذي للرسول من تعطيه ؟ ومن ذو القربى قال : قد اختلف فيه الفقهاء فقال بعضهم : قرابة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته ، وقال بعضهم : الخليفة ، وقال بعضهم : قرابة الذين قاتلوا عليه من المسلمين ، قال : فأي ذلك تقول أنت ؟ قال : لا أدري ، قال : فأراك لا تدري فدع ذا . ثم قال : أرأيت الأربعة أخماس تقسمها بين جميع من قاتل عليها ؟ قال : نعم ، قال : فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في سيرته بيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم فأسألهم فإنهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا على إن دهمه من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم وليس لهم في الغنيمة نصيب وأنت تقول بين جميعهم فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته في المشركين ومع هذا ما تقول في الصدقة ؟ فقرأ عليه الآية : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها . . إلى آخر الآية (قال : نعم ، فكيف تقسمها ؟ قال : اقسمها على ثمانية أجزاء فاعطي كل جزء من الثمانية جزءا ، قال : وإن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف منهم رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثة جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف ؟ قال : نعم ، قال : وتجمع صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء ؟ قال : نعم ، قال : فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ولا يقسمه بينهم بالسوية وإنما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى وليس عليه في ذلك شئ موقت موظف وإنما يصنع ذلك بما يرى على قدر من يحضره منهم فإن كان في نفسك مما قلت شئ فالق فقهاء أهل المدينة فإنهم لا يختلفون في أن رسول الله صلى الله عليه وآله كذا كان يصنع . ثم أقبل على عمرو بن عبيد فقال له : اتق الله وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف


الثاني والتسعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 415
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " لتركبن طبقا عن طبق " قال : يا زرارة أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان .

الثالث و التسعون: - الكافي ج1 ص 377
أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن الفضيل، عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال جاهلية كفر ونفاق وضلال.

الرابع و التسعون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 189 - 190
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان ، عن سدير قال : كنا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال رجل من القوم : أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : ومن كان بقي من بني هاشم إنما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل وكانا من الطلقاء أما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما.

الخامس و التسعون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 296 - 297
حدثنا محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى . عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام إن الناس يفزعون إذا قلنا : إن الناس ارتدوا ، فقال : يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أهل جاهلية ، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية ، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم

السادس و التسعون:. الكافي ج8 ص 297
حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان ، عن أبي جعفر الأحول : والفضيل بن يسار ، عن زكريا النقاض . عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلة من اتبع هارون عليه السلام ومن اتبع العجل وإن أبا بكر دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإن عمر دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإن عثمان دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإنه ليس من أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه ومن رفع راية ضلال فصاحبها طاغوت .

السابع و التسعون: الكشي : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع ! وذلك قول الله عز وجل : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم…..

الثامن والتسعون : الكشي : علي بن محمد القتيبي النيشابوري ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية استراباد ، قال : حدثني أبو الخير ، عن عمرو بن عثمان الخزاز ، عن رجل عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام وفي رقبته حبل إلى زريق ! ! ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ، ثم قال : ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية ، وقال مقداد : لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل ، وقال سلمان : مولانا أعلم بما هو فيه .
التاسع و التسعون: مستدرك الوسائل الجزء 2 صفحة 290
عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : " قالت فاطمة لعلي عليهما السلام : ان لي إليك حاجة يا أبا الحسن ، فقال : تقضى يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله : فقالت أنشدتك بالله ، وبحق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله : أن لا يصلي علي فلان وفلان "
ومعه هذا :
عن جعفر بن محمد عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : " لما حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة بكت فقال لها : لا تبكي ، فوالله ان ذلك لصغير عندي في ذات الله ، قال : وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل "

المائة : الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق، عن علي ابن ميمون، عن ابن ابي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في السلام نصيبا.

الواحد بعد المائة : الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 163 - 166
حدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان ابن سليمان ، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح ، عن علقمة ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وقد قلت له : يا بن رسول الله ، أخبرني من تقبل شهادته ومن لا تقبل شهادته . فقال : يا علقمة ، كل من كان على فطرة الاسلام جازت شهادته . قال : فقلت له : تقبل شهادة المقترف للذنوب ؟ فقال : يا علقمة ، لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق ، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان ، فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنبا ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان . ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من اغتاب مؤمنا بما فيه ، لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه ، فقد انقطعت العصمة بينهما ، وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير . قال علقمة : فقلت للصادق عليه السلام : يا بن رسول الله ، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا . فقال عليه السلام: يا علقمة ، إن رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه عليهم السلام ؟ ألم ينسبوا يوسف عليه السلام إلى أنه هم بالزنا ؟ ألم ينسبوا أيوب عليه السلام إلى أنه ابتلى بذنوبه ؟ ألم ينسبوا داود عليه السلام إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها ؟ وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها ؟ ألم ينسبوا موسى عليه السلام إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها ؟ ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا ؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران عليهما السلام إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف ؟ ألم ينسبوا نبينا محمدا صلى الله عليه وآله إلى أنه شاعر مجنون ؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه ؟ ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء ؟ حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه صلى الله عليه وآله من الخيانة ، وأنزل بذلك في كتابه : وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ، ألم ينسبوه إلى أنه صلى الله عليه وآله ينطق عن الهوى في ابن عمه علي عليه السلام ؟ حتى كذبهم الله عز وجل ، فقال سبحانه : وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله : إنه رسول من الله إليهم ؟ حتى أنزل الله عز وجل عليه : ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ، ولقد قال يوما : عرج بي البارحة إلى السماء . فقيل : والله ما فارق فراشه طول ليلته . وما قالوا في الأوصياء عليهم السلام أكثر من ذلك ، ألم ينسبوا سيد الأوصياء عليه السلام إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون ، وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها ، وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه ؟ ألم ينسبوه إلى أنه عليه السلام أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله شكاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ، ألا إن فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن سرها فقد سرني ، ومن غاظها فقد غاظني ؟ ثم قال الصادق عليه السلام : يا علقمة ، ما أعجب أقاويل الناس في علي عليه السلام ! كم بين من يقول : إنه رب معبود ، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود ! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية . يا علقمة ، ألم يقولوا لله عز وجل : إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه ؟ ألم يقولوا : إنه الدهر ؟ ألم يقولوا : إنه الفلك ؟ ألم يقولوا : إنه جسم ؟ ألم يقولوا : إنه صورة ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . يا علقمة ، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه ! فاستعينوا بالله واصبروا ، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، فقال الله عز وجل : قل لهم يا موسى : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون .

الثاني بعد المائة : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 190 - 192
العلة التي من أجلها أمر خالد بن الوليد بقتل أمير المؤمنين " ع "
أبى رحمه الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله " ع " قال : لما منع أبو بكر فاطمة عليها السلام فدكا وأخرج وكيلها جاء أمير المؤمنين " ع " إلى المسجد وأبو بكر جالس وحوله المهاجرون والأنصار فقال يا أبا بكر لم منعت فاطمة عليها السلام ما جعله رسول الله صلى الله عليه وآله لها ووكيلها فيه منذ سنين ؟ فقال أبو بكر : هذا فئ للمسلمين فإن أتت بشهود عدول وإلا فلا حق لها فيه قال يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف ما تحكم في المسلمين ؟ قال ، لا قال أخبرني لو كان في يد المسلمين شئ فادعيت انا فيه ممن كنت تسأل البينة ؟ قال إياك كنت أسأل قال فإذا كان في يدي شئ فادعى فيه المسلمون تسألني فيه البينة ؟ قال فسكت أبو بكر ، فقال عمر هذا فئ للمسلمين ولسنا من خصومتك في شئ ، فقال أمير المؤمنين " ع " لأبي بكر يا أبا بكر تقر بالقرآن ؟ قال بلى ، قال فأخبرني عن قول الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا أفينا أو في غيرنا نزلت ؟ قال فيكم ، قال فأخبرني لو أن شاهدين من المسلمين شهدا على فاطمة عليها السلام بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين ، قال كنت اذن عند الله من الكافرين قال ولم ؟ قال لأنك كنت ترد شهادة الله وتقبل شهادة غيره لان الله عز وجل قد شهد لها بالطهارة فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين ، قال فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا ، فلما رجع أبو بكر إلى منزله بعث إلى عمر فقال ويحك يا بن الخطاب اما رأيت عليا وما فعل بنا والله لئن قعد مقعدا آخر ليفسدن هذا الامر علينا ولا نتهنأ بشئ ما دام حيا قال عمر : ماله إلا خالد بن الوليد فبعثوا إليه فقال له أبو بكر نريد أن نحملك على أمر عظيم قال احملني على ما شئت ولو على قتل علي ، قال فهو قتل علي ، قال فصر بجنبه فإذا أنا سلمت فاضرب عنقه فبعثت أسماء بنت عميس وهي أم محمد بن أبي بكر خادمتها فقالت اذهبي إلى فاطمة فاقرئيها السلام فإذا دخلت من الباب فقولي ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إني لك من الناصحين فإن فهمتها وإلا فأعيديها مرة أخرى فجاءت فدخلت وقالت ان مولاتي تقول : يا بنت رسول الله كيف أنتم ، ثم قرأت هذه الآية ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك الآية فلما أرادت ان تخرج قرأتها فقال لها أمير المؤمنين اقرأي مولاتك منى السلام وقولي لها ان الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون إن شاء الله ، فوقف خالد بن الوليد بجنبه فلما أراد ان يسلم لم يسلم وقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال أمير المؤمنين " ع " ما هذا الامر الذي أمرك به ثم نهاك قبل ان يسلم : قال أمرني بضرب عنقك وإنما امرني بعد التسليم ، فقال أو كنت فاعلا ؟ فقال إي والله لو لم ينهنى لفعلت ، قال : فقام أمير المؤمنين " ع " فاخذ بمجامع ثوب خالد ثم ضرب به الحائط وقال لعمر : يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف جندا وأقل عددا .

الثالث بعد المائة : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 31 - 33
محمد بن علي بن معمر ، عن محمد بن علي قال : حدثنا عبد الله بن أيوب الأشعري عن عمر والأوزاعي ، عن عمرو بن شمر ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الهيثم بن التيهان أن أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس بالمدينة فقال : الحمد لله الذي لا إله إلا هو ، كان حيا بلا كيف ولم يكن له كان ، ولا كان لكانه كيف ، ولا كان له أين ، ولا كان في شئ ، ولا كان على شئ ولا ابتدع لكانه مكانا ، ولا قوي بعد ما كون شيئا ، ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ، ولا يشبه شيئا ، ولا كان خلوا عن الملك قبل إنشائه ، ولا يكون خلوا منه بعد ذهابه ، كان إلها حيا بلا حياة ، ومالكا قبل أن ينشئ شيئا ، ومالكا بعد إنشائه للكون ، وليس يكون لله كيف ولا أين ولا حد يعرف ، ولا شئ يشبهه ، ولا يهرم لطول بقائه ، ولا يضعف لذعرة ، ولا يخاف كما تخاف خليقته من شئ ولكن سميع بغير سمع ، وبصير بغير بصر ، وقوي بغير قوة من خلقه ، لا تدركه حدق الناظرين ولا يحيط بسمعه سمع السامعين ، إذا أراد شيئا كان بلا مشورة ولا مظاهرة ولا مخابرة ولا يسأل أحدا عن شئ من خلقه أراده ، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فبلغ الرسالة وأنهج الدلالة صلى الله عليه وآله أيها الأمة التي خدعت فانخدعت وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت واتبعت أهواءها وضربت في عشواء غوايتها وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه وشربتم الماء بعذوبته وادخرتم الخير من موضعه وأخذتم الطريق من واضحه وسلكتم من الحق نهجه لنهجت بكم السبل وبدت لكم الاعلام وأضاء لكم الاسلام فأكلتم رغدا وما عال فيكم عائل ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد ولكن سلكتم سبيل الظلام فأظلمت عليكم دنياكم برحبها وسدت عليكم أبواب العلم فقلتم بأهوائكم واختلفتم في دينكم فأفتيتم في دين الله بغير علم واتبعتم الغواة فأغوتكم وتركتم الأئمة فتركوكم ، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم إذا ذكر الامر سألتم أهل الذكر فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه ؟ رويدا عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم ووصي نبيكم وخيرة ربكم ولسان نوركم والعالم بما يصلحكم ، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم وما نزل بالأمم قبلكم وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم ، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غدا تصيرون ، أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعداؤكم لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق فكان أرتق للفتق و آخذ بالرفق ، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين قال ثم خرج من المسجد فمر بصيرة فيها نحو من ثلاثين شاة ، فقال : والله لو أن لي رجالا ينصحون لله عز وجل ولرسوله بعدد هذه الشياه لا زلت أبن أكلة الذبان عن ملكه . قال : فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام :اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين ، وحلق أمير المؤمنين عليه السلام فما وافى من القوم محلقا إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وجاء سلمان في آخر القوم ، فرفع يده إلى السماء فقال : اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون ، اللهم فإنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى عليك شئ في الأرض ولا في السماء ، توفني مسلما وألحقني بالصالحين ، أما والبيت والمفضي إلى البيت وفي نسخة والمزدلفة والخفاف إلى التجمير لولا عهد عهده إلي النبي الأمي صلى الله عليه وآله لأوردت المخالفين خليج المنية ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت وعن قليل سيعلمون

الرابع بعد المائة : قرب الاسناد - الحميري القمي - ص 57
وعنه ، عن صفوان الجمال قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : " لما نزلت هذه الآية في الولاية ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالدوحات في غدير خم فقمن ، ثم نودي : الصلاة جامعة ، ثم قال . أيها الناس ، من كنت مولاه فعلي مولاه ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه ، وعاد من عاداه . ثم أمر الناس يبايعون عليا ، فبايعه لا يجئ أحد إلا بايعه ، لا يتكلم منهم أحد . ثم جاء زفر وحبتر ، فقال له : يا زفر ، بايع عليا بالولاية . فقال : من الله ، أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله ؟ . ثم جاء حبتر فقال : بايع عليا بالولاية . فقال : من الله أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله . ثم ثنى عطفه ملتفتا فقال لزفر : لشد ما يرفع بضبع ابن عمه ".

الخامس بعد المائة : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 318 - 327
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين أبي العلاء الخفاف ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي صلى الله عليه وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : أنا محمد أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت ، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا : الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا وبقي معه علي عليه السلام وسماك بن خرشة أبو دجانة رحمه الله فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا أبا دجانة انصرف وأنت في حل من بيعتك ، فأما علي فأنا هو وهو أنا فتحول وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وبكى وقال : لا والله ورفع رأسه إلى السماء وقال : لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي إني بايعتك فإلى من أنصرف يا رسول الله إلى زوجة تموت أو ولد يموت أو دار تخرب ومال يفنى وأجل قد اقترب ، فرق له النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه وعلي عليه السلام في وجه فلما أسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتي ؟ قال : نعم ، وقال له النبي صلى الله عليه وآله خيرا ، وكان الناس يحملون على النبي صلى الله عليه وآله الميمنة فيكشفهم علي عليه السلام فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فطرحه بين يديه وقال : هذا سيفي قد تقطع فيومئذ أعطاه النبي صلى الله عليه وآله ذا الفقار ولما رأى النبي صلى الله عليه وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال : يا رب وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك فأقبل علي ( عليه السلام ) إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله أسمع دويا شديدا وأسمع أقدم حيزوم وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه ؟ فقال هذا جبرئيل وميكائيل و إسرافيل في الملائكة ثم جاء جبرئيل ( عليه السلام ) فوقف إلى جنب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد إن هذه لهي المواساة فقال : إن عليا مني وأنا منه فقال جبرئيل : وأنا منكما ، ثم انهزم الناس فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي أمض بسيفك حتى تعارضهم فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة فأتاهم علي ( عليه السلام ) فكانوا على القلاص ، فقال أبو سفيان لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ما تريد هوذا نحن ذاهبون إلى مكة فانصرف إلى صاحبك فأتبعهم جبرئيل ( عليه السلام ) فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في السير وكان يتلوهم فإذا ارتحلوا قالوا : هوذا عسكر محمد قد أقبل فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر وجاء الرعاة و الحطابون فدخلوا مكة فقالوا : رأينا عسكر محمد كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم ، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه ورحل النبي ( صلى الله عليه وآله ) والراية مع علي ( عليه السلام ) وهو بين يديه فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي ( عليه السلام ) أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل ، فقال صاحب الكلام الذي قال : " الآن يسخر بنا وقد هزمنا " : هذا علي والراية بيده حتى هجم عليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم وخرج الرجال إليه يلوذون به و يثوبون إليه والنساء نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور وجززن النواصي وخرقن الجيوب وحرمن البطون على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلما رأينه قال لهن خيرا وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن وقال : إن الله عز وجل وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها وأنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا - الآية - " .

السادس بعد المائة : قرب الاسناد - الحميري القمي - ص 60 - 61
وعنه ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " كانت امرأة من الأنصار تدعى حسرة تغشى آل محمد وتحن ، وإن زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم وأحدث بهم عهدا ، فقالا : ويلك ، إنه ليس لهم حق ، إنما كان هذا على عهد رسول الله . فانصرفت حسرة ولبثت أياما ثم جاءت ، فقالت لها أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله : ما أبطأ بك عنا يا حسرة ؟ فقالت : استقبلني زفر وحبتر فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟ فقلت : أذهب إلى آل محمد ، فأقضي من حقهم الواجب . فقالا : إنه ليس لهم حق ، إنما كان هذا على عهد النبي صلى الله عليه وآله . فقالت أم سلمة : كذبا - لعنهما الله - لا يزال حقهم واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة ".

السابع بعد المائة : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 113 - 117
أخبرنا محمد بن عبد الله والمعافا بن زكريا والحسن بن علي ابن الحسن الرازي ، قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال حدثني محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي ، قال حدثنا أحمد بن منيع ، عن يزيد بن هارون ، قال حدثنا مشيختنا وعلماؤنا عن عبد القيس ، قالوا : لما كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب عليه السلام حتى وقف بين الصفين وقد أحاطت بالهودج بنو ضبة ، فنادى : أين طلحة وأين الزبير ، فبرز له الزبير ، فخرجا حتى التقا بين الصفين فقال : يا زبير ما الذي حملك على هذا ؟ قال : الطلب بدم عثمان . فقال عليه السلام : قاتل الله أولانا بدم عثمان ، أما تذكر يوما كنا في بني بياضه [ فاستقبلنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئ عليه] فضحكت إليك وضحكت إلي فقلت : يا رسول الله إن عليا لا يبركه زهو . فقال عليه السلام : ما به زهو ولكنك لتقاتله يوما وأنت له ظالم. قال : نعم ولكن كيف أرجع الآن ؟ إنه لهو العار . قال : ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار . قال : كيف أدخل النار وقد شهد لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة . قال : متى ؟ قال : سمعت سعيد بن زيد يحدث عثمان بن عفان في خلافته أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : عشرة في الجنة . قال : ومن العشرة ؟ قال : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأنا ، وطلحة ، حتى عد تسعة ، قال : فمن العاشر ؟ قال : أنت . قال : أما أنت فقد شهدت لي بالجنة ، وأما أنا فلك ولأصحابك من الجاحدين ، ولقد حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك الجحيم ، على ذلك التابوت صخرة إذا أراد الله عز وجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة . قال : فرجع الزبير وهو يقول : نادى علي بصوت لست أجهله قد كان عمر أبيك الحق من حين فقلت حسبك من لومي أبا حسن * فبعض ما قلته ذا اليوم يكفيني فاخترت عارا على نار مؤححة * أنا بقوم لها خلو من الطين فاليوم أرجع من غي إلى رشد * ومن مغالطة البغضان إلى اللين ثم حمل علي عليه السلام على بني ضبة ، فما رأيتهم إلا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، ثم أخذت المرأة فحملت إلى قصر بني حلف فدخل علي والحسن والحسين وعمار وزيد وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، ونزل أبو أيوب في بعض دور الهاشمين ، فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ أهل البصرة ، فدخلنا إليه وسلمنا عليه وقلنا : إنك قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببدر واحد المشركين ، والآن جئت تقاتل المسلمين . فقال : والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي إنك تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، مع علي بن أبي طالب عليه السلام . قلنا : الله إنك سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي . قال : سمعته يقول : علي مع الحق والحق معه ، وهو الإمام والخليفة بعدي ، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وابناه الحسن والحسين سبطاي من هذه الأمة ، إمامان إن قاما أو قعدا ، وأبوهما خير منهما ، والأئمة بعد الحسين تسعة من صلبه ، ومنهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله ، ويفتح حصون الضلالة .


الثامن بعد المائة : مجموعة آثار نوردها في نقطة واحدة من بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 27 ص 57 :
تفسير العيا شى : عن سعدان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) قال : حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما .
بيان : من حبهما ، أي من حب أبي بكر وعمر ، فالمراد بقوله : ( لمن يشاء ) الشيعة ، كما ورد في الاخبار الكثيرة .

تفسير العياشي : عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله وأما من لا يعرف الله كانما يعبد غيره هكذا ضالا ، قلت : أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال : يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والايتمام به وبأئمة الهدى من بعده ، والبراءة إلى الله من عدوهم ، وكذلك عرفان الله . قال : قلت : أصلحك الله أي شئ إذا عملته أنا استكملت حقيقة الايمان ؟ قال : توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله ، قال : قلت : ومن أولياء الله ؟ فقال : أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الامر إلينا ثم ابني جعفر ، وأومأ إلى جعفر وهو جالس ، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما أمره الله . قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الاوثان الاربعة ، قال : قلت : من هم ؟ قال : أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان دينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله .
بيان : قوله : هكذا ، كأنه عليه السلام أشار إلى الخلف أو إلى اليمين والشمال ، أي حاد عن الطريق الموصل إلى النجاة فلا يزيده كثرة العمل إلا بعدا عن المقصود كمن ضل عن الطريق ، وأبو الفصيل أبو بكر لان الفصيل والبكر متقاربان في المعنى ، ورمع مقلوب عمر ، ونعثل هو عثمان كما صرح به في كتب اللغة .

مجمع النورين- الشيخ أبو الحسن المرندي ص 103 :
وعز أبي علي الخراساني عن مولا لعلي بن الحسين قال كنت معه ( ع ) في بعض خلواته فقلت أن لي عليك حقا ألا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر فقال كافران كافر من أحبهما
وعن أبي حمزة الثمالي قال قلت لعلي بن الحسين وقد خلا اخبرني عن هذين الرجلين قال هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميزاننا وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما لا غفر الله لهما ولا رحمهما كافران كافر من توليهما


ورووا عن قدامة بن سعد الثقفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر ، فقال : أدركت أهل بيتي وهم يعيبونهما .
وعن سلام بن سعيد المخزومي ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل : من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض ، ومن تولى عدونا ، ومن تولى أبا بكر وعمر .
وعنه عليه السلام ، - وسئل عن أبي بكر وعمر ، فقال - : هما أول من ظلمنا ، وقبض حقنا ، وتوثب على رقابنا ، وفتح علينا باب لا يسده شئ إلى يوم القيامة ، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيانا .
وعن سالم بن أبي حفصة ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ، فقلت : أئمتنا وسادتنا نوالي من واليتم ، ونعادي من عاديتم ، ونبرأ من عدوكم . فقال : بخ بخ يا شيخ ! إن كان لقولك حقيقة . قلت : جعلت فداك ، إن له حقيقة . قال : ما تقول في أبي بكر وعمر ؟ . قال : إماما عدل رحمهما الله ؟ .
قال : يا شيخ ! والله لقد أشركت في هذا الامر من لم يجعل الله له فيه نصيبا .

وعن فضيل الرسان ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : مثل أبي بكر وشيعته مثل فرعون وشيعته ، ومثل علي وشيعته مثل موسى وشيعته .
ورووا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا . . ) ، قال : أسر إليهما أمر القبطية ، وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الامة من بعده ظالمين فاجرين غادرين .
ورووا عن عبيد بن سليمان النخعي ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن ابن أخيه الارقط ، قال : قلت لجعفر بن محمد : يا عماه ! إني أتخوف علي وعليك الفوت أو الموت ، ولم يفرش لي أمر هذين الرجلين ؟ .
فقال لي جعفر عليه السلام : إبرأ منهما ، برئ الله ورسوله منهما .

وعن عبد الله بن سنان ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال : قال لي : أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهما .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 52 ص 386 :
وباسناده ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قدم القائم عليه السلام وثب أن يكسر الحائط الذي على القبر فيبعث الله تعالى ريحا شديدة وصواعق ورعودا حتى يقول الناس : إنما ذا لذا ، فيتفرق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه أحد ، فيأخذ المعول بيده ، فيكون أول من يضرب بالمعول ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضرب المعول بيده ، فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدر سبقهم إليه ، فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين رطبين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما ويحرقهما ثم يذريهما في الريح .


تفسير العياشي: عن ابن نباتة قال : كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل ، فجاء رجل حتى وقف بين يديه فقال : يا أمير المؤمنين ! كبر القوم وكبرنا ، وهلل القوم وهللنا ، وصلى القوم وصلينا ، فعلام نقاتلهم ؟ ! فقال : على هذه الآية : [ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منها من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ] فنحن الذين من بعدهم [ من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ] فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا ، فقال الرجل : كفر القوم ورب الكعبة ، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.

التاسع بعد المائة : الكراجكي في كنز الفوائد ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها ، ثم قال : يا فاطمة ! أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين ، يا فاطمة ! لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربة شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا .
العاشر بعد المائة : بصائر الدرجات:
سلمة ، عن أحمد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سليمان ، عن يقطين الجواليقي ، عن قلقلة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : إن الله خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجد أخضر ، وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل ، وخلق خلفه خلقا لم يفرض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة وزكاة ، وكلهم يعلن رجلين من هذه الأمة . . وسماهما .
أحمد بن الحسين ، عن علي بن رئاب عن عبيد الله الدهقان ، عن أبي الحسن عليه السلام . . مثله .

الحادي عشر بعد المائة : الكافي :
علي ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل وغيره ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل : * ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) * يعني والله فلانا وفلانا ، * ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) * يعني والله النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام ، مما صنعوا ، يعني لو جاؤوك بها يا علي * ( فاستغفروا الله ) * مما صنعوا * ( واستغفروا لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) * ، * ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) * فقال أبو عبد الله عليه السلام : هو - والله - علي بعينه * ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ) * على لسانك يا رسول الله ، يعني به من ولاية علي عليه السلام ، * ( ويسلموا تسليما ) * (لعلي عليه السلام .

تبيان : قوله تعالى : * ( فأعرض عنهم ) *. . أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم ، أو عن قبول معذرتهم ، وفي بعض النسخ : وما أرسلناك رسولا إلا لتطاع . . فتكون قراءتهم عليهم السلام هكذا . قوله عليه السلام : يعني والله النبي ( ص ) . . أي المراد بالرسول في قوله تعالى : * ( واستغفر لهم الرسول ) * النبي صلى الله عليه وآله ، والمخاطب في قوله جاؤوك ، علي عليه السلام ، ولو كان المخاطب الرسول صلى الله عليه وآله لكان الأظهر أن يقول : واستغفرت لهم ، وفي بعض نسخ تفسير العياشي: يعني والله عليا عليه السلام ، وهو أظهر . قوله عليه السلام : هو والله على . . أي المخاطب ، أو المعنى أن المراد بما شجر بينهم ما شجر بينهم في أمر علي عليه السلام وخلافة ، والأول أظهر . قوله عليه السلام : مما قضيت على لسانك . .
الثاني عشر بعد المائة : ثواب وعقاب الاعمال للشيخ الصدوق عليه الرحمة طبعة منشورات الرضي – قم
ص208 - باب عقاب الناصب والجاحد لأمير المؤمنين (ع) والشاك فيه والمنكر له

أبيرحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عابد عن أبي حذيفة [خديجة] عن أبي عبد الله (ع) قال يؤتى يوم القيامة بإبليس مع مضل هذه الأمة في زمامين غلظهما مثل جبل أحد فيسحبان على وجوههما فينسد بهما باب من أبواب النار. والسند صحيح


الثالث عشر بعد المائة : كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 539 - 541
وبهذا الاسناد ، عن عبد الله الأصم ، عن عبد الله بن بكير الأرجاني ، قال : صحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة من المدينة ، فنزلنا منزلا يقال له : عسفان ، ثم مررنا بجبل اسود عن يسار الطريق موحش ، فقلت له : يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا ، فقال لي : يا بن بكير أتدري اي جبل هذا ، قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له الكمد ، وهو على واد من أودية جهنم ، وفيه قتلة أبي الحسين ( عليه السلام ) ، استودعهم فيه ، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم ، وما يخرج من جب الجوى ، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من اثام ، وما يخرج من طينة الخبال ، وما يخرج من جهنم ، وما يخرج من لظي ومن الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الحميم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير ، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان إلي ، واني لأنظر إلى قتلة أبي وأقول لهما : هؤلاء فعلوا ما أسستما ، لم ترحمونا إذ وليتم ، وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقنا ، واستبددتم بالامر دوننا ، فلا رحم الله من يرحمكما ، ذوقا وبال ما قدمتما ، وما الله بظلام للعبيد ، وأشدهما تضرعا واستكانة الثاني ، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي ، وربما طويت الجبل الذي هما فيه ، وهو جبل الكمد . قال : قلت له : جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع ، قال : اسمع أصواتهما يناديان : عرج علينا نكلمك فانا نتوب ، واسمع من الجبل صارخا يصرخ بي : اجبهما ، وقل لهما : اخسؤوا فيها ولا تكلمون . قال : قلت له : جعلت فداك ومن معهم ، قال : كل فرعون عتى على الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علم العباد الكفر . فقلت : من هم ، قال : نحو بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة ، ونحو نسطور الذي علم النصارى ان المسيح ابن الله ، وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسى الذي قال : انا ربكم الاعلى ، ونحو نمرود الذي قال : قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء ، وقاتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن والحسين عليهما السلام ، فاما معاوية وعمرو فما يطمعان في الخلاص ، ومعهم كل من نصب لنا العداوة ، وأعان علينا بلسانه ويده وماله .



الرابع عشر بعد المائة : بصائر الدرجات ، ص 294
حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم بن مسكين عن ابن عمارة عن أبي عبدالله وعثمان بن عيسى عن أبان بن تغلب عن أبي عبدالله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام لقي أبا بكر فاحتج عليه ثم قال له اما ترضى برسول الله صلى الله عليه وآله بيني وبينك قال فكيف لي به ، فاخذه بيده واتي مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله فيه فقضى على أبى بكر فرجع أبوبكر مذعورا فلقي عمر فأخبره فقال مالك اما علمت سحر بني هاشم


الخامس عشر بعد المائة : بصائر الدرجات ، ص 296
حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن موسى عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السلام قال لقي أمير المؤمنين عليه السلام أبابكر في بعض سكك المدينة فقال له ظلمت وفعلت ، فقال له ومن يعلم ذلك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال وكيف لي برسول الله صلى الله عليه وآله حتى يعلم ذلك لو اتاني في المنام فأخبرني لقبلت ذلك ، قال علي عليه السلام فانا أدخلك على رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد قبا ، قال فادخله مسجد قبا فإذا برسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد قبا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين عليه السلام فخرج من عنده فلقيه عمر فأخبره بذلك فقال له اسكت اما عرفت سحر بن عبدالمطلب

السادس عشر بعد المائة : الكافي 5/24
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عُتْبَةَ الْهَاشِمِيِّ قَالَ كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) بِمَكَّةَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أُنَاسٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ وَ حَفْصُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ وَ نَاسٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَ ذَلِكَ حِدْثَانُ قَتْلِ الْوَلِيدِ وَ اخْتِلَافِ أَهْلِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ فَتَكَلَّمُوا وَ أَكْثَرُوا وَ خَطَبُوا فَأَطَالُوا فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فَأَسْنِدُوا أَمْرَكُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ وَ لْيَتَكَلَّمْ بِحُجَجِكُمْ وَ يُوجِزُ فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَتَكَلَّمَ فَأَبْلَغَ وَ أَطَالَ فَكَانَ فِيمَا قَالَ أَنْ قَالَ قَدْ قَتَلَ أَهْلُ الشَّامِ خَلِيفَتَهُمْ وَ ضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ وَ شَتَّتَ اللَّهُ أَمْرَهُمْ فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا رَجُلًا لَهُ دِينٌ وَ عَقْلٌ وَ مُرُوَّةٌ وَ مَوْضِعٌ وَ مَعْدِنٌ لِلْخِلَافَةِ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَجْتَمِعَ عَلَيْهِ فَنُبَايِعَهُ ثُمَّ نَظْهَرَ مَعَهُ فَمَنْ كَانَ بَايَعَنَا فَهُوَ مِنَّا وَ كُنَّا مِنْهُ وَ مَنِ اعْتَزَلَنَا كَفَفْنَا عَنْهُ وَ مَنْ نَصَبَ لَنَا جَاهَدْنَاهُ وَ نَصَبْنَا لَهُ عَلَى بَغْيِهِ وَ رَدِّهِ إِلَى الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ نَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَيْكَ فَتَدْخُلَ مَعَنَا فَإِنَّهُ لَا غِنًى بِنَا عَنْ مِثْلِكَ لِمَوْضِعِكَ وَ كَثْرَةِ شِيعَتِكَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَ كُلُّكُمْ عَلَى مِثْلِ مَا قَالَ عَمْرٌو قَالُوا نَعَمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا نَسْخَطُ إِذَا عُصِيَ اللَّهُ فَأَمَّا إِذَا أُطِيعَ رَضِينَا أَخْبِرْنِي يَا عَمْرُو لَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا وَ وَلَّتْكَ بِغَيْرِ قِتَالٍ وَ لَا مَئُونَةٍ وَ قِيلَ لَكَ وَ لِّهَا مَنْ شِئْتَ مَنْ كُنْتَ تُوَلِّيهَا قَالَ كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ بَيْنَ فُقَهَائِهِمْ وَ خِيَارِهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَخْبِرْنِي يَا عَمْرُو أَ تَتَوَلَّى أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا قَالَ أَتَوَلَّاهُمَا فَقَالَ فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا مَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ تَتَوَلَّوْنَهُمَا أَوْ تَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمَا قَالُوا نَتَوَلَّاهُمَا قَالَ يَا عَمْرُو إِنْ كُنْتَ رَجُلًا تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَيْهِمَا وَ إِنْ كُنْتَ تَتَوَلَّاهُمَا فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا قَدْ عَهِدَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ وَ لَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ وَ لَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَى بَيْنَ سِتَّةٍ وَ أَخْرَجَ مِنْهَا جَمِيعَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ غَيْرَ أُولَئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ أَوْصَى فِيهِمْ شَيْئاً لَا أَرَاكَ تَرْضَى بِهِ أَنْتَ وَ لَا أَصْحَابُكَ
إِذْ جَعَلْتَهَا شُورَى بَيْنَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ وَ مَا صَنَعَ قَالَ أَمَرَ صُهَيْباً أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَ أَنْ يُشَاوِرَ أُولَئِكَ السِّتَّةَ لَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ابْنُ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ وَ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ وَ أَوْصَى مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا أَوْ يُبَايِعُوا رَجُلًا أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ أُولَئِكَ السِّتَّةِ جَمِيعاً فَإِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَ خَالَفَ اثْنَانِ أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ الِاثْنَيْنِ أَ فَتَرْضَوْنَ بِهَذَا أَنْتُمْ فِيمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورَى فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا لَا ثُمَّ قَالَ يَا عَمْرُو دَعْ ذَا أَ رَأَيْتَ لَوْ بَايَعْتُ صَاحِبَكَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلَى بَيْعَتِهِ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ رَجُلَانِ فِيهَا فَأَفَضْتُمْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُسْلِمُونَ وَ لَا يُؤَدُّونَ الْجِزْيَةَ أَ كَانَ عِنْدَكُمْ وَ عِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِيرُونَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي الْمُشْرِكِينَ فِي حُرُوبِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَتَصْنَعُ مَا ذَا قَالَ نَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْجِزْيَةِ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا مَجُوساً لَيْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ سَوَاءٌ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ قَالَ سَوَاءٌ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْقُرْآنِ تَقْرَؤُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ اقْرَأْ قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ فَاسْتِثْنَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اشْتِرَاطُهُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ فَهُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَمَّنْ أَخَذْتَ ذَا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَالَ فَدَعْ ذَا فَإِنْ هُمْ أَبَوُا الْجِزْيَةَ فَقَاتَلْتَهُمْ فَظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْغَنِيمَةِ قَالَ أُخْرِجُ الْخُمُسَ وَ أَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ مَنْ تُعْطِيهِ قَالَ حَيْثُمَا سَمَّى اللَّهُ قَالَ فَقَرَأَ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ قَالَ الَّذِي لِلرَّسُولِ مَنْ تُعْطِيهِ وَ مَنْ ذُو الْقُرْبَى قَالَ قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ الْفُقَهَاءُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَرَابَةُ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) وَ أَهْلُ بَيْتِهِ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الْخَلِيفَةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ قَرَابَةُ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ فَأَيَّ ذَلِكَ تَقُولُ أَنْتَ قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ فَأَرَاكَ لَا تَدْرِي فَدَعْ ذَا ثُمَّ قَالَ أَ رَأَيْتَ الْأَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ تَقْسِمُهَا بَيْنَ جَمِيعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي سِيرَتِهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَشِيخَتُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ وَ لَا يَتَنَازَعُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلَى أَنْ يَدَعَهُمْ فِي دِيَارِهِمْ وَ لَا يُهَاجِرُوا عَلَى إِنْ دَهِمَهُ مِنْ عَدُوِّهِ دَهْمٌ أَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ فَيُقَاتِلَ بِهِمْ وَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ وَ أَنْتَ تَقُولُ بَيْنَ جَمِيعِهِمْ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ فِي الْمُشْرِكِينَ وَ مَعَ هَذَا مَا تَقُولُ فِي الصَّدَقَةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ نَعَمْ فَكَيْفَ تَقْسِمُهَا قَالَ أَقْسِمُهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِي كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِيَةِ جُزْءاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ وَ صِنْفٌ مِنْهُمْ رَجُلًا وَاحِداً أَوْ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً جَعَلْتَ لِهَذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ تَجْمَعُ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ أَهْلِ الْبَوَادِي فَتَجْعَلُهُمْ فِيهَا سَوَاءً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَقْسِمُ صَدَقَةَ أَهْلِ الْبَوَادِي فِي أَهْلِ الْبَوَادِي وَ صَدَقَةَ أَهْلِ الْحَضَرِ فِي أَهْلِ الْحَضَرِ وَ لَا يَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَ إِنَّمَا يَقْسِمُهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ وَ مَا يَرَى وَ لَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ شَيْ‏ءٌ مُوَقَّتٌ مُوَظَّفٌ وَ إِنَّمَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِمَا يَرَى عَلَى قَدْرِ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا قُلْتُ شَيْ‏ءٌ فَالْقَ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) كَذَا كَانَ يَصْنَعُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَنْتُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي وَ كَانَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ وَ فِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ .

تعليق العلامة المجلسي : حسن. (مرآة العقول 18/348)
تعليق البهبودي : صحيح. (صحيح الكافي 2/279)


 
18 أبريل 2010
61
0
0
السابع عشر بعد المائة : الكافي 5/565
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَتَيَا أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَا لَهَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّكِ قَدْ كُنْتِ عِنْدَ رَجُلٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَكَيْفَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ ذَاكَ فِي الْخَلْوَةِ فَقَالَتْ مَا هُوَ إِلَّا كَسَائِرِ الرِّجَالِ ثُمَّ خَرَجَا عَنْهَا وَ أَقْبَلَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَامَتْ إِلَيْهِ مُبَادِرَةً فَرَقاً أَنْ يَنْزِلَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) حَتَّى تَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَ الْتَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ بَادَرَتِ الْأَنْصَارُ بِالسِّلَاحِ وَ أَمَرَ بِخَيْلِهِمْ أَنْ تَحْضُرَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَّبِعُونَ عَيْبِي وَ يَسْأَلُونَ عَنْ غَيْبِي وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَمُكُمْ حَسَباً وَ أَطْهَرُكُمْ مَوْلِداً وَ أَنْصَحُكُمْ لِلَّهِ فِي الْغَيْبِ وَ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَبِيهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَنْ أَبِي فَقَالَ فُلَانٌ الرَّاعِي فَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ مَنْ أَبِي فَقَالَ غُلَامُكُمُ الْأَسْوَدُ وَ قَامَ إِلَيْهِ الثَّالِثُ فَقَالَ مَنْ أَبِي فَقَالَ الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْكَ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ رَحْمَةً فَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْكَ وَ كَانَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) إِذَا كَلَّمَ اسْتَحْيَا وَ عَرِقَ وَ غَضَّ طَرْفَهُ عَنِ النَّاسِ حَيَاءً حِينَ كَلَّمُوهُ فَنَزَلَ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ هَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) بِصَفْحَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِيهَا هَرِيسَةٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ عَمِلَهَا لَكَ الْحُورُ الْعِينُ فَكُلْهَا أَنْتَ وَ عَلِيٌّ وَ ذُرِّيَّتُكُمَا فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَأْكُلَهَا غَيْرُكُمْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ( عليهم السلام ) فَأَكَلُوا فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي الْمُبَاضَعَةِ مِنْ تِلْكَ الْأَكْلَةِ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَكَانَ إِذَا شَاءَ غَشِيَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ .

تعليق العلامة المجلسي : صحيح. (مرآة العقول 20/421)

الثامن عشر بعد المائة : الكافي 8/295
حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ النَّاسَ لَمَّا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا إِذْ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَمْنَعْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) مِنْ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا نَظَراً لِلنَّاسِ وَ تَخَوُّفاً عَلَيْهِمْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ فَيَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ وَ لَا يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ كَانَ الْأَحَبَّ إِلَيْهِ أَنْ يُقِرَّهُمْ عَلَى مَا صَنَعُوا مِنْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنْ جَمِيعِ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ رَكِبُوا مَا رَكِبُوا فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَصْنَعْ ذَلِكَ وَ دَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا عَدَاوَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُكْفِرُهُ وَ لَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لِذَلِكَ كَتَمَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) أَمْرَهُ وَ بَايَعَ مُكْرَهاً حَيْثُ لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً .

تعليق العلامة المجلسي : كالموثق. (مرآة العقول 26/326)
تعليق البهبودي : صحيح. (صحيح الكافي 3/402)



التاسع عشر بعد المائة : تفسير القمي 2/155
حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بويع لابي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والانصار بعث إلي فدك فاخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها فجاءت فاطمة عليها السلام إلى ابي بكر، فقالت يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله، فقال لها هاتي على ذلك شهودا فجاءت بأم أيمن فقالت لا اشهد حتى احتج يا ابا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت أنشدك الله، ألست تعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من اهل الجنة ؟ قال بلى، قالت فأشهد ان الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فلت ذا القربى حقه " فجعل فدك لفاطمة بأمر الله وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها فدخل عمر فقال ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر: إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه وقال هذا فئ المسلمين وقال اوس ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بانه قال: إنا معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة فان عليا زوجها يجر إلى نفسه، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه، فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والانصار، فقال يا ابا بكر ! لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو بكر: هذا فئ المسلمين فان أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟ قال لا قال فان كان في يد المسلمين شئ يملكونه ادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟ قال: إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين، قال فإذا كان في يدي شئ وادعى فيه المسلمون فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا علي شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم ! فسكت أبو بكر ثم قال عمر يا علي دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حججك فان أتيت بشهود عدول وإلا فهو فئ المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه. فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تقرأ كتاب الله ؟ قال نعم قال فاخبرني عن قول الله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا ؟ قال بل فيكم قال فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال كنت اقيم عليها الحد كما اقيم على سائر المسلمين قال كنت إذا عند الله من الكافرين، قال: ولم ؟ قال: لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك وقبضته في حياته ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها فأخذت منها فدك وزعمت انه فئ المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه، قال: فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا صدق والله علي ورجع علي عليه السلام إلى منزله. قال: ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول:

إنا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقمصتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين يقترب
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب
فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والاعراق والنسب
فأنت خير عباد الله كلهم * وأصدق الناس حين الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بهمال لها سكب
سيعلم المتولي ظلم خامتنا * يوم القيامة أنى كيف ينقلب

قال: فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال: أما رأيت مجلس علي منا اليوم، والله لان قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا فما الرأي ؟ قال عمر الرأي أن تأمر بقتله، قال فمن يقتله ؟ قال خالد بن الوليد فبعثا إلى خالد فأتاهما فقالا نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال حملاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب، قالا فهو ذاك، فقال خالد متى أقتله ؟ قال أبو بكر إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه، قال نعم فسمعت اسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت ابي بكر فقالت لجاريتها اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي لعلي ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فارج أنى لك من الناصحين فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلي عليه السلام ان اسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج أنى لك من الناصحين، فقال علي (ع) قولى لها ان الله يحيل بينهم وبين ما يريدون. ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف ابى بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة على وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر ان يسلم حتى ظن الناس انه قدسها، ثم التفت إلى خالد فقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال امير المؤمنين عليه السلام: يا خالد ما الذي أمرك به ؟ قال امرني بضرب عنقك، قال وكنت تفعل ؟ قال إي والله لولا انه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم، قال فأخذه علي (ع) فضرب به الارض واجتمع الناس عليه فقال عمر يقتله ورب الكعبة فقال الناس يا ابا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلى عنه، قال فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه وقال يابن الصهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا اضعف ناصرا واقل عددا ثم دخل منزله.

مائة وعشرون : رجال الكشي 1/345
حدثني جعفر بن محمد بن معروف قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن تغلب عن أبي بصير قال قلت : لأبي عبدالله عليه السلام ان أباك حدثني أن الزبير والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤسهم ليقاتلوا أبابكر ، فقال لي : لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي عليه السلام ستذهب.


مائة وواحد وعشرون : تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي ج 5 ص 367 :
في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله : يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك الاية قال : اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية فقال النبي صلى الله عليه وآله : والله ما اقر بها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال على بن ابراهيم : كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه ، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة ، فذهبت حفصة في حاجة لها ، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله مارية فعلمت حفصة بذلك ، فغضبت و أقبلت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله هذا في يومى وفى دارى وعلى فراشي فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله منها ،
فقال : كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا و انا افضى اليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،
فقالت : نعم ما هو ؟ افض ، فقال : ان ابا بكر يلى الخلافة بعدى ثم بعده أبوك ،
فقالت : من أنبأك هذا ؟
قال : نبأنى العليم الخبير ، فاخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له : ان عائشة اخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال لها : ما هذا الذى أخبرت عنك عائشة ؟ فأنكرت ذلك ،
وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئا ،
فقال لها عمر : ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه ،
فقالت : نعم قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله ،
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه السورة " يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى " إلى قوله : " تحلة ايمانكم " يعنى قد اباح الله لك ان تكفر عن يمينك والله مولاكم وهو العليم الحكيم .


مائة واثنان وعشرون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 289 - 290 .
2 ) حدثني أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال قلت له أسألك جعلت فداك عن ثلث خصال انفي عنى فيه التقية قال فقال ذلك لك قلت أسألك عن فلان وفلان قال فعليها لعنة الله بلعناته كلها ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم ثم قلت الأئمة يحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء قال ما أعطى الله نبيا شيئا قط الا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يكن عندهم قلت وكل ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطا ..


مائة وثلاثة وعشرون : الخصال - الشيخ الصدوق - ص 485
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثني الحكم بن مسكين الثقفي عن عبد الرحمن ابن سيابة ، عن جعيد همدان قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن في التابوت الأسفل ستة من الأولين وستة من الآخرين ، فأما الستة من الأولين فابن آدم قاتل أخيه و فرعون الفراعنة والسامري والدجال كتابه في الأولين ويخرج في الآخرين ، وهامان وقارون ، والستة من الآخرين فنعثل ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري ، ونسي المحدث اثنين . في المائدة اثنتا عشرة خصلة


مائة واربعة وعشرون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 465
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن بشير بن حمزة ، عن رجل من قريش قال : بعثت إلي ابنة عم لي كان لها مال كثير : قد عرفت كثرة من يخطبني من الرجال فلم أزوجهم نفسي وما بعثت إليك رغبة في الرجال غير أنه بلغني أنه أحلها الله عز وجل في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وآله في سنته فحرمها زفر فأجبت أن أطيع الله عز وجل فوق عرشه وأطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وأعصي زفر فتزوجني متعة ، فقلت لها : حتى أدخل على أبي جعفر ( ع ) فأستشيره ، قال : فدخلت عليه فخبرته ، فقال : افعل صلى الله عليكما من زوج .


مائة وخمسة وعشرون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 513
حدثنا محمد بن هارون عن أبي يحيى الواسطي عن سهل بن زياد عن عجلان أبى صالح قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قبة آدم فقلت له هذه قبة آدم فقال نعم ولله قباب كثيرة اما ان خلف مغربكم هذا تسعة وثلثين مغربا أرضا بيضاء ومملوة خلقا يستضيئون بنورنا لم يعصوا الله طرفة عين لا يدرون اخلق الله آدم أم لم يخلقه يبرؤون من فلان وفلان قيل له كيف هذا يتبرؤن من فلان وفلان وهم لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه فقال للسائل أتعرف إبليس قال لا الا بالخبر قال فأمرت باللعنة والبراءة منه قال نعم قال فكذلك امر هؤلاء .


مائة وستة وعشرون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 512
حدثنا سلمة عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربه الصيرفي عن محمد بن سليمان عن يقطين الجواليقي عن قلقلة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجد خضر وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل وخلق خلقا ولم يفرض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة وزكاة وكلهم يلعن رجلين من هذه الأمة وسماهما .


مائة وسبعة وعشرون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 513 - 514
حدثنا أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن درست عن عجلان أبى صالح قال دخل رجل على أبى عبد الله عليه السلام فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم قال نعم وفيه قباب كثيرة ان خلف مغربكم هذا تسعة وثلثين مغربا أرضا بيضاة مملوة خلقا يستضيئون بنورها لم يعصوا الله طرفة عين ما يدرون ان الله خلق آدم أم لم يخلق يتبرؤن من فلان وفلان لعنهما الله .


مائة وثمانية وعشرون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 426
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن أورمة ، عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : " وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد " قال : ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسليمان و أبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقوله : " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ( يعني أمير المؤمنين ) وكره إليكم الكفر والفسوق و والعصيان
" الأول والثاني والثالث .


مائة وتسعة وعشرون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 426
73 - الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عمن أخبره ، عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله تيما وعديا وبني أمية يركبون منبره أفظعه ، فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا يتأسى به : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( 5 ) " ثم أوحى إليه يا محمد إني أمرت فلم اطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك .


مائة وثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 4 - ص 545
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن سفيان بن إبراهيم الجريري عن الحارث بن الحصيرة الأسدي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت دخلت مع أبي الكعبة فصلى على الرخامة الحمراء بين العمودين فقال : في هذا الموضع تعاقد القوم إن مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو قتل ألا يردوا هذا الامر في أحد من أهل بيته أبدا ، قال : قلت : ومن كان ؟ قال : كان الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح وسالم ابن الحبيبة .


مائة وواحد وثلاثون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 199 - 215
- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي ، عن إسحاق بن حماد بن زيد قال : جمعنا يحيى بن أكثم القاضي قال أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الكلام والنظر فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلا ثم مضيت بهم ، فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لاعلمه بمكانهم ففعلوا فأعلمته فأمرني بإدخالهم فدخلوا ، فسلموا ، فحدثهم ساعة وآنسهم ثم قال : إني أريد أن أجعلكم بيني وبين الله تبارك وتعالى في يومي هذا حجة فمن كان حاقنا أو له حاجة فليقم إلى قضاء حاجته وانبسطوا وسلوا خفافكم وضعوا أرديتكم ففعلوا ما أمروا به فقال : يا أيها القوم إنما استحضرتكم لأحتج بكم عند الله تعالى فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم وامامكم ولا يمنعكم جلالتي ومكاني من قول الحق حيث كان ورد الباطل على من أتى به وأشفقوا على أنفسكم من النار وتقربوا إلى الله تعالى برضوانه وإيثار طاعته فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه عليه فناظروني بجميع عقولكم إني رجل أزعم أن عليا عليه السلام خير البشر بعد رسول الله ( ص ) فإن كنت مصيبا فصوبوا قولي وإن كنت مخطئا فردوا علي وهلموا ، فإن شئتم سألتكم وإن شئتم سألتموني فقال له الذين يقولون بالحديث : بل نسألك ، فقال : هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا واحدا منكم فإذا تكلم فإن كان عند أحدكم زيادة فليزد وإن أتى بخلل فسددوه ، فقال قائل منهم : إنما نحن نزعم أن خير الناس بعد رسول الله ( ص ) أبو بكر من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول الله ( ص ) أنه قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس فقال المأمون : الروايات كثيرة ولا بد من أن تكون كلها حقا أو كلها باطلا أو بعضها حقا أو بعضها باطلا ، فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطلا من قبل أن بعضها ينقض بعضا ، ولو كانت كلها باطلا كان في بطلانها بطلان الدين ودروس الشريعة ، فلما بطل الوجهان ثبت الثالث بالاضطرار وهو بعضها حق وبعضها باطل ، فإذا كان كذلك فلا بد من دليل على ما يحق منها ليعتقد وينفي خلافه فإذا كان دليل الخبر في نفسه حقا كان أولى ما اعتقده وأخذ به وروايتك هذه من الاخبار التي أدلتها باطلة في نفسها وذلك رسول الله ( ص ) احكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق وأبعد الناس من الامر بالمحال وحمل الناس على التدين بالخلاف وذلك أن هذين الرجلين لا يخلوا من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مختلفين فإن كانا متفقين من كل جهة كانا واحدا في العدد والصفة والصورة والجسم وهذا معدوم أن يكون اثنان بمعنى واحد من كل جهة وإن كانا مختلفين فكيف يجوز الاقتداء بهما وهذا تكليف ما لا يطاق ، لأنك إذا اقتديت لواحد خالفت الاخر والدليل على اختلافهما أن أبا بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار إلى أبي بكر بعزل خالد وبقتله بمالك بن نويرة ، فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعتين ولم يفعل ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعله أبو بكر وأستخلف أبو بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة .


يقول مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : في هذا فصل ولم يذكر المأمون لخصمه وهو أنهم لم يرووا أن النبي ( ص ) قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، وإنما رووا أبو بكر وعمر ، ومنهم من روى أبا بكر وعمر فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا باللذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع : اقتدوا أيها الناس وأبو بكر وعمر بالذين من بعدي كتاب الله والعترة

رجعنا إلى حديث المأمون ، فقال آخر من أصحاب الحديث فإن النبي ( ص ) قال : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا فقال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه ( ص ) آخى بين أصحابه وآخر عليا عليه السلام ، فقال له في ذلك ؟ فقال : وما أخرتك إلا لنفسي ، فأي الروايتين ثبتت بطلت الأخرى ؟ قال الآخران عليا عليه السلام قال : على المنبر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو وعمر ، وقال المأمون : هذا مستحيل من قبل النبي ( ص ) لو علم إنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص ومرة أسامة بن زيد ومما يكذب هذه الرواية قول علي عليه السلام لما قبض النبي ( ص ) : وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا وقوله عليه السلام : أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله تعالى قبلهما وعبدته بعدهما ؟ قال آخر : فإن أبا بكر أغلق بابه وقال : هل من مستقيل فأقيله ؟ فقال علي عليه السلام : قدمك رسول الله ( ص ) فمن ذا يؤخرك ؟ فقال المأمون : هذا باطل من قبل أن عليا عليه السلام قعد بيعة أبي بكر ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلام وأنها أوصت أن تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها ووجه آخر وهو إنه أن كان النبي ( ص ) استخلفه فكيف كان له أن يستقيل وهو يقول للأنصار : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أبا عبيدة وقال آخر : إن عمرو بن العاص قال : يا نبي الله من أحب الناس إليك من النساء ؟ قال : عائشة من الرجال ؟ فقال : أبوها فقال المأمون : هذا باطل قبل إنكم رويتم : أن النبي ( ص ) وضع بين يديه طائر مشوي فقال اللهم أتني بأحب خلقك إليك فكان عليا عليه السلام فأي روايتكم تقبل ؟ فقال آخر : فإن عليا عليه السلام قال من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري قال المأمون كيف يجوز أن يقول علي عليه السلام : أجلد الحد على من لا يجب حد عليه فيكون متعديا لحدود الله عز وجل عاملا بخلاف أمره وليس تفضيل من فضله عليهما فرية وقد رويتم عن إمامكم أنه قال : وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه أو علي عليه السلام على أبي بكر مع تناقض الحديث في نفسه ؟ ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا فأني عرف ذلك ؟ بوحي ؟ فالوحي منقطع أو بالتظني فالمتظني متحير أو بالنظر فالنظر مبحث ، وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب ، قال آخر : جاء أن النبي ( ص ) قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن اشجعيه كانت عند النبي ( ص ) فقال : لا يدخل الجنة عجوز فبكت فقال لها النبي ( ص ) : إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن انشآءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ) فإن زعمتم إن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي ( ص ) قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وأبوهما خير منهما قال آخر : فقد جاء أن النبي ( ص ) : قال : لو لم أكن أبعث فيكم لبعث عمر قال المأمون : هذا محال لأن الله تعالى يقول ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ) فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن أخذ ميثاقا على النبوة مؤخرا ؟ قال آخر : إن النبي ( ص ) نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم فقال : إن الله تبارك وتعالى باهى بعباده عامة وبعمر خاصة فقال : المأمون : هذا مستحيل من قبل أن الله تبارك وتعال لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه ( ص ) فيكون عمر في الخاصة والنبي ( ص ) في العامة ، وليست هذه الروايات بأعجب من روايتكم : أن النبي ( ص ) قال : دخلت الجنة : فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولا أبي بكر سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي عليه السلام خير من أبي بكر فقلتم عبد أبي بكر خير من الرسول ( ص ) لأن السابق أفضل من المسبوق وكما رويتم أن الشيطان يفر من ظل عمر والقى على لسان نبي الله ( ص ) وأنهن الغرانيق العلى ففر من عمر وألقى على لسان النبي ( ص ) بزعمكم الكفار ، قال آخر : قد قال النبي ( ص ) : لو نزل العذاب ما نجى إلا عمر بن الخطاب قال المأمون : هذا خلاف الكتاب أيضا ، لأن الله تعالى يقول لنبيه ( ص ) ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) فجعلتم عمر مثل الرسول ، قال آخر : فقد شهد النبي ( ص ) لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة فقال المأمون : لو كان هذا كما زعمتم لكان عمر لا يقول لحذيفة : نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فإن كان قد قال له النبي ( ص ) : أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى ذكاة حذيفة فصدق حذيفة ولم يصدق النبي ( ص ) فهذا على غير الاسلام وإن كان قد صدق النبي ( ص ) فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما قال الآخر : قال النبي ( ص ) : وضعت في كفة الميزان ووضعت أمتي في كفة أخرى فرجحت بهم ثم وضع مكاني أبو بكر فرجح بهم ، ثم عمر فرجح بهم ، ثم رفع الميزان فقال ، المأمون : هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون أجسامهما أو أعمالهما فإن كانت الأجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال لأنه لا يرجح أجسامهما بأجسام الأمة وإن كانت أفعالهما فلم تكن بعد فكيف ترجح بما ليس ، فأخبروني بما يتفاضل الناس ؟ فقال بعضهم بالأعمال الصالحة قال : فأخبروني فممن فضل صاحبه على عهد النبي ( ص ) ثم أن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي ( ص ) أيلحق به ؟ فإن قلتم : نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو أكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم ! قالوا : صدقت لا يلحق فاضل دهرنا لفاضل عصر النبي ( ص ) قال المأمون : فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي عليه السلام وقيسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة فإن كانت جزءا من اجزاء كثيرة فالقول قولكم وإن كانوا قد رووا في فضائل علي عليه السلام أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ولا تعدوه قال : فأطرق القوم جميعا فقال المأمون : ما لكم سكتم ؟ قالوا : قد أستقصينا ، قال المأمون : فأني أسألكم خبروني أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه ( ص ) ؟ قالوا : السبق إلى الاسلام لان الله تعالى يقول : ( السابقون السابقون أولئك المقربون ) قال : فهل علمتم أحدا أسبق من علي عليه السلام إلى الاسلام ؟ قالوا : إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم وبين هاتين الحالتين فرق قال المأمون : فخبروني عن إسلام علي عليه السلام بالهام من قبل الله تعالى أم بدعاء النبي ( ص ) فإن قلتم بإلهام فضلتموه على النبي ( ص ) لأن النبي ( ص ) لم يلهم بل أتاه جبرئيل عن الله تعالى داعيا ومعرفا فإن قلتم بدعاء النبي ( ص ) فهل دعاه من قبل نفسه أو بأمر الله تعالى ؟ فإن قلتم : من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله تعالى به نبيه ( ص ) في قوله تعالى ( وما انا من المتكلفين ) وفي قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وإن كان من قبل الله تعالى فقد أمر الله تعالى نبيه ( ص ) بدعاء علي عليه السلام من بين صبيان الناس وايثاره عليهم ، فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى وعلة أخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فإن قلتم : نعم فقد كفرتم وإن قلتم : لا فكيف يجوز أن يأمر نبيه ( ص ) بدعاء من لا يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول وعلة أخرى هل رأيتم النبي ( ص ) دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكونوا أسوة علي عليه السلام ؟ فإن زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي عليه السلام على جميع صبيان الناس ثم قال : أي الأعمال بعد السبق إلى الايمان قالوا : الجهاد في سبيل الله ، قال : فهل تجدون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلام في جميع مواقف النبي ( ص ) من الأثر هذه ؟ بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي عليه السلام منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس فقال قائل : كان أبو بكر مع النبي ( ص ) في عريشة يدبرها فقال المأمون : لقد جئت بها عجيبة ! أكان يدبر دون النبي ( ص ) أو معه فيشركه أو لحاجة النبي ( ص ) إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك أن تقول ؟ فقال : أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي ( ص ) أو يشركه أو بافتقار من النبي ( ص ) إليه قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فإن كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عز وجل يقول : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) الآية قال : إسحاق بن حماد بن زيد ثم قال لي : إقرأ ( هل أتى على الانسان حين من الدهر ) فقرأت حتى بلغت ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) إلى قوله : ( وكان سعيكم مشكورا ) فقال : فيمن نزلت هذه الآيات : فقلت في علي عليه السلام قال : فهل بلغك أن عليا عليه السلام قال : حين أطعم المسكين واليتيم والأسير : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) على ما وصف الله عز وجل في كتابه ؟ فقلت : لا ، قال فإن الله تعالى عرف سريرة علي عليه السلام ونيته فأظهر ذلك في كتابه تعريفا لخلقه أمره فهل علمت أن الله تعالى وصف في شئ مما وصف في الجنة ما في هذه السورة ( قوارير من فضة ) قلت : لا قال : فهذه فضيلة أخرى فكيف تكون القوارير من فضة ؟ فقلت : لا أدري قال يريد كأنها من صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها وهذا مثل قوله ( ص ) يا إسحاق رويدا شوقك بالقوارير وعني به نساء كأنها القوارير رقة وقوله ( ص ) : ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه بحر من كثرة جريه وعدوه وكقول الله تعالى : ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ورائه عذاب غليظ ) أي كأنه يأتيه الموت ولو أتاه من مكان واحد مات ثم قال : يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشرة في الجنة ؟ فقلت : بلى ثم قال : أرأيت لو أن رجلا قال : ما أدري أصحيح هذا الحديث أم لا ، أكان عندك كافرا ؟ قلت لا قال أفرأيت لو قال ما أدري هذه السورة قرآن أم لا أكان عندك كافرا ؟ قلت بلى قال : أرى فضل الرجل يتأكد خبروني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصحيح عندك ؟ قلت : بلى قال : بان والله عنادك لا يخلوا هذا من أن يكون كما دعاه النبي ( ص ) أو يكون مردودا أو عرف الله الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه أو تزعم إن الله لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاث أحب إليك أن تقول به ؟ قال : إسحاق : فأطرقت ساعة ثم قلت : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه ( ص ) فقال المأمون : سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب ؟ أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن ؟ فأي فضيلة في هذا أما سمعت قول الله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا ) فقد جعله له صاحبا وقال الهذلي شعرا : ولقد غدوت وصاحبي وحشية * تحت الرداء بصيرة بالمشرق وقال الأزدي شعرا : ولقد ذعرت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل فصير فرسه صاحبه وأما قوله إن الله معنا فان الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر ، أما سمعت قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) وأما قوله : لا تحزن فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية فإن زعمت إنه طاعة فقد جعلت النبي ( ص ) ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم ، وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي ؟ وخبرني عن قوله تعالى ( فأنزل الله سكينته عليه ) على من ؟ قال إسحاق : فقلت على أبي بكر لأن النبي ( ص ) كان مستغنيا عن الصفة السكينة قال : فخبرني عن قوله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع ؟ قال : فقلت لا ، فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي ( ص ) إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله ( ص ) والخمسة يحدقون بالنبي ( ص ) خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله ( ص ) الظفر عني بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلام ومن حضر من بني هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي ( ص ) فنزلت السكينة على النبي ( ص ) وعليه أم من كان في الغار مع النبي ( ص ) ولم يكن أهلا لنزولها عليه يا إسحاق من أفضل ؟ من مع النبي ( ص ) في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي ( ص ) ما عزم عليه من الهجرة ، إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه ( ص ) أن يأمر عليا عليه السلام بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك فقال علي عليه السلام أتسلم يا نبي الله ؟ قال : بلى قال سمعا وطاعة ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي ( ص ) وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه وعلي عليه السلام يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه ؟ فلم يدعه إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي ( ص ) وعلي عليه السلام وحده فلم يزل صابرا محتسبا فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي به قالوا : فأنت غدرتنا ثم لحق بالنبي ( ص ) فلم يزل علي عليه السلام أفضل لما بدأ منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور يا إسحاق أما تروي حديث الولاية ؟ فقلت : نعم قال : أروه فرويته فقال أما ترى أنه أوجب لعلي عليه السلام على أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس يقولون إن هذا قاله بسبب زيد بن حارثة فقال : وأين قال النبي ( ص ) هذا ؟ قلت : بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع قال فمتى قتل زيد بن حارثة ؟ قلت : بموته قال : أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غدير خم ؟ قلت بلى قال : أخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمسة عشر سنة يقول مولاي مولى ابن عمي أيها الناس فأقبلوا أكنت تكره له ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال : أفتنزه ابنك عما لا يتنزه النبي ( ص ) عنه ويحكم ! أجعلتم فقهاءكم أربابكم إن الله تعالى يقول : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) والله ما صاموا ولا صلوا لهم ولكنهم أمروا لهم فأطيعوا ثم قال : أتروي قول النبي ( ص ) لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت : نعم قال أما تعلم أن هارون أخو موسى لأبيه وأمه ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه السلام كذلك قلت : لا قال وهارون نبي وليس علي كذلك فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة وهذا كما قال المنافقون استخلفه استثقالا له فأراد أن يطيب بنفسه وهذا كما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام حيث يقول لهارون ( أخلفني في قومي وأصلح لي ولا تتبع سبيل المفسدين ) فقلت : إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه تعالى وأن النبي ( ص ) خلف عليا عليه السلام حين خرج إلى غزاته فقال : أخبرني عن موسى حين خلف هارون أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عز وجل أحد من أصحابه ؟ فقلت : نعم ، قال : أوليس قد أستخلفه على جميعهم ؟ قلت : بلى ، قال : فكذلك علي عليه السلام خلفه النبي ( ص ) حين خرج إلى غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذا كان أكثر قومه معه وأن كان قد جعله خليفة على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله ( ص ) : علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وزير النبي ( ص ) أيضا بهذا القول لأن موسى عليه السلام قد دعا الله تعالى وقال فيما دعا : ( وأجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ) فإذا كان علي عليه السلام منه ( ص ) بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى عليه السلام ثم أقبل على أصحاب النظر والكلام فقال : أسألكم أو تسألوني ؟ فقالوا : بل نسألك قال : قولوا فقال قائل منهم : أليست إمامة علي عليه السلام من قبل الله عز وجل نقل ذلك عن رسول الله ( ص ) من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مأتي درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة ؟ فقال : بلى قال : فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرض واختلفوا في خلافة علي عليه السلام وحدها ؟ قال المأمون : لأن جميع الفرض لا يقع فيه من التنافس والرغبة ما يقع في الخلافة فقال آخر : ما أنكرت أن يكون النبي ( ص ) أمرهم باختيار رجل منهم يقوم مقامه رأفة بهم ورقة عليهم من غير أن يستخلف هو بنفسه فيعصي خليفته فينزل بهم العذاب ؟ فقال : أنكرت ذلك من قبل أن الله تعالى أرأف بخلقه من النبي ( ص ) وقد بعث نبيه ( ص ) إليهم وهو يعلم أن فيهم عاص ومطيع فلم يمنعه تعالى ذلك من إرساله وعلة أخرى : ولو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم فلو أمر الكل من كان المختار ؟ ولو أمر بعضنا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا البعض علامة فإن قلت : الفقهاء ، فلا بد من تحديد الفقيه وسمته قال آخر : فقد روي : أن النبي ( ص ) قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله تعالى حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح فقال هذا القول لا بد من أن يكون يريد كل المؤمنين أو البعض فإن أراد الكل فهذا مفقود لأن الكل لا يمكن اجتماعهم وإن كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي ورواية الحشوية في غيره فمتى يثبت ما تريدون من الإمامة ؟ قال آخر : فيجوز أن تزعم أن أصحاب محمد أخطأوا قال : كيف نزعم أنهم أخطأوا واجتمعوا على ضلالة وهم لم يعلموا فرضا ولا سنة لأنك تزعم أن الإمامة لا فرض من الله تعالى ولا سنة من الرسول ( ص ) فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ ؟ قال آخر : أن كنت تدعي لعلي عليه السلام من الإمامة دون غيره فهات بينتك على ما تدعي فقال : ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل وأن إليه الاختيار والبينة لا تعري من أن تكون من شركائه فهم خصماء أو تكون من غيرهم والغير معدوم فكيف يؤتي بالبينة على هذا ؟ قال آخر : فما كان الواجب على علي عليه السلام بعد مضي رسول الله ( ص ) ؟ قال : ما فعله قال : أفما وجب عليه أن يعلم الناس إنه إمام ؟ فقال : إن الإمامة لا تكون بفعل منه في نفسه ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك وأنها يكون بفعل من الله تعالى فيه كما قال لإبراهيم عليه السلام : ( إني جاعلك للناس إماما ) وكما قال تعالى لداود عليه السلام : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) وكما قال عز وجل للملائكة في آدم : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فالامام إنما يكون إماما من قبل الله تعالى وباختياره إياه في بدء الصنيعة والتشريف في النسب والطهارة في المنشأ والعصمة في المستقبل ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للإمامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة قبل أفعاله قال آخر : فلم أوجبت الإمامة لعلي عليه السلام بعد الرسول ( ص ) ؟ فقال : لخروجه من الطفولية إلى الايمان كخروج النبي ( ص ) من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة وإجتنابه الشرك كبراءة النبي ( ص ) من الضلالة وإجتنابه للشرك لأن الشرك ظلم ولا يكون الظالم إماما ولا من عبد وثنا باجماع ومن شرك فقد حل من الله تعالى محل أعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الأمة حتى يجئ إجماع آخر مثله ولأن من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه قال آخر : فلم يقاتل علي عليه السلام أبا بكر وعمر كما قاتل معاوية ؟ فقال المسألة محال لأن لم اقتضاء ولم يفعل نفي والنفي لا يكون له علة ، إنما العلة للاثبات وإنما يجب أن ينظر في أمر علي عليه السلام أمن قبل الله أم من قبل غيره فإن صح أنه من قبل الله تعالى فالشك في تدبيره كفر لقوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) فافعال الفاعل تبع لاصله ، فإن كان قيامه عن الله تعالى فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم وقد ترك رسول الله ( ص ) القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت فلما وجد الأعوان وقوى حارب كما قال الله تعالى في الأول : ( فاصفح الصفح الجميل ) ثم قال عز وجل : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد ) قال آخر إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله تعالى وإنه مفترض الطاعة فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء للأنبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوه الناس إلى طاعته ؟ فقال : من قبل انا لم نزعم إن عليا عليه السلام أمر بالتبليغ فيكون رسولا ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عاصيا فإن وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه لأنهم أمروا بطاعته على كل حال ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت وقال آخر إذا أوجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار كيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره ؟ فقال : من قبل أن الله تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع فلا بد من دلالة الرسول ( ص ) على الفرض ليقطع العذر بين الله عز وجل وبين عباده أرأيت لو فرض الله تعالى على الناس صوم شهر فلم يعلم الناس أي شهر هو ؟ ولم يوسم بوسم وكان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد الله تعالى فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول المبين لهم وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم وقال آخر : من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه النبي ( ص ) فان الناس يزعمون إنه كان صبيا حين دعى ولم يكن جاز عليه الحكم ولا بلغ مبلغ الرجال فقال : من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن أرسل إليه النبي ( ص ) ليدعوه فإن كان كذلك فهو محتمل التكليف قوي على أداء الفرائض وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي ( ص ) قول الله عز وجل : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) وكان مع ذلك فقد كلف النبي ( ص ) عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى وهذا من المحال الذي يمتنع كونه ولا يأمر به حكيم ولا يدل عليه الرسول تعالى الله عن أن يأمر بالمحال وجل الرسول من أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم فسكت القوم عند ذلك جميعا فقال المأمون : قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟ قالوا : نعم ، قال : أليس قد روت الأمة بإجماع أن النبي ( ص ) قال : من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ؟ قالوا : بلى قال : ورووا عنه عليه السلام إنه قال : من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم أتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟ قالوا : بلى قال : فخبروني عن رجل يختاره الأمة فتنصبه خليفة هل يجوز أن يقال له خليفة رسول ( ص ) ومن قبل الله عز وجل ولم يستخلفه الرسول : فإن قلتم : نعم ، فقد كابرتم وإن قلتم : لا ، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله ( ص ) ولا كان من قبل الله عز وجل وأنكم تكذبون على نبي الله ( ص ) فإنكم متعرضون لأن تكونوا ممن وسمه النبي ( ص ) بدخول النار ، وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم مضى عليه السلام ولم يستخلف أو في قولكم لأبي بكر يا خليفة رسول الله ( ص ) ؟ فإن كنتم صدقتم في القولين فهذا ما لا يمكن كونه إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الاخر فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله تعالى إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله تعالى وصاحبه في النار وخبروني هل يجوز أن يبتاع أحدكم عبدا فإذا أبتاعه صار مولاه وصار المشتري عبده ؟ قالوا : لا قال : فكيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه أنتم لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه إلا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تؤتون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله ( ص ) ثم إذا أسخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟ فقال قائل منهم : لأن الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه وإذا سخطوا عليه عزلوه قال : فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟ قالوا لله تعالى فوالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره لأن من إجماع الأمة أنه من أحدث حدثا في ملك غيره فهو ضامن وله أن يحدث فإن فعل فآثم غارم ثم قال : خبروني عن النبي ( ص ) هل استخلف حين مضى أم لا فقالوا : لم يستخلف قال فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟ قالوا : هدى فعلى الناس أن يتبعوا الهدى ويتركوا الباطل ويتنكبوا الضلال قالوا : قد فعلوا ذلك قال : فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال ، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى ، وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم أستخلف أبو بكر ولم يفعله النبي ( ص ) ؟ ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه ؟ لأنكم زعمتم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي ( ص ) بزعمكم ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث فخبروني أي ذلك ترونه صوابا ؟ فإن رأيتم فعل النبي ( ص ) صوابا فقد أخطأتم أبا بكر وكذلك القول في بقية الأقاويل وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي ( ص ) بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟ وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول ( ص ) هدى وفعله من غيره هدى فيكون هدى ضد هدى ؟ فأين الضلال حينئذ وخبروني هل ولى أحد بعد النبي ( ص ) باختيار الصحابة منذ قبض النبي ( ص ) إلى اليوم ؟ فإن قلتم : لا ، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي ( ص ) وأن قلتم : نعم كذبتم الأمة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع ، وخبروني عن قول الله عز وجل : ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله ) أصدق هذا أم كذب ؟ قالوا : صدق قال : أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟ قالوا : نعم قال : ففي هذا بطلان ما أوجبتم اختياركم خليفة تفترضون طاعته وتسمونه خليفة رسول الله ( ص ) وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلاف محبتكم ومقتول إذا أبى الاعتزال ويلكم ! لا تفتروا على الله كذبا فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله تعالى وإذا وردتم على رسول الله ( ص ) وقد كذبتم عليه متعمدين وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك ، اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلام على الخلق بعد نبيك محمد ( ص ) كما أمرنا به رسولك ( ص ) قال : ثم افترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون قال محمد بن يحيى بن عمران الأشعري : وفي حديث آخر ، قال : فسكت القوم ، فقال لهم : لم سكتم ؟ قالوا : لا ندري ما تقول ؟ قال : تكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم قال : فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال : هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي منعتهم من النقض علي .


مائة واثنان وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 442
أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زياد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار و معه أبو الفصيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى لأنظر الان إلى جعفر وأصحابه الساعة تغوم بينهم سفينتهم في البحر وانى لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مخبتين بأفنيتهم فقال له أبو الفضل أتريهم يا رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة قال نعم فأرينهم قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله على عينيه ثم قال انظر فنظر فرآهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أرأيتهم قال نعم واسر في نفسه انه ساحر .


مائة وثلاثة وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 442
حدثنا موسى بن عمر عن عثمان عيسى عن خالد بن نجيح قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك سما رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر الصديق قال نعم قال فكيف قال حين كان معه في الغار قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة قال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وانك لتراها قال نعم فتقدر ان ترينها قال ادن منى قال فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه الان صدقت انك ساحر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الصديق أنت .


مائة واربعة وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 441
حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن الحجال عن أبي عبد الله المكي الحذاء عن سواد أبى يعلى عن بعض رجاله قال قال أمير المؤمنين للحرث الأعور وهو عنده هل ترى ما أرى فقال كيف أرى ما ترى وقال نور الله لك وأعطاك ما لم يعط أحدا قال هذا فلان الأول على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له قال فمكث هنيئة ثم قال يا حارث هل ترى ما أرى فقال وكيف أرى ما ترى وقد نور الله لك وأعطاك ما لم يعط قال هذا فلان الثاني على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له .


مائة وخمسة وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 300
حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر عليه السلام قال سأل أبا عبد الله عليه السلام رجل من أهل بيته عن سورة انا أنزلناه في ليلة القدر فقال ويلك سألت عن عظيم إياك والسؤال عن مثل هذا فقام الرجل قال فاتيته يوما فأقبلت عليه فسألته فقال انا أنزلناه نور عند الأنبياء والأوصياء لا يريدون حاجة من السماء و لامن الأرض الا ذكروها لذلك النور فاتيهم بها فان مما ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام من الحوائج أنه قال لأبي بكر يوما ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم فاشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله مات شهيدا فإياك ان تقول انه ميت والله ليأتينك فاتق الله إذا جائك الشيطان غير متمثل به فعجب به أبو بكر أو فقال إن جائني والله أطعته وخرجت مما انا فيه قال فذكر أمير المؤمنين لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين فإذا محمد صلى الله عليه وآله قد البس وجهه ذلك النور واتى وهو يقول يا أبا بكر آمن بعلى عليه السلام وبأحد عشر من ولده انهم مثلي الا النبوة وتب إلى الله برد ما في يديك إليهم فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير فقال أبو بكر اجمع الناس فاخطبهم بما رأيت وابرء إلى الله مما انا فيه إليك يا علي على أن تؤمنني قال ما أنت بفاعل و لولا انك تنسى ما رأيت لفعلت قال فانطلق أبو بكر إلى عمر ورجع نور انا أنزلناه إلى علي عليه السلام فقال له قد اجتمع أبو بكر مع عمر فقلت أو علم النور قال إن له لسانا ناطقا وبصرا ناقدا يتجسس الاخبار للأوصياء عليه السلام ويستمع الاسرار ويأتيهم بتفسير كل امر يكتتم به أعدائهم فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر قال سحرك وانها لفي بني هاشم لقديمة قال ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان قلت لماذا قال لأنهما قد نسياه وجاء النور فأخبر عليا عليه السلام خبرهما فقال بعدا لهما كما بعدت ثمود .


مائة وستة وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 301 - 302
حدثنا محمد بن الحسين عن بكر عن أبي سعيد المكارى عن أبي عبد الله عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام لقى أبا بكر فقال له ما امرك رسول الله صلى الله عليه وآله ان تطيع قال لا ولو امرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فانطلق معه فإذا رسول الله ص يصلى فلما انصرف قال على يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى قلت لأبي بكر ما امرك رسول الله صلى الله عليه وآله ان تطيعني فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بلى قد أمرتك قاطعة قال فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له مالك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا قال تبا لامتك تقرك أمرهم ما تعرف سحر بني هاشم


مائة وسبعة وثلاثون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 431
حدثنا محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الطايف ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو بكر و عمر ناجاه دوننا فقال ما انا أناجي بل الله ناجاه .


مائة وثمانية وثلاثون : الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - ص 45 - 46
وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أمه أم سلمة ، قالت : أقعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه ثم دفعه إلي ، من غير أن يعلم أحد فقال : من جاءك بعدي بآية كذا وكذا ، فادفعيه إليه . قالت : فأقمت حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وولي أبو بكر أمر الناس قال عمر : فبعثتني أمي ، فقالت : اذهب ، فانظر ما يصنع هذا الرجل ؟ فجئت فجلست مع الناس ، حتى خطب أبو بكر ، ثم نزل فدخل بيته فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عمر ، فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع مثل ما صنع صاحباه ، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني ، فقالت : انظر ما يصنع هذا الرجل ؟ فجئت ، فجلست في المسجد ، فجاء علي عليه السلام ، فصعد المنبر ، فخطب ، فلما خطب نزل ، فرآني في الناس ، فقال : اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها ، فأخبرتها وقلت : قال لي : استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] خلفي يريدك . قالت : أنا - والله - أدري. فأستأذن علي عليه السلام ، فدخل ، فقال : أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله ، بآية كذا وكذا . قال عمر : كأني - والله - أنظر إلى أمي ، حين قامت إلى تابوت لها كبير ، في جوفه تابوت لها صغير ، فاستخرجت من جوفه كتابا ، فدفعته إلى علي عليه السلام . ثم قالت لي أمي : يا بني ، الزمه ، فوالله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره.


مائة وتسعة وثلاثون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 185 - 189
باب 149 العلة التي من أجلها دفنت فاطمة " ع " بالليل ولم تدفن بالنهار )

حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله " ع " لأي علة دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار ؟ قال : لأنها أوصت ان لا يصلي عليها رجال ( الرجلان ) .

حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى عن عمرو ابن أبي المقدام وزياد بن عبد الله قالا : أتى رجل أبا عبد الله " ع " فقال له : يرحمك الله هل تشيع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به ؟ قال فتغير لون أبى عبد الله " ع " من ذلك واستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله ( ص ) فقال لها : أما علمت أن عليا قد خطب بنت أبي جهل فقالت : حقاما تقول ؟ فقال : حقا ما أقول ثلاث مرات فدخلها من الغيرة مالا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهادا وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الاجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله ، قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي فاستحى ان يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكى عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها من الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعا الله ان يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله انها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها قومي يا بنية فقامت فحمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي " ع " وهو نايم فوضع النبي صلى الله عليه وآله رجله على رجل علي فغمزه وقال قم يا أبا تراب فكم ساكن أزعجته ادع لي أبا بكر من داره وعمر من مجلسه وطلحة فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة منى وانا منها فمن آذاها فقد آذاني من آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتى كان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتى ، قال : فقال علي بلى يا رسول الله ، قال فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقال علي والذي بعثك بالحق نبيا ما كان منى مما بلغها شئ ولا حدثت بها نفسي ، فقال النبي صدقت وصدقت ففرحت فاطمة عليها السلام بذلك وتبسمت حتى رئي ثغرها ، فقال أحدهما لصاحبه انه لعجب لحينه ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة قال : ثم أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي فشبك أصابعه بأصابعه فحمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وحمل الحسين علي وحملت فاطمة أم كلثوم وادخلهم النبي بيتهم ووضع عليهم قطيفة واستودعهم الله ثم خرج وصلى بقية الليل فلما مرضت فاطمة مرضها الذي ماتت فيه أتياها عايدين واستاذنا عليها فأبت ان تأذن لهما فلما رأى ذلك أبو بكر أعطى الله عهدا أن لا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمة ويتراضاها فبات ليلة في البقيع ما يظله شئ ثم إن عمر أتى عليا " ع " فقال له ان أبا بكر شيخ رقيق القلب وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار فله صحبة وقد أتيناها غير هذه المرة مرارا نريد الاذن عليها وهي تأبى ان تأذن لنا حتى ندخل عليها فنتراضى فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل ، قال : نعم فدخل علي على فاطمة عليها السلام فقال يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان من هذين الرجلين ما قد رأيت وقد تردد مرارا كثيرة ورددتهما ولم تأذني لهما وقد سألاني أن استأذن لهما عليك ؟ فقالت والله لا آذن لهما ولا أكلمهما كلمة من رأسي حتى ألقى أبى فاشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه مني فقال علي " ع " فإني ضمنت لهما ذلك قالت إن كنت قد ضمنت لهما شيئا فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال لا أخالف عليك بشئ فاذن لمن أحببت ، فخرج علي " ع " فاذن لهما فلما وقع بصرهما على فاطمة عليها السلام سلما عليها فلم ترد عليهما وحولت وجهها عنهما فتحولا واستقبلا وجهها حتى فعلت مرارا وقالت يا علي جاف الثوب وقالت لنسوة حولها حولن وجهي فلما حولن وجهها حولا إليها ، فقال أبو بكر : يا بنت رسول الله إنما أتيناك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك نسألك أن تغفري لنا وتصفحي عما كان منا إليك ، قالت لا أكلمكما من رأسي كلمة واحدة ابدا حتى القى أبى وأشكوكما إليه وأشكو صنيعكما وفعالكما وما ارتكبتما مني قالا : إنا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفري واصفحي عنا ولا تواخذينا بما كان منا ، فالتفتت إلى علي " ع " وقالت : إني لا اكلمهما من رأسي كلمة حتى أسألهما عن شئ سمعاه من رسول الله فان صدقاني رأيت رأيي قالا : اللهم ذلك لها وإنا لا نقول إلا حقا ولا نشهد إلا صدقا ، فقالت : أنشدكما الله أتذكر ان ان رسول الله صلى الله عليه وآله استخرجكا في جوف الليل لشئ كان حدث من أمر علي ؟ فقالا : اللهم نعم فقالت أنشدكما بالله هل سمعتما النبي صلى الله عليه وآله يقول : فاطمة بضعة منى وانا منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد اذى الله ومن اذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي ؟ قالا : اللهم نعم قالت الحمد لله ثم قالت اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني انهما قد أذياني في حياتي وعند موتى والله لا أكلمكما من رأسي كلمة حتى القى ربى فأشكوكما بما صنعتما بي وارتكبتما منى فدعا أبو بكر بالويل والثبور وقال : ليت أمي لم تلدني فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة وقاما وخرجا . قال : فلما نعى إلى فاطمة نفسها أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت لها يا أم أيمن ان نفسي نعيت إلى فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له : يا بن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها على فقال لها قولي ما أجبت ، قالت له تزوج فلانة تكون لولدي مربية من بعدي مثلي واعمل نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي أريني كيف صورته ؟ فأرته ذلك كما وصفت له وكما أمرت به ثم قالت : فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار ولا يحضرن من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة علي أحد ، قال علي " ع " أفعل ، فلما قضت نحبها صلى الله عليها وهم في ذلك في جوف الليل أخذ علي في جهازها من ساعته كما أوصته فلما فرغ من جهازها اخرج علي الجنازة واشعل النار في جريد النخل ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها ليلا فلما أصبح أبو بكر وعمر عاودا عايدين لفاطمة فلقيا رجلا من قريش فقالا له من أين أقبلت قال عزيت عليا بفاطمة قالا وقد ماتت ؟ قال نعم ودفنت في جوف الليل فجزعا جزعا شديدا ثم أقبلا إلى علي " ع " فلقياه وقالا له والله ما تركت شيئا من غوايلنا ومساءتنا وما هذا إلا من شئ في صدرك علينا هل هذا إلا كما غسلت رسول الله صلى الله عليه وآله دوننا ولم تدخلنا معك وكما علمت ابنك ان يصيح بابى بكران انزل عن منبر أبى فقال لهما علي " ع " أتصدقاني ان حلفت لكما قالا نعم ، فحلف فأدخلهما على المسجد فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله لقد أوصاني وتقدم ألي انه لا يطلع على عورته أحد إلا ابن عمه فكنت اغسله والملائكة تقلبه والفضل بن العباس يناولني الماء وهو مربوط العينين بالخرقة ولقد أردت انزع القميص فصاح بي صايح من البيت سمعت الصوت ولم أر الصورة لا تنزع قميص رسول الله ولقد سمعت الصوت يكرره على فأدخلت يدي من بين القميص فغسلته ثم قدم إلى الكفن فكفنته ثم نزعت القميص بعد ما كفنته . وأما الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل المدينة انه يتخطى الصفوف حتى يأتي النبي صلى الله عليه وآله وهو ساجد فيركب ظهره فيقوم النبي صلى الله عليه وآله ويده على ظهر الحسن والأخرى على ركبته حتى يتم الصلاة قالا نعم قد علمنا ذلك ، ثم قال تعلمان ويعلم أهل المدينة ان الحسن كان يسعى إلى النبي ويركب على رقبته ويدلي الحسن رجليه على صدر النبي صلى الله عليه وآله حتى يرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد والنبي صلى الله عليه وآله يخطب ولا يزال على رقبته حتى يفرغ النبي صلى الله عليه وآله من خطبته والحسن على رقبته فلما رأى الصبي على منبر أبيه غيره شق عليه ذلك والله ما أمرته بذلك ولا فعله عن أمري ، وأما فاطمة فهي المرأة التي استأذنت لكما عليها فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما والله لقد أوصتني ان لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها وما كنت الذي أخالف أمرها ووصيتها إلي فيكما ، وقال عمر دع عنك هذه الهمهمة أنا امضى إلى المقابر فانبشها حتى اصلى عليها : فقال له علي " ع " والله لو ذهبت تروم من ذلك شيئا وعلمت انك لا تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي فيه عيناك فانى كنت لا أعاملك إلا بالسيف قبل ان تصل إلى شئ من ذلك ، فوقع بين علي وعمر كلام حتى تلاحيا واستبا ، واجتمع المهاجرون والأنصار فقالوا والله ما نرضى بهذا ان يقال في ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخيه ووصيه وكادت ان تقع فتنة فتفرقا .

مائة واربعون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 280
حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( ص ) : ان أبا بكر منى بمنزله السمع وان عمر منى بمنزله البصر وان عثمان منى بمنزله الفؤاد قال : فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت له : يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال ( ص ) : نعم ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيي هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال إن الله عز وجل يقول : ( ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) ثم قال عليه السلام : وعزه ربى أن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته وذلك قول الله عز وجل : ( وقفوهم انهم مسؤلون )


مائة وواحد واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 186
حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد عن جعفر بن عمران الوشا عن أبي المقدام عن ابن عباس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا فدفعه إلى أم سلمة فقال إذا انا قبضت فقام رجل على هذه الأعواد يعنى المنبر فأتاك يطلب هذا الكتاب فادفعيه إلى فقام أبو بكر ولم يأتها وقام عمر ولم يأتها وقام عثمان فلم يأتها وقام علي عليه السلام فناداها في الباب فقالت ما حاجتك فقال الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله


مائة واثنان واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 295 - 296
حدثنا عبد الله بن محمد يرفعه باسناد له إلى أبى عبد الله عليه السلام قال لما استخلف أبو بكر اقبل عمر على علي عليه السلام فقال اما علمت أن أبا بكر قد استخلف قال علي عليه السلام فمن جعله كذلك قال المسلمون رضوا بذلك فقال علي عليه السلام والله لأسرع ما خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله ونقضوا عهده وسموه بغير اسمه والله ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر كذبت فعل الله بك وفعل فقال علي عليه السلام ان شئت ان أريك برهانا على ذلك فعلت فقال له عمر ما تزال تكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته فقال علي عليه السلام انطلق بنا لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته فانطلق معه حتى اتى إلى القبر فإذا كف فيها أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا فقال له علي عليه السلام رضيت والله لقد جحدت الله في حياته وبعد وفاته .


مائة وثلاثة واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 296 - 297
حدثني محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكارى عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمير المؤمنين عليه السلام اتى أبا بكر فقال له اما امرك رسول الله صلى الله عليه وآله ان تطيعني فقال لا ولو امرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى فلما انصرف قال علي عليه السلام يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى قلت لأبي بكر امرك الله و رسوله صلى الله عليه وآله ان يطيعني فقال رسول الله قد أمرتك فاطعه قال فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له مالك فقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا فقال تبا لامته ولوك أمرهم اما تعرف سحر بني هاشم


مائة واربعة واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 297
حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن أبي شعبة الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن عليا عليه السلام لقى أبا بكر فقال يا أبا بكر اما تعلم أن رسول الله امرك ان تسلم على علي عليه السلام بامرة أمير المؤمنين وأمرك باتباعي قال فاقبل يتوهم عليه فقال له اجعل بيني و بينك حكما قال قد رضيت فاجعل من شئت قال اجعل بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاغتنمها الاخر وقال قد رضيت قال فاخذ بيده فذهب إلى مسجد قبا قال فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قاعد في موضع المحراب فقال له هذا رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر ألم امرك بالتسليم لعلى واتباعه قال بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال فارفع الامر إليه قال نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء فليس همته الا ذلك وهو كئيب قال فلقي عمر قال مالك يا أبا بكر قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني بدفع هذه الأمور إلى علي عليه السلام فقال اما تعرف سحر بني هاشم هذا سحر قال الامر على ما كان .


مائة وخمسة واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 297 - 298
حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد عن عبد الله سنان عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر نسيت تسليمك لعلى بامرة أمير المؤمنين عليه السلام بأمر من الله ورسوله فقال له قد كان ذلك فقال له أمير المؤمنين أترضى برسول الله صلى الله عليه وآله بيني وبينك قال وأين هو قال فاخذ بيده ثم انطلق إلى مسجد قبا فدخلا فوجدا رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى فجلسا حتى فرغ فقال يا أبا بكر سلم لعلى عليه السلام ما توكدته من الله ومن رسوله قال فرجع أبو بكر فصعد المنبر فقال من يأخذها بما فيها فقال علي عليه السلام من جذع انفه فقال له عمر وخلا به وما دعاك إلى هذا قال إن عليا ذهب إلى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قائم يصلى فأمرني ان أسلم الامر إليه فقال سبحان الله يا أبا بكر اما تعرف سحر بني هاشم .

مائة وستة واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 297 - 298
حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر هل اجمع بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال نعم فخرجا إلى مسجد قبا فصلى أمير المؤمنين عليه السلام ركعتين فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر على هذا عاهدتك فصرت به ثم رجع وهو يقول والله لا اجلس ذلك المجلس فلقي عمرو قال مالك كذا قال قد والله ذهب بي فأراني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له عمر اما تذكر يوما كنا معه فامر بشجرتين فالتقتا فقضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقا قال أبو بكر أما إذا قلت ذا فانى دخلت انا و هو في الغار فقال بيده فمسحها عليه فعاد ينسج العنكبوت كما كان ثم قال الا أريك جعفر وأصحابه تعوم بهم سفينتهم في البحر قلت بلى قال فمسح يده على وجهي فرأيت جعفرا وأصحابه تعوم بهم سفينتهم في البحر فيومئذ عرفت انه ساحر فرجع إلى مكانه .


مائة وسبعة واربعون : بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 298 - 299
حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه سليمان عن عيثم ابن أسلم عن معاوية الدهني قال دخل أبو بكر على علي عليه السلام فقال له ان رسول الله صلى الله عليه وآله ما تحدث إلينا في امرك حديثا بعد يوم الولاية وانى اشهد انك مولاي مقر لك بذلك وقد سلمت عليك على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله انك وصيه ووارثه و خليفته في أهله ونسائه ولم يحل بينك وبين ذلك وصار ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله إليك وامر نسائه ولم يخبرنا بأنك خليفته من بعده ولا جرم لك في ذلك فيما بيننا وبينك ولا ذنب بيننا وبينك وبين الله قال فقال علي عليه السلام ان أريتك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرك انى أولى بالامر الذي أنت فيه منك ومن غيرك وأنت لم ترجع عما أنت فيه فتكون كافرا قال أبو بكر ان رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرني ببعض هذا لاكتفيته قال فوافني إذا صليت المغرب قال فرجع إلى بعد المغرب فاخذ بيده فخرج به إلى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه والله جالس في القبلة فقال يا عتيق وثبت على علي عليه السلام وجلست مجلس النبوة وقد تقدمت إليك في ذلك فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخله لعلى عليه السلام والا فموعدك النار قال ثم اخذ بيديه فأخرجه فقام النبي ومشى عنهما قال فانطلق أمير المؤمنين عليه السلام إلى سلمان فقال يا سلمان اما علمت أنه كان من الامر كذا وكذا قال ليشهدن بك وليندبنه إلى صاحبه وليخبرنه بالخبر قال فضحك أمير المؤمنين عليه السلام وقال اما ان يجيز صاحبه وسيفعل ثم لا والله لا يذكر ابدا إلى يوم القيمة هما انظر لا نفسهما من ذلك قال فلقي أبو بكر عمر فقال له أراني على كذا وكذا فقال له عمر ويلك ما أقل عقلك فوالله ما أنت فيه الساعة ليس الا من بعد سحر ابن أبي كبشة قد نسيت سحر بني هاشم ومن أين يرجع محمد صلى الله عليه وآله ولا يرجع من مات ان ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم فتقلد هذا السربال ومر فيه .


مائة وثمانية واربعون : فضائل الشيعة - الشيخ الصدوق - ص 11 - 12
الحديث الحادي عشر وبهذا الاسناد عن مستفاد بن محيى قال حدثنا زكريا بن يحيى بن ابان القسطاط قال حدثنا محمد بن زياد عن عقبة عن عامر الجهني قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد ونحن جلوس وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليه السلام في ناحية فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجلس إلى جانب علي عليه السلام فجعل ينظر يمينا وشمالا ثم ( قال ) ان عن يمين العرش وعن يسار العرش لرجالا على منابر من نور تتلألأ وجوهم نورا قال فقام أبو بكر وقال بابي أنت وأمي يا رسول الله انا منهم قال اجلس ثم قام إليه عمر فقال مثل ذلك فقال له اجلس فلما رأى ابن مسعود ما قال لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام حتى استوى قائما على قدميه ثم قال بابى أنت وأمي يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم بصفتهم قال فضرب على منكب علي عليه السلام ثم قال هذا وشيعته هم الفائزون


مائة وتسعة واربعون : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 74 - 79
حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري ، قال : أخبرنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : قيل لسيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام : إن الناس يقولون : إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي عليه السلام قال : فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ فمن كان في زمن موسى مثل هارون ؟ .


مائة وخمسون : الأصول الستة عشر - عدة محدثين - ص 17 - 19
عباد عن إسماعيل بن دينار عن عمرو بن ثابت عن سالم بن أبي حفصة عن سالم بن الجعد عن طارق بن شهاب قال سمعت عليا ع يقول من شاء يصدق ومن شاء يكذب مؤبدين وصاحبتهما في نار جهنم

مائة وواحد وخمسون : أبو سعيد عباد عن عمرو بن ثابت عن محمد بن عبد الله بن عقيل عن فاطمة بنت الحسين ع قالت جاء رجل من بنى أسد إلى أبى ع فقال ما بال القوم يأمروك على أبيك ولم يؤمرونه فقال إن القوم تعاهدوا وتواثقوا ان لا يولوها أبى
مائة واثنان وخمسون : عباد عن سفير الحريري عن أبيه عن الصادق ع قال بعث عمر بن الخطاب إلى قدامه عامله بمقدار لا يجوزها أحد من الموالي الا قتل قال فجاء الرسول وعند قدامه رجل من موالي الأزد جصاص فقدمه فضرب عنقه
مائة وثلاثة وخمسون : أبو سعيد عباد عن سفير الحريري ( سفيان خ د ) عن عبد الرحمن بن سالم الأشل قال سئلت عبد الملك بن عمر عن أحاديث فأبى ان يحدثني فقلت له كم كان المقياس الذي بعث به عمر قال كان خمسة أشبار مختوم برصاص قتل فيه رجلين
مائة واربعة وخمسون : عباد أبو سعيد عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أمر أبو بكر خالد بن الوليد فقال إذا انا سلمت فاضرب عنق على قال وبدا لأبي بكر فسلم في نفسه ثم نادى يا خالد لا تفعل ما أمرتك به من شئ فالتفت على ع إلى خالد لعنه الله فقال يا خالد أكنت فاعلا قال نعم والله قال أنت أضيق خلقة من ذاك
مائة وخمسة وخمسون : عباد عن الحسين كذا زيد بن علي عن يحيى بن عبد الله بن الحسين عن جعفر بن محمد قال بعث رسول الله ص أبا بكر ببراءة قال فجاء جبرئيل ع فقال يا محمد انه لا يؤدي عنك الا أنت أو من هو منك قال فبعث رسول الله ص عليا إلى أبى بكر وأمره ان يدفع إليه براءة قال فلحقه على ع وكان معه عمرو أبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى حذيفة قالوا له لا تدفعها إليه فأبى أبو بكر فدفعها إليه قال واجمع القوم على كتاب كتبوه بينهم في المسجد الحرام ان قبض رسول الله ص الا يولوا عليا منها شيئا فلما سجى أبو بكر دخل عليه على ع فقال ما أحد أحب ان القى الله بمثل صحيفة من هذا المسجى قال فلما سجى عمر دعى له فقال مثل ذلك قال فهي الصحيفة التي كتبوها بينهم ان قبض رسول الله ص لا يولوها عليا ع

مائة وستة وخمسون : المحتضر - حسن بن سليمان الحلي - ص 102 - 109
وروى أبان عن سليم أيضا بتلك الرواية قال سليم : شهدت أبا ذر يوم الربذة حين سيره عثمان أوصى إلى علي ( عليه السلام ) في أهله وماله . فقال له قائل : لو كنت أوصيت إلى أمير المؤمنين [ عثمان ] . فقال : قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقا ، [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ] فقد سلمنا عليه بإمرة المؤمنين على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [ بأمر الله ] إذ قال لنا : سلموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي بإمرة المؤمنين ، فإنه رب الأرض الذي تسكن إليه ، ولو قذفتموه أنكرتم الأرض وأهلها . فرأيت عجل هذه الامة وسامريها راجعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالا : بأمر من الله ورسوله ؟ فغضب رسول الله وقال : بحق من الله ورسوله أمرني بذلك . فلما سلما عليه أقبلا على أصحابهما [ معاذ و ] سالم وأبي عبيدة بعد ما خرجا من بيت علي ( عليه السلام ) [ من ] بعد ما سلما عليه ، فقالا لهما : ما يزال هذا الرجل يرفع خسيسة ابن عمه . فقال أحدهما : إذا يحسن أمر ابن عمه . ثم قال الجميع : مالنا عنده خير ما بقي ابن عمه. قال : فقلت : يا أبا ذر ! هذا التسليم قبل حجة الوداع أو بعدها ؟ فقال : أما التسليمة الاولى فقبل حجة الوداع ، وأما التسليمة الاخرى فبعد حجة الوداع . فقلت : فمعاقدة هؤلاء الخمسة متى كانت ؟ قال : في حجة الوداع . قلت : فأخبرني - أصلحك الله - عن الإثنى عشر أصحاب العقبة المتلثمين الذين أرادوا أن ينفروا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ناقته ومتى كان ذلك ؟ قال : بغدير خم مقبل رسول الله x ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع . قلت : أصلحك الله أتعرفهم ؟ قال : أي والله أعرفهم كلهم . قلت : من أين تعرفهم وقد أسرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حذيفة ؟ ال : إن عمار بن ياسر كان قائدا وحذيفة [ كان ] سائقا ، فأمر حذيفة بالكتمان ولم يأمر بذلك عمارا . قلت : فسمهم لي . قال : خمسة أصحاب الصحيفة ، وخمسة أصحاب الشورى ، وعمرو بن العاص ومعاوية.
مائة وسبعة وخمسون : المحتضر - حسن بن سليمان الحلي - ص 102 - 109
وروى أبان عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسي - في حديث طويل يقول فيه : - ولما انتهى بعلي ( عليه السلام ) إلى أبي بكر إنتهره عمر وقال : بايع ودع عنك هذه الأباطيل . فقال له علي ( عليه السلام ) : فإن لم أفعل فما أنتم صانعون ؟ قالوا : نقتلك ذلا وصغارا . قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله . فقال أبو بكر : أما عبد الله فنعم وأما أخا رسوله فلا نقر لك بهذا . فقال : أتجحدون أن رسول الله آخى بيني وبينه ؟ قالوا : نعم نجحدها . فأعادها [ عليهم ] ثلاث مرات ، ثم أقبل علي ( عليه السلام ) فقال : يا معاشر المسلمين [ و ] المهاجرين والأنصار ! انشدكم الله - تعالى - أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خم كذا وكذا ، ويقول يوم غزاة تبوك كذا وكذا ؟ فلم يدع علي شيئا قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) له علانية للعامة إلا ذكره وذكرهم به ، فقالوا : نعم . فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم وقال له : كلما قلته حق قد سمعته آذاننا ووعته قلوبنا ، ولكن قد سمعت رسول الله بعد هذا يقول : إنا أهل بيت اصطفانا الله واختار لنا الآخرة على الدنيا وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة . فقال علي : هل أحد من أصحاب رسول الله يشهد بهذا معك ؟ فقال عمر : صدق خليفة رسول الله قد سمعت منه كما قال . وقال أبو عبيدة وسالم مولى [ أبي ] حذيفة ومعاذ بن جبل : [ صدق ] قد سمعنا ذلك من رسول الله . فقال [ لهم ] علي ( عليه السلام ) : قد وفيتم بصحيفتكم [ الملعونة ] التي تعاقدتم عليها في الكعبة إن قتل الله محمدا أو مات لتزوون عنا أهل البيت هذا الأمر . فقال له أبو بكر : فما علمك بذلك [ ما ] أطلعناك عليها . فقال علي ( عليه السلام ) : أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد أسألكم بالله والإسلام أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ذلك وأنتم تسمعون أن فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة قد تعاهدوا وكتبوا بينهم كتابا وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا أيمانا على ما صنعوا فكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت ليزووا عنك هذا الأمر يا علي . فقلت له : بأبي أنت يا رسول الله فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم ونابذهم وإن لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك ، . . . إلى آخر الحديث .

[ دعاء صنمي قريش ] ومما يدل على ما قلناه من أنهما كانا منافقين غير مؤمنين ما سمع من قنوت مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو هذا : اللهم [ صل على محمد وآل محمد و ] العن صنمي قريش ، وجبتيهما ، وطاغوتيهما ، وإفكيهما ، وابنتيهما ، اللذين خالفا أمرك ، وأنكرا وحيك ، وجحدا إنعامك ، وفصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفا كتابك ، [ وأحبا أعداءك وجحدا آلاءك ] وعطلا أحكامك ، وأبطلا فرائضك ، وألحدا في آياتك ، وعاديا أوليائك ، وواليا أعدائك ، وخربا بلادك ، وأفسدا عبادك . اللهم العنهما وأتباعهما [ وأولياءهما ] وأشياعهما ومحبيهما . [ فقد أخربا بيت النبوة ، وردما بابه ، ونقضا سقفه ، وألحقا سماءه بأرضه ، وعاليه بسافله ، وظاهره بباطنه ، وإستأصلا أهله ، وأبادا أنصاره ، وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه ، وجحدا إمامته ، وأشركا بربهما ، فعظم ذنبهما ، وخلدهما في سقر ، وما أدراكما سقر لا تبقي ولا تذر ] . اللهم إلعنهم بعدد كل منكر أتوه ، وحق أخفوه ، ومنبر علوه ، ومؤمن آذوه ، ومنافق ولوه ، وولي عزلوه ، وطريد آووه ، وصادق طردوه [ وكافر نصروه ] ، وإمام قهروه ، وفرض غيروه ، وأثر أنكروه ، وشر آثروه ، ودم أراقوه ، وخبر بدلوه ، وكفر نصبوه ، وحكم قلبوه ، وإرث غصبوه ، وفيء اقتطعوه ، وسحت أكلوه ، وخمس إستحلوه ، وباطل أسسوه ، وجور بسطوه ، ونفاق أسروه ، وغدر أضمروه ، وظلم نشروه ، ووعد أخلفوه ، وأمان خانوه ، وعهد نقضوه ، وحلال حرموه ، وحرام أحلوه ، وبطن فتقوه ، [ وجنين أسقطوه ] ، وضلع دقوه ، وصك مزقوه ، وشمل بددوه ، وعزيز أذلوه ، وذليل أعزوه ، وحق منعوه ، وكذب دلسوه . اللهم إلعنهم بعدد كل آية حرفوها ، وفريضة تركوها ، وسنة غيروها ، وأحكام عطلوها ، ورسوم قطعوها ، ووصية ضيعوها ، وبيعة نكثوها ، ودعوى أبطلوها ، وبينة أنكروها ، وحيلة أحدثوها ، وخيانة أوردوها ، وعقبة إرتقوها ، ودباب دحرجوها ، وأزياف لزموها ، وشهادات كتموها . اللهم إلعنهم في مستسر السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا أبدا دائما [ دائبا ] سرمدا ، لا انقطاع لعدده ، ولا نفاد لمدده ، لعنا يعود أوله ولا ينقطع آخره ، لهم ولأنصارهم ولأعوانهم ولمحبيهم ومواليهم [ والمسلمين لهم و ] المائلين إليهم والناهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم . فكان ( عليه السلام ) يقنت به ثم يقول أربع مرات : اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار في النار آمين رب العالمين

مائة وثمانية وخمسون : المحتضر - حسن بن سليمان الحلي - ص 102 - 109
ومن كتاب التفسير المنقول برواية محمد بن بابويه عن رجاله عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) في قوله - تعالى - : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين ) قال الإمام الحسن : قال موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما وقف بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في يوم الغدير موقفه المعروف المشهور . [ ثم ] قال : يا عباد الله ! أنسبوني . فقالوا : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن [ عبد ] مناف . فقال: أيها الناس ! ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! [ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مولاكم أولى بكم من أنفسكم ؟ ] . [ قالوا : بلى يا رسول الله ] . فنظر إلى السماء وقال : اللهم إشهد . يقول هو ذلك ويقولونه ثلاثا . ثم قال : ألا من كنت مولاه وأولى به ، فهذا [ علي ] مولاه وأولى به ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين ; ففعل. [ ثم قال : قم يا عمر ، فبايع له بإمرة المؤمنين ، فقام فبايع له بإمرة المؤمنين ] . ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد ذلك لتمام تسعة نفر ثم لرؤساء المهاجرين والأنصار فبايعوا كلهم . فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب فقال : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ثم تفرقوا عن ذلك ، وقد أكدت عليهم العهود والمواثيق . ثم إن قوما من مردتهم وجبابرتهم تواطؤا بينهم لئن كانت لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كائنة لندفعن هذا الأمر عن علي ولا نتركه له . فعلم الله - تعالى - ما في قلوبهم. وكانوا يأتون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيقولون له: لقد أقمت عليا أحب خلق الله إلى الله وإليك وإلينا وكفيتنا فيه مؤنة الظلمة والجبارين في سياستنا ، وعلم الله - تعالى - من قلوبهم خلاف ذلك ومن مواطأة بعضهم لبعض و أنهم على العداوة مقيمون ولدفع الأمر عن مستحقه مؤثرون . فأخبر الله - سبحانه - نبيه محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنهم فقال : يا محمد ! ( ومن الناس من يقول آمنا بالله ) الذي أمرك بنصب علي إماما وسائسا لامتك ومدبرا ( وما هم بمؤمنين ) بذلك [ و ] لكنهم متواطؤون على هلاككم وهلاكه وموطنون أنفهسم على التمرد [ على علي ] إن كانت بك كائنة - إلى قوله - تعالى - - ( يخادعون الله ) الآية . قال موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : فاتصل ذلك من مواطأتهم وقيامهم في علي ( عليه السلام ) وسوء تدبيرهم عليه برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدعاهم وعاتبهم فاجتهدوا بالأيمان. فقال أولهم : يا رسول الله ! [ والله ] ما اعتددت بشيء كاعتدادي بهذه البيعة ، ولقد رجوت أن يفسح الله لي بها [ في ] قصور الجنان ويجعلني بها [ من ] أفضل النزال والسكان . وقال ثانيهم : بأبي أنت وامي [ يا رسول الله ] ! ما وثقت بدخول الجنة والنجاة من النار إلا بهذه البيعة ، والله ما يسرني إن نقضت أو نكثت بعد ما أعطيت من نفسي [ ما أعطيت ] وإن [ كان ] لي طلاع ما بين الثرى إلى العرش لئالي رطبة وجواهر فاخرة . وقال ثالثهم : [ والله ] يا رسول الله ! لقد صرت من الفرح بهذه البيعة والسرور والفسح من الآمال في رضوان الله ما تيقنت أن لو كانت ذنوب أهل الأرض كلها في عنقي لمحصت عني هذه البيعة وحلف أنه ما قال ذلك ولعن من بلغ عند رسول الله بعد ما حلف.
ثم تتابع بمثل هذا الاعتذار من بعدهم من الرجال المتهمين. فقال الله عزوجل لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يخادعون الله ) و [ يعني ] يخادعون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإبدائهم خلاف ما في جوانحهم ويخادعون ( الذين آمنوا ) الذين سيدهم وفاضلهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ثم قال : ( وما يخدعون إلا أنفسهم ) أي [ و ] ما يضرون بتلك الخديعة إلا أنفسهم ، فإن الله غني عنهم وعن نصرتهم [ و ] لولا إنهاء الإمام ما قدروا على شيء من فجورهم وطغيانهم ( وما يشعرون ) أن الأمر كذلك ، وأن الله يطلع نبيه على نفاقهم وكفرهم وكذبه


مائة وتسعة وخمسون : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 28 - ص 326 – 328
وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز ، عن أحمد بن إسحاق بن صالح عن عبد الله بن عمر ، عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد قال : لما توفى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة ، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، فقال الحباب بن المنذر : منا أمير ومنكم أمير ، إنا والله لا ننفس هذا الامر عليكم أيها الرهط ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم ، فقال عمر بن الخطاب إذا كان ذلك ، فمت إن استطعت ، فتكلم أبو بكر فقال : نحن الامراء وأنتم الوزراء والامر بيننا نصفان كقد الأبلمة ، فبويع وكان أول من بايعه بشير بن سعد والد النعمان بن بشير . فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت ، فقالت : ما هذا . قال : قسم قسمة أبو بكر للنساء ، قالت : أتراشوني عن ديني ؟ والله لا أقبل منه شيئا فردته عليه. ثم قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الخبر على أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي قال : لقد صدقت فراسة الحباب بن المنذر ، فان الذي خافه وقع يوم الحرة ، واخذ من الأنصار ثأر المشركين يوم بدر ، ثم قال لي رحمه الله : ومن هذا خاف أيضا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذريته وأهله ، فإنه كان عليه السلام ) قد وتر الناس ، وعلم أنه إن مات وترك ابنته وولدها سوقة ورعية تحت أيدي الولاة ، كانوا بعرض خطر عظيم ، فما زال يقرر لابن عمه قاعدة الامر بعده ، حفظا لدمه ودماء أهل بيته ، فإنهم إذا كانوا ولاة الامر ، كانت دماؤهم ، أقرب إلى الصيانة والعصمة ، مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم ، فلم يساعده القضاء والقدر وكان من الامر ما كان ، ثم أفضى أمر ذريته فيما بعد إلى ما قد علمت. قال : وروى أحمد بن عمر بن عبد العزيز ، عن عمر بن شبة عن محمد بن منصور عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بعث أبا سفيان ساعيا فرجع من سعايته وقد مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلقيه قوم فسئلهم فقالوا : مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : من ولي بعده ؟ قيل أبو بكر ، قال : أبو الفصيل ؟ قالوا : نعم ، قال : فما فعل المستضعفان علي والعباس ؟ أما والذي نفسي بيده ، لأرفعن لهما من أعضادهما . قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز : وذكر جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال : شيئا آخر لم تحفظه الرواة ، فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفيها إلا الدم ، قال : فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدع . له ما في يده فتركه فرضى.

مائة وستون : تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 214 – 215
وحدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما بعث الله نبيا إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس بعده فاما صاحبا نوح فقنطيفوص وخرام ، واما صاحبا إبراهيم فمكثل ( مكيل خ ل ) ورزام ، واما صاحبا موسى فالسامري ومرعقيبا واما صاحبا عيسى فبولس ومريتون واما صاحبا محمد صلى الله عليه وآله فحبتر وزريق وقوله ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ) تصغي إليه اي يستمع لقوله المنافقون ويرضونه بألسنتهم ولا يؤمنون بقلوبهم ( وليقترفوا ) اي ينتظروا ( ما هم مقترفون ) ثم قال قل لهم يا محمد ( أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي انزل إليكم الكتاب مفصلا ) يعني يفصل بين الحق والباطل وقوله ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم )

وهذه عن الحلال والحرام : تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 63 - 64
فحدثني أبى عن الحسن بن محبوب بن سعيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه وبفتنانه ويضلان الناس بعده وقد ذكرنا هذا الحديث في تفسير : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن في سورة الأنعام


وهذه لعيون بني وهبان بلا ترقيم
ومن كتاب « عقاب الأعمال » تصنيف الصدوق محمد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، حدثني محمد بن الحسن الصفار قال : حدثني عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان الديلمي عن إسحاق بن عمار الصيرفي عن موسى الكاظم ( عليه السلام ) قال : قلت : جعلت فداك ! حدثني فيهما بحديث فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة . قال : فقال لي : يا إسحاق ! الأول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة السامري . قال : قلت : جعلت فداك ! زدني فيهما . قال : هما - والله - نصرا وهودا ومجسا ، فلا غفر الله ذلك لهما . قال : قلت : جعلت فداك ! زدني فيهما . قال : ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم . قال : قلت : جعلت فداك ! فمن هم ؟ قال : رجل ادعى إماما من غير الله ، وآخر طغى في إمام من الله ، وآخر زعم أن لهما في الإسلام نصيبا . قال : قلت : جعلت فداك ! زدني فيهما . قال : ما ابالي يا إسحاق محوت المحكم من كتاب الله أو جحدت محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) النبوة أو زعمت أن ليس في السماء إله ، أو قدمت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قال : قلت : جعلت فداك زدني . قال : فقال لي: يا إسحاق ! إن في النار لواديا يقال له : محيط لو طلع منه شرارة لأحرقت من على وجه الأرض ، وإن أهل النار يتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله عزوجل في أنيابها من السم لأهلها ، وإن في جوف تلك الحية لسبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة واثنان من هذه الامة . قال : قلت : جعلت فداك ! ومن الخمسة ؟ ومن الاثنان ؟ قال : أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل ، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال : ( أنا أحيي وأميت ) ، وفرعون الذي قال : ( أنا ربكم الأعلى ) ، ويهودا الذي هود اليهود ، وبولس الذي نصر النصارى ، ومن هذه الامة أعرابيان.

ومن نفس الكتاب أيضا بإسناده عن عبد الله بن بكير الأرجاني قال : صحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة من المدينة فنزلنا منزلا يقال له « عسفان » ، ثم مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش . فقلت : يا بن رسول الله ! ما أوحش هذا الجبل فما رأيت في الطريق جبلا مثله . فقال : يا بن بكير ! أتدري أي جبل هذا ؟ هذا جبل يقال له : « الكمد » ، وهو على واد من أودية جهنم فيه قتلة أبي الحسين « صلوات الله عليه » [ إستودعهم الله ] ، تجري من تحته مياه جهنم من غسلين والصديد والحميم وما يخرج من طينة خبال وما يخرج من الهاوية وما يخرج من السعير ، وما مررت بهذا الجبل في مسيري فوقفت إلا رأيتهما يستغيثان ويتضرعان ، وإني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما : إن هؤلاء إنما فعلوا بما أسستما ، لم ترحمونا إذ وليتم ، وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقنا ، واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم الله من يرحمكما ، فذوقا وبال ما صنعتما ، وما الله بظلام للعبيد.
هل اكتفيتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فعندنا المزيد

بعد هذا نقول :
حان وقت الحصاد
نقلنا لكم ايها المتابعون اكثر من مئة وستين رواية في بيان موقف اهل البيت من الشيخين عن طريق القطع المتحصل من التواتر المعنوي
وقد مر في اول البحث ان التواتر لايشترط فيه السند الصحيح .. لانه يعتمد على كثرة الناقلين في كل طبقة مع عدم التواطأ على الكذب
ولكن
هذا لايمنع ان تكون بعض الروايات التي نقلناها صحيحة في سندها ومعتبرة في حجيتها
واكمالا للبحث والفائدة : سنبين لكم فيما يلي الروايات الصحيحة التي وردت في هذا البحث حتى يكون الامر واضحا جليا لكل من اراد النجاة والولوج الى قلب الحقيقة
وساكتفي بوضع ارقام الروايات وبوسعكم الرجوع اليها ..
الصحيح من الروايات هو :
1: الحديث الثاني:الكافي - الشيخ الكليني ج 3 ص 342 :
ومعه : تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج 2 ص 321 :

2: الحديث الرابع:الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص 245 :
3: الحديث الخامس :الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص:
4: الحديث السادس : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 343 – 345
5: الخامس والعشرون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 156
6: السابع والعشرون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 204
7: الثامن والعشرون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 246
8: التاسع والعشرون :الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 245
9: الرابع والثلاثون: الكافي - الشيخ الكليني - ج8 ص335 :
10: الثامن والثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 23 – 27
11: التاسع والثلاثون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 421
12: الاربعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 343 - 344
13: السادس والاربعون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 150
14: الثاني والخمسون : وقفت أم ابيها فخطبت خطبتها الكبرى في مسجد النبي الاعظم ونقلت الينا بطرق مختلفة هذه بعضها من كتاب دلائل الامامة للطبري الشيعي :

15: الثالث والخمسون : وكان لها خطبة أخرى لتقيم الحجة على كل الناس ولايعتذر احد بعدم العلم والسماع ونسميها بالخطبة الصغرى قالتها في محضر نساء المهاجرين والانصار ونقلت الينا بطرق هذه بعضها :
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 125
الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 374 - 375
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 355 - 356
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 354

16: الرابع والخمسون : تفسير القمي ( ج 2 : ص 155 – 159
17 : الثامن والخمسون : عيون أخبار الرضا ( ع ) وعلل الشرائع
18: الحادي والستون : صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1549 ]
19: السبعون: علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 146 - 147
20 : الثاني والسبعون : دلائل الامامة صفحة 135
21: الحادي والثمانون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 58 – 63
22: الرابع والثمانون : الشقشقية فهي عندنا معتبرة وحجة بطرقها المتعددة
23: الخامس والثمانون:الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 67 - 68
24: السادس و الثمانون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 245
25: السابع والثمانون :الكافي - الشيخ الكليني - ج 4- ص 567
26: التسعون: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 374 – 375
27: الحادي والتسعون: الكافي - الشيخ الكليني - ج1 ص 184
28: الثاني والتسعون : الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص374
29: الثالث والتسعون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 23 - 27
30 : الرابع والتسعون :الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 180
31: السابع والتسعون : الكافي – الشيخ الكليني ج1 ص 429
32: التاسع والتسعون : الكافي الشيخ الكليني الجزء1 ص 374
33: المائة: الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 23 - 27
34: واحد بعد المائة: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 415
35: اثنان بعد المائة: الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص 377
36: الثالث بعد المائة: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 189 - 190
37: الرابع بعد المائة: الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 296 - 297
38: الرابع عشر بعد المائة : الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 318 - 327

39: الحادي والعشرون بعد المائة : ثواب وعقاب الاعمال للشيخ الصدوق ص208 باب عقاب الناصب والجاحد لأمير المؤمنين (ع) والشاك فيه والمنكر له
40: الخامس والعشرون بعد المائة : الكافي - الشيخ الكليني - 5/24
41: السادس والعشرون بعد المائة : الكافي - الشيخ الكليني - 5/565
42: الثامن والعشرون بعد المائة : تفسير القمي 2/155
43: الثلاثون بعد المائة: تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي ج 5 ص 367 :
44: مائة اثنان وخمسون : بصائر الدرجات ص 296 - 297
45: مائة واربعة وخمسون : بصائر الدرجات ص 297 - 298
وقد كنت قلت في اول البحث ما نصه :

اقتباس:
فحياكم الله جميعا ونحن مع بيان موقف أهل البيت في الشيخين وعن طريق التواتر لا الآحاد مع ملاحظة أنه يوجد فيما سأنقل اكثر من ثلاثين رواية صحيحة السند وسافسح المجال للاخوة أن يتدبروا في دلالات هذه الآثار عن طريق عرض الروايات على التوالي والتدرج وبالله التوفيق وعليه أتوكل وهو حسبي


والآن اقول :
نقلت اكثر من مئة وستين رواية وهي ليست كل ماهو موجود وانما هي بعض الروايات في هذا الموضوع ... وفي هذه الروايات يوجد اكثر من 45 رواية صحيحة السند .. وانما قلت اكثر لاننا لم نتساهل في التصحيح بل اعتمدنا القواعد الاشد في تصحيح الروايات
ومن البديهي ان الكثير من الروايات الضعيفة سترتقي الى درجة المعتبر والصحيح بعد ان صحت روايات تتفق معها في المضمون
فيا بني وهبان
ويا ايها المنصفون
وياايها الباحثون

لو كان عندكم اربعون رواية صحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله هل كنتم تتركونها وتعتقدون خلافها لا لشيء الا أنها لاتعجبكم ؟
او انها على خلاف ذوقكم ؟
لو كان عندكم ثلاثون ؟؟؟
عشرون ؟؟
عشرة ؟؟
لو كان عندكم رواية واحدة صحيحة فهل كنتم تخالفونها ؟؟؟
يابني وهبان :
قبلتم رواية الاحادة في اثبات العقائد عندكم .. فكفرتم وباركتم على اساس رواية واحدة وأثبتم لله تعالى حتى اللسان واللهوات والأضراس اعتمادا على حديث واحد وووو
أفيصح عقلا ان تعترضوا علينا في عقيدة فيها اكثر من مئة رواية صحيحة ؟؟؟؟
فمالكم كيف تحكمون


الروايات المنقولة كانت بهذا النحو

عن النبي الاكرم = 9 رواية
عن أمير المؤمنين = 21 رواية
عن الزهراء = 6 رواية
عن الامام السجاد = 7 رواية
عن الامام الباقر = 45 رواية
عن الامام الصادق = 60 رواية
عن الامام الكاظم = 6 رواية
عن الامام الرضا = 5 رواية
عن الامام العسكري = 2 رواية
عن جابر = 1 رواية
عن ابن عباس = 2 رواية
عن ام سلمة = 1 رواية

منها 45 رواية صحيحة كما بينا سابقا

وللعلم انني لم انقل كل الروايات في كتبنا ولكن فيما نقلنا كفاية لاثبات مانقول


بسم الله الرحمن الرحيم

وصلنا الى لُب الموضوع وفيه نقول :

أرجو ان يلتفت القاريء الكريم اننا بصدد اثبات عقيدة اهل البيت في الشيخين عن طريق التواتر ولذا فانا سانقل اسماء المخبرين بهذه العقيدة في كل طبقة من دون ذكر اسم المعصوم المعاصر لهم مع افراد تلك الطبقة

فالمعصوم لوحده عندنا يحقق القطع واليقين في اخباره

ولكن لان الموضوع هو اثبات التواتر فساعتمد اثبات الكثرة العددية التي يستحيل تواطؤها على الكذب في كل طبقة من الطبقات

فارجو الانتباه لهذا
وسنبدا ان شاء الله ببيان الطبقات ورواة كل طبقة

الطبقة الاولى :

زينب بنت علي عليهما السلام
ابن عباس رض
جابر بن عبد الله رض
أم سلمة رض
سلمان المحمدي رض
أبن مسعود رض
عامر بن واثلة رض
عائشة بنت ابي بكر
أبو الهيثم بن التيهان رض
عمر بن أبي سلمة رض

هؤلاء نقلوا عن المعصوم المتمثل بالنبي الاعظم وامير المؤمنين والصديقة الطاهرة صلوات الله عليهم اجمعين

يلحق بالطبقة الاولى :

الصحابي جندب بن عبد الله


الطبقة الثانية
في هذه الطبقة توجد سبع روايات عن الامام زين العابدين عليه السلام
سليم بن قيس الهلالي
صباح المزني
الحسن البصري
الأصبغ بن نباتة
عكرمة
فاطمة بنت الحسين
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
القاسم بن حسان
عروة بن الزبير
أبو علي الهمداني
عبد الرحمن بن جندب
أحمد بن موسى الطائي
جعيد همدان
أبو الزبير المكي
طارق بن شهاب
سعيد بن جبير

الطبقة الثانية:

في هذه الطبقة توجد سبع روايات عن الامام زين العابدين عليه السلام

وروات هذه الطبقة هم :

سليم بن قيس الهلالي
صباح المزني
الحسن البصري
الأصبغ بن نباتة
عكرمة
فاطمة بنت الحسين
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
القاسم بن حسان
عروة بن الزبير
عبد الرحمن بن جندب
أحمد بن موسى الطائي
جعيد همدان
أبو الزبير المكي
طارق بن شهاب
سعيد بن جبير
عمر بن علي بن أبي طالب
أبو علي الهمداني
أبو حمزة الثمالي

الطبقة الثالثة
في هذه الطبقة توجد 45 رواية عن الامام الباقر وهي لوحدها تورث القطع في هذه الطبقة
علي بن حزور
أبان بن تغلب الربعي
زيد بن علي
عبد الله بن الحسن بن الحسن
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
أبان بن أبي عياش
محمد بن أحمد بن موسى الطائي
إبراهيم بن عثمان
أبو طارق السراج
علي بن خزيمة
عطاء بن أبي رباح
سلمة بن كهيل
عبد الرحمن ابن سيابة
محمد بن زياد
أبو خالد الكابلي
عبد الله بن عقيل
الزهري
إبراهيم بن عمر اليماني
الورد بن زيد
أبو بصير
الكميت بن زيد الأسدي
قتادة
الحكم بن الصلت
بريد بن معاوية
جابر الجعفي
شريك الدين بن الربيع
أبي محمد الحضرمي
ميمون بن مصعب المكي
عبد الرحيم القصير
زكريا النقاض
عمر والأوزاعي
سلام بن سعيد المخزومي
قدامة بن سعد الثقفي
سالم بن أبي حفصة
فضيل الرسان
زرارة بن اعين
الحارث بن الحصيرة الأسدي
زياد الكناسي
عبد الله سنان
سالم بن الجعد
عبد الله بن عقيل
محمد بن مسلم الثقفي
زياد بن المنذر


الطبقة الرابعة
في هذه الطبقة توجد 60 رواية عن الامام الصادق عليه السلام
عيسى بن راشد
ابان بن عثمان
أبو عبيدة الحذاء
عبد الرحيم القصير
يزيد بن هارون
محمد بن الفضيل
الحكم بن مسكين الثقفي
قلقلة
معاوية الدهني
الحسين بن ثوير
أبو سلمة السراج
الخيبري
سدير الصيرفي
صباح الحذاء
حمزة بن حمران
عبد الله بن كثير الهاشمي
صالح بن سهل الهمداني
عبد الله بن عبد الرحمن الأصم
الحارث بن المغيرة
ميسر بن عبد العزيز
أبان بن عثمان الأحمر
عبد الرحمن بن أبي عبد الله
عقبة بن بشير الأسدي
الحارث النضري
فروة
هشام بن سالم
عمار الساباطي
عبيد الله بن عبد الله الدهقان
حسين الجمال
سورة بن كليب
عبد الله بن النجاشي
سعيد بن أبي عروة
عبد الكريم بن عتبة الهاشمي
عبدالله بن أبي يعفور
عبد الله بن مسكان
حريز
أحمد بن عيسى
عبد الكريم بن عمرو الخثعمي
محمد بن أبي حمزة
الحسن بن صالح بن حي
عبد الله بن الحسن بن الحسن
عمرو بن شمر
حرب بن ميمون
معمر
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
عثمان بن عيسى
حماد بن عثمان
ابن أبي شيبة
يونس بن يعقوب
إبراهيم الكرخي
الأعمش
الليث
يحيى بن حماد القطان
جعفر بن زياد الأحمر
علي بن رئاب
ربعي
الكلبي
محمد بن سلامة الشامي
خليد بن دعلج
حسان الجمال
الفضيل بن يسار
أبو جعفر الأحول
عمرو بن عثمان الخزاز
عبد الله بن أيوب الأشعري
صفوان الجمال
الحسين أبي العلاء الخفاف
إسحاق بن عمار
عبد الله بن بكير الأرجاني
عجلان أبى صالح
عاصم بن معاوية
عيسى بن عبد الله الهاشمي
علي بن أبي حمزة
زياد بن عبد الله
عمرو ابن أبي المقدام
أبو سعيد المكارى
مستفاد بن محيى
محمد بن عمارة
عبد الرحمن بن سالم الأشل


الطبقة الخامسة
يوجد في هذه الطبقة 6 روايات عن الامام الكاظم و5 روايات عن الامام الرضا
سفيان بن إبراهيم الجريري
علي بن جعفر
عمر بن عبد العزيز
محمد بن إسماعيل بن بزيع
الحسن بن موسى
عبد الرحمن بن أبي نجران
محمد بن عمر بن يزيد
حنان بن سدير
مسمع ابن الحجاج
عبد الله بن بكير
علي بن حسان
سهل بن زياد
الربيع بن المنذر
عبد الله بن القاسم
محمد بن الحسن بن شمون
علي بن نعمان
أبو جميلة
محمد بن أبي عمير
العباس بن عامر
جعفر بن محمد بن حكيم
الحسن بن علي الوشا
الحسن بن محبوب
الفضيل بن الزبير
محمد بن بحر بن سهل الشيباني
سعد بن عبد الله القمي
علي بن الزيات
يونس بن عبد الرحمن
سليمان الجعفري
منصور بن يونس
عمر بن أذينة
جميل بن دراج
صالح بن أبي حماد الرازي
إسحاق بن حماد بن زيد
عبد العزيز العبدي
جعفر بن محمد بن سماعة
محمد بن إبراهيم الحمصي
العباس بن معروف
حماد بن عيسى
محمد بن الحسن بن زياد
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي السكوني
محمد بن عمارة الكندي
عبد الله بن محمد بن سليمان
نائل بن نجيح
العباس بن بكار
عبد الرزاق الصنعاني
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
المفضل بن عمر
عبد الوهاب بن همام الحميري
علي بن أسباط
أبو معاوية
يحيى بن بكير
علي بن سالم
إسحاق بن موسى بن جعفر
محمد بن سنان
عبد الله بن الحسين
محمد بن الفضيل
محمد بن كثير
الحسن بن عبد الكريم
الهيثم بن عبد الله الرماني
أبي سمينة
علي بن إسماعيل الميثمي
عبد الله بن هشام
موسى بن نصر الرازي
يحيى بن عبد الحميد الحماني
دعبل بن علي الخزاعي
اسحاق ابن سعيد أبي سلمة الدمشقي
عبد الصمد بن بشير
علي ابن ميمون
العلاء بن رزين
صفوان بن يحيى
أبو يحيى الواسطي
عمرو بن ثابت
أبو الخير
نوح بن شعيب
علي بن الحكم
يقطين الجواليقي
أبو خديجة
عبد الله الأصم
جعفر بن بشير
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربه الصيرفي
عبد الله بن الحجال
بكر عن أبي سعيد المكارى
القاسم بن عروة
محمد بن عبد الله بن زرارة
الحسن بن علي بن أبي حمزة
عبد العظيم بن عبد الله الحسنى
عبد الرحمن بن حماد
جعفر بن عمران الوشا
الحسن بن الحسين اللؤلؤي
عمران بن أبي شعبة الحلبي
ربيع بن محمد
سليمان عن عيثم ابن أسلم
جعفر بن محمد بن عمارة
سفير الحريري
محمد بن أسماعيل البخاري


الطبقة السادسة
احمد بن محمد
ابراهيم بن هاشم
محمد بن الحسين
الحسن بن عبيد الله
محمد بن أورمة
علي بن عبد الله
مخول
الحسن بن علي بن نعمان
محمد بن عبد الحميد
علي بن الحسن بن فضال ،
أحمد بن طاهر القمي
أحمد بن مسرور
أحمد بن الحسين
عبد الله بن الصلت
الحسين بن سعيد
أحمد بن عيسى الأشعري
أحمد بن محمد بن عيسى
علي بن حديد
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري
موسى بن القاسم البجلي
الفضل بن خباب الجمحي
الحسن بن محمد الهاشمي
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
يعقوب بن يزيد
محمد بن أبي الصهبان
محمد بن الحسين القصباني
محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري
أحمد بن محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي
جعفر بن محمد بن عمارة الكندي
عبد الله بن محمد بن سليمان المدائني
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري
أحمد بن علي الخزاز
محمد بن علي الهاشمي
أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي
أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي
تميم ابن بهلول
موسى بن عمران النخعي
الحسين بن يزيد النوفلي
محمد بن علي الصيرفي
أحمد بن علي
الحسين بن عبد الله السعدي
المسعودي
الحسن بن الحسين
الحسن بن علي العدوي
الهيثم بن أبي مسروق النهدي
أحمد بن محمد الأشعري القمي
الفضل بن حباب الجمحي
الحسين بن راشد
الحسين بن عبد الله البكري
محمد بن موسى بن نصر الرازي
أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد
احمد بن علي الابار
أبو داود المسترق
الحسن بن محمد الكندي
أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري
حمدان ابن سليمان
محمد بن سليمان
أحمد بن عابد
محمد بن هارون
أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي
موسى بن عمر
محمد بن عبد الجبار
محمد بن عيسى
عباد بن سليمان
إسماعيل بن دينار
عيسى بن مهران
مسلم بن الحجاج القشيري



الطبقة السابعة :

محمد بن الحسن الصفار
علي بن ابراهيم
علي بن حاتم
محمد بن يحيى
جعفر بن محمد الحسني
علي بن محمد
محمد بن الحسن
جعفر بن معروف
حمدويه بن نصر
معلى بن محمد
محمد بن مسعود
أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي
محمد بن أحمد القمي
أحمد بن إدريس
أحمد بن محمد بن سعيد
سعد بن عبد الله الاشعري
الحسين بن محمد
أحمد بن محمد ابن عثمان بن سعيد الزيات
المفضل بن إبراهيم الأشعري
محمد بن زكريا
محمد بن عبد الرحمن المهلبي
أبو القاسم الدعبلي
أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب
عبد الرحمن بن محمد الحسيني
عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي
علي بن محمد بن عبد الله
بكر بن عبد الله بن حبيب
محمد بن أبي عبد الله الكوفي
محمد بن أبي القاسم
إبراهيم بن محمد الثقفي
أحمد ابن محمد بن البرقي
ابن عقدة
أحمد بن محمد موسى
محمد ابن حماد الشاشي
محمد بن يحيى الصولي
احمد ابن أبى عبد الله البرقى
سليمان بن احمد الطبراني
حميد بن زياد
علي بن محمد القتيبي النيشابوري
علي بن محمد بن قتيبة
محمد بن علي بن معمر
عبد الله بن جعفر الحميري
أحمد بن عبد الرحمن
جعفر بن محمد بن معروف
الحسن بن علي بن الحسين السكري



للبركة وبعد تقصير كبير مني تجاه هذا الموضوع

أضيف

الكافي - (ج 1 / ص 483)
454- حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ النَّاسَ لَمَّا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا إِذْ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَمْنَعْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) مِنْ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا نَظَراً لِلنَّاسِ وَ تَخَوُّفاً عَلَيْهِمْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ فَيَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ وَ لَا يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ كَانَ الْأَحَبَّ إِلَيْهِ أَنْ يُقِرَّهُمْ عَلَى مَا صَنَعُوا مِنْ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنْ جَمِيعِ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ رَكِبُوا مَا رَكِبُوا فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَصْنَعْ ذَلِكَ وَ دَخَلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا عَدَاوَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُكْفِرُهُ وَ لَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لِذَلِكَ كَتَمَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) أَمْرَهُ وَ بَايَعَ مُكْرَهاً حَيْثُ لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً .

455- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) إِنَّ النَّاسَ يَفْزَعُونَ إِذَا قُلْنَا إِنَّ النَّاسَ ارْتَدُّوا فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ إِنَّ النَّاسَ عَادُوا بَعْدَ مَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ إِنَّ الْأَنْصَارَ اعْتَزَلَتْ فَلَمْ تَعْتَزِلْ بِخَيْرٍ جَعَلُوا يُبَايِعُونَ سَعْداً وَ هُمْ يَرْتَجِزُونَ ارْتِجَازَ الْجَاهِلِيَّةِ يَا سَعْدُ أَنْتَ الْمُرَجَّى وَ شَعْرُكَ الْمُرَجَّلُ وَ فَحْلُكَ الْمُرَجَّمُ .


456- حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَكَرِيَّا النَّقَّاضِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّاسُ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) بِمَنْزِلَةِ مَنِ اتَّبَعَ هَارُونَ ( عليه السلام ) وَ مَنِ اتَّبَعَ الْعِجْلَ وَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ ( عليه السلام ) إِلَّا الْقُرْآنَ وَ إِنَّ عُمَرَ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ ( عليه السلام ) إِلَّا الْقُرْآنَ وَ إِنَّ عُثْمَانَ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ ( عليه السلام ) إِلَّا الْقُرْآنَ وَ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الدَّجَّالُ إِلَّا سَيَجِدُ مَنْ يُبَايِعُهُ وَ مَنْ رَفَعَ رَايَةَ ضَلَالَةٍ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ .


الخصال - (ج 1 / ص 410)
الصناديق السبعة في النار
106 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه سليمان الديلمي ، عن إسحاق بن عمار الصيرفي ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في حديث طويل يقول فيه : يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له : سقر ، لم يتنفس منذ خلقه الله ، ولو أذن الله عزوجل له في التنفس بقدر مخيط لاحرق ما على وجه الارض وإن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لاهله ، وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لاهله ، وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لاهله ، وإن في ذلك الشعب لقليبا ( 1 ) يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لاهله ، وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله في أنيابها من السم لاهلها ، وإن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الامم السالفة واثنان من هذه الامة قال : قلت جعلت فداك ومن الخمسة ؟ ومن الاثنان ؟ قال : وأما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه ، فقال " أن احيى واميت ، وفرعون الذي قال : أنا ربكم الاعلى ، ويهود الذي هود اليهود ، ويونس الذي نصر النصارى ، ومن هذه الامة أعرابيان .



الكافي الكليني - (ج 8 / ص 26)





خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) وهي خطبة الوسيلة



محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الاوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال: دخلت على أبى جعفر (ع) فقلت: يا ابن رسول الله قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها فقال: يا جابر ألم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أي جهة تفرقوا؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله قال: فلا تختلف إذا اختلفوا يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله صلى الله عليه وآله في أيامه، يا جابر اسمع وع، قلت: إذا شئت، قال: إسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين (ع) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك حين فرغ من جمع القرآن، وتأليفه فقال: الحمد لله الذي منع الاوهام أن تنال إلا وجوده وحجب العقول أن تتخيل ذاته لامتناعها من الشبة والتشاكل بل هو الذى لا يتفاوت في ذاته ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الاشياء لا على اختلاف الاماكن ويكون فيها لا على وجه الممازجة، وعلمها لا بأداة، لا يكون العلم إلا بها وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه، إن قيل: كان، فعلى تأويل أزلية الوجود وإن قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوا كبيرا.



الى ان قال :
فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره وأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي وتكرما نحلنيه وإعظاما وتفضيلا من رسول الله صلى الله عليه وآله منحنيه وهو قوله تعالى منحنيه وهو قوله تعالى: " ثم ردوا إلى الله موليهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع ولئن تقمصها دوني الاشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهاله فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لانفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه يقول لقرينه إذا إلتقيا: ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين، فيحيبة الاشقى على رثوثة: يا ليتني لم أتخذك خليلا، لقد اضللتني عن الذكر بعد إذ جاء ني وكان الشيطان للانسان خذولا، فأنا الذكر الذي عنه ضل والسبيل الذي عنه مال والايمان الذي به كفر والقرآن الذي إياه هجر والدين الذي به كذب والصراط الذي عنه نكب، ولئن رتعا في الحطام المنصرم والغرور المنقطع وكانا منه على شفا حفرة من النار لهما على شر ورود، في أخيب وفود وألعن مورود، يتصارخان باللعنة ويتناعقان بالحسرة، مالهما من راحة ولا عن عذابهما من مندوحة، إن القوم لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثان، يقيمون لها المناسك و ينصبون لها العتائر ويتخذون لها القربان ويجعلون لها البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ويستقسمون بالازلام عامهين عن الله عز ذكره حائرين عن الرشاد، مهطعين إلى البعاد، وقد استحوذ عليهم الشيطان، وغمرتهم سوداء الجاهلية ورضعوها جهالة وانفطموها ضلالة فأخرجنا الله إليهم رحمة وأطلعنا عليهم رأفة واسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسه وفضلا لمن اتبعه وتأييدا لمن صدقه، فتبوؤوا العز بعد الذلة والكثرة بعد القلة وهابتهم القلوب والابصار وأذعنت لهم الجبابرة وطوائفها وصاروا أهل نعمة مذكورة وكرامة ميسورة وأمن بعد خوف وجمع بعد كوف وأضاء ت بنا مفاخر معد بن عدنان وأولجناهم باب الهدى وأدخلناهم دار السلام وأشملناهم ثوب الايمان وفلجوا بنا في العالمين وابدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين من حام مجاهد ومصل قانت ومعتكف زاهد، يظهرون الامانة ويأتون المثابة حتى إذا دعا الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ورفعه إليه لم يك ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الاعقاب وانتكصوا على الادبار وطلبوا بالاوتار وأظهروا الكتائب وردموا الباب وفلوا الديار وغيروا آثار رسول الله صلى الله عليه وآله ورغبوا عن أحكامه وبعدوامن أنواره واستبدلوا بسمتخلفه بديلا اتخذوه وكانوا ظالمين وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله ممن اختار رسول الله صلى الله عليه وآله لمقامه وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الانصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف، ألا وإن أول شهادة زور وقعت في الاسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان رجعوا عن ذلك وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله مضى ولم يستخلف فكان رسول الله صلى الله عليه وآله الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الاسلام وعن قليل يجدون غب ما أسسه الاولون ولئن كانوا في مندوحة من المهل وشفاء من الاجل وسعة من المنقلب واستدراج من الغرور وسكون من الحال وإدراك من الامل فقد أمهل الله عز و جل شداد بن عاد وثمود بن عبود وبلعم بن باعور وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وأمدهم بالاموال والاعمار وأتتهم الارض ببركاتها ليذكروا آلاء الله وليعرفوا الاهابة له والانابة إليه ولينتهوا عن الاستكبار فما بلغوا المدة واستتموا الاكلة أخذهم الله عزوجل واصطلمهم فمنهم من حصب ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من أحرقته الظلة ومنهم من أودته الرجفة ومنهم من أردته الخسفة " وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ألا وإن لكل كتابا فإذا بلغ الكتاب أجله لو كشف لك عما هوى إليه الظالمون وآل إليه الاخسرون لهربت إلى الله عزوجل مما هم عليه مقيمون وإليه صائرون، ألا وإني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون وكباب حطة في بني إسرائيل وكسفينة نوح في قوم نوح، إني النبأ العظيم والصديق والاكبر وعن قليل ستعلمون ما توعدون وهل هي إلا كلعقة الآكل ومذقة الشارب وخفقة الوسنان، ثم تلزمهم المعرات خزيا في الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون فما جزاء من تنكب محجته؟ وأنكر حجته، وخالف هداته وحاد عن نوره واقتحم في ظلمه واستبدل بالماء السراب وبالنعيم العذاب وبالفوز الشقاء وبالسراء الضراء وبالسعة الضنك، إلا جزاء اقترفه وسوء خلافه فليوقنوا بالوعد على حقيقته وليستيقنوا بما يوعدون، " يوم تأتي الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير. يوم تشقق الارض عنهم سراعا إلى آخر السورة



تفضل علينا العزيز حفيد القدس بهذه الرواية الصحيحة

فشكر الله له ووفقه

ونكمل بها الروايات

بحار الانوار - ج83 ص223
44- مهج الدعوات: رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنِ الرِّضَا ع وَ بُكَيْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ عَنِ الرِّضَا ع قَالَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ فَأَطَالَ فِي سُجُودِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْنَا لَهُ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ مَنْ دَعَا فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ بِهَذَا الدُّعَاءِ كَانَ كَالرَّامِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ بَدْرٍ قَالَا قُلْنَا فَنَكْتُبُهُ قَالَ اكْتُبَا إِذَا أَنْتَ سَجَدْتَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ فَقُلِ اللَّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلَا دِينَكَ وَ غَيَّرَا نِعْمَتَكَ وَ اتَّهَمَا رَسُولَكَ ص وَ خَالَفَا مِلَّتَكَ وَ صَدَّا عَنْ سَبِيلِكَ وَ كَفَرَا آلَاءَكَ وَ رَدَّا عَلَيْكَ كَلَامَكَ وَ اسْتَهْزَءَا بِرَسُولِكَ وَ قَتَلَا ابْنَ نَبِيِّكَ وَ حَرَّفَا كِتَابَكَ وَ جَحَدَا آيَاتِكَ وَ سَخِرَا بِآيَاتِكَ وَ اسْتَكْبَرَا عَنْ عِبَادَتِكَ وَ قَتَلَا أَوْلِيَاءَكَ وَ جَلَسَا فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ حَمَلَا النَّاسَ عَلَى أَكْتَافِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ الصَّلَوَاتُ وَ السَّلَامُ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا لَعْناً يَتْلُو بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ احْشُرْهُمَا وَ أَتْبَاعَهُمَا إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ عليك إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ بِنْتِ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ زِدْهُمَا عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ وَ هَوَاناً فَوْقَ هَوَانٍ

وواضح في الرواية انها تنسب لهما قتل ابن الرسول صلى الله عليه وآله

وهنا احتمالان

اما ان يكون المقصود هو المحسن بالامر والمباشرة وهو الارجح بقرينة انه ذكر قتلة الامام الحسين عليه السلام في اخر الحديث

او يكون المقصود هو الحسين بالتأسيس والتمكين لمن باشر القتل

وفي الحالتين هما قاتلان ....



بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ، وفقكم الله وسددكم .


عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد ، والحسن بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب علي أشهر ثم أجابني بجواب هذه نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والأديان المتضادة ، فمصيب ومخطئ ، وضال ومهتدي ، وسميع وأصم وبصير وأعمى حيران ، فالحمد لله الذي عرف ووصف دينه محمد ( صلى الله عليه وآله ) أما بعد فإنك أمرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة
....وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما فلما أحرزاه توليا إنفاقه أيبلغان بذلك كفرا ؟ فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على الله عز وجل كلامه وهزئا برسوله ( صلى الله عليه وآله ) وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والله ما دخل قلب أحد منهما شئ من الايمان منذ خروجهما من حالتيها وما ازدادا إلا شكا ، كانا خداعين ، مرتابين ، منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام
.....
المصدر:الكافي / ج 8 / ص 124-125 .

يونس بن عبد الرحمن ،،،