مُصيبة إحراق بيت الشيخ الطوسي (رضوان الله عليه) ..

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى أبي القاسم محمد ،
وعلى آله الطيبين الطاهرين ،. واللعنة الدائمة على اعدائهم ،
من الأولين والآخرين .



في سنة ثمان (أو تسع ) وأربعين وأربعمائة للهجرة الشريفة من شهر صفر ،هاج النواصب فيها فنهبوا وأحرقوا دار المرجع الاعلى لشيعة أهل البيت عليهم السلام ، اية الله العظمى الشيخ ابي جعفر الطوسي رضوان الله تعالى عليه .
فأتلفوا الكُتب ، وأشعلوا النار في دار الشيخ الطوسي ، وأحرقوا كُرسيه الذي كان يجلس عليه . كما انها لم تكن أول جريمة للنواصب بحق المقدس الطوسي رضي الله عنه ،. إلا انها كانت الاكبر والاعظم وهي التي أجبرت الشيخ الطوسي على الهجرة الى النجف الاشرف، لائذا بجوار مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وصيرها مركزا للعلم ، واخذت تشد إليها الرحال ، وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهوى رجال العلم ، ومهوى أفئدتهم ، وقام فيها صرح الاسلام .

فمنذ سنة 437 للهجرة ، اشتدت الحرب على شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وجرت بينهم وبين النواصب الحروب ، كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية ج 12 - ص 68 :"فيها وقع بين الروافض والسنة ثم اتفق الفريقان "
حتى جاءت سنة 440 للهجرة فقامت الحرب على شيعة أهل البيت عليهم السلام مرة اخرى . يقول ابن كثير في البداية والنهاية ج 12 - ص 73:"وفيها اقتتل الروافض والسنة ، وجرت ببغداد فتن يطول ذكرها . ولم يحج أحد من أهل العراق ."

ثم قامت حرب أشد في سنة 443 للهجرة ، فوقع القتل الكثير في شيعة آل محمد ،حتى تجرأ النواصب عليهم لعنة الله على ضريحي الامام موسى الكاظم والجواد عليهما السلام فاشعلوا فيهما النار ، ونهبوا مشهدهما صلوات الله عليهما .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية ج 12 - ص 79:" دخلت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة في صفر منها وقع الحرب بين الروافض والسنة ، فقتل من الفريقين خلق كثير ، وذلك أن الروافض نصبوا أبراجا وكتبوا عليها بالذهب : محمد وعلي خير البشر ، فمن رضي فقد شكر ، ومن أبى فقد كفر . فأنكرت السنة إقران علي مع محمد صلى الله عليه وسلم في هذا ، فنشبت الحرب بينهم ، واستمر القتال بينهم إلى ربيع الأول ، فقتل رجل هاشمي فدفن عند الإمام أحمد ، ورجع السنة من دفنه فنهبوا مشهد موسى بن جعفر وأحرقوا من ضريح موسى ومحمد الجواد ، وقبور بني بويه ، وقبور من هناك من الوزرا وأحرق قبر جعفر بن المنصور ، ومحمد الأمين ، وأمه زبيدة ، وقبور كثيرة جدا ، وانتشرت الفتنة وتجاوزوا الحدود ، وقد قابلهم أولئك الرافضة أيضا بمفاسد كثيرة ، وبعثروا قبورا قديمة ، وأحرقوا من فيها من الصالحين ، حتى هموا بقبر الإمام أحمد ، فمنعهم النقيب ، وخاف من غائلة ذلك ، وتسلطا على الرافضة عيار يقال له القطيعي ، وكان يتبع رؤوسهم وكبارهم فيقتلهم جهارا وغيلة ، وعظمت المحنة بسببه جدا ، ولم يقدر عليه أحد ، وكان في غاية الشجاعة والبأس والمكر ، ولما بلغ ذلك دبيس بن علي بن مزيد - وكان رافضيا - قطع خطبة الخليفة ، ثم روسل فأعادها ...الخ".

ولم يرتو النواصب من دماء الشيعة حتى جددوا الحرب ثانية في سنة 445 للهجرة ،. فيقول في البداية والنهاية ج 12 - ص 81: "ثم دخلت سنة خمس وأربعين وأربعمائة . فيها تجدد الشر والقتال والحريق بين السنة والروافض ، وسرى الامر وتفاقم الحال . "انتهى.،

حتى جاء اللعين طغرلبك الى بغداد سنة 447 للهجرة ، فملكها وملك العراق فتكررت الحرب على شيعة أهل البيت عليهم السلام بشكل متوحش .وشن حملة عشوائية على الشيعة فوقع الهجوم الكبير على دار ابي جعفر الطوسي رضي الله عنه في سنة 448 أو 449 للهجرة ،.

وهنا نذكر بعض اقوال علماء السلفية في هذا السفاك طغرلبك ، فيقول السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (3/249) :" شرح حال الفتنة التى وقعت بمدينة نيسابور قاعدة بلاد خراسان إذ ذاك فى العلم وكيف آلت إلى خروج إمام الحرمين والحافظ البيهقى والأستاذ أبى القاسم القشيرى من نيسابور ثم كيف كانت الدائرة على من رام مذهب الأشعرى بسوء وكيف قصمه الله
كان سلطان الوقت إذ ذاك السلطان طغرلبك السلجوقى وكان رجلا حنفيا سنيا خيرا عادلا محببا إلى أهل العلم من كبار الملوك وعظمائهم وهو أول ملوك السلجوقية وكان يصوم الاثنين والخميس ..."

ويقول فيه ابن كثير في البداية والنهاية ج 12 - ص 111:
"الملك أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق طغرلبك ، كان أول ملوك السلاجقة ، وكان خيرا مصليا ، محافظا على الصلاة في أول وقتها ، يديم صيام الاثنين والخميس ، حليما عمن أساء إليه ، كتوما للاسرار سعيدا في حركاته ، ملك في أيام مسعود بن محمود عامة بلاد خراسان ، واستناب أخاه داود وأخاه لامه إبراهيم بن ينال ، وأولاد إخوته ، على كثير من البلاد ، ثم استدعاه الخليفة إلى ملك بغداد كما تقدم ذلك كله مبسوطا . توفي في ثامن رمضان من هذه السنة ، وله من العمر سبعون سنة ، وكان له في الملك ثلاثون سنة ، منها في ملك العراق ثمان سنين إلا ثمانية عشر يوما ."

ويقول ابن كثير في البداية والنهاية فيه وفي قومه السلاجقة ج 12 - ص 86:
"..... وذلك أن نوء الرافضة اضمحل ، لان بني بويه كانوا حكاما ، وكانوا يقوونهم وينصرونهم ، فزالوا وبادوا ، وذهبت دولتهم ، وجاء بعدهم قوم آخرون من الأتراك السلجوقية الذين يحبون أهل السنة ويوالونهم ويرفعون قدرهم ، والله المحمود ، أبدا على طول المدى ".انتهى

فليعلم القارئ مدى اضطهاد النواصب للشيعة واستضعافهم وكيف كانوا يحاربون التراث الشيعي ،
وليفخر الشيعي بجهود علمائه الذين حفظوا المذهب والتراث مع ما جرى عليهم من حروب وسفك دماء .


يقول الشيخ الطهراني في رسالته عن حياة الشيخ الطوسي ،كما في مقدمة التبيان المقدمة ص6 :
" لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره وعزيز مصره ، حتى ثارت القلاقل وحدثت الفتن بين الشيعة والسنة ، ولم تزل تنجم وتخبو بين الفينة والأخرى ، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية فإنه ورد بغداد في سنة 447 ه‍ وشن على الشيعة حملة شعواء ، وأمر باحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها أبو نصر سابور ابن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي وكانت من دور العلم المهمة في بغداد ، بناها هذا الوزير الجليل والأديب الفاضل في محلة بين السورين في الكرخ سنة 381 ه‍ على مثال ( بيت الحكمة ) الذي بناه هارون الرشيد ، وكانت مهمة للغاية فقد جمع فيها هذا الوزير ما تفرق من كتب فارس والعراق ، واستكتب تآليف أهل الهند والصين والروم كما قاله محمد كرد علي ونافت كتبها في عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الاسفار ، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين ،
قال ياقوت الحموي : وبها كانت خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة إلخ وكان من جملتها مائة مصحف بخط ابن مقلة على ما ذكره ابن الأثير وحيث كان الوزير سابور من أهل الفضل والأدب أخذ العلماء يهدون اليه مؤلفاتهم فأصبحت مكتبته من أغنى دور الكتب ببغداد ، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيء طغرل بيك ، وتوسعت الفتنة حتى اتجهت إلى شيخ الطائفة وأصحابه فأحرقوا كتبه وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام قال ابن الجوزي في حوادث سنة 448 ه‍ : وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره . ثم قال في حوادث سنة 449 ه‍ : وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام ، وأخرج إلى الكرخ وأضيف اليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديما يحلمونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ ."

ويقول الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام ج 30 - ص 491 ، في ترجمة الشيخ الطوسي مانصه:
"...روى عنه ابنه أبو علي الحسن . وقد أحرقت كتبه غير مرة ، واختفى لكونه ينقص السلف . وكان ينزل بالكرخ ، ثم انتقل إلى مشهد الكوفة ".


ويقول الزركلي في الاعلام ج 6 - ص 84:
"* ( أبو جعفر الطوسي ) * ( 385 - 460 ه‍ = 995 - 1067 م ) محمد بن الحسن بن علي الطوسي : مفسر ، نعته السبكي بفقيه الشيعة ومصنفهم . انتقل من خراسان إلى بغداد سنة 408 ه‍ ، وأقام أربعين سنة . ورحل إلى الغري ( بالنجف ) فاستقر إلى أن توفي . أحرقت كتبه عدة مرات بمحضر من الناس ".



ويقول ابن حجر في لسان الميزان ج 5 - ص 135:
"452 ( محمد ) بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي فقيه الشيعة ........ قال ابن النجار أحرقت كتبه عدة بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر واستتر هو خوفا على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف * مات بمشهد علي في المحرم سنة ستين وأربع مائة * ذكره ابن النجار في الذيل وأرخه بعضهم سنة إحدى وستين ".


ويقول الذهبي في سير اعلام النبلاء ج 18 - ص 335:
"....وأعرض عنه الحفاظ لبدعته ، وقد أحرقت كتبه عدة نوب في رحبة جامع القصر ، واستتر لما ظهر عنه من التنقص بالسلف ، وكان يسكن بالكرخ ، محلة الرافضة ، ثم تحول إلى الكوفة ، وأقام بالمشهد يفقههم . ومات في المحرم سنة ستين وأربع مئة . وكان يعد من الأذكياء لا الأزكياء . ذكره ابن النجار في " تاريخه " . وله تصانيف كثيرة منها : كتاب " تهذيب الأحكام " كبير جدا ، وكتاب " مختلف الاخبار " ، وكتاب " المفصح في الإمامة " ، وأشياء . ورأيت له مؤلفا في فهرسة كتبهم وأسماء مؤلفيها ".


ويقول ابن كثير في البداية والنهاية ج 12 - ص 86:
".... وأمر رئيس الرؤساء الوالي بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض ، لما كان تظاهر به من الرفض والغلو فيه ، فقتل على باب دكانه ، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره".


والجدير بالذكر ، ان أحد أكبر اسباب ضياع الاصول والكتب والمخطوطات الاصلية والقيّمة الى وقتنا الحاضر ، يرجع الى تلك السنة الأليمة ، والى تلك اليد الناصبية المجرمة ، فان مكتبة الشيخ الطوسي لوحدها كانت تحتوي على آلالاف الكتب والمخطوطات ،من شتى العلوم ، فغالب ان لم يكن كل الكتب التي ذكرها الشيخ في كتابه الفهرست كانت في تلك المكتبة ومكتبة ابو نصر سابور.
فيقول الشيخ الطهراني رحمه الله في الذريعة ج4 ص504 :"استخرجه مؤلفه الشيخ الطوسي (رحمه الله) من الأصول المعتمدة للقدماء التي هيّأها الله له ، وكانت تحت يده من لدن وروده إلى بغداد في سنة 408هـ . حتّى مهاجرته منها إلى النجف الأشرف في سنة 448هـ ، ومن تلك الأصول ما كانت في مكتبة أستاذه الشريف السيّد المرتضى المحتوية على ثمانين ألف كتاب كما هو مذكور في التواريخ في وجه تسميته بالثمانيني ، ومنها ما كانت في مكتبة (سابور) المؤسّسة للشيعة بكرخ بغداد التي لم تكن في الدنيا مكتبة أحسن كتباً منها ، كانت كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحرّره ، كما حكيناه عن ياقوت الحموي في (ج2 ـ ص129) ."


لكن هذا لم يؤثر على جهد الشيخ الطوسي - روحي له الفداء - بل أخذ يستمر في نشر علوم آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، في النجف الاشرف .وأملى على تلامذته اكثر من 1500 حديث جمعه في كتابه الأمالي المعروف .وألف كتاب الغيبة اثناء وقوع هذه الفتنة كما يُشير الى ذلك في مقدمة الكتاب فيقول :"أما بعد فإني مجيب إلى ما رسمه الشيخ الجليل ، أطال الله بقاءه من إملاء كلام في غيبة صاحب الزمان ، وسبب غيبته ، والعلة التي لأجلها طالت غيبته ، وامتداد استتاره ، مع شدة الحاجة إليه وانتشار الحيل ، ووقوع الهرج والمرج ، وكثرة الفساد في الأرض ، وظهوره في البر والبحر ، ولم لم يظهر : وما المانع منه ، وما المحوج إليه ، والجواب عن كل ما يسأل في ذلك من شبه المخالفين ، ومطاعن المعاندين . وأنا مجيب إلى ما سأله ، وممتثل ما رسمه ، مع ضيق الوقت ، وشعث الفكر ، وعوائق الزمان . وصوارف الحدثان ، وأتكلم بجمل يزول معها الريب وتنحسم به الشبه ولا أطول الكلام فيه فيمل ، ..".



فالسلام عليه يوم وُلد ويوم مات ويوم يُبعث حياً.





جابر المُحمدي،،


واضاف شيعي سني:

السلام عليكم

بارك الله فيكم مولانا على الموضوع، فقد أثبت علمائهم بأيديهم أنهم كانوا يتعصبون لمذهبهم، وفي الحقيقة كم نتحسر على الكتب الشيعة التي فقدت جراء إذكاء الفتن والتعصب المذهبي من هؤلاء النواصب قبحهم الله تعالى، وكانه ليس لأحد عقيدة إلا هم فقط من بين الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وهذا ايضا ما جرى على الشيخ المعظم المفيد قدس الله روحة الزكية كما يذكرون،،

قال في البداية والنهاية (15\519) :-

( وفي عاشر رجب - سنة 398 هـ - جرت فتنة بين السنة والرافضة، سببها أن بعض الهاشميين قصد أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رباح، فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني، وجرت فتنة عظيمة طويلة، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود، وهو مخالف للمصاحف كلها، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم جمعة لليلة بقيت من رجب، وعرض المصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد الإسفراييني والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكم يا منصور، وبلغ ذلك الخليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة، وجرت خطوب شديدة، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فقيه الشيعة، فأخرج منها ثم شفع فيه، ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين، وعلي رضي الله عنهم، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته)


والقادر بالله لعنه الله تعالى كان معدودا من فقهاء الشافعية كما قال ابن صلاح في طبقات الشافعية 1/324.


وفي كتاب العبر للذهبي 1/182 (وفيها استتاب القادر بالله - وكان صاحب ستة - طائفة من المعتزلة والرافضة وأخذ خطوطهم بالتوبة وبعث إلى السلطان محمود بن سبكتكين يأمره ببث السنة بخراسان ففعل ذلك وبالغ وقتل جماعة ونفى خلقا كثيرا من المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والجهمية والمشبهة وأمر بلعنهم على المنبر!! )


وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4/1268 ( وهي العقيدة التي كتبها للخليفة القادر بالله وقرأها على الناس وجمع الناس عليها وأقر بها طوائف أهل السنة وكان قد استتاب من خرج عن السنة من المعتزلة والرافضة ونحوهم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة )


وفي البداية والنهاية 12/26 ( وعزل خطباء الشيعة وولي خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره وجرت فتنة بمسجد براثا وضربوا الخطيب السني بالآجر حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفهه فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم حتى جاؤا يعتذرون مما صنعوا وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم لم يتمكن أحد من أهل العراق وخاراسان في هذه السنة من الحج ممن توفي فيها من الأعيان )

وقد استتاب القادر بالله لعنه الله تعالى المسلمين وكل من خالفه في المذهب والعقيدة وأخذ عليهم الخطوط منها لا تتطعنوا في الشيخين ولا تقولوا بان القرآن مخلوق فمن قال بذلك فهو كافر حلال الدم!!.

وهذا ما يسمى بالاعتقاد القادري البغيض كما ذكره ابن القيم في المنتظم وأمر فقهاء المسلمين بكل طوائفهم بالموافقة عليه بالقوة..

هكذا ينشرون مذهبهم لأنهم لا يستطيعون مواجهة الشيعة أعلى الله مقامهم بالفكر والعقيدة بل بالقوة والتكفير.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم