حديث: "إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".. وقفة للتأمل

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم


"إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 205 :
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1607 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8963 و 9094 )
و محمد بن مخلد في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 6 / 1 ) عن عاصم عن زر عن عبد
الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن ، و هو صحيح ! فإن له شاهدا قويا من حديث أبي هريرة ،
و فيه بيان سبب وروده ، قال رضي الله عنه : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حنينا ، فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام : " هذا من أهل النار " . فلما حضرنا
القتال قاتل الرجل قتالا شديدا ، فأصابته جراحة ، فقيل : يا رسول الله الرجل
الذي قلت له آنفا : إنه من أهل النار ، فإنه قاتل اليوم شديدا و قد مات ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : " إلى النار " . فكاد بعض المسلمين أن يرتاب ،
فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ، و لكن به جرحا شديدا ، فلما كان من
الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ،
فقال : " الله أكبر ، أشهد أني عبد الله و رسوله " . ثم أمر بلالا فنادى في
الناس : " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، و إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل
الفاجر " . أخرجه البخاري ( 2 / 74 ) و مسلم ( 1 / 73 - 74 ) و أحمد ( 2 / 309
) و للدارمي منه حديث الترجمة ( 2 / 240 - 241 ) . و الحديث أورده الهيثمي في
" المجمع " ( 5 / 303 ) و قال : " رواه الطبراني ، و فيه عاصم بن أبي النجود
و هو ثقة ، و فيه كلام " . و قال أيضا : " رواه الطبراني عن النعمان بن عمرو بن
مقرن مرفوعا ، و ضبب عليه ، و لا يستحق التضبيب لأنه صواب ، و قد ذكر المزي في
ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن ، و النعمان بن
مقرن .
قلت : و رجاله ثقات " . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من الصحابة بلفظ : " ....
بأقوام لا خلاق لهم " . و قد خرجها الهيثمي من حديث أبي بكرة و أنس و أبي موسى
و أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 20 / 100 / 1 ) عن الحسن البصري
مرسلا . و وصله أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 262 ) و الضياء في " المختارة "
( 74 / 2 ) عنه عن أنس مرفوعا . و تابعه أبو قلابة عن أنس . أخرجه ابن حبان
( 1606 ) و النسائي في " السير " ( 1 / 38 / 1 ) و الضياء أيضا . و تابعه عنده
حميد عن أنس . و روي بلفظ : " .... برجال ما هم من أهله " . أخرجه الطبراني ،
و فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم و هو ضعيف كما قال الهيثمي : و هو بهذا اللفظ
منكر عندي لمخالفته لألفاظ الثقات ، و الله أعلم .

انتهى بنصه من السلسلة الصحيحة للألباني من برنامج الشاملة

وقفة للتأمل:

1 ـ أليس يدل هذا الحديث على أن من نصر الدين فليس هذا دليلاً على صلاحه؛ لأنه قد يكون فاجرًا؟
2 ـ أليس يدل هذا الحديث على وجوب نصرة الناصر للدين من غير نظر إلى طبيعة مذهبه
واستقامته ما دام ينصر الدين؛ لأن الرجل الفاجر أيضًا يمكن أن ينصر الدين؟


نقاط للتأمل قد تنفع أولي الألباب

والحمد لله أولا وآخرًا