بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش وابنتيهما وأتباعهم.
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش وابنتيهما وأتباعهم.
قال تعالى:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ).[الأحزاب: آية6]
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ).[الأحزاب: آية6]
الأسئلة هنا:
1- ما تفسير قوله تعالى؟
2- هل صحيح ما يدّعيه البكريّة من أنّ عائشة وحفصة أمّهات للمؤمنين حقّاً؟
3- هل كلّ إمرأة تزوّجها النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) تكون أمّاً للمؤمنين ولا يجوز ثلبها ولعنها ومعاداتها وإن ارتكبت ما ارتكبت الجرائم والموبقات؟
1- ما تفسير قوله تعالى؟
2- هل صحيح ما يدّعيه البكريّة من أنّ عائشة وحفصة أمّهات للمؤمنين حقّاً؟
3- هل كلّ إمرأة تزوّجها النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) تكون أمّاً للمؤمنين ولا يجوز ثلبها ولعنها ومعاداتها وإن ارتكبت ما ارتكبت الجرائم والموبقات؟
الجواب:
لنرجع إلى تفاسير أصحاب الدّين البكري حتّى نجيب على هذه الأسئلة، ثمّ نخلص إلى نتيجة مهمّة بعد أن نستعرض أقوال علماء البكريّة.
لنرجع إلى تفاسير أصحاب الدّين البكري حتّى نجيب على هذه الأسئلة، ثمّ نخلص إلى نتيجة مهمّة بعد أن نستعرض أقوال علماء البكريّة.
- قال إبن جرير الطبري(313هـ) في تفسيره:
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، قال في بعض القراءة: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وذكر لنا أن نبي الله (ص) قال: أيما رجل ترك ضياعا فأنا أولى به، وإن ترك مالا فهو لورثته. وقوله: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) يقول: وحرمة أزواجه حرمة أمهاتهم عليهم، في أنهن يحرم عليهن نكاحهن من بعد وفاته، كما يحرم عليهم نكاح أمهاتهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل(1).
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، قال في بعض القراءة: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وذكر لنا أن نبي الله (ص) قال: أيما رجل ترك ضياعا فأنا أولى به، وإن ترك مالا فهو لورثته. وقوله: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) يقول: وحرمة أزواجه حرمة أمهاتهم عليهم، في أنهن يحرم عليهن نكاحهن من بعد وفاته، كما يحرم عليهم نكاح أمهاتهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل(1).
- قال محمد بن عبد الله بن أبي زمنين(399هـ) في تفسيره:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) تفسير مجاهد: يعني: هو أبوهم، (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) أي: هن في التحريم مثل أمهاتهم.
يحيى: عن سفيان الثوري، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة: أن امرأة قالت لها: يا أمه. فقالت: لست لك بأم؛ إنّما أنا أم رجالكم(2).
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) تفسير مجاهد: يعني: هو أبوهم، (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) أي: هن في التحريم مثل أمهاتهم.
يحيى: عن سفيان الثوري، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة: أن امرأة قالت لها: يا أمه. فقالت: لست لك بأم؛ إنّما أنا أم رجالكم(2).
- قال الحسين بن مسعود البغوي(510هـ) في تفسيره:
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) وهو لهم وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأييد لا في النظر إليهن والخلوة بهن فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) ولا يقال لبناتهن هن أخوات المؤمنين ولا لأخوانهم وأخواتهن هم أخوال المؤمنين وخالاتهم قال الشافعي تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر وهي أخت أم المؤمنين ولم يقل هي خالة المؤمنين واختلفوا في أنهن هل كن أمهات النساء المؤمنات قيل كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء وروى الشعبي عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة: يا أمه. فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم؛ فبان بهذا معنى هذه الأمومة تحريم نكاحهن(3).
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) وهو لهم وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأييد لا في النظر إليهن والخلوة بهن فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) ولا يقال لبناتهن هن أخوات المؤمنين ولا لأخوانهم وأخواتهن هم أخوال المؤمنين وخالاتهم قال الشافعي تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر وهي أخت أم المؤمنين ولم يقل هي خالة المؤمنين واختلفوا في أنهن هل كن أمهات النساء المؤمنات قيل كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء وروى الشعبي عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة: يا أمه. فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم؛ فبان بهذا معنى هذه الأمومة تحريم نكاحهن(3).
- قال جار الله الزمخشري(538هـ) في تفسيره:
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن وتحريم نكاحهن، قال الله تعالى: (وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا) وهن فيما وراء ذلك بمنزلة الأجنبيات ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: لسنا أمهات النساء، تعنى أنهن إنّما كنّ أمّهات الرجال لكونهنّ محرّمات عليهم كتحريم أمهاتهم، والدليل على ذلك أن هذا التحريم لم يتعد إلى بناتهن وكذلك لم يثبت لهن سائر أحكام الأمهات(4).
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن وتحريم نكاحهن، قال الله تعالى: (وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا) وهن فيما وراء ذلك بمنزلة الأجنبيات ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: لسنا أمهات النساء، تعنى أنهن إنّما كنّ أمّهات الرجال لكونهنّ محرّمات عليهم كتحريم أمهاتهم، والدليل على ذلك أن هذا التحريم لم يتعد إلى بناتهن وكذلك لم يثبت لهن سائر أحكام الأمهات(4).
- قال ابن العربي المالكي(543هـ) في تفسيره:
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) اختلف الناس هل هن أمهات الرجال والنساء أم هن أمهات الرجال خاصة على قولين فقيل ذلك عام في الرجال والنساء وقيل هو خاص للرجال لأن المقصود بذلك إنزالهن منزلة أمّهاتهم في الحُرمة حيث يتوقّع الحل والحل غير متوقّع بين النساء فلا يحجب بينهن بحرمة وقد روي أن امرأة قالت لعائشة: يا أماه. فقالت: لست لك بأم إنّما أنا أم رجالكم وهو الصحيح(5).
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) اختلف الناس هل هن أمهات الرجال والنساء أم هن أمهات الرجال خاصة على قولين فقيل ذلك عام في الرجال والنساء وقيل هو خاص للرجال لأن المقصود بذلك إنزالهن منزلة أمّهاتهم في الحُرمة حيث يتوقّع الحل والحل غير متوقّع بين النساء فلا يحجب بينهن بحرمة وقد روي أن امرأة قالت لعائشة: يا أماه. فقالت: لست لك بأم إنّما أنا أم رجالكم وهو الصحيح(5).
- قال ابن عطية الأندلسي(546هـ) في تفسيره:
وقال بعض العلماء العارفين هو أولى بهم من أنفسهم لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك وهو يدعوهم إلى النجاة. قال الفقيه الإمام القاضي ويؤيد هذا قوله عليه السلام أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها تقحم الفراش وشرّف تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمّهات المؤمنين في حرمة النكاح وفي المبرّة وحجبهن رضي الله عنهن بخلاف الأمهات قال مسروق قالت امرأة لعائشة رضي الله عنها: يا أمه. فقالت: لست لك بأم وإنما أنا أم رجالكم(6).
وقال بعض العلماء العارفين هو أولى بهم من أنفسهم لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك وهو يدعوهم إلى النجاة. قال الفقيه الإمام القاضي ويؤيد هذا قوله عليه السلام أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها تقحم الفراش وشرّف تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمّهات المؤمنين في حرمة النكاح وفي المبرّة وحجبهن رضي الله عنهن بخلاف الأمهات قال مسروق قالت امرأة لعائشة رضي الله عنها: يا أمه. فقالت: لست لك بأم وإنما أنا أم رجالكم(6).
- قال ابن الجوزي الحنبلي(597هـ) في تفسيره:
قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) أي: في تحريم نكاحهن على التأبيد، ووجوب إجلالهن وتعظيمهن، ولا تجري عليهن أحكام الأمهات في كل شيء، إذ لو كان كذلك لما جاز لأحد أن يتزوج بناتهن، ولورثن المسلمين، ولجازت الخلوة بهن. وقد روى مسروق عن عائشة أن امرأة قالت: يا أماه، فقالت: لست لك بأم، إنما أنا أم رجالكم، فبان بهذا الحديث أن معنى الأمومة تحريم نكاحهن فقط(7).
قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) أي: في تحريم نكاحهن على التأبيد، ووجوب إجلالهن وتعظيمهن، ولا تجري عليهن أحكام الأمهات في كل شيء، إذ لو كان كذلك لما جاز لأحد أن يتزوج بناتهن، ولورثن المسلمين، ولجازت الخلوة بهن. وقد روى مسروق عن عائشة أن امرأة قالت: يا أماه، فقالت: لست لك بأم، إنما أنا أم رجالكم، فبان بهذا الحديث أن معنى الأمومة تحريم نكاحهن فقط(7).
- قال عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي(610هـ) في تفسيره:
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) في حرمة نكاحين وتعظيم حقوقهن دون النفقة والميراث، وفي إباحة النظر إليهن مذهبان هذا في اللّائي مات عنهن، وفي إلحاقه مطلقاته بمن مات عنهن ثلاثة مذاهب يفرق في الثلاث بين من دخل بهن ومن لم يدخل بهن وهل هن أمهات مؤمنات كالرجال فيه مذهبان، قالت امرأة لعائشة: يا أمة فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم(8).
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) في حرمة نكاحين وتعظيم حقوقهن دون النفقة والميراث، وفي إباحة النظر إليهن مذهبان هذا في اللّائي مات عنهن، وفي إلحاقه مطلقاته بمن مات عنهن ثلاثة مذاهب يفرق في الثلاث بين من دخل بهن ومن لم يدخل بهن وهل هن أمهات مؤمنات كالرجال فيه مذهبان، قالت امرأة لعائشة: يا أمة فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم(8).
- قال عبد الله بن عمر البيضاوي(682هـ) في تفسيره:
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) منزلات منزلتهن في التحريم واستحقاق التعظيم وفيما عدا ذلك فكما الأجنبيات ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: لسنا أمّهات النّساء(9).
(وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) منزلات منزلتهن في التحريم واستحقاق التعظيم وفيما عدا ذلك فكما الأجنبيات ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: لسنا أمّهات النّساء(9).
النتيجة:
اتّضح أنّ معنى الآية الشّريفة: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، هو بيان حكم إلهي تشريعي في أنّ أزواج النبيّ لا يحقّ لهنّ الزواج من بعده وهنّ محرّمات على سائر المسلمين، وحتّى هذا الحكم خالفه عتيق ابن أبي قحافة لعنه الله كما سنذكره في ترجمة زوج النبيّ قتيلة بنت قيس لعنها الله، ودعوى احترامهنّ هو منوط بتقواهنّ وتمسكهنّ بدينهنّ، يقول تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) فمن ارتدّت أو عصت الله تعالى أو أتت بالموبقات فلا كرامة لها لدينا كالملعونتين عائشة وحفصة.
يقول عزّ وجل: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)؛ وروى محمّد بن سعد(230هـ) في طبقاته بسنده عن عطاء بن يسار: "أنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم قال لأزواجه: أيّكنّ اتّقت الله ولم تأت بفاحشة مبيّنة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة"(10)، وروى ابن سعد أيضاً بسنده عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أنّ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، قال لنسائه في حجّة الوداع: هذه الحجّة ثم طهور الحصر(11).
وقالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قال لنا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حجة الوداع: هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت(12).
اتّضح أنّ معنى الآية الشّريفة: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، هو بيان حكم إلهي تشريعي في أنّ أزواج النبيّ لا يحقّ لهنّ الزواج من بعده وهنّ محرّمات على سائر المسلمين، وحتّى هذا الحكم خالفه عتيق ابن أبي قحافة لعنه الله كما سنذكره في ترجمة زوج النبيّ قتيلة بنت قيس لعنها الله، ودعوى احترامهنّ هو منوط بتقواهنّ وتمسكهنّ بدينهنّ، يقول تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) فمن ارتدّت أو عصت الله تعالى أو أتت بالموبقات فلا كرامة لها لدينا كالملعونتين عائشة وحفصة.
يقول عزّ وجل: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)؛ وروى محمّد بن سعد(230هـ) في طبقاته بسنده عن عطاء بن يسار: "أنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم قال لأزواجه: أيّكنّ اتّقت الله ولم تأت بفاحشة مبيّنة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة"(10)، وروى ابن سعد أيضاً بسنده عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أنّ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، قال لنسائه في حجّة الوداع: هذه الحجّة ثم طهور الحصر(11).
وقالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قال لنا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حجة الوداع: هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت(12).
والملعونة عائشة بالقطع واليقين لم تتّق الله تعالى في دماء المسلمين وخالفت قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) ولم تلزم ظهر حصيرها كما أمرها رسوله فهي بائنة منه ولا كرامة لها - بل أنّ لدينا نصوص صريحة معتبرة مروية عن الرسول الأعظم وأهل بيته صلوات الله عليهم تُثبت أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قد طلّق عائشة لعنها الله تعالى وأسقطها من شرف أمومة المؤمنين-. وخير مثال على ذلك ما حصل لزوج رسول الله قتيلة بنت قيس الكنديّة لعنها الله تعالى؛ فقد روى محمّد بن سعد(230هـ) أيضاً في طبقاته ما نصّه:
"قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال: لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم خرج والغضب يعرف في وجهه فقال له الأشعث بن قيس: لا يسوؤك الله يا رسول الله ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب. قال: من؟ قال: أختي قتيلة. قال: قد تزوجتها.
قال: فانصرف الأشعث إلى حضرموت ثم حملها حتى إذا فصل من اليمن بلغه وفاة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فردّها إلى بلاده وارتد وارتدت معه فيمن ارتد فلذلك تزوّجت لفساد النكاح بالإرتداد وكان تزوّجها قيس بن مكشوح المرادي.
أخبرنا المعلى بن أسد عن وهيب عن داود بن أبي هند: أن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم توفي وقد ملك امرأة من كندة يقال لها قتيلة فارتدت مع قومها فتزوّجها بعد ذلك عكرمة بن أبي جهل فوجد أبو بكر من ذلك وجداً شديدا؛ فقال له عمر: يا خليفة رسول الله إنّها والله ما هي من أزواجه ما خيرها ولا حجبها ولقد برّأها الله منه بالإرتداد الذي ارتدّت مع قومها"(13).
"قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال: لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم خرج والغضب يعرف في وجهه فقال له الأشعث بن قيس: لا يسوؤك الله يا رسول الله ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب. قال: من؟ قال: أختي قتيلة. قال: قد تزوجتها.
قال: فانصرف الأشعث إلى حضرموت ثم حملها حتى إذا فصل من اليمن بلغه وفاة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فردّها إلى بلاده وارتد وارتدت معه فيمن ارتد فلذلك تزوّجت لفساد النكاح بالإرتداد وكان تزوّجها قيس بن مكشوح المرادي.
أخبرنا المعلى بن أسد عن وهيب عن داود بن أبي هند: أن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم توفي وقد ملك امرأة من كندة يقال لها قتيلة فارتدت مع قومها فتزوّجها بعد ذلك عكرمة بن أبي جهل فوجد أبو بكر من ذلك وجداً شديدا؛ فقال له عمر: يا خليفة رسول الله إنّها والله ما هي من أزواجه ما خيرها ولا حجبها ولقد برّأها الله منه بالإرتداد الذي ارتدّت مع قومها"(13).
وهذا ما نقوله في عائشة ، فنحن لا نتشرف بها كونّها بائنة من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعدم الإلتزام بالنصّ النبوي في لزوم ظهر حصيرها وبالإرتداد بعد خروجها على إمام زمانها أبي الحسن (عليه السّلام) وسفكها لدماء المسلمين، كما توجد عندنا صوص أخرى في مصادرنا المعتبرة تُثبت تطليقها.
وعليه نقول هل يفتخر ويتشرّف أهل الدّين البكري بقتيلة بنت قيس لعنها الله؟!
فإذاً اتّضح تفسير قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
وعليه نقول هل يفتخر ويتشرّف أهل الدّين البكري بقتيلة بنت قيس لعنها الله؟!
فإذاً اتّضح تفسير قوله تعالى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم لا سيّما
اللّتين تظاهرتا على النبيّ الأعظم ،،،
اللّتين تظاهرتا على النبيّ الأعظم ،،،
ـــــــــــــــ
(1) محمّد بن جرير الطبري، جامع البيان، ج21، ص147، ح21597.
(2) محمّد بن زمنين، تفسير ابن زمنين، ج3، ص387-388.
(3) الحسين بن مسعود البغوي، تفسير البغوي، ج3، ص507.
(4) جار الله محمود الزمخشري، الكشّاف، ج3، ص251.
(5) محمّد بن العربي المالكي، أحكام القرآن، ج3، ص542.
(6) محمّد بن عطيّة الأندلسي، المحرّر الوجيز، ج4، ص370.
(7) عبد الرحمن بن الجوزي، زاد المسير، ج6، ص182.
(8) عبد العزيز بن عبد السّلام، تفسير العز بن عبد السلام، ج2، ص560.
(9) عبد الله بن عمر البيضاوي، أنوار التنزيل، ج4، ص364.
(10) محمّد بن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص353.
(11) محمّد بن سعد، المصدر نفسه، ج8، المكان نفسه.
(12) علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد، ج3، ص214.
(13) محمّد بن سعد، المصدر السابق، ج8، ص320.
(2) محمّد بن زمنين، تفسير ابن زمنين، ج3، ص387-388.
(3) الحسين بن مسعود البغوي، تفسير البغوي، ج3، ص507.
(4) جار الله محمود الزمخشري، الكشّاف، ج3، ص251.
(5) محمّد بن العربي المالكي، أحكام القرآن، ج3، ص542.
(6) محمّد بن عطيّة الأندلسي، المحرّر الوجيز، ج4، ص370.
(7) عبد الرحمن بن الجوزي، زاد المسير، ج6، ص182.
(8) عبد العزيز بن عبد السّلام، تفسير العز بن عبد السلام، ج2، ص560.
(9) عبد الله بن عمر البيضاوي، أنوار التنزيل، ج4، ص364.
(10) محمّد بن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص353.
(11) محمّد بن سعد، المصدر نفسه، ج8، المكان نفسه.
(12) علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد، ج3، ص214.
(13) محمّد بن سعد، المصدر السابق، ج8، ص320.
</i>
التعديل الأخير بواسطة المشرف: