وقفة مع كتاب مختصر البصائر للشيخ حسن بن سليمان الحلي (قدس سره)

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،، والصلاة والسلام على الحبيب الامجد ، الرسول المسدد ، أبي القاسم أحمد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، لاسيما الامام الخاتم المُؤيد ، ابن الحسن محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام. واللعنة الدائمة الابدية السرمدية على من عاداهم من الاولين والآخرين . السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،، هذا البحث يدور حول أحد الكتب المهمة التي ألفها الشيخ حسن بن سليمان الحلي رحمه الله وهو مختصر البصائر ، الذي نقل فيه بعض أحاديث كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة سعد بن عبدالله القمي رضي الله عنه . ومن هنا تكمن أهمية كتاب مختصر البصائر ،أنه يحتوي على بعض كتاب بصائر الدرجات للشيخ سعد القمي ، وقد اندثر هذا الكتاب - أي كتاب بصائر الدرجات-، فلم يصل الينا سوى مختصر البصائر ،.!! مع وقوع الاختلاف في اسم اصل كتاب شيخ الطائفة سعد القمي ،هل هو مختصر البصائر أو بصائر الدرجات . ولكن الاختلاف في الاسم لايهمنا. وقد نقل منه المجلسي في بحاره أكثر من 250 حديثاً ، والسيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان أكثر من 178 حديثاً .ونقل عنه الحر العاملي والعلامة المامقاني في صحيفة الابرار وغيرهم. وكلامنا في هذا البحث يدور حول الطريق الى كتب الشيخ حسن بن سليمان الحلي رضي الله عنه ، وحول طريق الشيخ حسن الحلي الى سعد بن عبدالله القمي .رضي الله عنه. فنقول وبالله التوفيق ، أولاً: في الطريق الى كتب الشيخ حسن بن سليمان الحلي رحمه الله ،، *وقد سألنا سماحة آية الله المحقق الداوري حفظه الله تعالى حول الطريق الى كتب الشيخ حسن الحلي فأجاب : نعم كتبه معتبرة والطريق إليها صحيح . http://www.ridhatorath.org/ar_site/d...edod/index.htm *وقد سألنا سماحة آية الله المرجع السيد الروحاني دام ظله فأجاب كتابة: بسمه تعالى وإن إحتمل بعضهم أن يكون بصائر الدرجات للصفار والمحتصر لسعد والمنتخب للحلي الا ان المشهور هو كون البصائر لسعد والمختصر للحلي وهو كتاب قيم وكتب سعد كلها مشهورة ولها طرق معتبرة وان لم يكن للحلي للبصائر طريق معتبر فذلك ليس بضائر والله العالم . * وقد سألنا آية الله الشيخ المرجع بشير النجفي حفظه الله فأجاب كتابة: لم يثبت صحة ذلك الطريق والله العالم. انتهى . أقول : وبعد البحث والتتبع وجدنا طريقا لكتب الشيخ حسن الحلي واستخرجنا هذا الطريق من خلال إجازة الشيخ علي بن محمد بن علي بن محلي المتوفى في جمادى الأولى سنة 855 ، للشيخ شمس الدين محمد بن زين الدين علي بن بدر الدين حسن الجبعي جد شيخنا البهائي . فإنه يروي فيها فيها عن أبي القاسم علي بن الشهيد محمد بن مكي ، وعن السيد تاج الدين عبد الحميد ابن أحمد بن علي الهاشمي الزينبي عن الشيخ حسن بن سليمان الحلي مختصرة تاريخها رابع شهر رمضان سنة 851 ، وبخط الجبعي المجاز في آخرها أنه توفي المجيز الكاتب لهذه الإجازة في جمادى الأولى سنة 855 ،. (( الذريعة ج 1 - ص 220)). ويلاحظ من خلال هذه الاجازة أنّ الشيخ علي بن الشهيد الاول ، له إجازة من الشيخ حسن الحلي،. وبملاحظة طرق العلماء والفقهاء للشيخ علي بن الشهيد الاول ، ينحل الاشكال . وأما طريق الاعلام للشيخ علي بن الشهيد الاول فهي بالاسانيد المتواترة "عن الشهيد الثاني عن الشيخ نور الدين علي الميسي عن ابن عم الشهيد الاول الشيخ شمس الدين محمد بن داود المشهور بابن مؤذن الجزيني عن الشيخين الأجلين أبي طالب محمد وضياء الدين علي نجلي الشهيد ." اجازة العلامة المجلسي الاول لابنه ، كتاب القصص للتنكابني ص 232. وللشيخ علي ابن الشهيد الاول اجازة للسيد عز الدين حسين بن حيدر الحسيني الكركي، نقلها المجلسي في البحار ج 106 - ص 162، فراجع . وقال العلامة حجة الاسلام المامقاني صاحب صحيفة الابرار ج2ص540 : " قال المجلسي رحمه الله في البحار : وكتب البياضي وابن سليمان كلها صالحة للاعتماد ومؤلفاها من العلماء الانجاد... الى آخره". ثانياً: في طريق الشيخ حسن بن سليمان للشيخ سعد بن عبدالله القمي رضي الله عنهما. وطريقه هو ما ذكره في اجازته للشيخ حسين بن محمد بن الحسن الحموياني كما هي مذكورة في مقدمة مختصر البصائر ص35 قال :" قرأ علي الشيخ العالم الموفق عز الدين حسين بن محمد بن الحسن الحموياني الجزء الأول والثاني من كتاب الخصال تصنيف الشيخ الفاضل السعيد المرحوم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي من أوله إلى آخره وأذنت له في روايته عني عن شيخي العالم الشهيد ولي آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي ، عن شيخه السيد عميد الدين بن عبد المطلب الأعرج الحسيني ، عن جده السيد فخر الدين أبي الحسن علي ، عن شيخه السيد عبد الحميد بن فخار ، عن السيد أبي علي فخار ، عن شيخه محمد بن إدريس ، عن الحسين ابن رطبة السوراوي ، عن الشيخ أبي علي الطوسي ، عن والده ، عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان ، عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه فليروه عني لمن شاء كيف شاء بهذا الطريق وبغيره من طرقي إلى مصنفه نفعه الله بما كتب وقرأ ووفقه للعمل بما علم ، وأنا أطلب منه أن يدعو لي عند قراءته له ونشر علمه والإفادة به فقد روي في الحديث : " من دعا لأخيه المؤمن نودي من العرش لك مائة ألف ضعف " . وكتب عبد الله حسن بن سليمان بن محمد في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 802 هجرية والحمد لله وحده ." وفيه أنّ هذا الطريق هو عام وليس خاصاً لكتاب الخصال ، بدليل قوله "فليروه عني لمن شاء كيف شاء بهذا الطريق وبغيره من طرقي إلى مصنفه "، فانه يدل على أنّ هذا الطريق هو أحد الطرق العامة التي تنتهي الى الشيخ الطوسي ثم بطرقه الى الشيخ الصدوق . وصرح بذلك في ص حيث قال: "ورويت بإسنادي المتصل عن الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه قال : روى محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا موسى بن عبد الله النخعي ، قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين...الخ "، وطالما أنه عام للصدوق فانه بلا شك يدخل فيه طرق الصدوق للشيخ سعد القمي رحمهم الله. وكذلك الشيخ الطوسي ، فان الشيخ حسن له طرقاً متصلة الى الشيخ الطوسي وقد أشار اليها في كتابه حيث قال ص139 : " فمما أجاز لي الشيخ السعيد الشهيد أبو عبد الله محمد بن مكي الشامي روايته ، عن شيخه السيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني ، عن الحسن بن يوسف بن المطهر ، عن أبيه ، عن السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي بن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه ، عن محمد بن محمد بن النعمان ، عن محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدثنا الحسن بن معاذ ، قال : حدثنا قيس بن حفص ، قال : حدثنا يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، ...الخ". وفي ص150 قال : "ورويت بإسنادي المتصل إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) على ما ذكره في كتاب مصباح المتهجد قال ....الخ" وعلى أيّة حال ، فان الشيخ حسن بن سليمان له اجازة من الشهيد الاول يروي فيها عنه عن مشايخه في تاريخ 12 شعبان سنة 757 هجرية . كما في مقدمة المختصر . والظاهر هو ما اشار اليه في بداية كتابه "رسالة في أحاديث الذر " : " يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربه الغني حسن بن سليمان بن محمد الحلي : رويت عن الشيخ الفقيه الشهيد السعيد أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي ، عن السيد عبد المطلب بن الأعرج الحسيني ، عن الحسن بن يوسف بن المطهر ، عن أبيه ، عن السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان ابن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أبيه إلى آخره ،...". فان قوله ( رويت) يشير الى الاجازة فتأمل . ثالثاً: جواب وحل من وجه آخر ،، في هذا الجواب نقول : حتى لو لم يثبت الطريق الى كتب الشيخ حسن الحلي ، أو طريقه الى الشيخ سعد القمي رضي الله عنه ، فان ذلك ليس بضائر كما قال السيد الروحاني دام ظله . فاننا خلال البحث في كتاب المختصر وجدنا أنّ عدد أحاديثه التي ينقلها عن الشيخ سعد القمي تقريبا 312 حديثاً. وأكثر هذه الاحاديث نقلها الأعلام كالكليني والصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم .في كتبهم. فمثلاً : فان ما يقارب 70 حديث في المختصر موجود في كتاب الكافي الشريف . وتقريباً 167 حديث نقله الصفار في بصائر الدرجات ، بل ان محقق الكتاب يقول ص 42 : "....وتحققت من صحته من خلال تخريجاتي للأحاديث فقد وجدت أكثر أحاديث المختصر هي موجودة في بصائر درجات الصفار بعينها سندا ومتنا إلا ما شذ وندر ،..." فيكون 237 حديث في مختصر الحلي ، موجود في الكافي وبصائر الصفار فقط ، . هذا غير كتب الطوسي والمفيد والصدوق والبرقي ..الخ. وبهذا يكون الامر سهل جداً بشأن هذا الكتاب والحمد لله. الكاتب/ جابر المحمدي المهاجر،،