مهزلة ما يسمى بسند القرآن الكريم !!!

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

قد جرت بين الشيعة والسنة احتجاجات ومناظرات مذهبية استمرت مئات السنين، وستستمر ايضا إلى ما شاء الله، وفي هذه الأيام ظهر الانترنت ومحركات البحث في الكتب والموسوعات القديمة والحديثة، فنتج عن ذلك "طفرة" بكل ما للكلمة من معنى في عالم الاحتجاجات والمناظرات....

ومن جملة الأمور التي يشنع بها الشيعة الإمامية على غيرهم: مسئلة إعرض غير الشيعة عن عترة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بشكل فاضح !!!

وقد ثبت أن النبي الأعظم قد أوصى أمته بالتمسك بالثقلين، القرآن الكريم، والعترة الطاهرة عليهم السلام...

والكل يعلم أن الموصي عندما يكون عاقلاً فإنه لا يوصي إلا بأكثر الأمور أهمية على الإطلاق، فهو يريد أن يوصي من يهمه أمرهم غاية الأهمية بفعل أو ترك بعض الأمور التي يراها على درجة كبرى من الأهمية، وهذا أمر معروف...

فكيف إذا كان الموصي هنا هو من أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين ؟؟؟
وهو أعقل من خلقه الله تعالى...
وهو الأعرف والأعلم بمصلحة الناس...

ووصيته بأبي هو وأمي سهلة جدا، وعدد كلماتها قليل للغاية وهي على ما رواها مسلم:
حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد. جميعا عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثني أبو حيان. حدثني يزيد بن حيان. قال:
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد! خيرا كثيرا. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعت حديثه. وغزوت معه. وصليت خلفه. لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا، يا زيد! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما حدثتكم فاقبلوا. وما لا، فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا. بماء يدعى خما. بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه. ووعظ وذكر. ثم قال "أما بعد. ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال "وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: وهم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

صحيح مسلم

فهذه هي وصية رسول الله صلى الله عليه وآله !!!

ومع ذلك فلم يتمسك أهل السنة بأحد الثقلين، وهم العترة الطاهرة عليهم السلام !!!

وفي نفس الوقت لم يستطيعوا إنكار ذلك !!!

فما الذي فعلوه لتغطية شناعة حالهم ؟؟؟


ما فعله أهل السنة لتغطية شناعة إعراضهم عن أحد الثقلين !!!

لما رأى أهل السنة كل ذلك قاموا باختلاق فرية ونسبوها إلى الشيعة الإمامية، فقالوا: الشيعة يعتقدون بتحريف القرآن الكريم !!!

وهم يريدون أن يقولوا: نعم نحن أعرضنا عن أحد الثقلين، وهم العترة الطاهرة، وفي المقابل أعرض الشيعة عن القرآن الكريم !!!

ولكن تم الرد على هذه الفرية ولله الحمد بمؤلفات كثيرة جدا، حتى أصبح من ينسبها للشيعة الإمامية يعد كاذبا...

فقاموا هذه الأيام باختلاق أمر جديد، وهو أن الشيعة لا يملكون سنداً للقرآن الكريم !!!

فأقول:

1 - الحاجة إلى سند للقرآن الكريم منتفية أصلاً، وذلك لأن السند إنما يطلب ويدرس للتعرف على صدق الخبر من خلال صدق المخبر، فعلى هذا يكون السند وسيلة وليس غاية...

وطالما أن الغاية معلومة معروفة بالضرورة ولا يرتاب فيها أحد البتة، وهي أن القرآن الذي بين أيدينا هو كتاب الله تعالى الذي أنزله على عبده المصطفى صلى الله عليه وآله دون زيادة أو نقصان أو تحريف... فحينئذ تكون الحاجة إلى الوسيلة (وهي السند) منتفية...
ولا شك ان القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، فهي لا تحتاج إلى سند، بل هي بحد ذاتها معجزة...
وبهذا يتبين ان طلب سند لإثبات صحة القرآن الكريم، يتبطن أمراً خبيثاً وهو التشكيك في صحة وسلامة هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!!

2 - الأسانيد الموجودة عند أهل السنة منسوبة إلى سبعة بل عشرة قراء ولم يوجد بعضهم إلا بعد 100 سنة أو أكثر من رحلة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وليس فيهم صحابي واحد، فليت شعري كيف كان المسلمون يقرأون القرآن قبلهم ؟؟؟

3 - إن طلب السند للقرآن الكريم يفتح باباً لأعداء القرآن الكريم للطعن فيه، وذلك لأننا عندما نرجع للسند الشائع لأشهر قراءة للقرآن الكريم، وهي الموافقة للنسخة التي تطبع في المملكة العربية السعودية، وهي قراءة حفص عن عاصم، فلنلقي نظرة سريعة على سند هذه القراءة:

ألف: أقوال علماء الرجال في: عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي الكوفي:
محمد بن سعد: كان ثقة، إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه.
يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
ابن خراش: في حديثه نكرة.
العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ.
الدارقطني: في حفظه شئ.
يحيى بن معين: لا بأس به.
النسائي: لا بأس به.
العجلي: ثقة، رأسا في القراءة.
أحمد بن حنبل: كان خيرا ثقة.

تهذيب الكمال للمزي ج 13 ص 473

باء: أقوال علماء الرجال في: حفص بن سليمان الأسدي الكوفي:
يحيى بن معين: ليس بثقة.
علي ابن المديني: ضعيف الحديث، وتركته على عمد.
الجوزجاني: قد فرغ منه من دهر.
البخاري: تركوه.
مسلم: متروك.
النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال في موضع آخر: متروك.
صالح بن محمد البغدادي: لا يكتب حديثه، وأحاديثه كلها مناكير.
زكريا بن يحيى الساجي: يحدث عن سماك، وعلقمة بن مرثد، وقيس بن مسلم، وعاصم أحاديث بواطيل.
أبو زرعة: ضعيف الحديث.
أبو حاتم: لا يكتب حديثه، هو ضعيف الحديث، لا يصدق، ومتروك الحديث.
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب، متروك، يضع الحديث.
الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
شعبة: أخذ مني حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها.

المصدر: تهذيب الكمال للمزي ج 7 ص 10

ومن خلال هذه النظرة السريعة يتبين أن في سلسلة السند رجل ضعيف، كذاب، يضع الحديث، ليس بثقة، ورجل آخر وهو من تنسب له القراءة ثقة لكنه سيء الحفظ !!!

فما هو الأفضل أن يقال: ان سند القرآن الحقيقي هو كل المسلمين، الذين اعتنوا به تلاوة وحفظا وكتابة منذ عهد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله مرورا بيومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة...

أم يقال: أن القرآن الكريم إنما يثبت بهذه الأسانيد المشرقة ؟؟؟؟


************

ثم قال الخرساني (أحد أعضاء شبكة هجر)
تحياتي لك اخي قاسم على هذا الطرح ولي ملاحظة :


قلت اخي قاسم : ( ومع ذلك فلم يتمسك أهل السنة بأحد الثقلين، وهم العترة الطاهرة عليهم السلام !!!)


بل لم يتمسكوا بالثقلين وليس ثقلاً واحداً ...

فعمر يقول حسبنا كتاب الله ... واذا لا كتاب ولا سنة جلها وضعها عرض الحائط وأخذ يجتهد برأيه !!

والناس على دين ملوكهم

.

*************

فعقب قاسم بما يلي:


أشكر كل الأخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع

وأخص الخرساني بشكر إضافي على ملاحظته الدقيقة، والأمر كما ذكر، فحديث الثقلين "إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" ينص بصراحة على ان الكتاب والعترة عليهم السلام لا يمكن ان يفترقان، إذا فمن فارق أحدهما فقد فارق الآخر...

**********


إضافة على الموضوع:

إذا قلنا بضرورة وجود أسانيد للقرآن الكريم، فحينئذٍ سيكون القرآن الكريم من أخبار الآحاد، لأن القراءات السبع لم تستكمل شروط التواتر...

قال الذهبي في ترجمة أحد القراء العشرة وهو:
يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبدالله بن أبي إسحاق، الإمام، المجود، الحافظ، مقرئ البصرة، أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري، أحد العشرة.
ولد بعد الثلاثين ومئة.
وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد ابن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسليم، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلا، ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها الناس بالقبول، ولقد عومل حمزة مع جلالته بالإنكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار، ولم يجر مثل ذلك للحضرمي أبدا، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها، ولا عرفوها، فأنكروها، ومن جهل شيئا عاداه، قالوا: لم تتصل بنا متواترة، قلنا: اتصلت بخلق كثير متواترة، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الأمة، فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظنا فقط، وعند النحاة مسائل قطعية، وكذلك اللغويون، وليس من جهل علما حجة على من علمه، وإنما يقال للجاهل: تعلم، وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم، لا يقال للعالم: اجهل ما تعلم، رزقنا الله وإياكم الإنصاف، فكثير من القراءات تدعون تواترها، وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها، ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد، لكونها تلقيت بالقبول، فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة، وقراءات عديدة، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس، أما القرآن العظيم، سوره وآياته فمتواتر، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ من الدين، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

سير أعلام النبلاء ج 10 ص 169


وقال محقق الكتاب ص 171 : جاء في كتاب "المدخل" ص 196 لعبد القادر بدران بتحقيق الدكتور عبدالله بن التركي ما نصه: القراءات السبع متواترة وهو المشهور، وقال ابن الحاجب: هي متواترة فيما ليس من قبيل المد والإمالة وتخفيف الهمزة ونحوها، وهذا خلاف المشهور. وذهب الطوفي إلى أن القراءات متواترة عن الائمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الائمة السبعة فهو محل نظر، فإن أسانيد الائمة السبعة بهذه القراءات السبعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم موجودة في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد، لم تستكمل شروط التواتر، قال: وأبلغ من هذا أنها لم تتواتر بين الصحابة. قال: واعلم أن بعض من لا تحقيق عنده ينفر من القول بعدم تواتر القراءات ظنا منه أن ذلك يستلزم عدم تواتر القرآن، وليس ذلك بلازم، لأنه فرق بين ماهية القرآن والقراءات، والإجماع على تواتر القرآن.