ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟

4 ديسمبر 2010
16
0
0
ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟

ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟

ضمن مقارنتي بين نصوص الكتب الثلاث وجدت أن هناك الكثير من النصوص التوراتية والإنجيلية وفي كلا ـ العهدين القديم والجديدـ سلمت من التحريف والتغيير وبذلك وحسب رأي بعض المفكرين والمحققين في مجال كتب الديانات فإن كتب الديانات السماوية الموجودة بين أيدينا ليست كلها محرفة بل ان فيها أشياء جاء القرآن الكريم مؤيدا لها وذكرها إما نصا أو حرفيا . ولكننا عندما نقول أن الكتاب الفلاني محرّف فإن هذا يعني أن نسبة عالية من نصوصه تم التلاعب بها لتخدم أغراضا معينة .
القرآن الكريم بما أنه الكتاب الحارس (( المهيمن )) على الكتب السماوية فإنه ذكر مواطن التحريف فيها ، وأنه مما يُشترى به ثمنا قليلا ، وخصوصا في مجال الحلال والحرام (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) لأن كتب العهدين التوراة والإنجيل خالية تماما من الأحكام والتشريعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . إنما هي كتب اختصت بالمطعومات والمحرمات وشرح السيرة الذاتية للنبي .
يضاف إلى ذلك أن هذه الكتب التي بين أيدينا ليست كتب سماوية ـ كما يُعتقد ـ إنما هي ترجمات ضاعت أصولها واندثرت اللغة الأصلية التي جاءت بها . ومثال على ذلك القرآن الكريم . نزل وكُتب باللغة العربية ولا يزال كذلك ، ولكننا لو ترجمنا القرآن إلى اللغة الإنكليزية أو الهندية فإن هذا ليس قرآن بل ترجمة القرآن ومعانية , ومن هنا فإن النص المترجم يخضع لتلاعب المترجمين وفهمهم للنص كل على حده .
ولذلك فإنه لا تُعتبر الكتب الحالية (( مقدسة )) (1) وليس هي كلام الله تعالى لأن أصولها الأصلية المكتوبة باللغة ( الآرامية ) أو اليونانية القديمة التي لاتستخدم الآن بل تعتبر من اللغات الميتة ، هذه الأصول ليست موجودة بل ضاعت كليا إلا جذاذات صغيرة يبلغ حجمها حجم الأصبع . إذن فلا يمكن الرجوع إلى الأصل في حال وجود اشكال في الترجمات . ولذلك ترى هذا التضارب والتباين والتناقض والاختلاف الكبير حتى بين الترجمات في اللغة الواحدة واللسان الواحد .
فمثلا لو جمعت كل الترجمات العربية للكتاب المقدس حتى في اللغة الواحدة فإنك سوف تجد اختلافا كبيرا جدا بين ترجمة وأخرى يضيع على ضوئها المعنى الأصلي للكلمة. ومن هنا فإننا نرى أن هذه الكتب إنما هي ترجمات وليست كتب مقدسة موحى بها من قبل الله تعالى . بع** القرآن الذي لو طلبت أصل الترجمات فإنك تجده مخطوطا أو مطبوعا بالملايين .
على كل حال .
بعد هذه المقدمة الموجزة نقول . على الرغم من أن هذه الترجمات غير أمينة وليست دقيقة . إلا أن فيها نصوص تكفل الله بحفضها وإيصالها إلينا ، ثم ذكر لنا قسما منها في القرآن وخصوصا فيما يتعلق بالأمور المهمة والمصيرية التي تخص الأحكام العامة للبشر والوقائع التاريخية مثل التوحيد والامامة وعدد الأئمة في كل ديانة وما يتعلق بالنبوة ... الخ
ولنأخذ أملثة على ذلك .
جاء في الكتاب المقدس لليهود والنصارى ما نصه :
(( ما أصعب الدخول إلى ملكوت الله . فمرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني إلى ملكوت الله )) إنجيل مرقس الإصحاح العاشر الفقرة : 25 .
وجاء في القرآن الكريم ما يلي :
(( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )) سورة الأعراف آية 40
وكذلك قول التوراة عن قوم موسى ما يلي :
(( وكان عندما اقترب إلى المحلة أنهُ ابصر العجل والرقص . فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه و**رهما في أسفل الجبل . ثم أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنهُ حتى صار ناعما وذراه على وجه الماء )) سفر الخروج الإصحاح 32 الفقرة 19 ـ 20 .
وجاء في القرآن ما يلي :
(( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ...... وانظر إلى إلهك لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا )) سورة طه الآية 97 .
وكذلك قول الكتاب المقدس :
(( إن يوما واحدا في نظر الرب هو كألف سنة )) بطرس الثانية 3 : 8
والقرآن يقول :
(( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )) سورة الحج 47 .
وقال الكتاب المقدس :
(( فقال إبراهيم يا أبني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك الدنيا )) لوقا ، 16 : 25 .
وقال القرآن :
(( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا )) سورة الاحقاف 20
وقال الكتاب المقدس :
(( الله لم يرهُ أحدٌ قط )) إنجيل يوحنا ، 1 : 18 .
وقال القرآن :
(( لا تدركهُ الأبصار )) سورة الأنعام آية 103 .
وقال الكتاب المقدس :
(( في البدء خلق الله السموات والأرض )) سفر التكوين 1 : 1
وقال القرآن :
(( بديع السموات والأرض )) سورة البقرة آية 117 .
وقال الكتاب المقدس :
(( الله الجالس على العرش )) رومية ، 19 : 4 .
وقال القرآن :
(( الرحمن على العرش أستوى )) .
وجاء في الإنجيل قول عيسى للحواريين : (( سيأتي بعدي من هو أقدر مني ، من لا أستحق أن أنحني لأجل رباط حذائه ... سوف يعمدكم بالروح القدس )) والروح القدس هنا هو جبرائيل عليه السلام . إنجيل مرقص الاصحاح الأول : 7.
وقال القرآن عن ذلك :
(( و مبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد )) .
وجاء في التوراة :
(( وظهر لهُ ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ، فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار ، ناداه الرب من وسط العليقة وقال : موسى موسى . لا تقترب إلى ههنا . اخلع حذاءك من رجلك لأن الموضع الذي انت واقف عليه ارضٌ مقدسة )) سفر الخروج 3 : 2ـ5 .
وجاء في القرآن :
(( وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم بقبس ... فلما اتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )) سورة طه 9 ـ 13 .

وهكذا بقية النصوص ولدينا الكثير من هذه النصوص وخصوصا فيما يتعلق بالخلافة والانقلاب على الأعقاب والارتداد وظهور اصحاب كالافاعي والذئاب في صورة حملان ، وكذلك في عدد الائمة والخلافة من بعد النبي ... ولكننا في هذا البحث نتوقف عند قضية الزهراء سلام الله عليها .
من كل ذلك نستخلص نتيجة مفادها أن هناك نصوصا فلتت من أيدي المتلاعبين أو من تغيير الترجمات . ولو حصلنا على النسخة الأصلية للكتاب المقدس لربما كان النص توأما للنص القرآن لا يكاد يختلف اطلاقا لأنه من مصدر واحد . ولذلك نقول :
إن ما جاء من ذكر واقعة كربلاء في إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة حيث كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع (( في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات )) والحسين عليه السلام يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة ، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين عليه السلام فقلنا هذا هو لأننا نروي ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان .
وكذلك ما جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي حول واقعة الهجوم على بيت الزهراء هو ايضا صحيح ، فإذا حذفنا الاضافات التي تم وضعها كشروح من قبل المترجم لتوضيح النص ، سيكون النص واضحا وهو كما يلي :
ماذا رآى يوحنا اللاهوتي في رؤياه ، وماذا قال في نبؤته عن بيت النبي وعن بنت النبي سلام الله عليها :
قال إرمياء : (( وظهرت آية عظيمة في السماء . امرأة متسربلة بالشمس والقمر (2) تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكبا (3) وهي حبلى تصرخ متمخضة لتلد .وظهرت آية أخرى في السماء هوذا تنّين عظيم أحمر (4) لهُ سبع رؤوس (5) وعشرة قرون (6) وعلى رؤوسه سبع تيجان (7) وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها على الأرض (8) والتنين واقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها )) .
ثم تستمر الرؤيا إلى أن تقول بأن الله قد عين مسبقا شخصا لكي ينتقم من هؤلاء ويُدين المسكونة بدين الحق وهذا المولود هو من نسل هذه المرأة العتيدة . (( فولدت ابنا ذكرا عتيدا . أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد (9)، واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه (10) ))
رؤيا يوحنا اللاهوتي طويلة جدا ، وليس فيها ما يشمل المسيحية بل أنها جاءت بعد رفع السيد المسيح عليه السلام ، وانها تتكلم عن احداث سوف تحدث في المستقبل عند ظهور نبي آخر معزي للامم (( وتكون الرياسة على كتفه )) (11) سيكون من نسله شخص اسمه القائم يأتي مع يسي ـ يسوع ـ السيد المسيح لكي تدين له الأمم : )) . (12)
سلام الله على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها .

انظر للهامش فإن فيه التوضيح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا . مقدمة لوقا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1- إذا طلب اي نصرانية أو يهودي منك مناقشته في الكتب الحالية فلا تقبل وقل له آتني بالكتب الأصلية ، إنما هذه ترجمات وليست كتب مقدسة . ومن المغالطات الكبيرة التي يقوم بها النصارى أنهم يسألون المسلمين : متى تم تحريف الكتاب المقدس . هل قبل بعثة النبي ، ام في زمن النبي ، ام بعد النبي . ونحن نقول لهم لا يوجد كتاب مقدس / إنما هذه التي تتكلمون عنها ترجمات وليست كتبا . وقد أعترفت التوراة بضياع كتاب الله كتاب موسى فلم يبق إلا اللوحين وضاعت الشريعة كما في : سفر الملوك الأول الإصحاح 7 . الفقرة 8 . وأما الإنجيل فقد أعترف الكتبة بأنهم كتبوا مذكرات عيسى عندما رأو الناس تكتب كما أعترف بذلك لوقا في مقدمة إنجيله حيث قال :إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا . إذن هي قصة وليست إنجيل !

2- الشمس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقمر علي بن ابي طالب عليه السلام كما جاء في بعض التفاسير .
توضيح الفقرة الثانية من الهامش وهي حول الشمس والقمر الواردين في الموضوع بأنهما محمد وعلي سلام الله عليهم .
ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: "..معاشر الناس! من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر...أنا الشمس، وعليّ القمر..
(بحار الأنوار - الصراط المستقيم - العُدد القوية - كفاية الأثر - معاني‏ الأخبار - المناقب)
وعن سليمان الديلمي عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}. قال: الشمس رسول الله (ص) أوضح للناس في دينهم. قلت {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} ؟ قال: ذاك أمير المؤمنين تلا رسول الله... وروى عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): "مثلي فيكم مثل الشمس ومثل علي مثل القمر فإذا غابت الشمس فاهتدوا بالقمر" .

3- تحت رجليها كوكب ساقط ـ المحسن ـ وعلى رأسها إثني عشر كوكبا ، الأئمة المعصومين عليه السلام .
4- وصف المؤرخون عمر بن الخطاب بأن شعره كثيف فيه صهوبه ، والأصهب هو المائل للحمرة .
5- في الحملة الأولى كان عدد المهاجمين سبعة .
6- وعند عودتهم الثانية مع عمر وهي التي قال فيها لأحرقن عليكم الدار . كان عدد المهاجمين عشرة .
7- وعلى رأسه سبع تيجان . عدد المردة الذين كانوا من مؤيدي عمر بشكل غريب وهم خمسة الذين رشحهم عمر للخلافة مع ابنه عبد الله وعمر نفسه فيكون المجموع سبعة .
8- بما أن اهل البيت نجوم السماء وهم امان لأهل الارض . فإن في زمن الاعتداء على الزهراء كان هناك نجمان هما الحسن والحسين وكان المحسن في بطن الزهراء وهو يُمثل الثلث الذي تسبب عمر في طرحه على الارض .
9- لم يكن السيد المسيح هو المقصود لأن السيد المسيح لم يكن له سيف أو عصا من حديد ولا رمح كان رجلا مسالما جدا .
10 - بعد ولادة المهدي سلام الله عليه اختفى عن الناس ولم يره أحد إلى هذا اليوم إلا المخلصين من أتباعه ، وهذا مصداق قوله واختطف وليدها إلى الله .
11- كما جاء في سفر إشعياء النبي الاصحاح 9 : 7 . ومعنى قوله : وتكون الرياسة على كتفه ، يعني خاتم النبوة . والرياسة لم تتحقق لنبي بعد عيسى إلا للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وفي ترجمة أخرى جاء : ويكون الخاتم على كتفه .
12- المولود الذي تلده المرأة العتيدة اسمه القائم كما في إشعياء النبي : ((ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسي و القائم راية للشعوب إياهُ تطلب الأمم ويكون محله مجدا )) .