أقول: الصحابة كلهم كانوا شيعة..! وهذا دليلي فاقرأ وقل لي رأيك

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كثيراً ما يتساءل البعض عن نشأة التشيع بعد أن لم يكن.. ويتحدثون عن أوائل الشيعة.. ويعتبرون الصحابة مجتمعاً كان يغلب عليه الانحراف.. أليس كذلك؟

ولكنني وصلت إلى قناعة جديدة أحب أن أذكرها هنا؛ لكي أستفيد من وجهة نظر الفضلاء والزملاء هنا، وأرى إن كانت فكرة سديدة، أم إنها من خزعبلات فكر غير المعصوم..!

تبتني الفكرة على تعريف التشيع بصيغة خاصة، وذلك بأن نقول إن التشيع هو: معرفة إمام الزمان المنصوب من قبل الله تعالى، والكون في طاعته.

ولما كان النبي صلى الله عليه وآله هو إمام الزمان في عصر الصحابة، فكل صحابي كان يعيش الإسلام ـ ولو ضعيفاً ـ فهو شيعي بهذا المعنى، وميتته ليست جاهلية؛ لأنه عرف إمام زمانه.

وأما أولئك الصحابة الذين بقوا أحياء إلى ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فنقول فيهم: إذا اعتقدوا بإمامة الإمام التالي، وهو الإمام علي عليه السلام، فهم قد بقوا على التشيع، وإن ارتدوا فهم كالواقفة الذين وقفوا على الإمام الكاظم، فهذه العينة من الصحابة يمكن القول بأنهم وقفوا على إمامة رسول الله، أو هم كالإسماعيلية الذين اختاروا إماماً لم ينصبه الله تعالى، وذلك بالقول بأن هذه العينة من الصحابة اختاروا أبا بكر أو غيره إماماً.

إذاً: المجمتع كله كان محكوماً بالتشيع، والذي حصل بعد ذلك هو الارتداد عن التشيع، أو البقاء عليه.

فإن سألتني: وهل كان الصحابة يعتقدون بإمامة الاثني عشر عليهم السلام؟

أجبتك: هذا ليس شرطاً في تحقق التشيع ما دام لم يتم تبليغه بعد، فالذي تم تبليغه هي إمامة النبي صلى الله عليه وآله، وكذا إمامة الإمام علي في أواخر العهد النبوي، وعلى قول: منذ أوائل العهد النبوي.

فإن قلت لي: ولكنه كان مجتمعاً يشتمل على الفسقة والمجرمين أيضاً؟

أجبتك: إننا لا نقصد بالتشيع ما ينفي الفسق، والشيعة ـ إلى يومك هذا ـ فيهم الصالح والطالح، ومجرد حكمنا على شخص بالتشيع لا يوجب حصانة له، فالتشيع الادعائي مرتبة، والتشيع الحقيقي مرتبة أخرى.

فإن سألتني: فهل تلتزم أن أمثال عمر بن الخطاب كانوا أيضاً من الشيعة؟

أجبتك: إن ثبت أن عمر كان يلتزم بإمامة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فهو شيعي، إلا أننا وجدنا الشواهد تدل على أنه لم يدخل التشيع منذ البداية.

ومن ذلك يتبين أن الإسلام هو التشيع.. فالإسلام في مرحلة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ينادي بإمامة إمام واحد، وفي مرحلة الإمام علي بإمامة إمامين، وفي مرحلة الإمام الحسن بإمامة ثلاثة.. وهكذا.

فإن سألتني: ولكن هكذا يكون الأئمة ثلاثة عشر، فما هو السر في معروفية الإمامية بالاثني عشرية؟

أجبتك: هذا من باب التمييز عن الفرق الأخرى؛ فإن الفرق الأخرى تلتزم بإمامة النبي صلى الله عليه وآله، ولا تلتزم بإمامة الاثني عشر.

فإن سألتني: ولكن هل كان الصحابة يعتقدون بالأمور التي يعتقد بها الشيعة الآن من العصمة والولاية التكوينية وغير ذلك؟

أجبتك: يمكننا أن نطمئن أنهم كانوا يعتقدون بذلك كله، ولكن متمثلاً في شخص النبي صلى الله عليه وآله، وبما يتناسب مع وعيهم وثقافتهم التي كانت في طور التكون والنمو. ومن الطبيعي أن الوعي ينمو ويتطور بمرور الزمن، كما أن الأفكار الحساسة لا يتم طرحها بصورة دفعية، بل بصورة تدريجية.

فالنتيجة التي نخرج بها من هذا الموضوع:

1 ـ التشيع هو الإسلام، وأن كل الصحابة الذين نحكم بإسلامهم ولا نعتقد بأنهم منافقون، فإنهم محكومون بالتشيع.

2 ـ حرمة انتقاص واغتياب كل صحابي كان على ظاهر الإسلام ولم يثبت نفاقه أو فسقه، ومات قبل النبي صلى الله عليه وآله، إلا بحكم استثنائي (ثانوي) .

3 ـ ضرورة البحث والتنقيب في حال الصحابة الذي بقوا أحياء بعد وفاة النبي؛ لننظر إن كانوا بقوا على التشيع (الإسلام) أم أنهم صاروا واقفية أو بكرية.

4 ـ المطلوب ليس هو إثبات شرعية التشيع في الإطار الإسلامي؛ لأن التشيع ـ بالصيغة التي طرحناها ـ يساوق الإسلام.

5 ـ نعم؛ البحث فيما بعد النبي صلى الله عليه وآله، يرتكز على إثبات أن الإمامة الربانية استمرت بعده؛ فيثبت بقاء التشيع وضرورة الانتماء إليه، أو على نفي هذه الإمامة بعد وفاة النبي؛ فيثبت حقانية المسار السني. وعلى كل حال: يكون التشيع أقدم مما يسمى بالتسنن؛ لأن التسنن إنما ينتج من القول بانقطاع الإمامة بعد وفاة النبي، فيكون التسنن فكراً حادثاً ـ على فرض ثبوته ـ بعد النبي، بينما التشيع ـ على فرض ثبوته ـ يكون هو الإسلام والاستمرار الطبيعي لحكم معروف في العهد النبوي.

هذا ما أردته طرحه، وأنتظر تقييم الأفاضل ونقد الزملاء.

والله ولي التوفيق.
 

الهاد

New Member
6 فبراير 2011
44
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لو اذن لي جناب الأستاذ الفاضل أدب الحوار أبقاه الله سبحانه ..

إن الكلام مبني على تعريف التشيع بما عرفناه في الموضوع، فقلنا :




إن التشيع هو معرفة إمام الزمان.. وبناء عليه: يكون أتباع موسى شيعة إذا لم يخالفوا موسى ويتبنوا خلافه، وأتباع خاتم الأنبياء أيضاً شيعة لنفس السبب، وهكذا أتباع عيسى..

أقول : هذا التعريف منك لفتة علميّة ممتازة ، لكن -إن سمحت- فيه عدّة أشياء ينبغي إماطة الخمار عنها ؛ كالآتي :
الأوّل : المقصود من تعريفكم : التشيع هو معرفة إمام الزمان.. . أنّ حقيقة التشيّع في كبراها -عملاً- هي التدين بإمامة إمام الزمان الحيّ ، واعتقاداً بأنّه المعصوم المنصوب من قبل الله ورسوله .
وهذا لا يردّ ؛ وعلى سبيل المثال فكم من الشيعة ، بل من سادات الشيعة ، من ذهب إلى ربّه لا يعرف غير علي ابن أبي طالب إماماً ، أو لم يدل دليل على غير ذلك ؛ ومن هؤلاء خزيمة بن ثابت الأنصاري شهيد صفين رضوان الله تعالى على روحه الطاهرة في أكبر الظن ؛ إذ لم يدل أي دليل في التاريخ على أنّه كان عارفاً بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، ويشهد لذلك من ذهب إلى ربه من الشيعة في عصور الأئمة عليهم السلام قبل أن يُنصّ على الآتي منهم عليهم السلام ؛ فتراه -بسبب التقية- لا يعرف إلاّ من عاصره وتقدم عليه منهم عليهم السلام ، مع أنّه تشيعه معلوم ضرورة وهناك أسماء طاهرة لا تحصى بسهولة في عالم التشيع كانت هكذا ..
وهذا -وغيره- دليل على أنّ حقيقة التشيع في الكبرى لا تعدو ما قاله الفاضل النابه أدب الحوار ..
الثاني : هناك خلط في كلام المكرم النفيس هدانا الله وإياه بين أمرين ، الأول : كبرى التشيع ، وهي التي نطق بها الفاضل أدب الحوار ، وبين الصغرى : وهي معرفة الأئمّة بأسماهم وأعيانهم حتى من لم يولد منهم ، ولا يسوغ نقض الكبرى بالصغرى ، وخزيمة رضوان الله عليه خير مثال ، ومثله في الصحابة والتابعين كثير ..
الثالث : هناك شبهة واهية تفترض أنّ اعتقاد النبي بإمامة علي عليهما السلام ، وأنّه من شيعته لا يعقل ؛ ضرورة أنّ محمّداً سيد الخلق فكيف يكون السيد من شيعة المسود ، مع أنّ العكس هو الصحيح ؟!.
والحق فإنّ هذه الشبهة مغالطة كبيرة ، وهي بحق واهية للغاية ؛ فالنبي على سبيل المثال أشرف ذاتا وقدساً وبركة من الحجر الأسود ، لكنّ الله تعالى مع ذلك أمر النبي أن يستلمه في الحج وأن يقبله وأن يتبارك به .
الرابع : هناك خلط في بعض مشاركات الزملاء هدانا الله وإياهم ، وهو استحالة أن يكون علي عليه السلام إماماً في حياة النبي الذي هو إمام أيضاً ؛ لاستحالة اجتماع المثلين !!!.
وجوابه : أنّ الاستحالة صحيحة إذا كانت إمامة كل منهما فعليّة ؛ لكن لا محذور فيما إذا اجتمع إمامان ، تكون إمامة الأول فعلية والثاني شأنية ، فلا إستحالة لتغاير الحقيقتين ، ومعنى الشأنية أنّها لا تكون فعلية إلاّ إذا مات الأوّل ، كما في إمامة الحسنين عليهما السلام ..
الخامس : تعريف التشيع الذي ذكره الاستاذ الفاضل أدب الحوار ، ناظر إلى الحقيقة والماهية وهو على هذا حدّ تام ، وهذا لا يتنافى مع تعريف التشيع بالنظر إلى المصداق ، وحينئذ يكون دالاً على الحقيقة باللزوم البين بالمعنى الأخص ، كما لا يتنافى مع تعريف التشيع بأظهر لوازمه لا كلّها ، كما نقول : التشيع هو حب آل محمد وبغض أعدائهم ، وهكذا فأرجو من الزملاء الالتفات الى ذلك وأن لا يخلطوا بين الأمور ، فالأستاذ أدب الحوار تحدث عن حقيقة التشيع لا أكثر ولا أقلّ .
هذا وهناك أمور أخرى ، نعرض لها لاحقاً بحسب الداعي ، وإيّاً كان فما فاض عن الفاضل أدب الحوار لفتة ممتازه فلله دره
الهاد