المصيدة (16) - وكذلك قوله هو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله

التلميذ

New Member
18 أبريل 2010
217
0
0
بسم الله الرّحمن الرّحيم

قال ابن تيمية في كتابه منهاج السّنة : ( وكذلك قوله هو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله ) (1) .

أقول :
بل الكذب هو قول ابن تيميّة أن هذا القول مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن هذا القول روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيد صحيحة وبعضها حسن ، فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده بسند صحيح قال : ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق وعفان المعنى وهذا حديث عبد الرزاق قالا ثنا جعفر بن سليمان قال حدثني يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فأحدث شيئا في سفره فتعاهد قال عفان فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمران وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمنا عليه قال فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال يا رسول الله ان عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثاني فقال يا رسول الله ان عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال يا رسول الله ان عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال يا رسول الله ان عليا فعل كذا وكذا قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرابع وقد تغير وجهه فقال دعوا عليا دعوا عليا ان عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي ) (2) .

وأخرج النسائي في سننه بسند صحيح أيضاً قال : ( أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا الوضاح وهو أبو عوانة قال حدثنا يحيى قال حدثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس إلى بن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال أنا أقوم معكم فتحدثوا فلا أدري ما قالوا فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول أف وتف يقعون في رجل له عشر وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا فأشرف من استشرف فقال أين علي هو في الرحا يطحن وما كان أحدكم ليطحن فدعاه وهو أرمد ما يكاد أن يبصر فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فدفعها إليه فجاء بصفية بنت حيي وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا خلفه فأخذها منه فقال لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة فمد عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحسبون أنه نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فقال يا نبي الله فقال علي إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد ذهب نحو بئر ميمون فاتبعه فدخل معه الغار وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي أخرج معك فقال لا فبكى فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ثم قال أنت خليفتي يعني في كل مؤمن من بعدي قال وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو في طريقه ليس له طريق غيره ... الخ )) (3) .

وفي صحيح ابن حبان وصححه وقال عنه محقق الكتاب الشيخ شعيب الأرناؤوط (( إسناده قوي )) : (( أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا قال فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي قال عمران وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قال آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن علينا صنع كذا وكذا فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي ثلاثا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي )) (4) .

وفي المستدرك على الصحيحن وصححه سنداً ووافقه الذهبي قال الحاكم : (( خبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس عند بن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال فقال بن عباس بل أنا أقوم معكم قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاستشرف لها مستشرف فقال أين علي فقالوا إنه في الرحى يطحن قال وما كان أحدهم ليطحن قال فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال بن عباس ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه فقال بن عباس وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال وعلي جالس معهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على رجل منهم فقال أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا والآخرة قال بن عباس وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله تعالى عنها قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال بن عباس وشري علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام في مكانه قال بن عباس وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر رضي الله تعالى عنه وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال يا نبي الله فقال له علي إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل علي رضي الله تعالى عنه يرمي بالحجارة كما كان رمي نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك فقال بن عباس وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وخرج بالناس معه قال فقال له علي أخرج معك قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فبكى علي فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال بن عباس وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة ... ) (5)

وأخرج ابن أبي عاصم في كتابه السنة بسنده عن عمران بن حصين قال : ( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي ) . وقال الألباني معلقا على هذا الحديث ( إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم والحديث أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وأحمد من طرق أخرى عن جعفر بن سليمان الضبعي به وقال الترمذي حديث حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وأقراه الذهبي ) (6) .

وأخرج النسائي في كتابه خصائص الإمام علي عليه السلام بسند صحيح قال : ( أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد بن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال : جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا بعثنا رسول الله أخبرناه ما صنع ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ، فانصرفوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر أن علياً بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام الثاني ، وقال مثل ذلك ، ثم الثالث ، فقال مقالته ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يبصر في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي ؟ إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي ) (7) .

وذكره البغوي في مصابيح السنة في قسم الحسان قال : ( عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن ) (8) .

والحديث ذكره العلامة المتقي الهندي في كنز العمال وحكم عليه بالصحة ففيه : (( 32941- علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي ( ش عن عمران بن حصين ؛ صحيح ) (9)

وتجد الحديث مخرجاً في الكثير من المصادر السنيّة منها على سبيل المثال لا الحصر : -

مصنف ابن أبي شيبة (10) .
مسند الروياني (11).
مسند الطيالسي (12) .
مسند أبي يعلى (13) .
المعجم الكبير للطبراني (14) .
حلية الأولياء لأبي نعيم (15) .
فضائل الصحابة لابن حنبل (16) .
___________________
(1) منهاج السنة ج 4 ص 104 .
(2) مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 437 .
(3) السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 112 .
(4) صحيح ابن حبان ج 15 ص 373 .
(5) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 142 – 143 .
(6) السنة لابن أبي عاصم ج 2 ص 564 تحقيق الألباني .
(7) خصائص الإمام علي للنسائي ص 92 وقال محقق الكتاب أبو اسحاق الحويني الأثري عن هذا الحديث : (( إسناده صحيح )) .
(8) مصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 516 حديث رقم 2673 .
(9) كنز العمال ج 11 ص 608 .
(10) مصنف ابن أبي شيبة ج 6 ص 373 .
(11) مسند الروياني ج 1 ص 125 .
(12) مسند الطيالسي ج 1 ص 125 .
(13) مسند أبي يعلى ج 1 ص 293 ، وقال الشيخ حسين أسد : رجاله رجال الصحيح .
(14) المعجم الكبير للطبراني ج 18 ص 128 .
(15) حلية الأولياء لأبي نعيم ج 6 ص 294 .
(16) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 605 و 620 .

التلميذ