ماهي قصة الكخ كخ في البخاري..الذي هو حرام على آل محمد ،
حلال لأزواجه صلى الله عليه وآله ؟
حلال لأزواجه صلى الله عليه وآله ؟
من عجائب تشريعات الله تعالى أنه جعل للنبي وعترته صلى الله عليه وآله مالية خاصة مفصولة عن الميزانية العامة للمسلمين ! بل حرم على النبي وعترته عليهم السلام أن يأكلوا حتى تمرة واحدة من أموال الزكوات والضرائب لأنها: (أوساخ الناس) !
وهذا تمييزٌ واضح من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام على بقية المسلمين ! شبيهاً بتمييز ملكة النحل في غذائها عن بقية النحل !
وقد روى هذا التشريع حتى المخالفون لأهل البيت عليهم السلام ولم ينتبهوا الى خطورة دلالته على أئمتهم ! ففي صحيح بخاري:2/135:
(أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي: كِخْ كِخْ ليطرحها ! ثم قال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة).
و:4/36، ومسلم:3/117، والبيهقي:7/29، وأحمد:2/279، وفيه: فأدخل النبي(ص) فانتزعها منه ثم قال: أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد ! والدارمي:1/386 ، بعنوان: باب الصدقة لا تحل للنبي ولا لأهل بيته ، ومجمع الزوائد:1/284، عن أحمد والطبراني ، وغيرهم .
نساء النبي صلى الله عليه وآله لايشملهن الحكم
ويجوز أن يأكلن من الصدقات !
ويجوز أن يأكلن من الصدقات !
قال ابن حجر في فتح الباري:3/280:
(فضرب النبي شدقه...قوله:كخ ، بفتح الكاف وكسرها... كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يُستقذر... أوردها البخاري في باب من تكلم بالفارسية... وفي رواية معمر: إن الصدقة لا تحل لآل محمد ، وكذا عند أحمد والطحاوي من حديث الحسن بن علي نفسه... فأخذها بلعابها فقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ، وإسناده قوي ، وللطبراني والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري نحوه .
قوله: باب الصدقة على موالي أزواج النبي(ص):
لم يترجم لأزواج النبي (ص) ولا لموالي النبي(ص) لأنه لم يثبت عنده فيه شئ ، وقد نقل ابن بطال أنهن أي الأزواج لا يدخلن في ذلك باتفاق الفقهاء... وقد تقدم أن الأزواج ليسوا في ذلك من جملة الآل ، فمواليهم أحرى بذلك . قال ابن المنير في الحاشية: إنما أورد البخاري هذه الترجمة ليحقق أن الأزواج لا يدخل مواليهن في الخلاف ولا يحرم عليهن الصدقة ، قولاً واحداً ). انتهى. وعمدة القاري:9/87 .
وقال النووي في شرح مسلم:7/175:
(قوله (ص): أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟! هذه اللفظة تقال في الشئ الواضح التحريم ونحوه ، وإن لم يكن المخاطب عالماً به ، وتقديره: عجبٌ كيف خفي عليك هذا مع ظهور تحريم الزكاة على النبي وعلى آله ، وهم: بنو هاشم وبنو المطلب ، هذا مذهب الشافعي وموافقيه أن آله (ص) هم بنو هاشم وبنو المطلب ، وبه قال بعض المالكية ، وقال أبو حنيفة ومالك: هم بنو هاشم خاصة...
قوله (ص): إنما هي أوساخ الناس:
تنبيهٌ على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب ، وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ ، ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم ، كما قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ، فهي كغسالة الأوساخ . قوله: إن النبي (ص) كان إذا أتيَ بطعام سأل عنه ، فإن قيل هدية أكل منها ، وإن قيل صدقة لم يأكل منها: فيه استعمال الورع ، والفحص عن أصل المآكل والمشارب). انتهى.
أقول: هذا من عجائب تشريع الله تعالى ، حيث لم يَشمل بالحكم نساء النبي صلى الله عليه وآله ، وأجاز لهن أن يأكلن مما هو في حق النبي وآله صلى الله عليه وآله : (كخ كخ) !!
ودليل فقهاء المذاهب على إخراج نساء النبي صلى الله عليه وآله من الحكم ، أن أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يستفيد من الصدقات ، فنهاه النبي صلى الله عليه وآله وقال له: (إن الصدقة لا تحل لنا ، وإن مولى القول منهم). سنن النسائي:5/107، والكبرى:2/58، والبيهقي:2/151و:7/32، ومصنف ابن أبي شيبة:8/431 ، وفيه (أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة ، وإن مولى القوم من أنفسهم) . والمحلى:6/147، وقال: فبطل قول من أخرج الموالي من حكمهم في تحريم الصدقة . والتمهيد:3/92، وأبو داود:1/373، وغيرها .
وفي المقابل: أُتيَ للنبي صلى الله عليه وآله بلحم تصدقوا به على بريرة مولاة عائشة ، فقال صلى الله عليه وآله إنه يحل لها صدقة ويحل له كهدية منها ، قال:(هو لها صدقة ولنا هدية ) ! فأقر الصدقة على موالي أزواجه، ومعناه تحليل الصدقة على أزواجه بقاعدة أن مولى القوم منهم ! مسند أحمد:3/117، و:3/180، و:6/115، وصحيح بخاري:2/135، و136 وفتح الباري:12/41 ، والمحلى:6/107 ، وعمدة القاري:9/79 ، وأورد حديثاً آخر عن نهي النبي صلى الله عليه وآله مولى لعلي×أن يأكل من الصدقة ، رواه عن أحمد والبغوي وابن أبي شيبة .
أما مصادرنا فقد روته مفصلاً ، منها الكافي:4/58، عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
(إن أناساً من بني هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها فنحن أولى به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم ، ولكني قد وعدت الشفاعة... فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة باب الجنة ، أتروني مؤثراً عليكم غيركم). انتهى.