شبهة زواج أم كلثوم وعصمة الإمام ع

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ،،

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



قال الوهابي مُحتجّاً:

انكم رويتم في كتبكم المعتبرة والاسانيد الصحيحة ان امامكم علي قد زوّج ابنته من عمر بن الخطاب ،.!! ،، "عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في تزويج أم كلثوم فقال : إن ذلك فرج غصبناه ،"وهذا حُجة على بطلان عصمتكم المزعومة ،اذ لو كان علي معصوم فكيف يزوّج ابنته من انسان قد هجم على بيته وأحرق داره ؟؟انتهى.





والردّ على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الأول:الإمام الصادق عليه السلام يوضّح أن الزواج وقع بالظلم والجور.
الوجه الثاني :كيف وقع هذا الزواج ؟؟
الوجه الثالث:هل يضر هذا الفعل العصمة .؟،،
الوجه الرابع : مثال على الحادثة .،،


****الوجه الأول:الإمام الصادق عليه السلام يوضّح أن الزواج وقع بالظلم والجور.


قال الشريف المرتضى في رسائله ج 3 - ص 148:((قال الشريف المرتضى علم الهدى ( قدس الله روحه ) : إعلم أنا قد بينا في كتابنا ( الشافي ) في الجواب عن هذه المسألة ، وأزلنا الشبهة المعترضة بها وأفردنا كلاما استقصيناه واستوفيناه في نكاح أم كلثوم ، وإنكاح بنته صلى الله عليه وآله من عثمان بن عفان ، ونكاحه هو أيضا " عائشة وحفصة ، وشرحنا ذلك فبسطناه . والذي يجب أن يعتمد في نكاح أم كلثوم ، أن هذا النكاح لم يكن عن اختيار ولا إيثار ، ولكن بعد مراجعة ومدافعة كادت تفضي إلى المخارجة والمجاهرة . فإنه روي أن عمر بن الخطاب استدعى العباس بن عبد المطلب ، فقال له : مالي ؟ أبي بأس ؟ فقال له : ما يجيب أن يقال لمثله في الجواب عن هذا الكلام فقال له : خطبت إلى ابن أخيك على بنته أم كلثوم ، فدافعني ومانعني وأنف من مصاهرتي ، والله لأعورن زمزم ، ولأهدمن السقاية ، ولا تركت لكم يا بني هاشم منقبة إلا وهدمتها ، ولأقيمن عليه شهودا " يشهدون عليه بالسرق وأحكم بقطعه . فمضى العباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما جرى وخوفه من المكاشفة التي كان عليه السلام يتحاماها ، ويفتديها بركوب كل صعب وذلول ، فلما رأى ثقل ذلك عليه ، قال له العباس : رد أمرها إلي حتى أعمل أنا ما أراه ، ففعل عليه ذلك وعقد عليها العباس . وهذا إكراه يحل له كل محرم ويزول معه كل اختيار . ويشهد بصحته ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام من قوله وقد سئل عن هذا العقد ؟ فقال عليه السلام : ذلك فرج غصبنا عليه . وما العجب من أن تبيح التقية والاكراه والخوف من الفتنة في الدين ووقوع الخلاف بين المسلمين لمن هو الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله والمستخلف على أمته أن يمسك عن هذا الأمر ، ويخرج نفسه منه ، ويظهر البيعة لغيره ، ويتصرف بين أمره ونهيه ، وينفذ عليه أحكام ، ويدخل في الشورى التي هي بدعة وضلال وظلم ومحال ، ومن أن يستبيح لأجل هذه الأمور المذكورة على من لو ملك اختياره لما عقد عليه . وإنما يتعجب من ذلك من لا يفكر في الأمور ولا يتأملها ولا يتدبرها ، دليل على جواز العقد ، واقتضى الحال له مثل أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنه عليه السلام لا يفعل قبيحا " ولا يرتكب مأثما " . وقد تبيح الضرورة أكل الميتة وشرب الخمر ، فما العجب مما هو دونها ؟ فأما من جحد من غفلة أصحابنا وقوع هذا العقد ونقل هذا البيت وأنها ولدت أولادا " من عمر معلوم مشهور . ولا يجوز أن يدفعه إلا جاهل أو معاند ، وما الحاجة بنا إلى دفع الضرورات والمشاهدات في أمر له مخرج من الدين .))


****الوجه الثاني :كيف وقع هذا الزواج ؟؟


إنّ عمر بن الخطاب كان رئيس القوات المسلحة في حكومته، وكانت تقريبا نصف الكرة الارضية ان لم يكن اكثر او أقل من ذلك تحت سيطرته ،فكان ظالما كما وصفه أمير المؤمنين علي عليه السلام ،ونقل ذلك مسلم في صحيحه والحديث مشهور ،"ذكر ان علي عليه السلام كان يرى أنّ عمر كاذب غادر آثم خائن"،وهذا الكلام يدلّنا على ظلم عمر وما فعله لأهل البيت عليهم السلام ،من رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أمير المؤمنين عليه السلام ،فلا ننسى انّ عمر هو ذلك الرجل الذي وقف أمام الحضرة المُحمدية وقال له " إنّه يهجر!"، مُتهماً حُجة الله على الخلق بالهذيان والجنون !!،والعياذ بالله ،.
هذا الرجل وبعدما وصل الى مُراده وتربّع على كرسي الحُكم وأصبح باشارة واحدة يغزو دولة ويطيح بالأخرى ،بصفته الخليفة الذي اختاره ابو بكر !!!.

هذا الانسان وبكل جرأة تقدّم إلى الامام علي عليه السلام يطلب منه ان يزوّجه ابنته الصغيرة السيدة أم كلثوم عليها السلام .
فرفض الإمام المظلوم علي عليه السلام وقال له :"إنّها صبيّة" ،.ففهم عمر أنّ الامام علي عليه السلام رفض ان يزوّجه ابنته ،وأنّه لا سبيل الى ذلك أبداً،،.
فغضب عمر وكيف ان ارادته لم تنفع أمام الامام علي عليه السلام ، فرفض عمر أن يدع إرادة علي عليه السلام هي النافذة ،.
ويحكي ذلك الحديث الذي رواه الكليني في الكافي ج 5 - ص 346ح2 :
((محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين : إنها صبية قال : فلقى العباس فقال له : مالي أبي بأس ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردني أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها و لأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الامر إليه فجعله إليه )).

فبعدما رأى عمر أنّه لا يمكن ان ينفّذ ارادته وكيف انّ الامام علي ردّ طلب ذلك الحاكم الذي يسيطر على الاراضي المسلمة وكيف ان الامام علي عليه السلام ردّ ارادته وجعلها تنتكس نحو الاسفل ،.

ذهب عمر بن الخطاب للعباس يخاطبه يقول له "مالي أبي بأس"؟؟..."خطبت إلى ابن أخيك فردني"،.بعد ذلك استخدم هذا الحاكم اسلوب التهديد والقهر، وهو أن يعور ماء زمزم أي يطممه،وأن لا يدع مَكرمة لبني هاشم وليس لعلي عليه السلام فقط ،إلا ويهدمها أي يُزيلها أويَقضي عليها ،ثم وجه تهديد خاص للإمام علي عليه السلام وهو أنّه سوف يُقيم عليه شاهدين بأنه سرق ،والعياذ بالله !!!.


إنّ عمر وجه تهديد عام لبني هاشم إذا وقفوا بوجهه ،كل هذا بسبب أنه كيف تجرأ علي ان يردّ ارادتي وأنا الحاكم وأنا صاحب التاج ؟!!!وكانت بني هاشم في ذلك الوقت ضعيفة،فلا ابطال فيها سوى القليل وعلى رأسهم علي عليه السلام ،فلا حمزة حينها ولاجعفر.

فكان أمام أمير المؤمنين علي عليه السلام طريقان ،
الأول :إمّا أن يستمر على رفضه وعلى رأيه فيرفض طلب عمر ،وعندها يقوم عمر بتفيذ تهديده وهو الحاق الضرر بجماعة رسول الله صلى الله عليه وآله _ بني هاشم_ ،بما فيهم علي عليه السلام نفسه وحتى ابناءه من الحسن أو الحسين عليهم السلام .
وأن يستعد أمير المؤمنين علي عليه السلام للقتال فيلبس ثوب الحرب ويحمل سلاحه ،ليقاتل هذا الطاغية بلا أنصار ولا أعوان وهذا خلاف وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ،التي اوصاه بأنّك يا علي اذا وجدت انصارا واعوانا فجاهدهم.

فلو لبس الامام علي لباس الحرب وخرج ضد عدو زمانه ،فانه لن يتضرر هو لوحده فقط،
بل سيلحق الضرر بأهله من بني هاشم وأبناءه من أمثال الحسن والحسين عليهما السلام ،وربّما يُقتل الامام علي عليه السلام في مواجهته ،أو ربما يتم قتل الامام الحسن او الحسين وعندها انظر انتَ بارك الله فيك كيف وماذا سيحصل ؟؟!!

وهل سوف تستمر الامامة أم لا؟!.

وحتى لو قام الامام علي عليه السلام لكي يقاتل عمر وجيشه لوحده ،فإنّ عمر سوف ينفذّ ارادته وسوف يقيم شاهدين على الامام علي عليه السلام بأنه سرق والعياذ بالله ،وحينها سوف يقيم عمر الحد على الامام علي لتوافر الشروط فيقطع يمين أمير المؤمنين علي عليه السلام ،.

كما أحرق بيته من قبل ،وكما قتل بنت رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل واسقط جنينها عليها السلام .


وسلام الله على زينب الكبرى حينما قالت للطاغية يزيد والذي لم يكن يختلف عن عمر ،قالت له:"أنت أمير تشتم ظلما ، وتقهر بسلطانك ."


فضع نفسك بارك الله فيك في ذلك الموضع واجعل عمر بن الخطاب في مكان صدام حاكم العراق الظالم ،وانظر لو جاءك هذا الظالم يخطب ابنتك ثم رفضته ثم هددك بأنه سوف يعذبك ويعذب أهلك من الاعزاء على قلبك ويلحق بالابرياء الضرر

ماذا كُنتَ فاعل؟!!



والثاني :أن يقوم الامام علي يتزوج ابنته من ذلك الرجل ،فيكون مظلوماً هو وابنته ،ويدفع شر هذا الرجل ويحفظ دمه ودم عشيرته وأهله ويحفظ لبني هاشم كل مكرمة ،.
فيكون هذا العمل ضمن صفحات عمر السوداء من غصب الخلافة، والحكومة وغيرها، والتي سيقف بها امام الله وخصمه محمد وعلي يوم القيامة ،ويحفظ بها الامامة ،ولكي تصل رسالة للأجيال القادمة كيف أنّ امامكم ظلم ظلما عظيماً ،.
ففعل عليه السلام وتزوج عمر ابنته بالاكراه والظلم والجور وبذلك يُعبّر الامام الصادق عليه السلام يقول " ان ذلك فرج غصبناه"،.
والغصب هو أخذ الشيئ ظلماً،والضرورات تبيح المحضورات ،.كما قال تعالى"يأخذ كل سفينة غصبا ".

وهذا هو الامام علي عليه السلام يُحدثنا عن ذلك الزمان المُظلم الذي جار عليه يقول في خطبته المشهورة بالشقشقية "((وطفقت أرتأي بين ان اصول بيد جذاء او أصبر على طخية عمياء، يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت ان الصبر على هاتا احجى فصبرت وفي العين قذى،وفي الحلق شجا ارى تراثي نهبا .... فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة .....))

فليس ذلك جبن من الامام علي عليه السلام ،لا وحاشاه ،وإنّما كان خائفا على الابرياء الذين سوف يلحقهم الضرروربما القتل من عمر بن الخطاب ،.فان في اصلابهم خلق لابدّ له من الخروج والنزول .!.


****الوجه الثالث:هل يضر هذا الفعل العصمة .؟،،

والجواب النفي : لأننا قد بينا ان الزواج وقع تحت الاكراه والإجبار والغصب والظلم ،كما اغتصبت الخلافة والحكومة وهي اهم وافضل من السيدة ام كلثوم عليها السلام ،.
وكما اجبر واكره النبي على الخروج من مكة وهو يقول "والله لو لم يخرجوني لم اخرج".
وكما اكره الامام زين العابدين عليه السلام فأخذوه مع عماته ونساءه سبايا الى الشام الى مجلس الطاغية يزيد لعنه الله .
وكما اكره الامام الرضا عليه السلام أن يكون وليا للعهد عند اللعين المأمون لعنه الله ،.

فكل هذا لا يضر بالعصمة لان العصمة تعني الوقوع في الضلال ،وهذا لم يحصل من الامام المعصوم عليه السلام.




****الوجه الرابع : مثال على الحادثة .،،


لقد تكررت هذه الحادثة تقريبا مع نفس بني هاشم ومع السيد الجليل عبدالله بن جعفر رضوان الله عليه ،حيث تزوج الحجاج الناصبي السّفاك السفاح من ابنته ،وهي بنت السيدة زينب أخت ام كلثوم عليها السلام .

فيذكر احمد بن حنبل في مسنده (1/206):
(1762 - حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الصمد ثنا حماد بن سلمة عن بن أبى رافع عن عبد الله بن جعفر : انه زوج ابنته من الحجاج بن يوسف فقال لها إذا دخل بك فقولي لا إله الا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين وزعم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا حز به أمر قال هذا قال حماد فظننت انه قال فلم يصل إليها
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن).


وعبدالله بن جعفر صحابي من الصحابة كما قال ابن حجر في التقريب (1/483):
(عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أحد الأجواد ولد بأرض الحبشة وله صحبة مات سنة ثمانين وهو بن ثمانين).


ولا بأس بعرض كلام بعض علماء السنة في الحجاج اللعين ،.قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (4/343):
(117 - الحجاج ، أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكا للدماء.وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن.
قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لاهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الاشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله.).



وقال ابن تيمية في
اقتضاء الصراط ، مطبعة السنة المحمدية - القاهرة
الطبعة الثانية ، 1369(((1/300 ))):

( وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال سيكون في ثقيف كذاب ومبير فكان الكذاب المختار بن أبي عبيد وكان يتشيع وينتصر للحسين ثم أظهر الكذب والافتراء على الله وكان فيها الحجاج بن يوسف وكان فيه انحراف على علي وشيعته وكان مبيرا وهؤلاء فيهم بدع وضلال وأولئك فيهم بدع وضلال وإن كانت الشيعة أكثر كذبا وأسوأ حالا ).


وصرّح ابن تيمية بأن الحجاج ناصبي في فتاويه دار المعرفة - بيروت الطبعة الأولى ، 1386(((1/194 )):
(وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف الثقفي وكان : منحرفا عن علي وأصحابه فكان هذا من النواصب...الخ. ).



ومع نصب الحجاج وكره لعلي عليه السلام وأهله وأبناءه ،تقدم يطلب الزواج من بنت عبدالله بن جعفر وهي حفيدة علي بن ابي طالب عليه السلام ،والحجاج لا يقل مرتبة عن عمر بن الخطاب ،.

ونحن نسأل الوهابية هل عبدالله بن جعفر يُحب الناصبي السفاك السفاح الحجاج ،كي يزوجه ابنته؟؟

كيف يزوج الصحابي العدل ابنته لرجل فاسق ،ظالم ،؟!!!


هل نحكم على هذا الصحابي بالجبن يا وهابية؟!!!!!!!!

هذا والحمدُ لله ربّ العالمين،

جابر المحمدي المهاجر،