شُبهة في حديث ضرب الله مثلاً ما بعوضة فما فوقها

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ابي القاسم محمد ،
وعلى آله الطيبين الطاهرين ،.
واللعنة الابدية السرمدية الخالدة على اعدائهم من الاولين والآخرين ،.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


<< شُبهة في حديث " ضرب الله مثلاً ما بعوضة فما فوقها ..." >>.


قال الناصب مُحتجاً:
إنّكم تدعون العصمة في الامام علي ، ثم تصفونه بصفات قبيحة كما في في تفسير قول الله تعالى : ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ) ، قال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ، قال : إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ! فالبعوضة أمير المؤمنين ، و ما فوقها : رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!!.




والجواب عن هذه الشبهة في وجوه :

الوجه الاول: ضعف اسنادها .
الوجه الثاني: معرفة معناها.






** الوجه الاول: ضعف اسنادها

سند الحديث كما في تفسير القمي كالآتي : " علي بن ابراهيم عن ابيه عن النضر بن سويد عن القاسم (القسم) بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن الصادق صلوات ربي وسلامه عليه قال ....".


وسأكتفي بنقل فتوى لسماحة المرجع آية الله الشيخ النجفي دام ظله ،، وهي جواب على سؤالنا ،.


السؤال :1_ هل يوجد انقطاع بين الشيخ الجليل ابراهيم بن هاشم رضي الله عنه ، وبين النضر بن سويد رضي الله عنه ،؟ وما الدليل .؟

الجواب:1_ بسمه تعالى لم يثبت اتحاد الطبقة بين الرجلين وهي شرط في ثبوت رواية أحدهما عن الاخر والله العالم .


gnat1.jpg



** الوجه الثاني: معرفة معناها.

وللعلامة الشيخ الفاضل المنار حفظه الله جلا وعلا، كلام واضح حول الرواية ومعناها ، يفهمه كل عاقل ، ولذلك سأنقله اقتباساً من مشاركة له في احد المواضيع http://www.hajr-network.net/hajrvb/s...59&postcount=5


قال الشيخ الجليل المنار حفظه الله ردا على احد النواصب :

((......فيجب أن نشير إلى خيانتك في عدم التمييز بين منهج التفسير ومنهج التأويل ، وبين منهج التفسير وبين منهج التطبيق، وهذه خيانة عظيمة للحقيقة وللعلم ، والفرق واضح بين التفسير الذي هو بيان الدلالة المطابقية والإلتزامية وبين التطبيق الذي هو تطبيق العام على الخاص أو تطبيق المفهوم على المصداق وبين التأويل وهو بيان المجاز والعلاقة القريبة والبعيدة بحسب المنظور .
وكل ما أوردته على انه تفسير ما هو إلا تأويل ومجاز واضح في ألفاظ مجازية منصوص على مجازيتها عند كل المفسرين . أو أنه تطبيق ...... فالدابة ما تدب على الأرض من إنسان وحيوان وجماد وكل ما يقال فيها فهو تطبيق ، والبعوضة مجاز في الصغر والاستصغار، والإنسان مفهوم عام وكذلك الثلة ، و أما الساعة والبحر فهي مجاز، فهذا كل ما في القضية ، وفي التطبيق والمجاز لا مجال للاستنكار واللمز، حيث يبدو أنك لا تؤمن بأن علي بن أبي طالب هو أمير المؤمنين ويعسوب الدين بدليل طريقتك في التحدث الساخر ولا نقول إلا حسبك رسول الله ص وأخيه ونفسه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسترى موقفهم معك يوم لا ينفع مال ولا بنون وموعدك هناك. )).


وقال أيّده الله في معرض رده على شبهة حديث الدابة : ((...أليس في اللغة الدابة هي كل ما يمشي ويتحرك وهي تشمل الإنسان والحيوان والجماد إذا دب ؟!
فلماذا تريد أن تستخدم التخصيص العرفي الذي تحور مع الزمن نتيجة تطور الدلالة وتحديد استعمال الشعوب للفظة معينة فقد استخدمت الدابة في العصور المتأخرة بمعنى الحيوان بل أخذت تطلق على البغل والحمار وهو من باب تضييق المصداق نتيجة الاستخدام فهل تريد أن نحكم على النصوص الشرعية أو حتى الأدبية القديمة بتخصيصنا وتضييقنا لاستخدام اللفظة المعينة ، إذن نفقد إسلامنا لأن الكثير من الألفاظ نحت مناحي بعيدة عن المقاصد الأساسية ، وهكذا جئتم بهذه المغالطات ، فالمصحف الذي هو بمعنى الكتاب قديماً والذي تخصص في العصور الحديثة بالقرآن تريدون تطبيق الدلالة الحديثة على روايات مصحف فاطمة المنصوص على كونه كتاب فقه على اعتبار أنه قرآن مع النص على انه ليس فيه حرف من القران . بينما تتغاضون عن مصحف ابن مسعود ومصحف عائشة ومصحف حفصة وغيرها من المصاحف المنصوص على كونها قرآن !!! فهل هناك سوء في المعايير كهذا السوء حيث المحاولة بمعايرة اللفظ بدلالة منتقاة قد تكون متطورة لا علاقة لها بالاستخدام وقت الصدور؟!
وهذا منتهى الخيانة العلمية ..
فإنك أخذت البعوضة باستخدامها في علم الحشرات وليس بالاستخدام الأدبي المجازي بمعنى الضعف . والإنسان = لا إنسان لأن تطبيقه على الإنسان عندك مستنكر !
والدابة بمعنى حيوانات النقل كما تطورت دلالتها الاستخدامية !
والساعة بمعنى الساعة الفلكية الجغرافية لا بمعنى الرتبة والحصة وغيرها من المعاني المجازية !
والبحر عندك لا يحتمل المجاز بمعنى السعة والكبر والرحمة وتطبيقاتها ، والثلة عندك لا تعني القلة ولا يمكن تطبيقها على القلة من المؤمنين لأن اللغة عندك ليست بلغة والألفاظ خاضعة لسوطك تكون كما تشاء أنت ولا علاقة لها بلغة العرب ومفاهيم الإنسانية ، وهنا ابتليت الأمة الإسلامية الآن بمشكلة تشكيل الألفاظ وتشويش المعاني ... فالطاعة عبادة والتوسل عبادة والعبادة شرك وتعظيم وتعزير الرسول عبادة وشرك والتثليث من « الذات والهيئة والصفات » توحيد مطلق والتوحيد هو نفي السببية الطبيعية وإلا فإنه شرك والتعبير عن العواطف خيانة للفقه بل للعقيدة وكره ميتنا واجب ويجب أن يكون جل اهتمامنا في العراك مع من يزور قبر عزيزه ، وهكذا يتحول الشهيد الذي هو حي بنص القرآن إلى اقل من مستوى العصا وينفى أن يكون نبينا شهيدا مع أن الله وصفه بالشهادة في حال حياته ص ، "وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" وهل الشهيد إلا الشاهد بالصدق المقبول على عصره من ظلم وعدوان وكفر وشرك ، فالرسول الآن بموجب هذه المعايير الجديدة التي يتحفنا بها سعد الحمد و أمثاله يكون لا قيمة له لأنه غير حي والقيمة للإنسان الحي فقط كما هي نظرية سارتر الوجودية تماما. ))


وقال الشيخ الفاضل المنار أطال الله بعمره : ((3- البعوضة : ضربها الله مثلا للشيء الضعيف والصغير والاستصغار وهي من المجاز الذي يحتمل المعاني والتطبيقات. ولا يدري سعد الحمد بذلك ... ولكنه يعرف كم استُضعف علي وأهل بيته؟؟

مختار الصحاح لأبي بكر الرازي في: باب الفاء ( ص 488 )- ( ص 517 ). (فوق) ف و ق: فَوْق ضد تحت وقوله تعالى {بعوضة فما فوقها} قال أبو عبيدة فما دونها كما تقول إذا قيل لك فلان صغير هو فوق ذلك أي أصغر من ذلك وقال الفراء فما فوقها أي أعظم منها يعني الذباب والعنكبوت ..

الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي : المجلد الخامس. 18 - سورة الكهف مكية وآياتها عشر ومائة. التفسير. الآية 103 – 108 (وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة". وقال: "اقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} ".

وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب ، فلا يزن عند الله تبارك تعالى جناح بعوضة ، اقرؤوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} ".

الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي في: الجزء 6 من الطبعة. سورة الأنعام. الآية: 32 {وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}. (وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها). وروى الترمذي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلملو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء). وقال الشاعر:
تسمع من الأيام إن كنت حازما ..... فإنك منها بين ناه وآمر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ..... فما فات من شيء فليس بضائر
ولن تعدل الدنيا جناح بعوضة ..... ولا وزن زف من جناح لطائر
فما رضي الدنيا ثوابا لمؤمن ..... ولا رضي الدنيا جزاء لكافر
وقال ابن عباس: هذه حياة الكافر لأنه يزجيها في غرور وباطل، فأما حياة المؤمن فتنطوي على أعمال صالحة، فلا تكون لهوا ولعبا.

فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للإمام ابن حجر العسقلاني : المجلد الثالث عشر. كِتَاب التَّوْحِيدِ. باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(واستدل بقوله تعالى (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) وبحديث أبي هريرة وهو في الصحيح في الكافر: لا يزن عند الله جناح بعوضة، وتعقب أنه مجاز عن حقارة)
( فالتعبير بالبعوضة وجناحها هنا هو مجاز من الصغر والحقارة يا سعد الحمد)

فقه اللغة، للثعالبي : القسم الثاني: سر العربية في مجاري كلام العرب وسننها، والاستشهاد بالقرآن على أكثرها. 57- فصل في المجاز. (قال الجاحظ: في قوله تعالى: "إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعوضَةً فما فوقَها" يريد فما دونها، وهو كقول القائل: فلان أسفل الناس، فتقول: وفوق ذلك، تضع قولك (فوق) مكان قولهم: هو شرٌ من ذلك. وقال الفَرَّاء: فما فوقها في الصِّغَر، والله أعلم.).

مختصر تفسير ابن كثير. اختصار الصابوني : المجلد الأول. 2 - سورة البقرة. الآية:26(قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن اللّه قال: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}، قال قتادة: {أما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم} أي يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه من عند الله. وقال أبو العالية: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم} يعني هذا المثل،)



وفي الآية ما يشير إلى الفجرة الذين يعادون النبي ص وعليا من بعده وقتلوا ذريته أقرأ:
(نسأل الأخ سعد الحميد: على من خرج الخوارج الحرورية رجاءً؟؟)
الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي : المجلد الأول. (لم يرد البعوضة إنما أراد المثل. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: {البعوضة} أضعف ما خلق الله. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس لا تغتروا بالله، فإن الله لو كان مغفلا شيئا لأغفل البعوضة، والذرة، والخردلة".
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله {يضل به كثيرا} يعني المنافقين {ويهدي به كثيرا} يعني المؤمنين {وما يضل به إلا الفاسقين} قال: هم المنافقون. وفي قوله {الذين ينقضون عهد الله} فأقروا به، ثم كفروا فنقضوه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وما يضل به إلا الفاسقين} يقول: يعرفه الكافرون فيكفرون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {وما يضل به إلا الفاسقين} يقول: فسقوا فأضلهم الله بفسقهم.
وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص قال: الحرورية هم {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} قال: إياكم ونقض هذا الميثاق. وكان يسميهم الفاسقين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} قال: إياكم ونقض هذا الميثاق، فإن الله قد كره نقضه، وأوعد فيه، وقدم فيه في آي من القرآن تقدمة، ونصيحة، وموعظة، وحجة. ما نعلم الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض هذا الميثاق. فمن أعطى عهد الله وميثاقه من ثمرة قلبه فليوف به.
وأخرج أحمد والبزار وابن حبان والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ألا لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". وأخرج الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت وأبي أمامة. مثله. وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر. مثله.
وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حسن العهد من الإيمان".
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} قال: الرحم والقرابة
(فيا سعد الحمد منْ نقض العهد ونكث البيعة وفسق وظلم؟؟؟؟ هل تعرف أم تريد أن نحدد ومن جيبك؟؟)) انتهى.


وسعد الحمد هو الناصب الذي طرح الاشكال ،.



والحمدُ لله رب العالمين،.

جابر المحمدي المهاجر،