بسند على شرط مسلم عن ابن عمر : أهل البيت مفهمون ،، أي محدثون

عبدالحي

عَبْدُالْحَيّ الطالبي
4 يوليو 2010
51
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


أولاً : الأثر :

- المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي :
حدثنا وكيع عن عمران بن جدير عن أبي مجلز قال رميت جمارا فلم أدربكم رميت فسألت ابن عمر فلم يجبني فمر ابن الحنفية فسألته فقل يعيد يا أبا عبد الله ليس شئ عندنا أعظم من الصلاة وإذا نسي أحدنا أعاد قال فذكرت لابن عمر قوله فقال إنهم أهل بيت مفهمون .


ثانياً : في فوائد منه وفيه عدة نقاط :
1 - يستفاد من كلام ابن عمر أهل أهل البيت عليهم السلام مفهمون لا خصوص ابن الحنفية، لأنه انتقل من الخاص إلى العام ،وهو يبدي عدم استغرابه من جواب ابن حنفية وذلك لأن أهل البيت مفهمون بحسب نقله.

2 - في بيان أن المحدث والمفهم واحد :
- قال ابن حجر في فتح الباري :
" وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَنْ بَعْض أَصْحَاب اِبْن عُيَيْنَةَ " مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ " وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " قَالَ إِبْرَاهِيم - يَعْنِي اِبْن سَعْد رِوَايَة - قَوْله مُحَدَّث أَيْ يُلْقَى فِي رُوعه " اِنْتَهَى ،

- وقال العيني في عمدة القاري
"قوله محدثون بفتح الدال المهملة المشددة جمع محدث قال الخطابي المحدث الملهم الذي يلقي الشيء في روعه فكأنه قد حدث به يظن فيصيب ويخطر الشيء بباله فيكون وهي منزلة جليلة من منازل الأولياء وقيل المحدث هو من يجري الصواب على لسانه وقيل من تكلمه الملائكة وقال الترمذي أخبرني بعض أصحاب أبي عيينة قال محدثون يعني مفهمون وقال ابن وهب ملهمون وقال ابن قتيبة يصيبون إذا ظنوا وحدثوا وقال ابن التين يعني متفرسون وقال النووي حاكيا عن البخاري يجري الصواب على ألسنتهم وهذه المعاني متقاربة"

- وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من الصحيحين :
" قال ابن وهب محدثون ملهمون وقال ابن عيينة مفهمون وقال ابن قتيبة يريد قوما يصيبون إذا ظنوا وحدسوا فكأنهم حدثوا بشيء فقالوه "


3 - في قراءة ابن عباس "ولا محدث" :
قال ابن حجر في فتح الباري :
( قوله تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى ... الآية ﴾ كان ابن عباس زاد فيها ( ولا محدث ) أخرجه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه ، وأخرجه عبد بن حميد من طريقه وإسناده إلى ابن عباس صحيح ولفظه عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيولا محدث )

أقول وهو صريح أن المحدث بفتح الدال المشددة هو مرسل من الله سبحانه ، وأنه غير الرسول وغير النبي بل هو صنف ثالث.
ولا يستدل بأن الآية منسوخة ، لأمرين : أن حديث البخاري التالي "قد كان يكون في الأمم محدثون" لا يمنع من كون المحدثين في هذه الأمة ، وأن القراءة ثابتة فما دام معناها صحيحاً فتكون من نسخ التلاوة دون الحكم بحسب رأيهم ، علاوة على أن عندهم أن القراءات وإن كانت شاذة فتكون موضحة للمعنى ، وبعضهم يجيز القراءة بالشاذ.


4 - ذكروا في مروياتهم « قَدْ كَانَ يَكُونُ فِى الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِى أُمَّتِى أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ »، ومع ان سيرته تثبت عكس ذلك تماماً ، ولكنا نقول تنزلاً معهم : عسى ألا يستشعر القوم النصب حين تثبت هذه المنزلة في أهل البيت في حين لا يشعرون بذلك عن إعطائها لعمر.

ثالثاً : الكلام على رجال هذا الأثر :

-وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسى ، أبو سفيان الكوفى ( من قيس عيلان )
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ عابد
رتبته عند الذهبي : أحد الأعلام ، قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه و لا أحفظ كان أحفظ من ابن مهدى ، و قال حماد لو شئت لقلت إنه أرجح من سفيان

-عمران بن حدير السدوسى ، أبو عبيدة البصرى
روى له : م د ت س ( مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي )
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثقة
رتبته عند الذهبي : كان متعبدا

-لاحق بن حميد بن سعيد و يقال : شعبة السدوسى
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة
رتبته عند الذهبي : إمام ، ثقة

- ابن عمر صحابي

فالأثر صحيح وهو على شرط مسلم



أخيراً
عقد الكليني في الكافي الشريف باباً في أن الأئمة محدثون مفهمون ، فطابق مع جاء في كتبهم ما جاء في كتبنا وهو أقوم للحجة


والحمد لله رب العالمين
كتبه عبد الحي الطالبي