شبهة حديث ( يا ربّ الأرباب وإله الآلهة ).

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسّمه تعالى ،

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


شبهة حديث (( يا ربّ الأرباب وإله الآلهة )).



قال الوهابي مُحتجاً:
شرك مناقض للتوحيد في كتاب الكافي
عن أبي عبد الله قال [عند الإصابة بالوجع "قل وأنت ساجد: يا الله يا رحمن يا رحيم: يا رب الأرباب وإله الآلهة" (الكافي 2/412 باب الدعاء للعلل والأمراض).




والرد على هذا الإحتجاج يكون على وجوه ،

الوجه الأول :معنى ذلك عند الشيعة الامامية .
الوجه الثاني :هل ذكر أهل السنة في كُتبهم مثل هذه الألفاظ ؟؟.
الوجه الثالث: وشهد شاهدٌ من أهلها .



**الوجه الاول :

إنّ التوحيد عند الشيعة هو توحيد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ،والذين قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بأخذ الدين منهم والتمسك بهم ،وعدم الاستخفاف بهم ،فقال :اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .،(1).
وقد روى الصدوق في كتابه التوحيد بسند صحيح عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام ، ما معنى الواحد ؟ فقال : المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية.(2).
وروى ايضا بسند صحيح عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير العبادة قول لا إله إلا الله.(3).
ورى ايضا بسند صحيح عن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عز وجل .(4).

وروى ايضا بسند موثق ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شئ أعظم ثواباً من شهادة أن لا إله إلا الله ، لأنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يعدله شئ ، ولا يشركه في الأمر أحدٌ .(5).

وروى ايضا بسند صحيح عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض خطبه : الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا ، وفي أزليته متعظما بالإلهية ، متكبرا بكبريائه وجبروته.(6).


فهل الشيعة فعلا مشركون؟؟،مالكم كيف تحكمون ؟!



أما لفظ ربّ الأرباب ،و إله الآلهة ،ففيه تفسير :

لفظ ربّ الأرباب :

إنّ كلمة ربّ لها أكثر من معنى ولا يَنحصر معناها في معنى الإلوهية ،فقد ورد في لسان العروبية قول سيدنا عبدالمطلب :أنا ربّ الابل وللبيت رب يحميه ،وقال تعالى [[وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ]] فترى أنّ الله أطلق على عزيز مصر وهو ملك مصر لفظ الرب ، فلا يمكن ان يقصد هنا ان عزيز مصر هو الله !! والعياذ بالله .
كذلك في كلّ بيت يوجد ربٌّ له ، يُطلق عليه رب البيت ،
فالله عزّوجل هو ربّ الأرباب بمعنى ملك الملوك ،الرب الذي لا يكون فوقه رب،.


لفظ إله الالهة :

إنّ هذا اللفظ استشكل على البعض ،فاتهم شيعة آل محمد بالشرك ظُلماً وبُهتاناً،
ونقول :أنّ معنى هذا اللفظ هو أن الله اله الالهة التي كانت بزعم المشركين آلهة.

ومما يدل على ذلك قول الامام زين العابدين عليه السلام كما في الصحيفة السجادية في دعاء يوم عرفة ص243:" وكان من دعائه عليه السلام في يوم عرفة الحمد الله رب العالمين ، اللهم لك الحمد بديع السموات والأرض ، ذا الجلال والاكرام ، رب الأرباب ، وإله كل مألوه ، وخالق كل مخلوق ، و وارث كل شئ ، ليس كمثله شئ ، ولا يعزب عنه علم شئ ، وهو بكل شئ محيط وهو على كل شئ رقيب ، أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد المتوحد الفرد المتفرد ، وأنت الله لا إله إلا أنت "

يقول آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي – قدس سره – في شرحه للصحيفة ص 343 :" (يارب الارباب ) الرب يطلق على كل مرب وصاحب ،يقال للمعلم : رب ولصاحب الشيئ: رب الشيئ وهكذا ، والله تعالى مربي كل اؤلئك الارباب (واله كل مألوه ) أي : كل ما يعبده الناس كالاصنام وما اشبه ،فإن الله تعالى إله كل ذلك وعبادة الناس لها باطلة ".



وهذا مثاله كثير في القرآن الكريم ،ففي أكثر من موضع نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يُطلق على الأصنام أصنام الجاهلية لفظ الآلهة ، وهو قطعاً لا يُريد أنّها كانت آلهة بمعنى الألوهية ،فهذا لا يدّعيه إلا انسان كافر نجس ،وبالتالي فلابد من حمله على هذا الوجه ،وهو أنّ الله اطلق على الاصنام لفظ الآله أي بزعم المشركين ،.
كقوله تعالى ((وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ))،فانظر كيف جاء لفظ _ الالهة_ على الاصنام ،وهي آلهة بزعم المشركين ،.والعياذ بالله .
وكقوله تعالى ((أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ))
وكقوله تعالى عن لسان ابراهيم عليه السلام ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )) فانظر كيف ربط ابراهيم بين ذكره للفظ آلهة مع لفظ الأصنام ، فكأنه يقول لأبيه: (( أتتخذ أصنام الهة بزعمكم ؟ اني اراك وقومك في ضلال مبين )).

فالله عزوجل هو اله الكون ،وهو اله كل شيئ ،وهو اله الانس والجن والملائكة والحيوانات وكل ذرة وكل جماد وكل صخرة ..الخ.

وإنّ تلك الاصنام التي كانت آلهة بزعم المشركين إنّما كانت في الخلق ومنه ،ولذلك فالله هو اله تلك الالهة التي كانت آلهة بزعم المشركين، وعلى هذا أيضا قد يُحمل لفظ ربّ الارباب.وهذا واضح في بقية الحديث الذي يبتره الوهابية عند الاحتجاج به [يا رب الارباب واله الالهة ويا ملك الملوك ويا سيد السادة..].
فكلمة رب الارباب تجري مجرى كلمة ملك الملوك .


أما من يُريد أن يَلزم الشيعة أنّهم يعتقدون بوجود آلهة غير الله تعالى _ والعياذ بالله_ ،فهنا نقول: له إذا كان ما أوردناه من تفسير غير صحيح ،فهذا الحديث مُخالف للأحاديث الصحيحة كما مرّ ،ومُخالف للقرآن الكريم ولذلك لا يُؤخذ به بتاتاً.



**الوجه الثاني هل ذكر أهل السنة في كُتبهم مثل هذه الألفاظ ؟؟:

العجيب من الجهلة أنّهم يحتجون على شيعة محمد وآله بهذا الحديث ،لا يقرأون كتبهم وأقوال علماءهم الذين يتبعونهم ،فقط يقتطفون الحديث ويُقدمونه كدليل على سقوط التوحيد عند الشيعة ، .

لفظ اله الالهة عند أهل السنة والجماعة :

فقد ذكر ابو نعيم الاصبهاني في كتابه حلية الاولياء (7/251)مانصه:
[حدثنا سليمان بن أحمد إملاء وقراءة قال ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ح وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا محمد بن جعفر بن رزين العطار قالا ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن عيسى عليه السلام لما أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه المعلم فقال له المعلم اكتب بسم الله فقال له عيسى عليه السلام ما بسم الله قال المعلم لا أدري فقال له باء بهاء الله وسين سناؤه وميم ملكه والله إله الآلهة والرحمن رحمان الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة أبو جاد الألف آلاء الله والباء بهاء الله جيم جمال الله دال الله الدائم هوز الهاء الهاوية والواو ويل لأهل النار والزاي واد في جهنم وحطي الحاء الله الحليم والطاء الله الطالب لكل حق حتى يؤديه والياء آي أهل النار وهو الوجع كلمن كاف الله الكافي لام الله العليم ميم الله الملك نون البحر سعفص صاد الله الصادق والعين الله العالم والفاء الله الفرد وصاد الله الصمد قرشت قاف الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرت منه السموات والراء رأي الناس لها والشين شيء لله والتاء تمت أبدا غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى. ]

وذكر ابو سعيد النقاش في كتابه فنون العجائب (1/135):[99 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، حدثنا أبو نصر محمد بن مزاحم البذخشي ، حاج قدم علينا ، حدثنا أبو هريرة مزاحم بن محمد الكشي ، حدثنا جارود بن معاذ ، حدثنا وكيع ، عن بيان ، عن الشعبي ، قال : سأل علي بن عبد الله بن عباس ، أباه ، : « لم سمي أبو بكر رضي الله عنه عتيقا ؟ قال : ليس كما يقولون ، ولكنه كان يولد لأبيه أولاد يموتون صغارا ، فلما ولد أبو بكر حملته أمه ، فأدخلته الكعبة ، ونثرت للكعبة أربعين دينارا قالت : يا إله الآلهة ، أعتق ولدي ، فخرج من ركن من أركان البيت رأس مثل رأس الهرة ، فقال لها : يا أمة الرحمن بالتحقيق ، فزت بحمل الولد العتيق ، يعرف في التوراة بالصديق ، يكون وزير خير خلق الله ، لن يتفرقا صغيرين ، ولا كبيرين ، ولا حيين ، ولا ميتين ، ولا غدا في الجنة »]

فلا نعلم اذا كان الدعاء بلفظ (يا اله الالهة ) شرك وكفر ،فكيف استجاب الله لأم ابو بكر؟



وقد ذكر الرازي في تفسيره (6/346):[والوجه الثاني في التأويل : أن نقول قوله : { هذا ربى } معناه هذا ربي في زعمكم واعتقادكم ونظيره أن يقول الموحد للمجسم على سبيل الاستهزاء : أن إلهه جسم محدود أي في زعمه واعتقاده قال تعالى : { وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا } [ طه : 97 ] وقال تعالى : { ويوم يناديهم فيقول أين شركآءي } [ القصص : 62 ] وكان صلوات الله عليه يقول : « يا إله الآلهة » والمراد أنه تعالى إله الآلهة في زعمهم وقال : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] أي عند نفسك].



ولا نعلم هل علماء الوهابية يجهلون ما هو الشرك ؟ أليس قول (يا اله الالهة ) شرك ؟؟
فلماذا تتهمون الخليل صلى الله عليه وعلى نبينا وآله السلام بالشرك ؟والكفر؟؟

بل إنّا نجد أنّ الصحابة أنفسهم يُطلقون على أصنام قريش ،لفظ الآلهة !!
فنجد ابن عباس في صحيح البخاري يُطلق لفظ الآلهة صريحا على الأصنام ،


فذكر البخاري في صحيحه باب باب من كبر فى نواحى الكعبة ، (6/188):[1601 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب حدثنا عكرمة عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل فى أيديهما الأزلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « قاتلهم الله أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط » . فدخل البيت ، فكبر فى نواحيه ، ولم يصل فيه .]

فلا نعلم هل كفر ابن عباس ؟؟ أم أشرك ؟


ونجد ابن عباس في موضع آخر ايضا يُطلق لفظ الالوهية على اصنام قريش،

المستدرك (2 - 298):
[3073 - أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الصفار العدل ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما : في قوله تعالى : { إن الصفا و المروة من شعائر الله } قال : كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا و المروة و كانت فيهما آلهة لهم أصنام فلما جاء الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله لا نطوف بين الصفا و المروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله : { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } يقول : ليس عليه إثم و لكن له أجر
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم]



اما لفظ ربّ الارباب :


فقد ذكر تفسير ابن كثير (5/359):
وقال يزيد بن ميسرة: لما ابتلى الله أيوب، عليه السلام، بذهاب الأهل والمال والولد، ولم له يبق شيء، أحسن الذكر، ثم قال: أحمدك رب الأرباب، الذي أحسنت إلي، أعطيتني المال والولد، فلم يبق من قلبي شعبة، إلا قد دخله ذلك، فأخذت ذلك كله مني، وفرغت قلبي، ليس يحول بيني وبينك شيء، لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت، حسدني. قال: فلقي إبليس من ذلك منكرا.



وقال الطبري في تفسيره (17/589):
[القول في تأويل قوله تعالى : { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا }يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم( وقل) يا محمد( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) فيكون مربوبا لا ربا، لأن رب الأرباب لا ينبغي أن يكون له ولد( ولم يكن له شريك في الملك ) فيكون عاجزا ذا حاجة إلى معونة غيره ضعيفا، ولا يكون إلها من يكون محتاجا إلى معين على ما حاول، ولم يكن منفردا بالملك والسلطان( ولم يكن له ولي من الذل ) يقول: ولم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلا مهينا يحتاج إلى ناصر إلها يطاع( وكبره .]



ويقول البيهقي في الاسماء والصفات (1/55):[وقد رويناه في خبر الأسامي « مالك الملك » قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه : معناه أن الملك بيده يؤتيه من يشاء ، كقوله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) وقد يكون معناه مالك الملوك كما يقال : رب الأرباب ، وسيد السادات وقد يحتمل أن يكون معناه وارث الملك يوم لا يدعي الملك مدع ، ولا ينازعه فيه منازع ، كقوله عز وجل : ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) ومنها « الجبار ».]


ويقول اعجوبة الزمان (7)الغزالي في كتابه احياء علوم الدين (3/407):
[وهذه المشاهدة والتجلي هي التي تسمى رؤية، فإذن الرؤية حق، بشرط أن لا يفهم من الرؤية استكمال الخيال في متخيل متصور مخصوص بجهة ومكان؛ فإن ذلك مما يتعالى عنه رب الأرباب علوا كبيرا، بل كما عرفته في الدنيا معرفة حقيقية تامة من غير تخيل وتصور وتقدير شكل وصورة، فتراه في الآخرة كذلك. بل أقول: المعرفة الحاصلة.]



ويقول شيخ السلفية ابن تيمية في منهاجه (5/209):[..وينكر ما في نفسه فإن نافي محبة الله يقول المحبة لا تكون إلا لما يناسب المحبوب ولا مناسبة بين القديم والحديث وبين الواجب والممكن وبين الخالق والمخلوق
فيقال لفظ المناسبة لفظ مجمل فإنه يقال لا مناسبة بين كذا وكذا أي أحدهما أعظم من الأخر فلا ينسب هذا إلى هذا كما يقال لا نسبة لمال فلان إلى مال فلان ولا نسبة لعلمه أو جوده أو ملكه إلى علم فلا وجود فلان وملك فلان يراد به أن هذه النسبة حقيرة صغيرة كلا نسبة كما يقال لا نسبة للخردلة إلى الجبل ولا نسبة للتراب إلى رب الأرباب فإذا أريد بأنه لا نسبة للمحدث إلى القديم هذا المعنى ونحوه فهو صحيح وليست المحبة مستلزمة لهذه النسبة وإن أريد أن ليس في القديم معنى يحبه لأجله المحدث فهذا رأس المسألة فلم قلت إنه ليس بين المحدث والقديم ما يحب المحدث القديم لأجله ولم قلت إن القديم ليس متصفا بمحبة ما يحبه من مخلوقاته
والمحبة لا تستلزم نقصا بل هي صفة كمال بل هي أصل الإرادة فكل إرادة فلا بد أن تستلزم محبة فإن الشيء إنما يراد لأنه محبوب أو لأنه وسيلة إلى المحبوب ولو قدر عدم المحبة لامتنعت الإرادة فإن المحبة لازمة للإرادة فإذا انتفى اللازم انتفى الملزوم وكذلك المحبة..]




ويقول الرازي في تفسيره (14/449):[المسألة الثانية : قوله تعالى : { إلى ربك المنتهى } في المخاطب وجهان : أحدهما : أنه عام تقديره إلى ربك أيها السامع أو العاقل ثانيهما : الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان صحة دينه فإن كل أحد كان يدعى ربا وإلها ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما قال : « ربي الذي هو أحد وصمد » يحتاج إليه كل ممكن فإذا ربك هو المنتهى ، وهو رب الأرباب ومسبب الأسباب ، وعلى هذا القول الكاف أحسن موقعا.]



ويقول الشوكاني في فتح القدير (4/227):[4933 - (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل) في رواية النملة بالإفراد لأنهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب ومن وقف مع الأسباب فقد اتخذ من دونه أولياء فلا يخرج عنه المؤمن إلا بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من رب الأرباب وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم فإنه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثر في نفوسهم كما لا يؤثر دبيب النمل على الصفا بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردتها صلابة قلوبهم بالله (تنبيه) قال الإمام الرازي : السلامة في القيامة بقدر الاستقامة في نفي الشركاء فمن الناس من أثبت ظاهرا وهو الشرك الظاهر والاستقامة في الدنيا لا تحصل إلا بنفي الشركاء ]



ويقول الثعالبي في تفسيره (1/22):[قال الطبري الحمد لله ثناء اثنى به على نفسه تعالى وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا به عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله وعلى هذا يجيء قولوا إياك واهدنا قال وهذا من حذف العرب ما يدل ظاهر الكلام عليه وهو كثير والرب في اللغة المعبود والسيد المالك والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها فالرب على الإطلاق هو رب الأرباب على كل جهة وهو الله تعالى والعالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى يقال لجملته عالم ولأجزائه من الإنس .]




ويقول المباركفوري في تحفة الأحوذي (3/394):[( فرق الله بينه وبين أحبته )
أي من أولاده ووالديه وغيرهما
( يوم القيامة )
أي في موقف يجتمع فيه الأحباب ويشفع بعضهم بعضا عند رب الأرباب فلا يرد عليه قوله تعالى { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } .
قوله : ( هذا حديث حسن غريب )
وأخرجه الدارمي وأحمد والحاكم في المستدرك . ]




أقول أنا جابر المحمدي:
ليت شعري لماذا لا تهتمون علماؤكم بالشرك والكفر ؟ .
لماذا لا تتهمون مذهبكم بأنه يناقض التوحيد ؟


**الوجه الثالث: وشهد شاهدٌ من أهلها.

صحّة تفسير الحديث عند الشيعة ،بدليل شهادة علماء السنة.

لفظ اله الالهة :

قال ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (5/263):[1498 - قوله : ( وفيه الآلهة )
أي الأصنام ، وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون ، وفي جواز إطلاق ذلك وقفة ، والذي يظهر كراهته ، وكانت تماثيل على صور شتى فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من دخول البيت وهي فيه لأنه لا يقر على باطل ، ولأنه لا يحب فراق الملائكة وهي لا تدخل ما فيه صورة .
قوله : ( الأزلام )
سيأتي شرحها مبينا حيث ذكرها المصنف في تفسير المائدة .
قوله : ( أم والله )
كذا للأكثر ولبعضهم " أما " بإثبات الألف .
قوله : ( لقد علموا )
قيل وجه ذلك أنهم كانوا يعلمون اسم أول من أحدث الاستقسام بها ، وهو عمرو بن لحي ، وكانت نسبتهم إلى إبراهيم وولده الاستقسام بها افتراء عليهما لتقدمهما على عمرو . ]



ويقول العيني في القاري (17/283):[4288 - حدثني ( إسحاق ) حدثنا ( عبد الصمد ) قال حدثني أبي حدثنا ( أيوب ) عن ( عكرمة ) عن ( ابن عباس ) رضي الله عنهما أن رسول الله لما قدم مكة أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام فقال النبي قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه
مطابقته للترجمة من حيث إن قدومه هذا مكة كان في سنة الفتح وإسحاق هو ابن منصور وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث ابن سعيد وفي رواية الأصيلي ليس فيه حدثني أبي بعد قوله عبد الصمد قيل لا بد منه
والحديث مضى في كتاب الأنبياء عليهم السلام في باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا ( النساء 125 ) فإنه أخرجه هناك عن إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة إلى آخره
قوله أبى أي امتنع قوله الآلهة أي الأصنام التي سماها المشركون بالآلهة قوله فأمر بها فأخرجت فإن قلت من كان الذي أخرجها قلت روى أبو داود من حديث جابر أن النبي أمر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها حتى نحيت الصور وكان عمر هو الذي أخرجها قيل إنه محا ما كان من الصور مدهونا وأخرج ما كان مخروطا فإن قلت قد تقدم في الحج من حديث أسامة أن النبي دخل الكعبة فرأى صورة فدعا بماء فجعل يمحوها قلت هو محمول على محو بقية بقيت منها قوله الأزلام جمع زلم وهي السهام التي كانوا يستقسمون بها الخير والشر وتسمى القداح المكتوب عليها الأمر والنهي إفعل ولا تفعل كان الرجل منهم يضعها في وعاء له وإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما فإن خرج الأمر مضى لشأنه وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله قوله ولم يستقسما بها أي ما استقسم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بالأزلام قط وهو من الاستسقام وهو طلب القسم الذي قسم له وقدر وهو استفعال منه كانوا يفعلون بالأزلام مثل ما ذكرنا وقال ابن الأثير كان على بعضها مكتوب أمرني ربي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غفل فإن خرج أمرني ربي مضى لشأنه وإن خرج نهاني أمسك وإن خرج الغفل أعاد حالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي]




ويقول ابو الطيب في عون المعبود (6/5):
[ 2027 ] ( أبى أن يدخل البيت ) أي امتنع عن دخول البيت ( وفيه الآلهة ) أي الأصنام وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون وكانت تماثيل على صور شتى فامتنع النبي صلى الله عليه و سلم من دخول البيت وهي فيه لأنه لا يقر على باطل ولأنه لا يحب فراق الملائكة وهي لا تدخل ما فيه صورة كذا في ].

أقول أنا جابر المحمدي :إنّ قول ابن حجر وغيره [وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون،...] ، صريح في صحة ما ذهبنا إليه من تفسير ،.


لفظ ربّ الأرباب :

قال الثعالبي في تفسيره (1/22):قال الطبري الحمد لله ثناء اثنى به على نفسه تعالى وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا به عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله وعلى هذا يجيء قولوا إياك واهدنا قال وهذا من حذف العرب ما يدل ظاهر الكلام عليه وهو كثير والرب في اللغة المعبود والسيد المالك والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها فالرب على الإطلاق هو رب الأرباب على كل جهة وهو الله تعالى والعالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى يقال لجملته عالم ولأجزائه من الإنس.




ويقول الرازي في تفسيره تفسيره (14/449):المسألة الثانية : قوله تعالى : { إلى ربك المنتهى } في المخاطب وجهان : أحدهما : أنه عام تقديره إلى ربك أيها السامع أو العاقل ثانيهما : الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان صحة دينه فإن كل أحد كان يدعى ربا وإلها ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما قال : « ربي الذي هو أحد وصمد » يحتاج إليه كل ممكن فإذا ربك هو المنتهى ، وهو رب الأرباب ومسبب الأسباب ، وعلى هذا القول الكاف أحسن موقعا..


أقول: أنا جابر المحمدي ،.
كلام الثعالبي الذي نسبه للطبري صريح صحيح لا اشكال فيه ،وكذلك قول الرازي .

فمن أراد أن يطعن في المذهب الشيعي عن طريق هذا الحديث ،فسوف يَطعن في مذهبه نفسه.


هذا والحمدُ لله ربّ العالمين،.

يُتبع ،،،

___________________________________

1_المعجم الكبير للطبراني بسند صحيح .
2_التوحيد للصدوق ص82 ح1.
3_التوحيد للشيخ الصدوق باب ثواب الموحدين والعارفين ح2.
4_نفس المصدر ح.26
5_نفس المصدر ح3.
6_نفس المصدر باب التوحيد ونفي التشبيه ح4.
7_ذكر ذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء ترجمة الغزالي (19_322).