شبهة أن زرارة بن أعين رضوان الله عليه مات ميتة جاهلية

حفيد القدس

New Member
14 يونيو 2010
87
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
يَفْقَهُوا قَوْلِي

شبهة أن زرارة مات ميتة جاهلية



جاء في كتاب رجال الكشي ج: ( 1 ) ص: ( 365 ) ح: ( 240 )
محمد بن مسعود ، قال حدثني جبرئيل بن أحمد ، عن العبيدي ، عن يونس ، عن خطاب بن مسلمة ، عن ليث المرادي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا يموت زرارة الا تائها .

قلت - حفيد القدس - : هذه الرواية سندها ضعيف لا يعتمد عليها من أجل جبرئيل بن أحمد وهو الفاريابي وهو مجهول

نعم قد حسن حاله كثير من المحققين والعلماء ومنهم من وثقة أيضاً ولكن عند التحقيق يتبين عكس ذلك

وتوضيح ذلك أن من وثق الرجل أعتمد على نقل الكشي كثيراً عنه وكثرة الرواية تعني الوثاقة

ولكن الكشي نفسه معروف بالرواية عن الضعفاء فلا يعتمد على من يكثر عنهم

وقد وردت روايات صحيحة تبين الأمر بالتفصيل في هذا الأمر ننقلها لكم

فقد جاء في رجال الكشي ج: ( 1 ) ص: ( 372 ) ح: ( 254 )
حدثني بن قولويه ، قال : حدثني سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبد الله المسمعي ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن أبيه قال : بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر أبي الحسن عليه السلام فجائه الموت قبل رجوع عبيد إليه فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه . وقال : ان الامام بعد جعفر بن محمد من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن منصوص عليه من الذين أوجب الله طاعتهم على خلقه ، أنا مؤمن به قال : فأخبر بذلك أبو السحن الأول عليه السلام فقال : والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى .

وجاء في كتاب الكشي أيضاً ج: ( 1 ) ص: ( 373 ) ح: ( 255 )
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج وغيره ، قال : وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله ، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد .
قال محمد بن أبي عمير ، حدثني محمد بن حكيم ، قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلي المدينة ، فقال أبو الحسن : اني لأرجو ا أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى " وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " .

قال السيد الخوئي قدس الله نفسه معلقاً : هذه الروايات لا تدل على وهن ومهانة في زرارة ، لان الواجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه ولا يجب عليه معرفة الامام من بعده ، وإذا توفي إمام زمانه فالواجب عليه الفحص عن الامام ، فإذا مات في زمان الفحص فهو معذور في أمره ويكفيه الالتزام بامامة من عينه الله تعالى ، وإن لم يعرفه بشخصه . وعلى ذلك فلا حرج على زرارة ، حيث كان يعرف إمام زمانه ، وهو الصادق عليه السلام ، ولم يكن يجب عليه معرفة الامام من بعده في زمانه ، فلما توفي الصادق عليه السلام ، قام بالفحص فأدركه الموت مهاجرا إلى الله ورسوله .

قلت - حفيد القدس - توضيح ذلك ما رواه ثقة الإسلام

الكافي للشيخ الكليني ج: ( 1 ) ص: ( 378 - 380 )
( باب ) * ( ما يجب على الناس عند مضي الامام )
1 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إذا حدث على الامام حدث ، كيف يصنع الناس ؟ قال : أين قول الله عز وجل : " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" قال : هم في عذر ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر ، حتى يرجع إليهم أصحابهم .

2 - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : حدثنا حماد ، عن عبد الاعلى قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، فقال : الحق و الله ،
قلت : فإن إماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك ؟ قال : لا يسعه إن الامام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ، إن الله عز وجل يقول : " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "
قلت : فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم ؟ قال : إن الله عز وجل يقول : " وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ "
قلت : فبلغ البلد بعضه فوجدك مغلقا عليك بابك ، ومرخي عليك سترك ، لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك ؟
قال : بكتاب الله المنزل
قلت : فيقول الله عز وجل كيف ؟
قال : أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم ،
قلت : أجل ،
قال فذكر ما أنزل الله في علي عليه السلام وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في حسن وحسين عليهما السلام وما خص الله به عليا عليه السلام وما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله من وصيته إليه ونصبه إياه وما يصيبهم وإقرار الحسن والحسين بذلك و وصيته إلى الحسن وتسليم الحسين له بقول الله : " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ "
قلت فإن الناس تكلموا في أبي جعفر عليه السلام ويقولون : كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أسن منه وقصرت عمن هو أصغر منه ،
فقال : يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لا تكون في غيره : هو أولى الناس بالذين قبله وهو وصيه ، وعنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيته وذلك عندي ، لا أنازع فيه ،
قلت : إن ذلك مستور مخافة السلطان ؟
قال : لا يكون في ستر إلا وله حجة ظاهرة ، إن أبي استودعني ما هناك ، فلما حضرته الوفاة قال : ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش ، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر ، قال : اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه " يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " و أوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع ، ثم يخلي عنه ، فقال : اطووه ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت بعد ما انصرفوا : ما كان في هذا يا أبت أن تشهد عليه ؟ فقال : إني كرهت أن تغلب وأن يقال : إنه لم يوص ، فأردت أن تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال : من وصي فلان ، قيل فلان ، قلت : فإن أشرك في الوصية ؟ قال : تسألونه فإنه سيبين لكم .

3 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا ، فلو أعلمتنا أو علمتنا من ؟ قال : إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ، قلت : أفيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده ؟ فقال : أما أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إن الله يقول : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك فقال : هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ، قال : قلت : فإذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم ؟ قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة .

ثم قال السيد الخوئي معلقاً : وقد تقدم في الروايتين الأخيرتين الصحيحتين من الكشي : أن زرارة كان مهاجرا إلى الله تعالى .

وقال السيد الخوئي
أضف إلى ما ذكرناه : أنه لو صح أن زرارة بعث ابنه عبيدا ليتعرف خبر الامام بعد الصادق عليه السلام ، فهو لا يدل على أنه لم يكن عارفا بامامة الكاظم عليه السلام ، وذلك لما رواه الصدوق ،

كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص: ( 75 )
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني - رضي الله عنه - قال :
قلت للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليه السلام ؟
فقال : نعم ،
فقلت له : فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ؟
فقال : إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليه السلام ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي عليه السلام هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال : اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام .

قلت - حفيد القدس - : سند الرواية معتبر إن لم يكن صحيح


مستفاد من بحث السيد الإمام الخوئي قدس الله نفسه من المعجم ترجمة زرارة بن أعين

تعليق حفيد القدس

والله الهادي والموفق

وعلق على رواية الشيخ الصدوق الاخ جابر المحمدي المهاجر قائلا:
ومما يشهد لمضمون الرواية هذا الخبر الذي ذكره النعماني في غيبته ص 347 ح8 :
"وروي عن زرارة بن أعين ، أنه قال : " دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعن يمينه سيد ولده موسى ( عليه السلام ) وقدامه مرقد مغطى ، فقال لي : يا زرارة ، جئني بداود بن كثير الرقي وحمران وأبي بصير ، ودخل عليه المفضل بن عمر ، فخرجت فأحضرته من أمرني بإحضاره ، ولم يزل الناس يدخلون واحدا إثر واحد حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلا ، فلما حشد المجلس قال : يا داود ، اكشف لي عن وجه إسماعيل ، فكشفت عن وجهه . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا داود ، أحي هو أم ميت ؟ قال داود : يا مولاي ، هو ميت ، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل حتى أتى على آخر من في المجلس وانتهى عليهم بأسرهم ، كل يقول : هو ميت ، يا مولاي . فقال : اللهم اشهد ، ثم أمر بغسله وحنوطه وإدراجه في أثوابه ، فلما فرغ منه قال للمفضل : يا مفضل ، احسر عن وجهه ، فحسر عن وجهه ، فقال : أحي هو أم ميت ؟ فقال : ميت . قال : اللهم اشهد عليهم ، ثم حمل إلى قبره ، فلما وضع في لحده ، قال : يا مفضل ، اكشف عن وجهه ، وقال للجماعة : أحي هو أم ميت ؟ قلنا له : ميت . فقال : اللهم اشهد واشهدوا فإنه سيرتاب المبطلون ، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم - ثم أومأ إلى موسى ( عليه السلام ) - والله متم نوره ولو كره المشركون ، ثم حثونا عليه التراب ، ثم أعاد علينا القول ، فقال : الميت المحنط المكفن المدفون في هذا اللحد من هو ؟ قلنا : إسماعيل . قال : اللهم اشهد ، ثم أخذ بيد موسى ( عليه السلام ) ، وقال : هو حق ، والحق منه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ". ووجدت هذا الحديث عند بعض إخواننا ، فذكر أنه نسخه من أبي المرجى بن محمد الغمر التغلبي ، وذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرويه عن أبي الفرج وراق بندار القمي ، عن بندار ، عن محمد بن صدقة ، ومحمد بن عمرو ، عن زرارة . وأن أبا المرجي ذكر أنه عرض هذا الحديث على بعض إخوانه ، فقال : إنه حدثه به الحسن بن المنذر بإسناد له عن زرارة ، وزاد فيه : أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) قال : والله ليظهرن عليكم صاحبكم وليس في عنقه لأحد بيعه ، وقال : فلا يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين ، قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ."

والحمدلله