فهم علماء السلف لحديث النبي ...فيما تركه من الخلف - حديث الثقلين

المنهجي

New Member
18 أبريل 2010
14
0
0
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين , الحمد الله الذي شرع دينا فأكمله وأنزل نعمةً فأتمها ورضي لنا الإسلام دينا ...وبعد





إن الله تعالى عندما أنزل هذا الدين على النبي صلى الله عليه وآله أنزله ليجمع شتات الناس ويلم شملهم تحت ظل كلمة التوحيد , فالقرآن الكريم نبذ الفرقة في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) , فلهذا لم يترك الأمة دون أن يبين لها كيف يعرفون الحق من الباطل والسوي من السقيم فقال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) فلا يصح أن نقول أن لكل شخص طريقته للتشريع وطريقته في استنباط الأحكام , فلم ينزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات عبثا ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح (......فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وان كل بدعة ضلالة) رواه أحمد في مسنده وغيره .



لم يقله عبثا فأول الأمر كان في سقيفة بني ساعدة حينما كان الكل يحاول أن يجد الطريقة الأنسب لتنصيب الخليفة القادم , إلى أن وصلنا إلى فرق متناحرة يضرب بعضها رقاب بعض .



أنا لا أشك أن أي أخ سني يقرأ هذا الحديث سينهيه بالترضي على أبي بكر وعمر وعثمان والإمام علي سلام الله عليه , باعتبارهم أنهم الخلفاء الراشدين الذين يعنيهم الحديث ولو سألته كيف عرفت أن هؤلاء هم من أرادهم الحديث ؟ أنا واثق أنه من حيث يعلم أو لا يعلم لا يملك دليل شرعي واحد أن الخلفاء الراشدين انحصروا في هؤلاء الأربعة , بل الواقع يقول أن سنن هؤلاء اختلفت فيما بينهم ووصل الأمر أحيانا إلى تكذيب بعضهم بعضا وتخوين بعضهم بعضا , فلا يمكننا أن نعض على سننهم جميعا بالنواجذ لأن الحق واحد ولا تعدد له



أليس من حقنا أن نسأل عن هؤلاء الخلفاء الراشدين المهديين المسددين من الله فسنتهم لا تخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله؟



هل من المعقول أن يقول النبي صلى الله عليه وآله تمسكوا بمجاهيل ؟ أليس في قولنا هذا استخفاف بالنبي صلى الله عليه وآله ؟؟؟



ولا نريد الإطالة في موضوع الخلفاء الراشدين وحقيقتهم فلهم بحث آخر إن تطلب الأمر



ولكن من أراد الإنصاف والحق فالنبي صلى الله عليه وآله قد بينهم بكل وضوح و بأدلة كثيرة , ونريد أن نتمعن في هذا الحديث الشريف



وهو حديث الثقلين





حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض

تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح دون قوله " وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "



وقال الأرنؤوط (تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح بشواهده دون قوله " وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي)





بل لم ينفرد به العوفي فرواه الطبراني بسند صحيح (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ .)



وأكتفي بهذين المصدرين فمن أراد أن يستزيد في بحث سند هذا الحديث من حيث الصحة والمتن



أكفيه الرجوع لهذا الموضوع :



http://hajr.no-ip.info/~hajr/hajrvb/...hp?t=402911578





فبعدما كثر الهرج والمرج في تأويله ولي عنقه والتملص من معانيه والهروب من متنه , أحببت في هذا البحث أن أنقل أقوال علماء السلف وأعلامهم .



نأخذ أولا الموضوع بنظرة لغوية



أما علماء اللغة فننقل منهم :



1/ ابن المنظور في لسان العرب ج 4 - ص 538



(وعترة الرجل : أقرباؤه من ولد وغيره ، وقيل : هم قومه دنيا ، وقيل : هم رهطه وعشيرته الأدنون من مضى منهم ومن غبر ، ومنه قول أبي بكر ، رضي الله عنه : نحن عترة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، التي خرج منها وبيضته التي تفقأت عنه ، وإنما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحى عن قطبها ، قال ابن الأثير : لأنهم من قريش ، والعامة تظن أنها ولد الرجل خاصة وأن عترة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ولد فاطمة ، رضي الله عنها ، هذا قول ابن سيده ، وقال الأزهري ، رحمه الله ، وفي حديث زيد بن ثابت قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إني تارك فيكم الثقلين خلفي : كتاب الله وعترتي فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وقال : قال محمد بن إسحق وهذا حديث صحيح ورفعه نحوه زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري ، وفي بعضها : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فجعل العترة أهل البيت . وقال أبو عبيد وغيره : عترة الرجل وأسرته وفصيلته رهطه الأدنون . ابن الأثير : عترة الرجل أخص أقاربه . وقال ابن الأعرابي : العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه ، قال : فعترة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وولد فاطمة البتول ، عليها السلام . وروي عن أبي سعيد قال : العترة ساق الشجرة ، قال : وعترة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عبد المطلب ولده ، وقيل : عترته أهل بيته الأقربون وهم أولاده وعلي وأولاده ، وقيل : عترته الأقربون والأبعدون منهم ، وقيل : عترة الرجل أقرباؤه من ولد عمه دنيا ، ومنه حديث أبي بكر ، رضي الله عنه ، قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، حين شاور أصحابه في أسارى بدر : عترتك وقومك ، أراد بعترته العباس ومن كان فيهم من بني هاشم ، وبقومه قريشا . والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته ، وهم الذين حرمت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة ، وهم ذوو القربى الذين لهم خمس الخمس المذكور في سورة الأنفال .)





صحيح أن الأقوال قد تعددت وأصوبها من وجهة نظري أن عترة النبي صلى الله عليه وآله هم



أخص أقرباءه لأنه وصى في الحديث بالتمسك بالعترة فليس من المعقول



أن يكون كل من كان على صلة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان داخلا في لفظ العترة ووجب التمسك به





وقال في موضع آخر



ج 11 - ص 88

إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فجعلها كتاب الله عز وجل وعترته ، وقد تقدم ذكر العترة . وقال ثعلب : سميا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل ، قال : وأصل الثقل أن العرب تقول لكل شئ نفيس خطير مصون ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما ، وأصله في بيض النعام المصون ، وقال ثعلبة بن صعير المازني يذكر الظليم



2/ قال الفيروز آبادي في قاموسه المحيط ج 3 - ص 342



ثقال وثقل ، بالضم . والثقل ، محركة متاع المسافر وحشمه ، وكل شئ نفيس مصون ، ومنه الحديث " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي "





أما من أعلام السلف



1/ قال المناوي في كتابه فيض القدير ج 3 - ص 19 - 20





(2631 ( إني تارك فيكم ) بعد وفاتي ( خليفتين ) زاد في رواية أحدهما أكبر من الآخر وفي رواية بدل خليفتين ثقلين سماهما به لعظم شأنهما ( كتاب الله ) القرآن ( حبل ) أي هو حبل ( ممدود ما بين السماء والأرض ) قيل أراد به عهده وقيل السبب الموصل إلى رضاه ( وعترتي ) بمثناة فوقية ( أهل بيتي ) تفصيل بعد إجمال بدلا أو بيانا وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ‹ صفحة 20 › وقيل من حرمت عليه الزكاة ورجحه القرطبي يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم فلم تضلوا قال القرطبي : وهذا لوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبأنهم جزء منه فإنهم أصوله التي نشأ عنها وفروعه التي نشأوا عنه كما قال : " فاطمة بضعة مني " ومع ذلك فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة والعقوق فسفكوا من أهل البيت دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا سبهم ولعنهم فخالفوا المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصيته وقابلوه بنقيض مقصوده وأمنيته فوا خجلهم إذا وقفوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه ( وإنهما ) أي والحال أنهما وفي رواية أن اللطيف أخبرني أنهما ( لن يفترقا ) أي الكتاب والعترة أي يستمرا متلازمين ( حتى يردا على الحوض ) أي الكوثر يوم القيامة زاد في رواية كهاتين وأشار بأصبعيه وفي هذا مع قوله أولا إني تارك فيكم تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما وإيثار حقهما على أنفسهما واستمساك بهما في الدين أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية والأسرار والحكم الشرعية وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارته قال الحكيم : والمراد بعترته هنا العلماء العاملون إذ هم الذين لا يفارقون القرآن أما نحو جاهل وعالم مخلط فأجنبي من هذا المقام وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل فإذا كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا اتباعه كائنا ما كان ولا يعارض حثه هنا على اتباع عترته حثه في خبر على اتباع قريش لأن الحكم على فرد من أفراد العام بحكم العام لا يوجب قصر العام على ذلك الفرد على الأصح بل فائدته مزيد الاهتمام بشأن ذلك الفرد والتنويه برفعة قدره ( تنبيه ) قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض .) انتهى



حتى المناوي في هذا النص رجح أن معنى العترة هم أصحاب الكساء لأنهم كما أسلفنا أخص الأقارب , ولا معنى في القول أن كل من حرمت عليه الصدقة كان داخلا ضمن العترة الواجب تمسكها



فواضح أن تحريم الصدقة أمرا عائد للنسب ووجوب التمسك بالأحكام والأحاديث أمر عائد للعلم والمكانة بل والعصمة









2/ وقال الآلوسي في تفسيره ج 27 - ص 112 لقول الله تبارك وتعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ)


( أيه الثقلان ) * هما الإنس والجن من ثقل الدابة وهو ما يحمل عليها جعلت الأرض كالحمولة والإنس والجن ثقلاها ، وما سواهما على هذا كالعلاوة ، وقال غير واحد : سميا بذلك لثقلهما على الأرض ، أو لرزانة رأيهما وقدرهما وعظم شأنهما . ويقال لكل عظيم القدر مما يتنافس فيه : ثقل ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " وقيل : سميا بذلك لأنهما مثقلان بالتكليف ، وعن الحسن لثقلهما بالذنوب .







4/ وقال محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في تحفته الأحوذية ج 10



إني تركت فيكم من إن أخذتم به) أي اقتديتم به واتبعتموه. وفي بعض النسخ: تركت فيكم ما إن أخذتم به أي إن تمسكتم به علماً وعملاً (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) قال التوربشتي عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "أهل بيتي" ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه انتهى. قال القاري والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم وهو لا ينافي أخذ السنة من غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"



إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أورد حديث الثقلين



فقد أورده للصحابة بالمقام الأول لكي لا يقعوا في الضلال والاختلاف في الدين , فلو فرضنا صحة القول أنه لا ينافي أن يؤخذ الدين من غيرهم وبالأصح من أي صحابي آخر فما هو وزن حديث الثقلين والحال أن كلهم من الصحابة ؟



أما حديث أصحابي كالنجوم الذي استدل فيه فهو موضوع وقد نص على وضعه الألباني في سلسلته الضعيفة ج1 ص 144



وقال أيضا في سبب توضيع الحديث



(الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم لم يجز أن يأمر بما نهى عنه , و هو عليه

السلام قد أخبر أن أبا بكر قد أخطأ في تفسير فسره , و كذب عمر في تأويل تأوله

في الهجرة , و خطأ أبا السنابل في فتيا أفتى بها في العدة ,
فمن المحال الممتنع

الذي لا يجوز البتة أن يكون عليه السلام يأمر باتباع ما قد أخبر أنه خطأ .


فيكون حينئذ أمر بالخطأ تعالى الله عن ذلك , و حاشا له صلى الله عليه وسلم من

هذه الصفة , و هو عليه الصلاة و السلام قد أخبر أنهم يخطئون ,
فلا يجوز أن

يأمرنا باتباع من يخطيء
, إلا أن يكون عليه السلام أراد نقلهم لما رووا عنه

فهذا صحيح لأنهم رضي الله عنهم كلهم ثقات , فمن أيهم نقل , فقد اهتدى الناقل .

و الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول الباطل , بل قوله الحق ,

و تشبيه المشبه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد و كذب ظاهر , لأنه من أراد جهة

مطلع الجدي , فأم جهة مطلع السرطان لم يهتد , بل قد ضل ضلالا بعيدا و أخطأ خطأ

فاحشا , و ليس كل النجوم يهتدى بها في كل طريق , فبطل التشبيه المذكور و وضح

كذب ذلك الحديث و سقوطه وضوحا ضروريا .)



ونخرج هنا بفائدتين :



الأولى أن هذا القول يخرج أبا بكر وعمر من حديث الخلفاء الراشدين السالف ذكره



لأنه أمر اتباع سنتهم التي هي هدي من الله .



الثاني بما النبي صلى الله عليه وآله أمرنا باتباع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ,

ومن المحال الممتنع أن يأمرنا باتباع من يخطيء





وعليه نقول أن الدخول في مفهوم أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لا يكون إلا بنص

واضح جلي لا يأتيه الشبهه فتخرج منه النساء ولا تدخل إلا بدليل أنهن داخلات في العترة التي تعصم من الضلال





ولو قال قائل لم نجد أن في هذا الحديث أنه لا يدخل في العترة نص بل نكتفي أن يكون عالما من العترة .



نقول : لو سلمنا أن كل عالم من العترة دخل في هذا الحديث ستجد أنك لو ذهبت اليوم في العراق وإيران لوجدت الآلاف من العمائم السوداء المنتسبة لرسول الله صلى الله عليه وآله من الشيعة , ولو ذهبت إلى المغرب العربي لوجدت بعددهم من العلماء الصوفية , ولو ذهبت إلى الحجاز لوجد من الأشراف والسلفية من ينتسب للعترة الطاهرة , ولا يوجد واحد من هؤلاء يقول أنه على باطل بل كلهم ينطقون بكلمة واحدة أن كل واحد منهم صاحب حق وما سواه قد جانب الصواب



وبهذا لا نعرف عن أيّ العلماء من العترة تكلم الحديث , هل كان يعني علماء العترة من السلفية ؟ أو علماء العترة من الشيعة ؟ أو علماء العترة من الصوفية ؟ أو.....أو.......إلخ



فوجود النص في تحديد العترة أمر لا بد منه ونقصه في الكتب هو نقص في السنة الموجودة والتراث الموجود



ونزيد برد القول أن النساء داخلات في هذا المفهوم برد الآلوسي كما ورد في تفسيره ج 22 - ص 16



(يلزمنا أن ندين الله تعالى برأيه لا سيما وظاهر الآية معنا وكذا العرف وحينئذ يجوز أن يكون أهل البيت الذين هم أحد الثقلين بالمعنى الشامل للأزواج وغيرهن من أصله وعصبته صلى الله عليه وسلم الذين حرموا الصدقة بعده ولا يضر في ذلك عدم استمرار بقاء الأزواج كما استمر بقاء الآخرين مع الكتاب كما لا يخفى اه‍ ، وأنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين - وفي رواية - ثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين لأن عترة الرجل كما في " الصحاح " نسله ورهطه الأدنون ، وأهل بيتي في الحديث الظاهر أنه بيان له أو بدل منه بدل كل من كل وعلى التقديرين يكون متحدا معه فحيث لم تدخل النساء في الأول لم تدخل في الثاني . وفي النهاية أن عترة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب . وقيل أهل بيته )



أليس من النقص الشديد في التراث السني وما يوجع القلب أنك إذا سألت أحد السنة



منهم العترة الذين هم الخلفاء الراشدين بعد النبي صلى الله عليه وآله الذين قال عنهم أنهم مهديين وأمر باتباعهم ؟



اكتفى بقوله : لا أعلم ولو كان هذا مهما لقاله النبي صلى الله عليه وسلم !!!!!!



5/ وقال ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث ج 1 - ص 216



ثقل ) ( ه‍ ) فيه ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ) سماهما ثقلين ، لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . ويقال لكل خطير [ نفيس ] ( 2 ) ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما .





بقي أمر وهو النص الذي يحتج به السلفية ومن أراد أن يرد هذا الحديث النير



بكسره ولي نصه



وقد نُقِل هذا الرأي في تحفة الأحوذي أيضا



قوله: (عن عطية) هو العوفي. قوله: (أحدهما) وهو كتاب الله (أعظم من الاَخر) وهو العترة (كتاب الله) بالنصب وبالرفع (حبل ممدود) أي هو حبل ممدود ومن السماء إلى الأرض يوصل العبد إلى ربه ويتوسل به إلى قربه (وعترتي) أي والثاني عترتي (أهل بيتي) بيان لعترتي، قال الطيبي في قوله: "إني تارك فيكم إشارة" إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يوصي الأمة بحسن المخالقة معهما وإيثار حقهما على أنفسهم كما يوصي الأب المشفق الناس في حق أولاده، ويعضده ما في حديث زيد بن أرقم عند مسلم: "أذكركم الله في أهل بيتي" كما يقول الأب المشفق الله الله في حق أولادي (ولن يتفرقا) أي كتاب الله وعترتي في مواقف القيامة (حتى يردا علي) بتشديد الياء (الحوض) أي الكوثر يعني فيشكرانكم صنيعكم عندي (فانظروا كيف تخلفوني) بتشديد النون وتخفف أي كيف تكونون بعدي خلفاء أي عاملين متمسكين بهما. قال الطيبي: لعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن أن إيجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} فإنه تعالى جعل شكر إنعامه وإحسانه بالقرآن منوطاً بمحبتهم على سبيل الحصر فكأنه صلى الله عليه وسلم يوصي الأمة بقيام الشكر. وقيل تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران فمن أقام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يرد الحوض فشكرا صنيعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينئذ هو بنفسه يكافئه والله تعالى يجازيه بالجزاء الأوفى ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه على العكس، وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله "فانظروا كيف تخلفوني فيهما"، والنظر بمعنى التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا الروية في استخلافي إياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء. قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه مسلم من وجه آخر ولفظه: "ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما ـ كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال "أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" الحديث.



لاحظوا أيها الأخوة هذا الرأي الذي يتنافى مع المنطق السليم والفهم السليم لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم



فلاحظوا أن مقام الحديث مقام إرشاد لا مقام وصية شخصية , فلو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد بهذا الحديث أن يطمئن على أهل بيته كما أراد أن يوهمنا البعض لما جمع من أجله الصحابة بل جعل هذه الوصية لخصوص الصحابة الذين لهم علاقة مباشرة بأهل بيته صلى الله عليه وآله .



ثانيا لو كان هذا الحديث في مقام الوصية لحسن المخالقة مع أهل البيت فقط لما جعله ثقل يقابل القرآن والعمل به ثقيل فلا أظن أحدا يقول أن حسن الخلق والمعاملة هو عمل ثقيل على الأمة !!!!



ثالثا لو كان هذا الفهم صحيحا فما دخل العصمة من الضلالة في حسن معاشرة أهل البيت والوصية لهم بطيب المعاشرة ؟



رابعا لو كان هذا الفهم صحيحا لماذا قال أنهما لا يفترقان مع القرآن ؟؟ ولم نجد قرينة تدل على أن المقصود بعدم الإفتراق أنها في مواقف القيامة لا في غيرها .



ألا تجد أن تأويل النص بهذه الطريقة القبيحة في الواقع تهرب من مفهوم صريح واضح أوضح من الشمس في رابعة النهار ؟



أخي القاريء لا تجعل من نفسك دمية تتحرك كيفما أرادوا وبالطريقة التي أرادوا



فأنت مسؤول أمام الله يوم القيامة .



وسبحانك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين .




كتبه وأملاه من عشق قلبه وتعلق بذكر الآل
ويتشرف لو كان عبدا لأم البنين على أبنائها وعليها السلام
Al-manhajy

عفا الله عنه وعن والديه




أضاف الاخ حفيد القدس،
اللهم صل على محمد وال محمد

الأستاذ المنهجي بارك الله فيك ونفع بك ،،

اقتباس:
حتى المناوي في هذا النص رجح أن معنى العترة هم أصحاب الكساء لأنهم كما أسلفنا أخص الأقارب , ولا معنى في القول أن كل من حرمت عليه الصدقة كان داخلا ضمن العترة الواجب تمسكها
(( أقول ))

جاء في كتاب العيون ج2/ صـ 26 حديث 25 بسند معتبر ( حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة ؟ فقال : انا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه )

وهذا نص جلي أن حديث الثقلين يخص الإمامة والإئمة من بعد الرسول صل الله عليه وآله وسلم والمرجع الرئيسي الذي أوجب الرسول صل الله عليه واله وسلم إتباعه وفاطمة عليها السلام لا تدخل في حديث الثقلين وهنا نذكر كلام للشيخ التلميذ أعزه الله حيث قال في كلمات جميلة ( لا جريمة كبرى ولا شيء من ذلك، فالإمام علي عليه السلام فسّر المراد من العترة وأهل البيت في حديث الثقلين لا المراد من أهل البيت في آية التطهير ، وحديث الثقلين هو النص الخاص بالأئمة من العترة الطاهرة الذين يتولون قيادة الأمة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، والزهراء عليها السلام ليست واحدة منهم ، فلكونها ليست بإمام وليس لها قيادة الأمة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله فهي ليست داخلة في لفظة العترة المرادة في حديث الثقلين ، وإن كان هي من العترة وأهل البيت بأدلة أخرى لأن حديث الثقلين ليس بصدد بيان من هم العترة وأهل البيت وإنما بصدد بيان من هم العترة وأهل البيت الذين لهم قيادة الأمة وقد بينهم أمير المؤمنين عليه السلام وأنهم هو عليه السلام والحسن والحسين والتسعة الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام ، والزهراء عليها السلام قولها حجة لكونها معصومة ، فليس كل معصوم إمام ويلزم أن يكون كل إمام معصوما )

والحمد لله رب العالمين