كلام المرجع الشيخ التبريزي دام ظله في سلامة القرآن الكريم من التحريف

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

كلام المراجع هو الذي يعبر عن رأي الشيعة الإمامية، أما:

1 - الروايات الموجودة في كتب الحديث (1) ففيها الصحيح والضعيف، وعليه فلا يجوز ان يُنسب الينا مضمون رواية إلا بعد معرفة صحتها عند مراجع الشيعة.

2 - ما يروجه المهرجون من السلفية (عاملهم الجبار بعدله) في كتبهم ومنتدياتهم ومواقعه، وينسبونه لعلمائنا كله مدلس أومبتور، أو قول لعالم لا يعتد بقوله أمام أقوال المراجع، إما لعدم بلوغه رتبة الاجتهاد، أو لكونه قولا شاذا نادرا، والشاذ لا يمثل عقيدة الجمهور...

وهنا سأنقل بعض ما صرح به المرجع العظيم الشيخ الميزرا جواد التبريزي دام ظله، فلعل سلفيا قد انطلت عليه أكاذيب الوهابيين، يقرأ فيعرف الحق:

تحريف القرآن
السؤال: لقد سمعنا ومن ثم اطّلعنا على آرائكم (الشيعة) ورواياتكم المزعومة في أمّهات كتبكم عن تحريف القرآن، علماً بأنّ هذا يخالف ما نص عليه الكتاب والسنة النبوية الشريفة، فما رأيكم في هذه الروايات الموجودة في كتابكم الكافي وغيره . . . ؟

الجواب:
بسمه تعالى; المشهور عند الشيعة، بل كاد يكون متفقاً عليه عدم وقوع التحريف في القرآن المجيد، بمعنى الزيادة والنقصان; فقد ذكر الشيخ الصدوق وهو شيخ المحدثين في كتابه «الاعتقادات» ما هذا نصه: «اعتقادنا في القرآن الذي أنزله اللّه تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ـ إلى أن قال ـ ومن نسب إلينا انا نقول انه اكثر من ذلك فهو كاذب».

نعم ورد في بعض الروايات الضعيفة سنداً ما يظهر منها وقوع التحريف بمعنى النقص في القرآن الكريم، ولا يمكن الاعتماد عليها لضعفها وشذوذها، وهي لا تعبر عن معتقد الشيعة الامامية. اما التحريف بمعنى عدم العمل بالكتاب المجيد وهجره، فنحن نقول به، وهو واقع حتى في زماننا هذا، ولكن هذا أمر لا ربط له بمورد السؤال. ثم نحن نقول: ان روايات التحريف لم تنفرد بها طائفة الشيعة الإمامية على ندرتها وشذوذها، فقد ورد في كتب الحديث لأهل السنة روايات كثيرة مصرحة بوقوع التحريف في القرآن المجيد، نذكر لك بعضها:

قال السيوطي في كتابه «الدر المنثور» (ص 179 ج 5) ما هذا نصه:

«واخرج عبدالرزاق في المصنف عن ابن عباس قال: أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد اللّه واثنى عليه ثم قال: يا أيّها النّاس، لا تجزعن من آية الرجم فانها انزلت في كتاب اللّه وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ».

المورد الثاني: «اخرج البخاري عن عمر بن الخطاب انه قال: ان اللّه بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما انزله اللّه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول اللّه ورجمنا بعده، فأخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل، واللّه ما نجد آية الرجم في كتاب اللّه فيضلوا بترك فريضة انزلها اللّه . . .». صحيح البخاري 8 / 208.

وأضاف: «ثم انا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب اللّه (. . . وان لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم) أو (ان كفرا بكم ان ترغبوا عن آبائكم . . .). (البخاري: 8 / 208) واخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه «صحيح مسلم 2/1317» وأحمد بن حنبل إمام الحنابلة في مسنده.

وأخيراً نذكر لكم انه قد ألفت كتب كثيرة للشيعة الامامية المتعرضة لنفي التحريف والموجهة للروايات الواردة من طريقنا التي ظاهرها التحريف، اما بعدم العمل بها واما باختلاف القراءة أو بنحو التقديم والتأخير مع تصريحهم بضعف هذه الروايات سنداً وندرتها وشذوذها، ومن هؤلاء المؤلفين في عصرنا هذا السيد الخوئي (قدس سره) وهو أحد كبار مراجع الشيعة في كتابه «البيان»، ومن هذه الكتب الكتاب المسمى «التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف» وغيرها كثير لمن طلب التتبع والبحث. هدانا اللّه وإياكم لما فيه الصواب والحق وهو ولي الهداية والتوفيق.



القرآن ومعنى التحريف
السؤال: حسبما يدعي أهل السنة: ان الشيعة يقولون بتحريف القرآن وفيه من الزيادة والنقصان، وهناك سورتان من القرآن محذوفتان وهما سورة (الولاية) وسورة (النورين)، ويستشهدون على ذلك بأحد كتب الشيعة وهو (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للنوري الطبرسي، ما صحة ذلك؟ نرجو التوضيح.

الجواب: بسمه تعالى; التحريف بمعنى عدم العمل بالقرآن ومخالفته وتأويله واقع ونقول به حتى في يومنا هذا، وأمّا التحريف بمعنى الزيادة والنقصان، فالمشهور عند الشيعة بل كاد يكون متفقاً عليه عندهم عدم وقوعهما فيه. نعم، ورد في بعض الروايات الضعيفة سنداً ما يظهر منه وقوع التحريف بمعنى النقص في القرآن ولا يمكن الاعتماد عليها، وهذا قول شاذ نادر، واللّه المستعان.


القرآن وصحّته
السؤال: هل صحيح أنّ القرآن المتداول بين أيدي المسلمين غير الحقيقي، والقرآن الحقيقي هو عند الإمام الحجّة (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟

الجواب: بسمه تعالى; هذا غير صحيح، إنّما الوارد هو أنّه (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) بعد ظهوره يقرأ هذا القرآن في بعض الموارد على خلاف القراءة الفعلية، ويبيّن بعض الموارد التي فُسّرت على خلاف الواقع، ولو في التفاسير المشهورة، واللّه العالم.


...........................................
هامش:
(1) نص السيد الخوئي قدس سره على أن جملة من روايات التحريف مروية عن أحمد بن محمد السياري، وعلي بن أحمد الكوفي، فلنقرأ ترجمتهما:

1 - أحمد بن محمد السياري:
قال النجاشي قدس سره: أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، بصري، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد عليه السلام، ويعرف بالسياري، ضعيف الحديث، فاسد المذهب، ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيدالله، مجفو الرواية، كثير المراسيل، له كتب وقع إلينا منها: كتاب ثواب القران، كتاب الطب، كتاب القراءات، كتاب النوادر، كتاب الغارات، أخبرنا الحسين بن عبيدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى وأخبرنا أبو عبد الله القزويني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه قال: حدثنا السياري، إلا ما كان من غلو وتخليط.
رجال النجاشي ص 80

2 - علي بن أحمد الكوفي:
قال النجاشي: علي بن أحمد أبو القاسم الكوفي، رجل من أهل الكوفة كان يقول: إنه من آل أبي طالب، و غلا في آخر أمره، وفسد مذهبه، وصنف كتبا كثيرة، أكثرها على الفساد، كتاب الأنبياء، كتاب الاوصياء، كتاب البدع المحدثة، كتاب التبديل والتحريف، كتاب تحقيق اللسان في وجوه البيان... الخ
رجال النجاشي ص 265

وقال السيد الخوئي قدس سره: وضعفه محمد بن الحسن بن الوليد، وتبعه على ذلك أبو جعفر بن بابويه [الصدوق] وأبو العباس ابن نوح، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى، وقال الشيخ في الاستبصار: الجزء 1 ، باب المتصيد يجب عليه التمام أم التقصير، الحديث 846: "وقال أبو جعفر ابن بابويه - رحمه الله - في فهرسته، حين ذكر كتاب النوادر: أستثني منه ما رواه السياري، وقال: لا أعمل به ولا أفتي به لضعفه"، وحكي تضعيفه عن أبي جعفر ابن بابويه، أيضا في الفهرست، في ترجمة: محمد بن أحمد بن يحيى.
معجم رجال الحديث ج 3 ص 72

قاسم