انظروا : كيف يردون الاحاديث الصحيحة فقط لانها في فضل الإمام علي عليه السلام

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 563 في ترجمة عبد الرزاق بن همام:

وذكره أبو أحمد بن عدي (أي ذكر عبد الرزاق بن همام) في " كامله " ، فقال :
نسبوه إلى التشيع ، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها ، فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الاحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم ، مما لم أذكره ، وأما الصدق ، فإني أرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير ، وقد سمعت ابن حماد ، سمعت أبا صالح الصراري ... فذكر حكايته ، وقول يحيى : لو ارتد ما تركنا حديثه .
وقد أورد أبو القاسم بن عساكر ترجمة عبد الرزاق في سبع عشرة ورقة .

وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة أحمد بن الازهر في مناقب الامام علي ، فإنه شبه موضوع ، وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : نظر رسول الله صلى لله عليه وسلم إلى علي ، فقال :
"أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، فالويل لمن أبغضك بعدي" .

قال الحاكم : حدث به أبو الأزهر ببغداد في حياة يحيى بن معين ، فأنكره من أنكره ، حتى تبين للجماعة أن أبا الازهر برئ الساحة منه ، فإنه صادق .
وحدثناه أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر ، حدثنا أبو الأزهر ، فذكره ، وحدثني عبدالله بن سعد ، حدثنا محمد بن حمدون ، حدثنا محمد بن علي النجار ، فذكره .
وسمعت أبا علي الحافظ ، سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول : لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل ، أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث ، إذ قال : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟
فقام أبو الأزهر ، فقال : هوذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين .
وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته ، وقال : الذنب لغيرك فيه .

وسمعت أبا أحمد الحافظ ، سمعت أبا حامد بن الشرقي ، وسئل عن حديث أبي الازهر ، عن عبد الرزاق ، في فضل علي ، فقال : هذا باطل ، والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر مهيبا ، لا يقدر أحد على مراجعته ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر .
قلت : هذه حكاية منقطعة ، وما كان معمر شيخا مغفلا يروج هذا عليه ، كان حافظا بصيرا بحديث الزهري .

انتهى .

----------------------------------

فهنا يجب علبنا أن نقف وقفة تأمل ، فلماذا أنكر يحيى بن معين هذا الحديث ، بالرغم من ان رواته كلهم ائمة ثقات ، وحفاظ أثبات ؟؟؟
فهل القضية قضية دين ، أم قضية هوى ؟؟؟

إن كانت قضية دين فيجب قبول ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله ، وثبت لنا ذلك بالاسانيد الصحيحة ، قال الله سبحانه وتعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا * فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)

وإن كانت قضية هوى ، فنحن نستعيذ بالله من ذلك:
(أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)
(ُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ)

فالانصاف ان يحيى بن معين قد أخطأ عندما رد الحديث الشريف "وان كان قد تراجع واعتذر كما سيأتي ، لكنه على كل حال تسرع في الحكم على الحديث بانه مكذوب" وكذلك ابن عدي عندما اعتبر هذا الحديث وامثاله "مناكير" ، وايضا الذهبي الذي قال: وافظع حديث له ... فانه شبه موضوع ...

والسبب في ذلك ان رواة هذا الحديث كلهم حفاظ ثقات ، فلو رددنا حديثا مروي بسند بهذه القوة ، فلست أدري كيف سنقبل الاحاديث التي دون ذلك ، فلن نثق بعد ذلك إلا بأحاديث معدودة ومحدودة جدا جدا ، واليكم ترجمة رجال السند ، وهم ستة:
1 - ابن عباس .
2 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .
3 – الزهري .
4 – معمر .
5 - عبد الرزاق .
6 - أحمد بن الازهر .

فلنقرأ تراجمهم:

1 - ابن عباس (صحابي) :
قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 40
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضى الله عنهما .
الامام البحر عالم العصر أبو العباس الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وابو الخلفاء مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعبد الله ثلاث عشرة سنة وقد دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل .
خالد الحذاء قال [ عن ] عكرمة عن ابن عباس قال : مسح النبي صلى الله عليه وآله رأسي ودعا لى بالحكمة .
أبو عاصم انا شبيب بن بشر انا عكرمة عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المخرج ثم خرج فإذا تور مغطى فقال : من صنع هذا ؟ قال : عبد الله فقلت : انا فقال اللهم علمه تأويل القرآن .
الاعمش عن ابي الضحى عن مسروق قال ابن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو ادرك اسناننا ما [ عاشره ] منا احد .
الاعمش عن ابي وائل استعمل على ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لا سلموا ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها .
المدائني عن نعيم بن حفص قال أبو بكر : قدم ابن عباس علينا البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وبيانا وجمالا وكمالا ....
توفى ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين فصلى عليه محمد ابن الحنفية وقال : اليوم مات رباني هذه الامة رضى الله عنه .

2 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة :
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 78
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .
الفقيه العلم أبو عبد الله الهذلي المدني الضرير احد الفقهاء السبعة اخذ عن عائشة وابي هريرة وابن عباس وابي سعيد الخدري وعدة ، وعنه عراك بن مالك رفيقه والزهري وصالح بن كيسان وابو الزناد .
وكان مع امامته في الفقه والحديث شاعرا محسنا وهو مؤدب عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه .
قال الزهري كان عبيد الله من بحور العلم .
وقال محمد بن الضحاك الحزامي قال مالك كان ابن شهاب يأتي عبيد الله ابن عبد الله وكان من العلماء فكان يحدثه ويستقى هو له الماء من البئر ، وكان عبيد الله يطول الصلاة ولا يعجل عنها لاحد ، فبلغني ان على ابن الحسين جاءه وهو يصلي فجلس ينتظره وطول عليه فعوتب في ذلك وقيل يأتيك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فتحبسه هذا الحبس ؟ فقال : اللهم غفرا ، لا بد لمن طلب هذا الشأن ان يعنى .
مات عبيد الله سنة ثمان وتسعين غلى الصحيح رحمه الله تعالى .

3 – الزهري :
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 108
الزهري ، اعلم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم ابن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري المدني الامام ولد سنة خمسين ، وحدث عن ابن عمر وسهل بن سعد وانس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد ابن المسيب وابي امامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين ، وعنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب ابن ابي حمزة والاوزاعي والليث ومالك وابن ابي ذئب وعمرو بن الحارث وابراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وامم سواهم ......
وروى أبو صالح عن الليث قال ما رأيت عالما قط اجمع من الزهري ، يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن الا هذا ، وان حدث عن العرب والانساب قلت لا يحسن الا هذا ، وان حدث عن القرآن والسنة فكذلك .
روى اسحاق المسيبي عن نافع انه عرض القرآن على الزهري .
قال الليث قال الزهري ما صبر احد على العلم صبري ، ولا نشره احد نشرى .
قال عمر بن عبد العزيز لم يبق احد اعلم بسنة ماضية من الزهري .
وروى الليث عنه قال ما استودعت قلبي علما فنسيته .
قال مالك : بقى ابن شهاب وما له في الدنيا نظير .
وقال ايوب السختياني ما رأيت اعلم منه .
وقال عمرو بن دينار ما رأيت الدينار والدرهم عند احد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر .
قال الليث كان من اسخى الناس ....
ومن حفظ الزهري انه حفظ القرآن في ثمانين ليلة ....
عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري قال جالست اربعة من قريش بحورا ، سعيدا وعروة وعبيد الله وابا سلمة بن عبد الرحمن .
قال ابن المديني دار علم الثقات على الزهري وعمرو بن دينار بالحجاز ، وقتادة ويحيى بن ابي كثير بالبصرة ، وابي اسحاق والاعمش بالكوفة يعنى ان غالب الاحاديث الصحاح لا تخرج عن هؤلاء الستة .
مناقب الزهري واخباره تحتمل اربعين ورقة وقد طول ذلك الحافظ ابن عساكر ، وقد وقع لى من عواليه نحو سبعين حديثا توفى في رمضان سنة اربع وعشرين ومائة .

4 – معمر :
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 190
معمر بن راشد الامام الحجة أبو عروة الازدي مولاهم البصري .
احد الاعلام وعالم اليمن .
حدث عن الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ويحيى بن ابي كثير ومحمد بن زياد الجمحي وطبقتهم .
حدث عنه السفيانان وابن المبارك وغندر وابن علية ويزيد بن زريع وعبد الاعلى بن عبد الاعلى وهشام بن يوسف وعبد الرزاق وخلق وقد حدث عنه من شيوخه ايوب وابو اسحاق .
قال احمد : ليس تضم معمرا إلى احد الا وجدته فوقه .
وقال يحيى بن معين هو من اثبت الناس في الزهري .
وقال عبد الرزاق كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث .
وقال عبد الوحد بن زياد قلت لمعمر كيف سمعت من ابن شهاب ؟
قال : كنت مملوكا لقوم من طاحية فبعثوني ببز ابيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا والناس يعرضون عليه العلم فعرضت معهم .
وقال عبد الرزاق : بعث معن بن زائدة إلى معمر بذهب فرده وكتم ذلك .
قال ابراهيم بن خالد وجماعة مات معمر سنة ثلاث وخمسين ومائة ، زاد ابراهيم في رمضان وصليت عليه .
وقال احمد ويحيى : مات سنة اربع والاول الا صح ولم يبلغ ستين ، سنة وكان اول من صنف باليمن رحمه الله تعالى .

5 - عبد الرزاق :
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 563
عبد الرزاق بن همام ابن نافع ، الحافظ الكبير ، عالم اليمن ، أبو بكر الحميري ، مولاهم الصنعاني الثقة الشيعي .
ارتحل إلى الحجاز ، والشام ، والعراق ، وسافر في تجارة .
حدث عن : هشام بن حسان ، وعبيد الله بن عمر ، وأخيه عبد الله ، وابن جريج ، ومعمر ، فأكثر عنه ، وحجاج بن أرطاة ...... وخلق سواهم .
حدث عنه : شيخه سفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان ، وأبو أسامة ، وطائفة من أقرانه ، وأحمد بن حنبل .... وأحمد بن الازهر ....
قال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنه ولد سنة ست وعشرين ومئة ....
وقال حنبل : سمعت أبا عبدالله يقول : إذا اختلف أصحاب معمر ، فالحديث لعبد الرزاق .
قال علي بن المديني : قال لي هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا .
قلت : هكذا كان النظراء يعترفون لاقرانهم بالحفظ .
وقال يحيى بن معين : ما كان أعلم عبد الرزاق بمعمر ، وأحفظه عنه ، وكان هشام بن يوسف فصيحا ، يبتدع الخطبة على المنبر .
قال عثمان بن سعيد : قلت لابن معين : فعبد الرزاق في سفيان ؟ قال : مثلهم ، يعني : قبيصة ، والفريابي ، وعبيد الله ، وابن يمان .
قال أحمد العجلي : عبد الرزاق ثقة ، كان يتشيع .
عباس : حدثنا يحيى ، قال بشر بن السري ، قال عبد الرزاق ، ابن أبي العقب ، وأبو الميمون ، حدثنا أبو زرعة ، حدثني محمود ابن سميع ، سمع أحمد بن صالح يقول :
قلت لاحمد بن حنبل : رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟
قال : لا .
قال كاتبه : ما أدري ما عنى أحمد بحسن حديثه ، هل هو جودة الاسناد ، أو المتن ، أو غير ذلك ؟ .
وقال في ميزان الاعتدال ج 2 ص 612
وقال أبو صالح ، محمد بن إسماعيل الضرارى : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أحمد ، وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو كرهوه ، فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة ، فلقيت بها يحيى ، فسألته ، فقال : يا أبا صالح ، لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه .

6 - أحمد بن الازهر :
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 2 ص 545
أحمد بن الازهر بن منيع بن سليط الحافظ الثقة الرحال الجوال أبو الازهر العبدى النيسابوري ، حج ورأى سفيان ولم يمكنه ان يسمع منه .
وسمع ابن نمير ويعلى ومحمدا ابني عبيد ، واسباط بن محمد وعبد الرزاق وابا ضمرة الليثى ووهب بن جرير وطبقتهم .
وعنه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابو حامد ابن الشرقي ومحمد بن الحسين القطان وعدة . حدث عنه من رفقائه محمد ابن رافع والذهلى ، وكان يقول كتب عنى يحيى بن يحيى التميمي ، وكان أبو الازهر من علماء المحدثين .
قال أبو حاتم : صدوق .
وقال النسائي والدار قطني : لا بأس به .
قال ابن الشرقي قيل لى : لم لا ترحل إلى العراق ؟
قلت : ما أصنع بها وعندنا من بنادرة الحديث الذهلى وابو الازهر واحمد بن يوسف .
وقيل ان ابا الازهر لما انكر عليه ابن معين حديثه عن عبد الرزاق في الفضائل قال : حلفت الا احدث به حتى اتصدق بدرهم .
توفى في سنة ثلاث وستين ومائتين رحمة الله عليه .

----------------------------------

وبعد ، فهذه هي ترجمة رواة الحديث ، وكلهم ثقات ولله الحمد ، فلماذا هذا الانكار ؟؟؟
أبغضا لأمير المؤمنين عليه السلام ؟؟؟

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)

بقي شيء واحد لا بد من ذكره ، وهو أن الحاكم النيسابوري روى هذا الحديث في المستدرك ثم ذكر حكاية تنص على ان يحيى بن معين قد تراجع عن قوله واعتذر لأبي الأزهر ، ولست أدري لماذا أغفلها الذهبي ، ولم يذكرها ؟؟؟
واليكم كلام الحاكم النيسابوري كما في المستدرك ج 3 ص 127 :
( حدثنا ) أبو الفضل محمد بن ابراهيم المزكى ثنا احمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني
( وحدثني ) أبو الحسن احمد بن الخضر الشافعي ثنا ابراهيم بن ابي طالب ومحمد بن اسحاق
( وحدثنا ) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن امية القرشى بالساقة ثنا أحمد بن يحيى بن اسحاق الحلواني
( قالوا ) ثنا أبو الازهر وقد حدثناه أبو على المزكى عن ابى الازهر قال ثنا عبد الرزاق انبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:
"نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال يا علي انت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوى وعدوى عدو الله والويل لمن ابغضك بعدى" .

ثم قال الحاكم:
صحيح على شرط الشيخين ، وابو الازهر باجماعهم ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على اصلهم صحيح .
سمعت ابا عبد الله القرشى يقول سمعت احمد بن يحيى الحلواني يقول لما ورد أبو الازهر من صنعاء وذاكر اهل بغداد بهذا الحديث انكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه قال في آخر المجلس اين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الازهر فقال هوذا أنا ، فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وادناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا ابا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته قال لي قد وجب علي حقك فانا احدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفطا ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه .
انتهى



قال ابن الصلاح في مقدمته:
السابعة: وإذا انتهى الأمر في معرفة الصحيح إلى ما خرجه الأئمة في تصانيفهم الكافلة ببيان ذلك - كما سبق ذكره - فالحاجة ماسة إلى التنبيه على أقسامه باعتبار ذلك.
فأولهما: صحيح أخرجه البخاري ومسلم جميعاً.
الثاني: صحيح انفرد به البخاري، أي عن مسلم.
الثالث: صحيح انفرد به مسلم، أي عن البخاري.
الرابع: صحيح على شرطهما، لم يخرجاه.
الخامس: صحيح على شرط البخاري، لم يخرجه.
السادس: صحيح على شرط مسلم، لم يخرجه.
السابع: صحيح عند غيرهما، وليس على شرط واحد منهما.
هذه أمهات أقسامه، وأعلاها الأول، وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيراً: صحيح متفق عليه. يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم، لا اتفاق الأمة عليه. لكن اتفاق الأئمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول.
وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به. خلافاً لقول من نفى ذلك، محتجاً بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن، وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن، والظن قد يخطئ.

انتهى المقصود من كلام ابن الصلاح

قلت وسند الرواية الشريفة التي هي محل البحث هي من القسم الرابع مما ذكره ابن الصلاح، واليكم التفصيل:

1 - قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم.
انتهى

2 - قال مسلم في صحيحه: وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا) عبدالرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده). فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع. وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت. فاختصموا. فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوموا).
قال عبيدالله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.
انتهى

وسند رواية الحاكم مطابق لسند هاتين الروايتين، وهو كما يلي:
أبو الأزهر قال: ثنا عبد الرزاق، انبأ معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي.
انتهى

إذا فقد صدق الحاكم عندما قال ان الحديث صحيح على شرط الشيخين، والحمد لله
wink.gif