أحاديث جامعة لفضائل أهل البيت عليهم السلام

18 أبريل 2010
39
0
0
حديث 1 : جامع لفضائل أهل البيت عليهم السلام

استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه
حديث المنزلة
حديث الطير المشوي
حديث الراية
الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة و سبطي النبي صلى الله عليه و آله
فاطة بضعة النبي صلى الله عليه و آله و سيدة نساء الجنة
حديث المفاقة و الطاعة
حديث كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك
حديث المولاة
حديث المؤاخاة
لا فتى إلا علي و لا سيف إلا ذو الفقار
تقاتل على سنتي و تبري ذمتي
تقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين
حديث رد الشمس
لا يؤدي عني إلا علي
لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر منافق
حديث خطبة ابي بكر و عمر لفاطمة سلام الله عليها
كل نسب و سبب منقطع إلا نسبي
سد ابواب المسجد إلا بابي
الحق مع علي و علي مع الحق
المبيت في فراش النبي صلى الله عليه و آله
ولايته ولاية الله
قتله لعبد ود و مرحب
آية التطهير و حديث الكساء





الخصال للصدوق - ج2 - ص 230 ( بعض النسخ ص 553 اذا كان مجلد واحد )- احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بمثل هذه الخصال على الناس يوم الشورى
31 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا:
حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن - مسكين الثقفي، عن أبي الجارود(1) وهشام أبي ساسان(2)، وأبي طارق السراج، عن عامر بن واثلة قال: كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول: استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه، واستخلف أبوبكر عمر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك(3)، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله صلى الله عليه وآله لرب العالمين هديا فأشركه فيه غيري(4) قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد اتي رسول الله صلى الله عليه وآله بطير
يأكل منه، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فجئته أنا، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع عمر يجبن أصحابه ويحبنونه قد رد راية رسول الله صلى الله عليه وآله منهزما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " لاعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله عليه " فلما أصبح قال: ادعوا لي عليا، فقالوا: يا رسول الله هو رمد ما يطرف، فقال: جيئوني به، فلما قمت بين يديه تفل في عيني وقال: " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فأذهب الله عني الحر والبرد إلى ساعتي هذه، وأخذت الراية فهزم الله المشركين وأظفرني بهم غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله(1) وسيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " من فارقك فارقني ومن فارقني فارق الله " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لينتهين بنو - وليعة أولابعثن إليهم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف غيري(2)؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما من مسلم وصل إلى قلبه حبي إلا كفر الله عنه ذنوبه ومن وصل حبي إلى قلبه فقد وصل حبك إلى قلبه وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحدقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت الخليفة في الاهل والولد
والمسلمين في كل غيبة، عدوك عدوي وعدوي عدوالله، ووليك وليي ووليي ولي الله " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي من أحبك ووالاك سبقت له الرحمة ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة " فقالت عائشة: يا رسول الله ادع الله لي ولابي لا نكون ممن يبغضه ويعاديه، فقال صلى الله عليه وآله: " اسكتي إن كنت أنت وأبوك ممن يتولاه ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة، وإن كنتما ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللعنة، ولقد جئت أنت وأبوك إن كان أبوك أول من يظلمه وأنت أول من يقاتله " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: " يا علي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة، ومنزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد "؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي إن الله خصك بأمر وأعطاكه، ليس من الاعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده: الزهد في الدنيا فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك، وهي زينة الابرار عند الله عزوجل يوم القيامة فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال نشدتكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله ليجيئ بالماء كما بعثني فذهبت حتى حملت القربة على ظهري ومشيت بها فاستقبلتني ريح فردتنى حتى أجلستني، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني، ثم قمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: ما حبسك عني؟ فقصصت عليه القصة فقال: قد جاء‌ني جبرئيل فأخبرني، أما الريح الاولى فجبرئيل كان في ألف من الملائكة يسلمون عليك، وأما الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلمون عليك " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم من قال له جبرئيل: " يا محمد أترى هذا المواساة من علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يكتب لرسول الله كما جعلت أكتب فأغفى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنا أرى أنه يملي علي فلما انتبه قال له: " يا علي من أملى عليك من ههنا إلى ههنا؟ فقلت: أنت يا رسول الله، فقال: لا
ولكن جبرئيل أملاه عليك " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نادى له مناد من السماء: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتي إلا علي " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال لي: " لولا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه من بعده(1) لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة " غيري؟ فقالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزوروني فلا تأذن لاحد منهم " فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا، ثم أذنت له، فدخل فقال: يا رسول الله إني قد جئتك غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا فكيف علم بالعدة أعاينهم؟ فقال له: يا علي قد صدق كيف علمت بعدتهم؟ فقلت: اختلفت علي التحيات وسمعت الاصوات فأحصيت العدد، قال: صدقت فإن فيك سنة من أخي عيسى، فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلا، فأنزل الله عزوجل: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (قال: يضجون) وقالوا ء‌آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنا مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون "(2) غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم
بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي: " إن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي ليس من مؤمن إلا وفي منزله غصن من أغصانها " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " تقاتل على سنتي وتبر ذمتي " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله " تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله ورأسه في حجر جبرئيل فقال لي: " ادن من ابن عمك فأنت أولى به مني " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد وضع رسول الله صلى الله عليه واله رأسه في حجره حتى غابت الشمس ولم يصل العصر فلما انتبه رسول الله صلى الله عليه واله قال: يا علي صليت العصر؟ قلت: لا، فدعا رسول الله صلى الله عليه واله فردت الشمس بيضاء نقية، فصليت ثم انحدرت.
غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عزوجل رسوله أن يبعث ببراء‌ة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال: " يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " فبعثني رسول الله صلى الله عليه واله فأخذتها من أبي بكر فمضيت بها وأديتها عن رسول الله صلى الله عليه واله وأثبت الله على لسان رسوله أني منه، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال: له رسول الله صلى الله عليه واله: " أنت إمام من أطاعني، ونور أوليائي، والكلمة التي ألزمتها المتقين " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنتي التي وعدني ربي جنات عدن، قضيب غرسه الله بيده، ثم قال له: كن فكان، فليوال علي ابن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمي وفهي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم، يزول الحق معهم أينما زالوا " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " قضى فانقضى إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر منافق " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: " أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على
نوق بيض، شراك نعالهم نور يتلالا، قد سهلت عليهم الموارد، وفرجت عنهم الشدائد واعطوا الامان، وانقطعت عنهم الاحزان حتى ينطلق بهم إلى ظل عرش الرحمن، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب، يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين جاء أبوبكر يخطب فاطمة عليها السلام فأبى أن يزوجه، وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوجه، فخطبت إليه فزوجني، فجاء أبوبكر وعمر فقالا: أبيت أن تزوجنا وزوجته؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما منعتكما وزوجته، بل الله منعكما و زوجه " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " فاي سبب أفضل من سببي وأي نسب أفضل من نسبي؟ إن أبي وأبا رسول الله لاخوان وإن الحسن و الحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة ابناي، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله زوجتي سيدة نساء أهل الجنة، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله خلق الخلق ففرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين،، ثم جعلهم شعوبا فجعلني في خير شعبه، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت، ثم اختار من أهل بيتي أنا وعليا وجعفر فجعلني خيرهم، فكنت نائما بين ابني أبي طالب فجاء جبرئيل ومعه ملك فقال: يا جبرئيل إلى أي هؤلاء ارسلت؟ فقال: إلى هذا، ثم أخذ بيدي فأجلسني.
غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد سد رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب المسلمين كلهم في المسجد ولم يسد بابي فجاء‌ه العباس وحمزة وقالا: أخرجتنا وأسكنته؟ فقال لهما: " ما أنا أخرجتكم وأسكنته، بل الله أخرجكم وأسكنه إن الله عزوجل أوحى إلى أخي موسى عليه السلام أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وهارون وابنا هارون وإن الله عزوجل أوحى إلي أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وعلي وابنا علي " غيري؟ فقالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا
علي الحوض " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه وآله نحو الغار وهم يرون أني أنا هو فقالوا: أين ابن عمك؟ فقلت: لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي " إن الله أمرني بولاية علي فولايته ولايتي وولايتي ولاية ربي، عهد عهده إلي ربي وأمرني أن ابلغكموه فهل سمعتم؟ قالوا: نعم قد سمعنا قال: أما إن فيكم من يقول: قد سمعت وهو يحمل الناس على كتفيه ويعاديه قالوا: يا رسول الله، أخبرنا بهم قال: أما إن ربى قد أخبرني بهم وأمرني بالاعراض عنهم لامر قد سبق وإنما يكتفي أحدكم بما يجد لعلي في قلبه " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من بني عبدالدار تسعة مبارزة غيري، كلهم يأخذ اللواء ثم جاء صؤاب الحبشي(1) مولاهم، وهو يقول: والله لا أقتل بسادتي إلا محمدا قد ازبد شدقاه واحمرتا عيناه فاتقيتموه وحدتم عنه(2) وخرجت إليه فلما أقبل كأنه قبة مبنية، فاختلفت أنا وهو ضربتين فقطعته بنصفين وبقيت رجلاه وعجزه و فخذه قائمة على الارض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه.
غيري قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من مشركي قريش مثل قتلي؟ قالوا: اللهم لا، قال نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء عمرو بن عبدود ينادي هل من مبارز، فكعتم(3) عنه كلكم فقمت أنا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إلى أين تذهب، فقلت: أقوم إلى هذا الفاسق، فقال: إنه عمرو بن عبدود، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن كان هو عمرو بن - عبدود فأنا علي بن أبي طالب، فأعاد علي عليه السلام الكلام، وأعدت عليه، فقال: إمض على اسم الله، فلما قربت منه قال: من الرجل؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال: كفو كريم ارجع يا ابن أخي فقد كان لابيك معي صحبة ومحادثة فأنا أكره
قتلك، فقلت له: يا عمرو إنك قد عاهدت الله ألا يخيرك أحد ثلاث خصال إلا اخترت إحديهن فقال: اعرض علي، قلت: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، و تقر بماجاء من عند الله، قال: هات غير هذه، قلت: ترجع من حيث جئت، قال: والله لا تحدث نساء قريش بهذا أني رجعت عنك، فقلت: فأنزل فاقاتلك قال: أما هذه فنعم، فنزل فاختلفت أنا وهو ضربتين فأصاب الحجفة وأصاب السيف رأسي وضربته ضربة فانكشف رجليه فقتله الله على يدي، ففيكم أحد فعل هذا [غيري]؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد حين جاء مرحب وهو يقول: أنا الذي سمتني امي مرحب * شاك السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب فخرجت إليه فضربني وضربته وعلى رأسه نقير من جبل لم تكن تصلح على رأسه بيضة من عظم رأسه، فقلبت النقير(1) ووصل السيف إلى رأسه فقتلته ففيكم أحد فعل هذا؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كساء خيبريا فضمني فيه وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين ثم قال: " يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي سيد العرب "؟ قالوا: " اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد إذ نظر إلى شئ ينزل من السماء(2) فبادره ولحقه أصحابه فانتهى إلى سودان أربعة يحملون سريرا، فقال لهم: ضعوا فوضعوا فقال: اكشفوا عنه فكشفوا فإذا أسود مطوق بالحديد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من هذا؟ قالوا: غلام للرياحيين(3) كان قد أبق عنهم خبثا وفسقا فأمرونا أن ندفنه في حديده كما هو فنظرت إليه، فقلت: يا رسول الله
ما رآني قط إلا قال: " أنا والله احبك والله ما أحبك إلا مؤمن ولا أبغضك إلا كافر " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي لقد أثابه الله بذا، هذا سبعون قبيلا من الملائكة كل قبيل على ألف قبيل قد نزلوا يصلون عليه، ففك رسول الله صلى الله عليه وآله حديدته وصلى عليه ودفنه؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: " اذن لي البارحة في الدعاء فما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه، وما سألت لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله وأعطانيه " فقلت: الحمد لله؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففعل ما فعل فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن - الوليد - ثلاث مرات - ثم قال: اذهب يا علي فذهبت فوديتهم ثم ناشدتهم بالله هل بقي شئ؟ فقالوا: إذ نشدتنا بالله فميلغة كلابنا وعقال بعيرنا فأعطيتهم لهما(1) وبقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت: هذا لذمة رسول الله صلى الله عليه وآله ولما تعلمون ولما لا تعلمون و لروعات النساء والصبيان، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال: والله ما يسرني يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم(2)؟ قالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم
رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " يا علي لقد عرضت علي امتي البارحة فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لك ولشيعتك "؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه واله قال: يا أبا بكر إذهب فاضرب عنق ذلك الرجل الذي تجده في موضع كذا وكذا فرجع، فقال: قتلته؟ قال: لا، وجدته يصلي، قال: يا عمر اذهب فاقتله فرجع، فقال: قتلته قال: لا، وجدته يصلي فقال: آمركما بقتله فتقولان: وجدناه يصلي؟ ! قال: يا علي اذهب فاقتله فلما مضيت قال: إن أدركه قتله.
فرجعت فقلت: يا رسول الله لم أجد أحدا فقال: صدقت أما إنك لو وجدته لقتلته؟(1) قالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله كما قال لي: " إن وليك في الجنة وعدوك في النار "؟ قالوا: اللهم لا.
قال: نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت: لرسول الله صلى الله عليه واله: إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطي، قال: يا علي اذهب فاقتله، فقلت: يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت؟ قال: لا بل تثبت، فذهبت فلما نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره، فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه واله فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت(2)؟ فقالوا: اللهم لا، فقال: اللهم اشهد

الحديث معتبر





و الحكم بن مسكين ترجمته من كتاب معجم الرجال للخوئي طاب ثراه:
ج4
1600 - أيوب بن أعين :
وطريق الصدوق إليه : أبوه - رضي الله عنه - عن سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن أعين .
والطريق صحيح ، وإن كان فيه الحكم بن مسكين لانه ثقة ، على مايأتي .

ج4
و في ترجمة 1596: أيّوب أخو أديم:
قال الخوئي : والطريق صحيح، وإن كان فيه الحكم بن مسكين لانّه ثقة، على مايأتي.




اضاف اخي المسامح رضي الله عنه لترجمة الحكم بن مسكين:

في مشايخ الثقات
ص 64
74 - الحكم بن مسكين، ثقة روى عنه في المحاسن كتاب ثواب الاعمال ص


السيد السيستاني في مناسك الحج
صفحة 175 يقول ما نصه
وفي سند الصدوق الحكم بن مسكين وهو لم يوثق ، ويمكن استفادة حسنه من ذكر النجاشي له في أصحابنا المصنفين ولم يقدح فيه مع أن دأبه القدح او المدح ، ورواية الاجلة العظام عنه كابن ابي عمير والبزنطي وابن محبوب وابن فضال وغيرهم
وايضا
قال السيد كاظم الحائري في كتابه القضاء في الفقه الاسلامي
ص 775 والحكم بن مسكين ثقة











حديث 2 : جامع لفضائلهم

1- حديث الثقلين
2- المباهلة
3- تفسير آية لا أسئلكم عليه اجراً إلا المودة في القربى
4- كيفية التسليم و الصلاة عليهم
5- اهل الذكر






المجلس التاسع والسبعون

1- حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ره) قال حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رض قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فقالت العلماء أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرضا (عليه السلام) لا أقول كما قالوا ولكني أقول أراد الله العترة الطاهرة فقال المأمون وكيف عنى العترة من دون الأمة فقال له الرضا (عليه السلام) إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله تبارك وتعالى فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون من العترة الطاهرة فقال الرضا (عليه السلام) الذين وصفهم الله في كتابه فقال جل وعز إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وهم الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وانظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم قالت العلماء أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أ هم الآل أو غير الآل فقال الرضا (عليه السلام) هم الآل فقالت العلماء فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤثر عنه أنه قال أمتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن (عليه السلام) أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل قالوا نعم قال فتحرم على الأمة قالوا لا قال هذا فرق ما بين الآل والأمة ويحكم أين يذهب بكم أ ضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة الوراثة رواية والطهارة في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا ومن أين يا أبا الحسن قال من قول الله جل وعز ولَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وإِبْراهِيمَ وجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ والْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين أ ما علمتم أن نوحا حين سأل ربه فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ وذلك أن الله عز وجل وعده أن ينجيه وأهله فقال له ربه يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن (عليه السلام) إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله فقال له الرضا (عليه السلام) في قوله عز وجل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وقال عز وجل في موضع آخر أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهم فقوله أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم قالت العلماء فأخبرنا.
هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا (عليه السلام) فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطنا فأول ذلك قوله عز وجل وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهذه واحدة والآية الثانية في الاصطفاء قوله عز وجل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية وأما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة في آية الابتهال فقال عز وجل فَقُلْ يا محمد تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فأبرز النبي (صلى الله عليه وآله) عليا والحسن والحسين وفاطمة (صلى الله عليه وآله) وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن (عليه السلام) غلطتم إنما عنى بها علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين قال لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد وفضل لا يلحقه فيه بشر وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة فإخراجه (صلى الله عليه وآله) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم وفي هذا تبيان قوله لعلي (عليه السلام) أنت مني بمنزلة هارون من موسى قالت العلماء فأين هذا من القرآن قال أبو الحسن أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم قالوا هات قال قال الله عز وجل وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً واجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة علي (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع هذه دليل ظاهر في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قال ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله (صلى الله عليه وآله) فقالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند ولله عز وجل الحمد على ذلك فهذه الرابعة والآية الخامسة قول الله عز وجل وآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقال (صلى الله عليه وآله) هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.
1- والآية السادسة قول الله جل جلاله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وهذه خصوصية للنبي (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهموذلك أن الله حكى في ذكر نوح (عليه السلام) في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ولكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ وحكى عز وجل عن هود (عليه السلام) أنه قال لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ وقال عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب الرجل له فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شيء ففرض عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها أبغض أهل بيته فعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله هذه الآية على نبيه (صلى الله عليه وآله) قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إن الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب فقالوا هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا أما هذا فنعم فما وفى بها أكثرهم وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز وجل يوفي أجر الأنبياء ومحمد (صلى الله عليه وآله) فرض الله عز وجل مودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم فإن المودة إنما تكون على قدر الفضل فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الله فقالوا القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي (صلى الله عليه وآله) أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها وما أنصفوا نبي الله في حيطته ورأفته وما من الله به على أمته مما يعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وأن يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبا لنبيه فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله مودتهم ووعد الجزاء عليها.
أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الآية والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن (عليه السلام) حدثني أبي عن جده عن آبائه عن الحسين بن علي قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا إن لك يا رسول الله مئونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون ما حمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز وجل جبرئيل بهذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فبعث إليهم النبي فقال هل من حدث فقالوا إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل وهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ويَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ ويَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ فهذه السادسة وأما الآية السابعة فقول الله تبارك وتعالى إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه الإجماع فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن قال أبو الحسن (عليه السلام) نعم أخبروني عن قول الله عز وجل يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد (صلى الله عليه وآله) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن (عليه السلام) فإن الله أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء فقال تبارك وتعالى سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ وقال سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ وقال سَلامٌ عَلى مُوسى وهارُونَ ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل موسى ولا آل إبراهيم وقال سلام على آل يس يعني آل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال المأمون قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة وأما الثامنة فقول الله عز وجل واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شيء فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى.
فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله فهذا فصل أيضا بين الآل والأمة لأن الله جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربى بكل ما كان من الفي‏ء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه جل وعز لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شيء فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأما قوله والْيَتامى والْمَساكِينِ فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين إذا انقطع مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له أخذه وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغني والفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز وجل ولا من رسوله (صلى الله عليه وآله) فجعل لنفسه معهما سهما ولرسوله سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفي‏ء ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته وكذلك آية الولاية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفي‏ء فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته فقال إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والْمَساكِينِ والْعامِلِينَ عَلَيْها والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وفِي الرِّقابِ والْغارِمِينَ وفِي سَبِيلِ اللَّهِ وابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل عز وجل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد وآله وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ فلما طهرهم الله واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل فهذه الثامنة وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فقالت العلماء إنما عنى بذلك اليهود والنصارى فقال أبو الحسن (عليه السلام) سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون إنه أفضل من دين الإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن فقال (عليه السلام) نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ فالذكر رسول الله ونحن أهله فهذه التاسعة وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وبَناتُكُمْ وأَخَواتُكُمْ الآية إلى آخرها فأخبروني أ هل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يتزوجها لو كان حيا قالوا لا قال فأخبروني.
هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا قالوا بلى قال ففي هذا بيان لأني أنا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله وأنتم من أمته فهذا فرق ما بين الآل والأمة لأن الآل منه والأمة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة وأما الحادي عشر فقول الله عز وجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الآل والأمة فهذه الحادي عشر وأما الثاني عشر قول الله عز وجل وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها فخصنا الله بهذه الخصوصية أن أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصنا من دون الأمة فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجي‏ء إلى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاة رحمكم الله وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصنا من دون جميع أهل بيته [بيتهم] فقال المأمون والعلماء جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الأمة خيرا فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم.
و صلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا.


حديث صحيح حسن