مسائل فقهية في آداب الصلاة من كتاب العروة الوثقى

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين[/align]

فالملاحظ أن كثير من المؤمنين يأتون بهيئات مختلفة في الصلاة ، في حين أن فقهائنا رضوان الله عليهم قد نصوا في رسائلهم العملية على الهيئة الواجبة أو المستحبة التي يجب أو يستحب أن يكون عليها المصلي في كل فعل من أفعال الصلاة ، ولو أن المؤمنين - وفقهم الله تعالى - رجعوا لتلك الرسائل العملية لما رأينا بينهم تلك الاختلافات ، وايضا لو أنهم عرفوا الهيئة الواجبة أو المستحبة لما خالفوها ...

وأود أن أشير إلى بعض الاختلافات التي أراها شائعة ، وأذكر المستحب - سأقتصر فقط على المستحبات - حسبما ذكره المرجع آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي رضي الله عنه (المتوفى سنة 1337 هـ) ...

ملاحظة هامة:
في بعض ما سيأتي خلاف بين المراجع ، وقد نص بعضهم على لزوم الإتيان ببعض ما سيأتي برجاء المطلوبية ، فاللازم أن يرجع كل مكلف إلى مرجعه ليعرف رأيه ، وإنما غرضنا هو التنبيه والإشارة لا أكثر ...

التكبير
والمقصود به تكبيرة الإحرام والتكبيرات المستحبة التي تسبق وتلحق الركوع والسجود وكذلك التكبيرات الثلاث المستحبة عقب السلام ... الخ

ما نشاهده:
فقد رأيت بعض المصلين يكبرون عندما تصل أيديهم حيال النحر ، وبعضهم يدخل إصبعه في أذنه ، وبعضهم يكبر بعد أن يرفع يده ويضعها ، وبعضهم يرفع يده حيال نحره ويبقيها لفترة ربع دقيقة أو أقل أو أكثر ثم يكبر .... إلى آخره مما يشاهده الجميع ...

ما هو المستحب ؟
في العروة الوثقى ج 1 ص 631 :
( مسألة 14 ) : يستحب رفع اليدين بالتكبير إلي الاذنين ، أو إلى حيال الوجه أو إلى النحر ، مبتدءا بابتدائه ومنتهيا بانتهائه ، فإذا انتهى التكبير والرفع أرسلهما . ولا فرق بين الواجب منه والمستحب في ذلك ، والاولي أن لا يتجاوز بهما الاذنين ، نعم ينبغى ضم أصابعهما حتى الابهام والخنصر والاستقبال بباطنهما القبلة ، ويجوز التكبير من غير رفع اليدين بل لا يبعد جواز العكس .


- القنوت

ما نشاهده:
بعض المصلين يجعلون أيديهم على شكل أفقي ، وبعضهم يفرق بين يديه كثيرا ، وبعضهم يرفعهما إلى الأعلى كثيرا ، وبعضهم يمسح بوجهه بعد الإنتهاء ... الخ

ما هو المستحب ؟
في العروة الوثقى ج 1 ص 701 :
( مسألة 11 ) : يستحب التكبير قبل القنوت ، ورفع اليدين حال التكبير ووضعهما ، ثم رفعهما حيال الوجه وبسطهما ، جاعلا باطنهما نحو السماء ، وظاهرهما نحو الارض ، وأن يكونا منضمتين مضمومتى الاصابع إلا الا بها مين و أن يكون نظره إلي كفيه ، ويكره أن يجاوز بهما الرأس ، وكذا يكره أن يمر بهما على وجهه وصدره عند الوضع .


الطمأنينة أثناء الأتيان بالأذكار المستحبة

ويقصدون بالطمأنينة إستقرار الجسد وعدم تحريكه ، ومعلوم أن جميع الأذكار الواجبة يجب مراعاة الطمأنينة عند قرائتها ، نعم وقع الخلاف في الأذكار المستحبة فبعض الفقهاء يرى وجوب مراعاة الطمأنينة حتى حال الأتيان بالأذكار المستحبة ، وبعضهم يرى الاستحباب ، إلا في مورد واحد فقط ، وسيأتي بيانه ...

والأذكار المستحبة هي:

1 - التكبير قبل الركوع فيجب أو يستحب مراعاة الطمأنينة حال الأتيان به:
ففي العروة الوثقى ج 1 ص 672 :
( مسألة 26) : مستحبات الركوع أمور :
( أحدها ) : التكبير له وهو قائم منتصب ، والاحوط عدم تركه ، كما أن الاحوط عدم قصد الخصوصية إذا كبر في حال الهوي ، أو مع عدم الاستقرار .
( الثاني ) : رفع اليدين حال التكبير على نحو ما مر في تكبيرة الاحرام .


2 - الأذكار المستحبة في الركوع كالتسبيحات الزائدة عن الواجب وكالصلاة على النبي وآله:
العروة الوثقى ج 1 ص 664 :
(فصل في الركوع) يجب في كل ركعة من الفرائض والنوافل ركوع واحد ..... وواجباته أمور:
(الثالث) : الطمأنينة فيه بمقدار الذكر الواجب ، بل الاحوط ذلك في الذكر المندوب أيضا إذا جاء به بقصد الخصوصية ، فلو تركها عمدا بطلت صلاته ، بخلاف السهو على الاصح وإن كان الاحوط الاستيناف إذا تركها فيه أصلا ولو سهوا ، بل وكذلك إذا تركها في الذكر الواجب .


3 - قول: سمع الله لمن حمده ، بعد الركوع:
العروة الوثقى ج 1 ص 672 مستحبات الركوع:
(الرابع عشر) : أن يقول بعد الانتصاب: سمع الله لمن حمده بل يستحب أن يضم إليه قوله : ( الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة ، الحمد لله رب العالمين ) إماما كان أو مأموما أو منفردا .
انتهى

قلتُ: فيأتي بهذا الذكر بعد الانتصاب وليس اثناء رفع الرأس كما نراه كثيرا ...

4 - التكبير بعد الركوع:
العروة الوثقى ج 1 ص 682 :
فصل 29 : في مستحبات السجود: وهى امور:
( الاول ) التكبير حال الانتصاب من الركوع قائما أو قاعدا .
انتهى

قلتُ: إذا فمحل التكبير هو حال الانتصاب ، وليس أثناء الهوي إلى السجود ...


5 - التكبير والاستغفار ثم التكبير بين السجدتين:
العروة الوثقى ج 1 ص 682 :
فصل 29 : في مستحبات السجود: وهى امور:
(السادس عشر) : ان يقول في الجلوس بين السجدتين: استغفر الله ربى واتوب إليه .
(السابع عشر) : التكبير بعد الرفع من السجدة الاولى بعد الجلوس مطمئنا ، والتكبير للسجدة الثانية وهو قاعد .
(الثامن عشر) : التكبير بعد الرفع من الثانية كذلك .
انتهى

6 - الأذكار المستحبة في السجود كالتسبيحات الزائدة عن الواجب وكالصلاة على النبي وآله:
العروة الوثقى ج 1 ص 673 :
( فصل في السجود 28) وحقيقته وضع الجبهة على الارض بقصد التعظيم ...... وواجباته امور:
(الثالث) : الطمأنينة فيه بمقدار الذكر الواجب بل المستحب أيضا إذا أتى به بقصد الخصوصية ، فلو شرع في الذكر قبل الوضع أو الاستقرار عمدا بطل وأبطل وإن كان سهوا وجب التدارك إن تذكر قبل رفع الرأس ، وكذا لو أتى به حال الرفع أو بعده ، ولو كان بحرف واحد منه ، فإنه مبطل إن كان عمدا ، ولا يمكن التدارك إن كان سهوا إلا إذا ترك الاستقرار وتذكر قبل رفع الرأس .
انتهى




والخلاصة فكل الأذكار يجب أو يستحب (حسب اختلاف رأي الفقهاء) أن يؤتى بها حال الطمأنينة أي حال استقرار الجسد ، وليس حال الحركة كرفع الرأس من الركوع أو السجود أو كالهوي إلى الركوع أو السجود أو حتى تحريك بعض أعضاء الجسد كالرجل ، فيجب أو يستحب مراعاة الطمأنينة في كل الأحوال كما تقدم ...

ويستثنى من كل ما تقدم ذكر واحد يؤتى به أثناء الحركة ، وهو كما في العروة الوثقى ج 1 ص 683 مستحبات السجود:
( السادس والعشرون ) : أن يقول عند النهوض للقيام : ( بحول الله وقوته أقوم وأقعد ) أو يقول : اللهم بحولك وقوتك أقوم وأقعد .

وقال ايضا في العروة الوثقى ج 1 ص 692 مستحبات التشهد:
( التاسع ) : أن يقول: بحول الله وقوته الخ حين القيام عن التشهد الاول .

إذا فهذا هو الذكر الوحيد في الصلاة الذي يؤتى فيه أثناء الحركة ، وما عداه من الأذكار المستحبة فيجب أو يستحب أن تراعى فيه الطمأنينة