نظرات في كتاب ( تصحيح الإعتقاد) للشيخ المُفيد (رض) - معنى الساق واليد.

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسمه تعالى ،
ربّ اشرح لي صدري،
ويسّر لي أمري ،
واحلل عُقدة من لساني،
يفقهوا قولي،

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،والعن عدوهم،



السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

كتاب تصحيح الإعتقاد للشيخ المُفيد، من أهم الكُتب التي تتناول عقائد الإمامية .أمّا المؤلف فغني عن التعريف وأنا أعلن اعجازي عن تعريف الشيخ أبو عبدالله المُفيد.
والكتاب يتناول فيه الشيخ المفيد قدس الله سره،عقائد الشيعة الإمامية ،وتعقيبات على كلام الشيخ الصدوق رضي الله عنه،من توضيح وانتقاد .


إن شاء الله يوفقني ربّي لدراسة هذا الكتاب، وتقديم ولو نقاط صغيرة قليلة للسطور المُفيدية،ومن جهة أخرى نُعطي فرصة للمخالفين للتعرف على عقائد الشيعة الإمامية ،بعيداً عن الشبهات التي تُثار في مختلف الأماكن.


نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم،،

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : أحيوا أمرنا رحِمَ الله من أحيا أمرنا.

كتاب تصحيح الاعتقاد ص 29:
[ معنى كشف الساق قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 ه‍ في رسالة اعتقاداته في معنى قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) الساق: وجه الامر وشدته . قال الشيخ المفيد: معنى قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) يريد به يوم القيامة [ يكشف فيه ] عن أمر شديد صعب عظيم، وهو الحساب والمداقة على الاعمال، والجزاء على الافعال، وظهور السرائر وانكشاف البواطن، وا لمداقة على الحسنات والسيئات، فعبر بالساق عن الشدة، ولذالك قالت العرب فيما عبرت به عن شدة الحرب وصعوبتها: (قامت الحرب على ساق) و (قامت الحرب بنا على ساق) وقال شاعرهم أيضا وهو سعد بن خالد: كشفت لهم عن ساقها * وبدا من الشر الصراح وبدت عقاب الموت * يخفق تحتها الاجل المتاح ومن ذلك قولهم: قد قامت السوق، إذا ازدحم أهلها واشتد أمرها با لمبايعة والمشاراة، ووقع الجد في ذلك والاجتهاد. ]

اعلم عزيزي القارئ أنّه لا يوجد في المذهب الشيعي ،من يعتقد بأن لله جوارح كما هي لنا ،لأنّه من يعتقد بذلك مباشرة يطعن في الله تعالى من عدة جهات ،أهمّها:

1_ أنّ الله يكون مركّب - والعياذ بالله - يكون له ساق ويد ..الخ.

2_ أنّ هذا التركيب سوف يجري عليه ما يجري على البشر باستثناء الوجه ،
فوالجه غير الساق والساق غير اليد ،والله في كتابه يقول ( لا اله الا هو كل شيئ هالك إلا وجهه )،فيعني انّ الساق ستهلك أيضا ًوكذالك اليد !! وهذا ينطبق على المخلوقات لا على الخالق ،وهو ما يرفضه العقل البشري كليّا وإطلاقّا.

فقد أجّمعت الشيعة على أنّ الله تعالى ليس بجسم ،ومن كلام للإمام الرضا عليه السلام
[ ...لايدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده لا بنظير، لايمثل بخليقته، ولا يجور في قضيته، الخلق إلى ما علم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، ولا يعملون خلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق وبعيد غير متقص، يحقق ولا يمثل، ويوحد ولا يبعض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال ]توحيد الصدوق.



يقول السيد الطباطبائي في تفسير الميزان عند الوصول الى آية( يوم يكشف عن ساق ):

[
قوله تعالى: «يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون - إلى قوله - و هم سالمون» يوم ظرف متعلق بمحذوف كاذكر و نحوه، و الكشف عن الساق تمثيل في اشتداد الأمر اشتدادا بالغا لما أنهم كانوا يشمرون عن سوقهم إذا اشتد الأمر للعمل أو للفرار قال في الكشاف: فمعنى «يوم يكشف عن ساق» في معنى يوم يشتد الأمر و يتفاقم، و لا كشف ثم و لا ساق كما تقول للأقطع الشحيح: يده مغلولة و لا يد ثم و لا غل و إنما هو مثل في البخل انتهى.
و الآية و ما بعدها إلى تمام خمس آيات اعتراض وقع في البين بمناسبة ذكر شركائهم الذين يزعمون أنهم سيسعدونهم لو كان هناك بعث و حساب فذكر سبحانه أن لا شركاء لله و لا شفاعة و إنما يحرز الإنسان سعادة الآخرة بالسجود أي الخضوع لله سبحانه بتوحيد الربوبية في الدنيا حتى يحمل معه صفة الخضوع فيسعد بها يوم القيامة. .........فقوله: «يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون» معناه اذكر يوم يشتد عليهم الأمر و يدعون إلى السجود لله خضوعا فلا يستطيعون لاستقرار ملكة الاستكبار في سرائرهم و اليوم تبلى السرائر
..]


وقد ذكر الشيخ الصدوق في كتاب التوحدي بعض الاحاديث الواردة عن أئمة الحق عليهم السلام ،
14 - باب تفسير قول الله عزوجل: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) صـ 155:


1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، عن بكر، عن الحسين بن سعد، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: (يوم يكشف عن ساق) قال: حجاب من نور يكشف، فيقع المؤمنون سجدا، وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.2 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي،
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: (يوم يكشف عن ساق) قال: تبارك الجبار، ثم أشار إلى ساقه فكشف عنها الازار، قال: ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، قال: افحم القوم ودخلتهم إلهيبة، وشخصت الابصار، وبلغت القلوب الحناجر، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.
قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب: قوله عليه السلام: تبارك الجبار وأشار إلى ساقه فكشف عنها الازار، يعني به: تبارك الجبار أن يوصف بالساق الذي هذا صفته.
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن موسى، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
سألته عن قول الله عز و جل: (يوم يكشف عن ساق) قال: كشف إزاره عن ساقه، ويده الاخرى على رأسه فقال: سبحان ربي الاعلى.
قال مؤلف هذا الكتاب((أي الصدوق)): معنى قوله: (سبحان ربي الاعلى) تنزيه لله عز وجل أن يكون له ساق.





وقال الطريحي في تفسير غريب القرآن صـ404
[(يوم يكشف عن ساق) هو مثل يضرب عند اشتداد الحرب والأمر، يقال: كشف عن ساقه والمعنى: يوم يشتد الأمر ويتفاقم ولا ساق ثم ولا كشف وإنما هو مثل]

وفي تفسير الأصفى للكاشاني صـ 1340
[ (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون). (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة): يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب. وكشف الساق مثل في ذلك، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب. قال: (أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، لما رهقهم من الندامة والخزي والذلة) وقال: (حجاب من نور يكشف، فيقع المؤمنون سجدا، ويدبخ أصلاب المنافقين، فلا يستطيعون السجود) (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) قال: (أي: مستطيعون، يستطيعون الأخذ بما أمروا به، والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا) ]

وفي تفسير الصافي الجزء الخامس صـ 215
[
يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون .
خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة يوم يشتد الامر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل في ذلك وأصله تشمير المخدورات عن سوقهن في الهرب أو يوم يكشف عن أصل الامر وحقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر وساق الانسان وتنكيره للتهويل أو للتعظيم .
في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام إنهما قالا في هذه الاية افحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لمارهقهم من الندامة والخزي والذلة وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام مثله .
وفيه وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا ويدبح أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود وفي المجمع في الخبر أنه يصير ظهور المنافقين كالسفافيد وفي الجوامع وفي الحديث تبقى أصلابهم طبقا واحدا أي فقارة واحدة لا تثنى وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون .
في التوحيد عن الصادق عليه السلام وهم سالمون أي مستطيعون يستطيعون الاخذ بما امروا به والترك لما نهوا عنه ولذلك ابتلوا ثم قال ليس شيء مما امروا به ونهوا عنه إلا ومن الله عز وجل فيه إبتلاء وقضاء قيل وفيه وعيد لمن سمع النداء إلى الصلاة فلم يجب وقعد عن الجماعة والقمي قال يكشف عن الامور التي خفيت وما غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ويدعون إلى السجود قال يكشف لامير المؤمنين عليه السلام فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر يعني قرونها فلا يستطيعون أن يسجدوا وهي عقوبة لانهم لم يطيعوا الله في الدنيا في أمره وهو قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون
.]

وقد ذكر ابن منظور في لسان العرب (10/166)

[ الساقُ في اللغة الأمر الشديد، وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم]


فالكشف عن الساق في الآية الكريمة (( يوم يكشف عن ساق )) لا يعني انّ الله يكشف عن ساقه والعياذ بالله تعالى الله تعالى الله.

والله أنزل القرآن عربياً،والعرب كانوا يقولون عن الحرب اذا اصطكت كشفت الحرب عن ساقها او شمرت عن ساقها ،،

وقد ذكر الحاكم في المستدرك (3/382):

3845 - حدثنا أبو زكريا العنبري ثنا الحسين بن محمد بن القباني ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثنا عبد الله بن المبارك أنبأ أسامة بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم : أنه سئل عن قوله عز و
جل : { يوم يكشف عن ساق } قال : إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر :
( أصبر عناق إنه شر باق قد سن قومك ضرب الأعناق )
( و قامت الحرب بنا عن ساق )
قال ابن عباس : هذا يوم كرب و شدة
هذا حديث صحيح الإسناد و هو أولى من حديث روي عن ابن مسعود بإسناد صحيح لم أستجز روايته في هذا الموضع
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح


وفي روضة المحدثين (7/365):
[ 3140 - عن ابن عباس فى قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : عن شدة فى الأمر و العرب تقول : قامت الحرب على ساق إذا اشتدت ، و فيه : قدسن أصحابك ضرب الأعناق و قامت الحرب بنا على ساق ، و زاد : إذا خفى عليكم شىء من القرآن فاتبعوه من الشعر .** هق
( فتح الباري 428/13 )
** إسناده حسن** قال الحافظ فى " الفتح " 13 / 428 : أسند البيهقى الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن ، و أسند البيهقى من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال : يريد يوم القيامة ]

وفي مسند أحمد بن حنبل (3/16):

[ قال الأرناؤوط : وقد روى العالم الثقة يحيى بن زياد الفراء في معاني القرآن 3 / 177 حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ " يوم يكشف عن ساق " يريد يوم القيامة والساعة لشدتها قال وأنشدني بعض العرب لجد أبي طرفة [ كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر البراح ] وهذا سند صحيح من فوق الفراء من رجال الشيخين وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات ص 345 من طريق أسامة بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " قال إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه من الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر [ اصبر عقاق إنه شر باق قد سن قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بيننا على ساق ] قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة ]


وقال الطبري في تفسيره (23/554):

[يقول تعالى ذكره( يوم يكشف عن ساق ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد. ]



وأنتَ مع ما ترى من أحاديث صحيحة صححها علماء السنة ،نجد حديث في البخاري يقول :

رقم الحديث 4538.

[حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏خالد بن يزيد ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي هلال ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا ‏ ‏رياء ‏ ‏وسمعة ‏ ‏فيذهب ليسجد فيعود ظهره ‏ ‏طبقا واحدا ]


مع العلم أنه حتى ابن حجر قال انّ في هذا الحديث نكارة ذكر ذلك الالباني
في السلسة الصحيحة (2/82):
[لقد اختلف في حرف منه ، فقال الأول : " عن ساقه " و قال الآخرون : " عن ساق " .
و النفس إلى رواية هؤلاء أميل و لذلك قال الحافظ في " الفتح " ( 8 / 539 ) بعد
أن ذكره باللفظ الأول : " فأخرجها الإسماعيلي كذلك .
ثم قال : في قوله " عن
ساقه " نكرة
...الخ ]



هذا مذهبنا الشيعة يا قارئ قد عرضناه ،
وذالك مذهب بنووهب لعقلك تركناه.


والحمدُ لله ربّ العالمين.

جابر المحمدي المهاجر،،



بسمه تعالى ،
ربّ اشرح لي صدري،
ويسّر لي أمري ،
واحلل عُقدة من لساني،
يفقهوا قولي،

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،
وعجّل فرجهم ،والعن عدوهم،


كتاب تصحيح الاعتقاد صـ 30:

[( تأويل اليد ) فصل: ومضى في كلام أبي جعفر - رحمه الله - شاهد اليد عن القدرة قوله تعالى: (واذكر عبدنا داود ذا الايد)فقال: ذو القوة . قال الشيخ المفيد - رحمه الله -: وفيه وجه آخر وهو أن اليد عبارة عن النعمة، قال الشاعر: له علي أياد لست أكفرها * وإنما الكفر ألا تشكر النعم فيحتمل أن قوله تعالى: (داود ذا الايد) يريد به ذا النعم، ومنه قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) يعني نعمتيه العامتين في الدنيا والاخرة. ]


أقول : البيت الشعري الذي ذكره المفيد هو لذي الرمة ذكره ابن داود الأصبهاني
في كتاب الزهرة (1/181):

وقال ذو الرمة:
لولا اختياري أبا حفص وطاعته ... كاد الهوى من غداة البين يعتزم
له علي أياد لست أكفرها ... فإنما الكفر أن لا تشكر النعم
إذا هبطت بلادا لا أراك بها ... تجهمتني وحالت دوننا الظلم
أغر أروع بهلول أخي ثقة ... حلاحل من يراه اللين والكرم
يريد ذا الشيب منه شيبه كرما ... ويستبين فتاهم حين يحتلم


وذكر ابن منظور في لسان العرب (15/419):



[..وقال ابن جني أكثر ما تستعمل الأيادي في النعم .. ]


وقال الطريحي في مجمع البحرين (1/136):

[ والايد والاد: القوة.

قوله: (ذا الايد) بغير ياء فيمن قرأ بذلك، أي ذي القوة على العبادة، وقيل ذي القوة على الاعداء لانه رمى بحجر من مقلاعه صدر رجل فأنفذه من ظهره فأصاب آخر فقتله. ]

وفي تفسير غريب القرآن قال الطريحي صـ 185:

[ و (الأيد) أيضا القوة كقوله تعالى: (ذالأيد) (ذا) القوة على العبادة المضطلع بأعباء النبوة وقيل
frown.gif
ذا) القوة على الأعداء لأنه رمى بحجر من مقلاعه صدر رجل فأنفذه من ظهره فأصاب آخر فقتله وقوله: (أولي الأيدي) بغير ياء في قراءة عبد الله أي اولي القوة. ]


وقال الكاشاني في تفسير الأصفى صـ [ 1066 ]:

[اليد في كلام العرب القوة والنعمة]

وفي تفسير الصافي الجزء الرابع صـ 294:

[اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الايد في التوحيد عن الباقر عليه السلام اليد في كلام العرب القوة والنعمة ثم تلا هذه الآية... ]



وفي تفسير تقريب القرآن للأذهان في تفسير آية(( ذا الأيد)):

[ فاذكر يا رسول الله ((عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ))، أي صاحب القوة، فإن "أيد" جمع يد، ثم استعملت في النعمة والقوة، لأن اليد من أسبابهما، ]


وفي تفسير الميزان للطباطبائي في تفسير آية (( ذا الأيد )):
[قوله تعالى: «اصبر على ما يقولون و اذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب» الأيد القوة و كان (عليه السلام) ذا قوة في تسبيحه تعالى يسبح و يسبح معه الجبال و الطير و ذا قوة في ملكه و ذا قوة في علمه و ذا قوة و بطش في الحروب و قد قتل جالوت الملك كما قصه الله في سورة البقرة.
و الأواب اسم مبالغة من الأوب بمعنى الرجوع و المراد به كثرة رجوعه إلى ربه ].


وقال العلامة المجلسي في البحار المجلد 14ص 20:
[تفسير : " الايد " القوة " أواب " أي رجاع إلى الله تعالى ومرضاته ...الخ ]

وفي نفس المجلد ذكر العلامة المجلسي :
[بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " واذكر عبدنا داود ذا الايد " قال : ذا القوة ]


وذكر الصدوق في كتاب التوحيد في باب تفسير الله عزوجل: (يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي):
[1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا بكر، عن أبي عبدالله البرقي، عن عبدالله بن بحر، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: قوله عزوجل: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)؟ فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال: (واذكر عبدنا داود ذا الايد) وقال: (والسماء بنيناها بائيد) أى بقوة وقال: (وأيدهم بروح منه) أي قواهم ويقال: لفلان عندي أيادي كثيرة أي فواضل وإحسان، وله عندي يد بيضاء أي نعمة ]



كذالك هو رأي المذهب السني أكثره يعتقد أنّ (( ذا الايد)) اي ذا القوة في الطاعة .

فتفسير هذه الآية ((واذكر عبدنا دادو ذا الأيد )) ،لا يخلو من امرين :

1_ أن يكون ( الايد ) يعني القوة.

2_ ان يكون ( الايد ) يعني النعمة.


وكلاهما فرعين من أصل واحد ،



والحمدُلله ربّ العالمين.


جابر المحمدي المهاجر،